الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديـات الثقافيـة > منتدى الأسرة والمرأة والطفل

منتدى الأسرة والمرأة والطفل نعنى بكافة شؤون الأسرة ومشاكل الأطفال ونحاول مساعدة المرأة في إدارة أمور حياتها والنظر في همومها اليومية، وطرق تربية الأبناء.

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-09-2014, 02:00 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
خليف محفوظ
أقلامي
 
الصورة الرمزية خليف محفوظ
 

 

 
إحصائية العضو







خليف محفوظ غير متصل


افتراضي الطفل الجائع




حدث هذا المساء حين كنت أسير في شارع محمد بوضياف ، و هو أحد الشوارع الكبرى في المدينة ...يمتد من طريق المحطة إلى حي بن بولعبد كنهر عظيم يهدر بسيل عارم من المشاة و السيارات ...

كنت أسلم رجلي للرصيف ضمن التيار البشري المتدفق في حركة حافلة
متأملا هذه اللحظة المكتضة من مساء المدينة .

كانت تسير أمامي فتاة في مقتبل العمر تضج شبابا ، ترمي خصلات شعرها طليقة على ظهرها و كتفيها ، تضع إحدى يديها في جيبها وفي أذنيها سماعات تضخ لها موسيقى عزلتها عن عالم الشارع ...

قريبا منها كان طفل في العاشرة يسير في هيئة رثة يسحب قدميه في قبقاب كوتشو لم يحمهما من ا لأذى فبدتا سوداوين مما تراكم عليهما من الأوساخ ، و في جانب رأسه بقعة جرداء زال عنها الشعر تنم أن الطفل تلقى فيها ضربة حادة أو تعرض لحادث حرق خطير ...

حين صارت الفتاة بجواره تحدث إليها بما لم أفهمه . و لأن الفتاة كانت تسد أذنيها بالسماعات لم تنتبه إليه و مضت منشدة إلى ما يتدفق في سمعها من موسيقى ...

ثم تجاوزني رجل يحث الخطى مستعجلا ، و حين صار بمحاذاة الطفل رفع هذا الأخير بصره إلى الرجل و تحدث إليه بما لم أسمعه ...

و لأن الرجل كان في عجلة من أمره لم يحاول أن يعرف ماذا يريد منه الطفل و مضى يدفع خطاه في نهر الشارع الصاخب ...

حين صرت بمحاذاة الطفل رفع إلي بصره و حدثني بما بدا أنه كان يحدث به من سبق ، قال :

- يا عمي ، اعطني ألفين أشتري بهما كاسكروط (لمجة) أنا جائع ،لم آكل شيئا .

كنا في حدود الخامسة مساء .

سألته :

- لم تأكل شيئا حتى الآن ؟
- نعم ، والله يا عمي .

كنا على مقربة من قارقوطي ( بائع السندويتشات )

قلت له: هاك ، قل له يعطيك كاسكروطا .

يا إلهي ...! اللهفة التي أمسك بها النقود ... !

الإيماض الذي لمعت به عيناه ... !

حركته و هو يتجه إلى بائع السندوتشات ...!!!

أن يجوع طفل في مدينة بلا قلب أقصى ما تتحمله نفس من الألم ...

مضى الشارع يتدفق صخابا ، و مضيت أضمد ما تمزق مني...






التوقيع

على محيط الدائرة تندمج البداية بالنهاية / هريقليطس

 
رد مع اقتباس
قديم 30-09-2014, 04:26 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
فاطِمة أحمد
طاقم الإشراف
 
الصورة الرمزية فاطِمة أحمد
 

 

 
إحصائية العضو







فاطِمة أحمد غير متصل


افتراضي رد: الطفل الجائع

الخمس أسطر الأخيرة وما فيها من إنسانية شفافة
برقت بيد قلم بارع .. ويمكنها أن تصعق كل ذا قلب أو بدون قلب
وتوقفت عن السطر ما قبل الأخير كثيرًا ...

شكرًا لقلمك الأنيق الأديب القدير خليف محفوظ، والذي يستحق التثبيت كبعضٍ من شكر وثناء ..

ممتنين لجهودك القيمة.







 
رد مع اقتباس
قديم 30-09-2014, 09:36 PM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
خليف محفوظ
أقلامي
 
الصورة الرمزية خليف محفوظ
 

 

 
إحصائية العضو







خليف محفوظ غير متصل


افتراضي رد: الطفل الجائع

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطِمة أحمد مشاهدة المشاركة
الخمس أسطر الأخيرة وما فيها من إنسانية شفافة
برقت بيد قلم بارع .. ويمكنها أن تصعق كل ذا قلب أو بدون قلب
وتوقفت عن السطر ما قبل الأخير كثيرًا ...

شكرًا لقلمك الأنيق الأديب القدير خليف محفوظ، والذي يستحق التثبيت كبعضٍ من شكر وثناء ..

ممتنين لجهودك القيمة.

شكرا لك أستاذة فاطمة على جميل ما خط قلمك ...

إنما هذا لذوقكم الرفيع و حسكم الإنساني العالي

شكرا على التثبيت

تحيتي







التوقيع

على محيط الدائرة تندمج البداية بالنهاية / هريقليطس

 
رد مع اقتباس
قديم 07-03-2016, 08:17 PM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
ريما حسن
أقلامي
 
الصورة الرمزية ريما حسن
 

 

 
إحصائية العضو







ريما حسن غير متصل


افتراضي رد: الطفل الجائع

أن يجوع طفل في مدينة بلا قلب أقصى ما تتحمله نفس من الألم ...
حقا مدن بلا قلب ، وبعض الوجع جمال عميق لأنه يلامس انسانيتنا .
جزيل تقدير أستاذ خليف







التوقيع

 
رد مع اقتباس
قديم 02-04-2017, 08:58 PM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
هارون غزي المحامي
أقلامي
 
إحصائية العضو







هارون غزي المحامي غير متصل


افتراضي رد: الطفل الجائع

ألفاظ جزلة مشعة زغزغت إحساسي. وسرد يتجه بي الي جوالأنثي اللاهية الماتع .
وأنها محور القص.
وإن عدم سماع الفتاة والرجل المتعجل لملافظ الولد- أثار في حب استطلاع مضمون كلام الصبي.
حتي اذا ماتلقفت المضمون فإذا هو مايقيم أود الصبي ويسد جوعته.
فيالها من معاناة نسأل الله ألا تصيب أحدا.
قرأت واستمتعت وتعلمت. وفقك الله.







 
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 09:54 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط