السلام عليكم
موضوع جميل جداً , وطبعاً يسرى العزيزة لا تأتي إلا بكل جميل , أما الأستاذ رائد فقد اختار قصيدة من أجمل وأصدق ما قيل من شعر عربي .
لكن عندي ملاحظة أرجو أن لا تزعج إخواني الأقلاميين
من أحب بيتاً من الشعر وجب أن يحفظه صحيحاً وقد لاحظت أن بعض الإخوة قد نقلوا أبياتاً جميلة لكنهم لم يكتبوها صحيحة فكسروا الوزن وشوهوا المعنى الجميل.
أرجو أن تسامحوني :
1 ـ كم قائلٍ لي ذقت البين ، قلت له: ............الــذنــبُ ذنــبـــي لــسـت أدفــعــه
والصحيح : كم قائل لي ذقتَ البينَ , قلتُ له.......الذنب والله ذنبي لست أدفعه
2 ـ نعيب الزمان والعيب فينا .............وما لزماننا عيبٌ سوانا
والصحيح : نعيب زماننا والعيب فينا........وما لزماننا عيب سوانا
3 ـ اذا درت نياقـــــك فاحتلـــبها....فمــــــا تدرى الحوار لمن يكون
واذا هبت رياحــــك فاعتنمها....فلكــــــل عاصفـــــة ســــــكون
والصحيح : إذا هبت رياحك فاغتنمها.......فعقبى كل عاصفة ( أو خافقة ) سكون
وإن درّت نياقك فاحتلبها..........فلا تدري الفصيل لمن يكون
وحتى لا يكون دخولي للتعليق فقط أشارك فكثيرة هي الأبيات الجميلة قديماً وحديثاً , وفي هذه المشاركة سأختار قصيدة من الشعر الحديث فأنا من المعجبات بشعر أمل دنقل وخصوصاً قصيدته ( لا تصالح ) ولكنني سأختار لكم قصيدته (من مذكرات المتنبي) والتي يقول فيها :
أكره لون الخمر في القنٌِينة
لكنني أدمنتها.. استشفاء!
لأنني منذ أتيت هذه المدينة
وصرت في القصور ببغاء!:
عرفت فيها الداءّ!!
أمثل ساعة الضحى بين يديْ كافور
ليطمئن قلبه، فما يزال طيره المأسور
لا يترك السجن ولا يطير!
أبصر تلك الشفة المثقوبة
ووجهه المسودٌّ، والرجولة المسلوبة
.. أبكي علي العروبة!
يومئ، يستنشدني: أنشده عن سيفه الشجاع
وسيفه في غمده.. يأكله الصدأ!
وعندما يسقط جفناه الثقيلان، وينكفئ.
أسير مثقل الخطي في ردهات القصر
أبصر أهل مصر..
ينتظرونه.. ليرفعوا إليه المظلمات والرقاع!
.. جاريتي من حلب، تسألني 'متي نعود؟'
قلت : الجنود يملأون نقط الحدود
مابيننا وبين سيف الدولة
قالت: سئمت من مصر، ومن رخاوة الركود
فقلت: قد سئمت مثلك القيام والقعود
بين يدي أميرها الأبله.
لعنت كافورا
ونمت مقهورا..
'خّولة' تلك البدويّة الشٌّموس
لقيتها بالقرب من 'أريحا'
سويعةٌ، ثم افترقنا دون أن نبوحا
لكنها كل مساء في خواطري تجوس
يفتر بالشوق وبالعتاب ثغرها العبوس
أشم وجهها الصبوحا
أضم صدرها الجموحا!
... ... ...
سألت عنها القادمين في القوافلْ
فأخبروني أنها ظلت بسيفها تقاتلْ..
في الليل تجارّ الرقيق عن خبائها
حين أغاروا، ثم غادروا شقيقها ذبيحا
والأب عاجزا كسيحا
واختطفوها، بينما الجيران يرنون من المنازل
يرتعدون جسدا وروحا
لا يجرؤون أن يغيثوا سيفها الطريحا!
.. .. ..
ساءلني كافور عن حزني
فقلت إنها تعيش الآن في بيزنطة
شريدةٌ.. كالقطة
تصيح 'كافوراه.. كافوراه..'
فصاح في غلامه أن يشتري جارية روميةٌّ
تجلد كي تصيح 'وا روماه.. وا روماه..'
.. لكي يكون العين بالعين
والسنٌ بالسنٌّ!)
في الليل، في حضرة كافور، أصابني السأم
في جلستي نمت.. ولم أنم
حلمت لحظة بكا
وجندك الشجعان يهتفون: سيف الدولة
وأنت شمس تختفي في هالة الغبار عند الجولة
ممتطياٌ جوادك الأشهب، شاهرا حسامك الطويل المهلكا
تصرخ في وجه جنود الروم
بصيحة الحرب، فتسقط العيون في الحلقوم!
تخوض، لا تبقي لهم إلي النجاة مسلكا
تهوي، فلا غير الدماء والبكا
ثم تعود باسما.. ومنهكا
والصبية الصغار يهتفون في حلب:
'يا منقذ العرب'
'يا منقذ العرب'
حين تعود.. باسما.. ومنهكا
حلمت لحظة بكا
حين غفوت
لكنني حين صحوت:
وجدت هذا السيد الرخوا
تصدر البهوا
يقص في ندمائه عن سيفه الصارم
وسيفه في غمده يأكله الصدأ!
وعندما يسقط جفناه الثقيلان، وينكفئ..
يبتسمّ الخادم..!
.. تسألني جارتي أن أكتري للبيت حراٌسا
فقد طغي اللصوص في مصر.. بلا رادع
فقلت: هذا سيفيّ القاطع
ضعيه خلف الباب.. متراسا!
(ما حاجتي للسيف مشهورا
مادمت قد جاورت كافورا؟)
.. 'عيد بأية حال عدت يا عيد؟
بما مضي؟ أم لأرضي فيك تهويد؟
'نامت نواطير مصر' عن عساكرها
وحاربت بدلا منها الأناشيد
ناديت: يا نيل هل تجري المياه دما
لكي تفيض، ويصحو الأهل إن نودوا؟
'عيد بأية حال عدت يا عيد؟