الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديـات الثقافيـة > المنتدى الإسلامي

المنتدى الإسلامي هنا نناقش قضايا العصر في منظور الشرع ونحاول تكوين مرجع ديني للمهتمين..

 

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-10-2022, 01:57 PM   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
عوني القرمة
أقلامي
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل

Bookmark and Share


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 1) المدخل

(إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَسۡتَحۡيِۦٓ أَن يَضۡرِبَ مَثَلٗا مَّا بَعُوضَةٗ فَمَا فَوۡقَهَاۚ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فَيَعۡلَمُونَ أَنَّهُ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّهِمۡۖ وَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَآ أَرَادَ ٱللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلٗاۘ يُضِلُّ بِهِۦ كَثِيرٗا وَيَهۡدِي بِهِۦ كَثِيرٗاۚ وَمَا يُضِلُّ بِهِۦٓ إِلَّا ٱلۡفَٰسِقِينَ 26)







(وَمَا يُضِلُّ بِهِۦٓ إِلَّا ٱلۡفَٰسِقِينَ):

(ٱلۡفَٰسِقِينَ): مفعول لـ (يُضِلُّ)، وهو استثناء مُفَرّغ. ويجوز عند القرّاء أن يكون منصوباً على الاستثناء والمستثنى منه محذوف تقديره: وما يُضِلُّ به أحداً إِلاَّ الفاسقين؛ كقوله:
نَجَا سَالِمٌ والنَّفْسُ مِنْهُ بِشِدْقِهِ ..... وَلَمْ يَنْجُ إِلاَّ جَفْنَ سَيْفٍ ومئزَرَا
أي: لم ينجُ بشيء إلا جفن سيف.
ومعنى: (وَمَا يُضِلُّ بِهِۦٓ إِلَّا ٱلۡفَٰسِقِينَ)، أي: وما يكون ذلك سبباً للضلالة إلا عند من خرج عن الحق.
وقال بعض أهل العلم: معنى: يضلّ ويهدي: الزيادة في الضلال والهدى، لا أن ضرب المثل سبب للضلالة والهدى، فعلى هذا يكون التقدير: نزيد من لم يصدق به وكفر ضلالاً على ضلالة، ومن آمن به وصدق إيماناً على إيمانه.
والفاسق هو الخارج من طاعة الله تعالى. فتارة يكون ذلك بكفر وتارة يكون بعصيان غير الكفر.
و "الفِسْقُ" لغةً: الخروجُ، يقال: فَسَقَ يَفْسُقُ ويَفْسِقُ - بالضم والكسر - في المضارع فِسْقاً وفُسُوقاً، فهو فَاسِقٌ. يقول رُؤْبَة يصف إبلاً:
يَهْوِينَ فِي نَجْدٍ وَغَوْراً غَائِراً ..... فَوَاسِقاً عَنْ قَصْدِهَا جَوَائِرَا
و "الفسيق": الدائم الفسق.
وحقيقة الفسق خروج الثمرة من قشرها؛ فيقالُ: فَسَقَتِ الرُّطَبَةُ عن قِشْرهَا، أي: خَرَجَتْ، وهو عاهة أو رداءة في الثمر فهو خروج مذموم يعد من الأدواء مثل ما قال النابغة:
صِغار النوى مكنوزة ليس قِشْرُها ..... إذا طار قِشْر التمر عنها بطائر
قالوا: ولم يسمع في كلامهم في غير هذا المعنى حتى نقله القرآن للخروج عن أمر الله تعالى الجازم بارتكاب المعاصي الكبائر، فوقع بعد ذلك في كلام المسلمين.
والفسقُ في عرف الاستعمال الشرعي الخروج من طاعةِ اللهِ - عز وجل - فقد يقع على من خرج بعصيان. واختلفوا في أنَّهُ مؤمنٌ أو كافر؛ فقال بعضهم: هو مؤمن، وعند الخوارج: أَنَّه كافرٌ، واحتجوا بقوله: (إِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ 67) التوبة، وقوله: (وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ حَبَّبَ إِلَيۡكُمُ ٱلۡإِيمَٰنَ وَزَيَّنَهُۥ فِي قُلُوبِكُمۡ وَكَرَّهَ إِلَيۡكُمُ ٱلۡكُفۡرَ وَٱلۡفُسُوقَ وَٱلۡعِصۡيَانَۚ) الحجرات 7، وقوله: (بِئۡسَ ٱلِٱسۡمُ ٱلۡفُسُوقُ بَعۡدَ ٱلۡإِيمَٰنِۚ) الحجرات 11 ، وعند المعتزلة: أنَّه لا مؤمن ولا كافر.
وقُريءَ: {يُضِلُّ به كثيرٌ ويُهْدىٰ به كثيرٌ، وما يُضَلُّ به إلا الفاسقُون} بالبناء للمفعول، وقُريءَ أيضاً: {يَضِلُّ به كثيرٌ ويَهْدي به كثيرٌ، وما يَضِلُّ بِه إلا الفاسقون} بالبناء للفاعل، وهي قراءات مخالفة للمصحف المجمع عليه.



درجات الفسق:
للفسق مراتب كثيرة تبلغ بعضها إلى الكفر. وقد أطلق الفسق في الكتاب على جميعها لكن الذي يستخلص من الجمع بين الأدلة هو ما اصطلح عليه أهل العلم من المتكلمين والفقهاء، وهو أن الفسق غيرُ الكفر. وأن المعاصي وإن كثرت لا تزيل الإيمان وهو الحق، وقد لقب الله اليهود في مواضع كثيرة من القرآن بالفاسـقين، ولعله هو المراد هنا.
ولعل ما يقرب مفهوم الفسق هو مقارنته بمستويات العصيان من الكفر والظلم، وهو ما ورد في سورة المائدة في فواصل آيات: (وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ) على ترتيب المصحف:
1) (فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡكَٰفِرُونَ 44)
2) (فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ 45)
3) (فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ 47)

والذي لا يحكم بما أنزل الله هو قطعاً أحد هؤلاء، ويكون ظالماً وفاسقاً وكافراً إذا انطبقت عليه كل حالات الآيات. وهي كلها معانٍ متباينة، لكل معنى منها مدلوله الخاص، وإن اشترك كل منها مع الآخرين في طرف دلالي، فالكفر ظلم للنفس، لا محالة، وكذلك الفسق. والظلم قد يصل إلى الكفر. والفاسـق أعمّ من الظالم وليس بالضرورة أن يتعلق بظلمه للآخرين، فالإنسان إذا لم يؤدي العبادات يكون ظالماً لنفسه، ويقال عنه: فاسق وليس ظالماً بمعنى الظلم لغيره. وآدم وزوجه قالا: (رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا) الأعراف 23، وملكة سبأ قالت: (رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي) النمل 44. ومن حيث ترتيب الآفات الثلاثة من حيث العموم تكون: الظلم ثم الفسق ثم الكفر.

وإن أعلى درجات الفسق هي ما يسمونه بالفسق الأكبر، وهو ما وصم به المنافقون في قوله تعالى في سورة براءة: (إِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ 67) وقال: (وَلَا تُصَلِّ عَلَىٰٓ أَحَدٖ مِّنۡهُم مَّاتَ أَبَدٗا وَلَا تَقُمۡ عَلَىٰ قَبۡرِهِۦٓۖ إِنَّهُمۡ كَفَرُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَمَاتُواْ وَهُمۡ فَٰسِقُونَ 84)، وهو ما قيل عن الكفار من قوم نوح وقوم فرعون (إِنَّهُمۡ كَانُواْ قَوۡمٗا فَٰسِقِينَ 12)النمل. وهذا هو أشد أنواع المعاصي وأكبرها، وأشد وأسوأ أنواع الفسوق؛ لأنه يخرج صاحبه عن الملة، فلا يُقبل له عمل.
أما ما دون ذلك من أنواع الفسق، فأدناه ما يسمى بالفسق الأصغر، وهو تعاطي صغائر المعاصي والذنوب، والتي لا تخرج صاحبها عن الملة، بل تُكتب عليه سيئة، فإذا كبر الفسق، ونمى فصار رصيداً كبيراً من السيئات، خشيَ أن تَعْظُمَ إذا لم تطهرها التوبة والاستغفار، لتصير من الفسق الأكبر الذي يدخل صاحبه النار.

ما وجه إسناد الضلال إلى الله؟:

إنَّ إسناد الإضلال إلى الله - تعالى - مراعىً فيه أنه الذي مكن الضالين من الكسب والاختيار بما خلق لهم من العقول وما فصل لهم من أسباب الخير وضده. وفي اختيار إسناده إلى الله - تعالى - مع صحة إسناده لفعل الضال، إشارة إلى أنه ضلال متمكن من نفوسهم حتى صار كالجِبلة فيهم، فهم ميئوس من اهتدائهم، حتى أحاط بهم، فـ (خَتَمَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ) البقرة 7. إنَّ إسناد الإضلال إلى الله - تعالى - منظور فيه إلى خَلق أسبابه القريبة والبعيدةِ، وإلا فإنَّ الله أمَر الناس كلهم بالهدى وهي مسألة مفروغ منها في علم الكلام.

فقوله: (وَمَا يُضِلُّ بِهِۦٓ إِلَّا ٱلۡفَٰسِقِينَ):
- إما مسوق لبيان أن للفسق تأثيراً في زيادة الضلال لأن الفسق يرين على القلوب ويكسب النفوس ظلمة فتتساقط في الضلال المرة بعد الأخرى على التعاقب، حتى يصير لها دربة.وهذا الذي يؤذن به التعليق على الوصف المشتق إن كان المراد به هنا المعنى الاشـتقاقي، فكأنه قيل هؤلاء فاسقون وما من فاسق إلا وهو ضال فما ثبت الضلال إلا بثبوت الفسق على نحو طريقة القياس الاقتراني.
- وإما مسوق لبيان أن الضلال والفسق أخوان، فحيثما تحقق أحدهما أنبأ بتحقق الآخر على نحو قياس المساواة إذا أريد من الفاسقين المعنى اللقبي المشهور فلا يكون له إيذان بتعليل.
- وإما لبيان أن الإضلال المتكيف في إنكار الأمثال إضلال مع غباوة فلا يصدر إلا من اليهود وقد عرفوا بهذا الوصف. وإنْ كان محمل الفاسقين على ما يشمل المشركين واليهود الذين طعنوا في ضرب المثل، كان القصر في قوله: (وَمَا يُضِلُّ بِهِۦٓ) بالإضافة إلى المؤمنين ليحصل تمييز المراد من المضلل والمهتدى، وإن كان محمل الفاسقين على اليهود كان القصر حقيقياً ادعائياً أي: يضل به كثيراً وهم الطاعنون فيه وأشدهم ضلالاً هم الفاسقون. ووجه ذلك أن المشـركين أبعد عن الاهتداء بالكتاب لأنهم في شـركهم، وأما اليهود فهم أهل كتاب وشأنهم أن يعلموا أفانين الكتب السماوية وضرب الأمثال فإنكارهم إياها غاية الضلال فكأنه لا ضلال سواه.






 
رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

اشترك في مجموعة أقلام البريدية
البريد الإلكتروني:
الساعة الآن 01:34 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2023, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط