دفاتر بلا أوراق/ عبد السلام وراحيل ..

[عبد السلام الكردي]

(للي ماشبعان من حليب أمو يشبع من مية كانون)
تردد هذه العبارة باستمرار وتشرب من ماء النبع
ثم تحاول إختراع أغنية تدندن بها هذا الصباح ، بضع كلمات تقولها على شكل أغنية تريد الخروج من أزمة ما كانت تعصف بها من الداخل ، الارتباك سيد الموقف..لكن اللافت أنها تصر على مقولتها الأولى ( لي ما شبعان من حليب أمو يشبع من مية كانون ) وأنا الملدوغ بعقارب الكتابة أحاول لملمة ما تبقى من شتاتي في أصقاع تلك الخمسينية
وأرتمي في حضن جملة خائنة لا تليق بالمعنى المطلوب ..
فالخمسينية ذات الملابس الساحرة تكثر من الملامح الصعبة التأويل، وهي بين ابتسامة ورعشة والتفاتات لاختلافها تلفت الناظرين ..
بيمناها تقطف زهرة وباليسرى تمزقها إربا..ثم ترفع ذراعيها إلى السماء مناجية ربها بصوت لا تخطئه أذن سامع قريب مثلي
أيااارب ..

لماذا لم يشبع من ماء كانون،؟
ثم تروي لربها الحكاية
حكاية من زمن الحصار..حكاية طفلها الرضيع الذي مات بين ذراعيها حيث لا لبن في صدرها يسد جوعه فيموت ويسقط كما تسقط نجمة من السماء لتحفر في قلبها ثقبا بعمق الأرض..باحتراقها من الداخل يحترق قلب تلك الخمسينية الساحرة ملابسها ،القيمة كل حركاتها ، وهي لاتزال تناجي ربها وأنا الواقف بين سندان اللغة ومطرقة الألم،لايسعني إلا أن أسقط: وتسقط من يدي كل أدوات الكتابة

[راحيل الأيسر]

أمي وطن ..
وطني ألم

وما بين المبتدأ والخبر
حكاية أزمنة مالحة
ريح تعزف في شقوق الروح أنينا
تناهيد ناي
مشانق ذكرى
وأعمدة من وجع ..

عصفور بنبضه الواجف
يقف على يباس غصن
يجتر لحنا عتيقا
يسترجع الأمس من قبره..

حين كان لليل ثياب يضعها ليستحم الحلم تحت شلال ضوءٍ تبريّ ..

حين كان النهار يرتدي بهرجة النور ، وتصحو الشوارع على عبق النعناع والخبيز والبابونج الفواح ..

يوم كان السامري في غفلة عن أثر الرسول ..
والقوم يكنزون حليهم ..
ويوسف لمَّا يفتِ في سبع بقرات سمانٍ يأكلهن سبع عجاف .. ما قال عن سبع
بل عشر شداد وازدادوا دهرا ..
حين لم يكن على الوطن أن يشد حزام الصبر على خاصرة الألم ..
وهو يحفر في صدره جدث أبنائه فيوسعه ويوسعه
هذا الموت يا أمي الوطن
ويا وطني الألم
رسائل الإباء في بريد الحرية
وأنا يا أمي الوطن
ربيب الملاحم
لغة الحزن
نسغ القصيد ..
دمع المراثي
تماهيت نطفة في صلب الرحيل
كي أمضي وعصبة في الجبين
نحو أفق مسجور
أبتلع عبء التراب
لأشق للإياب طريقا من ضوء
ردمت دروب الشهوة حتى فنيت
كلما عوى الجوع ألقمته حجر الحصار ..
اكتريت قلبا لأودع فيه نبضي
فإني اليوم مرهون بالرحيل ..
أذوب في صمت هذي الشوارع
حيث الحراك بلاحراك
والهزيع المنسل من زمن النكبات بارد كالموت إذ يفترس صقيعه مهج الحياة ..

اكتريت قلبا لأودع فيه نبضي وبعضي إذ الروح تمضي
فما كانت سوى أمي ..
تشربتني لحنا لتهمي بي على هدب الليل دمعا
وعند النهر
وفوق الجسر
( اللي مو شبعان من حليب أمه يشبع من مي الكانون )

أصعد على براق الموت كي أفتح رتاج الأفق ..
أعرج هناك في رواق الشمس يتبعني قلب اكتريته ..
يغيب نبضي ويذبل القلب ..
تستفيق عبرة
ويصحو بكاء

تذبل أمي الوطن ..
يوسع لي وطني في صدره ، أنضو عن نبضي وجع أمي
وأتوسد وطني الألم ..!

[محمد داود العونه]

بعد التحية الطيبة...
دفاتر بلا أوراق، أوراق تساقطت عنها سطورها... لتمسي سطورا بلا أحرف، أحرف تبحث عن بياضها، عن نقاط تبث فيها روح الحركة والمعنى... لتصبح حكايات ناطقة، دموعا منهمرة، آمال متعلقة، وقطرات دماء شهيد صبغتها بلون الورود. فعادت إليها الحياة.

أسجل مروري الأول هنا واعجابي بهذه الثنائية الطيبة.. شاكرا لكما هذا الابداع وهذه الروح الاخوية المعطاءة

لنمضي معا نحو مجد الحرف..
الأستاذ / عبد السلام، الاستاذة / راحيل
شكرا لكما.. نتابع معكم هذا الابداع..
لي عودة إن شاء الله..
.
. تقديري واحترامي

[عبد السلام الكردي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد داود العونه

بعد التحية الطيبة...
دفاتر بلا أوراق، أوراق تساقطت عنها سطورها... لتمسي سطورا بلا أحرف، أحرف تبحث عن بياضها، عن نقاط تبث فيها روح الحركة والمعنى... لتصبح حكايات ناطقة، دموعا منهمرة، آمال متعلقة، وقطرات دماء شهيد صبغتها بلون الورود. فعادت إليها الحياة.

أسجل مروري الأول هنا واعجابي بهذه الثنائية الطيبة.. شاكرا لكما هذا الابداع وهذه الروح الاخوية المعطاءة

لنمضي معا نحو مجد الحرف..
الأستاذ / عبد السلام، الاستاذة / راحيل
شكرا لكما.. نتابع معكم هذا الابداع..
لي عودة إن شاء الله..
.
. تقديري واحترامي

أهلا بك الراقي محمد
رأيي لم يتغير
أنت قارئ جيد تعرف جيدا من أين أتت دفاترنا بالأوراق وهي بلا أوراق
قلمك جواد فلا تمسك العنان
طبت

[ابراهيم شحدة]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد السلام الكردي

(للي ماشبعان من حليب أمو يشبع من مية كانون)
تردد هذه العبارة باستمرار وتشرب من ماء النبع
ثم تحاول إختراع أغنية تدندن بها هذا الصباح ، بضع كلمات تقولها على شكل أغنية تريد الخروج من أزمة ما كانت تعصف بها من الداخل ، الارتباك سيد الموقف..لكن اللافت أنها تصر على مقولتها الأولى ( لي ما شبعان من حليب أمو يشبع من مية كانون ) وأنا الملدوغ بعقارب الكتابة أحاول لملمة ما تبقى من شتاتي في أصقاع تلك الخمسينية
وأرتمي في حضن جملة خائنة لا تليق بالمعنى المطلوب ..
فالخمسينية ذات الملابس الساحرة تكثر من الملامح الصعبة التأويل، وهي بين ابتسامة ورعشة والتفاتات لاختلافها تلفت الناظرين ..
بيمناها تقطف زهرة وباليسرى تمزقها إربا..ثم ترفع ذراعيها إلى السماء مناجية ربها بصوت لا تخطئه أذن سامع قريب مثلي
أيااارب ..

لماذا لم يشبع من ماء كانون،؟
ثم تروي لربها الحكاية
حكاية من زمن الحصار..حكاية طفلها الرضيع الذي مات بين ذراعيها حيث لا لبن في صدرها يسد جوعه فيموت ويسقط كما تسقط نجمة من السماء لتحفر في قلبها ثقبا بعمق الأرض..باحتراقها من الداخل يحترق قلب تلك الخمسينية الساحرة ملابسها ،القيمة كل حركاتها ، وهي لاتزال تناجي ربها وأنا الواقف بين سندان اللغة ومطرقة الألم،لايسعني إلا أن أسقط: وتسقط من يدي كل أدوات الكتابة

الله ما ايسر الكلام وما اسحره .. الله الله ما اجملك .. هذه هي الكتابة التي تنصاع لها القراءة ، مرتاحة على اعتابها راحة ولد بكاء عنيد ، و قد احاط بثدي امه المنكودة عاضا عليه بسن الحليب .. الرضا رضاعة ساعة .. كما السعادة غفوة ساعة ..
اشكرك كثيرا اخي عبد السلام ..

[عبد السلام الكردي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابراهيم شحدة

الله ما ايسر الكلام وما اسحره .. الله الله ما اجملك .. هذه هي الكتابة التي تنصاع لها القراءة ، مرتاحة على اعتابها راحة ولد بكاء عنيد ، و قد احاط بثدي امه المنكودة عاضا عليه بسن الحليب .. الرضا رضاعة ساعة .. كما السعادة غفوة ساعة ..
اشكرك كثيرا اخي عبد السلام ..

أسعدني مرورك أخي الكريم وأفتخر برأيك
كل الشكر والامتنان
تحياتي لك.

[راحيل الأيسر]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد داود العونه

بعد التحية الطيبة...
دفاتر بلا أوراق، أوراق تساقطت عنها سطورها... لتمسي سطورا بلا أحرف، أحرف تبحث عن بياضها، عن نقاط تبث فيها روح الحركة والمعنى... لتصبح حكايات ناطقة، دموعا منهمرة، آمال متعلقة، وقطرات دماء شهيد صبغتها بلون الورود. فعادت إليها الحياة.

أسجل مروري الأول هنا واعجابي بهذه الثنائية الطيبة.. شاكرا لكما هذا الابداع وهذه الروح الاخوية المعطاءة

لنمضي معا نحو مجد الحرف..
الأستاذ / عبد السلام، الاستاذة / راحيل
شكرا لكما.. نتابع معكم هذا الابداع..
لي عودة إن شاء الله..
.
. تقديري واحترامي

الفاضل الموقر أخي الأستاذ / محمد داوود العونة

أشكر مرورك المرتقب أخي وممتنة لمداخلتك القيمة ورأيك الذي يهمني كثيرا أستاذي الكريم ..


لك امتناني العميق وتقديري دائما وأبدا

حييت وبوركت ..

[عبد السلام الكردي]

فرانكفورت المجيدة ،ميونخ المدججة بالجبال،اصفهان مدينةالزعفران،البندقية العائمة على الماء،
جميعها لا تحجب دمشق عن ذاكرة رجل يحاول ترتيب أحداث يوم مضت عليه عقود وهو يرتبك بين دمعة تمطرها عيناه ،وكلمات لابد أن يرددها على مسامع موظف( الريسيبشين) في برلين
تشعر وأنت تراقب حركات وجهه غير المتوازنة ،وكأنك ترى صراعا بين واقع يومه في برلين،وأمام موظف الفندق من جهة،وبين ذاكرته الدمشقيةالعنيدة، التي تنتفض في الوقت غير المناسب وتجعله في وضع لايحسد عليه على الإطلاق.
يقذف بطاقته الألمانية على الطاولة ويجلس ليكتب
الأجواء اليوم في دمشق صالحة لتناول كأس شاي على حافة المنحدر الشرقي للربوة.
وتنمو في كفيه ياسمينة شرقية
وعلى وجهه المستدير عنوان إقامته بالتفصيل في دمشق.

[راحيل الأيسر]

.

بين أمواج الغربة الباردة وشواطئ الأوطان نستحيل منحوتة من ملح نذوب مع كل نفحة ذكرى ..

في رف ذاكرة قديمة
بمحاذاة نافذة تشرق منها شمس الأيام الخوالي .. جسد بارد ملقى يحقنه الدفء المنبعث من ضوئها ببعض روح ..

في المنافي نحن لسنا سوى هباءات في نثار ضوء ، سرب حكايات .
.
ظل انطبع أقله على أرض ثابتة وانعكس كثيره مكسورا على حائط ..

تسافر فينا قطارات الغربة لا تنفك تثرثر عن الطريق
، عن الجذع العتيق ..
تفرينا تحت عجلات الحنين..
وكما العطر ورد الأزهار تتلوه مع أنسام المساء حتى يفوح الصباح
وكما الشعر فرش من حرير نتوسده في غفوة لذيذة ونحن في حضن المجازات المرسلة..
يحملنا غيم رؤاه إلى حيث سدرة المشتهى ..
كما هذا التذكار حين يتقلب على جمر الشوق وتتوهج جذوته ، لا تطفئها سوى قطرة تهمي بها عين محب شطر النوى قلبه ، فهو يرتقه بخيط الذكريات
يضمخه بروح عُصرت في قوارير معتقة ذات سفر بعيد ..
حُفظت ترياقاً للدغات الحنين الموغل في وحشة الروح ..
هي ذي الذكريات ورد الماء في نسغ يباسنا .. نرتلها حتى يبزغ في أذهاننا عالم من صنع لهفتنا واشتياقنا فنتساقط هناك على دروبه وفي مساربه كودق ثمل ينشد طهر أرض ..!

[أميمة وليد]

حللت ضيفة هنا دقائق كأنها عمر من الدهشة والإبداع

كنتما رائعين كما أنتما دوما

القدير عبد السلام

الغالية راحيل

باقات محبة وامتنان

ولي عودة قريبة لا شك

[عبد السلام الكردي]

اهلا بك الاخت الاستاذة أميمة وليد
تحتفي أقلام بتواجدك أيتها الأقلامية العتيدة والعنيدة
سكرا لكلماتك الطيبة
وفي انتظار عودتك

[راحيل الأيسر]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أميمة وليد

حللت ضيفة هنا دقائق كأنها عمر من الدهشة والإبداع

كنتما رائعين كما أنتما دوما

القدير عبد السلام

الغالية راحيل

باقات محبة وامتنان

ولي عودة قريبة لا شك

ممتنة لطيب مرورك أميمة العزيزة
لا بأس مرور واحد منك يغني وإن كان لا يكفي
فإن زدت بآخر فذاك كرم منك وفضل ..


لك التقدير والمحبة وصافي الود ..