زيت فاسد

[منال علي عبدالله]

هذا المكان مثل أمي ..

أمي التي ليس كمثلها شيء إلا الأشياء التي تشبهها ..قد تبدو كتابتي هذه المرة لأول وهلة أنني اشتقت للحديث عن أمي حول فناجين الشاي..والخبز الذين يحن إليه مارسيل بأغانيه والقهوة العالقة بأنف الكتابة كلما حاولت غليها لتناسب رائحة أمي !!

لكن الأمر مختلف تماماً ..فأمي ليست محور الحديث هنا..
هو تشبيه للمكان فقط فاض عن محتواه ليخرج عن إطار الزمن أيضاً ..فهنالك أشياء يصعب علينا حصرها بجدار الوقت والأرض ..
تماماً..
مثل أمي والكتابة !!

كنت سأقول لولا ثرثرتي التي تفضحني في كل مكان تاركة لساني يرثي مقامه الخامد في حنجرتي..
أن الأشياء التي لا تشترى صارت تشترى ..
لكنها مجهولة مثل صوت الصرير الذي تصدره الستائر والأبواب حينما تحن "لزيتها" !!

هكذا كذبوا عليك وأوهموك بأسباب لا تعرفها الأبواب والستائر "شخصياً" ولو أنك سألتها وجهاً لوجه ستكون إجابتها حتماً مختلفة !!

الأبواب والستائر يا هذا لا تحن إلى الزيت ..

إنها تئن فقط على غياب أخيلة حفرت بداخلها ظلّ أقدام كانت ذات يوم هنا ..
وتفاصيل وجوه شاخت على حليب الشمس كلما سطعت بأشعتها على أطفال البيت الرّضع !!

وأصوات خافت من آذان الجدار واطمأنت لآذان البشر فاحتفظ الجدار بقرقعة رؤوسهم عليه بعد حين من الندم !!

أي زيت هذا يا صاح ..!!

كيف برمجوك على هذه القاعدة ..كلما زئر بأذنك باب أسرعت الى المطبخ لتحضر إليه العلاج الغبي ذاك؟

كيف تطعمه وصفة كان من الأجدر بها أن تكون على الخبز تواسي رشة الزعتر ؟

كيف حكمت معهم على أمعاء تلك الجمادات أن وليمتها الوحيدة سائل أصفر ينساب الى مساماتها فيسمنها ويغنيها عن " جوع الحنين " مرضها الأصلي الذي تزامن مع مرض تصديقك لهم فظل قابعاً بعظامها !!

الأبواب والستائر حينما ضاع طبيبها..تحكّم بوجعها الحمقى مثلك !!

وكم من باب وستارة من لحم ودم ..كنّا أطبائها نحن جميعاً والحمقى لها أيضاً؟

[لين أحمد]

الله الله ما أجملكِ يا منال
رؤية مختلفة أراها هنا، الزمان والمكان وصدى نداءات وأنين.. داء ودواء وحماقة المتخبط في دوامة المألوف واللامألوف..
استمتعتُ بقراءة حروفكِ والتفكّر بما تحمله من معانٍ جميلة
غاليتي

[منال علي عبدالله]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لين أحمد

الله الله ما أجملكِ يا منال
رؤية مختلفة أراها هنا، الزمان والمكان وصدى نداءات وأنين.. داء ودواء وحماقة المتخبط في دوامة المألوف واللامألوف..
استمتعتُ بقراءة حروفكِ والتفكّر بما تحمله من معانٍ جميلة
غاليتي

فليكن وجودك أجمل شيء هنا لين ..

فكل ما عداه قبيح ..

قبيح جداً !!

أشكرك من قلمي .

[سمر محمد عيد]

"الأبواب والستائر يا هذا لا تحن إلى الزيت ..
إنها تئن فقط على غياب أخيلة حفرت بداخلها ظلّ أقدام كانت ذات يوم هنا ..
وتفاصيل وجوه شاخت على حليب الشمس كلما سطعت بأشعتها على أطفال البيت الرّضع !!"
حتى الصفحات تئن يامنال..
ألم تسمعي أنينها يامرهفة الحس والمشاعر..
وجودك هو الزيت الدافئ للنوافذ والأبواب
وعبق أنفاس حروفك الطيبة؛ هو الدواء والشفاء
لصفحات تئن..تشكو الوحدة والهجر..
ومازلت أنتظر البقية يعودون..
كي نعود ونُشعل فتيل الذكريات..
فالشتاء طويل وبارد، ونحتاج دفء حضورهم..
كما أنت يا رائعة المعاني رشيقة الحروف ..
حفظك الله ورعاك..

[منال علي عبدالله]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سمرعيد

"الأبواب والستائر يا هذا لا تحن إلى الزيت ..
إنها تئن فقط على غياب أخيلة حفرت بداخلها ظلّ أقدام كانت ذات يوم هنا ..
وتفاصيل وجوه شاخت على حليب الشمس كلما سطعت بأشعتها على أطفال البيت الرّضع !!"
حتى الصفحات تئن يامنال..
ألم تسمعي أنينها يامرهفة الحس والمشاعر..
وجودك هو الزيت الدافئ للنوافذ والأبواب
وعبق أنفاس حروفك الطيبة؛ هو الدواء والشفاء
لصفحات تئن..تشكو الوحدة والهجر..
ومازلت أنتظر البقية يعودون..
كي نعود ونُشعل فتيل الذكريات..
فالشتاء طويل وبارد، ونحتاج دفء حضورهم..
كما أنت يا رائعة المعاني رشيقة الحروف ..
حفظك الله ورعاك..

صباحك مهندستي ♥ ..

فسد الزيت من شدة خيبته من الأبواب ..
من سيخرس هذا الصرير..؟
كيف ..
ومتى؟
أم أين فالاجابة معروفة ..

هنا طبعاً !!

[مصطفى محمود الصالح]

..

وكم من باب وستارة من لحم ودم ..كنّا أطبائها نحن جميعاً والحمقى لها أيضاً؟

كان هذا فصل الخطاب والقفلة المدهشة
لنص وجداني إنساني
مطعم بمشاعر مفعمة بالحب والوفاء
نص إبداعي

دمت بأجمل نبض
تقديري