الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديات الحوارية العامة > منتدى الأدب العام والنقاشات وروائع المنقول

منتدى الأدب العام والنقاشات وروائع المنقول هنا نتحاور في مجالات الأدب ونستضيف مقالاتكم الأدبية، كما نعاود معكم غرس أزاهير الأدباء على اختلاف نتاجهم و عصورهم و أعراقهم .

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-12-2008, 01:43 AM   رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
د. حسين علي محمد
أقلامي
 
إحصائية العضو







د. حسين علي محمد غير متصل


افتراضي رد: أوراق خضراء: مقالات مُختارة

(17) المثقفون يطالبون بتعدد مسئوليات أمين المجلس الأعلي للثقافة

د. حسين علي محمد: الملاحظة السلبية الوحيدة أن د.عصفور كان يمسك كل الخيوط في يده
د.عتمان : تنفيذ توصيات اللجان .. واجب
د.عبدالمطلب : القاهرة عاصمة دائمة .. للثقافة العربية
الحديدي : التقليل من المؤتمرات
حسني سيد لبيب : المزاوجة بين تراثنا .. والغرب

حوار: د. زينب العسال
.............................

بعد أن تولي د.جابر عصفور مسئولية المشروع القومي للترجمة. أصبح علي أبوشادي أميناً عاماً للمجلس الأعلي للثقافة. ولقد كانت الفترة الطويلة التي تولي فيها د.عصفور أمانة المجلس إيجابية في مجموعها. وأثرت الحياة الثقافية بالكثير من الأنشطة والإنجازات المهمة. وفي المرحلة بين مسئولية قيادتين يناقش المثقفون دور المجلس الأعلي للثقافة. ما له. وما عليه. وإمكانات تطويره.
في تقدير د.عبدالمنعم تليمة أن أصحاب الفكر المسئول يسعون دائماً إلي تحديد دور الدولة في المجال الثقافي. حتي تتيسر للناس سبل الاستفادة. وحتي يسهل علي المهتمين المشاركة والمتابعة والمساءلة. ولاشك أن المجلس الأعلي للثقافة أهم أدوات الدولة في أدواء دورها الثقافي. ولاشك كذلك أن تاريخ علي أبوشادي الطويل. في المواقع الثقافية القيادية التي نهض بها. يشهد له. فهو تاريخ يشرف صاحبه. ويجعلنا لانرجو منه. ولا نتمني عليه. وإنما نتوقع منه : صياغة مباديء محددة ومعلنة لعمل المجلس. وضع خطة تفصيلية لأنشطة المجلس شهرياً وسنوياً. جعل الأساس في عمل المجلس في مجال النشر قائماً علي الأصول والأمهات التي لايستطيع الناشر الخاص النهوض بتكلفتها. عقد اتفاقات تؤسس التآخي بين المجلس وكل جهات النشر والتعليم والإعلام والعلم.. كل هذا وما يراه غيرنا إنما يمكن ضبطه بإدارة جديدة في المجلس. يسميها إدارة المتابعة. تكون عضويتها لأهل الاختصاص من المفكرين والعلماء المستقلين. ويكون دستورها التقويم الدائم لعمل المجلس من جهة المسئولية الفكرية والعلمية والأداء الديمقراطي. وضمان حرية التعبير والتفكير والاجتهاد والبحث.
أعباء ثقيلة
ويؤكد الشاعر والناقد الدكتور حسين علي محمد أن المجلس أثناء تولي د.جابر عصفور أمانته العامة قد أدي دوراً يصعب إنكاره. بل إنه في أنشطته المختلفة مثل وزارة ثقافة مصغرة. وأربك هيئات الوزارة الأخري. والمثل نجده في المطبوعات التي يصدرها مقابلاً لما تصدره هيئة الكتاب. والندوات التي تمثل النشاط الثقافي الأهم في كل القضايا. وفي كل ألوان المعرفة الإنسانية. وفي المسابقات التي يتوفر فيها حد معقول من الشفافية والموضوعية إلخ.. ولعل الملاحظة السلبية الوحيدة أن د.عصفور كان يمسك كل الخيوط في يده. ولأن الأعباء ثقيلة فقد كان يكل بعض تخصصاته إلي موظفين لاتعد تلك التخصصات من صميم عملهم. ليكن الأمين العام للمجلس مخططاً ومشرفاً ومتابعاً. علي أن تحدد أعمال الإدارات المختلفة بما يدفع العجلة إلي السير دون تسرع. وبلا إبطاء. لا أتصور مثلاً أن يتولي المشرف علي اللجان مسئولية النشر. ولا أن تقترب مواعيد المؤتمرات والمحاضرات والندوات وتتباعد دون خطة واضحة ومعلنة. علي كل مسئول في إطار النشاط الكلي للمجلس أن يؤدي دوره المحدد. بحيث لا تختلط الأوراق. وينتظم الأداء.
ويري د.أحمد عتمان أن الدكتور جابر عصفور بعث الحياة في المجلس الأعلي للثقافة. وجعله شعلة نشاط متعددة الجوانب. وأصبح الناس يشعرون به. ليس فقط داخل مصر. وإنما علي امتداد الوطن العربي. وصارت لأنشطته أصداء في أنحاء العالم. هناك مؤتمرات عدة رصدت جوائز كبيرة للشعر والرواية. هذا الدور كان له تقديره من الأدباء والمثقفين. فقد استطاع جابر أن يفعل هذا بهؤلاء المثقفين الذين التفوا حوله. أما الأمين الجديد وهو الصديق العزيز فقد سعدت بوجوده في المجلس لعدة أسباب. إنه صاحب تجربة واسعة في مجال العمل الثقافي بعد توليه عدة مناصب في الثقافة الجماهيرية والمصنفات الفنية. إضافة إلي صدقه الفني وصراحته وطموحه. وبالتالي فنحن نأمل أن يسير علي هذا الدرب. ويعمق التجربة. وتكون له سياسة. ونحن واثقون أن طموحاته سيقدرها الجميع. ونشهد له بالأمانة والصدق في كل المواقع التي شغلها. ولن نجد من هو أفضل منه. وأنا واثق أن المثقفين سيلتفون حوله كما التفوا حول جابر عصفور. وهو بخلقه ودماثة أخلاقه قادر علي أن يحتوي كل الأدباء والمثقفين. ولي أمنية أتمناها علي الأمين الجديد. أن يجعل قرارات وتوصيات اللجان قابلة للتنفيذ. بمعني أن يكون هناك ارتباط وثيق بين مناقشات اللجان. وما يجري علي الساحة في مجالات العمل في وزارة الثقافة. وأن يكون للجان الثقافية فيها نتاج ثقافي. فتصدر مجلات. ويكون لها مؤتمراتها الخاصة. كل في مجال تخصصه. كي تقود الحياة الثقافية بالفعل. فمن خلال معايشتي ألحظ أن هناك مناقشات تدور وأفكاراً تطرح. وما يطرح علي الساحة مخالف لذلك تماماً. أرجو أن يتم سد هذه الفجوة.
منجزات
ويطالب د.محمد عبدالمطلب الأمين العام الجديد للمجلس أن يحافظ علي المنجزات التي حققها جابر عصفور. وأن يجعل القاهرة عاصمة دائمة للثقافة العربية. علي أن يقلل بعض الشيء من المهرجانات والمؤتمرات التي تتطلب أموالاً باهظة دون أن يكون لها عائد حقيقي في الثقافة المصرية. وأن تنفق في نواح تساعد علي تنشيط الحركة الثقافية. وتشجع الأدباء والمثقفين. وتيسر وسائل النشر. ونأمل من علي أبوشادي أن يركز علي ارتباط الثقافة المصرية بالثقافة العربية. ويربطها بالثقافة الإنسانية كلها. وأن يعمل علي زيادة المبالغ المخصصة لمجال التفرغ. والمخصصة لمجال نشر الكتاب الأول. وأن يتعاون مع المشروع القومي للترجمة لكي يحقق نهضة ثقافية كاملة.
أما الروائي حسني سيد لبيب فهو يحدد في نقاط ما يراه جديراً باهتمام الأمين العام الجديد للمجلس الأعلي للثقافة : إلقاء الضوء علي الثقافة العربية قديمها وحديثها. مع الاهتمام بنشر الثقافة الغربية. عدم الاكتفاء بنشر كتب لرافد ثقافي معين وإلقاء الضوء علي مؤلفات قيمة في التراث العربي. أو إعادة طباعتها والحرص علي طرح مطبوعات المجلس بسعر يتناسب مع كل القدرات. الاهتمام بنشر الموسوعات والمعاجم وتشجيع الكتاب بشراء نسخ من مؤلفاتهم ورعاية المواهب الأدبية الشابة والعمل علي نشر مؤلفاتهم وإصدار مجلة شهرية تكون منفذا جديداً للنشر وألا يكون نشر شعر العامية بديلاً لشعر الفصحي وأن تصدر لجنة القصة سرداً زمنياً للرواية المصرية. يتضمن اسم الرواية ومؤلفها وسنة الصدور ودار النشر وملخص للرواية.
ويذهب الروائي والمترجم محمد الحديدي إلي أن وظيفة المجلس الأعلي للثقافة يجب أن تكون معنوية أكثر منها مادية. أي ينشر الوعي بالأدب والفنون للإنسان العادي. أما بالنسبة للجان فإن لها في الأغلب أهدافها وأغراضها وعلي الأمين العام أن يقلص الجانب المادي. وينظم المؤتمرات لأغراض محددة. ويكون المؤتمر كالمنتدي لكل الأدباء والفنانين. لقد دخلت الدولة في الستينيات بثقلها في كل شيء. ولأن الحكومة لها حدودها. فقد أفسدت أشياء كثيرة. ولعلي أتمني عودة عصر الحكيم والمازني. حيث المبدع لايهمه أن يكسب مما يتم بيعه من كتبه. لا أريد أن تتدخل الدولة. والحكومة الآن تتجه إلي الخصخصة. فنحن نعود لاقتصاديات السوق. ونريد أن تحيا الفنون والآداب علي رجلين. دون تدخل من مؤسسات الدولة.
....................
*المساء الأسبوعية ـ في 31/3/2007م ـ







 
رد مع اقتباس
قديم 18-12-2008, 01:44 AM   رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
د. حسين علي محمد
أقلامي
 
إحصائية العضو







د. حسين علي محمد غير متصل


افتراضي رد: أوراق خضراء: مقالات مُختارة

( 18 ) ذكريات يوسف إدريس

بقلم: د. جابر عصفور
...........................

أذكر جيدا أن أمل دنقل هو الذي عرفني بيوسف إدريس‏,‏ وكان يصحبني مع عبلة الرويني طبعا إلي لقائه‏,‏ والعشاء معه في أماكن كثيرة وكان أمل شديد العرفان لما فعله يوسف إدريس‏,‏ عندما كتب عنه‏,‏ وهو علي فراش المرض‏,‏ مقالا أقام الدنيا ولم يقعدها‏,‏ وكان السبب في احتفاء الدولة بالمريض أمل دنقل‏,‏ واهتمام أغلب المثقفين العرب الذين لم يبخلوا بالرعاية وكل أشكال الدعم لأمل في مرضه الذي انتهي بموته‏,‏ لكن بعد أن انتزع من الموت القصائد البديعة التي جمعتها عبلة‏,‏ وقمت بتقديمها والإشراف علي طبعها كي تكون جاهزة في اليوم الأربعين من وفاته‏,‏ وأطلقنا عليها اسم أوراق الغرفة‏,‏ وهي الغرفة التي كان يشغلها أمل في معهد السرطان‏,‏ ولا أزال أذكر حفل التأبين الذي أقامه الأصدقاء لأمل في حزب التجمع‏,‏ والذي ألقي فيه يوسف إدريس كلمة بديعة في رثاء أمل‏,‏ للأسف لا أعرف مصيرها‏,‏ وأين انتهي مصير الأوراق التي تضمها وما بين تعريف أمل لي بيوسف إدريس ووفاته صرنا نلتقي كثيرا‏,‏ وما أكثر ما كنا نسهر في منزلنا‏,‏ ويمتد الحوار إلي الصباح‏,‏ فقد كنا جميعا أولاد ليل‏,‏ نؤمن بما قاله الخيام‏:‏
فما أطال النوم عمرا ولا قصر في الأعمار طول السهر
ومضت الأيام‏,‏ ونحن نلتقي أكثر من مرة في الأسبوع وكنت مفتونا في ذلك الوقت باكتشاف أدب أمريكا اللاتينية‏,‏ خصوصا ما أطلق عليه النقاد اسم الواقعية السحري وما أكثر ما حدثت يوسف إدريس عن رائعة ماركيز مائة عام من العزلة وكنت قرأت ترجمتها الإنجليزية قبل ترجمتها إلي العربية عن الفرنسية فيما أذكر وقد ألححت علي زميلي سليمان العطار أن يترجمها عن الإسبانية لغة الأصل‏,‏ وقد فعل لكن بعد مسارعة مترجمي الشام إلي ترجمتها وإذاعتها ولا تزال نسختي الخاصة عند زميلي سليمان العطار الذي أرجو ألا يكون قد أضاعها‏,‏ فقد كانت لي تعليقات علي هوامشها وأعتقد أن قراءة يوسف إدريس لرواية مائة عام من العزلة وما يماثلها من الروايات هي التي جعلته يلتفت‏,‏ إبداعيا‏,‏ إلي إمكان قيام علاقة خاصة حميمة بين النبات أو الشجر والبشر علي نحو ما هو موجود في بعض مجموعاته الأخيرة
وكنت في ذلك الوقت أشغل منصب نائب رئيس تحرير مجلة فصول مجلة النقد الأدبي الفصلية التي كان يشرف عليها عز الدين إسماعيل‏,‏ عليه رحمة الله‏,‏ وقد تولي رئاسة هيئة الكتاب بعد وفاة صلاح عبد الصبور وقرر إسناد رئاسة تحرير مجلة إبداع الجديدة إلي أستاذنا عبدالقادر القط الذي طلب معونتي في أن يدعم يوسف إدريس المجلة بقصصه‏,‏ وقد استجاب يوسف بأريحية إلي ما طلبته منه‏,‏ ونشرت القصة الأولي في ابداع وظل الأمر علي هذا النحو إلي أن زارني الدكتور عبدالقادر مذعورا‏,‏ طالبا أن أقرأ ما كتب يوسف إدريس وكانت قصة ساخرة عن طبيب صنع نظارة لحمار‏,‏ وكيف تغير حال الحمار بعد النظارة‏,‏ وتمضي القصة في تفاصيل جسورة عن انعاظ الحمار بعد أن شاهد حمارة وأخبرني عبدالقادر القط أن يوسف إدريس رفض حذف الأجزاء الجنسية الصارخة‏,‏ وأنهما قررا الاحتكام إلي‏,‏ فقرأت القصة‏,‏ وحذفت منها ما رأيته مستحيل النشر وقبل يوسف بما فعلت وقد فوجئت فيما بعد أن القصة نشرت كما تركتها وحذفته منها‏,‏ وأن يوسف استحسن ما فعلته بها وفي هذه الأعوام قررنا أن نصدر عددا خاصا من فصول عن القصة القصيرة وكان لابد ألا نتجاهل يوسف الذي هو أبرز كتابها وأكثرهم إبداعا‏,‏ فسألته عمن يقترحه للكتابة عنه‏,‏ فإذا به ينفعل قائلا وهل هناك مبدع غيري في القصة القصيرة‏,‏ لو كنت منك لجعلت العدد كله عن قصص يوسف إدريس القصيرة‏,‏ وظللت أجامله وأقنعه بوجود أكثر من دراسة عنه إلي أن وافق علي مضض وقمت باختيار باحثين يكتبان عنه‏,‏ بحيث تكون المساحة البحثية المعطاة له أكثر من غيره‏,‏ لعله يرضي وجاءت المفارقة أن من رجوت منهما الكتابة عنه لم يكتبوا واكتشفت‏,‏ والعدد في المطبعة‏,‏ أنه لا توجد مقالة واحدة عنه‏,‏ وكنت أعرف أن وقع ذلك سيكون شديدا عليه‏,‏ فقررت اللجوء إلي كتاب حديث عنه كتبه كيربرشويك باللغة الإنجليزية‏,‏ وأحسبه أطروحة جامعية‏,‏ وكنت حديث عهد بقراءة الكتاب الذي اشتريته لحسن الحظ‏,‏ وقررت ترجمة ثلاثة فصول‏,‏ يترجم الأول منها الصديق سامي خشبة‏,‏ والثاني اعتدال عثمان‏,‏ والثالث أتولاه أنا واشتغلنا جميعا ليل نهار لإنجاز الترجمة التي أعجب بها عز الدين إسماعيل‏,‏ ولكنه قرر حذف المقال الخاص بالجنس تحرجا وصدر العدد وفيه مقالان فصلان عن إبداع يوسف إدريس الذي رضي بالكاد‏,‏ فقد كان يري أنه يستحق عددا كاملا وأظنه‏,‏ الآن‏,‏ علي حق في ذلك
ومرت الأيام‏,‏ وفاجأنا السادات بفصل كل المعارضين لكامب ديفيد من الجامعة‏,‏ وكنت واحدا منهم‏,‏ فجلست في المنزل لأتدبر أمري بعد أن استلمت عملي في الهيئة العامة للتأمينات والمعاشات وقد تنكر لي الكثير ممن كنت أظنهم أصدقائي‏,‏ مؤكدين ما حذرني منه أمل دنقل‏,‏ وما أسماه الخسة الإنسانية وقد حرص يوسف إدريس علي رعايتي والاقتراب مني عائليا ومعنويا وما أكثر ما كنت أراه مصطحبا زوجه الفاضلة للسهر في بيتي ومعه من ظل علي وفائه للصداقة‏,‏ وبالطبع أولهما عبلة الرويني وأمل دنقل وما أكثر ما قضينا الليالي في الغناء والضحك والسخرية من القرار الذي اتهمنا بأننا أسهمنا في إثارة الفتنة الطائفية فتصور؟ ولم يكن يوسف إدريس يفاجئني في النهار عندما كان يطلبني لأذهب إليه في الأهرام‏,‏ كي نتغدي معا‏,‏ كأنه كان حريصا علي إعلان صداقته لي حتي في هذا الوقت الذي كنت أري فيه من يشيحون عني بوجوههم‏,‏ إذا التقينا في مكان عام‏,‏ كما لو كانوا يخشون أن يحسب عليهم حتي السلام علي من هو في حالي أما يوسف إدريس فكان نموذجا للرجل الشهم المخلص لأصدقائه إلي آخر مدي‏,‏ ولذلك أحببناه حبا خاصا‏,‏ وأوسعنا له مكانة لا تعلوها مكانة في قلوبنا رحمه الله‏.‏
.................... ..................
*الأهرام ـ في 16/6/2008م







 
رد مع اقتباس
قديم 18-12-2008, 01:45 AM   رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
د. حسين علي محمد
أقلامي
 
إحصائية العضو







د. حسين علي محمد غير متصل


افتراضي رد: أوراق خضراء: مقالات مُختارة

(19) مع الطير

لأحمد أمين
...............

من نعم الله عليِّ أن غنيت حديقتي الصغيرة هذه الأيّام بالطيور، فهذه شجرة ـ لا أدري السرَّ فيها ـ جذبت العصافير الكثيرة إليها، فهي في حركة دائمة حولها وفيها.
هي أحبُّ الحيوان إليَّ وأقربه إلى قلبي، وهي تقوم في عالم الحيوان مقام الأديب والفنان في عالم الإنسان، جمال في شكلها، جمال في هندامها، جمال في غنائها، مرح في حياتها، ظرافة في بناء عشها، حنان في حبها لأولادها.
**
أبرز شيء فيها عواطفها، فهي تُغني استجابة لعاطفة، وتمرح لعاطفة، وتتحبّب لجنسها وأولادها لعاطفة. وبحق علّمت الإنسان، فما يجد الطائر فرصة للفرار حتى يهرب، ولو كان قفصه من ذهب، وحبه أغلى حب، وشرابه ماء الورد، ضنا بحريته أن تُباع بأيِّ ثمن، وأن تسترق بأيِّ جزاء، وحافظ على حريته من مبدئه إلى منتهاه، لا كالإنسان الأبله يرضى بالقيود، ثم يبذلُ في فكِّها الجهود.
**
حلوة الغناء، تُغني حبا، وتغني سروراً ومرحاً، تغني سروراً في موسم الوصال، وتُغني أسىً وضنى وحزناً يومَ الفراق، وكم وددتُ أن يُسجَّل صوت الطيور على اسطوانات أو على شريط الرّاديو حتى أُكرِّرها على سمعي كلما شئتُ، فهي أفعلُ في نفسي من كثير من أغاني الإنسان، ولكن ـ لا ـ لستُ أريد حبسها ولا حبس أصواتها، فلتكن حرة في كل شيء لها، ولو حرمت الاستمتاع بها وبأصواتها.
إنَّ موسيقاها متنوعة تنوع نغمات البيان، علوا وانخفاضاً، ورقة وغلظاً، وقوةً وضعفا، تغني إذا هاجت عواطفها ليلاً ونهاراً، وما أحلاها وهي تُغني فتقفز من شجرة إلى شجرة، ومن سطح إلى سطح، مندفعة في طيرانها بشكل كله خفة ورشاقة! لقد حُرمنا دقة الملاحظة فحسبنا أنَّ كل أصواتها سواء، وأن غناء كل نوع منها متشابه، ولكن ما أبعد هذا عن الحق، فهي تغني مناغاة للحب، وتغني محذرة من خطر، وتغني سروراً بحياة الربيع، وتغني دعوةً إلى الرحيل، وتغني حزناً على فقد حبيب، فما أكثر أغانيها، وما أغبانا من فهمها!
**
لتمنيتُ أن تكون الطيورُ كالأزهار، آنَسَ بها وتأنسُ بي، وأكونُ بجوارِها وتألفُ جواري، ولكنها سيئةُ الظنِّ بالإنسان جدا، ولعلَّها وحدها التي عرفت حقيقة الإنسان فهربت منه، وأبتْ أن يكون بينها وبينه رابطة، تحوم حوله في حذر وتمس أرضه في وجل، وتفضِّلُ حياتها القليلة ـ تتعبُ في البحث عنها ـ على القرب منه، وإن كان معه شبعها وريها، أنفة منه وكراهية له، وضنا بحريتها وطلاقتها.
**
من عظمة الطير أن الإنسان سهل عليه أن يُدرك مزايا الحيوان، فيقلدها وينتفع بتقليدها: تعلَّم من الأسد شجاعته، ومن القرد كياسته، ومن الحرباء تلوُّنها، ومن الذئاب خداعها، ومن الثعالب روغانها، ومن النحل مهارتها في صناعتها، ومن النمل جده وادخاره … إلخ. ولكن مرّت آلاف السنين، وهو يعجب من الطير كيف يطير، وحاول تقليده فلم ينجح، وأخيراً جدّ بعد أن شاب الزمن اهتدى إلى سرِّ طيرانه فطار، وليته لم يطِرْ، فقد عاش الطير منذ خلق وهو يطير من ظلم الإنسان، ولا يظلمُ الإنسانَ، ويطيرُ جمالاً ولا يطيرُ قبحاً، ويطير سروراً إلى عشه، وحنيناً إلى إلفِه، وطلباً في رزقه، فلمّا طار الإنسان لوّن طيرانه بشرِّه، فخرَّب ودَمَّر، وسفكَ وأهلَكَ، وكرَّهَ إليْنا السماءَ والقمرَ، وطأطأ رؤوسنا ممّا لزمنا من عار وخجل! فيا لله للإنسان!







 
رد مع اقتباس
قديم 18-12-2008, 01:46 AM   رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
د. حسين علي محمد
أقلامي
 
إحصائية العضو







د. حسين علي محمد غير متصل


افتراضي رد: أوراق خضراء: مقالات مُختارة

(20) الشاعر الكبير‏..‏ والشاعر الحقيقي

بقلم: أحمد عبدالمعطي حجازي
........................................

كنت أفضل أن أنتظر بعض الوقت لأكتب عن محمود درويش بعد أن تكون صدمة الرحيل المفاجئ قد خفت والشعور الثقيل بالفقد قد انقشع قليلا‏,‏ ليفتح المجال أمامنا للحديث عن الشعر الذي لابد أن يبقي بعد رحيل الشاعر‏,‏ لكني لم أجد الانتظار لائقا‏,‏ فمحمود درويش لم يكن مجرد شاعر أقرأه في دواوينه‏,‏ وإنما كان أيضا صديقا عزيزا ربطتني به حياة عريضة عشناها بأحداثها الكبري وتفاصيلها الصغيرة بين القاهرة‏,‏ وبيروت‏,‏ وباريس التي طالت إقامتنا فيها‏.‏
واذا كنت قد عرفت محمود درويش كإنسان عن قرب فقد عرفته أيضا عن قرب كشاعر‏,‏ لقد ظهرت في الخمسينيات‏,‏ كما يعرف الجميع‏,‏ من القرن الماضي قبل أن يظهر هو ببضع سنوات فمن الطبيعي أن يصل اليه شعري قبل أن يصل الي شعره‏,‏ خاصة وأنا أنتمي لجيل متمرد خرج في مصر والعراق ولبنان علي تقاليد الشعر الموروثة‏,‏ وأنشأ في الشعر العربي حركة جديدة تبنتها الأجيال التالية واعتنقت مبادئها وتابعت روادها‏.‏ حتي اذا ظهر هو في الستينيات مع غيره من أبناء جيله في مختلف الأقطار العربية ومع الشعراء الفلسطينيين الذين قدمهم لنا الشاعر يوسف الخطيب في مختاراته شعراء الأرض المحتلة قرأناه كما قرأنا سميح القاسم‏,‏ وتوفيق زياد‏,‏ وسالم جبران‏.‏ وكما قرأنا أمل دنقل‏,‏ وممدوح عدوان‏,‏ ومحمد علي شمس الدين‏,‏ وعبدالعزيز المقالح‏,‏ وسواهم‏.‏
كان ظهور هؤلاء الشعراء تصديقا لرهاناتنا الفنية من جانب‏,‏ فحركة التجديد التي شن عليها الشعراء والنقاد المحافظون حربا متصلة أصبحت هي مستقبل الشعر ولم تعد محصورة في روادها وإنما تجاوزتهم لتتحقق في الأجيال التالية التي انضمت لها وأضافت اليها‏.‏ وكان ظهور الفلسطينيين بالذات من جانب آخر تحقيقا لأملنا في أن يبقي في فلسطين المحتلة ما يذكر العالم بعروبتها‏,‏ ويشهد بحق الفلسطينيين في استرداد ما فقدوه‏,‏ الشعر هنا لم يكن مجرد جمال فني أو كمال روحي‏,‏ وإنما كان شهادة للتاريخ‏,‏ وبرهانا ساطعا علي وجود لا يموت ولايزول‏,‏ وعندما ظهرت قصيدة محمود درويش الشهيرة سجل أنا عربي هلل لها الناس واحتفوا بها‏,‏ رغم لغتها البسيطة ولهجتها المباشرة لأنها قالت في الوقت الذي ظهرت فيه ما كنا في حاجة لأن نقوله‏.‏
هذه الوظيفة الحيوية للشعر تمثلها محمود درويش كما تمثلناها‏.‏ وكانت واضحة له كما كانت واضحة لنا‏,‏ فعندما قرر أن يرحل عن الأرض المحتلة ويقيم في الخارج اختار القاهرة‏,‏ لأنها كانت في ذلك الوقت ـ أوائل سبعينيات القرن الماضي ـ هي المكان الذي يستطيع فيه الحالمون بالثورة أن يجدوا أنفسهم وأن يجدوا من يحتضنونهم‏.‏
بعد ذلك بسنوات قليلة قررت أن أترك القاهرة لأقيم في باريس‏,‏ وقرر محمود درويش أن يترك تونس بعد أن ترك القاهرة وبيروت ليقيم في باريس التي استضافتنا معا بضع سنوات‏.‏
ثم كان لقاؤنا الأخير في الملتقي الأول للشعر العربي الذي عقده المجلس الأعلي للثقافة في العام الماضي‏,‏ وبين الستينيات الأولي التي ظهر فيها محمود درويش والسنوات الأخيرة التي سبقت رحيله أصبح محمود درويش ملء السمع والبصر‏,‏ لقد أخلص للشعر أكثر مما أخلص لحياته ذاتها‏,‏ ودخل فيه أطوارا عدة أوصلته في هذا الفن لاكتشافات لم يوفق لها إلا القليلون‏.‏
‏***‏
نستطيع إذن أن نقول مع القائلين إن محمود درويش شاعر كبير لكني أفضل أن أقول عنه وعن أي شاعر مثله إنه شاعر حقيقي‏.‏ أولا لأن الصفة الأولي ابتذلت جدا وأصبحت تطلق علي واحد يستحق ومائة لا يستحقون‏,‏ ثم لأن الاستعمال المجاني لهذه الصفة جعل المقصود بها غائما غير واضح‏,‏ فهي مجاملة أكثر منها إقرارا بحق‏.‏
وربما اختلطت فيها الاعتبارات الفنية باعتبارات أخري سياسة أو اجتماعية‏,‏ علي حين ينصرف الكلام عن الشاعر الحقيقي للشعر وحده‏,‏ وحين ينصرف الكلام للشعر نبحث عن وجه الحق فيه بصرف النظر عن شهرة صاحبه أو عدم شهرته‏,‏ عن مواقفه السياسية التي نتفق معها أو نختلف‏,‏ وعن المكان الذي يحتله الشاعر في المجتمع‏,‏ والعمل الذي يمارسه في الحياة‏,‏ والعلاقة التي تربطه بنا‏.‏
هكذا يكون البحث عن الشعر الحقيقي طريقا الي النقد الحقيقي الذي ينقلنا من الاستجابات العاطفية الساذجة التي يندفع لها البعض ويستغلها البعض الآخر الي معرفة واثقة تساعدنا علي أن نقرأ الشعر قراءة صحيحة نتذوقه فيها ونفهمه‏,‏ ونميز بين مواطن القوة فيه ومواطن الضعف‏,‏ ونكشف عن مفردات تأليفه وتشكيله‏,‏ ونتمثل الدور الذي لعبته الذكري فيه والحلم‏,‏ وما أدركه الشاعر بحواسه وما أدركه بحدسه وخياله‏.‏
ولقد قرأت فيما قيل عن محمود درويش بمناسبة رحيله مبالغات ترفع في الظاهر من قدره وتحط من قدر الشعر‏,‏ حين يتحدث بعضهم عما تفرد به محمود درويش ويبالغ في ذلك الي الحد الذي يبدو فيه وكأن محمود درويش لا يدين لشاعر ممن سبقوه بشيء‏,‏ وكأنه لم يكتب قصيدة ضعيفة‏,‏ وكأنه لم يترك لغيره من الشعراء الأحياء فضيلة من الفضائل التي اجتمعت له وحده ولم يفز واحد منهم بواحدة منها ـ حين نقرأ هذه المبالغات نقول اذن فقد مات الشعر بموته ورحل برحيله‏.‏ حين نقرأ هذه المبالغات التي تنفي الشعر لترفع من قدر الشاعر‏,‏ نخرج منها وقد فقدنا الإيمان بالشعر والشاعر والنقد والناقد‏.‏
ولا شك أن محمود درويش يتفرد بلهجة شعرية وصل اليها بعد عمل متواصل وقدمها كتجربة لم يزعم لها الكمال‏,‏ بل كان جديرا أن يعيد النظر فيها لو امتد به العمر‏,‏ ففيها أكتشافات حقيقية‏,‏ وفيها تجارب واختبارات‏.‏
إلا أن ما يشترك فيه محمود درويش مع غيره من الشعراء أكثر بكثير مما يمتاز به دونهم‏,‏ فضلا عن أن امتيازه ليس نابعا من ذات مغلقة علي نفسها‏,‏ وإنما هو نابع من امتياز اللغة التي كتب بها‏,‏ وناتج عن اتصاله بغيره وحواره مع الشعراء الآخرين‏.‏
غير أن معالجة هذه المسائل في الشعر تحتاج لثقافة وذوق وخبرة لم تعد للأسف متاحة للكثيرين الذين يهرفون الآن في الشعر بما لا يعرفون‏,‏ ويبالغون حتي نصدقهم‏,‏ ويقيسون الشاعر بحجمه لا بقيمته‏,‏ ويحلفون حتي لا نطالبهم بشرح أو تفسير‏.!‏
...................................
*الأهرام ـ في 13/8/2008م.







 
رد مع اقتباس
قديم 18-12-2008, 01:47 AM   رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
د. حسين علي محمد
أقلامي
 
إحصائية العضو







د. حسين علي محمد غير متصل


افتراضي رد: أوراق خضراء: مقالات مُختارة

( 21) أحمد فضل شبلول وذاكرة الإسكندرية

بقلم‏:‏ فاروق شوشة‏
.............................

أكتب عنه لأهنئه بجائزة الدولة في شعر الأطفال‏,‏ الشاعر والمبدع السكندري أحمد فضل شبلول‏,‏ ذاكرة الإسكندرية‏,‏ ومؤرخها اليقظ‏,‏ وروحها التي تحمل عطرها إلي كل مكان في مصر وفي خارج مصر‏.‏
وأكتب عنه لأهنئه بجائزة لم يتقدم لها‏,‏ فهو في حقيقته أكبر منها‏,‏ وأعتقد أنها تأخرت عليه في زحام الصراع علي الجوائز والتدافع بالمناكب‏.‏ لكن اللجنة المسئولة عن جائزة شعر الأطفال لم تجد في الأعمال التي تقدم بها أصحابها ما يرقي إلي مستوي الجائزة‏,‏ فاستعملت حقها القانوني في ترشيح ما تراه مناسبا‏,‏ فكانت المجموعة الشعرية لأحمد فضل شبلول بمثابة النهاية الموفقة‏,‏ والعمل الذي اتفق الجميع علي اختياره وترشيحه للجائزة‏.‏
وأكتب عنه لأهنئه بسجله العصامي‏,‏ ورحلته الصعبة مع كل من الحياة والإبداع‏..‏ فبعد حصوله علي بكالوريوس التجارة عمل مديرا للنشر بشركة إعلامية سعودية‏,‏ ومصححا في مطابع جامعة الملك سعود بالرياض‏,‏ لكنه لم يضع وقته‏,‏ وكانت دراسته للكمبيوتر نقلة نوعية في ثقافته واهتماماته‏,‏ وانعطافة مهمة نحو لون من الكتابة الشعرية لا يكتبه غيره‏,‏ يمزج فيه بين معطيات الآلة والوجدان الإنساني‏,‏ بين لغة الأرقام وفضاء الكلمات‏,‏ بين العلم والتكنولوجيا ومغامرة الإبداع‏..‏ وكان من نتائج هذه الدراسة نجاحه في إصدار أول معجم عن شعراء الطفولة في الوطن العربي‏,‏ بالإضافة إلي دواوينه المتتابعة التي ضمنت له موقعه في الخريطة الأدبية والشعرية للإسكندرية‏,‏ ومن أبرزها‏:‏ مسافر إلي الله‏,‏ ويضيع البحر‏,‏ والإسكندرية المهاجرة‏.‏
وأكتب عنه لأهنئه بروحه الشفيفة ونفسه الصافية‏,‏ هو الذي عاني المرارات وتنكر الرفاق في مصر وفي خارج مصر‏,‏ ومازلت أتذكر رسائله الباكية التي بعث بها من خارج الوطن حين وجد ناقدا وأستاذا مصريا بارزا‏,‏ معارا إلي البلد الذي يعمل فيه ـ وهو يشيع عنه في كتابته وأحاديثه أن شعره يتضمن خروجا علي المقدسات والحرمات‏,‏ وهو يعلم أنه بهذا التفسير المغرض يعرضه إلي قطع رزقه‏,‏ فضلا عن تعرضه لمصير لا يعلمه إلا الله‏..‏ ونسي هذا الأستاذ أنه كان يباهي بأنه من رموز التنوير والنقد الجديد‏,‏ لكنه تكشف عن صغار في القدر واتضاع في القيمة‏,‏ ونجا أحمد فضل شبلول من كيده ودسه وتآمره‏,‏ ووضع كل همه في الكمبيوتر‏:‏ الكمبيوتر الصديق خانني‏/‏ لأنني لم أعطه الإشارة‏/‏ ولم أبدل الحروف بالرقم‏/‏ ولم أبرمج المشاعر‏/‏ وأطلق الأوامر‏.‏ الكمبيوتر الذي علمته الحنان والأمان خانني‏/‏ لأنني أدخلت في اللغات والشرائح الممغنطة‏/‏ عواطف الأزهار والأشجار والأنهار‏/‏ وقصة العيون ساعة السحر‏/‏ ورقصة الأغصان والأحلام والمطر‏/‏ أدخلت واسترجعت بسمة العيون‏/‏ إشراقة الحنين‏/‏ نداء هذه لبحار‏/‏ الكمبيوتر المحار‏/‏ علمته الأسرار‏/‏ فخانني ولم يعد يحار‏!‏
الكمبيوتر الصديق‏!..‏ آه من الحديد عندما يخون‏/‏ آه من الأزرار واللوحات والأرقام‏/‏ أطلقت في السوالب الهامدة‏/‏ شعاع كهرباء‏/‏ علمتها البكاء‏/‏ علمتها الفرح‏/‏ رافقتها للبحر والرمال والضياء‏/‏ جعلتها تصادق النوارس المهاجرة‏/‏ وتطلق العنان للأفكار‏/‏ تحب وقتما تريد‏/‏ وتلعب‏/‏ تكهرب القلوب وقتما تشاء‏/‏ وتذهب‏/‏ تحاور العقول والأشياء‏/‏ وتغضب‏/‏ منحتها لسرور والغضب‏/‏ سألتها تخزين كل لحظة تمر بالشموس والنفوس‏/‏ تسجيل أجمل الثواني‏/‏ وأفخم المعاني‏/‏ وأروع الأغاني‏/‏ فعاتبت‏.‏
وإذا كان الكمبيوتر الصديق قد خانك أيها الشاعر والإنسان المرهف‏,‏ فلا تستغرب أن يخونك من تزيا بزي النقاد والأساتذة‏,‏ وحاول بإيذائك أن يكون خادما مطيعا للأسياد‏..‏ ومبروك يا أحمد‏
...................................
*الأهرام ـ في 20/7/2008م.







 
رد مع اقتباس
قديم 18-12-2008, 01:49 AM   رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
د. حسين علي محمد
أقلامي
 
إحصائية العضو







د. حسين علي محمد غير متصل


افتراضي رد: أوراق خضراء: مقالات مُختارة

(22) صفقة تطهير الذاكرة

بقلم‏:‏ فهمـي هـويـــدي
.......................

(1)‏
عملية إطلاق سراح الأسري لدي إسرائيل شهادة أعادتنا إلي زمن البراءة والكبرياء‏,‏ وذكرتنا بما نستطيع أن نفعله‏.‏ بقدر ما أن المطالبة باعتقال الرئيس السوداني شهادة ردتنا إلي زمن الانكسار‏,‏ ونبهتنا إلي ما يمكن أن يفعل بنا‏.‏
لا أعرف أي قدر من الدهشة يمكن أن يعتري شباب جيل هذا الزمان حين يطالعون قصص بطولات العائدين‏,‏ ويتعرفون علي هوياتهم‏.‏ أحدهم كان سمير القنطار اللبناني الدرزي الذي انخرط في جبهة التحرير قبل ثلاثين عاما‏,‏ وبدأ نضاله وهو في سن السادسة عشرة‏,‏ إذ نجح مع ثلاثة آخرين في الدخول إلي إسرائيل عن طريق البحر في عام‏1979,‏ واستطاعوا الوصول إلي مستوطنة نهاريا‏,‏ وكان هدف خطتهم هو اختطاف رهائن من الجيش الإسرائيلي لمبادلتهم بالأسري العرب‏,‏ فاشتبكوا مع سيارة للشرطة وقتلوا اثنين من جنودها‏,‏ ثم اقتحموا منزلا واختطفوا رجلا وابنته ليحتموا بهما في تقدمهم‏,‏
لكن الشرطة لاحقتهم وأمطرتهم بوابل من النيران فقتلوا اثنين من الفدائيين‏,‏ واضطر القنطار إلي قتل الرجل وابنته‏,‏ وفي هذه العملية التي صدمت الإسرائيليين ألقي القبض علي القنطار‏,‏ وقرروا الانتقام منه‏,‏ فصلبوه وعذبوه‏,‏ وأصدروا ضده أحكاما بالسجن لمدة‏542‏ عاما‏,‏ ورفضوا أي حديث عن مبادلته تحت أي ظرف‏,‏ حتي اعتبر إطلاق سراحه خطا أحمر‏,‏ وتداول السياسيون والإعلاميون منذ ذلك الوقت عبارة تقول‏:‏ إن إسرائيل لن تلد المسئول الذي سيفرج عنه‏.‏
في أحد التوابيت التي تمت مبادلتها رقد رفات دلال المغربي‏,‏ الفلسطينية ابنة العشرين عاما‏,‏ التي خرجت من أحد المخيمات المقامة في لبنان‏,‏ واختارتها حركة فتح لتكون في قيادة مجموعة ضمت‏13‏ شخصا كلفت في عام‏1978,‏ قبل شهر من عملية سمير القنطار‏,‏ بتنفيذ عملية جريئة‏,‏ استهدفت الاستيلاء علي مقر الكنيست في تل أبيب‏,‏ واحتجاز من فيه رهائن لمبادلتهم بالأسري العرب‏.‏ من البحر جاءوا في قوارب مطاطية أنزلتهم علي شاطئ يافا القريبة من تل أبيب‏,‏ ووصلوا قبل طلوع الشمس إلي الطريق العام‏,‏
حيث نجحوا في إيقاف حافلة ضمت‏30‏ إسرائيليا وأجبروا قائدها علي التوجه إلي تل أبيب‏,‏ وفي الطريق صادفتهم حافلة أخري فأوقفوها وأنزلوا ركابها وضموهم إلي الرهائن المذهولين الذين معهم‏,‏ أبلغت دلال المغربي الجميع بأنهم لا يريدون قتل أحد منهم‏,‏ لكنهم يريدون مبادلتهم مع زملائهم الذين تحتجزهم الحكومة الإسرائيلية‏,‏ وأخرجت من حقيبتها علم فلسطين وقبلته‏,‏ وعلقته في مقدمة الحافلة‏.‏ لاحقتهم قوات الجيش ووضعت الحواجز في طريقهم‏,‏ لكنهم نجحوا في اجتيازها‏,‏ وإلي أن واجهتهم المدرعات الإسرائيلية التي قصفت السيارة وأمطرت عجلاتها بالرصاص‏,‏ ودارت معركة عنيفة أسفرت عن مقتل‏30‏ إسرائيليا وجرح‏30‏ آخرين‏,‏ أما المجموعة الفدائية فقد قتل جميع أفرادها بمن فيهم دلال‏,‏ باستثناء اثنين أحدهما هرب‏,‏ والثاني سقط جريحا‏.‏
‏(2)‏
كل قادم من إسرائيل في عملية التبادل‏,‏ سواء كان حيا أو في تابوت خشبي‏,‏ وراءه قصة أقرب إلي الأسطورة‏,‏ ولم تكن الوقائع وحدها المدهشة في ذلك الزمن‏,‏ الذي يبدو الآن سحيقا وموغلا في القدم‏,‏ وإنما كان المناخ مدهشا بدوره‏,‏ فقد كانت المقاومة قيمة عليا توافق عليها العالم العربي بأنظمته وشعوبه‏(‏ لا تنس أن أحد قادة السلطة الفلسطينية وصف قبل عامين عملية فدائية في إسرائيل بأنها محاولة حقيرة‏!),‏ وكان المقاومون أبطالا يشار إليهم بالبنان‏,‏ والانخراط في صفهم أمل يهفو إليه الشباب العربي في كل مكان‏.‏ أيضا كان العدو واضحا‏,‏ ولا مكان للاختلاف حوله‏,‏ وفي مواجهته كان الإجماع منعقدا علي مستوي القطر والأمة‏,‏ وبطبيعة الحال فإن الصف الفلسطيني كان واحدا برغم تعدد فصائله‏.‏
مجموعة سمير القنطار الدرزي اللبناني لم تذكر الهوية الدينية أو القطرية لأي منهم‏,‏ أما مجموعة دلال المغربي فقد ضمت فلسطينيين ولبنانيين واثنين من اليمنيين‏,‏ وجميعهم كانوا دون العشرين من العمر‏.‏
لم يتم حتي كتابة هذه السطور التحقق من أصحاب الرفات الذي تم تسلمه من الإسرائيليين‏(‏ أكثر من‏190‏ جثة عربية سلمت‏),‏ لكن الثابت أن القائمة التي قدمها حزب الله إلي الإسرائيليين تضمنت أسماء شهداء يمثلون كل ألوان الطيف اللبناني‏,‏ الشيعة‏,‏ والسنة‏,‏ والأكراد‏,‏ والدروز‏,‏ وأعضاء سابقين في جبهة التحرير الفلسطينية وغيرها من الفصائل الفلسطينية‏,‏ والحزب الشيوعي القومي السوري‏.‏
لم يكن المناخ العربي وحده المواتي لمساندة المقاومة والتعويل عليها‏,‏ وإنما كان الظرف الدولي عنصرا مساعدا علي تبني ذلك الموقف‏.‏ كان الاتحاد السوفيتي سندا قويا للأمة العربية في مواجهتها مع إسرائيل‏,‏ فضلا عن أن العرب كان لهم أصدقاؤهم الذين ساندوهم‏,‏ وأخص بالذكر هنا الصين والهند وبقية دول عدم الانحياز‏.‏
مشهد تبادل الأسري عند رأس الناقورة في لبنان يعيد إلي أذهاننا كل ذلك الشريط‏,‏ علي نحو يحيي في ذاكرة الأمة صفحات من تاريخها القريب‏,‏ بعضها كاد يطويه النسيان‏,‏ وبعضها تعرض للمسخ والتشويه‏,‏ فضلا عن ذلك فإنه يثير أسئلة عدة تتعلق بتفسير الموقف الإسرائيلي الذي ذهب إلي حد تجاوز خطوطه الحمراء‏.‏
‏(3)‏
الصدمة كانت عنوانا لتعليقات النخبة الإسرائيلية علي صفقة الرضوان التي حملت الاسم الحركي للشهيد عماد مغنية‏(‏ الحاج رضوان‏),‏ القائد العسكري الأبرز في حزب الله‏,‏ الذي رتب عملية خطف الجنديين الإسرائيليين في عام‏2006,‏ وبسببها شنت إسرائيل عدوانها علي لبنان في صيف ذلك العام‏,‏ إذ وصفها أحدهم بأنها الصفقة البشعة‏(‏ عوفر شيلح في معاريف‏7/18),‏ وقال آخر‏:‏ إن يوم تبادل الأسري هو يوم أسود في تاريخ إسرائيل يجعل المرء يخجل من انتمائه إلي البلد‏(‏ نعومي راجن في يديعوت أحرونوت‏7/17),‏ أما الكتابات والتصريحات التي تحدثت عن فقدان إسرائيل لقدرتها علي الردع‏,‏ وهزيمتها أمام حزب الله في حرب‏2006,‏
التي فشلت في تحقيق هدفيها‏(‏ القضاء علي حزب الله‏,‏ واستعادة الجنديين الأسيرين‏)‏ فهي بلا حصر‏.‏
يهمنا في التعليقات الإسرائيلية تواتر الإشارة إلي أن صفقة التبادل لا ترفع من أسهم حزب الله فقط‏,‏ وإنما من شأنها أن تقوي ساعد المقاومة في العالم العربي‏,‏ وتعيد إلي الأذهان أساليبها ومقدراتها‏,‏ الأمر الذي لا يسبب إزعاجا لإسرائيل فقط‏,‏ وقد يدفع حركة حماس إلي التشدد في شروط إطلاق الجندي الإسرائيلي الأسير لديها جلعاد شاليط‏,‏ ولكنه أيضا يسبب إحراجا للدول المعتدلة في المنطقة‏,‏ التي تصالحت مع إسرائيل‏,‏ وانحازت إلي السلام كخيار استراتيجي لها‏(‏ إسرائيل لم تعلن ذلك‏),‏ وفي الوقت نفسه فإن الصفقة تسبب إحراجا للسلطة الفلسطينية في رام الله التي أدانت المقاومة ولم تحقق شيئا علي صعيد إطلاق أسير واحد من الأحد عشر ألف أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية‏.‏
الذين دافعوا عن الصفقة قالوا إنها تعزز مكانة إسرائيل الأخلاقية والقيمية‏,‏ وتبرهن علي أن إسرائيل مستعدة لأن تبذل أي شيء آخر من أجل استعادة أبنائها‏,‏ حتي الأموات منهم‏,‏ وهذا ما قالته ميري ايزن المستشارة الإعلامية لرئيس الوزراء‏(‏ كأن الاحتلال وتجويع الفلسطينيين وإبادتهم بالتدريج لا يخدش مكانة إسرائيل الأخلاقية‏).‏
صحيح أن التقاليد والتعاليم الدينية تدفع إسرائيل إلي الإلحاح علي استعادة رفاة جنودها‏,‏ لكن ذهابها في ذلك إلي حد تجاوز ما اعتبرته خطا أحمر بالإفراج عن سمير القنطار‏,‏ وإعادة رفات دلال المغربي‏,‏ يعطي انطباعا قويا بأن الأمر أكبر من تلك التقاليد والتعاليم‏,‏ وفي التحليلات والتعليقات المنشورة إشارة إلي أن إسرائيل أدركت أن وجود أولئك الأسري لديها يكلفها الكثير‏,‏ والضرر فيه أكبر من النفع‏,‏ خصوصا أن استمرار احتجازهم يغري المقاومة بمحاولة اختطاف جنود إسرائيليين جدد‏,‏ الأمر الذي يعقد الأزمة ويفاقمها‏.‏
بالتوازي مع ذلك فهناك عوامل أخري يتعذر تجاهلها‏,‏ منها مثلا أن إسرائيل تريد أن تنهي القضايا المعلقة مع لبنان‏,‏ بما فيها احتلال مزارع شبعا‏,‏ لكي تفسح المجال للمطالبة بتجريد حزب الله من السلاح‏,‏ باعتبار أن وجود تلك القضايا المعلقة هو الذي يبرر تمسك حزب الله بسلاحه‏,‏ وبإغلاق ملفات القضايا العالقة يسقط ذلك المبرر‏,‏ علما بأن تجريد الحزب من سلاحه ليس فقط مطلبا إسرائيليا يستهدف إفقاده لعنصر قوته‏,‏ ويعد تمهيدا مطلوبا قبل القيام بعمل عسكري ضد إيران‏,‏ لكنه أيضا مطلب أمريكي تبناه مجلس الأمن وأصدر به القرار رقم‏1559‏ الذي صدر عام‏2004,‏ الذي لم يأبه به الحزب‏.‏
علي صعيد آخر فإننا لا نستطيع أن نعزل الصفقة عن أجواء التهدئة التي تطلق إشارتها في المنطقة العربية‏(‏ من غزة إلي مباحثات سوريا وإسرائيل وتركيا‏),‏ وهذه التهدئة تلتقي عندها مصالح أطراف عدة‏,‏ فإسرائيل تريدها لتتفرغ للتعامل مع الملف الإيراني‏,‏ والإدارة الأمريكية تتطلع إليها لكي تضمها إلي رصيد الجمهوريين الخاوي في انتخابات الرئاسة في نوفمبر المقبل‏,‏ ذلك أن الحماس للتصويت للمرشح الجمهوري جون ماكين السائر علي درب بوش‏,‏ قد يتراجع إذا وجد الأمريكيون أن ذلك سيؤدي إلي استمرار الحرائق في المنطقة التي تسببت فيها سياسات الأخير‏.‏
‏(4)‏
صفقة الرضوان التي تمت في السادس عشر من يوليو الحالي بدت وكأنها ومضة عابرة في الفضاء العربي المعتم‏,‏ الذي يخيم عليه شعور قوي باليأس‏,‏ ويعاني الانقسام والفرقة‏,‏ بما استصحبه ذلك من شعور بالضعف‏,‏ وانقلاب منظومة القيم السائدة‏,‏ والافتقاد إلي الإجماع العربي حول مختلف قضايا المصير‏,‏ وعلي رأسها قضيتا فلسطين‏,‏ واستقلال القرار الوطني‏.‏
إن شئت فقل إن الصفقة أعادت إلي الذاكرة واحدة من لحظات العزة في زمن الاستضعاف العربي‏,‏ الذي سوغ للأمريكيين احتلال العراق‏,‏ وإعدام رئيسه‏,‏ ثم التحريض علي اعتقال الرئيس السوداني‏,‏ ومباركة كل الجرائم الإسرائيلية والدفاع عنها‏.‏
إن حزب الله بلحظة العزة التي استعادها لم يخترع العجلة‏,‏ لكنه فعل ما ينبغي أن تفعله أي حركة للتحرر الوطني‏,‏ تستمد شرعيتها من إيمانها بعدالة قضيتها وتفانيها في الدفاع عنها‏,‏ ومخاطبة العدو باللغة التي يفهمها‏,‏ وإذا أضفنا إلي ذلك الثقة في النفس وفي الله‏,‏ فإن كل ما يبدو مستحيلا يصبح ممكنا‏.‏
إن الدرس الكبير الذي ينبغي أن نتعلمه من الصفقة أن أعداءنا ليسوا بالقوة التي يصورونها لنا‏,‏ وأننا لسنا ضعفاء بالقدر الذي نتوهمه‏.
.................................
*الأهرام ـ في 22/7/2008م.







 
رد مع اقتباس
قديم 18-12-2008, 01:50 AM   رقم المشاركة : 31
معلومات العضو
د. حسين علي محمد
أقلامي
 
إحصائية العضو







د. حسين علي محمد غير متصل


افتراضي رد: أوراق خضراء: مقالات مُختارة

(23 ) التجريب الأدبي..موهبة..أم تقليد للآخرين ؟!

حوار: د. زينب العسال
..............................

د.ماهر شفيق فريد: ليست تجارب خاصة لكنها تقوم علي إنجازات السابقين
د.حسين حمودة : الجديد يستكشف أرضاً مجهولة ويقدم جماليات جديدة

مع تعدد الأعمال التجريبية في الإبداع المصري. فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل التجريب في أدبنا تقليد أم تعبير عن موهبة؟ وما أهم الإبداعات الحديثة التي عنيت بالتجريب؟
التجريب في القرن العشرين كما يقول يوسف الشاروني بدأ بالاتجاه الرومانسي ممثلاً في كتابات جبران وزينب لهيكل وقصص المنفلوطي وخواطره. ثم تحول التجريب إلي الرمز في الثلاثينيات كما في أهل الكهف للحكيم. وكتاب "المنبوذ" لأنور كامل. ويأتي في قالب حوار بين رجل وامرأة. وأهداه صاحبه إلي أعداء هذا الكتاب. ثم جاء محاولات بشر فارس وجماعة السورياليين : رمسيس يونان. وأنور كامل. وجورج حنين. وقد مثلت هذه الأعمال تجاوز التقليدية أعمال لجنة النشر للجامعيين. وأسهمت مجلة "الكاتب المصري" التي كان طه حسين يتولي رئاسة تحريرها في تعميق هذا الاتجاه بتقديم الكتاب الفرنسيين والغربيين بعامة. مثل سارتر وكامي وكافكا. وقدم لويس عوض علي نفس المجلة كتابات الإنجليز المحدثين مثل جويس وت.إس. إليوت. في 1948 ظهرت في مجلة "الفصول" التي كان يصدرها محمد زكي عبدالقادر. كتابات لمحمود أمين العالم وفتحي غانم ويوسف الشاروني وأحمد عباس صالح وعباس أحمد. ونشأت حركة نشطة وجادة في الإسكندرية. وكتب بدر الديب "حرف الحاء". وفتحي غانم "سور حديد مدبب". ثم كتب إدوار الخراط "حيطان عالية" ومحمد منير رمزي "بقايا شموع". ثم ظهر محمد حافظ رجب ودارت معارك بينه وبين فريد أبو حديد وكبار أدباء الفترة. وفي المسرح كتب الحكيم "ياطالع الشجرة "والطعام لكل فم". بعد أن عرضت في مسارح القاهرة الكراسي ليونيسكو ولعبة النهاية لبيكيت وغيرها. وقد وافق الحكيم علي نبرة اليأس التي تخللت المسرحيات الأجنبية. وإن وافق علي الشكل التجريبي. وتعددت الأعمال التي تنحو نحو التجريب مثل أولاد حارتنا لنجيب محفوظ. والظلال في الجانب الآخر لمحمود دياب. والقاهرة لعلاء الديب. وقصة بهاء طاهر القصيرة "المظاهرة" والتي يبدو بطلها أقرب إلي بطل الغريب لألبير كامي. وقد قدمت شخصياً العديد من الأعمال التي تحمل تجارب جديدة. مثل زيطة صانع العاهات. ومصرع عباس الحلو. وهما كما نعلم شخصيتان في زقاق المدق لنجيب محفوظ. ثم كتبت القصة وما يقابلها. فالرجل والمزرعة وآخر العنقود يقابلهما اعترافات ضيق الخلق والمثانة ومن تاريخ حياة مؤخرة. وهكذا. والآن. لا يوجد ما يذكرنا بالمراحل السابقة من حيث التجريب في الموضوعات والأساليب. لكن الجديد يطل برأسه كما أري من الإنترنت. وبالتحديد مدونات الإنترنت التي يتجاور فيها الشعر والنثر والفنون الأخري. إنه يختلف تماماً عن أدب المطبعة.
زاوية جديدة
والتجريب الحقيقي في تقدير د.ماهر شفيق فريد يصدر عن رغبة في رؤية الأشياء من زاوية جديدة. وكسر قواعد المنظور التقليدي. فالأسلوب التجريبي ثمرة حساسية مغايرة لما هو شائع. ومحاولة لاكتشاف مناطق جديدة من الخبرة لم يتطرق إليها السابقون. وكل عمل فني جيد يشتمل علي عنصر من التجريب بدرجات متفاوتة. وإلا كان تكراراً للأعمال التي سبقته. التجريب مغامرة فنية وعقلية وروحية. تحاول أن تلبي حاجات عصر جديد. وترتبط بالأفكار والتصور والمذاهب الفلسفية التي تميز العصر. لقد كان تجريب السورياليين وثيق الصلة باكتشافات فرويد عن العقل الباطن والدوافع الغريزية وآليات الحلم والرغبة والإحباط. وكان تجريب جيمس جويس وفرجينيا وولف في استخدام المونولوج الداخلي وثيق الصلة بنظريات عالم النفس الأمريكي وليم جيمس. عن تيار الشعور. وتداعي الأفكار. وكانت رواية بروست "البحث عن الزمن الضائع" وثيقة الصلة بفكرة الديمومة عند معاصره الفيلسوف برجسون وأبحاثه عن الذاكرة ومعطيات الشعور وهكذا. وأعتقد أن الفترة الذهبية للتجريب في أدبنا المعاصر هي في عقد الأربعينيات من القرن الماضي. كانت فترة جيشان سياسي واجتماعي وصراع بين الأيديولوجيات. هذه هي الفترة التي بدأ فيها يوسف الشاروني وإدوار الخراط وفتحي غانم وبدر الديب تجاربهم القصصية الأولي. وواكبهم رمسيس يونان وفؤاد كامل في الفن التشكيلي. وفي فترة تالية ظهرت تجارب محمد حافظ رجب في القصة القصيرة. وحركة الشعر الحر علي أيدي عبدالصبور وحجازي وأبو سنة. وتطويع صلاح جاهين شعر العامية لأعمق التأملات الفكرية. وإفادة ألفريد فرج من التراث العربي وكتاب ألف ليلة وليلة ومسرح بريخت. وإبداع يوسف إدريس فناً قصصياً مصرياً يتمرد علي قوالب القصة الغربية. وإن أفاد منها. وتجارب جبريل والغيطاني وصنع الله في الإفادة من التراث والفولكلور. واستخدام طبقات التاريخ في نقل مشاغل الحاضر واهتماماته. والتوثيق الصحفي إلي جانب الخيال الفانتازي والبعد الصوفي. بل إن أدباء من جيل أسبق عمدوا إلي التجريب. مثل إفادة توفيق الحكيم من مسرح العبث الأوروبي. وتطعيمه بمادة فولكلورية في "ياطالع الشجرة". وابتكاره شكل المسرواية في "بنك القلق". وكما هو الشأن في كل تجربة جديدة. فإننا نجد في مقابل كل عمل أصيل عشرة أعمال زائفة. تقوم علي المحاكاة والرغبة في الإبهار. ولا تنبع من موهبة حقيقية. لقد ظهر علي سبيل المثال عشرات المقلدين لإدريس في مرحلة الواقعية الطبيعية. لكنهم سقطوا من الذاكرة الأدبية. وفي اعتقادي أن أبرز المجددين فكراً وتقنية في المشهد الأدبي اليوم: اعتدال عثمان ومحمد المخزنجي ونبيل نعوم في القصة القصيرة. ومحمد سلماوي في المسرح. وحسني حسن في الرواية. ومن الراحلين كانت هناك تجارب مهمة ليحيي الطاهر ومستجاب وخيري عبدالجواد. لكن اللحظة الراهنة ليست لحظة تجريب بصفة خاصة. إنما هي لحظة بناء علي منجزات أجيال سابقة.
أرض مجهولة
ويري د.حسين حمودة أن التجريب يفترض أنه يمثل درجة متقدمة من درجات المغامرة الفنية. بمعني أنه يبحث عن معايير ومقاييس جديدة للفن. والإبداع بشكل عام لا يكتفي بالجماليات السائدة. إنما يغامر باستكشاف أرض مجهولة. وجماليات جديدة. الفنان المجرب أقل اقتناعاً من الفنانين الآخرين بما هو سائد من جماليات وآفاق فنية. إنه يخوض في أرض مجهولة بحثاً عن أفق جديد. وهناك مبدعون بحكم طبيعتهم. أو بحكم ما لست أدري يميلون دائماً إلي مساءلة ما أنجزوه. ويطمحون دائماً إلي تجاوز تجاربهم السابقة. ومن بين هؤلاء المبدعين قلة نادرة. امتلكوا قدرة هائلة علي النسج. بمعني أنهم كانوا يبدأون مراحل جديدة في أعمالهم كأنها بدايات متجددة في إبداعهم. فيها شيء من الشعر. وشيء من الحكمة. وشيء من السرد. وشيء من لغة الحلم. وهي بذلك تمثل ما يشبه المثار الجديد في تجربة نجيب محفوظ التي كانت متجددة دوماً.
وتشير د.سحر الموجي إلي أن عبارة التجريب تنطبق الآن علي جيل التسعينيات. مثل مصطفي ذكري وإلي حد ما منتصر القفاش. وما قدمه أحمد العايدي ومنصورة عز الدين. وتقول الموجي إنه من الصعب أن نقدم قوالب جديدة. نعم. نحن نأخذ القوالب الغربية. ونضع عليها مضاميننا وأسئلتنا. وهذا ليس ضد العمل. لكن الفيصل هو الأسئلة التي يطرحها العمل. وسكة التجريب التي يسير فيها.
.................................................. .
*المساء ـ في 26/7/2008م.







 
رد مع اقتباس
قديم 18-12-2008, 01:53 AM   رقم المشاركة : 32
معلومات العضو
د. حسين علي محمد
أقلامي
 
إحصائية العضو







د. حسين علي محمد غير متصل


افتراضي رد: أوراق خضراء: مقالات مُختارة

( 24 ) عبد المنعم عوّاد يوسف ودوره الريادي في حركة الشعر الحر

حاوره: بهاء عوّاد
................

أولا: نهنؤك على صدور المجلد الأول من أعمالك الشعرية الكاملة، والذي يضم خمسة دواوين، هي: هكذا غنى السندباد، وبيني وبين البحر، ولكم نيلكم ولي نيل، وكما يموت الناس مات، وأغنيات طائر غريب.
وسؤالنا: ماذا يبقى للمجلد الثاني؟
-المجلد الثاني الذي سيصدر قريباً يضم ستة دواوين: أربعة منها سبق نشرها منفردة، هي: للحب أغني، والشيخ نصر الدين والحب والسلام، والضياع في المدن المزدحمة، وعناق الشمس. واثنان لم يسبق نشرهما، هما: المرايا والوجوه، وعندما نادتني عيناك.
*هل يُمثِّل هذا كل نتاجك الشعري؟
-لا بالطبع، هناك ثلاثة دواوين للأطفال هي: «عيون الفجر» الذي نشرته دائرة الثقافة بالشارقة، إلى جانب «ساحرة الأفق الشرقي» و «الطفل والزهرة» اللذين نشرتهما الهيئة المصرية للكتاب، والمسيرة مستمرة بإذن الله، ولهذا كنت أُفضِّل أن يكون العنوان «الأعمال الشعرية» فقط، لا الأعمال الكاملة باعتبار أن الاكتمال لا يكون إلا عند التوقف عن كتابة الشعر، وأنا ـ ولله الحمد ـ مازلت مستمرا في كتابته.
*ونحن أيضاً نرجو أن يتواصل العطاء، وسؤالنا التالي:
جاء في النبذة المنشورة على الغلاف الأخير من المجلد الأول هذه العبارة «والشاعر عبد المنعم عواد يوسف أحد روّاد الشعر الحديث الذين امتلكوا ناصية اللغة وحسَّ التركيب، وتواصلوا مع التراث والحداثة معاً». فهل تتفضَّل بإجلاء دورك في الحركة الشعرية المعاصرة؟
-يوضِّح هذا الدور الدكتور صلاح رزق في مقدمته للمجلد الأول بقوله «ينتمي عبد المنعم عواد يوسف إلى تلك الكوكبة الرائدة التي امتلكت جسارة الاجتراء على تحويل تيار التدفق الشعري إلى منعطف جديد مشرب بروح الاستكشاف ولذة الافتراع .. تلك الكوكبة التي ضمّت في طليعتها صلاح عبد الصبور وبدر شاكر السياب وعز الدين إسماعيل ونازك الملائكة وعبد الوهاب البياتي وأحمد عبد المعطي حجازي، وفي ركبهم سار حسن فتح الباب وكامل أيوب وكمال عمار وكمال نشأت ومجاهد عبد المنعم مجاهد ومحمد الفيتوري ومحمد مهران السيد … وغيرهم.
لقد سجل عبد المنعم عواد يوسف مكانه في صدارة جهود الفريق الأول بقصائده: زهرة تذوي، والكادحون، وكما يموت الناس مات».
ويؤكد هذه الحقيقة من قبل الدكتور علي شلش في كتابه «اتجاهات الأدب ومعاركه في المجلات الأدبية في مصر» حيث يقول في ص99 من الكتاب المذكور: «لم يحدث قبل عام 1952م أن نشرت المجلات شيئاً من محاولات الشباب في كتابة الشعر القائم على التفعيلة الواحدة، مما سمي بعد ذلك باسم «الشعر الحر» وقد اتخذ هذا النوع معنى مختلفاً عن معنى الشعر الحر الذي ساد في الثلاثينيات والأربعينيات، ورأينا بعض نماذجه هنا، حيثُ قامت على تعدد البحور. فقبل أسابيع من توقف «الثقافة» انفردت بنشر بعض محاولات الشعراء في هذا المجال، ولم تكن هذه المحاولات قد توسّعت في نظام التفعيلة الواحدة بعد؛ وقد شارك فيها صلاح عبد الصبور وعز الدين إسماعيل وعبد المنعم عواد يوسف».
وأذكر أنني حينما نشرت قصيدتي «الكادحون» عام 1952م قابلني صديقي الشاعر محمد مهران السيد ثائراً، واتهمني أنني أسعى إلى إفساد شعرنا العربي بمثل هذه المحاولات الدخيلة عليه ـ على حد قوله آنذاك ـ وحينما تيقّن مهران أن الدافع الحقيقي إلى كتابة هذا اللون هو التطور ومسايرة روح العصر، لا الإفساد أو التخريب أقبل على كتابته حتى أصبح من فرسانه المعدودين.
*وهل تتحقق الريادة بمجرد السبق والنشر؟
-لا بالطبع، فمن يرجع إلى قصيدتيَّ «الكادحون» و«كما يموت الناس مات» سيلمس نضجاً فنيا أشاد به النقاد، ويكفي أن قصيدتي «وكما يموت الناس مات» كان يعدها ناقد مرموق ـ هو المرحوم الدكتور عبد المحسن طه بدر ـ فتحاً جديداً في الشعر العربي، ويؤكد ذلك تأثر شعراء كبار بها، ويكفي أن الشاعر الكبير أمل دنقل قد ضمَّن إحدى قصائد ديوانه «مقتل القمر» مقطعاً منها.
*الأمر الذي لا شك فيه أن هذه التجربة الإبداعية التي امتدّت إلى ما يُناهز نصف القرن قد تحددت في سمات موضوعية وفنية محددة، نطمع أن تفصل لنا ذلك.
-أستطيع من الناحية الموضوعية أن أُجمل تجربتي الإبداعية في عدة محاور، منها المحور العاطفي الذي يدور حول قصائد الحب والوجدان، ومنها المحور الصوفي الذي يدور حول المواجيد والإشراقات الروحية، ومنها المحور الذي يدور حول الغربة والبُعد الطويل عن أرض الوطن ومُعاناة الاغتراب، ومنها المحور الوطني الذي يتبلور حول قضايا الوطن السياسية ومعاناة الواقع والمجتمع. ومنها المحور القومي الذي يتبنى مشكلات وطننا العربي الكبير وقضاياه المصيرية كالقضية الفلسطينية مثلاً. وأخيراً المحور القائم على تأمل قضايا الوجود الكبرى وما وراء الطبيعة.
هذه بإيجاز أهم المحاور الموضوعية لتجربتي الإبداعية.
أما من الناحية الفنية، فأحاول إثراء معجمي الشعري مع الحرص على واقعيته وبساطته وتنوع موسيقاه وشفافية صوره، والارتكاز على الرمز وتوظيف الموروث العربي والفرعوني والإنساني، وخصوصية البناء الكلي للقصيدة.
وعن البناء الموسيقي للتجربة، فأنا أعتمد على التنوع الإيجابي في التشكيل الموسيقي. وإيماناً مني بدور الموسيقى في تشكيل بنية الشعر، وما يُمكن أن تؤديه في إنجاز هذه المهمة الفنية بالصوت واللفظ والتركيب والترديد والتكرار في كل سياق. كما أعتمد على عنصر التدوير الموسيقي، بحيث تتواصل عدد التفعيلات مع الوقفة الشعورية المراد التعبير عنها، فتصل أحياناً إلى أكثر من مائة تفعيلة لتنتهي بقافية تتوحّد في بقية المقاطع التي يشكل كل منها هذه الدفقة الشعورية.
هذا إلى جانب التكثيف الشديد في بعض التجارب التي تشكل ما يسمى بشعر اللقطة القائم على المُفارقة.
*هذه التجربة الثرية، وهذا العطاء الكبير الذي وصل إلى أحد عشر ديواناً .. هل تعتقد أنه لاقى المُلاحقة النقدية التي يستحقها؟
-الحقيقة أن غيابي عن مصر فترة طويلة جعلني بعيداً عن دائرة النقد، ولكنني بعد عودتي إلى مصر ـ ويبدو أن البعيد عن العين بعيد عن النقد ـ قد لاقيت عناية خاصة من النقاد بأعمالي الشعرية تبلورت في عدد من المداخلات النقدية الهامة بالإذاعة والصحف لنقاد مرموقين من أمثال الدكاترة صلاح فضل وأحمد درويش ورمضان بسطويسي وحسن فتح الباب، وصلاح رزق، وحسين علي محمد، ووليد منير، ومحمد عبد المطلب، ومجاهد عبد المنعم مجاهد، ومصطفى الضبع … وغيرهم.
كما أن أكثر من رسالة جامعية تعرّضت لأعمالي الشعرية، وآخرها رسالة دكتوراه بكلية دار العلوم للدكتور قطب عبد العزيز، هذا إلى جانب رسالتين للماجستير إحداهما بكلية اللغة العربية ـ جامعة الأزهر، فرع دمنهور، والأخرى بآداب بنها، تم تسجيلهما حول تجربتي الإبداعية، ودراستها فنيا.
كما أسعدني أخيراً أن تخصص لي مجلة «الثقافة الجديدة» ملفا خاصا تناول فيه تجربتي الإبداعية بالدراسة والنقد أكثر من ستة باحثين ونقاد، والشكر لله على كل حال.
*ورد في حديثك عن مجمل أعمالك الشعرية أن لك ثلاثة دواوين للصغار .. فما مدخلك إلى أدب الطفل؟
-أحاول في شعري الموجّه للصغار أن أحببهم إلى هذا الفن الجميل، ومن ثم فقصائدي للصغار ليست مجرد أناشيد، وإنما هي قصائد حقيقية تتواءم مع مدارك الطفل الذي أتوجّه إليه بالخطاب، مع الحرص على توفر كل القيم الفنية التي يتطلبها الشعر الحقيقي من معجم شعري موحٍ، وتشكيل بالصورة، واعتماد على الرمز، مع بناء موسيقي رفاف يتعانق مع التجربة، مع تجنب الوعظ والإرشاد وإزجاء النصيحة.
*حصلت منذ سنوات على جائزة الدولة في الشعر، (وكان ذلك عام 1994م)، فما الجوائز الأخرى التي حصلت عليها؟
-حصلت على الجائزة الأولى في الشعر عام 1960م من مهرجان دمشق بقصيدتي «الأطفال والذرة»، كما حصلت في العام التالي (1961م) على الجائزة نفسها من مهرجان دمشق أيضاً عن قصيدتي «قصة لاجئ». كما حصلت على جائزة الشعر الأولى من رابطة الأدب الحديث عام 1962م عن قصيدتي «ولدي علاء»، كما حصلتُ على شهادة امتياز من جمعية كفافيس العالمية على دوري الريادي في الشعر.
*يُقال إن لك موقفاً ضد قصيدة النثر .. فما قولك في ذلك؟
-أولاً: أنا لستُ ضد قصيدة النثر بشكل مطلق، وإنما أنا ضد قصيدة النثر التي يكتبها أدعياء وعاجزون لا يستطيع الواحد منهم أن يكتب سطراً واحداً موزونا .. وأنا لا أرفض قصيدة النثر لمجرد خلوها من الوزن، فليس بالوزن وحده يتحقق الشعر. فإذا ما توافرت في القصيدة الشروط الفنية التي تجعل منها شعراً حقيقيا فسوف أقبل عليها حتى لو خلت من الإيقاع الخارجي؛ فالقصيدة لها إيقاعها الداخلي الذي به وحده يتحقق الشعر.
كيف أرفض قصيدة نثر جيدة يكتبها شعراء حقيقيون أمثال محمد الماغوط وأنسي الحاج وأدونيس ومحمد صالح … وغيرهم.
وأنا لي شخصيا قصيدة نثر يتيمة أشار إليها الدكتور محمد عبد المطلب في كتابه الذي تناول فيه هذا الإبداع بعنوان «النص المُشكل» .. وأكرر إنه اتهام باطل من أساسه، فالقصيدة الجيدة تستأثر بمشاعري سواء أكانت موزونة أم غير موزونة، المهم أن تتحقق فيها العناصر الفنية التي تجعل منها فنا شعريا حقيقيا؛ فالوزن وحده لا يُحقق الشعر وإلا لكانت ألفية ابن مالك شعراً.
*ما رأيك فيمن يقولون إن الشعر لم يعد فن العربية الأول، وأنه قد تخلى عن عرشه الذي طالما احتله للرواية؟ فهل حقا نحن في عصر الرواية؟ وهل يغلب عليك التشاؤم حول مستقبل الشعر؟
-الشعر بخير، ولا يعيش مأساة كما يتصوّر البعض، وما يتصوره البعض انزواء، أراه أنا دليل صحة. الشعر يعيش انتعاشة غير مسبوقة، وكثافة نوعية. وسيظل الشعر ديوان العرب .. ربما يكون الزعم بأننا نعيش عصر الرواية يكمن وراءه أن كثيراً مما يُنشر من الشعر لا يجد المتلقي ذاته فيه، ربما بسبب الغموض المفتعل في بعض النماذج في الوقت الذي مازالت تحرص فيه الرواية على أن تكون مرآة لمجتمعها، أو أن المعطيات والمستجدات الاجتماعية تفرض روحها بقوة على الروائي، كما أن الرواية غنية بالتفصيلات الإنسانية والاجتماعية فتعبر عن ذوات متعددة لا ذات واحدة كما هو الحال في القصيدة، فالمتلقي يجد نفسه دائماً في الرواية على أية صورة من الصور، وربما رأى بعض المتلقين في غموض القصيدة ما يعني أنها أدارت له ظهرها، فكان أن أدار لها ظهره .. ومع كل ذلك أُكرر أن الشعر بخير.
*عشتَ فترةً طويلة في دولة الإمارات العربية، فما تأثير هذه الإقامة الطويلة في تجربتك الإبداعية؟
-اعتز اعتزازاً خاصا بهذه الفترة العزيزة من حياتي التي قضيتها في دولة الإمارات، وكان حصيلتها مجموعة من الأصدقاء الأعزاء من أدباء الإمارات وكتابها الذين مازالت تربط بيني وبينهم أواصر عميقة من الصداقة الحقة، كما أن هذه الإقامة الطويلة قد تركت بصماتها على تجربتي الإبداعية، ومن يقرأ ديواني «بيني وبين البحر» و «هكذا غنى السندباد» سيجد أصداء كثيرة لما ترسّب في نفسي من رؤى وتجارب عزيزة على نفسي بحكم هذه الإقامة التي امتدت إلى ما يقرب من ربع قرن.
إن الحياة في الإمارات بطبيعتها ومناخها الخاص وحياة الناس فيها قد شكّلت ملامح أساسية في هذه التجربة، بل أستطيع القول: إن بعض قصائدي في هذين الديوانين اللذين أشرت إليهما تعتبر تسجيلاً لتجارب ذاتية عشتها في هذه الدولة العزيزة على نفسي، بحيث أعتبر هذه القصائد جزءاً من سيرتي الذاتية.
ــــــــــــــــــ
(من كتاب "الرؤية الإبداعية في شعر عبد المنعم عواد يوسف، للدكتورين حسين علي محمد، وخليل أبو ذياب)







 
رد مع اقتباس
قديم 18-12-2008, 01:55 AM   رقم المشاركة : 33
معلومات العضو
د. حسين علي محمد
أقلامي
 
إحصائية العضو







د. حسين علي محمد غير متصل


افتراضي رد: أوراق خضراء: مقالات مُختارة

(25 ) إذا قامت فلسطين الدولة

بقلم : أمين هويدي
...................

يشير تطور الأحداث علي المستويين الاقليمي والعالمي الي أن الدولة الفلسطينية سوف تخرج الي عالم الوجود قبل نهاية عام‏2008‏ مالم تلعب الأيادي الخفية لتحول دون ذلك‏.‏
هذا الحدث ـ إن تم ـ سوف يتحقق باتفاقيات تعبر عن توازن قوي الأطراف الموقعين عليه وليس عن توازن مصالحهم‏,‏ وتعبر في نفس الوقت عن الأمر الواقع الجغرافي أكثر مما تعبر عن الحقوق التاريخية‏..‏ تحقق الأغراض الناقصة للأطراف وتترك استكمالها للمستقبل في عبارات غامضة لأن الغموض هو الذي يفتح المجال لمزيد من الحوار‏...‏ إذن هو سلام واقعي‏Real‏ وليس سلاما كاملا‏Perfect,‏ يزيل كل التناقضات لأن هذا مجرد وهم‏..‏
ومن الطبيعي أن يوافق البعض علي الاتفاقيات التي تضع فلسطين مرة أخري علي الخريطة‏,‏ ومن الطبيعي أيضا أن يعترض البعض الآخر ـ وفي تقديري أنه يمكن التجاوز عن ذلك ـ لأن الدول لاتبني بوعود أو ضمانات أو اتفاقيات‏,‏ ولكنها تبني بحكم قادتها وسواعد أبنائها‏.‏
تيودور هرتزل لم يعجبه وعد بلفور في بداية الأمر ـ كما ورد في مذكراته ـ فقد تحدث عن وطن قومي ولم يتحدث عن دولة يهودية في فلسطين ولكن المولود كبر وأصبح دولة في المنطقة التي أخترناها وهذا قول واقعي فقد تمكنوا من تحويل ماكتب علي ورق الي واقع علي الأرض‏..‏
والحدث إن تحقق حدث مهم يعتبر نقطة تحول خطيرة في المنطقة يضع الجميع أمام مسئوليات خطيرة ـ وبهذه المناسبة أذكر أنه بعد اتفاقية إيفيان التي اعترفت باستقلال الجزائر أن الأخ كريم بلقاسم عضو مجلس الثورة الجزائري مر علي منزلي وهو في طريقه للعودة الي الجزائر وعلي مائدة عشاء سريع قال لي بلهجته البربرية المحببة سي أمين‏.‏ لقد انتقلنا من الجهاد الأصغر الي الجهاد الأكبر ولم أكن أعلم وهو يفارقني ولا هو ايضا أن هذا اللقاء هو آخر لقاء يتم بيننا لأنه قتل بعد ذلك بفترة وجيزة في أوروبا في الصراع الخشن علي السلطة بين الزملاء الذين وحدهم الصراع ضد المستعمر وفرقهم الصراع عليها بعد ذلك ولم يكن كريم هو آخر ضحايا هذا الصراع‏...‏
وفي ظني أن أهم وأخطر قضية تفرض نفسها علي الأخوة وهم يبدأون أول خطوة في طريق الجهاد الأكبر هو موضوع وحدة القيادة السياسية حتي تتحرك الأمور برأس واحد وهذا أمر صعب في عالمنا العربي‏,‏ حيث نجد دولة مثل لبنان سارت بلا رأس لعدة شهور بالرغم مما في ذلك من أخطار علي الأمن القومي للبلاد‏,‏ نجد في نفس الوقت في فلسطين و هي دولة تحت الإنشاء رءوسا كثيرة تتحرك دون دولة يصعب اللقاء بينها ويصعب اتفاقها علي كيفية حراسة بوابات العبور لتمر منها عربات السولار والغذاء والماء والدواء‏...‏
وهنا يتساءل المرء كيف يكون عليه الوضع لو استمر هذا الحال الذي تتصارع فيه الرءوس بلا دولة لينتقل الي صراع نفس الرءوس وقد أصبح لها دولة؟‏!!‏ الأمر يحتاج الي وحدة القوي لأن الطريق شائك وصعب أوهكذا أظن‏.‏
مرت اسرائيل قبل إعلان الدولة بمراحل تعددت فيها عصابات الإرهاب مثل إلهاجاناة‏,‏ شتيرن زفاي ليومي‏,‏ الأرجون إلا أنها تحولت الي احزاب سياسية تحت زعامة أحد الإرهابيين وهو دافيد بن جوريون وأنتخبته كرئيس للوزراء ووزير للدفاع إلا أن عقبة كبري كانت تعترض الطريق وهي تعدد الأذرع العسكرية للعصابات الإرهابية والدولة لابد أن يكون لها جيش واحد بقيادة عسكرية واحدة تعمل تحت قيادة سياسية واحدة الأمر الذي جعل بن جوريون يدعو الي مؤتمر في أبريل‏1948‏ إتفق فيه علي أن تحل العصابات نفسها وتحريم قيام الجيوش الخاصة لتتبع الحكومة الأسرائيلية
إلا أن عصابة الأرجون بقيادة مناحم بيجين عادت وانسحبت من الأتفاق بل وبالرغم من أن بن جوريون كان قد أصدر أمرا بصفته وزيرا للدفاع بأن تلغي أي اتفاقات تسليح تكون العصابات قد عقدتها قام مناحم بيجين بإصدار أوامر الي عصابته بتفريغ شحنة مهمات وأسلحة من علي سطح الباخرة ألتالينا ـ‏Altalina‏ الي البر لحساب عصابة الأرجون رافضا كل محاولات الوصول الي أتفاق فأصر بن جوريون علي موقفه حتي لو أدي الأمر الي قيام حرب أهلية وأمر ايجال آلون قائد البالماخ وقتئذ بأن يغرق الباخرة بالمدفعية ونفذ آلون الأمر في نفس الليلة فانفجرت السفينة بما عليها من ذخيرة وأسلحة وقتل في هذه العملية مائة اسرائيلي وأودع مئات من الأرجون في السجون كل ذلك حدث في سبيل توحيد الجهود لتسيير المركب تحت قيادة ربان واحد وإلا غرقت بمن عليها‏.
أقرأ من صفحات التاريخ بصوت عال حتي يسمعني الأخوة وهم يتهيأون لخوض بحار الجهاد الأكبر المتلاطمة ويعملوا علي تنفيذ الدروس والنقاط والعبر من الآن كأساس لترتيب البيت وتنظيم أجهزته والتفكير في اليوم التالي‏..‏ أعني اليوم الذي يلي توقيع الاتفاقيات لتصبح فلسطين دولة واختم بعدة نصائح صادرة من قلب شيخ عاش القضية وسار في بعض دروبها‏.‏
*‏ العمل في نطاق دولة يختلف تماما عن العمل في إطار منظمة أو جماعة لأن العمل فوق سطح الأرض يختلف عن العمل تحت سطح الأرض‏.‏
‏*‏ ميزوا بين الأعداء والأصدقاء ووحدوا نظرتكم للعداوة والصداقة فصديق البعض صديق الكل وعدو البعض عدو الكل‏.‏
‏*‏ فكروا بعقولكم كجبهة واحدة وابنوا بسواعدكم كآلة واحدة والتاريخ أمامكم فخذوا منه الدروس حتي تتجنبوا تكرار الخوض في أحداثها فهذا يوفر كثيرا من الجهد والدم والدموع فالأشلاء والجماجم التي ملأت طريق المقاومة فيها الكفاية‏.‏
‏*‏ الدولة لها رأس واحد يتمثل في القيادة السياسية ولها عين واحدة تتمثل في القيادة العسكرية التي تعمل تحت القيادة السياسية لها علم واحد ونشيد واحد تحت شعار إن عشنا فلنعش للوطن وإن متنا فلنمت تحت العلم‏..‏
..................................
*الأهرام ـ في 29/7/2008م.







 
رد مع اقتباس
قديم 18-12-2008, 01:56 AM   رقم المشاركة : 34
معلومات العضو
د. حسين علي محمد
أقلامي
 
إحصائية العضو







د. حسين علي محمد غير متصل


افتراضي رد: أوراق خضراء: مقالات مُختارة

(26) عاصـــــــــــفة عـلي تركيـــــــــــــــا

بقلم‏:‏ فهمـي هـويـــدي
............................

لا تكف تركيا عن ادهاشنا حتي في السياسة بصراعاتها التي لا تهدأ‏,‏ حتي جعلت المحكمة الدستورية تنظر الان في محاكمة رئيس الجمهورية بتهمة تهديد نظام الدولة التي يدير شئونها‏!‏
‏(1)‏
هي بلد المفاجآت السياسية بامتياز‏,‏ الامر الذي دعا سليمان ديميريل رئيس الجمهورية الاسبق الي القول بانك في تركيا لا تستطيع ان تعرف ماذا سيحدث خلال الاربع والعشرين ساعة التالية‏.‏ لذلك فلا غرابة في ان تكون احدي اهم مشكلات الصحفيين هناك انهم يجدون انفسهم مضطرين للركض و اللهاث طوال الوقت وراء مسلسل الاحداث التي لا تستكين‏.‏
احدث حلقات ذلك المسلسل وقعت امس‏((‏ الاثنين‏)‏ حين بدات المحكمة الدستورية في نظر دعوي المطالبة باغلاق الحزب الحاكم و حرمان قياداته من العمل السياسي‏,‏ في مقدمتهم رئيس الجمهورية المنتخب و رئيس الوزراء‏.‏ و في الوقت ذاته يجري الاعداد لمحاكمة‏88‏ شخصا آخرين يشتبه في انتسابهم الي اخطر منظمة في التاريخ التركي المعاصر‏,‏ بتهمة الاعداد للقيام بانقلاب ضد الحكومة في العام القادم‏.
المشهد من الخارج يبدو صراعا بين حزب العدالة و التنمية الذي يلاحق قادته و اعضاؤه بتهمة خلفيتهم الاسلامية‏,‏ و بين قوي التطرف العلماني‏.‏ لكنه في حقيقته صراع بين نخبة محدودة احتكرت السلطة منذ ثمانين عاما‏,‏و بين المجتمع الذي اعرض عنها و صوتت اغلبيته للطرف الذي اقتنعت بانه الاصدق في التعبير عنه‏.‏ الباحث التركي البروفيسور محمد التان وصف ما تشهده البلاد الآن بانه انتقال في الجمهورية التركية الاولي الي الجمهورية الثانية‏.‏
الاولي هي دولة‏'‏ الاتحاد و الترقي‏',‏ و تلك المنظمة السرية التي اطاحت بنظام السلطان عبد الحميد الثاني‏,‏ بواسطة المؤامرات السرية‏,‏ ثم حكمت تركيا منذ مطلع القرن العشرين الي قيام الجمهورية‏.‏ ويعتقد الاستاذ التان و معه عدد من المثقفين الديمقراطيين ان جمعية الاتحاد و الترقي تناسلت و استمرت منذ حكم اتاتورك و حلفائه الي يومنا هذا‏.‏ و هي تقوم علي عقيدة نخبوية تزدري الشعب و تعادي الدين‏,‏ و تحصر امتياز الحكم في نخبة ضعيفة ذات رسالة تبشيرية تنويرية‏.‏ و لاجل الحفاظ علي امتيازات حكمها‏,‏ فانها لا تتورع عن استخدام كافة الوسائل المشروعة و غير المشروعة‏.‏ اما الجمهورية الثانية فهي التي تطوي تلك الصفحة فتستبدل حكم الشعب بحكم النخبة المحتكرة‏,‏ و تتصالح مع الدين و لا تعاديه‏.‏
‏(2)‏
في شهر مارس الماضي قدم المدعي العام التركي عبد الرحمن يلشن قايا طلبا الي المحكمة الدستورية العليا دعا فيه الي حظر حزب العدالة والتنمية الحاكم‏,‏ و منع‏71‏ شخصا من قياداته واعضائه من ممارسة النشاط السياسي لمدة‏5‏ سنوات بتهمة استهداف النظام العلماني و محاولة قلبه‏.‏ قدم الرجل‏17‏ ملفا الي المحكمة حفلت بالادلة و القرائن التي استند اليها في دعواه‏.‏ وكان منها اخبار نشرتها الصحف تحدثت عما يلي‏:‏ اتجاه الحكومة الي تجميع الحانات التي تبيع الخمور في اماكن معينة بالمدن‏-‏ منع بلدية استنبول اعلانات مايوهات البكيني في الميادين العامة‏-‏
تخصيص حافلة ركاب لطالبات ثانوية الائمة و الخطباء في استنبول‏_‏ تصريحات اردوغان‏(‏ رئيس الوزراء‏)‏ بعد قرار المحكمة الاوروبية بشان حظر الحجاب‏,‏ التي قال فيها ان موضوع الحجاب يجب ان يسال فيه العلماء‏-‏ اتهام رئيس بلدية من اعضاء الحزب الحاكم بانه روي ذات مرة طرفة‏(‏ نكتة‏)‏ عن اتاتورك ـ قول رئيس البرلمان السابق بولنت ارينج بانه لا يؤمن بالعلمانية بشكلها المطبق في تركيا‏.
رغم ان هذه الادعاءات المضحكة كلها انبنت علي اخبار نشرتها الصحف التي هي احدي ادوات الصراع‏,‏ الا ان المدعي العام استند اليها في اتهام الحزب الحاكم بانه يسعي الي تقويض النظام العلماني و يعمل بصورة خفية علي اقامة دولة اسلامية‏!‏
المحكمة الدستورية قبلت باجماع اعضائها الاحد عشر النظر في دعوي الحظر‏,‏ حيث لم تكن هذه هي المرة الاولي التي تبحث فيها قضية من هذا النوع‏.‏ اذ منذ تاسيسها في عام‏1963‏ قامت بحظر‏24‏ حزبا‏,‏ كانت الاحزاب ذات الخلفية الاسلامية او الكردية في المقدمة منها‏.‏ اذ في عام‏1970‏ قضت بحل حزب‏'‏ النظام العام‏'‏ الذي اسسه نجم الدين اربكان‏,‏ و في عام‏1988‏ حلت حزبا آخر اسسه اربكان باسم‏'‏ الرفاه‏'.‏ و في عام‏2001‏ قضت بحل حزب ثالث اسسه باسم‏'‏ الفضيلة‏'.‏ و معروف ان الجيش كان قد قام عام‏1980‏ بانقلاب ادي الي حظر آخر لاربكان باسم حزب‏'‏ الخلاص‏'.‏
اغلب الظن ان المدعي العام حين قدم طلبه الي المحكمة الدستورية كان مطمئنا الي ان اعضاءها يقفون في صفه‏.‏ فاعضاء المحكمة تم اختيارهم بواسطة رئيس الجمهورية السابق احمد نجدت سيزر‏,‏ و هو بدوره علماني متطرف و كان من اعداء حزب العدالة و التنمية‏.‏ علما بان بعض اعضاء تلك المحكمة ينتمون الي الطائفة العلوية المعادية تاريخيا لاي اجراء له صلة بالانتماء الاسلامي‏.‏ و جدير بالذكر في هذا الصدد ان اثنين من الشخصيات العلوية توليا حقيبة وزارة العدل في السابق‏,‏ هما محمد موغو لتاي و حكمت سامي ترك‏.‏ و اثناء وجودهما علي راس الوزارة انخرط في سلك القضاء عدد غير قليل من العلويين‏,‏ تدرج بعضهم في سلك الوظيفة حتي وصلوا الي المحكمة الدستورية العليا‏.
‏(3)‏
امس بدات المحكمة مداولاتها حول موضوع القضية‏,‏ و يفترض ان تصدر قرارها بشانه قبل ان ينتهي شهر اغسطس‏.‏ الا ان تفجير الموضوع كان له تاثيره علي الوضع الاقتصادي منذ الاسابيع الاولي ذلك انه خلال السنوات الخمس التي قضاها حزب العدالة و التنمية في السلطة‏,‏ شهدت تركيا استقرارا و نهوضا اقتصاديا غير مسبوق‏.‏ ففي حين كان معدل الاستثمار الاجنبي قبل وصول الحزب الي السلطة اقل من مليار دولار سنويا‏,‏ فاذا بهذا الرقم يتضاعف و يصل الي‏22‏ مليار دولار في عام‏.2007‏ و حين اعلن عن رفع قضية اغلاق الحزب اهتزت الاسواق بسرعة‏,‏ فانهارت البورصة بنسبة‏7%,‏ و هي اعلي نسبة للهبوط منذ سبع سنوات‏,‏ و ارتفعت نسبة الفائدة و زادت نسبة التضخم‏.‏
و خلال اسبوعين فقط من رفع الدعوي هربت الي الخارج رؤوس اموال قدرت بـ‏15‏ مليار دولار‏.‏ و ازاء ذلك لم يكن غريبا ان تسوء سمعة تركيا الاقتصادية‏,‏ حتي ان مؤسسة‏'‏ ستاندارد آند بورز‏'‏ العالمية المختصة بتقييم البلدان حسب متانة وضعها الاقتصادي‏,‏ قامت بخفض درجتها من الموجب الي السالب‏,‏ الامر الذي يعني ان الدعوي التي رفعها المدعي العام لم توجه الضربة الي حزب العدالة وحده‏,‏ و انما اصابت بدرجة اكبر الوضع الاقتصادي لتركيا‏.‏
‏(4)‏
الاخطر من قضية حزب العدالة و التنمية كانت قضية الشبكة السرية التي تحمل اسم‏'‏ ارجنكون‏'‏ و يشار اليها في الادبيات السياسية التركية بانها‏'‏ الحكومة العميقة‏',‏ التي تضم مجموعة من الشخصيات البارزة التي يجمع بينها تطرفها العلماني و الولاء للتعاليم الاتاتوركية‏,‏ بما تتضمنه من مخاصمة للتعاليم الاسلامية‏.‏ و هي في ذلك تقتفي اثر العلمانية الفرنسية المعادية للدين‏,‏ علي عكس الانجليزية المتصالحة معه‏.‏
فجر الجمعة‏21‏ مارس الماضي قامت وحدات مكافحة الارهاب بمداهمة‏22‏ عنوانا مختلفا في استنبول و انقرة‏,‏ و القت القبض علي‏14‏ شخصا بينهم ثلاثة اسماء لامعة من اركان الصف الاول في تيار التطرف العلماني‏.‏ الاول الهان سلجوق رئيس تحرير جريدة‏'‏ جمهوريت‏'‏ التي اسسها اتاتورك و تعد لسان حال الايديولوجيا الكمالية‏,‏ و دوغر بير ينجك زعيم حزب العمال التركي‏(‏ الحزب الشيوعي الوحيد ذو المسحة القومية المعترف بشرعيته‏)‏ و كمال علعمدار اوغلو‏,‏ الرئيس السابق لجامعة استنبول‏,‏ الذي في عهده تشددت الجامعة في منع الحجاب‏.‏
و من هؤلاء ايضا قائد الجيش الاول السابق الجنرال المتقاعد خورشيد طولون‏,‏ و قائد قوات الدرك السابق الجنرال شنر ارويفور‏,‏ الذي يراس‏'‏ جمعية الفكر الكمالي‏'.‏ هذه الاعتقالات تمت في سياق التحقيقات الامنية الجارية منذ شهر يونيو من العام الماضي في قضية شبكة‏'‏ ارجنكون‏',‏ حيث عثرت الشرطة في احد منازل استنبول علي مجموعة من الاسلحة المستخدمة في عمليات ارهابية‏,‏ كالقنابل اليدوية والمواد المتفجرة‏.‏ و تم آنذاك اعتقال‏39‏ شخصا بينهم عدد من ضباط الجيش المتقاعدين والاكاديميين و رجال الاعمال و الصحفيين‏.‏
ذكرت صحيفة‏'‏ صباح‏'‏ ان المداهمات التي تمت في مارس الماضي ادت الي ضبط وثائق تحدثت عن خطة للانقلاب علي الحكومة التركية‏,‏ تضمنت البدء بتقويض ثقة الراي العام في الحزب الحاكم و اثارة الجماهير ضدها‏,‏ قبل الضغط لاسقاطها‏.‏ و نشر الكاتب علي بايرام اوغلو في زاويته بجريدة‏'‏ الفجر الجديد‏'‏ المؤيدة للحكومة‏,‏ نص مقالة لجنرال متقاعد نشرتها صحيفة‏'‏ جمهوريت‏'‏ في الثالث من فبراير الماضي‏(‏ قبل تقديم دعوي حظر الحزب‏),‏ قال فيها ما نصه‏:‏ الاسلام السياسي يحكم تركيا اليوم‏,‏ و لم يبق امامنا سوي ابعاد حزب العدالة و التنمية عن الحكم‏...‏ و الخطوة الاولي في هذه الحملة هي رفع دعوي ضده‏,‏ بعدما اصبح مركزا للممارسات المناهضة للعلمانية امام المحكمة الدستورية‏,‏ من قبل مدعي عام المحكمة العليا‏,‏ وصولا الي حظر نشاطه‏.'‏
تحدثت الصحف التركية عن ان الثلاثة الكبار الذين القي القبض عليهم كانوا تحت المراقبة الامنية منذ يناير الماضي‏,‏ و ان مكالماتهم الهاتفية سجلت‏,‏ مما اعطي للمحققين اشارات قوية تحدثت عن تحضيرهم لعمل انقلابي ضد الحكومة‏.‏ كما بينت ان الهان سلجوق رئيس تحرير‏'‏ جمهوريت‏'‏ كان علي معرفة مسبقة بالدعوي التي ستطالب المحكمة الدستورية بحظر حزب العدالة و التنمية و فرض الحجر السياسي علي قادته‏.‏
‏(5)‏
حتي اذا تم حظر الحزب‏,‏ فان اعضاءه سيشكلون حزبا آخر‏.‏ و الذين سيمنعون من ممارسة العمل السياسي‏,‏ يمكن ان يرشحوا انفسهم كمستقلين‏,‏ و ستظل اغلبية اعضاء البرلمان في صالح حزب العدالة‏,‏ الامر الذي يعني ان خسارة الحزب ستكون محدودة‏,‏ بالمقارنة بالخسارة التي يمكن ان تلحق بشبكة‏'‏ ارجنكون‏',‏ التي يتعرض رموزها للمحاكمة في اول مواجهة مباشرة للقضاء التركي معهم خلال ثمانية عقود‏.‏ حيث ظلوا خلال تلك المدة بمثابة تنظيم‏'‏ شبحي‏'‏ تتيقن الطبقة السياسية من وجوده‏,‏ لكن احدا لم يتعرف علي شخوصه‏,‏ الذين ظلوا يحركون خيوط السياسة التركية طوال الوقت في الظلام‏.‏
انها المعركة الاخيرة و الضربة القاضية لتيار التطرف العلماني‏,‏ الذي مني بهزائم متتالية في ظل تنامي سلطة الشعب‏,‏ و ظهور قوي ديمقراطية كسرت الوصاية المفروضة‏,‏ و التزمت بالعلمانية التي هي حجر الاساس في النظام الجمهوري التركي‏,‏ و لكن بمفهوم ايجابي يؤمن بالمجتمع و يتصالح مع الدين‏,‏ كما يتصالح مع التاريخ الذي عانده المتطرفون و تمسكوا بادارة عجلته الي الوراء طوال‏80‏ عاما‏.‏
.................................
*الأهرام ـ في 29/7/2008م.







 
رد مع اقتباس
قديم 18-12-2008, 01:57 AM   رقم المشاركة : 35
معلومات العضو
د. حسين علي محمد
أقلامي
 
إحصائية العضو







د. حسين علي محمد غير متصل


افتراضي رد: أوراق خضراء: مقالات مُختارة

(27) عبد العظيم المطعني في رحاب الله

بقلم: جمال سلطان
.................

فقدت الأمة أمس عالما جليلا من أخلص رجالها وأكثرهم بلاء في الدفاع عن حرماتها وأيضا أكثرهم تواضعا وتعففا عن الكثير مما يشتهيه آخرون ويلهثون خلفه.
رحل عنا العالم الجليل الدكتور عبد العظيم المطعني ، بقية الخير في علماء الأزهر ، وأستاذ البلاغة ، والعالم الموسوعي ، والكاتب الصحفي أيضا ، الذي بدأ رحلته في الشأن العام بالكتابة الصحفية ، بدءا من الأهرام ومرورا بالنور وآفاق عربية وانتهاء بصحيفة المساء حيث كان يكتب في رمضان من كل عام مقالا يوميا ، كما وهب المكتبة العربية العديد من الكتب التي تمثل مرجعا في بابها مثل كتابه الجامع في دفع الشبهات المثارة حول السنة النبوية ، وكتابه "الإسلام في مواجهة الايديولوجيات المعاصرة" إضافة إلى كتبه عن بلاغة القرآن والمجاز في القرآن.
المطعني من ذلك الجيل الذي كان موسوعيا بمعنى الكلمة في معرفته بتراث الإسلام واللغة والأدب والفقه والتفسير والتاريخ ، ولذلك أتت كتاباته شديدة التنوع ، كما أن خبرته في الكتابة الصحفية والاشتغال بقضايا الشأن العام مبكرا ، جعل له حضورا كبيرا في الفكر الإسلامي المعاصر بذكاء من يعرف خلفيات الصورة والأحداث و"الخنادق" الفكرية ، حيث اشتبك في معارك فكرية كبيرة مع الأفكار "المستوردة" كان فيها قوي الحجة نافذ النظرة ، يعرف خلفيات من ينتقده وتاريخه ومراوغاته.
لم يكن أزهريا تقليديا ، بل كان شديد الانفتاح ، كذلك كان الرجل جريئا في تصديه للأفكار والمشروعات والقوانين التي يرى أنها تمثل خطورة على مستقبل الأمة ، أو أنها تمثل طعنا في ثوابت الدين ، مهما كانت العواقب ، ومهما كان أصحاب المشروع المقدم نفوذا وهيمنة ، وقد تصدى ـ في هذا المجال ـ لقوانين المرأة وقوانين الطفل التي تقدمت بها السيدة سوزان حرم رئيس الجمهورية خلال السنوات الأخيرة ، وفندها بقوة وهاجمها بضراوة في أكثر من صحيفة وأكثر من موقع ، وكان نقده لهذه المشروعات يمثل النقد الأكثر شمولا وأهمية وتأثيرا ، لأنه لا يدخل من الباب الشرعي وحده ، بل يمزجه بخبرة التاريخ وتطورات رحلة التآمر على الأسرة المسلمة من قوى أجنبية عديدة ، ولذلك عاش الرجل ومات وهو بعيد تماما عن أي مغانم سلطوية ، أبعدوه عن أي منصب أو مركز ، رغم أن بعض من تولى المناصب الكبيرة كان لا يرقى لمرتبة تلميذه ، غير أن حضوره وقوت حجته وسلاسة بيانه وبلاغته وجاذبية منطقه جعلته مقصدا للعديد من الصحف والمجلات لاستكتابه في مصر والعالم العربي ، وكذلك لإذاعة القرآن الكريم ، حيث كانت له أحاديث غاية في الروعة واليسر والعمق معا ، وكان الرجل زاهدا في تلكم المناصب بالفعل ، ولم أشعر يوما التقيته فيه أن بداخله غصة من هذا الإبعاد ، كان مشغولا بالانتاج الفكري ، والكتابة ، والعطاء ، والاشتباك مع قضايا الواقع بهمة وحماسة من يرى أنه في ميدان ، وأنه يجاهد بالفعل ، شرفنا بالكتابة في مجلة المنار الجديد في أكثر من مقال ودراسة رصينة ، كما تشرفت بالحوار معه في حلقة أو اثنتين على ما أذكر من برنامج "قضية وكتاب" الذي كنت أقدمه في قناة اقرأ الفضائية قبل حوالي عشر سنوات ، كما تعلمت واستفدت من كتاباته ومقالاته ، وكان الرجل شديد التواضع ، لا يحاول أن يبدو معك كعالم كبير أو شخصية ذات هيبة ، إلا هيبة العلم والفكر و صفاء القلب ، وكان من النوع الذي يخجلك بالفعل في تواضعه ، كما كان هذا التواضع سمته في بيته ومسكنه وفي ملبسه وشأنه كله ، رحمه الله .
.................................
*المصريون ـ في 30/7/2008م.







 
رد مع اقتباس
قديم 18-12-2008, 01:58 AM   رقم المشاركة : 36
معلومات العضو
د. حسين علي محمد
أقلامي
 
إحصائية العضو







د. حسين علي محمد غير متصل


افتراضي رد: أوراق خضراء: مقالات مُختارة

(28) محمود درويش‏..‏ كان أجملنا‏..‏

بقلم : ‏فاروق جويدة‏
...................

لانستطيع أن نصنف محمود درويش علي أنه شاعر عادي‏,‏ ولا نخضع أشعاره لمقاييس النقد الأدبي‏.‏ فهناك بعض الشعراء الذين اختارتهم الاقدار ليكونوا رموزا وليسوا‏ فقط مجرد شعراء‏.‏
وفي تقديري أن محمود درويش واحد من هؤلاء الشعراء وكان من الممكن أن يكون شاعرا عربيا عاديا‏,‏ لكن محمود درويش هو شاعر القضية الفلسطينية بلا منافس‏.‏
وبقدر ما اشعلت القضية الفلسطينية عقل ووجدان الإنسان العربي طوال نصف قرن من الزمان بقدر ما أخذ درويش مساحة في هذا الوجدان العربي‏.‏
إن قضية فلسطين هي قضية العرب الأولي‏,‏ ولأن درويش رمز هذه القضية فقد احتل مكانة أكبر بكثير من مجرد أنه شاعر كبير‏,‏ ولهذا حينما يقيم محمود درويش كشاعر في مسيرة الشعر العربي لا يستطيع أحد أن يفصله عن هذه القضية أو يفصل هذه القضية عنه‏.‏
هذه مقدمة لابد منها أما محمود درويش الشاعر فأنا شخصيا أري أنه يمثل موهبة كبيرة بالفعل وأنه اضاف للشعر العربي لونا ومذاقا جديدا‏,‏
وقدم تجربة شعرية متميزة ارتبطت بقضية قريبة جدا إلي قلوب الناس‏,‏ واستطاع أن يعبر عن كل هذا من خلال شعر جميل في لغته وصورته ورشاقة أسلوبه‏.‏
ومحمود درويش في السنوات الأخيرة وبرغم رصيده الشعري الكبير كان يسعي إلي اضافة جانب جديد إلي تجربته الشعرية‏,‏
وهو أنه شاعر إنسان يغني لهموم الإنسان في كل مكان‏,‏ وليس فقط شاعر قضية يمكن أن يختلف الناس عليها أو يتفقون‏.‏
كان شعر درويش في السنوات الأخيرة شعرا ناسفا يمثل مأساة الإنسان في هذا العصر بكل جوانب القبح والقسوة فيه‏.‏
وكنت أتمني لو امتد العمر بمحمود درويش حتي يكمل هذا التحول الخطير والكبير في مسيرته في الشعر‏.‏
وقد عرفت محمود درويش عن قرب والتقينا كثيرا في مناسبات عديدة منذ دعاني الراحل الكبير ياسر عرفات إلي الغداء في مقره في عمان في منتصف الثمانينيات‏,‏ وكنا نقدم يومها مسرحية الوزير العاشق علي مسرح جرش‏,‏
وكنت في صحبة عبدالله غيث‏,‏ وسميحة ايوب‏,‏ ونخبة من نجوم مصر كان في مقدمتهم كرم مطاوع وسعد أردش ومنذ هذا اليوم لم تنقطع صلتي بمحمود درويش‏,‏ وكثيرا ما جمعتنا لقاءات نزار قباني ومحمود درويش وأنا‏.‏
ولا شك أن رحيل محمود درويش خسارة كبيرة للشعر العربي‏,‏ وخسارة أكبر للقضية الفلسطينية‏.‏ ولأصدقاء درويش ومحبيه وما أكثرهم‏!,‏ غياب محمود درويش سوف يترك فراغا رهيبا‏.‏
.................................
*الأهرام ـ في 11/8/2008م.







 
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
غيمة خضراء @ الزهراء عبد ربه محمد اسليم منتـدى الشعـر المنثور 0 29-09-2007 06:48 PM
أوراق مبعثرة..... ريمه الخاني منتدى القصة القصيرة 3 10-05-2007 03:42 PM
الجزء الثاني / ورقات على هامش مؤلف" أوراق " عبدالله العروي محمد المهدي السقال منتدى البلاغة والنقد والمقال الأدبي 0 21-04-2007 12:54 AM
ورقات على هامش مؤلف" أوراق " عبدالله العروي محمد المهدي السقال منتدى البلاغة والنقد والمقال الأدبي 0 18-04-2007 04:27 PM
أوراق تشكيلية وحكايتي مع اللوحة ؟؟ ومحمد بدر حمدان ؟؟واللوحة القصيدة ؟ عبود سلمان منتدى الفنون والتصميم والتصوير الفوتوجرافي 1 30-09-2006 05:47 AM

الساعة الآن 11:34 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط