وجهي امتدادٌ للغيومِ على الأرض , لم يشفع لي ندى الطهرِ , ولاخاتمُ الطينِ الذي أدمى أصبعي لدى حلمٍ مأهول , يتدلّى من ذاكرةِ الأرجوانِ العتيقة , أغبطُ الشجرَ على غفلته , الموغل جذرها في جوفِ حالٍ مأزوم يردد لحنَ جحيمٍ آبد , بلونِ أحلامِ النارِ الموكولةِ بإطعامِ وقتٍ متخمٍ بالسأم
الليلُ كفيفٌ تتسكعُ في دكنته ظلالُ أصابعي , تعبثُ بسنِّ هرمٍ يسعلُ .. يبصقُ دمًا تفصّد من ظللِ المنعطفاتِ النائية المعطوبة .
لاأتذكّر تاريخَ ولوجي فانتازيا إخفاقٍ وزعت شكايتي على الأعمدةِ المائلةِ واعتقلتْ حواسي بصخبِ سينوجرافيا تسيرُ عكسَ النصِّ , تشوّه ملامحه .
لكنّي أذكرُ أنَّ رأسي - قبلَ التعبيد - لم يكن يتمتعُ بجاذبيةِ إستيعابِ منضوجٍ كما يجب , فلم يصبني صداعُ الشجرِ المومئِ إلى غفلته إلا بعدَما تكتّل - رأسي - بصمتٍ أسفلتيّ يفضحُ جلبة العصيّ لحظة احتكاكها به
هل ترقصُ معي رقصةَ النارِ - بعد العرض -
هذا هو الكرنفالُ الأخير , احكمْ فوقَ وجهك هذا القناع كي لاتُرى فيلفقوا لك ملامح أخرى غير التي عُرفت بها , ولكيلا ترى ماتُثقَل بحجته فيسقط وجهك عند … ( ألم تكن أرضي واسعة .. ) امضِ حيثُ تطرحنا الأسئلةُ فلانبلغ مستقرًّا , هناك الشرفات المضاءة في قصورها الفارهة , والسادة النبلاء - بلانبل - كالكواكب تختال في بهوِ السماء .
قد يمنعونك ويطلبون الهويّة .. قطعةً من زمنٍ معتمٍ مختومةً بالبلادةِ , لاتجزعْ وقفْ في أوّلِ المشهدِ والتفحْ بما يليه وتنفّسْ بعمقِ أوجاعِ أرضٍ تميد بهَمٍّ تآزل .
افسحْ قدرَ ماتستطيعُ بينَ رأسكَ والمطارقِ , لن تحتاجَ لدرعٍ فالطعناتُ تأتينا خلفًا , ولنْ تحتاجَ لسيفٍ , فالسيوفُ هنا خشبيّةٌ صُنعت من شجرٍ منخورٍ عاجز .
انصبْ القامةَ واشمخْ الهامةَ , اقتحمْ
لاترتبكْ بينَ حشدِ الطواويس ذوي الوجوهِ الجامدةِ القابعةِ خلفَ الأقنعةِ / الزيف
تذكّرْ أنّك أوّلُ الحلمِ الفقيرِ ولست بآخره , وأن وراءك جموعًا من نيران , غيظٍ مكظومٍ , تزحف
تبحثُ عن شبرِ كرامةٍ يأويها , تناوبت أسماعهم عواءَ ريحٍ تجري بما لايشتهيه الشراع
ونداءَ شاطئٍ لايقترب , تداعوا من قاعِ موتٍ أنْ أفيقوا , فليسَ بعدَ الموتِ ضياع
تتداخلُ الأصوات , صوتُ رصاص
هرجُ الكلابِ والحرّاس
عزفٌ يعلو , وارتطام
أجسادٌ وكؤوس
كلٌّ أُريق
ولاتزال فوق سطحه الفضيّ فانتازيا تتمرّغ في دمها
تؤدي رقصتها منذ مئات أعوامٍ قهريّة .
درة ثمينة للكاتبة سلمى زيادة
جاءت تحت عنوان الكرنفال الأخير في منتدى الخواطر والنثر
http://aklaam.net/forum/showthread.php?t=27414