الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديــات الأدبيــة > منتـدى الشعـر المنثور

منتـدى الشعـر المنثور مدرسة فرضت نفسها على الساحة بكل قوة واقتدار، وهنا نعانق مبدعيها ومريديها في توليفة لا تخلو من إيقاع..

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-05-2016, 07:31 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
زياد هواش
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو







زياد هواش غير متصل


افتراضي في عشق دمشق..

قصيدة الخريف
(1)

في عشق دمشق..

المدينة التي يُمزق أثوابها الغدر

الأنثى التي تقطر من دفاترها الدماء
يُقلّب صفحات تراثها العتيقة الريح الأصفر
يُذيب رخام معبدها المتآكل الملح والماء
تبحث بكل توحشها عن ينابيع الخلود
تجرّ خلف تعطشها مرساة الفناء
سفينة ضائعة في ميناء مهجور
أشعلها نبيذ الغروب
وغمرتها فضة القمر
ثم يطلع الفجر
ويكشف عريها الضوء

مدينة أشعلت بكفيها الجمر
وتساقطت من عينيها حبات البخور

تلك الأنثى التي ترتدي خنجرها في عتمة الليل
تغتال المدينة والرجال
تتسربل بعباءة مضرجة بالويل
تبحث في السراديب عن سرّ البقاء
في زمن الرحيل

أخطر الجراح النازفة يا دمشق
في حضرة الموت القارس تندمل
أنا الآن أزفك بثوبك الأسودَ
ذلك الذئب الذي توعدَ

جاء الخريف
على جناح حمامة تطير في وضح النهار
الريح البارد
يُداعب الأوراق المتساقطة على الرصيف
أنينها وهي تتدحرجْ
يشي بالمطر والحرجْ

الداكن المتمكن
يُغلق الأفق الأزرق
تبدو الغيوم أقرب وأعمق
ترحل من الجنوب القريب إلى الشمال البعيد
تصير أكثف وأثقلْ
تتمرد وتتمدد
كأن هذه البلاد المخُضلة بالدماء
تنتظر المطر الأسود

تلك الأنثى التي تنحدر كسيل
تتجمل بقوس قزح في أرذل العمر
تُنشب في جسد البلاد أظافرها الرصاصية
شربت حتى ظلها الممزق الأرض الظامية
تمشي الآن الى هاويتها حافية

حتى المدن القديمة يا دمشق تموت
القدس وبغداد وبيروت
تقوم من ركام أحقادها
تضيع في متاهات الانتقام

أنا لست ذلك الحالم المُتيم
يطفئه الخوف ويشعله الألم

العاشق الذي يهيم لا يتجدد
العاشقة التي تخون لا تتردد
دمشق التي طرّزت ثوبها بالنجيع
تحترق الآن وتبتعد

كيفما اتجهت إليها
يغطي وجهها الدخان المتصاعد
من احتراق القناديل
يحجب لؤلؤها الرماد المتساقط
على جبين المجد الجميل

أنا يا دمشق
لا أندبك مفارقا ولا أمتهن الرثاء
ضيّعت في ضباب الخوف عيناني
وضاع في ازدحام الموت القلب
أسير إليك لا أهتدي
أقترب منك أتعب
عاشق تشهّى اللقاء
مد يديه المضرجتين بالشقاء
بي لهفة عمياء
إلى رنين نحاس الألم
بي عطش أزرق
إلى أنين جمر الدموع
أبحث عن عيناي الضائعتين لأبكي
يتآكلني الندم
أبحث فوق الأرصفة اليابسة
عن المرايا
أتعثر برماد التاريخ
والبقايا
أستند إلى ياسمينة أضرمت النار في شعرها
تتساقط فوق ظلّي قصائد ضاع عطرها
عاشق يفقد كل أمل

هجر بردى المنسكب أبدا ضفتيه
أخفى قاسيون العنيد وجهه بيديه
خبأت الغوطة أشجارها بجذورها
حتى المآذن العالية هاجرت مع طيورها
غادرت الأسوار الباقية من أبوابها ورمت المفاتيح
لملم جبل الشيخ عباءته ورماها للريح
حتى السيف الدمشقي يرحل الآن يتبعه غمده
هذا الحاضر الغائب الذي ضيّع غده
أنا الشاعر الذي اغتالته قصيدته

الرمانة التي انكسرت يتناثر عقيقها
الياسمينة التي احترقت
المدينة التي يغيب بريقها
الأنثى التي انتقمت

والآن يا دمشق الزمان
هل فات الآوان..

14/11/2015

صافيتا / زياد هواش

..






 
رد مع اقتباس
قديم 11-07-2016, 12:30 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
جوتيار تمر
أقلامي
 
إحصائية العضو







جوتيار تمر غير متصل


افتراضي رد: في عشق دمشق..

نص برز فيه قدرة الشاعرعلى ايصال صوته الداخلي ضمن الغة المحفزة التي تجعل المتلقي مرتبط بجوهرية الفكرة " دمشق" التي أستطاع الشاعر أن يصيغها وفق نسق الأستعارة التصورية لأسلوبية الصورة الشعرية بدقة وتوفيقية تثبت القيمة الادبية للشاعر من جهة، والتأثير الحدثي النصي" الموضوع" على الذات الشاعرة...


محبتي ايتها الراقي
جوتيار







 
رد مع اقتباس
قديم 13-07-2016, 10:01 AM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
زياد هواش
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو







زياد هواش غير متصل


افتراضي رد: في عشق دمشق..

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جوتيار تمر مشاهدة المشاركة
نص برز فيه قدرة الشاعرعلى ايصال صوته الداخلي ضمن الغة المحفزة التي تجعل المتلقي مرتبط بجوهرية الفكرة " دمشق" التي أستطاع الشاعر أن يصيغها وفق نسق الأستعارة التصورية لأسلوبية الصورة الشعرية بدقة وتوفيقية تثبت القيمة الادبية للشاعر من جهة، والتأثير الحدثي النصي" الموضوع" على الذات الشاعرة...


محبتي ايتها الراقي
جوتيار
شكرا لك ايها الصديق الحرّ جوتيار ..

..






 
رد مع اقتباس
قديم 13-07-2016, 06:36 PM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
لين أحمد
أقلامي
 
الصورة الرمزية لين أحمد
 

 

 
إحصائية العضو







لين أحمد غير متصل


افتراضي رد: في عشق دمشق..

لوحة حزينة تدمي القلب قبل العين... وذاك الكفن الأسود جعلني أتوقف لبرهة وأسكب دمعاً غزيراً يرافقه لحن الآهات الموجوعة
أبدعتَ تجسيد الحزن والأسى أستاذنا الفاضل
تحيتي وتقديري







التوقيع

أشتهي بكاءاً حرّاً على ضفافِ منكبيك
لأغرسَ أظافرَ قلبي على جدارِ عمركَ
*لين*
 
رد مع اقتباس
قديم 14-07-2016, 04:05 AM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
زياد هواش
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو







زياد هواش غير متصل


افتراضي رد: في عشق دمشق..

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لين أحمد مشاهدة المشاركة
لوحة حزينة تدمي القلب قبل العين... وذاك الكفن الأسود جعلني أتوقف لبرهة وأسكب دمعاً غزيراً يرافقه لحن الآهات الموجوعة
أبدعتَ تجسيد الحزن والأسى أستاذنا الفاضل
تحيتي وتقديري
أختي وسيدتي الفاضلة ..
حاولت عمرا بحاله أن اصنع الفرح فانتهيت حزينا يكتب الحزن .
يا لها من خسارة...

..






 
رد مع اقتباس
قديم 14-07-2016, 05:17 AM   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
لين أحمد
أقلامي
 
الصورة الرمزية لين أحمد
 

 

 
إحصائية العضو







لين أحمد غير متصل


افتراضي رد: في عشق دمشق..

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زياد هواش مشاهدة المشاركة
أختي وسيدتي الفاضلة ..
حاولت عمرا بحاله أن اصنع الفرح فانتهيت حزينا يكتب الحزن .
يا لها من خسارة...

..
هذه حال الأغلبية أخي الفاضل نصيبنا من الوجع والحزن كبير
ولكن بعد الحمدلله نقول البوح الحزين أجمل... نعزي أنفسنا بهذه المقولة
باعد الله عنك الحزن وأفاض عليك غيثاً من سعادة لا تنتهي
يسعد أوقاتك






التوقيع

أشتهي بكاءاً حرّاً على ضفافِ منكبيك
لأغرسَ أظافرَ قلبي على جدارِ عمركَ
*لين*
 
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 06:44 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط