الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديــات الأدبيــة > منتدى القصة القصيرة

منتدى القصة القصيرة أحداث صاخبة ومفاجآت متعددة في كل مادة تفرد جناحيها في فضاء هذا المنتدى..فهيا لنحلق معا..

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-05-2024, 06:08 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عبد المجيد برزاني
أقلامي
 
إحصائية العضو







عبد المجيد برزاني غير متصل


افتراضي الخباز

الخباز
اشتد علي الضنك يوم أقنعت إحداهُدن هذه الخرقاء أن كثرة لمس الخبز بالأيادي يمكنه أن ينقل العدوى، فأحجمتْ عن أكله وعن تقديمه للأولاد. كنتُ، كدأب باقي الخبازين، أستبقي للبيت ما يفيض عن طلبات الزبائن بغية تقليص مصاريف البيت ومصاريف طلباتها التي لا تنتهي. استدعى الأمر، كي تذعن، تدخل أهلها، وتدخل جارنا إمام الصلاة الذي أُنيطَ مهمة مصلح اجتماعي منذ إغلاق المساجد، وتدخل بعض الأصدقاء. واستدعى أيضا أن أقسم للجميع أنني أعرج بالخبز إلى الفرن ثانية قبل أن أجلبه كي أعرّضه لدرجة حرارة عالية من شأنها أن تذيب مختبر "ووهان" بأكمله.
هذا المساء، أودعت عربتي مبيتَها مستعجلا أوبتي إلى البيت لاحتضان "جاد"ي الصغير ذي الأربعة سنوات ونيف واللعب معه. سألت عنه أخته، أجابت وهي تبدي بسمة مكرة أنه عند الجيران. ما أن استلقيت ووضعت يدي على جهاز تحكم التلفاز حتى انتصب واقفا في باب الغرفة، لم يئب إلي ولم يرتم في حضني كعادته، بل ظل واقفا .. متأهبا. أخذ وضعية قط متربص، أو تيس على أهبة التناطح وعيناه تترصداني ...
- اشتروه ، قال.
- من ؟
- الجيران
- ماذا اشتروا ؟
- هل نسيت ؟ ... الحولي !
قبل أسبوعين، وأنا أداعب شعره الأسود الجميل وأجيب دون تركيز عن أسئلته واستفساراته التي لا تنتهي أبدا، جرّنا الحديث إلى موضوع كبش العيد. قال أنه يريده أكبر أضحية في الحي. استنفر طلبه كل أحاسيسي وتركيزي. خمنت أن هذه الجائحة لابد مخلصتنا من كبش هذه السنة ولهيب أسواق الأضاحي، فلا بأس إن أنا جاريته ..
- نعم يا مولانا جاد سيكون كبشك هذه السنة أكبر أضاحي الحي.
- وبقرنين كبيرين ؟ ..
- وبقرنين كبيرين ما رأيك ؟ ..
- قل والله !
- طيب، لكن بشرط .. أن يشتري أولا كل الجيران أكباشا ونراها، كي يكون لدينا الأضخم والأقرن ...
وبحزم :
- اتفقنا ؟ ..
- اتفقنا .
أذكر أن شمسا أشرقت من بين شفتيه الصغيرتين وملأت قلبي وكياني ووجداني دفئا وسعادة ..
ضرب الأرض برجله .. عمو عزيز أيضا اشتراه .. رفعت عيني ، ما يزال في وضعية الانقضاض، أعرف طرقه في جعلي أرضخ لابتزازه ..
- جاد حبيبي نحن اتفقنا أن يشتري كل الجيران قبلنا و..
أدركت بسرعة أن علي إعادة حساباتي الآن وقد أصبح العيد قدرا لا مفر منه ..
- جاد يا حبيبي، أنت الآن رجل كبير وتعلم أن هذا العيد ليس إلا ...
تهرب مني الكلمات وأصمتُ. تخلى عن وضعية الهجوم، أسند ظهره ألى دفة الغرفة وغرس في أحشائي نظرة ضعف وتقهقر .. مسح جدران الغرفة بعينين واسعتين كسيرتين، ثم خاطب أحدا غيري :
- لكنني قلت للجميع أن كبشنا سيكون الأكبر ..
استدار، غادر الغرفة وذبحني.






 
رد مع اقتباس
قديم 22-05-2024, 08:16 AM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
أحمد فؤاد صوفي
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو







أحمد فؤاد صوفي متصل الآن


افتراضي رد: الخباز


الأديب الكريم ...
الفكرة جديدة وناجحة، وقصتك تقدم لقطة مؤلمة عن التضحية في ظل الظروف القاسية التي قد تضطر الأسر إلى مواجهتها، فالخباز، الذي يعمل بجد لتوفير لقمة العيش لأسرته، يجد نفسه في مواجهة اختيار صعب بين الحفاظ على مبادئه الصحية، أو التنازل عنها من أجل البقاء.
تفاعل الشخصيات مثير للعاطفة، حيث يظهر الخباز وهو يحاول بكل جهده التعامل مع مطالب الجميع، ولكنه في النهاية لا ينجح كما يريد.
هذه القصة تسلط الضوء على التضحية الشخصية والصعوبات التي قد يواجهها الأفراد في الحفاظ على كرامتهم في وقت الضغط الشديد.

تقبل من أخيك الود والاحترام.







 
رد مع اقتباس
قديم 21-06-2024, 12:21 AM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
عبد المجيد برزاني
أقلامي
 
إحصائية العضو







عبد المجيد برزاني غير متصل


افتراضي رد: الخباز

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد فؤاد صوفي مشاهدة المشاركة

الأديب الكريم ...
الفكرة جديدة وناجحة، وقصتك تقدم لقطة مؤلمة عن التضحية في ظل الظروف القاسية التي قد تضطر الأسر إلى مواجهتها، فالخباز، الذي يعمل بجد لتوفير لقمة العيش لأسرته، يجد نفسه في مواجهة اختيار صعب بين الحفاظ على مبادئه الصحية، أو التنازل عنها من أجل البقاء.
تفاعل الشخصيات مثير للعاطفة، حيث يظهر الخباز وهو يحاول بكل جهده التعامل مع مطالب الجميع، ولكنه في النهاية لا ينجح كما يريد.
هذه القصة تسلط الضوء على التضحية الشخصية والصعوبات التي قد يواجهها الأفراد في الحفاظ على كرامتهم في وقت الضغط الشديد.

تقبل من أخيك الود والاحترام.
شكرا لك أستاذ أحمد فؤاد صوفي .. نعم هو كذلك ، أحداث النص تدور أيام وباء كورونا .. ههه
تحيتي لمرورك .






 
رد مع اقتباس
قديم 21-06-2024, 02:24 AM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
عبدالستارالنعيمي
الهيئة الإدارية
 
الصورة الرمزية عبدالستارالنعيمي
 

 

 
إحصائية العضو







عبدالستارالنعيمي غير متصل


افتراضي رد: الخباز

اقتباس:
لاحتضان "جاد"ي الصغير ذي الأربعة سنوات
(سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر )






التوقيع

أَنامُ مِلءَ جُفوني عَن شَوارِدِها
وَيَسهَرُ الخَلقُ جَرّاها وَيَختَصِمُ

 
رد مع اقتباس
قديم 07-07-2024, 08:38 AM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
ماجد غالب
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو







ماجد غالب متصل الآن


افتراضي رد: الخباز

قصّة جميلة وسرد رائع متسق، استاذ عبدالمجيد برزاني.
قد نلهي الصغير بوعد يفرحه، فإذا هو في النّهاية صادم له ولوالديه.
فها هو جاد، يغضب، ويترك والده يستشعر حسرته، التي بدت كسكِّين ينغرس في أحشائه.
لو فكرنا لوجدنا الكثير من الحلول التي تغنينا عن إلهاء الصغار بالوعود التي لا تتحقق.
ربّما المغزى كان مختلفا عند الكاتب، ولكن فائدة المعنى الذي استشففته ثابتة في ثنايا النص.
ولا بأس من أن تتعدد المقاصد وتعم الفائدة.

دام هذا الألق والإإبداع.







 
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 04:48 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط