الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديات الحوارية العامة > منتدى الأدب العام والنقاشات وروائع المنقول

منتدى الأدب العام والنقاشات وروائع المنقول هنا نتحاور في مجالات الأدب ونستضيف مقالاتكم الأدبية، كما نعاود معكم غرس أزاهير الأدباء على اختلاف نتاجهم و عصورهم و أعراقهم .

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-05-2006, 12:43 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ماهر حمصي الجاسم
أقلامي
 
الصورة الرمزية ماهر حمصي الجاسم
 

 

 
إحصائية العضو







ماهر حمصي الجاسم غير متصل


إرسال رسالة عبر MSN إلى ماهر حمصي الجاسم

افتراضي أمل دنقل....الموت والشعر

أمل دنقل


ولد في عام 1940 بقرية "القلعة", مركز "قفط" على مسافة قريبة من مدينة "قنا" في صعيد مصر.

كان والده عالماً من علماء الأزهر, حصل على "إجازة العالمية" عام 1940, فأطلق اسم "أمل" على مولوده الأول تيمناً بالنجاح الذي أدركه في ذلك العام. وكان يكتب الشعر العمودي, ويملك مكتبة ضخمة تضم كتب الفقه والشريعة والتفسير وذخائر التراث العربي, التي كانت المصدر الأول لثقافة الشاعر.

فقد أمل دنقل والده وهو في العاشرة, فأصبح, وهو في هذا السن, مسؤولاً عن أمه وشقيقيه.

أنهى دراسته الثانوية بمدينة قنا, والتحق بكلية الآداب في القاهرة لكنه انقطع عن متابعة الدراسة منذ العام الأول ليعمل موظفاً بمحكمة "قنا" وجمارك السويس والإسكندرية ثم موظفاً بمنظمة التضامن الأفرو آسيوي, لكنه كان دائم "الفرار" من الوظيفة لينصرف إلى "الشعر". عرف بالتزامه القومي وقصيدته السياسية الرافضة ولكن أهمية شعر دنقل تكمن في خروجها على الميثولوجيا اليونانية والغربية السائدة في شعر الخمسينات, وفي استيحاء رموز التراث العربي تأكيداً لهويته القومية وسعياً إلى تثوير القصيدة وتحديثها.

عرف القارىء العربي شعره من خلال ديوانه الأول "البكاء بين يدي زرقاء اليمامة" (1969) الذي جسد فيه إحساس الإنسان العربي بنكسة 1967 وأكد ارتباطه العميق بوعي القارىء ووجدانه. صدرت له ست مجموعات شعرية هي:

البكاء بين يدي زرقاء اليمامة" - بيروت 1969,

تعليق على ما حدث" - بيروت 1971,

مقتل القمر" - بيروت 1974,

العهد الآتي" - بيروت 1975,

أقوال جديدة عن حرب البسوس" - القاهرة 1983,

أوراق الغرفة 8" - القاهرة 1983.


لازمه مرض السرطان لأكثر من ثلاث سنوات صارع خلالها الموت دون أن يكفّ عن حديث الشعر, ليجعل هذا الصراع "بين متكافئين: الموت والشعر" كما كتب الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي.

توفي إثر مرض في أيار / مايو عام 1983 في القاهرة.






 
رد مع اقتباس
قديم 16-05-2006, 12:47 AM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ماهر حمصي الجاسم
أقلامي
 
الصورة الرمزية ماهر حمصي الجاسم
 

 

 
إحصائية العضو







ماهر حمصي الجاسم غير متصل


إرسال رسالة عبر MSN إلى ماهر حمصي الجاسم

افتراضي

البكاء بين يدي زرقاء اليمامة



أيتها العرافة المقدَّسةْ ..

جئتُ إليك .. مثخناً بالطعنات والدماءْ

أزحف في معاطف القتلى، وفوق الجثث المكدّسة

منكسر السيف، مغبَّر الجبين والأعضاءْ.

أسأل يا زرقاءْ ..

عن فمكِ الياقوتِ عن، نبوءة العذراء

عن ساعدي المقطوع.. وهو ما يزال ممسكاً بالراية المنكَّسة

عن صور الأطفال في الخوذات.. ملقاةً على الصحراء

عن جاريَ الذي يَهُمُّ بارتشاف الماء..

فيثقب الرصاصُ رأسَه .. في لحظة الملامسة !

عن الفم المحشوِّ بالرمال والدماء !!

أسأل يا زرقاء ..

عن وقفتي العزلاء بين السيف .. والجدارْ !

عن صرخة المرأة بين السَّبي. والفرارْ ؟

كيف حملتُ العار..

ثم مشيتُ ؟ دون أن أقتل نفسي ؟ ! دون أن أنهار ؟ !

ودون أن يسقط لحمي .. من غبار التربة المدنسة ؟ !

تكلَّمي أيتها النبية المقدسة

تكلمي .. باللهِ .. باللعنةِ .. بالشيطانْ

لا تغمضي عينيكِ، فالجرذان ..

تلعقَ من دمي حساءَها .. ولا أردُّها !

تكلمي ... لشدَّ ما أنا مُهان

لا اللَّيل يُخفي عورتي .. ولا الجدران !

ولا اختبائي في الصحيفة التي أشدُّها ..

ولا احتمائي في سحائب الدخان !

.. تقفز حولي طفلةٌ واسعةُ العينين .. عذبةُ المشاكسة

( - كان يَقُصُّ عنك يا صغيرتي .. ونحن في الخنادْق

فنفتح الأزرار في ستراتنا .. ونسند البنادقْ

وحين مات عَطَشاً في الصحراء المشمسة ..

رطَّب باسمك الشفاه اليابسة ..

وارتخت العينان !)

فأين أخفي وجهيَ المتَّهمَ المدان ؟

والضحكةُ الطروب : ضحكته..

والوجهُ .. والغمازتانْ ! ؟

* * *

أيتها النبية المقدسة ..

لا تسكتي .. فقد سَكَتُّ سَنَةً فَسَنَةً ..

لكي أنال فضلة الأمانْ

قيل ليَ "اخرسْ .."

فخرستُ .. وعميت .. وائتممتُ بالخصيان !

ظللتُ في عبيد ( عبسِ ) أحرس القطعان

أجتزُّ صوفَها ..

أردُّ نوقها ..

أنام في حظائر النسيان

طعاميَ : الكسرةُ .. والماءُ .. وبعض الثمرات اليابسة .

وها أنا في ساعة الطعانْ

ساعةَ أن تخاذل الكماةُ .. والرماةُ .. والفرسانْ

دُعيت للميدان !

أنا الذي ما ذقتُ لحمَ الضأن ..

أنا الذي لا حولَ لي أو شأن ..

أنا الذي أقصيت عن مجالس الفتيان ،

أدعى إلى الموت .. ولم أدع الى المجالسة !!

تكلمي أيتها النبية المقدسة

تكلمي .. تكلمي ..

فها أنا على التراب سائلً دمي

وهو ظمئً .. يطلب المزيدا .

أسائل الصمتَ الذي يخنقني :

" ما للجمال مشيُها وئيدا .. ؟! "

أجندلاً يحملن أم حديدا .. ؟!"

فمن تُرى يصدُقْني ؟

أسائل الركَّع والسجودا

أسائل القيودا :

" ما للجمال مشيُها وئيدا .. ؟! "

" ما للجمال مشيُها وئيدا .. ؟! "

أيتها العَّرافة المقدسة ..

ماذا تفيد الكلمات البائسة ؟

قلتِ لهم ما قلتِ عن قوافل الغبارْ ..

فاتهموا عينيكِ، يا زرقاء، بالبوار !

قلتِ لهم ما قلتِ عن مسيرة الأشجار ..

فاستضحكوا من وهمكِ الثرثار !

وحين فُوجئوا بحدِّ السيف : قايضوا بنا ..

والتمسوا النجاةَ والفرار !

ونحن جرحى القلبِ ،

جرحى الروحِ والفم .

لم يبق إلا الموتُ ..

والحطامُ ..

والدمارْ ..

وصبيةٌ مشرّدون يعبرون آخرَ الأنهارْ

ونسوةٌ يسقن في سلاسل الأسرِ،

وفي ثياب العارْ

مطأطئات الرأس.. لا يملكن إلا الصرخات الناعسة !

ها أنت يا زرقاءْ

وحيدةٌ ... عمياءْ !

وما تزال أغنياتُ الحبِّ .. والأضواءْ

والعرباتُ الفارهاتُ .. والأزياءْ !

فأين أخفي وجهيَ المُشَوَّها

كي لا أعكِّر الصفاء .. الأبله.. المموَّها.

في أعين الرجال والنساءْ !؟

وأنت يا زرقاء ..

وحيدة .. عمياء !

وحيدة .. عمياء !






 
رد مع اقتباس
قديم 16-05-2006, 12:54 AM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
ماهر حمصي الجاسم
أقلامي
 
الصورة الرمزية ماهر حمصي الجاسم
 

 

 
إحصائية العضو







ماهر حمصي الجاسم غير متصل


إرسال رسالة عبر MSN إلى ماهر حمصي الجاسم

افتراضي

مقتل القمر



....وتناقلوا النبأ الأليم على بريد الشمس

في كل مدينة ،

(( قُتِل القمـــر ))!

شهدوه مصلوباً تَتَدَلَّى رأسه فوق الشجر !

نهب اللصوص قلادة الماس الثمينة من صدره!

تركوه في الأعواد ،

كالأسطورة السوداء في عيني ضرير

ويقول جاري :

-(( كان قديساً ، لماذا يقتلونه ؟))

وتقول جارتنا الصبية :

- (( كان يعجبه غنائي في المساء

وكان يهديني قوارير العطور

فبأي ذنب يقتلونه ؟

هل شاهدوه عند نافذتي _قبيل الفجر _ يصغي للغناء!؟!؟))

..... ........ .......

وتدلت الدمعات من كل العيون

كأنها الأيتام – أطفال القمر

وترحموا...

وتفرقوا.....

فكما يموت الناس.....مات !

وجلست ،

أسألة عن الأيدي التي غدرت به

لكنه لم يستمع لي ،

..... كان مات !

****

دثرته بعباءته

وسحبت جفنيه على عينيه...

حتى لايرى من فارقوه!

وخرجت من باب المدينة

للريف:

يا أبناء قريتنا أبوكم مات

قد قتلته أبناء المدينة

ذرفوا عليه دموع أخوة يوسف

وتفرَّقوا

تركوه فوق شوارع الإسفلت والدم والضغينة

يا أخوتي : هذا أبوكم مات !

- ماذا ؟ لا.......أبونا لا يموت

- بالأمس طول الليل كان هنا

- يقص لنا حكايته الحزينة !

- يا أخوتي بيديّ هاتين احتضنته

أسبلت جفنيه على عينيه حتى تدفنوه !

قالوا : كفاك ، اصمت

فإنك لست تدري ما تقول !

قلت : الحقيقة ما أقول

قالوا : انتظر

لم تبق إلا بضع ساعات...

ويأتي!

***

حط المساء

وأطل من فوقي القمر

متألق البسمات ، ماسىّ النظر

- يا إخوتي هذا أبوكم ما يزال هنا

فمن هو ذلك المُلْقىَ على أرض المدينة ؟

قالوا: غريب

ظنه الناس القمر

قتلوه ، ثم بكوا عليه

ورددوا (( قُتِل القمر ))

لكن أبونا لا يموت

أبداً أبونا لايموت !






 
رد مع اقتباس
قديم 16-05-2006, 12:57 AM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
ماهر حمصي الجاسم
أقلامي
 
الصورة الرمزية ماهر حمصي الجاسم
 

 

 
إحصائية العضو







ماهر حمصي الجاسم غير متصل


إرسال رسالة عبر MSN إلى ماهر حمصي الجاسم

افتراضي

العينان الخضراوان


العينان الخضراوان

مروّحتان

في أروقة الصيف الحرّان

أغنيتان مسافرتان

أبحرتا من نايات الرعيان

بعبير حنان

بعزاء من آلهة النور إلى مدن الأحزان

سنتان

و أنا أبني زورق حبّ

يمتد عليه من الشوق شراعان

كي أبحر في العينين الصافيتين

إلى جزر المرجان

ما أحلى أن يضطرب الموج فينسدل الجفنان

و أنا أبحث عن مجداف

عن إيمان !

***

في صمت " الكاتدرائيات " الوسنان

صور " للعذراء " المسبّلة الأجفان

يا من أرضعت الحبّ صلاة الغفران

و تمطي في عينيك المسبّلتين

شباب الحرمان

ردّي جفنيك

لأبصر في عينيك الألوان

أهما خضراوان

كعيون حبيبي ؟

كعيون يبحر فيها البحر بلا شطآن

يسأل عن الحبّ

عن ذكرى

عن نسيان !

و العينان الخضراوان

مروّحتان !






 
رد مع اقتباس
قديم 03-06-2006, 05:17 AM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
محمد صلاح الدين رضوان
أقلامي
 
الصورة الرمزية محمد صلاح الدين رضوان
 

 

 
إحصائية العضو







محمد صلاح الدين رضوان غير متصل


إرسال رسالة عبر MSN إلى محمد صلاح الدين رضوان

افتراضي

أين قصيدة
لا تصالح
يا سيدي







التوقيع

 
رد مع اقتباس
قديم 03-06-2006, 04:23 PM   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
ماهر حمصي الجاسم
أقلامي
 
الصورة الرمزية ماهر حمصي الجاسم
 

 

 
إحصائية العضو







ماهر حمصي الجاسم غير متصل


إرسال رسالة عبر MSN إلى ماهر حمصي الجاسم

افتراضي

العزيـــــز الغالي الحبيب ( أبو حفص )...

أشكرك جدا على مرورك الكريم واهتمامك ....
وأقول :
إن الباب مفتوح للجميع ، لإثراء المادة .
وحسبي أن ( أمل دنقل ) يحتاج إلى مجلدات !

محبتي
.






 
رد مع اقتباس
قديم 05-06-2006, 04:01 AM   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
محمد صلاح الدين رضوان
أقلامي
 
الصورة الرمزية محمد صلاح الدين رضوان
 

 

 
إحصائية العضو







محمد صلاح الدين رضوان غير متصل


إرسال رسالة عبر MSN إلى محمد صلاح الدين رضوان

افتراضي لا تصالح

لا تصالح
ولو منحوك الذهب
أترى حين أفقأ عينيك
ثم أثبت جوهرتين مكانهما..
هل ترى..؟
هي أشياء لا تشترى ..
ذكريات الطفولة بين أخيك و بينك
حسّكما – فجأة – بالرجولة
هذا الحياء الذي يكبت الشوق حين تعانقه
الصمت – مبتسمين – لتأنيب أمكما
و كأنكما ما تزالان طفلين
تلك الطمأنينة الأبدية بينكما
أن سيفان سيفك
صوتان صوتك
انك إن مت
للبيت رب
وللطفل أب
هل يصير دمى بين عينيك ماء ؟
أتنسى ردائي الملطخ
تلبس فوق دمائي ثيابا مطرزة بالقصب.
إنها الحرب
قد تثقل القلب
لكن خلفك عار العرب
لا تصالح
ولا تتوخ الهرب
لا تصالح على الدم … حتى بدم
لا تصالح…. ولو قيل رأس برأس
أكل الرؤوس سواء ؟!
أقلب الغريب كقلب أخيك ؟!
أعيناه عينا أخيك؟!
وهل تتساوى يد سيفها كان لك
بيد سيفها أثكلك ؟!
سيقولون: جئناك كي تحقن الدم
جئناك – كن يا أمير – الحكم
سيقولون: ها نحن أبناء عم
قل لهم انهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك
واغرس السيف في جبهة الصحراء
إلى أن يجيب العدم
إنني كنت لك
فارسا
وأخا
وأبا
وملك


لا تصالح
ولو حرمتك الرقاد
صرخات الندامة
وتذكّر
(إذا لان قلبك للنسوة اللابسات السواد ولأطفالهن الذين تخاصمهم الابتسامة)
أن بنت أخيك " اليمامة "
زهرة تتسربل في سنوات الصبا
بثياب الحداد
كنت إن عدت
تعدو على درج القصر
تمسك ساقي عند نزولى
فارفعها وهى ضاحكة
فوق ظهر الجواد
ها هي الآن صامته
حرمتها يد الغدر من كلمات أبيها
ارتداء الثياب الجديدة
من أن يكون لها ذات يوم أخ
من أب يتبسم في عرسها
وتعود إليه إذا الزوج أغضبها
وإذا زارها
يتسابق أحفاده نحو أحضانه
لينالوا الهدايا
ويلهوا بلحيته –وهو مستسلم –
ويشدوا العمامة
لا تصالح
فما ذنب تلك اليمامة
لترى العش محترقا … فجأة
وهى تجلس فوق الرماد.


لا تصالح
ولو توّجوك بتاج الإمارة
كيف تخطو على جثة ابن أبيك ؟
وكيف تصير المليك
على اوجه البهجة المستعارة
كيف تنظر في يد من صافحوك
فلا تبصر الدم
في كل كف
إن سهما أتاني من الخلف
سوف يجيئك من ألف خلف
فالدم – الآن – صار وساما و شارة
لا تصالح
ولو توجوك بتاج الإمارة
إن عرشك سيف
وسيفك زيف
إذا لم تزن-بذؤابته-لحظات الشرف
واستطبت الترف.


لا تصالح
ولو قال من مال عند الصدام
ما بنا طاقة لامتشاق الحسام
عندما يملا الحق قلبك
تندلع النار إن تتنفس
ولسان الخيانة يخرس
لا تصالح ولو قيل ما قيل من كلمات السلام
كيف تستنشق الرئتان النسيم المدنس؟
كيف تنظر في عيني امرأة
أنت تعرف انك لا تستطيع حمايتها؟
كيف تصبح فارسها في الغرام؟
كيف ترجو غدا …لوليد ينام
كيف تحلم أو تتغنى بمستقبل لغلام
وهو يكبر بين يديك بقلب منكّس؟
لا تصالح
ولا تقتسم مع من قتلوك الطعام
وارو قلبك بالدم
وارو التراب المقدس
وارو أسلافك الراقدين
إلى أن تردّ عليك العظام.


لا تصالح
ولو ناشدتك القبيلة
باسم حزن" الجليلة "
أن تسوق الدهاء
وتبدى – لمن قصدوك – القبول
سيقولون:ها أنت تطلب ثأرا يطول
فخذ الآن ما تستطيع
قليلا من الحق
في هذه السنوات القليلة
انه ليس ثأرك وحدك
لكنه ثار جيل فجيل
وغدا
سوف يولد من يلبس الدرع كاملة
يوقد النار شاملة
يطلب الثأر
يستولد الحق
من أضلع المستحيل
لا تصالح
ولو قيل إن التصالح حيلة
انه الثأر
تبهت شعلته في الضلوع
إذا ما توالت عليها الفصول
ثم تبقى يد العار مرسومة (بأصابعها الخمس)
فوق الجباه الذليلة.


لا تصالح
ولو حذرتك النجوم
ورمى لك كهانها بالنبأ
كنت اغفر لو أنني مت
ما بين خيط الصواب وخيط الخطأ
لم اكن غازيا
لم اكن أتسلل قرب مضاربهم
أو أحوم وراء التخوم
لم أمد يدا لثمار الكروم
ارض بستانهم لم أطأ
لم يصح قاتلي بي : انتبه
كان يمشى معي
ثم صافحني
ثم سار قليلا
ولكنه في الغضون اختبأ
فجأة
ثقبتنى قشعريرة بين ضلعين
واهتز قلبي –كفقاعة-وانفثأ
وتحاملت حتى احتملت على ساعدي
فرأيت ابن عمى الزنيم
واقفا يتشفى بوجه لئيم
لم يكن في يدي حربة
او سلاح قديم
لم يكن غير غيظي الذي يتشكّى الظمأ.
لا تصالح
إلى أن يعود الوجود إلى دورته الدائرة
النجوم لميقاتها
والطيور لأصواتها
والرمال لذراتها
والقتيل لطفلته الناظرة
كل شئ تحطم في لحظة عابرة
الصبا..بهجة الأهل..صوت الحصان..التعرف بالضيف..همهمة القلب حين يرى برعما في الحديقة يذوى..الصلاة لكي ينزل المطر الموسمي..مراوغة القلب حين يرى طائر الموت وهو يرفرف فوق المبارزة الكاسرة
كل شئ تحطم في نزوة فاجرة
والذي اغتالني ليس ربا
ليقتلني بمشيئته
ليس أنبل منى ليقتلني بسكّينته
ليس امهر منّى ليقتلني باستدارته الماكرة
لا تصالح
فما الصلح إلاّ معاهدة بين ندّين
(في شرف القلب)
لا تنتقص
والذي اغتالني محض لص
سرق الأرض من بين عينيّ
والصمت يطلق ضحكته الساخرة.


لا تصالح
ولو وقفت ضد سيفك كل الشيوخ
والرجال التي ملأتها الشروخ
هؤلاء الذين يحبون طعم الثّريد
وامتطاء العبيد
هؤلاء الذين تدلت عمائمهم فوق أعينهم
وسيوفهم العربية قد نسيت سنوات الشموخ
لا تصالح
فليس سوى أن تريد
أنت فارس هذا الزمان الوحيد
وسواك …. المسوخ
لا تصالح
لا تصالح.
الشاعر امل دنقل







التوقيع

 
رد مع اقتباس
قديم 22-06-2006, 10:09 PM   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
يسرى علي
أقلامي
 
إحصائية العضو







يسرى علي غير متصل


افتراضي

القراءة لهذا الشاعر مكسب

وكتاباته تحتاج لجمال وصدق مبعثها أكثر من قراءة

شكراً لك أخي الكريم ماهر الحمصي على هذا الإثراء الأدبي
والشكر موصول للأخ الكريم ابا حفص العائد






التوقيع

 
رد مع اقتباس
قديم 22-06-2006, 11:17 PM   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
أيمن جعفر
أقلامي
 
إحصائية العضو







أيمن جعفر غير متصل


إرسال رسالة عبر MSN إلى أيمن جعفر

افتراضي


أخي الكريم
ماهر حمصي الجاسم
إنها لصفحة ٌ مطرزة ٌ بروائع أشعار أمل دنقل ، و تسرني المشاركة
بقصيدة من قصائده الخالدة ، مع شكري و تقديري لك على هذا الموضوع القيّـم ، و كذلك
الشكر موصول للأخ أبي حفص العائد لنقله القصيدة الأروع ـ في نظري ـ لهذا الشاعر المجيد .
********




سفر الخروج


(أغنية الكعكة الحجرية)



(الإصحاح الأول)


أيها الواقفون على حافة المذبحة
أشهروا الأسلحة!
سقط الموت، وانفرط القلب كالمسبحة.
والدم انساب فوق الوشاح!
المنازل أضرحة،
والزنازن أضرحة،
والمدى.. أضرحة
فارفعوا الأسلحة
واتبعوني!
أنا ندم الغد والبارحة
رايتي: عظمتان.. وجمجمة،
وشعاري: الصباح!



(الإصحاح الثاني)


دقت الساعة المتعبة
رفعت أمه الطيبة
عينها..!
(دفعته كعوب البنادق في المركبة!)
… … … …
دقت الساعة المتعبة
نهضت؛ نسقت مكتبه..
(صفعته يد..
- أدخلته يد الله في التجربة!)
… … …
دقت الساعة المتعبة
جلست أمه؛ رتقت جوربه..
(وخزته عيون المحقق..
حتى تفجر من جلده الدم والأجوبة!)
… … … … …
دقت الساعة المتعبة!
دقت الساعة المتعبة!


(الإصحاح الثالث)

عندما تهبطين على ساحة القوم؛ لا تبدئي بالسلام.
فهم الآن يقتسمون صغارك فوق صحاف الطعام
بعد أن أشعلوا النار في العش..
والقش..
والسنبلة!
وغداً يذبحونك..
بحثاً عن الكنز في الحوصلة!
وغدا تغتدي مدن الألف عام.!
مدنا.. للخيام!
مدناً ترتقي درج المقصلة!


(الإصحاح الرابع)

دقت الساعة القاسية
وقفوا في ميادينها الجهمة الخاوية
واستداروا على درجات النصب
شجراً من لهب
تعصف الريح بين وريقاته الغضة الدانية
فيئن: "بلادي .. بلادي"
(بلادي البعيدة!)
… … …
دقة الساعة القاسية
"انظروا .."؛ هتفت غانية
تتلوى بسيارة الرقم الجمركي؛
وتمتمت الثانية:
سوف ينصرفون إذا البرد حل.. وران التعب.
… … … … …
دقت الساعة القاسية
كان مذياع مقهى يذيع أحاديثه البالية
عن دعاة الشغب
وهم يستديرون؛
يشتعلون - على الكعكة الحجرية - حول النصب
شمعدان غضب
يتوهج في الليل..
والصوت يكتسح العتمة الباقية
يتغنى لأعياد ميلاد مصر الجديدة!


(الإصحاح الخامس)

اذكريني!
فقد لوثتني العناوين في الصحف الخائنة!
لونتني.. لأني - منذ الهزيمة - لا لون لى..
(غير لون الضياع!)
قبلها؛ كنت أقرأ في صفحة الرمل..
(والرمل أصبح كالعملة الصعبة،
الرمل أصبح: أبسطة.. تحت أقدام جيش الدفاع)
فاذكريني؛.. كما تذكرين المهرب.. والمطرب العاطفي.
وكاب العقيد.. وزينة رأس السنة.
اذكريني إذا نسيتني شهود العيان
ومضبطة البرلمان
وقائمة التهم المعلنة
والوداع!
الوداع!


(الإصحاح السادس)

دقت الساعة الخامسة
ظهر الجند دائرة من دروع وخوذات حرب
ها هم الآن يقتربون رويداً.. رويداً..
يجيئون من كل صوب
والمغنون - في الكعكة الحجرية - ينقبضون
وينفرجون
كنبضة قلب!
يشعلون الحناجر،
يستدفئون من البرد والظلمة القارسة
يرفعون الأناشيد في أوجه الحرس المقترب
يشبكون أياديهم الغضة البائسة
لتصير سياجاً يصد الرصاص!..
الرصاص..
الرصاص..
وآه..
تغنون: "نحن فداؤك يا مصر"
"نحن فداؤ .."
وتسقط حنجرة مخرسة
معها يسقط اسمك - يا مصر - في الأرض!
لا يتبقى سوى الجسد المتهشم.. والصرخات
على الساحة الدامسة!
دقت الساعة الخامسة
… … …
دقت الخامسة
… … …
دقت الخامسة
… … …
وتفرق ماؤك - يا نهر - حين بلغت المصب!

* * *

المنازل أضرحة،
والزنازن أضرحة،
والمدى أضرحة،
فارفعوا الأسلحة!
ارفعوا
الأسلحة!

1972







التوقيع

عقل الكاتب في قلمه

( أمير المؤمنين عليّ )


 
رد مع اقتباس
قديم 23-06-2006, 06:36 AM   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
محمد صلاح الدين رضوان
أقلامي
 
الصورة الرمزية محمد صلاح الدين رضوان
 

 

 
إحصائية العضو







محمد صلاح الدين رضوان غير متصل


إرسال رسالة عبر MSN إلى محمد صلاح الدين رضوان

افتراضي

الشكر للأخوة الكرام كلهم علي الاعتناء بشاعرنا الحبيب أمل دنقل
صوت الجنوب
النابض الثائر المنسي







التوقيع

 
رد مع اقتباس
قديم 23-06-2006, 11:58 PM   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
جمال علوش
أقلامي
 
الصورة الرمزية جمال علوش
 

 

 
إحصائية العضو







جمال علوش غير متصل


افتراضي أشكركم من كل قلبي

أشكركم من كل قلبي

لقد سرقت مني ذات غفلة ( الأعمال الكاملة ) لأمل دنقل ، وها أنتم ، بحواركم الدافىء تعيدونها إلي ... آمل أن يستمر الحوار ، وتتوالى القصائد ، حتى تكتمل الأعمال ... لكم محبتي وشكري .
جمال علوش







التوقيع

يادير يقتلني شوق ولا ألقى
شفة تعلّقني في ذوبها برقا

 
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
يناديني الموت ..........ماذا أفعل روني خالد بهلوي منتدى الأقلام الأدبية الواعدة 1 29-06-2006 06:47 PM
قوارب الموت فوزي الديماسي منتدى الحوار الفكري العام 2 18-03-2006 07:13 PM
سالفة عجوز على فراش الموت !!!!!! محمد فاروق المنتدى الترفيهي 6 25-02-2006 03:47 AM
الموت على طريقة الكوبوي التجاني بولعوالي منتدى الحوار الفكري العام 0 21-02-2006 11:42 PM
قصص وعبر (فاعتبروا يا أولي الألباب) هشام حمودة المنتدى الإسلامي 61 05-10-2005 12:39 PM

الساعة الآن 09:41 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط