الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديات الحوارية العامة > منتدى الأدب العام والنقاشات وروائع المنقول

منتدى الأدب العام والنقاشات وروائع المنقول هنا نتحاور في مجالات الأدب ونستضيف مقالاتكم الأدبية، كما نعاود معكم غرس أزاهير الأدباء على اختلاف نتاجهم و عصورهم و أعراقهم .

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-02-2024, 10:52 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أحمد فؤاد صوفي
أقلامي
 
إحصائية العضو







أحمد فؤاد صوفي غير متصل


افتراضي قصيدة *الطفل فوق سريره رقدا*


الشاعر الشيخ ابراهيم المنذر 1875 – 1950 - من لبنان الشقيق
قصيدة *الطفل فوق سريره رقدا*
-----------------------
الطفلُ فوقَ سريره رقدا
والنّارُ فيه تحرقُ الكَبِدا

نزلتْ به الحمّى فما
تركتْ إلّا فؤاداً باتَ متقّدا

والموتُ أرسلَ فوقَهُ مَلَكاً
بسطَ الجناحَ ليخطِفَ الوَلدا

والأمُّ جاثيةٌ ومُقْلَتُها
ينهلُّ منها دَمعَها بَرَدَا

لا صوتَ يُسمعُ في الدِّيَار
سوى زَفَرَاتُها والأُنْسُ قد فُقِدا

وإذا شَقيقَتُه الفتاةُ وقد
كانتْ تعاني الدّرسَ والجَهَدا

هي مثلُ عمرِ البدرِ مُكْتَمِلاً
نُوراً تمايلَ عَطْفُها مِيَدا

جاءتْ فشاهدتِ الصَّغيرَ على
ذاكَ السَّريرِ وليْسَ فِيه جِدا

صرختْ أخي رُوحي حَبيبي
مَاذا نَابَكَ انطقْ وادفعِ النّكَدا

قدْ كنتَ عندَ الصُّبح سَلوَتَنَا
والآنَ لا سَلوى ولا رَغَدَا

ورَنَتْ إلى العَلْياءِ ضَارِعَةً
فرأتْ ملاكَ الموتِ قد رصَدَا

ماذا تُريدُ أخي وحيدُ أبي
دَعْهُ يَعِشْ فالأنسُ فيه غَدا

أمّا إذا مَا شِئْتَ تَضْحيةً
فأنا أكونُ عن الشَّقيقِ فِدى

أحنى ملاكُ الموتِ هامَتَه
قال اتْبَعيني واقْطَعِي الأَمَدَا

فمَشَتْ ومرَّ على حَديقَتِهَا
حيثُ الجمالُ يموجُ متَّحِدا

ورأتْ رفيقاتِ الدّروسِ كما
الغِزلانُ تقفِزُ والسرورُ شَدا

وبدتْ ضماماتُ الزُّهورِ
على أعناقهنَ صَفَفْنَهَا عُقَدا

وتَمَثَّلتْ قَبْراً يغيّبُها
ويَضُمّ منها ذلك الجَسَدا

فبكتْ وقد رجَفَتْ جوانِحُها
لا تبتغي أن تترك البلدا

أنا لي أبٌ يحنو عليّ
ولي أمٌ تذوبُ لفُرقَتي كمدا

أنا لي حبيبٌ مدَّ لي يدَه
أأمدُّ طوعاً للمنونِ يَدا

خارتْ قوايَ ومتُّ من جَزَعي
فأَشْفِقْ عليّ بحقّ من عُبِدا

قال ارْجِعِي فمضتْ وقد
عادَ الملاكُ يظلُّ من رَقَدا

وإذا أبو الطّفلِ انثنى عَجِلاً
من شُغْلِه للبيتِ مُفْتَقِدا

فرأى ابنَهُ دَنِفاً يذوبُ
وطَرْفُ الأمِّ مِنْ آلامِها سَهدا

كفٌّ تَجُسُّ بها يديْهِ
وبالأخْرى تُهَدِّئُ قلبَها جَلَدا

وبدَا ملاكُ الموتِ فوقهما
ظِّلَّاً رهيباً يُرعبُ الأسَدا

هذا وحيدي يا ملاكُ ولا
أرجُو سِواهُ في الوَرى عَضُدا

دعْه يَعِشْ في الدَّار فهو
بها كالبدرِ زيَنَ نورُه الجَلَدا

أما إذا مَا شِئْتَ تَضْحِيةً
فأنا أكونُ عن الوليدِ فِدى

قال اتْبَعني للرَّدى ومَشَى
فمَشَى الأبُ المسكينُ مُرْتَعِدا

مرَّا على الأسواقِ يعملُ
في ساحاتِها الإنسانُ مُجْتَهِدا

هذا يبيعُ وذاك يقبضُ ما
ربحتْ بضاعتُه كما قَصَدا

وأفاءَ إخوانُ الصفَا إلى
نادٍ بفتيانِ النَدَى احْتَشَدا

الرَّوضُ زاهٍ في حدائِقِه
والماءُ يعقدُ حولَه الزَّبَدا

لمَّا رأى ما قد رآهُ بَكى
وتقطَّعتْ أحشاؤُه كمَدَا

أنا بَعْدُ في سنِّ الشبابِ
ولي مُسْتَقبلٌ أرقى به صُعَدا

إنَّ الحياةَ عزيزةٌ وجَهُولٌ
من يريدُ الموتَ مُعْتَمِدا

فأجابَه عُد واحيّ يا رجلَ
الدنْيا وأعدِدْ للصَّفَا عُدَدا

بسطَ الجَنَاحينِ الملاكُ على
الطفلِ المريضِ وحوَّطَ الجَسَدا

والطفلُ يلفظُ من جوانِحِه
الرمقَ الأخيرَ وجِسْمُه هَمَدا

ذهبتْ نضارةُ وجههِ سَقَماً
وسوادُ باصِرَتَيْهِ قد جَمُدا

والأمُّ جاثيةٌ بلا أملٍ
في حُزنِها تَتَنفَّس الصُّعَدا

صاحتْ إلهي أينَ أنتَ
أما بكَ للحزانى رَحمةٌ ونَدى

أأرى وحيدي الآنَ يؤنِسُني
وغداً أفيقُ فلا أرى أحَدَا

وإذا بها كاللّبوةِ انتقَضَتْ
فرأتْ ملاكَ الموتِ مُفْتَقِدا

سِرْ يا ملاكُ إلى الرَّدَى
فمَشَى مُتَعَجِّباً بالأَمْرِ مُنْتَقِدَا

عَبَثَاً أراهَا الغيدَ سَارحَةً
وقد ارتدتْ زَهْرَ الرُّبى بَرَدا

عَبَثاً أراها الأرضَ مُفْعَمَةً
خيراً وأهْلوهَا ارْتَقَتْ عَدَدَا

هتفتْ به أسرِعْ فإنّي لن
أحْيَا لأنَّ الكَونَ قد فَسَدا

كمْ حَرَّفُوا آيَاً وكمْ كذَبُوا
عنْ ربِّهمْ والقولُ ما وَرَدَا

كم ماكرٍ واشٍ ينمُّ على
حرٍّ ويُظْهِرُ غيرَ ما اعْتَقَدَا

والسَّيفُ يُهْلِكُ كلَّ نابِغَةٍ
والسجنُ يدفنُ كلَّ منْ رَشَدا

لا الأذنُ تسمعُ ما تريدُ ولا
عيني ترى أوهامَكَ الجُدَدا

كلّي فؤادٌ وهْو مَعْ وَلدي
فاصرمْ حياتي واحفظِ الوَلَدا

وتقدّمَتْهُ للمنونِ فقالَ لهَا
قفي واسترجعي الرَّشَدا

أنتِ الجديرةُ بالحياةِ وهذا
العبدُ بينَ يديكِ قدْ سَجَدا

عودي إلى ابنِكِ فَهْوَ يبحثُ
عنْ أمٍّ تفوقُ بِفَضْلِها الشُّهَدا

إنّ المحّبةَ فيكِ خالدةٌ
وسوى حنانُ الأمِّ ما خَلَدا

رجعتْ فألفتْ نَجْلَها يَقِظاً
يفتَرُّ عن ثَغْرٍ حوى بَرَدا

أمَّاه روحي جاوبَتْهُ وقد
بَسَطَتْ ذراعيْهَا لهُ سَنَدَا

وتعانَقَا مَلَكَيْنِ ما وجَدَت
عينايَ مثلَهُما ولنْ تَجِدا

وإلى السَّمَا رفعتْ نَواظِرَها
بالدَّمْعِ تشكرُ ربَّها الصَّمَدا
------------------------







 
رد مع اقتباس
قديم 18-03-2024, 10:35 AM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ماجد غالب
أقلامي
 
إحصائية العضو







ماجد غالب متصل الآن


افتراضي رد: قصيدة *الطفل فوق سريره رقدا*

رمضان مبارك وكل عام وجميع المسلمين بخير.
قصيدة رائعة تحكي ما حدث وما يحدث كلَّ حين.
جميل هذا الاختيار استاذ احمد.
ما اعظم الشَّهادة، وا أعظم دور الأمّ وفضلها عند الله تعالى.
اللهم منزل الكتاب ومجري السّحاب وهازم الأحزاب، اهزمهم والنصرنا على عدوِّنا الصُّهيوني ومن معه.
تمنِّياتي الغالية.







 
رد مع اقتباس
قديم 18-03-2024, 05:34 PM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
أحمد فؤاد صوفي
أقلامي
 
إحصائية العضو







أحمد فؤاد صوفي غير متصل


افتراضي رد: قصيدة *الطفل فوق سريره رقدا*


الأديب/ ماجد غالب المحترم ..
أشكر مرورك وتعليقك .. وكل عام وأنت ومحبيك بخير وأمان ..







 
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 12:10 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط