*أشعار من مدينة أوغاريت التاريخية*

[أحمد فؤاد صوفي]

*أشعار من مدينة أوغاريت التاريخية*
مدينة أوغاريت هي مدينة سورية كنعانية قديمة ، تقع على بعد 15 كلم شمال اللاذقية ، وقد كانت عاصمة لمملكة حملت الاسم نفسه وكان بناؤها سنة 6000 ق.م. وعرفت ذروتها بين القرن الرابع عشر وبداية القرن الثاني عشر قبل الميلاد ، وقد عثر على آثارها في موقع رأس شمرا القريب من اللاذقية الحالية
كانت المدينة مركز رئيسياً للمبادلات التجارية في شرق البحر الأبيض المتوسط ، وقد تم تدميرها حوالي ظ،ظ،ظ¨ظ* قبل الميلاد، في وقت مر فيه الشرق الأدنى وشرق البحر المتوسط باضطرابات سياسية واجتماعية واقتصادية كبيرة ، مرتبطة بجملة من الأمور منها ظواهر الهجرة وغيرها.
وقد اكتشفت هناك ألواح حجرية كثيرة ، على بعضها وجدوا شعراً أوغاريتياُ مكتوباً ، وقد تم تعريبه منذ زمن ليس بعيداً ، قد قمت بتفسي بتضبيط بعض القصائد لتكون قابلة للنشر:
*من الأدب الأوغاريتي - ترجمة أجزاء من قصيدتين

القصيدة الأولى ( نصيحة وحكمة من أب لابنه)
-------------------------------------------
لا تطلع امرأتك على ما تملكه في كيس نقودك لا تشتري ثوراً في فصل الربيع ولا تطلب للزواج فتاة رأيتها في العيد فالثور السيئ يتحسن في الفصل الجيد والفتاة السيئة تلبس في العيد ثوباً جميلاً يليق بها فلا يمكنك أن تعرفها كما الحقيقة

القصيدة الثانية (رسالة حياة)
--------------------------
لدي رسالة وسأقولها لك لدي أمر سأكرره عليك ها هي ذي رسالة الشجر وهمس الحجر وأنين السموات مع الأرض تسمعه ... والبحر مع النجوم سأطلق البرق حتى تعلم السموات فتوصل الرسالة إلى البشر وتفهمها شعوب الأرض
-----------------------
وقد عثر في أوغاريت أيضاً ، على نص شعري كتبه شاعر باللغة الأوغاريتية ، يعبر فيه عن عاطفته وحبه لأمه ، ولعل هذا النص من أجمل النصوص التي عثر عليها حتى الآن في أوغاريت ، فهو يخوض في وصف جميل للأم المثالية ، وتمت كتابته قبل أربعة آلاف عام ، وهو نص/هدية لكل أم ، وخصوصاً الى الأم السورية الأوغاريتية الأبدية في هذا العالم...

يقول النص..
أمي (قصيدة من أوغاريت)
-------------------------
أٌشَـبِّـهُ أمّي بانبلاجِ النُّورِ عندَ الأُفُقِ البعيدْ ..
إنّها غزالةُ الجبلْ ..
ونَجْمَةُ الصَّباحِ التي تُشِعُّ مُبتهِجةً حتّى في وَضَحِ النَّهارْ ..
هي جوهرةٌ ثمينةٌ في تَاجِ مَلِكْ .. تتفَجَّرُ تَألُقاً ..
إنَّها تِمْثالٌ رُخَامِيٌ ينتصبُ فوقَ قاعدةٍ من الَّلازَوَرْدْ..
إنّها لوحةُ عَاجٍ لا عَيبَ فيها .. مُكتملةٌ في كلِّ سُبُلِ الجَمَالْ...
أمِّي .. هيَ الغيثُ عِنْدَمَا يَهْمِي ..
هيَ بواكيرُ المياهِ التي تَرْوي بِذارَ الأرضْ ..
هيَ الحصادُ الوافرُ والقمحُ الطيِّبْ ..
إنَّها ثمرةُ ربيعٍ من نِتَاجِ نَيْسانْ..
أنَّها الجَدْوَلُ الذي يَحْمِلُ إلى المَسَاكِبِ ماءَهَا الدَّفَّاقْ ...

مترجمة ومنظومة بتصرف
أحمد فؤاد صوفي
----------------
تحياتي للجميع واحترامي