الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديات الحوارية العامة > منتدى الأدب العام والنقاشات وروائع المنقول

منتدى الأدب العام والنقاشات وروائع المنقول هنا نتحاور في مجالات الأدب ونستضيف مقالاتكم الأدبية، كما نعاود معكم غرس أزاهير الأدباء على اختلاف نتاجهم و عصورهم و أعراقهم .

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-02-2012, 11:12 PM   رقم المشاركة : 61
معلومات العضو
محمد السيد عبد الفتاح
أقلامي
 
إحصائية العضو







محمد السيد عبد الفتاح غير متصل


افتراضي رد: جاء في يتيمة الدهر

الأستاذة الفاضلة ،
أدعو الله أن يبارك فيك ِ ويكثرَ من أمثالك
وأنا حين أقوم بالنشر ِ فهو للفائدة العامة ِ ، وأحيانًا تقف أمامي مفردة ٌأو رأيٌّ مُخالفٌ لفكري ؛ فأقوم بنشره فورًا وأترك الباقي للسادة القرَّاء ؛ فإما أن نتفق على ما جاء أو أن نختلف ، المهم عندي أن نصل إلى ما هو صحيحٌ ، لكنني لا أبدأ بالتعيلق على ما أري فيه وجهةَ نظر ٍ أخرى ، أما ما جاء في مفردة ( اللمم ) فهي / عندي / كما سيادتكم تفضلت ِ مشكورة ً بالتنويه وبالفعل هناك ما استوقفني في التفسير كـ ( غير المغضوب عليهم ولا الضالين ) فقد ذُكرَ أن ( لا ) هنا زائدة ، وذلك يجوز حيث أن الواو هنا عاطفة ، لكن المولي عز وجل أراد أن يكون الكلام ( اهدنا الصراط المستقيم ، صراطَ الذين أنعمت عليهم )وغير هنا مجرورة ٌ بالإضافة إلى الصراط أي ( صراط الذين أنعمت عليهم " صراطَ غير ِ المغضوب ِ عليهم و صراط غير ِ الضالين " ، ولكنه / المفسر / عطف ( الضالين ) على ما قبلها مباشرة أي ( صراط غير ِ الغضوب عليهم وغير الضالين ) فعلى ذلك تعامل مع ( لا ) على أنها زائدة ، لكن المولى أراد بـ ( لا ) عدم اللبس عند المفسرين حتى لا يأتي تفسيرٌ لها كالأتي ( صراط الذين أنعمت عليهم ، صراط غير المغضوب عليهم ، صراط الضالين ) وهذا مخالفٌ لما أراد ربُّ العزة ِ فوضع ( لا ) هنا ينهي التأويل ويضعنا أمام تفسير ٍ واحد أراده المولى عز وجل
هذا والله أعلم
أما ما جاء في مفردة ( اللمم ) في كتب اللغة فهو كالتالي :
لمم(لسان العرب)
اللَّمُّ: الجمع الكثير الشديد.
واللَّمُّ: مصدر لَمَّ الشيء يَلُمُّه لَمّاً جمعه وأصلحه.
ولَمَّ اللهُ شََعَثَه يَلُمُّه لَمّاً: جمعَ ما تفرّق من أُموره وأَصلحه.
وفي الدعاء: لَمَّ اللهُ شعثَك أي جمع اللهُ لك ما يُذْهب شعثك؛ قال ابن سيده: أي جمعَ مُتَفَرِّقَك وقارَبَ بين شَتِيت أَمرِك.
وفي الحديث: اللهمِّ الْمُمْ شَعَثَنا، وفي حديث آخر: وتَلُمّ بها شَعَثي؛ هو من اللَّمّ الجمع أَي اجمع ما تَشَتَّتَ من أَمْرِنا.
ورجُل مِلَمٌّ: يَلُمُّ القوم أي يجمعهم.
وتقول: هو الذي يَلُمّ أَهل بيته وعشيرَته ويجمعهم؛ قال رؤبة: فابْسُط علينا كَنَفَيْ مِلَمّ أَي مُجَمِّع لِشَمْلِنا أَي يَلُمُّ أَمرَنا.
ورجل مِلَمٌّ مِعَمٌّ إذا كان يُصْلِح أُمور الناس ويَعُمّ الناس بمعروفه.
وقولهم: إنّ دارَكُما لَمُومةٌ أَي تَلُمُّ الناس وتَرُبُّهم وتَجْمعهم؛ قال فَدَكيّ بن أَعْبد يمدح علقمة بن سيف: لأَحَبَّني حُبَّ الصَّبيّ، ولَمَّني لَمَّ الهِدِيّ إلى الكريمِ الماجِدِ (* قوله «لأحبني» أَنشده الجوهري: وأحبني). ابن شميل: لُمّة الرجلِ أَصحابُه إذا أَرادوا سفراً فأَصاب مَن يصحبه فقد أَصاب لُمّةً، والواحد لُمَّة والجمع لُمَّة.
وكلُّ مَن لقِيَ في سفره ممن يُؤنِسُه أَو يُرْفِدُه لُمَّة.
وفي الحديث: لا تسافروا حتى تُصيبوا لُمَّة (* قوله «حتى تصيبوا لمة» ضبط لمة في الأحاديث بالتشديد كما هو مقتضى سياقها في هذه المادة، لكن ابن الأثير ضبطها بالتخفيف وهو مقتضى قوله: قال الجوهري الهاء عوض إلخ وكذا قوله يقال لك فيه لمة إلخ البيت مخفف فمحل ذلك كله مادة لأم). أَي رُفْقة.
وفي حديث فاطمة، رضوان الله عليها، أَنها خرجت في لُمَّةٍ من نسائها تَتوطَّأ ذَيْلَها إلى أَبي بكرفعاتبته، أَي في جماعة من نسائها؛ قال ابن الأَثير: قيل هي ما بين الثلاثة إلى العشرة، وقيل: اللُّمَّة المِثْلُ في السن والتِّرْبُ؛ قال الجوهري: الهاء عوض من الهمزة الذاهبة من وسطه، وهو مما أَخذت عينه كَسَهٍ ومَهٍ، وأَصلها فُعْلة من المُلاءمة وهي المُوافقة.وفي حديث علي، كرم الله وجهه: ألا وإنّ معاوية قادَ لُمَّة من الغواة أي جماعة. قال: وأما لُمَة الرجل مثله فهو مخفف.وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أن شابة زُوِّجَت شيخاً فقتَلتْه فقال: أيها الناس لِيتزوَّج كلٌّ منكم لُمَتَه من النساء ولتَنْكح المرأةُ لُمَتَها من الرجال أي شكله وتِرْبَه وقِرْنَه في السِّن.
ويقال: لك فيه لُمَةٌ أي أُسْوة؛ قال الشاعر: فإن نَعْبُرْ فنحنُ لنا لُماتٌ، وإن نَغْبُرْ فنحن على نُدورِ وقال ابن الأعرابي: لُمات أَي أَشباه وأَمثال، وقوله: فنحن على ندور أي سنموت لا بدّ من ذلك.وقوله عز وجل: وتأْكلون التُّرابَ أْكَلاً لَمّاً؛ قال ابن عرفة: أَكلاً شديداً؛ قال ابن سيده: وهو عندي من هذا الباب، كأنه أَكلٌ يجمع التُّراث ويستأْصله، والآكلُ يَلُمُّ الثَّريدَ فيجعله لُقَماً؛ قال الله عز وجل: وتأْكلون التُّراث أَكْلاً لَمّاً؛ قال الفراء: أي شديداً، وقال الزجاج: أي تأْكلون تُراث اليتامى لَمّاً أي تَلُمُّون بجميعه.
وفي الصحاح: أَكْلاً لَمّاً أي نَصِيبَه ونصيب صاحبه. قال أبو عبيدة: يقال لَمَمْتُه أَجمعَ حتى أتيت على آخره.وفي حديث المغيرة: تأْكل لَمّاً وتُوسِع ذَمّاً أي تأْكل كثيراً مجتمعاً.وروى الفراء عن الزهري أنه قرأَ: وإنَّ كُلاً لَمّاً، مُنَوَّنٌ، ليُوَفِّيَنَّهم؛ قال: يجعل اللَّمَّ شديداً كقوله تعالى: وتأكلون التُّراثَ أكلاً لَمّاً؛ قال الزجاج: أراد وإن كلاً ليُوَفِّينهم جَمْعاً لأن معنى اللّمّ الجمع، تقول: لَمَمْت الشيء أَلُمُّه إذا جمعته. الجوهري: وإنَّ كلاً لماً ليوفينهم، بالتشديد؛ قال الفراء: أصله لممّا، فلما كثرت فيها المِيماتُ حذفت منها واحد، وقرأَ الزهري: لمّاً، بالتنوين، أي جميعاً؛ قال الجوهري: ويحتمل أن يكون أن صلة لمن من، فحذفت منها إحدى الميمات؛ قال ابن بري: صوابه أن يقول ويحتمل أن يكون أصله لَمِن مَن، قال: وعليه يصح الكلام؛ يريد أن لَمّاً في قراءة الزهري أصلها لَمِنْ مَن فحذفت الميم، قال: وقولُ من قال لَمّا بمعىن إلاَّ، فليس يعرف في اللغة. قال ابن بري: وحكى سيبويه نَشدْتُك الله لَمّا فَعَلْت بمعنى إلاّ فعلت، وقرئ: إن كُلُّ نَفْس لَمّا عليها حافظٌ؛ أي ما كل نفس إلا عليها حافظ، وإن كل نفس لعليها (* قوله «وإن كل نفس لعليها حافظ» هكذا في الأصل وهو إنما يناسب قراءة لما يالتخفيف). حافظ. وورد في الحديث: أنْشُدك الله لَمّا فعلت كذا، وتخفف الميم وتكونُ ما زائدة، وقرئ بهما لما عليها حافظ.والإلْمامُ واللَّمَمُ: مُقاربَةُ الذنب، وقيل: اللّمَم ما دون الكبائر من الذنوب.وفي التنزيل العزيز: الذينَ يَجْتَنِبون كبائِرَ الإِثْمِ والفواحِشَ إلا اللَّمَمَ.وألَمَّ الرجلُ: من اللَّمَمِ وهو صغار الذنوب؛ وقال أميّة: إنْ تَغْفِر، اللَّهمَّ، تَغْفِرْ جَمّا وأَيُّ عَبْدٍ لك لا أَلَمّا؟ ويقال: هو مقارَبة المعصية من غير مواقعة.
وقال الأَخفش: اللَّمَمُ المُقارَبُ من الذنوب؛ قال ابن بري: الشعر لأُميَّة بن أَبي الصّلْت؛ قال: وذكر عبد الرحمن عن عمه عن يعقوب عن مسلم بن أَبي طرفة الهذليّ قال: مر أَبو خِراش يسعى بين الصفا والمروة وهو يقول: لاهُمَّ هذا خامِسٌ إن تَمّا، أَتَمَّه اللهُ، وقد أَتَمَّا إن تغفر، اللهم، تغفر جمّاً وأيُّ عبدٍ لك لا أَلَمَّا؟ قال أبو إسحق: قيل اللّمَمُ نحو القُبْلة والنظْرة وما أَشبهها؛ وذكر الجوهري في فصل نول: إن اللّمَم التقبيلُ في قول وَضّاح اليَمَن: فما نَوّلَتْ حتى تَضَرَّعْتُ عندَها، وأنْبأتُها ما رُخّصَ اللهُ في اللّمَمْ وقيل: إلاّ اللَّمَمَ: إلاّ أن يكونَ العبدُ ألَمَّ بفاحِشةٍ ثم تاب، قال: ويدلّ عليه قوله تعالى: إنّ ربَّك واسِعُ المغفرة؛ غير أن اللَّمَم أن يكونَ الإنسان قد أَلَمَّ بالمعصية ولم يُصِرَّ عليها، وإنما الإلْمامُ في اللغة يوجب أنك تأْتي في الوقت ولا تُقيم على الشيء، فهذا معنى اللّمَم؛ قال أبو منصور: ويدل على صاحب قوله قولُ العرب: أَلْمَمْتُ بفلانٍ إلْماماً وما تَزورُنا إلاَّ لِمَاماً؛ قال أبو عبيد: معناه الأَحيانَ على غير مُواظبة، وقال الفراء في قوله إلاّ اللّمَم: يقول إلاّ المُتقاربَ من الذنوب الصغيرة، قال: وسمعت بعض العرب يقول: ضربته ما لَمَم القتلِ؛ يريدون ضرباً مُتقارِباً للقتل، قال: وسمعت آخر يقول: ألَمَّ يفعل كذا في معنى كاد يفعل، قال: وذكر الكلبي أنها النَّظْرةُ من غير تعمُّد، فهي لَمَمٌ وهي مغفورة، فإن أَعادَ النظرَ فليس بلَمَمٍ، وهو ذنب.
وقال ابن الأعرابي: اللّمَم من الذنوب ما دُون الفاحشة.
وقال أبو زيد: كان ذلك منذ شهرين أو لَمَمِها، ومُذ شهر ولَمَمِه أو قِرابِ شهر.
وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: وإن مما يُنْبِتُ الربيعُ ما يَقُتُلُ حَبَطاً أو يُلِمُّ؛ قال أبو عبيد: معناه أو يقرب من القتل؛ ومنه الحديث الآخر في صفة الجنة: فلولا أنه شيء قضاه اللهُ لأَلَمَّ أن يذهب بصرُه، يعني لِما يرى فيها، أي لَقَرُب أن يذهب بصره.
وقال أبو زيد: في أرض فلان من الشجر المُلِمّ كذا وكذا، وهو الذي قارَب أن يَحمِل.
وفي حديث الإفْكِ: وإن كنتِ ألْمَمْتِ بذَنْبٍ فاستغْفرِي الله، أي قارَبْتِ، وقيل: الَّمَمُ مُقارَبةُ المعصية من غير إِيقاعِ فِعْلٍ، وقيل: هو من اللّمَم صغار الذنوب.
وفي حديث أبي العالية: إن اللَّمَم ما بين الحَدَّين حدُّ الدنيا وحدِّ الآخرة أي صغارُ الذنوب التي ليس عليها حَدٌّ في الدنيا ولا في الآخرة، والإلْمامُ: النزولُ.
وقد أَلَمَّ أَي نزل به. ابن سيده: لَمَّ به وأَلَمَّ والتَمَّ نزل.
وألَمَّ به: زارَه غِبّاً. الليث: الإلْمامُ الزيارةُ غِبّا، والفعل أَلْمَمْتُ به وأَلْمَمْتُ عليه.
ويقال: فلانٌ يزورنا لِماماً أي في الأَحايِين. قال ابن بري: اللِّمامُ اللِّقاءُ اليسيرُ، واحدتها لَمّة؛ عن أبي عمرو.
وفي حديث جميلة: أنها كانت تحت أَوس بن الصامت وكان رجلاً به لَمَمٌ، فإذا اشْتَدَّ لَمَمُه ظاهر من امرأَته فأَنزل الله كفّارة الظهار؛ قال ابن الأثير: اللَّمَمُ ههنا الإلْمامُ بالنساء وشدة الحرص عليهن، وليس من الجنون، فإنه لو ظاهر في تلك الحال لم يلزمه شيء.

فعلى ما تقدم فـ( اللمم ) مقاربة الفعل مع عدم وقوعة
كما في ( ولقد هَمَّتْ به وهمَّ بها ) فالهمُّ ينفي وقوع الفعل
للمرة ِ الثانية ِ أشكر سيادتكم على حُسن ِ المتابعة ِ .
أما عن المصادر التي أتعامل معها فهي لسيادتكم كالتالي
1/ مكتبة مشكاة الإسلامية
2/ الموسوعة العالمية لكتب الأدب
3 / مكتبة الوراق
4/ موسوعة دهشة
5/ موقع يعسوب
6/ موقع نداء الإيمان
أما عن نفسي ، فأنا مع سيادتكم في أيِّ تساؤل . ولكن ليكن ذلك أسبوعيًّا
مع تحياتي وخالص شكري وتقديري






 
رد مع اقتباس
قديم 12-02-2012, 11:19 PM   رقم المشاركة : 62
معلومات العضو
محمد السيد عبد الفتاح
أقلامي
 
إحصائية العضو







محمد السيد عبد الفتاح غير متصل


افتراضي رد: جاء في يتيمة الدهر

الأحد 12 فبراير 2012م
أوهام شعراء العرب في المعاني أحمد تيمور باشا الصفحة : 4
(ومثله) قول أبي النجم يصف فرساً أجراه في الحلبة: يسبح أخراه ويطفو أوله
قال الأصمعي: أخطأ في هذا لأنه إذا سبح أخراه كان حمار الكساح أسرع منه، وإنما يوصف الجواد بأنه تسبح أولاه وتلحق رجلاه، كذا في الأغاني. وفي العقد: أن اضطرب مؤخر الفرس قبيح، والوجه ما قال أعرابي في وصف فرس أبي الأعور السلمي.
مر كلمح البرق ناظره يسبح أولاه ويطفو آخره
فما يمس الأرض منه حافره
وقال ابن قتيبة في طبقات الشعراء: ((وكأن أبو النجم وصافاً للفرس وأخذ عليه في صفته يسبح أخراه ويطفو أوله)) ثم ذكر قول الأصمعي ولم يزد، ولكن علي بن حمزة البصري نقل عنه في التنبيهات قولاً عن غير الأصمعي فيه تصويب لما في الرجز، فلعله ذكره في كتاب آخر غير الطبقات. وعزا على بن حمزة انتقاد الأصمعي إلى تعصبه على أبي النجم ومن يستقر كلامه في هذا الكتاب يجد عجباً من تعصبه هو على الأصمعي ورده ما يقول بحق وبغير حق، وكان خيراً له أن يعتذر هنا لأبي النجم اعتذار رؤبة لنفسه.
(ومما) خطىء فيه أبو النجم ونبه عنه ابن قتيبة في طبقات الشعراء قوله في وصف الفرس: كأنها ميجنة القصار
ولم يبين وجهه بسوى قوله: إن الميجنة لصاحب الأدم، أي الجلد، وأنها أيضاً التي يدق عليها الأدم من حجر وغيره، فإن كان يريد أنها لا تكون لقصار الثياب كما يؤخذ من كلامه وكلام أبي هلال في الصناعتين فليس بشيء لأنها تكون لكليهما، وإن كان الخطأ في تشبيه الفرس بها فربما ولكن لم يظهر لنا يظهر لنا وجهه (مما) أخطأ فيه أبو النجم أيضاً قوله في الإبل: وهي على عذب روى المنهل دحل أبي المرقال خير الأدحل
من نحت عاد في الزمان الأول ففي الأغاني: ((قال الأصمعي: الدحل لا تورده الإبل إنما تورد الركايا، وقد عيب بهذا وعيب بقوله في البيت الذي يليه: إن هذا الدحل من نحت عاد، قال: والدحلان لا تحفر ولا تنحت إنما هي خروق وشعاب في الأرض والجبال لا تصيبها الشمس فتبقى فيها المياه، وهي هوة في الأرض يضيق فمها ثم تتسع فيدخلها ماء السماء)).
(ومما) أخطأ فيه الإبل أيضاً قوله يصف ورودها:

جاءت تسامي في الرعيل الأول والظل عن أخفافها لم يفضل
فقوله: والظل لم يفضل عن أخفافها يدل على أنها وردت الماء في الهاجرة.
والعرب إنما تصف الورود غلساً والماء بارد كقول الشاعر: فوردت قبل الصباح الفاتق
وقول الآخر: فوردت قبل تبين الألوان
وقول لبيد: إن من وردى تغليس النهل
(ومما) خطأوا فيه أبا النجم قوله في وصف راعي الإبل: صلب العصا جاف عن التعزل
قالوا: ولا يوصف الراعي بالصلابة على إبله. والعرب إذا أرادت وصفه قالت: (هو ضعيف العصا) كأنه لحسن رعايته لا يحتاج إلى شدة وغلظة كما قال الشاعر: ضعيف العصا بادى العروق ترى له عليها إذا ما أمحل الناس إصبعا
صدى إبل أن تتبع الريح مرة يدعها ويخفى الصوت حتى تربعا
إذا سرحت من مبرك نام خلفها بميثاء مبطان الضحى غير أروعا
لها أمرها حتى إذا ما تبوأت بأخفافها مأوى تبوأ مضجعا
فهذا ما توصف به حذاق الرعاة. ومثله قول الراجز:

إذا الركاب عرفت أبا مطر مشت رويداً وأسفت في الشجر

لأنها ألفت منه الرفق بها وتركها ترعى كما تشاء. وقيل: لم يرد أبو النجم بصلابة العصا شدته عليها، وإنما أراد وصفه بصلابة الظهر وقوة البدن، كما يقال: فلان صلب القناة. وقيل: بل أراد أنه صلب العصا على الحقيقة لأن الراعي إذا كان جلداً صارماً اختار عصاه من أصلب ما يقدر عليه، وإلا هلكت إبله وضاعت، وعبثت بها الوحوش والسابلة. وقد أطال على بن حمزة البصري في التنبيهات في الانتصار له بما لا يخرج عما ذكرناه وقد آن لنا أن ندع أبا النجم وننتقل إلى الملك الضليل لنرى كيف ضل في وصف فرسه فقال: فللسوط ألهوب وللساق درة وللزجر منه وقع أخرج مهذب
يستكمل إن شاء الله
الممنوع من الصرف
الأصل في الأسماء أن تكون منصرفة / أعني منونة تنوين التمكين / وإنما تخرج عن الأصل إذا وُجد فيها علتان من علل تسع ، او واحدة منها تقوم مقامهما ، والبيت المنظوم لبهاء الدين بن النحاس النحوي
اجمعْ وزنْ عادلا ً أنِّثْ بمعرفة ٍ
رَكـِّبْ وزدْ عُجْمَة ً فالوصفُ قد كمُلا
وهو يجمع العللَ إما بصريح اسمها أو بالاشتقاق
وهناك بيتٌ آخر لبعضهم يجمع الممنوع من الصرف
فجمع ٌ وتأنيثٌ وعدلٌ وعُجمة ٌ
ووصفٌ وتعريفٌ ووزنٌ مخصَّصُ
والذي يقوم مقام علتين شيئان : التأنيث بالألف : مقصورة ً كانت كبُهمى ، أو ممدودة كصحراءَ ، والجمع الذي لا نظير له في الآحاد / أي لا مفرد على وزنه / وهو مَفاعل كمساجدَ ، ومفاعيل كمصابيحَ ودنانيرَ ،
وما عدا هاتين العلتين لا يؤثر إلا بانضمام علة ٍ أخرى ،
ولكن يشترط في التأنيث والتركيب والعجمة أن تكون العلة الثانية المجامعة لكلٍّ منهن العلمية ، ولهذا صُرِّفت ( صِنْجة ٌ وقائمة ٌ )
وإن وجدَ فيهما علة ٌ أخرى مع التأنيث ، وهي العجمة في صنجة والصفة في قائمة ٍ ، وما ذاك إلا لأن التأنيث والعجمة لا يُمنعان
إلا بالعلمية ، وكذلك ( أذرَبيجان ) / اسم لبلدة / فيه العلمية والعجمة والتركيب والزيادة ، قيل : وعلة خامسة وهي التأنيث ؛
لأن البلدة مؤنثة ، وليس بشيء ؛ لأنا لا نعلم هل لحظوا فيه البقعة أو المكان ، ولو قدر خلوه من العلمية وجب صرفه ؛ والألف والنون إذا لم تكن في صفة كسكران فلا تمنع إلا مع العلمية كسلمان َ ، و لا وصفية في أذربيجان ؛ فتعينت العلمية ، ولا علمية إذا نكرته ؛ فوجب صرفه .
يستكمل الأسبوع القادم إن شاء الله

باب تجنيس التصريف
اعلم أن تجنيس التصريف، هو إن تنفرد كل كلمة من الكلمتين عن الأخرى بحرف، مثل قوله تعالى: " ليكونن أهدى من إحدى الأمم " ، ومثل قوله تعالى: " وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً " ، وقوله تعالى: " ذلكم بما كنتم تفرحون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تمرحون " ، وقوله تعالى: " وهم ينهون عنه وينأون عنه " . وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " الخيل معقود بنواصيها الخير " .
وقال الأعشى:
رأيتُ أنَّ الشيبَ جا ... نبه البشاشةُ والبشارة
وقال آخر:
للهِ ما صنعتْ بنا ... تلكَ المحاجر في المعاجرِ
أمضى وأرهفُ في القلو ... بِ من الخناجرِ في الحناجرِ
ولقد تعبتُ ببينها ... تعبُ المهاجرِ في الهواجرِ
وكتب بعض الأدباء جواباً إلى آخر عن كتاب: وصل كتابك فتناولته باليمين، ووضعته مكان العقد الثمين.
ومنه:
من كل ساجي الطرف أغيد أجيد ... ومهفهف الكشحين أحوى أحور
ومنه لكثير عزة:
وإني لأستهوي السحائبَ نحوها ... من المنزلِ الأدنى؛ فتسري وتسرعُ
ومنه للشريف الرضي رحمه الله:
لا يذكر الرملُ إلا حنَّ مغترب ... له بذي الرملِ أوطارٌ وأوطانُ
إذا تلفتُّ في أطلالها ابتدرتْ ... للقلبِ وللعينِ أمواهٌ ونيرانُ
ومنه له:
سلامٌ على الأطلالِ لا عن جنابةٍ ... ولكنَّ يأساً حين لم يبقَ مطمعُ
نظرتُ الكثيبَ الأيمنَ الفردَ نظرة ... فردت إليَّ الطرفَ يدمى ويدمعُ
ومنه:
وكم مظهرٍ بغضاً لنا ودَّ أنهُ ... إذا ما التقينا كان أخفى الذي أبدى
مطاعيمُ في اللأوا مظاعينُ في الوغى ... شمائلنا تبدو وأيماننا تندى
ومنه أيضاً:
كلُّ شيءٍ أقوى عليهِ ولكنْ ... ليسَ لي بالفراقِ منكِ يدانِ
عذلاني على هواهُ، فلما ... أبصرا حسنَ وجههِ عذراني
ومنه أيضاً:
لا تقابلْ زيارتي بازورارٍ ... ومجاجاً عسلتهُ بأجاجِ
لو أزرت الحراب نحريَ ظلماً ... لارتشفنَ الثناءَ من أوداجي
ومنه لابن بابك:
أقبلتُ في شرفِ اللباس فأبلسوا ... نظر البغاثِ إلى انقضاضِ الجارحِ
فأخذتَ عفوَ تقيتي وتحيتي ... وملكتَ ودَّ جوانحي وجوارحي
وأنا ابنُ بابك لا ابنُ بابك؛ فارتجع ... ما ابتزَّ، أو عوضْ فلستُ ببارحِ
وفيه له أيضاً:
تكشفتْ عن مغانيه مغانمه ... وصرحتْ عن معاليهِ معانيهِ
فما تقاصر باعٌ أنتَ باسطهُ ... ولا يهدمُ مجدٌ أنتَ بانيهِ
ومنه للشريف الرضي رحمه الله:
لولا تذكرُ أيامي بذي سلمٍ ... وعند رامةَ أوطاري وأوطاني
لما قدحتُ بنار الشوقِ في كبدي ... ولا بللتُ بماء الدمعِ أجفاني
ومنه لابن بابك أيضاً:
يجودُ، ويستقاد؛ فراحتاهُ ... مطارحُ للأماني والأمانِ
يهزّ السيفَ هزَّ الغصن طوراً ... ويلوي الرمح ليَّ الخيزرانِ
ويسطو تارةً وينيلُ أخرى ... وتلكَ سجيةُ الملك الهجانِ
وكتب كافي الكفاة إلى صديق له: أنت أدام الله تعالى عزك، وإن طويت عنا خبرك، وجعلت وطنك وطرك، فأخبارك تأتينا كما وشى بالمسك رياه، ودل على الصبح محياه.
وقال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: كل شيء يعز حين ينزر، والعلم يعز حين يغزر.
وقال بعض الفصحاء في كتابه: راش سهامه بالعقوق. ولوى ماله عن الحقوق.
وقال بعضهم:
كفاه مخلفةٌ ومتلفةٌ ... وعطاؤهُ متخرقٌ جزلُ
وغيره لبعضهم:
عفاءً على هذا الزمانِ. فإنهُ ... زمانُ عقوقٍ لا زمانُ حقوقِ
فكلُّ رفيقٍ فيهِ غيرُ موافقٍ ... وكلُّ صديقٍ فيه غيرُ صدوقِ
ومنه:
يا علم العالمِ في الجودِ ... مثلكَ جوداً غيرُ موجودِ
بيضتَ من وجه الندى بالندى ... ما اسودَّ من أيامهِ السودِ
بينَ مطيع لك، أصفدته ... وبين عاصٍ لك مصفودِ
ومنه:
إذا ما جئتَ أحمدَ مستميحاً ... فلا يغررك منظرهُ الأنيقُ
له عرفَ وليس لديه عرفٌ ... كبارقةٍ تروق ولا تريقُ
فما يخشى العدوُّ لهُ وعيداً ... كما بالوعدِ لا يثقُ الصديقُ

يستكمل بإذن الله










 
رد مع اقتباس
قديم 19-02-2012, 05:35 AM   رقم المشاركة : 63
معلومات العضو
محمد السيد عبد الفتاح
أقلامي
 
إحصائية العضو







محمد السيد عبد الفتاح غير متصل


افتراضي رد: جاء في يتيمة الدهر

الأحد 19 فبراير 2012م
أوهام شعراء العرب في المعاني أحمد تيمور باشا الصفحة : 5
الألهوب والدرة: شدة الجرى: والأخرج، الظليم. والمهذب: السريع العدو. أراد امرؤ القيس أن يصف فرسه بالسرعة، فذكر أنه يضربه بالسوط فيلهب، ويركضه بساقه فيدر جريه، ويزجره فيقع الزجر منه موقعه من الظليم فيعدو عدوه. قالوا: ولو أستعين بهذه الأشياء على أخس حمار وأضعفه فعدا لم يستحق أن ينعت بالسرعة. ويقال: إن أول من عاب عليه هذا البيت امرأته أم جندب لما احتكم إليها هو وعلقمة ابن عبدة الفحل في أيهما أشعر؟ فقالت: سمعتك زجرت وضربت وحركت، وفرس ابن عبدة أجود من فرسك حيث يقول فيه:
فأقبل يهوى ثانياً من عنانه يمر كمر الرائح المتحلب
فغلبت علقمة عليه، ولله در ابن المعتز فإنه ذكر السياط ولكنه احترس احتراساً حسناً فقال:
صببنا عليها ظالمين سياطنا فطارت بها أيد سراع وأرجل
فقوله: ظالمين من أحسن ما يحترس به هنا.
(ومما) أخذ على امرئ القيس قوله في وصف فرس أيضاً:
لها متنتان خظاتا كما أكب على ساعديه النمر
ومعنى الخظاة: المكتنزة، أراد لها متنان كثيرا اللحم كساعدي النمر البارك في الغلظ، وليس هذا مما تمدح به الجياد، وإنما المستحب في المتن والوجه التعريق كما قال طفيل: معرفة الألحى تلوح متونها
وفي اللسان. ((ويستحب من الفرس أن يكون معروق الخدين قال: قد أشهد الغارة الشعواء تحملني جرداء معروقة اللحيين سرحوب
ويروى: معرقة الجنبين، وإذا عرى لحياها من اللحم فهو من علامات عتقها، وفرس معرق: إذا كان مضمراً، يقال: عرق فرسك تعريقاً، أي أجره حتى يعرق ويضمر ويذهب رهل لحمه)) انتهى.
(وتبعه) أبو ذؤيب الهذلي فقال في فرس:
قصر الصبوح لها فشرج لحمها بالني فهي تتوخ فبها الإصبع
تأبى بدرتها إذا ما استكرهت إلا الحميم أي قصر صاحبها عليها اللبن فسمنت حتى شرج لحمها بالنى، أي خلط بالشحم فلو غمزته بإصبعك تاخت فيه، فجعلها كثيرة اللحم رخوة، وهو عيب، لأن الجياد توصف بقلة لحمها وصلابته، وأما الذي قاله فالأحرى به شاة يضحى بها قالوا: وأخطأ في البيت الثاني أيضاً فقال: تأبى بدرتها، أي تأبى الجرى إذا أكرهت عليه فجعلها حروناً إذا حركت قامت، وأخذ الحميم. أي العرق، يتبضع منها، أي يتفجر ويسيل. قال أبو هلال في الصناعتين: وما وصف أحد الفرس بترك الانبعاث إذا حركت غير أبي ذؤيب، وإنما توصف بالسرعة في جميع حالاتها إذا حركت أو لم تحرك، فتشبه بالكوكب والبرق والحريق والريح إلى آخر ما ذكره.
وقيل: كان أبو ذؤيب لا يجيد وصف الخيل فظن أن هذا مما توصف به.
قلنا: وفي الذي أخذوه عليه في البيت الثاني نظر لأنه علق إباءها على الإكراه، والمعروف في صفة الفرس الجواد أنك إذا حركته للعدو أعطاك ما عنده عفواً، فإذا أكرهته بساق وبسوط لتحمله على الزيادة حملته عزة نفسه على ترك العدو، فهو يقول: إنها تأبى بدرتها عند إكراهها ولا تأبى العرق، كذا في اللسان وشرح ديوانه.
_ومنه قول سلمة بن الخرشب:
إذا كان الحزام لقصرييه أماماً حيث يمتسك البريم
قال القاضي الجرجاني في الوساطة: ((يقول: إن الحزام يقرب في جولانه إذا كثر من عدوه فيصير أمام القصريين. قال الأصمعي: أخطأ في الوصف لأن خير جرى الإناث الخضوع، وإنما يختار الإشراف في جرى الذكور، فإذا اختضعت تقدم الحزام كما قال بشر بن أبي خازم:
تسوق للحزام بمرفقيها يسد خواء طبييها الغبار
وقد ساعد متمم بن نويرة على هذا الوصف سلمة فقال:
وكأنه فوق الحبائل جائباً ريم تضايقه كلاب أخضع
فوصف الذكر بالخضوع وإنما يختار له الإشراف)) انتهى.
.................................................. ...............................
تابع ما جاء في كتاب ( شرح عصري لكتاب ابن هشام الأنصاري المُسمى : أوضحُ المسالك إلى ألفية ابن مالك ) في الممنوع من الصرف
نوعا الاسم غير المنصرف :
الأول : ما يُمنع من الصرف لعلة ٍ واحدة
الثاني : ما يُمنع من الصرف لعلتين
تفصيل القول
1 / الممنوع من الصرف لعلة ٍ واحدة :
وقد ورد في ذلك شيئين هما :
أ / ما فيه ألفُ التأنيث مطلقًا :
( سواءٌ أكانت مقصورة ً ، نحو : سلوى ، رضوى
أم ممدودة ، نحو : صحراء ، بيداء ، حمراء . )
فنقول : حضرت رضوى
( حضرت : فعل ماض ٍ مبني على الفتح لاتصاله بتاء التأنيث ، والتاء : حرف للتأنيث مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، رضوى : فاعل مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها التعذر . )
وكذلك في ( رأيت رضوى ، فـ ( رضوى ) : مفعول به منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها التعذر )
وفي ( مررت برضوى ، فـ ( رضوى ) : اسم مجرور بالباء وعلامة الجر فتحة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر )
ومثل ذلك في قولنا :" هذه صحراءُ شاسعة ٌ ، ورأيتُ صحراءَ شاسعة ً
ومررتُ يصحراءَ شاسعة ٍ " .
ب/ صيغة منتهى الجموع : ...
يستكمل الأسبوع القادم بإذن الله
.................................................. .................................
فوائد منتقاة من تفسير الحافظ ابن كثير
جمعها أبوعبد الرحمن محمود بن محمد الملاح
سورة الانفطار
تهديد وليس إرشاد
25- وقوله: { يَاأَيُّهَا الإنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ } ؟ : هذا تهديد، لا كما يتوهمه بعض الناس من أنه إرشاد إلى الجواب؛ حيث قال: { الْكَرِيمِ } حتى يقول قائلهم: غره كرمه. بل المعنى في هذه الآية: ما غرك يا ابن آدم بربك الكريم-أي: العظيم-حتى أقدمت على معصيته، وقابلته بما لا يليق؟....
قال البغوي: وقال بعض أهل الإشارة: إنما قال: { بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ } دون سائر أسمائه وصفاته، كأنه لقنه الإجابة.
وهذا الذي تخيله هذا القائل ليس بطائل؛ لأنه إنما أتى باسمه { الْكَرِيم } ؛ لينبه على أنه لا ينبغي أن يُقَابَل الكريم بالأفعال القبيحة، وأعمال السوء..(الانفطار:6)

سورة المطففين
وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ
26- قال النسائي وابن ماجة: أخبرنا محمد بن عقيل - زاد ابن ماجة: وعبد الرحمن بن بشر- قالا حدثنا علي بن الحسين بن واقد، حدثني أبي، عن يزيد- هو ابن أبي سعيد النحوي، مولى قريش-عن عكرمة، عن ابن عباس قال: لما قدم نبي الله -صلى الله عليه وسلم- المدينة كانوا من أخبث الناس كيلا فأنزل الله: { وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ } فحسنَّوا الكيلَ بعد ذلك.
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا جعفر بن النضر بن حماد، حدثنا محمد بن عبيد، عن الأعمش، عن عمرو بن مُرّة، عن عبد الله بن الحارث، عن هلال بن طلق قال: بينا أنا أسير مع ابن عمر فقلت: من أحسن الناس هيئةً وأوفاه كيلا ؟ أهل مكة أو المدينة ؟ قال: حق لهم، أما سمعت الله يقول: { وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ } وقال ابن جرير: حدثنا أبو السائب، حدثنا ابن فضيل، عن ضرار، عن عبد الله المكتب، عن رجل، عن عبد الله قال: قال له رجل: يا أبا عبد الرحمن، إن أهل المدينة ليوفون الكيل. قال: وما يمنعهم أن يوفوا الكيل وقد قال الله عز وجل: { وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ } حتى بلغ: { يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ } فالمراد بالتطفيف هاهنا: البَخْس في المكيال والميزان، إما بالازدياد إن اقتضى من الناس، وإما بالنقصان إن قَضَاهم . ولهذا فسر تعالى المطففين الذين وعدهم بالخَسَار والهَلاك وهو الويل، بقوله: { الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ } أي: من الناس { يَسْتَوْفُونَ } أي: يأخذون حقهم بالوافي والزائد، { وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ } أي: ينقصون. والأحسن أن يجعل "كالوا" و "وزنوا" متعديا، ويكون هم في محل نصب، ومنهم من يجعلها ضميرا مؤكدا للمستتر في قوله: "كالوا" و "وزنوا"، ويحذف المفعول لدلالة الكلام عليه، وكلاهما متقارب.(المطففين:1-3)

يوم القيامة
27- ثم قال تعالى متوعدا لهم: { أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ لِيَوْمٍ عَظِيمٍ } ؟ أي: أما يخافُ أولئك من البعث والقيام بين يَدَي من يعلم السرائر والضمائر، في يوم عظيم الهول، كثير الفزع، جليل الخطب، من خسر فيه أدخل نارا حامية؟
وقوله: { يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ } أي: يقومون حفاة عراة غُرلا في موقف صعب حَرج ضيق ضنَك على المجرم، ويغشاهم من أمر الله-ما تَعْجزُ القوى والحواس عنه.
قال الإمام مالك: عن نافع، عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " { يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ } حتى يغيب أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه".
رواه البخاري، من حديث مالك وعبد الله بن عون، كلاهما عن نافع، به . ورواه مسلم من الطريقين أيضا(المطففين:4-6)

وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ
28- والصحيح أن "سجينا" مأخوذ من السَّجن، وهو الضيق، فإن المخلوقات كل ما تسافل منها ضاق، وكل ما تعالى منها اتسع، فإن الأفلاك السبعة كل واحد منها أوسع وأعلى من الذي دونه، وكذلك الأرضون كل واحدة أوسع من التي دونها، حتى ينتهي السفول المطلق والمحل الأضيق إلى المركز في وسط الأرض السابعة. ولما كان مصير الفجار إلى جهنم وهي أسفل السافلين، كما قال تعالى: { ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ } [التين]: 5، 6]. وقال هاهنا: { كَلا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ } وهو يجمع الضيق والسفول، كما قال: { وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا } [الفرقان: 13].
وقوله: { كِتَابٌ مَرْقُومٌ } ليس تفسيرا لقوله: { وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ } وإنما هو تفسير لما كتب لهم من المصير إلى سجين، أي: مرقوم مكتوب مفروغ منه، لا يزاد فيه أحد ولا ينقص منه أحد؛ قاله محمد بن كعب القرظي. (المطففين:8-9)

كَلا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ
29- وقوله: { إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الأوَّلِينَ } أي: إذا سمع كلام الله من الرسول، يكذب به، ويظن به ظن السوء، فيعتقد أنه مفتعل مجموع من كتب الأوائل، كما قال تعالى: { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ مَاذَا أَنزلَ رَبُّكُمْ قَالُوا أَسَاطِيرُ الأوَّلِينَ } [النحل: 24]، وقال: { وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الأوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلا } [الفرقان: 5]، قال الله تعالى: { كَلا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ } أي: ليس الأمر كما زعموا ولا كما قالوا، إن هذا القرآن أساطير الأولين، بل هو كلام الله ووحيه وتنزيله على رسوله صلى الله عليه وسلم، وإنما حجب قلوبهم عن الإيمان به ما عليها من الرَّيْن الذي قد لبس قلوبهم من كثرة الذنوب والخطايا؛ ولهذا قال تعالى: { كَلا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ } والرين يعتري قلوبَ الكافرين، والغيم للأبرار، والغين للمقربين. (المطففين:13-14)
كَلا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ
30- وقوله: { كَلا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ } أي: لهم يوم القيامة مَنزلٌ ونزل سجين، ثم هم يوم القيامة مع ذلك محجوبون عن رؤية ربهم وخالقهم.
قال الإمام أبو عبد الله الشافعي: [في] هذه الآية دليل على أن المؤمنين يرونه عز وجل يومئذ.
وهذا الذي قاله الإمام الشافعي، رحمه الله، في غاية الحسن، وهو استدلال بمفهوم هذه الآية، كما دل عليه منطوق قوله: { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ } [القيامة: 22، 23]. وكما دلت على ذلك الأحاديث الصحاح المتواترة في رؤية المؤمنين ربهم عز وجل في الدار الآخرة، رؤية بالأبصار في عَرَصات القيامة،

وفي روضات الجنان الفاخرة. (المطففين: 15)
وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّون
31- والظاهر: أن عليين مأخوذ من العلو، وكلما علا الشيء وارتفع عظم واتسع؛ ولهذا قال معظما أمره ومفخما شأنه: { وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّون } ثم قال مؤكدا لما كتب لهم: { كِتَابٌ مَرْقُومٌ يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ } وهم الملائكة، قاله قتادة. (المطففين: 18)
وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ
32- وقوله: { وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ } أي: ومزاج هذا الرحيق الموصوف من تسنيم، أي: من شراب يقال له تسنيم، وهو أشرف شراب أهل الجنة وأعلاه. قاله أبو صالح والضحاك؛ ولهذا قال: { عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ } أي: يشربها المقربون صِرْفًا، وتُمزَجُ لأصحاب اليمين مَزجًا. قاله ابن مسعود، وابن عباس، ومسروق، وقتادة، وغيرهم . (المطففين: 27)
.................................................. .....................
باب تجنيس الترجيع
اعلم أن باب تجنيس الترجيع هو إن ترجع الكلمة بذاتها، كما قال الله عز وجل: " ولقد أرسلنا رسلنا " ، وقال عز وجل: " إن ربهم بهم يومئذ لخبير " ، وقال جل جلاله: " ولكنا كنا مرسلين " .
وكما قال بعض العرب:
وما منعتْ دارٌ، ولا عزَّ أهلها ... من الناسِ إلا بالقنا والقنابل
وللمخبل:
فأتتْ عليه، وما له من ماله ... مما أفاد ولا أفادَ عتاقُ
وأبو دؤاد الإيادي قبل امرئ القيس بزمان وهو راويته، وقد جاء في شعره تجنيس التركيب والترجيع والتصحيف والتحريف، والله العالم هل قصد هذا قصدإن أم أتى طبعاً.
وقال آخر:
عذيريَ من دهرٍ موارٍ مواربٍ ... له حسناتٌ كلهنَّ ذنوبُ
ولأبي تمام:
يجول بإيمان عواصٍ عواصمِ ... تصولُ بأسيافٍ قواضٍ قواضبِ
وقال آخر:
آفةُ السرّ من جفو ... نٍ دوامٍ دوامعِ
كيف يخفى مع الدمو ... عِ الهوامي الهوامعِ
ولابن عين زربى:
أقولُ وقد جدَّ الفراق، وأزمع ال ... فريقُ، وأشجاني طوارٍ طوارقُ
وغربانُ وشكِ البين ينعقن غدوةً ... أأنتم نواعي أنفسٍ أم نواعقُ
فقد صار هذا البين للفقد آيةً ... فلا عجب إلاّ إذا عاش عاشقُ
ومنه قول النابغة الجعدي:
ومن بعد أنسٍ قد تبدل وحشةً ... وزال بهم صرفُ النوى والنوائب
ومنه قول البحتري:
نسجَ الربيعُ بربعها ديباجةً ... من جوهرِ الأنوارِ والأنواءِ
بكتِ السماءُ بها رذاذ دموعها ... فغدتْ تبسمُ عن نجوم سماءِ
ومنه له:
فيا لكَ من حزمٍ وعزمٍ طواهما ... حديدُ الردى تحتَ الصفا والصفائح
ومنه أيضاً:
في كفه قلمٌ يسقي الخطوب به ... مثل الحسامِ بكفّ الفارسِ البطلِ
ترى المنى والمنايا عنه صادرةً ... إن فاضَ في أملٍ أو غاضَ في أجلِ
ومنه قول العطوي:
فلقدْ كفنَ في ... أكفانهِ المجد المجدد
ومنه له:
كأنك قوت الناس لا يجدون من ... تحمل ما تأتي به أبداً بدا
ومنه: هو الحيا والحياةُ والملك ال ... أعز ولا ثروةٌ ولا ولدُ
ومنه له:
ذيلُ الصبا في الغيِّ مجرورُ ... والعمرُ باللذاتِ معمورُ
وله:
وليلةُ الهيكلِ قد أنفدت ... فيها دنانٌ ودنانيرُ
على خصورٍ أرهفتْ دقةً ... ففي الزنانيرِ زنابيرُ
وله:
ما هذه الألف التي زدتم ... سميتمُ الخوان بالإخوان
ما صحّ لي أحد فأجعله أخاً ... في الله محضاً لا ولا الشيطان
أما مولٍ عن ودادي ما له ... وجه وأما من له وجهان
ومنه:
قربتَ، فلم أرجُ اللقاءَ، ولا أرى ... لنا حيلةً يدنيكَ منا احتيالها
فأصبحتَ كالشمسِ المنير: ضوؤها ... قريبُ، ولكن أينَ منكَ منالها
ومنه للبحتري:
لئن صدفت عنا فربتَ أنفسٍ ... صوادٍ إلى تلك الخدود الصوادفِ
ومنه:
وإذا ظمئتَ فعنده ... شربٌ من الإنصافِ صافِ
ومنه:
معينُ عرفٍ وعرفانٍ وقلَّ فتىً ... في عصرهِ عنده عرفٌ وعرفانُ
إذا تيممه العافي فكوكبهُ ... سعدٌ، ومرعاهُ في واديه سعدانُ
ومنه لأبي فراس الحمداني:
إن زرتُ خرشنةً أسيراً ... فلقد أحطتُّ بها مغيرا
ولقدْ رأيتُ السبيَ يج ... لبُ نحونا حوا وحورا
وقال بعض الفصحاء في رقعة استدعاء: ما جعلت المماطر إلا لليوم الماطر.
ومنه:
وإذا هويتَ فقد تعبدكَ الهوى ... فاخضع لإلفكَ كائناً منْ كانا
إن الهوانَ هو الهوى نقص اسمه ... فإذا هويتَ فقد لقيتَ هوانا
ومثله:
وسألتها بإشارةٍ عن حالها ... وعليَّ فيها للوشاةِ عيون
فتنفستْ صعدإن وقالت: ما الهوى ... إلا هوانٌ زالَ عنهُ النون
ومثله:
نون الهوانِ منَ الهوى مسروقةٌ ... وحليفُ كل هوىً حليفُ هوان
ومثله:
أبى الحبُّ إلا أن تكونَ معذباً ... ونيرانهُ في القلبِ إلاَّ تلهبا
فواكبدي حتى متى أنا واقفٌ ... ببابِ الهوى ألقى الهوانَ وأنصبا
ومثله لآخر:
إنَّ الهوى لهوَ الهوانُ بعينه ... فاخضعْ إذا يوماً علقتَ حبيبا

يستكمل بإذن الله الأسبوع القادم







 
رد مع اقتباس
قديم 26-02-2012, 09:15 AM   رقم المشاركة : 64
معلومات العضو
عبدالسلام حمزة
أقلامي
 
الصورة الرمزية عبدالسلام حمزة
 

 

 
إحصائية العضو







عبدالسلام حمزة غير متصل


افتراضي رد: جاء في يتيمة الدهر

نون الهوانِ منَ الهوى مسروقةٌ ... وحليفُ كل هوىً حليفُ هوان
اللهم إنا نعوذ بك من الهوى والهوان .
جزاك الله خيرا ً أستاذ محمد .
متابع ..







التوقيع




هناك أُنــاس لا يكرهون الآخرين لِعيوبهم ، بـل لمزاياهم ...!





 
رد مع اقتباس
قديم 26-02-2012, 12:19 PM   رقم المشاركة : 65
معلومات العضو
محمد السيد عبد الفتاح
أقلامي
 
إحصائية العضو







محمد السيد عبد الفتاح غير متصل


افتراضي رد: جاء في يتيمة الدهر

أخي الأستاذ الكريم / عبد السلام حمزة ،

أشكر سيادتكم على متابعة ما أقوم بنشره ،

وأسأل الرحمن أن يجعل ذلك في ميزان حسناتنا يوم العرض عليه

لسيادتكم خالصُ شكري وتقديري

محمد السيد







 
رد مع اقتباس
قديم 26-02-2012, 12:22 PM   رقم المشاركة : 66
معلومات العضو
محمد السيد عبد الفتاح
أقلامي
 
إحصائية العضو







محمد السيد عبد الفتاح غير متصل


افتراضي رد: جاء في يتيمة الدهر

الأحد 26 فبراير 2012م

باب تجنيس العكس
اعلم أن تجنيس العكس هو إن تكون الكلمة عكس الأخرى، كما قال الله سبحانه حكاية عن هارون عليه السلام: " إن خشيت أن تقول: فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي " ، وقال عبد الله بن رواحة الأنصاري رحمه الله يمدح النبي صلة الله عليه وسلم وهو أمدح بيت قالته العرب:
تحمله الناقةُ الأدماءُ معتجراً ... بالبردِ كالبدرِ جلى نورهُ الظلما
فقوله: بالبرد عكس قوله: كالبدر.
وقيل لبنت الخس، وهي أفصح نساء العرب: ما يحمل المرأة على الزنا؟ فقالت: طول السواد، وقرب الوساد.
وقال بعض الأدباء في سجعه: الساخر خاسر، والكامل مالك، والمحمود ممدوح.
وقال أبو تمام:
بيض الصفائحِ لا سودُ الصحائفِ في ...

متونهنّ جلاءُ الشكّ والريبِ
ومنه لأبي الفتيان بن حيوس:
أرضٌ إذا ما التربُ أجدبَ اخصبتْ ...

بندىً إذا ما الغيثُ أنجم أنجما
يلقى بها الروادُ روضاً زاهراً ...

ويصادفُ الورادُ حوضاً مفعما
وله أيضاً
وكمْ وقفتُ وأصحابي بمنزلةٍ ...

أقوت بسكانها ولهانَ وهلانا
نبكي، وتسعدنا كومُ المطيّ، فهل ...

نحن المشوقونَ فيها أمْ مطايانا
ولا ومن فطرَ الأشياءَ ما وجدتْ ...

كوجدنا العيسُ، بل رقت لشكوانا
ومثله:
وألفيتهم يستعرضون جوانحي ... إليهم، ولو كانت عليهم جوائحا
ومثله لعبد المحسن:
يا حارِ، إن الركبَ قد حاروا ... فاذهب تجسسْ لمنِ النارُ
تبدو، وتخبو: إن خبتْ عرسوا ... وإن أضاءتْ لهمُ ساروا
كأنما تجمعُ أوطارهم ... وكيفَ والأوطارُ أوطارُ
ما نظرةٌ إلا لها سكرةٌ ... كأنما طرفكِ خمارُ
ولم أكنْ أول منْ غرني ... كلُّ غريرِ الطرفِ غرارُ
ومنه:
الحمدُ للهِ الذي ... بفضلهِ فضلنا
كأنهُ من طول ما ... أمهلنا أهملنا
ومنه:
عقائل علمهنَّ العفافّ: ... مطلَ الوصال ووصلَ المطالِ
مباسمهنَّ عقودُ العقود ... وأجيادهنَّ لآلي اللآلي
ومنه:
أرجلتَ فرسانَ القريض ورضتَ أف ...

راسَ البديعِ؛ فأنت أفرسُ مبدعِ
ونقشتَ في فصِّ الزمانِ بدائعاً ... تندي بآثارِ الربيع الممرعِ
وإذا تفتق نور شعرك ناضراً ... فالحسن بينَ مرصع ومصرعِ
ومنه:
إنَّ بينَ الضلوعِ منيَ ناراً ... تتلظى، فكيف لي أن أطيقا
بحياتي عليكَ يا من سقاني ... أرحيقاً سقيتني أم حريقا
ومنه:
وعقارٍ عيشُ من عا ... قرها عيشٌ رقيقُ
فهي للأنسِ نظامٌ ... وإلى اللهوِ طريقُ
قلتُ لما لاح لي من ... ها شعاعٌ وبريقُ:
أشقيقٌ، أم عقيق ... أم رحيق أم حريقُ
ومنه:
وقالوا: أيُّ شيءٍ منه أحلى ... فقلتُ: المقتلانِ المقلتانِ

يستكمل بإذن الله
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شرح آخر للممنوع من الصرف من ( موسوعة اللغة العربية )
ثالثا ـ
الأسماء الممنوعة من الصرف لعلة واحدة سدت مسد علتين :
1 ـ الاسم والصفة المختومة بألف التأنيث المقصورة .
نحو :
سلمى ، وذكرى ، وليلى ، ودنيا ، ورضوى ، وحبلى ، ونجوى
74 ـ ومنه قوله تعالى :
{ ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى }3 .
وقوله تعالى : { ونزلنا عليكم المن والسلوى }4 .
ويستوي في الاسم المقصور منعا من الصرف ما كان اسما نكرة ، نحو : ذكرى ،
نقول : له في خاطري ذكرة حسنة .
أو معرفة ،
نحو : ليلى ، ورضوى . نقول : مررت برضوى .
أو مفردا كما مثلنا ،
أو جمع تكسير ، نحو : جرحى ، وقتلى .
نقول : سقط في المعركة كثير من الجرحى .
أو صفة ،
نحو : حبلى ، نقول : وفروا للحبلى قسطا من الراحة
فجميع الكلمات السابقة بأنواعها المختلفة ممنوعة من الصرف لعلة واحدة ، وهي انتهاؤها بألف التأنيث المقصورة ، وقد سدت هذه العلة مسد علتين .
العلة الأولى : مشاركتها للتاء في الدلالة على التأنيث
والثانية : لأن الألف لازمة لا تتغير من آخر الكلمة ، فهي تصير مع الاسم كبعض حروفه ،
بينما التاء لا تكون لها تلك الميزة .
2 ـ الاسم ، أو الصفة المنتهية بألف التأنيث الممدودة ، ويستوي في ذلك الأسماء النكرة ، نحو : صحراء . نقول : مررت بصحراء قاحلة .
أو الأسماء المعرفة ،
نحو : زكرياء ، نقول : سلمت على زكرياء .
أو الاسم المجموع ، نحو : شعراء ، وأصدقاء ، نحو : استمعت إلى شعراء فحول .
أو الوصف المفرد ، نحو : حمراء ، وبيضاء .
75 ـ نحو قوله تعالى :
{ اسلك يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء }
وقوله تعالى :
{ يطاف عليهم بكأس من معين بيضاء لذة للشاربين } .
يقول ابن الناظم " وإنما كانت الألف وحدها سببا مانعا من الصرف لأنها زيادة لازمة لبناء ما هي فيه ، ولم تلحقه إلا باعتبار تأنيث معناه تحقيقا أو تقديرا ، ففي المؤنث بها فرعية في اللفظ ، وهي لزوم الزيادة حتى كأنها من أصول الاسم ، فإنه لا يصح انفكاكها عنه ، وفرعية في المعنى وهي دلالته على التأنيث .
ويقول ابن السراج " وكل اسم فيه ألف التأنيث الممدودة ،
أو المقصورة فهو غير مصروف ، معرفة كان أو نكرة ،
فإن قال قائل فما العلتان اللتان أوجبتا ترك صرف بشرى ، وإنما فيه ألف للتأنيث فقط ؟ قيل : هذه التي تدخلها الألف يبنى الاسم لها وهي لازمة وليست كالهاء التي تدخل بعد التذكير فصارت للملازمة والبناء كأنه تأنيث آخر
ويشترط في ألف التأنيث الممدودة إلى جانب لزومها كي يمنع الاسم بسببها من الصرف ، أن تكون رابعة فأكثر في بناء الكلمة
نحو : خضراء ، وبيداء ، وهوجاء .
فإن كانت ثالثة فلا تمنع معها الكلمة من الصرف .
نحو : هواء ، وسماء ، ودعاء ، ورجاء ، ومواء ، وعواء ، وغيرها ، نقول : هذا هواءٌ بارد .
بتنوين هواء تنوين رفع .
ونقول : رأيت سماءً صافية .
بتنوين سماء تنوين نصب .
ونقول : غضبت من عواءٍ مزعج .
بجر عواء وتنوينها بالكسر .
أما كلمة " أشياء "
فجاءت ممنوعة من الصرف على غير القياس .
76 ـ قال تعالى :
{ يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياءَ }2 .
وقد اختلف علماء النحو في علة منعها من الصرف :
1 ـ ذهب سيبويه والخليل وجمهور البصريين إلى أن علة منعها من الصرف هو اتصالها بألف التأنيث الممدودة ، وهي اسم جمع لـ " شيء " ، والأصل " شيئاء " على وزن " فعلاء " فقدمت اللام على الألف كراهة اجتماع همزتين بينهما ألف .
2 ـ وقال الفراء إن " أشياء " جمع لشيء ، وإن أصلها " أشيئاء " ، فلما اجتمع همزتان بينهما ألف حذفوا الهمزة الأولى تخفيفا .
3 ـ وذهب الكسائي إلى أن وزن " أشياء " : " أفعال وإنما منعوا صرفه تشبيها له بما فيآخره ألف التأنيث .
وأرى في جمع " أشياء " على أفعال هو الوجه الصحيح ، لأن مفردها " شيء " على وزن " فَعْل " المفتوح الفاء ، ومعتل العين ساكنها مثل " سيف " ، و" ثوب " ، وجميعها تجمع على " أفعال " .
أما القول بأنها اسم جمع فلا أرجح هذا الرأي .
والقول بمنعها من الصرف تشبيها لها بالاسم الذي لحقته ألف التأنيث الممدودة فلا أرى هذا القول عادلا ، وإلا لوجب منع نظائرها نحو : أفياء ، وأنواء ، وأحياء ، وأضواء ، وأعباء . 77 ـ قال تعالى :
{ ألم نجعل الأرض كفاتا أحياءً وأمواتا }
فأحياء غير ممنوعة من الصرف .
ونستخلص مما سبق :
1 ـ مشاركة الألف للتاء في الدلالة على التأنيث .
2 ـ لزومها للكلمة ، فهي لا تتغير من أخرها ، وأصبحت مع الاسم كبعض حروفه ، بينما التاء لا يكون لها تلك الميزة ، وهذه الزيادة اللازمة للبناء كأنها تأنيث آخر الكلمة .
3 ـ ما كان على صيغة منتهى الجموع " مفاعل ، ومفاعيل " وما شابهما ، وهو كل جمع تكسير في وسطه ألف ساكنة بعدها حرفان ، أو ثلاثة بشرط ألا ينتهي بتاء التأنيث ، أو ياء النسب ، ويستوي فيما اكتملت شروطه الاسم العلم ، نحو : شراحيل .
نقول : تعرفت على شراحيل .
والاسم المفرد ، نحو : سراويل ، وجمعها سروالات .
ومنه قول ابن مقبل :
يمشي بها ذبّ الرياد كأنه
فتى فارس في سراويل رامِحُ
أو ما كان فيه معنى الجمع ،
إذ لا مفرد له من جنسه ، نحو : أبابيل .
78 ـ ومنه قوله تعالى :
{ وأرسل عليهم طيرا أبابيل }2 .
أما ما كان على وزن " مفاعل " ، وشبهها ، فنحو : مساجد ، ومنازل ، وحدائق .
نحو : يدرس الطلاب في مدارس كبيرة .
ومنه قوله تعالى :
{ إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله }1 .
وقوله تعالى : { والقمرَ نورا وقدره منازل }2 .
ومنه قوله تعالى :
{ إن للمتقين مفازا حدائق وأعنابا }3 .
وما كان على مفاعيل ، وما شابهها ، نحو :
مصابيح ، ومناديل ، ومحاريث ، ومحاريب ، وسجاجيد ، وتماثيل .
79 ـ ومنه قوله تعالى :
{ وزينا السماء الدنيا بمصابيح }4 .
وقوله تعالى :
{ يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل }
تنبيه :
يعرب إعراب الممنوع من الصرف كل اسم منقوص ، آخره ياء لازمة غير مشددة ، قبلها كسرة ، وكان على صيغة منتهى الجموع ، بشرط حذف الياء في حالتي الرفع ، والجر ، ووجود تنوين العوض على الحرف الأخير بعد حذف الياء .
نحو : معانٍ ، ومساع ، ومراع ، ومبان .
نقول :
لبعض الكلمات معانٍ كثيرة .
وفي السودان مراع واسعة .
وأنجزت الحكومة مبانيَ ضخمة .
وقام الوسطاء بمساعٍ حميدة .
فـ " معان " ، و " مراع "
كل منهما مرفوع بضمة مقدرة على الياء المحذوفة .
و " مبانيَ " منصوبة بالفتحة الظاهرة على الياء بدون تنوين .
و " مساع " مجرورة بالكسرة المقدرة على الياء المحذوفة .
وفي حالة اقتران هذا النوع من الأسماء بـ " أل "
التعريف تبقى الياء ، وتقدرالضمة والكسرة عليها ،
في حالتي الرفع والجر ، وتكون الفتحة ظاهرة .
نحو :
نجحت المساعي الحميدة في التوفيق بين الطرفين .
وبذلت الحكومة جهدها في المساعي الحميدة بين الطرفين .
وهم يقدمون المساعيَ الحميدة لرأب الصدع بينهم .
واعتبرت صيغة منتهى الجموع علة مانعة للصرف سدت مسد علتين لتضمنها علة لفظية بخروجها عن الآحاد العربية من ناحية ، ولدلالتها على منتهى الجموع من ناحية أخرى ، وهي العلة المعنوية فيها .
يُستكمل بإذن الله
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
فوائد منتقاه من تفسير الحافظ بن كثير
سورة الانشقاق
وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ
33- { وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا } أي: استمعت لربها وأطاعت أمره فيما أمرها به من الانشقاق { وَحُقَّتْ } أي: وحق لها أن تطيع أمره؛ لأنه العظيم الذي لا يُمانَع ولا يغالب، بل قد قهر كلّ شيء وذل له كل شيء.(الانشقاق:2)
الحساب اليسير
34- قال الإمام أحمد: حدثنا إسماعيل، أخبرنا أيوب، عن عبد الله بن أبي مُلَيْكة، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من نُوِقش الحساب عُذِّب". قالت: فقلت: أليس قال الله: { فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا } ؟ ، قال: "ليس ذاك بالحساب ولكن ذلك العَرْض، من نوقش الحساب يوم القيامة عذب".
وهكذا رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير، من حديث أيوب السختياني، به....

وقال أحمد: حدثنا إسماعيل، حدثنا محمد بن إسحاق، حدثني عبد الواحد بن حمزة بن عبد الله بن الزبير، عن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن عائشة قالت: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول في بعض صلاته: "اللهم حاسبني حسابا يسيرا". فلما انصرف قلت: يا رسول الله، ما الحساب اليسير؟ قال: "أن ينظر في كتابه فيتجاوز له عنه، إنه من نُوِقش الحسابَ يا عائشةُ يومئذ هَلَكَ". صحيح على شرط مسلم. (الانشقاق:8)
فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ
35- فالشفق هو: حمرة الأفق إما قبل طلوع الشمس- كما قاله مجاهد- وإما بعد غروبها- كما هو معروف عند أهل اللغة.
قال الخليل بن أحمد: الشفق: الحمرة من غروب الشمس إلى وقت العشاء الآخرة، فإذا ذهب قيل: غاب الشفق.
وقال الجوهري: الشفق: بقية ضوء الشمس وحمرتُها في أول الليل إلى قريب من العَتمَة. وكذا قال عكرمة: الشفق الذي يكون بين المغرب والعشاء.
وفي صحيح مسلم، عن عبد الله بن عمرو، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "وقت المغرب ما لم يغب الشفق" .
ففي هذا كله دليل على أن الشفق هو كما قاله الجوهري والخليل. ولكن صح عن مجاهد أنه قال في هذه الآية: { فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ } هو النهار كله. وفي رواية عنه أيضا أنه قال: الشفق: الشمس. رواهما ابن أبي حاتم.
وإنما حمله على هذا قَرْنهُ بقوله تعالى: { وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ } أي: جمع. كأنه أقسم بالضياء والظلام.
وقال ابن جرير: أقسم الله بالنهار مدبرًا، وبالليل مقبلا . وقال ابن جرير: وقال آخرون: الشفق اسم للحمرة والبياض. وقالوا: هو من الأضداد (الانشقاق:16-17)

لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ
36- وقوله: { لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ } قال البخاري: أخبرنا سعيد بن النضر، أخبرنا هُشَيم، أخبرنا أبو بشر، عن مجاهد قال: قال ابن عباس: { لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ } حالا بعد حال- قال هذا نبيكم صلى الله عليه وسلم.
هكذا رواه البخاري بهذا اللفظ ، وهو محتمل أن يكون ابن عباس أسند هذا التفسير عن النبي صلى الله عليه وسلم، كأنه قال: سمعت هذا من نبيكم صلى الله عليه وسلم، فيكون قوله: "نبيكم" مرفوعا على الفاعلية من " قال " وهو الأظهر، والله أعلم، كما قال أنس: لا يأتي عام إلا والذي بعده شَرٌّ منه، سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم...

ويحتمل أن يكون المراد: { لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ } حالا بعد حال. قال: هذا، يعني المراد بهذا نبيكم صلى الله عليه وسلم، فيكون مرفوعا على أن "هذا " و " نبيكم " يكونان مبتدأ وخبرا، والله أعلم. ولعل هذا قد يكون هو المتبادر إلى كثير من الرواة، كما قال أبو داود الطيالسي وغُنْدَر: حدثنا شعبة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: { لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ } قال: محمد صلى الله عليه وسلم. ويؤيد هذا المعنى قراءةُ عمر، وابن مسعود، وابن عباس، وعامة أهل مكة والكوفة: "لَتَرْكَبَنّ" بفتح التاء والباء... ثم قال ابن جرير بعد ما حكى أقوال الناس في هذه الآية من القراء والمفسرين: والصواب من التأويل قول من قال لَتَرْكَبَنّ أنت- يا محمد- حالا بعد حال وأمرًا بعد أمر من الشَّدَائد. والمراد بذلك- وإن كان الخطاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مُوَجَّها - جَميعَ الناس، وأنهم يلقون من شدائد يوم القيامة وأهواله أحوالا .(الانشقاق:19)
يستكمل بإذن الله






 
رد مع اقتباس
قديم 26-02-2012, 12:31 PM   رقم المشاركة : 67
معلومات العضو
محمد السيد عبد الفتاح
أقلامي
 
إحصائية العضو







محمد السيد عبد الفتاح غير متصل


افتراضي رد: جاء في يتيمة الدهر

دراسة للمناقشة أعدها الأستاذ / مشعل الذايدي

((مفهوم الخيال عند الشعراء واشكاليته في نظرية المحاكاة))
-------------------
1_ لم يظهر بشكل مستقر وثابت مفهوم الخيال من خلال الرؤى الحديثه والمثمره _ وهو انه انفعالية توليد الصوره والتي وظيفتها تصوير الحقائق النفسيه والادبيه بكافة اطيافها _ الا من فلاسفة الرومانتيكية والفيلسوف (( كانت )) ، ونجد ان النقد القديم كان بعيدا عن هذا الفهم والمنهجية الحديثه التي نتداولها هذه الايام . حتى ان ارسطو ذلك الفيلسوف المفكر والداهية قلل من شأن الخيال وافترض وصاية العقل والمنطق عليه حتى اني من خلال قراءاتي لافكاره والمدونه في كتبه الفلسفيه اجد انه لديه _ أي ارسطو _ اشكالية وخلط بين مفهوم الخيال والوهم وشتان مابين الاثنين . الا ان مايحز في النفس ان هذه الاشكاليه انتقلت الى فلاسفة المسلمين اولا مما ادى الى ظهورها ومن ثم تأثيرها في النقدالادبي العربي القديم .ليطالعنا ابن سينا من خلال احدى منهجيات والتي يفترض بها ان الكلام المخيل (هو الذي ينفعل به المرء انفعالاً نفسانيا غير فكري ، وان كان متيقن الكذب ) وقد كان ابن سينا يحذر من عملية الخيال بكافة فنونها واطلق عليه مجازا التخيل أي اصطناع الفكره دون ان تهطل بذاتها على الاديب وهذا ما كان يحذر منه الفيلسوف اليوناني ارسطو في اغلب دراساته ناهيك عن الكلاسيكيون والاوروبيون
ولننظر هنا ما خطه ابن سينا في ( رسالة حي بن يقظان ) حيث يقول ( وفي حركة تطلب المعارف العليا يستعين الانسان بالعقل الفعال الذي يهديه عن طريق المنطق والفلسفه ، ويفضل مصدر المعارف والذي هو مصدر النفس الملكية.وهذا العقل الفعال قدسي) نجد هنا ان ابن سينا لديه مفهومه الخاص به وهو التحذير من رفقة العقل الفعال والذي يقصد به القوى الحسية الاخرى ، ويصف ابن سينا منهب التخيل قائلاً: ( واما الذي امامك فباهت مهذار ، يلفق الباطل تلفيقاً ، ويختلق الزور أختلاقاً ، ويأتيك بأخبار مالم تزود، قد درن حقها بالباطل ، وضرب صدقها بالكذب . وانك لمبتلى
بانتقاد حتى ذلك من باطله والتقاط صدقه من زوره .. )
ونجد الانعكاسيه على اثر هذا المفهوم الادراكي للخيال في النقد العربي عند عبد الظاهر فيما سماه أي الخيال بالتخييل او الايهام بالكذب ... لذا اجدني هنا انا كاتب هذه الدراسه عاجزاً عن ربط الخيال بالصوره في النقد العربي القديم واجعله حقيقة ضرب من ضروب العبث لاستقلال كل منهما بمفهوم خاص به ومميز عن الاخر ولم يكن بينهما رابطا الا منذ عهد قريب _ في مفهومنا الحديث _ اما فروع البلاغه والتي قد تكون لها علاقه واضحه بالصوره ومتصله بها اجدها قاصره الى الان في تحديد الربط الحسي والادراكي بين الصوره والخيال فلم اجدها عند بعض النقاد مرتبطه بشكل جلي وواضح وانما كان الاساس للاغلبية هو القدر والذي فهموه من خلال نظرية المحاكاة برؤية افلاطونيه وارسطويه ان جاز لي تسميتهما بذلك .
2_ وقد ربط النقاد العرب المحاكاة بالمجاز والذي اعني به التشبيه والاستعاره والكناية ويستحضرني هنا قول بن رشد (( والمحاكاة في الاقاويل الشعرية تكون من قبل ثلاثة اشياء : من قبل النغم المتفقه ، ومن قبل الوزن ، ومن قبل التشبيه نفسه . وهذه قد يوجد كل واحدا منها مفردا عن صاحبه ، مثل وجود النغم في المزامير ، والوزن في الرقص ، والمحاكاة في اللفظ ... وقد تجتمع هذه الثلاثه بأسرها ، مثلما يوجد عندنا في النوع الذي يسمى بالموشحات والازجال . وهي الاشعار التي استنبطها في هذا اللسان العربي اهل الجزيره ( الاندلس ) وهذا ماوجدته انا في استعراضي وقراءتي لملخص كتاب ( ارسطو طاليس في الشعر ) ومما اثار في نفسي الكثير من الاشكاليات واحداها اننا اذا سلمنا بقول بن رشد هنا في ان المحاكاة قد توافرت في الموشحات والازجال ، فاننا بذلك نكون قد نسفنا او بتعبير اكثر وضوحا قوضنا النظرية اليونانية من اساسها .
ووجدت ايضا ان الفلاسفة العرب كانو يميلون بشكل كبير الى الفيلسوف اليوناني افلاطون عندما يتعرضون لمفهوم المحاكاة واشكالية مصدر الشعر وهل هو الهام ام فن والذي اعتبره افلاطون انه الهام الهي من ربة الشعر ويستحضرني هنا قول ابي سليمان المنطقي فيما يحكيه ابو حيان التوحيدي : (( وقد علمنا ان الصناعة الفنية تحكي الطبيعه ، وتروم اللحاق بها والقرب منها ، على سقوطها دونها .. وهذا راي صحيح وقول مشروح . وانما حكتها ، وتبعت رسمها ، وقصت اثرها ، لانحطاط رتبتها عنها ))
ويتضح هنا تفسير للعلاقه بين نوعين من الصناعه وهما الصناعه الفنيه والصناعه الطبيعيه على اعتبار ان الطبيعه تعتبر النموذج الامثل والمحتذى به وعلى الفن ان يحاكيه ولكن القصور عن محاكاته كما يقول افلاطون هو العجز عن الوقوف عند الظواهر الطبيعية _ على ان هذا القول لم يرتبط بقائله بمباديء ذات قيمه في صلته بالشعر او حتى بالفن مما يدل على ان النص السابق ماثور عن الاوليين .
ويرى بعض نقاد الادب من العرب ان الانسان قادر على المحاكاة متاثرا بالاقدميين من قبله وهذا ما يقوله الجاحظ في (( البيان والتبيين )) : ( ولذالك زعمت الاوائل ان الانسان انما قيل له : العالم الصغير سليل العالم الكبير ، لانه يصور بيديه كل صوره ، ويحكي بفمه كل حكايه .. وانما تهيأ وامكن الحاكية لجميع مخارج الامم ، لما اعطى الله الانسان من الاستطاعه والتمكين ، وحين فضله على جميع الحيوان بالمنطق والعقل والاستقامه ) ونجد هنا ان الجاحظ يدور حول احدى مبادئ ارسطو حينما قال ان الانسان اقدر الحيوانات على المحاكاة الا ان ارسطو ربط ذلك بالشعر ونشأته ونموه على ان الجاحظ استطرد في قوله مبدأ معين وهو ان الانسان يملك من القدره مما يؤهله ان يحاكي مختلف الناس والحيوان .
وقد استطيع هنا ان ابين ان الشعر الغنائي وسطوته على الادب العربي كان له اثرا سلبيا على النقاد العرب انذاك من محاولة استفادتهم من نظرية المحاكاة كما جرت على فم افلاطون وارسطو الا اننا نريد هنا ان نوضح امرا مهما للغايه وهو ان نظرية المحاكاة وان كانت لم تؤثر تاثيرا بالغا في ثقافة الادباء والنقاد العرب الا اننا ومن باب العداله يجب ان نوضح هنا امرا جليا حتى لانظلم النقاد العرب من باب عدم استفادتهم من تلك النظريه وهو ان احدى البوابات المنبثقه من نظرية المحاكاة والتي اطلق عليها ارسطو فكريا صلة الشعر بالفنون الاخرى كان لها تاثيرا واضحا وهاما في ادوات الناقد العربي حيث يقول ارسطو ان الشعر والفنون الاخرى انما هي جميعا تصور لجوهر الاشياء لا مظاهرها راداً بذلك على استاذه افلاطون ومن هذا المنطلق نجد ان متى بن يونس ذكر ان الناس (يحاكون) بالوان واشكال كثيره ومنهم من يشبهون بالاصوات ، وكذلك بالحركات ( واضح ان ذلك في الرسم والموسيقى والرقص على ماقال ارسطو ) ، كما يشبهون في الكلام الموزون بالشعر ، هذا ما استدليت عليه من خلال قراءتي لترجمة متى بن يونس للدكتور عبدالرحمن بدوي واجدني هنا ملزما بايراد كلام بن رشد حيث يقول (( وكذلك الحال في الصنائع المحاكيه لصناعة الشعر التي هي الضرب بالعيدان ، والزمر والرقص _ اعني انها معده بالطبع لهذين الغرضين )) ثم يسترسل بعد ذلك ليقول ان (( الناس بالطبع يخيلون ويحاكون بعضهم بعضاً بالالوان والاشكال ( في الفنون التصويرية ) والاصوات ( في الموسيقى ) )) الا اننا نجد ان النقاد العرب لم يستقر او يرسخ في اذهانهم سوى ارتباط الشعر بالفنون التصويريه ولم يحاولو ان يربطو الشعر ذاته بالفنون الاخرى مثل الرقص والموسيقى لانها اساسا هي بعيده عن اذهانهم وكانوا يضعونها تحت مظلة الفنون الجميله وربما هذا عائد الى التاثيرات البيئية والتي جعلت من الفنون كالرقص والموسيقى ليست من ضمن الفنون التصويريه وانما جعلوا الفنون النفعية كالنحت والنجاره والنقش هي اركان تلك الفنون . ويستحضرني هنا ثلاثة من كبار نقاد العرب اجد علي لازاماً ان استعرض اراءهم في علاقة الشعر بالفنون الاخرى وبالسيكيولوجية الذاتيه لدى الشعراء واستهل هنا بالناقد الاجتماعي المفكر الاديب الجاحط حيث يقول مرجحاً الصيانه على المعاني محتجا بان الشعر (( صياغه ، وضرب من النسخ ، وجنس من التصوير )) ويؤيده بذلك قدامه بن جعفر حين يقول في قضية الصدق واهميته في الشعر بحيث لايؤدي الى تناقض بين الشاعر وما هو عليه من حاله فقدامه بن جعفر لايلقي للنبل الموجود بالنص أي اهميه بقدر ما يولي الاهميه لصدق المضمون وجودة الصنعه لانه انما يحكم عليه بصورته التي هطل بها مستشهدا بالنجار والذي لايعاب صنعه برداءة الخشب بذاته انما بصناعته فيه ، لان الشعر شانه شان الصياغه والتصوير والنقش ويستشهد قدامه بما روي عن الاصمعي انه سئل : من أشعر الناس ؟ فاجاب : (( من ياتي الى المعنى الخسيس فيجعله بلفظه كبيراً ، او الى الكبر ، فيجعله بلفظه خسيسا )) ويعرج الى قول اليونان بان (( ااحسن الشعر اكذبه )) بل قد يسنده الى ارسطو نفسه وهو قد يكون غير واقعي ولايستند الى ادله وليس له اساسا من الصحه
وقد يكون مصدره غير محدد من احد السوفسطائيين والذين اطلع على ارائهم .
وباعتقادي هنا ان عبدالقادر الجرجاني هو اكبر المستفيدين من ربط الشعر بالفنون الاخرى ويتبين ذلك من خلال نظريته في (( النظم )) حينما اورد واقر ان الطريق للمعنى هو الطريق الذي يقع فيه التصوير والصياغه لايمانه ان الصياغه متوحده مع المعنى بكل اشكاله لان التغيير في جملتان مترادفتان في الدلاله قد يكونا لهما معنى اخر اذا تغيرت التراكيب اللغويه في ذات الجملتين مما ينتج عنه اختلاف ضمني بالصوره المراد ايصالها للمتلقي وقد تطرق من ذك الى وجوه حسن الصوره في اتساق الكلام . وعنده ان الجمل التي لاتؤلف الصوره الواحده حتى لو اتفقت بالمعنى الظاهري ليس بينها أي وحده بالتصوير وايضا يرى ان هناك جملا لها سياق لغوي واحد واتساق صوري واحد وهذه هي التي تجتمع في حقيقة الوصول للهدف النهائي ولم اجد ان هناك احد من النقاد العرب استطاع ان يصل الى ما وصل اليه الجرجاني في فهم الصوره وصلتها بالتعبير ، متعمداً في كل ذلك اساسا على فكرته في عقد الصله بين الشعر والفنون النفعية وطرق النقش والتصوير وكما ارى ان التجديد الخصب في بعض محاور النظرية السابقه والمتاثره على نحو كبير بالبيئه والتراث العالمي القديم بدا الى جانب ذلك الاتجاه التقليدي المحافظ في حديث نقاد العرب في عمود الشعر والذي يعني به نقاد العرب وجوه الشعر والتي استنتجت من النصوص الشعريه في العصر الجاهلي ومن ثم عصر صدر الاسلام والعصر الاموي .
3_ عمود الشعر
ونجد هنا ان منهجية النقاد العرب اختلفت بشكل كبير عن نظرة ارسطو لان ارسطو كان يضع معايير تراثيه تختص بالتراث اليوناني القديم وابقى على ادوات ومعاني واعتبرها انها هي الانموذج الذي يجب عدم تخطيه عند الحاله الكتابيه لذلك عاب ارسطو كبار شعراء اليونان من خلال هذه الالية التي عمل عليها وكذلك رفع الشعراء الادنيين مكانة مستخدما نفس منطقه السابق وفي الجهة المقابله نجد ان النقاد العرب كانو في عمود الشعر اسارى التقاليد لما ورثوا من تراث شعري حيث وضعوا اللفظ ليكون هو المسؤول من حيث الجرس والمعنى في موضعه في البيت ومنه مايتعلق بمفهوم المعنى الجزئي في تاليف القصيده ، ثم منه مايختص في تصوير المعاني الجزئية وصلتها ببعضها البعض في بناء القصيده وكانوا النقاد العرب يشددون على طلب الجزاله والاستقامه والمشاكله للمعنى وشدة اقتضائه للقافيه من ناحية اللفظ ومما كان يتبادر الى ذهنهم عند الوقوف على اللفظ هو الاهتمام بالمعنى الجزئي والذي يعتبرونه بمقام شرف المعنى والذي يوصل الى الصحه في تركيبته أي اللفظ والاصابه من خلاله الى اقصى درجات الجمال الوصفي واما ما يختص في تصوير المعاني الجزئية في بنية القصيده فانهم يعتبرونه يقع في زاوية المقاربه بالتشبيه ، ومناسبة المستعار منه للمستعار له ومن ثم التحام النظم والتئامها وقد اكون صائباً هنا اذ اردت ان استعرض مع الشرح والتعليق بعض النقاط والسمات الهامه والتي تعنى باللفظ كونه من اعمد الشعر واهمها على الاطلاق ولنبدأ بهذه السمه وهي
- جزالة اللفظ :
وتتوافر هذه الجزاله عندما يخلو اللفظ من امور تعيبه مثل السوقيه والابتذال والغرابه ويكون المعيار هنا هو معرفة العامه باللفظ الذي تسمعه ولا تستعمله في محاوراتها وعلني اورد هنا مثالاً شعرياً بسيطا ً لتوضيح المضمون السابق يقول الحطيئه :
يسوسون احلاماً بعيدا اناتها=وان غضبوا جاء الحفيظة والجد
أقلـوا عليهـم- لا ابـا لأبيـكـم=من اللوم او سدوا المكان الذي سدوا
اولائك قوم ان بنوا احسنوا البنـى=وان عاهدو اوفو وان عقدوا شدوا
ومن منظور هذه القاعده عاب كثير من النقاد شعر المحدثين ونجد ان اكتساب الالفاظ نبلا هنا يشبه النبل الطبقي مما يؤدي الى اغفال لموقع اللفظ من الجمله ولكن اثارني ما قراته ل عبد القاهر والذي يقول فيه ان استقراء الشعر الشعر العربي استقراء سليما يكذب هذه القاعده .
- استقامة اللفظ :
وتعتمد اعتمادا كليا على الجرس او على الدلاله او التجانس مع قرائنه من الالفاظ .
فيجب ان يكون اللفظ خاليا من تنافر الحروف مستقيما بسلامته اللغويه الا انني اعتبر ان هذا المقياس هو نسبي بالدرجه الاولى وذلك لاختلاف الالفاظ بين بيئه واخرى ناهيك عن اختلاف اللهجات بذاتها ومما ينتج عنه اختلاف الاذواق ايضاً على ان الخطأ هنا هو ان الالفاظ الثقيله قد تكون جميله في بعض الاحيان اذا وضعت في موضعها الصحيح ودون تكلف .
وللدلاله اللفظيه اهميه قصوى في ايصال المعنى بشكل محدد وواضح والا انتفت الاستقامه من اللفظ واصبح الشاعر في موقع لايحسد عليه من ضعف في ايصال ما اراد ايصاله وهذا ما وجدته في شعر البحتري في احد ابياته حيث يقول :
تشق عليه الريح كـل عشيـة=جيوب الغمام ، بين بكر وأيم .
فالايم التي لازوج لها سواء سبق لها الزواج ام لا وهذا مارجعت اليه في كتاب ( سر الفصاحه ) لابن سنان الخفاجي ص 73 فالمقابله بين الايم والبكر غير مستقيمة المعنى وهذه القاعده سليمه هنا لاغبار عليها .
وعندما يتجانس اللفظ مع قرائنه من الالفاظ يكون واضحا وجميلا الا ان عدم التجانس بينهم يؤدي الى ان يكون اللفظ معابا وهذا ما اخذ على مسلم بن الوليد في قوله :
فاذهب كما ذهبت غوادي مزنه=يثني عليها السهل والاوعـار
فكان من الاجدر بمسلم ان يقول السهل والوعر او حتى السهول والاوعار حتى يصل الى بناء لفظي واحد سواء بالتثنيه او بالجمع على حد سواء .
- مشاكلة اللفظ المعنى :
وهو يكون موقع اللفظ يحمل المعنى دون زيادة او نقصان بحيث يكون المعنى واضحا وجليا وقاطعا دون قصران ومن الشعراء الذين اخذ عليهم هذا المحور عيبا الاعشى حيث يقول :
استأثر الله بالوفاء وبالعدل= وولى الملامة الرجلا
فلو انه اختار الانسان كلفظ كان له افضل من اختياره للرجل بديلا عنه لان الملامه تتجه للجنسين سواء كان المخاطب رجلا ام انثى وعلى خط مغاير للاعشى يمدح النقاد بيت للحطيئه اجاد فيه من الناحية والتي نتعرض لها الان وهي مشاكلة اللفظ للمعنى حيث يقول :
هم القوم الذين اذا ألمـت=من الايام مظلمة اضاءوا
فالاضاءه هنا اتت كلفظ موفق واعطي معنى واضحاً لان الظلام يتطلب تلك الاضاءه .
ويمدحون النقاد في المعنى ان يكون شريفاً ... وشرف المعنى يقصد به توجه الشاعر الى الاغراب ، وان يختار السمات المثلى في المدح بحيث ان الشاعر لايبالي بواقعية التصوير فعند وصف الفرس مثلا فانه ينعته بالكرم وي صفه تطلق في الواقع على الانسان الا ان الاغراب اعطى الصفه طيفا اخر عندما ربطت بذات الفرس واذا تغزل بمحبوبته فانه قد يعطيها من الصفات التي قد تكون من الامور الغير واقعيه وذلك ليبين مدى شغفه بمحبوبته وهيامه بها واذا مدح الشاعر فعليه ان يذكر ما يدل على شرف المقام ابداعاً واغراباً دون ان يراعي الواقعيه في صفات الممدوح .
_صحة المعنى :
ويقصد به ان الشاعر اذا اورد معنى معينا يختص بحدث زماني او مكاني يجب ان يكون صحيحا من الناحية التاريخيه مثلاً وهذه القاعده لها علاقه وثيقه بلا شك في ثقافة الشاعر الذاتيه وتجربته الزمانيه ومما يحضرني الان في ما يعاب على بعض الشعراء من ايراد معاني لاصحة لها هو قول الاعشى في احد ابياته :
فتنتج لكم غلامان اشأم كلهم=كأحمر عاد ثم تنتج فتتئـم
ومما عاب الامدي على الشاعر البحتري في قوله :
نصرت لها الشوق اللجوج بادمع=تلاحقن في اعقاب وصل تصرما
وهنا يتضح الخطأ على حسب لعرف السائد وذلك لان المدي يرى ان الشوق يشفيه البكاء ولايزيد منه وكذلك يطالعنا من ناحية مخالفة العرف اللغوي ابي تمام عندما يقول :
اذا مارحى دارت ادرت سماحة=رحى كل انجاز على كل موعد
ومما يعاب عليه انه أي ابي تمام جعل انجاز الوعد كالطحن بالرحى وهو قضاء عليه وهذا في العرف اللغوي لا يكون الا للاخلاف .
_ الاصابة في الوصف :
وهي ذكر المعاني التي هي الصق بمثال الموصوف مثلاً كان مصيباً لا لانه مدح هرم بن سنان بصفاته الخاصه بل لانه مدح بصفات عامه للرجل الكريم وكان عمر الفاروق يقول ((كان لايمدح الرجل بما لايكون في الرجال )) .
-المقاربه في التشبيه : واصدقه ( مالاينقص عند العكس ) كتشبيه الخد بالورد او العكس وقد ذكر المرزوقي في شرح ديوان الحماسه واحسنه ما اوقع بين شيئين اشتراكهما بالصفات اكثرمن انفرادهما كي يبين وجه الشبه بلا كلفهالا ان يكون المراد من التشبيه اشهر صفات المشبه به واملكها لانه حينئذ يدل على نفسه ويحميه من الغموض والالتباس ).
-مناسبة المستعار منه للمستعار له :
بحيث تكون الصله بين المستعار منه للمستعار له واضحه وواقعيه وبينهما اشياء مشتركه لا ان تكون العلاقه بعيده بين الاثنين لان ذلك يكون عيبا في استخدام مبدأ الاستعاره من الطرفين وهذا ماوقع به ابي نواس حين قال :
بح صوت المال ممامنك يشكو ويبـوح
فالشاعر هنا يريد ان المال يشكو من يدي الكريم من شدة العطاء الا ان الاستعاره هنا كانت غير موفقه لان المال والانسان لاصلة بينهما .
_التحام اجزاء النظم والتئامها :
وهو الانتقال من جزء في القصيده التقليديه الى جزء اخر دون الاخلال في الوحده العضوية للقصيده ويكون الانتقال بشكل جيد الا اننا نرى ان النصوص الشعريه في العصر الجاهلي لم تراعي هذا الامر فالشاعر الجاهلي كان يتنقل من موضوع الى اخر كالاستهلال بالغزل ثم المدح او البكاء على الاطلال ومن ثم التوجه لموضوع اخر مغاير تماما لما استهل به الشاعر الا ان مايحسب بشكل عام لشعراء ذلك العصر واقصد به هنا الجاهلي هو حرفية الانتقال بين المواضيع بشكل جيد حتى ان النقاد العرب شفعوا للشعراء في العصور التاليه وحتى الحديث منها هذا التقطيع في مواضع القيده لانهم وباختصار اخذوا النص الجاهلي انموذجاً للنقد .
_ عمود الشعر :
وحول عمود الشعر وما انبثق منه من امور النقد والياته نجد ان مسائل الخصومه بين القدماء والمحدثين والذين انحرفوا عن قليلاً في صناعتهم عما يقتضيه عمود الشعر من اصول وقد كان هناك فريقا من النقاد العرب الذين تعصبوا للقديم لقدمه ونجد ذلك عند الرواة واللغويين بشكل خاص ، كابي عمرو بن العلاء والاصمعي ، وكان ابو عمر لايحتج ببيت من الشعر الاسلامي ، وكان يقول (( حتى ان هممت ان امر فتيانا بروايته )) ولا قيمة لهذه الاراء الا ان القول الفصل في هذه الاشكاليه كانت لابن قتيبه: (( .. ولا نظرت الى المتقدم منهم بعين الحلالة لتقدمه ، ولا المتاخر منهم بعين الاحتقار لتاخره ، بل نظرت بعين العدل للفريقين ، واعطيت كلا حقه .. ولم يقصر الله العلم والشعر والبلاغه على زمن دون زمن ولا خص به قوما دون قوم )) وقد انتبه النقاد العرب الى في موازنتهم بين الشعراء والتي من خلالها ظهرت الخصومه بين القديم والحديث الى التاثير البيئي والمكاني والزماني ايضا فالاختلاف بين بيئة البدو وجزالة الالفاظ عندهم وقوة الاعراب وبين الحضر وسهولة الالفاظ والمعاني وخاصة بعد الاسلام حين اتسعت رقعة الدوله الاسلاميه وشملت ممالك وحاضرات جديده ونزوح البدو الى اجواء المدينه والحضاره الجديده بالنسبة لهم بدأ الناس هنا يستسيغون الالفاظ السهله والمعاني العذبه لسهولة انتشارها بين ارجاء المعموره واتذكر هنا انه كان من اوائل من تعرض للتاثير البيئي في الشعر هو ابن سلام الجمحي في طبقاته فهو من استعرض شعر عدي بن زيد وبين سهولة الالفاظ لديه ولينها الى بيئته المتمثله بالحيره وريفها وعلل قلة شعر اهل الطائف وقريش بسبب قلة الحروب لديهم .
وبعد ان استعرضنا هذه الاتجاهات الادبيه ارجو ان اكون قد اعطيت الدراسه حقها واستطعت ان اوضح نقاطا ربما تكون في الماضي مبهمه على البعض ... هذا وان اخطأت فمن نفسي والشيطان وان اصبت فمن الله عزوجل .






 
رد مع اقتباس
قديم 03-03-2012, 10:04 PM   رقم المشاركة : 68
معلومات العضو
محمد السيد عبد الفتاح
أقلامي
 
إحصائية العضو







محمد السيد عبد الفتاح غير متصل


افتراضي رد: جاء في يتيمة الدهر

الأحد 4 مارس 2012 م
فوائد منتقاة من تفسير الحافظ ابن كثير
جمعها أبوعبد الرحمن محمود بن محمد الملاح
سورة البروج
البروج
37- واختار ابن جرير أنها: منازل الشمس والقمر، وهي اثنا عشر برجا، تسير الشمس في كل واحد منها شهرًا، ويسير القمر في كل واحد يومين وثلثا، فذلك ثمانية وعشرون منزلة ويستسرّ ليلتين.(البروج:1)
الشاهد والمشهود
38- ... وعن سعيد بن جبير: الشاهد: الله، وتلا { وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا } [النساء: 79]، والمشهود: نحن. حكاه البغوي، وقال: الأكثرون على أن الشاهد: يوم الجمعة، والمشهود: يوم عرفة. .(البروج:3)
قصة أصحاب الأخدود
39- وقد قال الإمام أحمد:
حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن صُهَيب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "كان ملك فيمن كان قبلكم، وكان له ساحر، فلما كبر الساحر قال للملك: إني قد كبرت سِنِّي وحضر أجلي، فادفع إلي غلاما لأعلمه السحر...
وهكذا رواه مسلم في آخر الصحيح عن هُدْبة بن خالد، عن حماد بن سلمة به نحوه ورواه النسائي عن أحمد بن سليمان، عن عفان، عن حماد بن سلمة ومن طريق حماد بن زيد، كلاهما عن ثابت، به واختصروا أوله. وقد جَوّده الإمام أبو عيسى الترمذي، فرواه في تفسير هذه السورة عن محمود بن غَيلانَ وعَبد بن حُمَيد-المعنى واحد- قالا أخبرنا عبد الرزاق، عن مَعْمَر، عن ثابت البُناني، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن صُهَيب قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا صلى العصر هَمَس- والهَمس في قول بعضهم: تحريك شفتيه كأنه يتكلم- فقيل له: إنك- يا رسول الله- إذا صليت العصر همست؟ قال: "إن نبيا من الأنبياء، كان أُعجِب بأمته فقال: من يقوم لهؤلاء؟. فأوحى الله إليه أن خيرهم بين أن أنتقم منهم، وبين أن أسلط عليهم عدوهم. فاختاروا النقمة، فسلَّط عليهم الموت، فمات منهم في يوم سبعون ألفا". قال: وكان إذا حَدّث بهذا الحديث، حَدّث بهذا الحديث الآخر قال: كان مَلك من الملوك، وكان لذلك الملك كاهن تكهن له، فقال الكاهن: انظروا لي غلامًا فَهِمًا- أو قال: فطنًا لَقنًا- فأعلمه علمي هذا فذكر القصة بتمامها، وقال في آخره يقول الله -عز وجل-: { قُتِلَ أَصْحَابُ الأخْدُودِ النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ } حتى بلغ: { الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ } قال: فأما الغلام فإنه دفن قال: فيذكر أنه أخرج في زمان عمر بن الخطاب، وإصبعه على صُدغه كما وضعها حين قتل.
ثم قال الترمذي: حسن غريب.
وهذا السياق ليس فيه صراحة أن سياق هذه القصة من كلام النبي -صلى الله عليه وسلم-. قال شيخنا الحافظ أبو الحجاج المزِّي: فيحتمل أن يكون من كلام صُهَيب الرومي، فإنه كان عنده علم من أخبار النصارى،
والله أعلم. (البروج:4)
... وهذا يقتضي أن هذه القصة كانت قديما بعد زمان إسماعيل، عليه السلام، بقرب من خمسمائة سنة أو نحوها، وما ذكره ابن إسحاق يقتضي أن قصتهم كانت في زمان الفترة التي بين عيسى ومحمد، عليهما من الله السلام، وهو أشبه، والله أعلم.
وقد يحتمل أن ذلك قد وقع في العالم كثيرًا، كما قال ابن أبي حاتم:
حدثنا أبي، حدثنا أبو اليمان، أخبرنا صفوان، عن عبد الرحمن بن جبير قال: كانت الأخدود في اليمن زمان تبع، وفي القسطنطينية زمان قسطنطين حين صرف النصارى قبلتهم عن دين المسيح والتوحيد، فاتخذوا أتّونا، وألقى فيه النصارى الذين كانوا على دين المسيح والتوحيد. وفي العراق في أرض بابل بختنصر، الذي وضع الصنم وأمر الناس أن يسجدوا له، فامتنع دانيال وصاحباه: عزريا وميشائيل، فأوقد لهم أتونا وألقى فيه الحطب والنار، ثم ألقاهما فيه، فجعلها الله عليهما بردًا وسلاما، وأنقذهما منها، وألقى فيها الذين بغوا عليه
وهم تسعة رهط، فأكلتهم النار.
وقال أسباط، عن السدي في قوله: { قُتِلَ أَصْحَابُ الأخْدُودِ } قال: كانت الأخدود ثلاثة: خَدّ بالعراق، وخَدّ بالشام، وخَدّ باليمن. رواه ابن أبي حاتم.
وعن مقاتل قال: كانت الأخدود ثلاثة: واحدة بنجران باليمن، والأخرى بالشام، والأخرى بفارس، أما التي بالشام فهو أنطنانوس الرومي، وأما التي بفارس فهو بختنصر، وأما التي بأرض العرب فهو يوسف ذو نواس. فأما التي بفارس والشام فلم ينزل الله فيهم قرآنا،
وأنزل في التي كانت بنجران. (البروج:4)
قتلوا أولياءه وهو يدعوهم إلى التوبة
40- وقوله: { إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ }
أي: حَرقوا قاله ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، والضحاك، وابن أبْزَى.
{ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا } أي: لم يقلعوا عما فعلوا، ويندموا على ما أسلفوا.
{ فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ } وذلك أن الجزاء من جنس العمل. قال الحسن البصري: انظروا إلى هذا الكرم والجود، قتلوا أولياءه وهو يدعوهم إلى التوبة والمغفرة(البروج: 10)
إعراب المجيد
41- و { الْمَجِيدُ } فيه قراءتان: الرفع على أنه صفة للرب، عز وجل. والجر على أنه صفة للعرش، وكلاهما معنى صحيح. (البروج: 15)
بستكمل بإذن الله
************************
الكتاب : البديع في نقد الشعر
المؤلف : أسامة بن منقذ
باب تجنيس التركيب
اعلم أن تجنيس التركيب: هو إن تكون الكلمة مركبة من كلمتين، كما قال الشيخ أبو العلاء أحمد بن سليمان المعري، عفا الله عنه:
البابليةُ بابُ كلِّ بليةٍ ... فتوقينَّ دخولَ ذاك البابِ
ولبعضهم، وهو من المعجز الذي ليس مثله:
إن ترمكَ الغربةُ في معشرٍ ... تضافروا فيك على بغضهم
فدارهم ما دمت في دارهم ... وأرضهم ما دمت في أرضهم
وأنشدني الفقيه أبو السمح رحمه الله:
أصدف بسمعك عن صدى متسمعلٍ ... وأبرأ بوهمك عن ردى متبرهمِ
ما درَّ همُّ فتى وصرأ دينه ... إلا لدينارٍ يصر ودرهمِ
وقال بعض الصالحين: إنما سمى الدينار دينارإن لأنه دين ونار: أي تصل به إليهما وإنما سمي الدرهم درهماً لأنه يدر الهم. وهذا يشبه قول بعض المفسرين: إنما سمي إبراهيم لأنه شفى الكفار من مرض الكفر. ومعنى اسم محمد عليه وآله السلام لأنه محا الكفر أي أزاله. ومد الإيمان: أي بسطه. ويقول العرب: مح رسم الدار أي عفا واندرس. وشعر أبي الفتح البستي أكثره من هذا الباب، وقد تبعه الناس في ذلك،

فقال شاعرنا أحمد بن يعقوب:
وأهيفِ الخصر مثلُ الليل طرتهُ ... وصدغه خزري الجنس أولاني
أوليتُ وصلاً فأولاني قطيعته ... بئسِ الجزاءُ بما أوليتُ أو لاني
ولغيره:
ومعانٍ قتلَ النفوسِ معانٍ ... قد رمى قدرَ ما أصاب جناني

ناظراهُ فيما جنى ناظراه ... أودعاني أمتِ بما أودعاني
أو صلاني إلى المنى أو صلاني ... بالأماني التي تبيد الأماني
وللصوري:
ترك الظاعنون صدري بلا قل ... بٍ وعيني عينا من الهملانِ
وإذا لم تفض دماً سحبُ أجفاني ... على إثرهم، فما أجفاني
ووراءَ الحمول أحسن خلقِ الله ... خلقا عارٍ من الإحسانِ
حلّ في ناظري فلو فتشوه ... كان ذاك الإنسان في الإنسان
ولغيره:
ينامُ من يضمر غيرَ الهوى ... وتلتقي أجفانُ أجفانا
وقال وجيه الدولة:
إنَّ أسيافنا القصارَ الدوامي ... تركتْ مجدنا طويلَ الدوامِ
فاقتسامُ الأموالِ من وقت سامٍ ... واقتحامُ الأهوال من وقت حامِ
ومنه:
يا من تدلُّ بمقلةٍ ... وأناملٍ من عندمِ
كفي، جعلت لك الفدا ... ألحاظَ جفنكِ عن دمي
ومنه:
رأيتكَ تكويني بميسمِ ذلةٍ ... كأنك قد أصبحتَ علة تكويني
وتلوينيَ الحقَّ الذي أنا أهله ... وتخرجني عنه إلى كل تلوينِ
فمهلاً ولا تمننِ عليّ فبلغةٌ ... من العيش تكفيني إلى يومِ تكفيني
الباخزري:
بأبي غزالٌ نامَ عن وصبي به ... وسجومِ دمعي في الهوى ولهيبه
يا ليته يحنى على ولهي به ... وخفوقِ قلبي نحوه وصبيبه
يستكمل بإذن الله

***************
تابع الممنوع من الصرف (موسوعة اللغة العربية )
ـ الأسماء الممنوعة من الصرف لعلتين :
هو كل اسم علم معرب اجتمع فيه مع علة العلمية علة أخرى مساندة فامتنع بسببها من الصرف . ويشمل الأنواع الآتية .
1 ـ كل اسم على وزن الفعل المستقبل ، أو الماضي ، أو الأمر ، بشرط خلوه من الضمير ، وألا يكون الوزن مشتركا بين الأسماء ، والأفعال ، وألا يكون الاسم منقوص الآخر .
مثال ما كان على وزن الفعل مستوفيا الشروط السابقة :
يزيد ، أحمد ، أسعد ، تغلب ، يعرب ،
يشكر ، يسلم ، ينبع ، شمر ، تعزَّ .
نقول في الرفع : جاء يزيدُ . برفع يزيد بدون تنوين .
ـ ومنه قوله تعالى :
{ ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد } .
والنصب : رأيت يزيدَ . بنصب يزيد بدون تنوين .
والجر : سلمت على أسعدَ . بجر أسعد بالفتحة نيابة عن الكسرة فإذا احتوى الاسم الشبيه بالفعل على الضمير خرج عن بابه ، وصار حكاية نحو : يشكر المجتهدين . فيشكر فعل مضارع لاحتوائه على الضمير المستتر فيه ، وليس اسما ممنوعا من الصرف .
ومثال اشتراك الوزن بين الاسمية والفعلية على السواء قولهم : رجب ، وجعفر . فهذان الاسمان ونظائرهما لا يمنعان من الصرف
نقول : جاء رجبٌ ، ورأيت رجباً ، ومررت برجبٍ .
فينون في جميع إعراباته ، ويجر بالكسرة . ورجب اسم لعلم ، وشهر من شهور السنة الهجرية . وأما الاسم المنقوص الآخر فنحو : يغز ، ويدع . إذا سمي بأحدهما رجل .
وهذان الاسمان ونظائرهما لا يمنعان من الصرف ، لأن أصلهما : يغزو ، ويدعو ، فعند التسمية بهما جعلت الضمة قبل الواو كسرة ، فتقلب الواو ياء لأنه ليس في الأسماء المعربة اسم آخره واو قبلها ضمة ، فصار : يغزي ، ويدعي ، ثم تحذف الياء في حالة الرفع والجر ، ويعوض عنها بتنوين العوض .
نحو :
جاء يغزٍ . يغزٍ : فاعل مرفوع بالضمة على الياء المحذوفة .وذهبت إلى يغزٍ . يغز اسم مجرور بالكسرة على الياء المحذوفة
ورأيت يغزيَ . يغزيَ : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة . ممنوع من الصرف .
يستكمل إن شاء الرحمن
**********************1]






 
رد مع اقتباس
قديم 03-03-2012, 10:06 PM   رقم المشاركة : 69
معلومات العضو
محمد السيد عبد الفتاح
أقلامي
 
إحصائية العضو







محمد السيد عبد الفتاح غير متصل


افتراضي رد: جاء في يتيمة الدهر

الأضداد
مسألة [‏اتفاق اللفظين واختلاف المعنيين‏]‏
تقدم أن الأقسام أربعة ‏:‏ اختلاف اللفظين لاختلاف المعنيين ‏,‏ وهو القياس الذي يجب أن تكون عليه الألفاظ ‏,‏ لأن بذلك تنفصل المعاني ولا تلتبس ‏,‏ واختلاف اللفظين والمعنى واحد وهو الترادف ‏,‏ وعكسه ‏الاشتراك ‏,‏ وبقي قسم آخر أهمله الأصوليون ‏,‏ وهو اتفاق اللفظين واختلاف المعنيين ‏,‏ وهو باب الأضداد ‏.‏ ‏
قال أبو محمد بن الخشاب في بعض مؤلفاته ‏:‏ الضد معناه ‏:‏ الملء ‏,‏ يقال ‏:‏ ضددت الإناء أضده ضدا ‏:‏ إذا ملأته ‏,‏ فإن كل واحد من الضدين يشغله الحيز عن الآخر قد ملئ دونه ‏,‏ قال ‏:‏ وقد صنف اللغويون فيها كتبا كالأصمعي وغيره ‏,‏ وأحسن من جاء بعده أبو بكر بن محمد بن القاسم الأنباري ‏,‏ وممن أنكره أحمد بن يحيى بن ثعلب ‏,‏ ولم يوافقه الأكثرون على مذهبه ‏.‏ ‏
قال الفارسي ‏:‏ ولا خلاف في أن اللفظة الواحدة تقع للشيء وخلافه ‏,‏ كوجدت استعمل بمعنى غضبت ‏,‏ وبمعنى حزنت ‏,‏ فإذا جاز ذلك جاز وقوعها للشيء وضده ‏,‏ لكون الضد ضربا من الخلاف ‏.‏ انتهى ‏.‏ هكذا نسب ابن الخشاب الجواز للأكثرين ‏.‏ ‏
وقال أبو إسحاق الزجاج في كتاب ‏"‏ ((( إفساد الأضداد))) ‏"‏ ‏:‏ ذهب الخليل وسيبويه وجميع النحويين الموثوق بعلمهم ‏.‏ والذي كان عليه شيخا البصريين والكوفيين محمد بن يزيد المبرد وأحمد بن يحيى بن ثعلب دفع أن تكون العرب وضعت اسما واحدا للشيء وضده إلا ما وضعت من أسماء الأجناس نحو ‏"‏ لون ‏"‏ فإنه لمعنى ينطلق على السواد والبياض ‏,‏ وكذلك الفعل يطلق على القيام والقعود ‏.‏ ‏
وقال أبو الفتح بن جني ‏:‏ إن الأضداد واقعة في اللغة ‏,‏ لكن تتداخل اللغات لا أنها اجتمعت على وضعها قبيلة واحدة في وقت واحد ‏,‏ بل قبائل ثم فشت اللغات ‏,‏ وتداخلت بالملاقاة والمجاورة ‏,‏ فنقلت إلى كل لغة صاحبه ‏.‏ ‏
وحاول بعضهم ما جاء من ذلك على التواطؤ ‏,‏ فيقول في ‏"‏ الصريم ‏"‏ ‏:‏ إنما سمي الليل والنهار صريما لانصرام كل واحد منهما عن صاحبه ‏,‏ والضوء ‏<‏ 412 ‏>‏ والظلمة إنما سميا ‏"‏ سدفة ‏"‏ من قولك ‏:‏ أنا في سدفك أي مستتر بك ‏,‏ وهذا في الظلمة واضح ‏,‏ وفي الضوء لأنها تقال في الظلمة التي يخالطها مقدمة ضوء ‏.‏ وتقول في مثل ‏"‏ الجلل ‏"‏ ‏:‏ إنه العظيم بحق الإثبات وعلى الصغير بالسلب ‏,‏ كقولهم ‏:‏ ‏رجل مبطن أي خميص البطن ‏,‏ فعلى هذا القول يكون اجتماع الأضداد في الشعر إيطاء ‏.‏ ‏
وقال ابن الحاج الإشبيلي تلميذ الشلوبين ‏:‏ الحق أن التضاد في اللغة موجود على ما صورته من التداخل ‏,‏ ولعمري لقد كان يمكن دون تداخل ‏,‏ ولكن بتواضع واحد ‏,‏ ولكن بحسب قصدين أو وقتين وإنما المحال أن يقصد الواضع وضع لفظ لمعنيين ضدين أو غيرين ملتبسا لذلك غير مبين له ‏,‏ فإن ذلك يقتضي وضع اللغة ويبطل حكمة المخاطبة ‏.‏ ‏
وقال ابن سيده في ‏"‏ المخصص ‏"‏ ‏:‏ أما في اتفاق اللفظين واختلاف المعنيين فينبغي أن لا يكون قصدا في الوضع ولا أصلا ‏,‏ لكنه من تداخل اللغات ‏,‏ أو يكون لفظه يستعمل لمعنى ‏,‏ ثم يستعار لشيء ‏,‏ فيكثر ويغلب فيصير بمنزلة الأصل ‏.‏ ‏
قال الفارسي ‏:‏ وكان أحد شيوخنا ينكر الأضداد التي حكاها أهل اللغة ‏,‏ وأن تكون لفظة لشيء وضده ‏,‏ والقول في ذلك أنه لا يخلو إنكاره لذلك من حجة سماعا أو قياسا ‏,‏ فلا حجة له من جهة السماع ‏,‏ بل الحجة من هذه الجهة في المراد عليه ‏,‏ لأن أهل اللغة كأبي زيد وغيره وأبي عبيدة والأصمعي ومن بعدهم قد حكوا ذلك وصنفوا فيه الكتب ‏,‏ فإن قال ‏:‏ الحجة من الجهة الأخرى ‏,‏ وهي أن الضد بخلاف ضده ‏,‏ فإذا اشتركتا في لفظة واحدة ‏,‏ ولم يخص كل واحد منها بلفظ يتميز به ألبس وأشكل ‏,‏ فصار الضد شكلا والشكل ضدا ‏,‏ وهذا إلباس ‏.‏ قيل له ‏:‏ هل يجوز عندك أن ‏<‏ 413 ‏>‏ يجيء في اللغة لفظان متفقان لمعنيين مختلفين ‏؟‏ فإن منع ذلك فقد منع ما ثبت جوازه ‏,‏ وقول العلماء له فإذا لم يكن سبيل إلى منع هذا ثبت جواز اللفظة الواحدة للشيء وخلافه ‏,‏ وإذا جاز وقوعها للشيء وخلافه جاز وقوعها للشيء وضده ‏.‏ إذ الضد ضرب من الخلاف ‏,‏ وإن لم يكن خلاف ضدا ‏.‏ ‏
قال ‏:‏ ويدل على جواز وقوع اللفظة الواحدة لمعنيين مختلفين قوله تعالى في وصف أهل الجنة ‏:‏ ‏{‏ لم يدخلوها وهم يطمعون ‏}‏ فلا يكون الطمع هذا إلا بمعنى اليقين ‏,‏ ولا يجوز أن يكون من الذي يطمع فيه ‏,‏ ويقع خلافه ‏,‏ لأنه ليس في الآخرة شك ‏,‏ وكذا قوله تعالى حكاية عن إبراهيم ‏:‏ ‏{‏ والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين ‏}‏ فهذا لا يكون إلا بمعنى العلم ‏,‏ لأن إبراهيم لا يشك في المغفرة ‏.‏ انتهى ‏.‏

بحث منقول
**********************
من كتاب ( روضة الشعر الهادف )
شُفِيْتُ بِآيِ الذِّكْرِ قَرَأْتُ كِتَابَ اللهِ فَاسْتَأْنَسَ الْفِكْرُ وَهَبَّ سَحَابُ الْخَيْرِ مِنْ كُلِّ وِجْهَةٍ تَأَمَّلْتُ فِيْ نَصِّ الْكِتَابِ وَمَا احْتَوَى وَفِيْهِ إِشَارَاتٌ تُضِيْءُ لِمُخْلِصٍ وَكَمْ قِصَّةٍ فِيْهَا عِظَاتٌ وَعِبْرَةٌ حَلالٌ حَرَامٌ مُحْكَمٌ مُتَشَابِهٌ .
وَشَعَّ سَنًا فِي الْقَلْبِ وَانْشَرَحَ الصَّدْرُ وَوَلَّى ظَلاَمُ الشَّرِّ وَانْبَلَجَ (1) الْفَجْرُ وَمَا فِيْهِ مِنْ وَعْظٍ يَلِيْنُ بِهِ الصَّخْرُ فَيَا لِمَعَانٍ رُوْحُهَا الصِّدْقُ وَالطُّهْرُ وَفِيْهَا جَمَالُ اللَّفْظِ وَاللَّفُّ وَالنَّشْرُ (2) وَيَنْبُعُ (3) مِنْ طَيَّاتِهِ (4) النَّهْيُ وَالأَمْرُ .
-------------------------------
1- انبلج : أضاء .
2- اللف والنشر : هو أن يذكر متعدد ثم يذكر ما لكل واحد من آحاده من غير تعيين اتكالا
على أن السامع يرد إلى كل ما يليق به لوضوح الحال . مثاله قوله تعالى : { وَمِن رَّحْمَتِهِ
جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ } فقد ذكر المتعدد مفصلا وهو الليل والنهار ثم ذكر ما لليل من السكون وما للنهار من ابتغاء الرزق .
3- ينبع : يخرج من العين والمنبع بفتح الميم والباء مخرج العين .
4- الطَّيُّ : نَقِيضُ النَّشْرِ ، يقال : طَوَيتُ الصَّحيفةَ أَطْوِيها طَيّاً ، وطَوَيْتُها طَيَّةً أَي مَرَّةً واحدةً .

*********************
أدم(لسان العرب)
الأُدْمةُ: القَرابةُ والوَسيلةُ إِلى الشيء. يقال: فلان أُدْمَتي إِليك أَي وَسيلَتي.
ويقال: بينهما أُدْمةٌ ومُلْحة أَي خُلْطةٌ، وقيل: الأُدْمة الخُلْطة، وقيل: المُوافَقةُ.
والأُدْمُ: الأُلْفَةُ والاتِّفاق؛ وأَدَمَ الله بينهم يَأْدِمُ أَدْماً.
ويقال: آدَم بينهما يُؤْدِمُ إِيداماً أَيضاً، فَعَل وأَفْعَل بمعنى؛ وأَنشد: والبِيضُ لا يُؤْدِمْنَ إِلاَّ مُؤْدَما أَي لا يُحْبِبْنَ إِلاَّ مُحَبَّباً موضِعاً (* قوله «الا محبباً موضعاً» الذي في التهذيب: الا محبباً موضعاً لذلك).
وأَدَمَ: لأَمَ وأَصْلَح وأَلَّفَّ ووفَّق وكذلك آدم يُؤْدِمُ، بالمدّ، وكل موافق إِدامٌ؛ قالت غاية الدُّبَيْرِيَّة: كانوا لِمَنْ خالَطَهُمْ إِداما وفي الحديث عن النبي، صلى الله عليه وسلم: أَنه قال للمغيرة بن شُعبة وخَطَبَ امرأَة لو نَظَرْت إِليها فإِنه أَحْرى أَن يُؤْدَمَ بينكما؛ قال الكسائي: يُؤدَم بينكما يعني أَن تكون بينهما المحبَّة والاتِّفاق؛ قال أَبو عبيد: لا أَرى الأَصل فيه إِلا من أَدْمِ الطعام لأَن صَلاحَه وطِيبَه إِنما يكون بالإِدامِ، ولذلك يقال طعام مَأْدُومٌ. قال ابن الأَعرابي: وإِدامُ اسم امرأَة من ذلك؛ وأَنشد: أَلا ظَعَنَتْ لِطِيَّتِها إِدامُ، وكلُّ وِصالِ غانِيةٍ زِمامُ (* قوله «زمام» كذا في الأصل، وشرح القاموس بالزاي، ولعله بالراء).
وأَدَمَهُ بأَهْلهِ أَدْماً: خَلَطه.
وفلان أَدْمُ أَهْلِه وأَدْمَتُهم أَي أُسْوَتُهم، وبه يُعْرَفون.
وأَدَمَهم يَأْدُمُهم أَدْماً: كان لهم أَدَمَةٌ؛ عن ابن الأَعرابي. التهذيب: فلان أَدَمَةُ بني فلان، وقد أَدَمَهم يَأْدُمُهم وهو الذي عَرّفهم الناس. الجوهري: يقال جعلتُ فلاناً أَدَمَةَ أَهلي أَي أُسْوَتَهُم.
والإِدامُ: معروف ما يُؤْتَدَمُ به مع الخبز.
وفي الحديث: نِعْمَ الإِدام الخَلُّ؛ الإِدام، بالكسر، والأُدْمُ، بالضم: ما يؤكل بالخبز أَيَّ شيء كان.
وفي الحديث: سَيِّدُ إِدامِِ أَهْل الدُّنيا والآخرة اللحمُ؛ جعل اللحم أُدْماً وبعض الفقهاء لا يجعله أُدْماً ويقول: لو حَلَفَ أَن لا يَأْتَدِمَ ثم أَكل لَحْماً لم يحنَث، والجمع آدِمةٌ وجمع الأُدْمِ آدامٌ، وقد ائتَدَمَ به.
وأَدَمَ الخبز يَأْدِمُه، بالكسر، أَدْماً: خلطه بالأُدْم، وقال غيره: أَدَمَ الخبزَ باللحم؛ وأَنشد ابن بري: إِذا ما الخُبْزُ تَأْدِمُه بلَحْمٍ، فذاك أَمانَة الله الثَّريدُ وقال آخر: تَطْبُخه ضُروعُها وتَأْدِمُهْ قال: وشاهد الإِدامِ قولُ الشاعر: الأَبْيَضانِ أَبْرَدا عِظامِي: الماءُ والفَثُّ بلا إِدامِ وفي حديث أُمّ مَعْبَد: أَنا رأَيت الشاةَ وإِنها لَتأْدُمُها وتَأْدُم صِرْمَتها (* قوله «وانها لتأدمها وتأدم صرمتها» ضبط في الأصل والنهاية بضم الدال).
وفي حديث أَنس: وعَصَرَتْ عليه أُمُّ سُلَيْم عُكَّةً لها فأَدَمَتْه أَي خَلَطته وجعلت فيه إِداماً يؤْكل، يقال فيه بالمَدّ والقَصْر، وروي بتشديد الدال على التكثير.
وفي الحديث: أَنه مَرَّ بقوم فقال: إِنَّكم تَأْتَدِمون على أَصحابكم فأَصْلِحوا رِحالَكم حتى تكونوا شامَةً في الناس، أَي إِنَّ لكم من الغِنى ما يُصْلِحكم كالإِدامِ الذي يُصلِح الخُبز، فإِذا أَصلَحتم حالكم كنْتُم في الناس كالشَّامة في الجسَد تَظْهرون للناظِرين؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاء في بعض كتب الغريب مَرْوِيّاً مَشْروحاً، والمعروف في الرواية: إِنكم قادِمون على أَصحابكم فأَصْلِحوا رِحالَكم، قال: والظاهر، والله أَعلم، أَنه سَهْوٌ.
وفي حديث خديجة، رضوان الله عليها: فوالله إِنك لتَكْسِبُ المَعْدُوم وتُطْعِم المأْدوم.
وقول امرأَة دُرَيد بن الصِّمَّة حين طلَّقها: أَبا فلان، أَتُطَلِّقُني؟ فوالله لقد أَبْثَثْتَك مَكْتُومي، وأَطْعَمْتُك مَأْدُومي، وجئتُك باهِلاً غير ذات صِرارٍ؛ إِنما عَنَت بالمَأْدُومِ الخُلُق الحسَن، وأَرادت أَنها لم تَمْنَع منه شيئاً كالناقة الباهِلة التي لم تُصَرَّ ويأْخُذ لبنَها مَن شاء.
وأَدَمَ القومَ: أَدَمَ لهم خُبْزَهم؛ أَنشد يعقوب في صفة كلاب الصيد: فهي تُباري كلَّ سارٍ سَوْهَقِ، وتُؤْدِمُ القوم إِذا لم تُغْبقِ (* قوله «فهي تباري إلخ» هكذا في الأصل هنا، وتقدم في مادة سهق عل غير هذا الوجه وأتى بمشطورين بين هذين المشطورين).
وقولهم: سَمْنُهم في أَديمهم، يعني طَعامَهم المَأْدُوم أَي خُبزهم راجع فيهم. التهذيب: من أَمثالهم: سَمْنُكم هُرِيقَ في أَدِيمِكم أَي في مَأْدُومِكم، ويقال: في سِقائكم.

والأَدِيمُ الجِلْد ما كان، وقيل: الأَحْمَر، وقيل: هو المَدْبوغُ، وقيل: هو بعد الأَفيق، وذلك إِذا تَمَّ واحْمَرَّ، واستعاره بعضهم للحرب فقال أَنشده بعضهم للحرث بن وَعْلة: وإِيَّاك والحَرْبَ التي لا أَدِيمها صحيحٌ، وقد تُعْدَى الصِّحاحُ على السُّقْمِ إِنما أَراد لا أَدِيمَ لها، وأَراد على ذَوات السُّقْم، والجمع آدِمَةٌ وأُدُمٌ، بضمتين؛ عن اللحياني؛ قال ابن سيده: وعندي أَن من قال رُسْل فسكَّنَ قال أُدْمٌ، هذا مطرد، والأَدَمُ، بنصب الدال: اسم للجمع عند سيبويه مثل أَفِيقٍ وأَفَقٍ.
والآدامُ: جمع أَدِيمٍ كَيَتيمٍ وأَيْتام، وإِن كان هذا في الصفة أَكثر، قال: وقد يجوز أَن يكون جمع أَدَمٍ؛ أَنشد ثعلب:إِذا جَعَلْت الدَّلْوَ في خِطامِها حَمْراءَ من مكَّة، أَو حَرَامِها، أَو بعض ما يُبْتاع من آدامِها والأَدَمَةُ: باطنُ الجلْد الذي يَلي اللحم والبَشَرةُ ظاهرها، وقيل: ظاهرهُ الذي عليه الشعَر وباطنه البَشَرة؛ قال ابن سيده: وقد يجوز أَن يكون الأَدَم جمعاً لهذا بل هو القياس، إِلاَّ أَن سيبويه جعله اسماً للجمع ونَظَّره وأَفَيقٍ، وهو الأَدِيمُ أَيضاً. الأَصمعي: يقال للجلد إِهابٌ، والجمع أُهُبٌ وأَهَبٌ، مؤنثة، فأَما الأَدَمُ والأَفَقُ فمذكَّران إِلاّ أَن يقْصد قَصْد الجلودِ والآدِمَة فتقول: هي الأَدَمُ والأَفَقُ.
ويقال: أَدِيمٌ وآدِمَةٌ في الجمع الأَقلّ، على أَفعِلة. يقال: ثلاثة آدِمةٌ وأَربعة آدِمةٍ.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: قال لرجل ما مالُكَ؟ فقال: أَقْرُنٌ وآدِمةٌ في المَنِيئةِ؛ الآدِمةُ، بالمدّ: جمع أَديم مثل رَغِيف وأَرْغِفة، قال: والمشهور في جمعه أُدَم، والمَنِيئةُ، بالهمز: الدِّباغ.
وآدَمَ الأَدِيمَ: أَظهر أَدَمَتَهُ؛ قال العجاج: (* قوله «قال العجاج» عبارة الجوهري في صلب: والصلب، بالتحريك، لغة في الصلب من الظهر، قال العجاج يصف امرأة: ريا العظام فخمة المخدّم * في صَلَبٍ مثل العِنانِ المُؤْدَمِ) : في صَلَبٍ مثل العِنانِ المُؤْدَمِ وأَدِيمُ كل شيء: ظاهِرُ جلْدِه.
وأَدَمَةُ الأَرض: وجهُها؛ قال الجوهري: وربما سمي وجْهُ الأَرض أَديماً؛ قال الأَعشى: يَوْماً تَراها كَشِبْه أَرْدِية الـ ـعَصْب، ويوماً أَدِيُمها نَغِلا ورجل مُؤْدَمٌ أَي مَحبْوب.
ورجل مُؤْدَمٌ مُبْشَرٌ: حاذقٌ مُجَرَّب قد جمع لِيناً وشدَّةً مع المعرفة بالأُمور، وأَصلُه من أَدَمَةِ الجلد وبَشَرَته، فالبَشرةُ ظاهِرةُ، وهو مَنْبتُ الشعَر.
والأَدَمةُ: باطِنُه، وهو الذي يَلي اللَّحْم، فالذي يراد منه أَنه قد جَمع لينَ الأَدَمةِ وخُشونَة البَشرة وجرَّب الأُمورَ؛ وقال ابن الأَعرابي: معناه كريم الجلْدِ غلِيظُه جَيِّده؛ وقال الأَصمعي: فلان مُؤْدَمٌ مُبْشَرٌ أَي هو جامع يصلُح للشدَّة والرَّخاء، وفي المثل: إِنما يُعاتَبُ الأَدِيمُ ذو البَشرةِ أَي يُعادُ في الدِّباغِ، ومعناه إِنما يُعاتَب من يُرْجَى وفيه مُسْكةٌ وقُوَّةٌ ويُراجَع مَن فيه مُراجَعٌ.
ويقال: بَشَرْتُه وأَدَمْتُه ومَشَنْتُه أَي قَشَرْته، والأدِيمُ إِذا نَغِلَتْ بَشَرَته فقد بَطَل.
ويقال: آدَمْتُ الجلد بَشَرْتُ أَدَمَتَهُ.
وامرأَة مُؤدَمَةٌ مُبْشَرَةٌ: إِذا حسن مَنْظَرُها وصحَّ مَخْبَرُها.
وفي حديث نَجبَة: ابنتُك المُؤْدَمَة المُبْشَرة. يُقال للرجل الكامل: إِنه لَمُؤْدَمٌ مُبْشَرٌ، أَي جمع لينَ الأَدَمِة ونُعُومَتَها، وهي باطن الجِلْد، وشدَّة البشرة وخُشونَتها، وهي ظاهره. قال ابن سيده: وقد يقال رجل مُبْشَرٌ مُؤْدَمٌ وامرأَة مُبْشَرة مُؤْدَمَةٌ فيُقدِّمون المُبْشَر على المؤدَم، قال: والأَول أَعرف أَعني تقديم المُؤْدَمِ على المُبْشَر.
وقيل: الأَدَمةُ ما ظهر من جلدة الرأْس.
وأَدَمَةُ الأَرض: باطِنُها، وأَدِيُمها، وَجْهُها، وأَدِيمُ الليل: ظلمته؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:قد أَغْتَدِي والليلُ في جَرِيمِه، والصُّبْحُ قد نَشَّمَ في أَدِيمهِ وأَدِيمُ النهار: بَياضُه. حكى ابن الأَعرابي: ما رأَيته في أَدِيمِ نَهارٍ ولا سَوادِ لَيْلٍ، وقيل: أَدِيمُ النهار عامَّته.
وحكى اللحياني: جئتُك اديمَ الضُّحي أَي عند ارتفاع الضُّحى.

وأَديمُ السماء: ما ظهَر منها.
وفلان بَرِيءُ الأَدِيمِ مما يُلْطخ به.
والأُدْمَةُ: السُّمرةُ.
والآدَمُ من الناس: الأَسْمَرُ. ابن سيده: الأُدْمةُ في الإِبل لَوْنٌ مُشْرَب سَواداً أَو بياضاً، وقيل: هو البياضُ الواضِحُ، وقيل: في الظِّباء لَوْنٌ مُشْرَبٌ بياضاً وفي الإِنسان السُّمرة. قال أَبو حنيفة: الأُدْمةُ البياضُ، وقد أَدِمَ وأَدُمَ، فهو آدمُ، والجمع أُدْمٌ، كسَّروه على فُعْل كما كسَّروا فَعُولاً على فُعُل، نحو صَبور وصُبُرٍ، لأَن أَفْعَل من الثلاثة (* قوله «لأن أفعل من الثلاثة إلخ» هكذا في الأصل، ولعله لان أفعل من ذي الثلاثة وفيه زيادة كما أن فعولا إلخ).
وفيه كما أَن فَعُولاً فيه زيادة وعدة حُروفه كعِدَّة حُروف فَعُول، إِلاَّ أَنهم لا يثقِّلون العين في جمع أَفْعَل إِلاَّ أَن يُضطَرَّ شاعر، وقد قالوا في جمعه أُدْمانٌ، والأُنثى أَدْماءُ وجمعها أُدْمٌ، ولا يجمع على فُعْلان؛ وقول ذي الرمة: والجِيدُ، من أُدْمانَةٍ، عَتُودُ عِيبَ عليه فقيل: إِنما يقال هي أَدْماءُ، والأُدْمان جمع كأَحْمَر وحُمْران، وأَنت لا تقول حُمْرانة ولا صُفْرانة، وكان أَبو عليّ يقول: بُنَيَ من هذا الأَصل فُعْلانة كخُمْصانة.
والعرب تقول: قُرَيْش الإِبلِ أُدْمُها وصُهْبَتُها، يذهبون في ذلك إِلى تفضيلها على سائر الإِبلِ، وقد أَوضحوا ذلك بقولهم: خَيرُ الإِبل صُهْبُها وحُمْرُها، فجعلوهما خيرَ أَنواع الإِبل، كما أَنّ قُرَيْشاً خيرُ الناس.
وفي الحديث: أَنه لمَّا خرج من مكة قال له رجل: إِن كنتَ تُريد النساء البيضَ والنُّوقَ الأُدْمَ فعَلَيْكَ بَبَنِي مُدْلِجٍ؛ قال ابن الأَثير: الأُدْم جمع آدم كأَحْمَر وحُمْر.
والأُدْمة في الإِبل: البياض مع سواد المُقْلَتَيْن، قال: وهي في الناس السُّمرة الشديدة، وقيل: هو من أُدْمة الأَرض، وهو لَوْنُها، قال: وبه سمي آدم أَبو البَشَر، على نبينا وعليه الصلاة والسلام. الليث: والأُدْمةُ في الناس شُرْبةٌ من سَواد، وفي الإِبِل والظِّباء بَياض. يقال: ظَبْيَة أَدْماء، قال: ولم أَسمع أَحداً يقول للذُّكور من الظِّباء أُدْمٌ، قال: وإن قيل كان قياساً.
وقال الأَصمعي: الآدَمُ من الإِبل الأَبْيض، فإِن خالطته حُمْرة فهو أَصْهب، فإِن خالَطَتِ الحُمْرة صَفاءً فهو مُدَمّىً. قال: والأُدْمُ من الظِّباء بيضٌ تَعْلوهُنّ جُدَدٌ فيهنَّ غُبْرة، فإِن كانت خالصة البَياض فهي الآرامُ.
وروى الأَزهري بسنده عن أَحمد بن عبيد بن ناصح قال: كُنّا نأْلَف مجلِس أَبي أَيوب بن أُخت الوزير فقال لنا يوماً، وكان ابنُ السكيت حاضراً: ما تَقولُْ في الأُدْمِ من الظِّباء؟ فقال: هي البيضُ البُطون السُّمْر الظُّهور يَفْصِل بين لَوْنِ ظُهورِها وبُطونها جُدَّتان مِسْكِيَّتان، قال: فالتفت إِليَّ وقال: ما تقول يا أَبا جعفر؟ فقلت؟ الأُدْمُ على ضَرْبين: أَما التي مَساكنها الجِبال في بِلاد قَيسْ فهي على ما وَصَف، وأَما التي مَساكنها الرمْل في بلاد تَميم فهي الخَوالِص البَياض، فأَنكر يعقوب واستأْذن ابنُ الأَعرابي على تَفِيئَةِ ذلك فقال أَبو أَيوب: قد جاءكم مَن يفصِل بينكم، فدَخَل، فقال له أَبو أَيوب: يا أَبا عبد الله، ما تقول في الأُدْم من الظِّباء؟ فتكلَّم كأَنما يَنْطِق عن لسان ابن السكِّيت، فقلت: يا أَبا عبد الله، ما تقول في ذي الرمة؟ قال: شاعر، قلت: ما تقول في قصيدته صَيْدَح (* قوله «في قصيدته صيدح» هكذا في الأصل والتهذيب وشرح القاموس، ولعله في قصيدته في صيدح لأنه اسم لناقة ذي الرمة ويمكن أن يكون سمى القصيدة باسمها)؟ قال: هو بها أَعرف منها به، فأَنشدته: من المُؤْلِفاتِ الرَّمْل أَدْماءُ حُرَّةٌ، شُعاعُ الضُّحى في مَتْنِها يَتَوَضَّح فسكت ابنُ الأَعرابي وقال: هي العرب تقول ما شاءت. ابن سيده: الأُدْمُ من الظِّباء ظِباء بيضٌ يَعْلوها جُدَدٌ فيها غُبْرة، زاد غيره: وتسكُن الجِبال، قال: وهي على أَلْوان الجبال؛ يقال: ظَبْية أَدْماء؛ قال: وقد جاء في شعر ذي الرمة أُدْمانة؛ قال: أَقُول للرَّكْب لمَّا أَعْرَضَتْ أُصُلاً: أُدْمانةٌ لمْ تُرَبِّيها الأَجالِيدُ قال ابن بري: الأَجاليد جمع أَجْلاد، وأَجْلاد جمع جَلَد، وهو ما صَلُب من الأَرض، وأَنكر الأَصمعي أُدْمانة لأَن أُدْماناً جمعٌ مثل حُمْران وسُودان ولا تدخله الهاء، وقال غيره: أُدْمانةٌ وأُدْمان مثل خُمْصانة وخُمْصان، فجعله مُفرداً لا جمعاً، قال: فعلى هذا يصح قوله. الجوهري: والأُدْمة في الإِبِلِ البياض الشديد. يقال: بعير آدَم وناقة أَدْماء، والجمع أُدْمٌ؛ قال الأَخْطل في كَعْب بن جُعَيْل: فإِنْ أَهْجُهُ يَضْجَرْ كما ضَجْرَ بازِلٌ من الأُدْمِ، دَبْرَت صَفْحَتاه وغارِبُهْ ويقال: هو الأَبيضُ الأَسودُ المُقْلَتَيْن.
واختُلف في اشتِقاق اسم آدَم فقال بعضهم: سُمِّيَ آدَم لأَنه خُلِق من أَدَمةِ الأَرض، وقال بعضهم: لأُدْمةٍ جعلَها الله تعالى فيه، وقال الجوهري: آدَمُ أَصله بهمزتين لأَنه أَفْعَل، إِلا أَنهم لَيَّنُوا الثانية، فإِذا احتَجْت إِلى تحريكها جعلتها واواً وقلت أَوادِم في الجمع، لأَنه ليس لها أَصل في الياء معروف، فَجُعِلَ الغالبُ عليها الواو؛ عن الأَخفش؛ قال ابن بري: كل أَلِفق مجهولة لا يُعْرَف عَمَّاذا انْقِلابُها، وكانت عن همزة بعد همزة يدعو أَمْرٌ إِلى تحريكها، فإِنها تبدَل واواً حملاً على ضَوارب وضُوَيْرب، فهذا حكمُها في كلام العرب إِلا أَن تكون طَرفاً رابعةً فحينئذ تبدل ياءً؛ وقال الزجاج (*قوله «وقال الزجاج إلخ» كذا في الأصل، وعبارة التهذيب: وقال الزجاج يقول أهل اللغة في آدم إن اشتقاقه من أديم الأرض لأنه خلق من تراب): يقول أَهلُ اللغة إِنَّ اشْتِقاق آدم لأَنه خُلِق من تُراب، وكذلك الأُدْمةُ إِنَّما هي مُشَبَّهة بلَوْن التُّراب؛ وقوله: سادُوا الملُوكَ فأَصْبَحوا في آدَمٍ، بَلَغُوا بها غُرَّ الوُجوهِ فُحُولا جعل آدمَ اسْماً للقَبيلة لأَنه قال بَلَغوا بها، فأَنّث وجمَع وصرف آدم ضرورة؛ وقوله: الناسُ أَخْيافٌ وشَتَّى في الشِّيَمْ، وكلُّهم يَجْمَعُهم بيتُ الأَدَمْ قيل: أَراد آدَم، وقيل: أَراد الأَرض؛ قال الأَخفش: لو جعلت في الشعر آدَم مع هاشم لجَاز؛ قال ابن جني: وهذا هو الوجه القويُّ لأَنه لا يحقِّق أَحدٌ همزةَ آدَم، ولو كان تحقيقُها حَسَناً لكان التحقيقُ حَقيقاً بأَن يُسْمَع فيها، وإِذا كان بَدلاً البتَّة وجَب أَن يُجْرى على ما أَجْرَتْه عليه العرب من مُراعاة لفظِه وتنزيل هذه الهمزة الأَخيرة منزلةَ الأَلفِ الزائدة التي لا حظَّ فيها للهمزة نحو عالم وصابر، أَلا تَرهم لما كسّروا قالوا آدَم وأَوادِم كسالِم وسَوالِم؟ والأَدَمانُ في النَّخْل: كالدَّمانِ وهو العَفَن، وسيأْتي ذكره؛: وقيل: الأَدَمانُ عَفَن وسَوادٌ في قلْب النَّخْلة وهو وَدِيُّه؛ عن كُراع، ولم يقل أَحَد في القَلْب إِنه الوَدِيُّ إِلاَّ هو.
والأَدَمان: شجرة؛ حكاها أَبو حنيفة، قال: ولم أَسمعها إِلا من شُبَيْل بن عزرة.
والإِيدامةُ: الأَرضُ الصُّلْبة من غير حجارة مأْخوذة من أَديم الأَرض وهو وَجْهُها. الجوهري: الأَياديمُ مُتون الأَرض لا واحد لها؛ قال ابن بري: والمشهور عند أهل اللغة أَن واحدتها إِيدامة، وهي فيعالة من أَدِيم الأَرض؛ وكذا قال الشيباني واحدتها إِيدامةٌ في قول الشاعر: كما رَجَا من لُعابِ الشمْسِ، إِذَ وقَدَتْ، عَطْشانُ رَبْعَ سَراب بالأَيادِيمِ الأَصمعي: الإِيدامةُ أَرض مُسْتَوِية صُلْبة ليست بالغَليظة، وجمعها الأَياديمُ، قال: أُخِذَتِ الإِيدامةُ من الأَديمِ؛ قال ذو الرمَّة: كأَنَّهُنَّ ذُرى هَدْيٍ محوبة عنها الجِلالُ، إِذا ابْيَضَّ الأَياديمُ (* قوله «كأنهن ذرى إلخ» الشطر الاول في الأصل من غير نقط، وكتب في هامش الأصل وشرح القاموس: كأنهن ذرى هدي بمجوبة ثم شرحه شارح القاموس بمثل ما هنا، ولعل عنها في البيت بمعنى عليها كما يؤخذ من تفسيره).
وابْيِضاضُ الأَياديمِ للسَّراب: يعني الإِبل التي أُهْدِيَتْ إِلى مكة جُلِّلَتْ بالجِلال.
وقال: الإِيدامةُ الصُّلْبة من غير حجارة. ابن شميل: الإِيدامةُ من الأَرض السَّنَد الذي ليس بشديد الإشْراف، ولا يكون إِلا في سُهول الأَرض، وهي تنبت ولكن في نَبْتِها زُمَرٌ، لِغِلَظِ مكانها وقِلَّة اسْتقْرار الماء فيها.
وأُدمى، على فُعَلى، والأُدَمى: موضع، وقيل: الأُدَمى أَرض بظهر اليمامة.
وأَدام: بلد؛ قال صخر الغيّ: لقد أَجْرى لِمَصْرَعِه تَلِيدٌ، وساقَتْه المَنِيَّةُ من أداما وأُدَيْمَةُ: موضع؛ قال ساعدة بن جُؤَيَّة: كأَن بَني عَمْرو يُرادُ ، بدارهم بِنَعْمانَ، راعٍ في أُدَيْمَةَ مُعْزبُ يقول: كأَنهم من امتناعِهم على مَن أَرادهم في جَبَل، وإِن كانوا في السَّهْل.

وإلى الأسبوع القادم بإذن الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
محمد السيد عبد الفتاح إبراهيم






 
رد مع اقتباس
قديم 12-03-2012, 12:49 AM   رقم المشاركة : 70
معلومات العضو
محمد السيد عبد الفتاح
أقلامي
 
إحصائية العضو







محمد السيد عبد الفتاح غير متصل


افتراضي رد: جاء في يتيمة الدهر

الأحد 4 مارس 2012 م
فوائد منتقاة من تفسير الحافظ ابن كثير
جمعها أبوعبد الرحمن محمود بن محمد الملاح
سورة الطارق
42- قال قتادة وغيره: إنما سمي النجم طارقا؛ لأنه إنما يرى بالليل ويختفي بالنهار. ويؤيده ما جاء في الحديث الصحيح: نهى أن يطرق الرجل أهله طروقا أي: يأتيهم فجأة بالليل. وفي الحديث الآخر المشتمل على الدعاء
: "إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن" (الطارق:1)
43- وقوله: { فَلْيَنْظُرِ الإنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ } تنبيه للإنسان على ضعف أصله الذي خُلق منه، وإرشاد له إلى الاعتراف بالمعاد؛ لأن من قدر على البَدَاءة فهو قادر على الإعادة بطريق الأولى، كما قال: { وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ }
وقوله: { خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ } يعني: المني؛ يخرج دَفقًا من الرجل ومن المرأة، فيتولد منهما الولد بإذن الله، عز وجل؛ ولهذا قال:

{ يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ }
يعني: صلب الرجل وترائب المرأة،
وهو صدرها. (الطارق:5)
44- وقوله: { إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ } فيه قولان:
أحدهما: على رجع هذا الماء الدافق إلى مقره الذي خرج منه لقادر على ذلك.

قاله مجاهد،وعكرمة، وغيرهما.
والقول الثاني: إنه على رجع هذا الإنسان المخلوق من ماء دافق،

أي: إعادته وبعثه إلى الدار الآخرة لقادر؛ لأن من قدر على البدء قدر على الإعادة.
وقد ذكر الله، عز وجل، هذا الدليل في القرآن في غير ما موضع، وهذا القول قال به الضحاك، واختاره ابن جرير. ولهذا قال: { يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ } أي: يوم القيامة تبلى فيه السرائر، أي: تظهر وتبدو، ويبقى السر علانية والمكنون مشهورا. وقد ثبت في الصحيحين، عن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"يرفع لكل غادر لواء عند استه يقال: هذه غَدْرَةُ فلان بن فلان" (الطارق:8-9)
45- قال ابن عباس: الرجع: المطر. وعنه: هو السحاب فيه المطر.
وعنه: { وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ } تمطر ثم تمطر.
وقال قتادة: ترجع رزق العباد كل عام، ولولا ذلك لهلكوا وهلكت مواشيهم.
وقال ابن زيد: ترجع نجومها وشمسها وقمرها، يأتين من هاهنا.
{ وَالأرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ } قال ابن عباس: هو انصداعها عن النبات. وكذا قال سعيد بن جُبَير وعكرمة، وأبو مالك، والضحاك، والحسن، وقتادة، والسدي، وغير واحد.

يُستكمل بإذن الله
************************
الكتاب : البديع في نقد الشعر
المؤلف : أسامة بن منقذ
باب طبقات التطبيق
اعلم أن التطبيق نوعان: متصل ومتكاف. فالتطبيق هو أن تكون الكلمة ضد الأخرى، كما قال الله سبحانه: " وأنه هو أضحك وأبكى، وأنه هو أمات وأحيا " ، " لكيلا تحزنوا على ما فاتكم، ولا تفرحوا بما أتاكم " ، " سيئاتهم حسنات " ، " الليل والنهار " ، " الظلمات والنور " ، " الحي والميت " : وأخفى تطبيق في القرآن قوله سبحانه: " مما خطيئاتهم أغرقوا فادخلوا ناراً " .
وقال زهير بن أبي سلمة.
ليثٌ بعثر يصطادُ الرجالَ، إذا ... ما الليثُ كذبَ عن أقرانه صدقا
وقال آخر يصف حصاناً:
بساهم الوجه لم تقطع أباجله ... يصان وهو ليوم الروع مبذول
السري بن أحمد الرفاء:
إن هذا الربيعَ شيءٌ عجيبٌ ... تضحكُ الأرضُ من بكاءِ السماءِ
ذهبٌ حيثما ذهبنا، ودرّ ... حيث درنا، وفضةُ في الفضاءِ
وقال دعبل:
لا تضحكي يا سلمُ من رجلٍ ... ضحكَ المشيبُ برأسهِ فبكى
وقال الحسن البصري في دعائه: اللهم أنت تبتليني بنعمة فأشكر، خير من أن تبتليني ببلية فأصبر.
وفي الحماسة:
تأخرت أستبقي الحياة فلم أجدْ ... لنفسي حياةً مثل أن أتقدما
ولسنا على الأعقاب تدمى كلومنا ... ولكن على أقدامنا تقطر الدما
والفرزدق مما يستحسنه المتقدمون:
والشيبُ ينهضُ في الشبابِ كأنه ... ليلٌ يلوح بجانبيه نهارُ
ولبعض العرب في قوس: في كفه معطية منوع.
ولبعضهم في ناقة: خرقاء إلا أنها صناع.
وقال آخر:
لئن ساءني أن نلتني بمساءةٍ ... لقد سرني أني خطرتُ ببالكِ
والآخر:
وأخذتَ أطراف الكلام فلم تدع ... هجواً يضرّ ولا مديحا ينفعُ
ولأبي تمام:
قد ينعم الله بالبلوى وإن عظمتْ ... ويبتلي الله بعضَ القوم بالنعمِ
وقال خالد بن صفوان لرجل يصف له رجلاً: ليس له صديق في السر ولا عدو في العلانية.
وقال آخر: كدر الجماعة خير من صفو الفرقة.
وقال المنصور: لا تخرجوا من عز الطاعة إلى ذل المعصية.
ولبعضهم:
وسري كإعلاني، وتلكَ سجيتي ... وظلمةُ ليلي مثلُ ضوءِ نهاريا
وقال آخر:
وأرى الوحشَ في يميني إذا ما ... كان يوماً عنانهُ بشمالي
وقال آخر:
فكأن إظلامَ الدموعِ عليهمُ ... ليلٌ، وإشراق الوجوه نهارُ
وقال آخر:
فخلستُ منه قبلةً ... عطشي بها لما رويتُ
آخر:
في كل خلق خلةٌ مذمومةٌ ... ووراء كلِّ محببٍ مكروهُ
وقال آخر:
فلماذا أبيعه ... وبروحي أشتريه
وقال آخر:
متصعدٌ زفراته متحدرٌ ... عبراته أبداً قريح مآق
رقت مياهُ وجوههنّ لناظرٍ ... وقلوبهنّ عليه غيرُ رقاق
وبعض العلماء يجعل التطبيق أن تجيء الكلمة بمعنيين كقوله: واللؤم فيهم كاهل وسنام. ويسمى: التكافؤ.
وقال آخر:

أضحى الأمينُ محمدٌ ... للدينِ نوراً يقتبسْ
تبكي البدورُ لضحكه ... والسيف يضحكُ إن عبسْ
وقال الصنوبري:
رشأٌ سمعت لخده ولصدغهِ ... في هذه الدنيا حديثاً سائرا
فإذا رأيت عليه طرفاً واقعاً ... فأعلم بأنَّ هناك قلباً طائرا
الشريف الرضي رضي الله عنه:
ومن البلية أن نومي موثقٌ ... عن مقلتيَّ وأن قلبي مطلقُ
وله رحمه الله:
هدى الغرامُ دموعي في مسالكها ... من بعدهم، وأضلتْ صدريَ الطرقُ
آخر:
من النجباءِ يرضى السلمُ منهم ... نفوساً ليس يأباها القتالُ
جسومٌ في سروجهمُ خفافٌ ... صدورٌ في مجالسهم ثقالُ
لمهيار الديلمي:
وبأيمنِ العلمين من أبياتهم ... ظبيٌ يصطاد الظبيُ، وهو يصيدُ
لاهٍ إذا جمعَ الرجالُ حلومهم ... حلَّ العزائمَ خصرهُ المعقودُ
الشريف الرضي رضي الله عنه:
غدواسهكى الأيمانِ من صدأ الظبا ... وراحوا كرام طيبي عقدِ الأزرِ
هم ينقذون المال في أول الغنى ... ويستأنفون الصبرَ في آخر الصبرِ
إذا نزل الحيَّ الغريبُ تنازعوا ... عليه فلم يدرَ المقلُّ من المثري
ومن الطباق لفظاً ومعنى للبحتري:
معشرٌ أمسكتْ حلومهمُ الأر ... ضَ، وكادت من عزمهم أن تميدا
فإذا المحلُ جاءَ جاؤوا سيولاً ... وإذا النقعُ ثار ثاروا أسودا

يستكمل بإذن الله







 
رد مع اقتباس
قديم 12-03-2012, 12:53 AM   رقم المشاركة : 71
معلومات العضو
محمد السيد عبد الفتاح
أقلامي
 
إحصائية العضو







محمد السيد عبد الفتاح غير متصل


افتراضي رد: جاء في يتيمة الدهر

تابع الممنوع من الصرف (موسوعة اللغة العربية )
2 ـ العلم المؤنث المختوم بتاء التأنيث سواء أكان التأنيث حقيقيا ، أم لفظيا ، والعلم المؤنث المزيد على ثلاثة أحرف ،
ولا علامة فيه للتأنيث ( المؤنث المعنوي ) .
مثال المؤنث الحقيقي المختوم بالتاء : فاطمة ، عائشة ، مكة .
نقول : سافرت فاطمةُ إلى مكةَ . وكافأت المديرة عائشةَ .
ـ ومنه قوله تعالى :
{ إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين }
ومثال العلم المؤنث تأنيثا معنويا : مريم ، وزينب ، وسعاد .
نحو : وصلت مريمُ ، ورأت سعادَ ، وسلمت على زينبَ .
ـ ومنه قوله تعالى : { وجعلنا ابن مريم وأمه آية }
وقوله تعالى : { فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية }
فإذا كان العلم المؤنث المجرد من تاء التأنيث ثلاثيا اتبعنا في صرفه ، أو عدمه الأحوال التالية :
أ ـ إذا كان العلم المؤنث الثلاثي عربي الأصل ، ساكن الوسط ، نحو : هند ، ودعد ، وعدن ، ومي . فالأحسن فيه عدم منعه من الصرف . ويجوز منعه .
نقول : هذه هندٌ ، وإن هندًا مؤدبة ، وأشفقت على هندٍ .
ـ ومنه قوله تعالى : ( ومساكن طيبة في جنان عدن }
وقوله تعالى : { وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم }
ب ـ فإذا كان العلم المؤنث الثلاثي عربيا متحرك الوسط . نحو : أمل ، وقمر ، ومضر . وجب منعه من الصرف .
نقول : جاءت أملُ . ورأيت أملَ ، وسلمت على أملَ .
بدون تنوين ، وجر بالفتحة .
ج ـ وإذا كان العلم المؤنث الثلاثي أعجميا . نحو : بلخ ، اسم مدينة .
وجب منعه من الصرف . نقول : بلخُ مدينة جميلة ، وشاهدت بلخَ ،
وسافرت إلى بلخَ . بدون تنوين ، وجر بالفتحة .
ومما جاء ممنوعا حينا ، ومصروفا حينا آخر كلمة " مصر " وهي ثلاثية ساكنة الوسط، أعجمية مؤنثة ، يجوز تذكيرها
ـ مثال جواز منعها من الصرف قوله تعالى :
{ وقال الذي اشتراه من مصر }
وقوله تعالى : { أليس لي ملك مصر }
وقوله تعالى : { وقال ادخلوا مصر }
ـ ومثال صرفها قوله تعالى : { اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم }
ومثال العلم المختوم بتاء التأنيث اللفظي : طلحة ، وعبيدة ، ومعاوية .
نقول : تفوق طلحةُ في دراسته ، وكافأ المدير طلحةَ ،
وأثنى المعلمون على طلحةَ .
بدون تنوين ، وجر بالفتحة .
يستكمل إن شاء الرحمن
**********************

الإهمال والإعجام
كما نعلم أن حروف اللغة العربية عن نوعين هما : إما حروف منقوطة وتسمى المعجمةأو حروف خالية من النقاط وتسمى الحروف المهملة
وكان الكثير من الشعراء استغل هذه الصفة الموجود في حروف اللغة العربية فنظمواقصائد على أشكال وأنواع ونذكر بعض منها مثل
* القصيدة المهملة : وهي القصيدة التي تكون جميع حروفها من الحروف المهملة
مثـــــل :
الحمد لله الصمد :: حال السرور والكمد
الله لا إله إلا :: الله مولاك الأحد
أول كل أول :: أصل الأصول والعمد
الواسع الآلاء والـ :: آراء علما والعدد
كل ساوه هالك :: لا عدد ولا عًدد
القصيدة المعجمة :وهي القصيدة التي تكون جميع حروفها من الحروف المعجمة
مثــل
شغف شفني بذي ثقة :: نجب شن جيش ذي يزن
قِضت جفني بيقظة ثبتت :: غبَّ بين فبت في غبن
بي شقيق يغيب غيبة ذي :: ضغن بين تجنَّبني
* القصيدة الملمعة : وهي القصيدة التي يكون فيها شطر مكون من الحروف المهملةوالشطر الثاني مكون من الحروف المعجمة مثل
أسمر كالرمح له عامل :: يغضي فيقضي نخب شيق
مسك لماه عاطر ساطع :: في جنة تشفي شج يشنق
أكحل ما مارس كحلا له :: جفن غضيض غنج ضيق
* القصيدة الخيفاء : وهي القصيدة التي يكون فيها كلمة مهملة وآخرى معجمة مثل
ظبية أدماء تُفني الأملا :: خيّبت كل شجى سألا
لا تفي العهد فتشفيني ولا :: تنجز الوعد فنشفي العللا
غضة العود تثنّت مرحا :: بضّة المسّ تجنّت مللا
تقتضي أحكام بغي طالما :: نفذت أحكامها بين المللا
* القصيدة الرقطاء : وهي القصيدة التي تكون فيها حرف مهمل وحرف معجم مثل
ونديم بات عندي :: ليلة منه غليل
خاف من صنع جميل :: قلت لي صبر جميل
قرّة لي ميل قلب :: منك يا غصنا يميل
سيدي رق لذلي :: سيدي عبد ذليل
وإلى الأسبوع القادم بإذن الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته







 
رد مع اقتباس
قديم 12-03-2012, 01:00 AM   رقم المشاركة : 72
معلومات العضو
محمد السيد عبد الفتاح
أقلامي
 
إحصائية العضو







محمد السيد عبد الفتاح غير متصل


افتراضي رد: جاء في يتيمة الدهر

بسم الله الرحمن الرحيم
تصحيحٌ لُغويٌّ
لا يجمع ( مدير ) على ( مدراء ) ؛
ويجمع على ( مديرون )
فهي ليست كـ ( سفير )
*******
مع أرق تحياتي
محمد السيد










 
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 01:33 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط