اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يافا احمد
مساؤك الورد يا راحيل
كفشتيني اكفشيني
المهم الكتابة حالة من الصدق والمكاشفة لا يعرفها إلا من كانت روحه شفافة تظهر بوضوح من خلال حرفه لربما اعاني من هذه الحالة ولا استطيع الاسهاب في الكتابة بسببها والله لا ادري ..
ننقطع ونعود وهكذا حتى يتقدم القلم في العمر .
يا راحيل تملكين ذاكرة تجعلك اقرب إلى حرف الغير ، وتلتقطين بوح الروح وهذه من صفات الإنسان رقيق الحس عالي الفهم للغير ، ومن يرتبط بعلاقات سامية بالغير ، هناك من يكتب ويشارك ولكن يستطيع ان يبتعد بسهولة وسرعة وكأنما لم يكن هنا ، لا ادري هل هي ميزة مريحة ؟
ربما .
|
صباحك الخير والنقاء يايافا
أفهمك .. ولا غيري قد يفهمك بمثل ما أفهمك
نعم هذه المكاشفة والصدق يجعلنا نتردد كثيرا
بعضنا لا يحب أن يكتب عن أوجاعه وما يحزنه ..
تعري الإنسان بحزنه ليس سهلا ..
أنا أغبط أولئك الذين يكتبون عن أحزانهم حتى دون اللجوء إلى المجاز ..
وكنت زمنا أخشى الكتابة في الكثير من الأمور مع أن سماء المجاز رحب واسع والكتابة تحليق وانطلاق دون قيود ..
وليست سيرا ومشيا على الأرض برغم ذلك نحن نخشى أن نتعثر في سمائنا بوعورة الظنون والنوايا .. نخشى أن يحدث رصاص التأويل ثقوبا في حرفنا البرئ فيشوهه ..
لذا نحن دائما ما نكبل حروفنا داخل أقفاص مذهبة ..
تظل تغرد هناك بأعذب الألحان لكن داخل قفصها المذهب ..
كنت أكتب بالأردية ( الهندية ) وكان صديق خالي رحمة الله عليهما من يقرأ لي ويقوم ويصحح حرفي قبل سنوات طويلة مضت .. تربيت في حجره كنت بمثابة ابنته ، كم حملني على كتفه وبين ذراعه .. ثم لما كبرت أشرف على حرفي البسيط وكانت له ملحوظة تتكرر دائما .. ( اطلقي حرفك ، لن تبدعي إلا إذا اطلقته .. الحروف طيور حرة )
كان خالي طبعا الوسيط بيني وبينه كان أستاذا جامعيا في بلده وكاتبا أيضا .. . *
لكني لم أستطع فعل ذلك إلا مؤخرا .. بعدما تجاوزت مرحلة ( البنت الصغننة ) وصرت ( امرأة تقترب من سن النضج ) 😉✌️😅😅
قلت وماله ماخلاص كبرنا والضفيرتين صارت ضفيرة وحدة 😅😅
المهم سابقا و مازلت كنت استبدل كلمات بأخرى وأحذف عبارات بل وسطور .. وعند الإدراج كنت أحزن على حرفي الذي تشوه بيدي وبإرادتي خوفا من أن أتشوه أنا برصاص الظنون .. هذه يايافا ليست معاناتنا وحدنا ، مرة قرأت هذا الكلام على لسان أديبة هندية مع أن الهند بلد متحرر نوعا ما ، لا أذكر اسمها ، لكنها معاناة نون النسوة جميعا ..
فكلنا نأمل أن يقف القارئ في مطارات حروفنا يقطع تذكرته إلى عالم الخيال ويبحث فيه عن الدهشة فقط ، ولا ينشغل بالدهاليز والمتاهات ..
فلو رسمنا قمرا بحروفنا كونوا له السماء بأفقها الرحب الشاسع المدى .. ولو رسمنا الليل .. كونوا أنتم أيها القراء ضوء النجوم والقمر بفكركم النير المستنير ..
عن الذاكرة نعم يا يافا فلله عليّ نِعَم وأفضالٌ سبحان الكريم المنان لا أحصي ثناء عليه هو العظيم العزيز كما أثنى على نفسه .. كانت لي ذاكرة قوية عرفت بها بين الناس في الصغر وكنت في مدارس التحفيظ أحفظ في البوم الواحد ( ١٨ ) صفحة أي جزءا كاملا إلا صفحتين ، ولو أخبرتك أن الأمر ما كان يستغرق معي سوى نصف ساعة ، أو ساعة إلا ربع ، لأني كنت أحفظ الصفحة من قراءتين أو ثلاث قد لا يصدقني الكثير وقد يهزأ بي من لا يعرفني ، إلا أن من حولي يعرفون هذا عني ، وكان خالي يعول عليّ وعلى مستقبلي بالكثير ويمنيني ويمني نفسه ههه
لكن هأنذي شخص عادي وإنسانة ما تميزت بشيء عن غيرها ، مع أن الله كان قد حباني بالكثير . سبحانه وله الحمد ملء السماوات والأرض وملء ما بينهما وملء ما شاء من شيء بعدهما ..
ولقد أثرتِ أيضا في ختام حديثك أمراً مهما عن الصفات ونقائضها وأيهما قد يكون أفضل ..
دائما الصفات الحسنة كالوفاء والإيثار والتضحية والالتزام تكون كالحلية التي تزين صاحبها وتجمله ، لكنها مرهقة ومتعبة ..
ونقائضها كالأنانية والأثرة والاستهتار صدقيني مريحة جدا لصاحبها وإن كان يبدو في نظر الناس عطلا دون حلية أو فضيلة لكنهم صدقيني مرتاحون ..
لكن هذه الصفات لا تكتسب بل هي تعجن مع أرواحنا ولا نستطيع أن ننزعها إلا بنزع الروح ..
إذاً فلنقبل أنفسنا كما نحن ، فنحن لن نتغير إلا ببعثة بعد موت والمشكلة أنها موتة وبعثة واحدة لاغير .
إذاً فانسي الأمر ، سنعيش بصفاتنا هذه ونموت بها .
ونسيت أيضا أن أخبرك أن للذاكرة القوية كذلك تبعات وجوانب كثيرة سلبية ..
وأيضا أحب أن أقول أن ذاكرتي وحفظي اليوم صار أقل بكثير من الإنسان العادي وإنما كان حديثي عن وقت مضى عليه الكثير .. اليوم أنا أظنني أقل من شخص عادي من حيث الذاكرة والحفظ .
-----------------:::::::::-------------
* كان طبعا مستقرا في الهند يأتي زيارات هنا لمدينة المصطفى وكان يزور صديقه ( خالي ) ويمكث عنده طوال فترة إقامته رحمهما الله وأسكنهما فسيح الجنان .