هذا الصباح

[أحمد طايل]

معربدة في خيال شاعر يجتث المعنى من إحساس عصي . غير مبررة الحضور في ظل تعمد أن يشاكس الضوء على لوحة لفنان مبتدئ. بسيطة كريفية تحلب الصباح و تقطف عنب الأفق لتعد فطورا لزوجها المتعب. معقدة كأفكار ملحد حين يعصره الألم يعجب ليديه المرفوعتين بالدعاء. (انتهى)

[أحمد طايل]

سألته عن غده سألني عن بعد غد. كان حديثه موشى بترانيم طاغور وغضب نيتشه. في يأس يشبه نقطة في نهاية السطر قرر أن يرفع راية بيضاء للقدر. القدر الذي انتقى له أبويه و يوم مولده واسمه ولون عينيه وشعره المجعد ووطنه الذي يعرفه في الأناشيد وينكره في عناوين الصحف . القدر الذي اختار له لسانه وصوته والأحاديث الفارغة مع الجيران في العصاري و الأحاديث الدميمة بين أهل اليمين وأهل اليسار على شاشات التلفاز وأسماء رؤساء التحرير كالبثور في وجه الجريدة واعلانات الهاتف المحمول وقرارات المجلس البلدي وتشريعات تصاغ على المصاطب. . قلت له لا تجرفنا إلى السياسة فأنا على وضوء. عاد للحديث عن القدر الذي أجبره على أن يختار فاختار ان يجبر ...
وأنا.. أتأمل ورقة شجر على وشك السقوط .. أفكر في الخريف والرياح و وهن الأغصان والورقة التي كانت على وشك السقوط وهي تختفي بين صحويباتها على الأرض المتربة..
حين مللنا من رتابة أفكارنا قررنا أن نلعب بالنرد!!!

[عبد السلام الكردي]

استمر ايها المبدع فاني اتلذذ بقهوة صنعتها انت ولم تضف اليها السكر بل اضفت شيئا من روحك الجميلة فغدت بمذاق لا يشبه الحقيقة
اخشى من الادمان

[كفا الخضر]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد طايل

عجبت لسعي الدهر بيني وبينها
فلما انقضى ما بيننا سكن الدهر
....
بيت من الشعر فاجأتني به ذاكرتي وأدهشني كيف مررت عليه من قبل دون أن أتأمل كل هذا الألق. الدهشة التي تصيبك حين يأتي كل شيء لا تريده في الوقت الذي لا تتمناه فيه . التساؤل المقهور عن انعدام أقل ما تريد في الوقت الذي تتلهف فيه إليه .

اصبت اخي احمد
والدهشة تأتي أيضا عندما يطل الصباح علينا بكلمات ليست كالكلمات
ون هنا من متابعي صباحاتك الندية
واستأذن من الاخوة مشرفي النثر في تثبيت هذه الزاوية

[محمد صوانه]

الأستاذ أحمد طايل

جميل هذا المداد الوردي بأريجه الفواح،
يجتذب من مر من هنا مسرعا
ويمنحه قسطاً من الإبداع؛

ويحي فيه حب الحرف
وعشق الكلمة
فينهل من معينك.

هنا
تحولت الأقلام
لتكون مداميك ترسم
لوحة الإبداع!

لك تحياتي وتقديري

[أحمد طايل]

مشاهد صيفية ...
- أمام فوهة النار يصنع خبزا ..يناوله لفتى يرتدي ملابس أخته - أو هكذا ظننتُ - وفي يده بقايا "آيس كريم" .على وجه صانع الخبز عرق الغضب والرضا بالقضاء وبقايا قبلة من لهيب وعلى خد الفتى آثار أحمر شفاه..

- لدى شاطئ البحر ...جالسةٌ ...واقفٌ ...يتبادلان العتب والعجز والأمنيات وبعض الأقاصيص.تنظر في عينه ثم تنظر في نوافذ سيارات تمر غير مبالية إلا القليل. في المقاعد الخلفية لسيارة فارهة...جالسة..جالس..يتبادلان الذنب والقهر والقبلات السريعة وبعض النقود. تنظر في جيبه ثم تنظر من نافذة السيارة ..إلى البحر..

- منتفشا كطاووس يقف بين رجاله والكل يلقي التحية وماء الوجه ويسارع في تأليهه . أحدهم يناوله منديلا تلو الآخر..فليس لإله صغير أن يعنّى بإفرازات جسده المقدس. يمر صبي بملابسه الرثة وجسده الذابل الفاني...على خريطة بشرته آثار معارك بين أساطيل الجوع والتشرد و نزلات البرد والحمى. في يد الصبي قطعة كبيرة من بطيخ فاسد وجده بقمامة أحدهم. في شجاعة قلب أسد وبكل عزمه يلقيها بوجه الإله الصغير ..ويذوب في الزحام.


- "ستوماك"..شيء يرتفع عن السرة بقليل وعن شاطئ الشهوة بقليل أيضا.
" بودي".. شيء يلتصق في نصف الجسد الأعلى بشغف ويلتصق في الأفكار بإلحاح طفل مشاكس.
"تاتو" ..نقش على الجسد لا يمجد ملكا أو محاربا ويثير المعارك.
"مايكروجيب".. شيء يقل نموه عن الطبيعي ويفصل بين الممكن والمستحيل.
"جينز" ...شيء يصف الفارق بين التلال والهضاب كما لا يستطيع أن يصفه أميرللشعراء
رَجَلٌ ... يمسح عن جبينه براكين عرق وعن عينه بقايا مشاهد صيفية...

الأساتذة عبد السلام الكردي ، كفا الخضر ، محمد صوانه ...تحياتي وخالص الشكر والتقدير

[إبراهيم محمد شلبي]

بعيدا عن كتابات أخي المبدع أحمد طايل: وأخيرا أُنصِفَ الموضوع وتم تثبيته، وليس لشخص الكاتب، بل لما يستحقه النص شكلا وأسلوبا ومضمونا. وأني لآسف أن هذه الخطوة لم تأتِ على يد المشرفين الأفاضل، وفي ذلك -والحق يقال- تقصير منهم.

عودة للنص: الصمت في حرم الجمال جمال.
دمت أحمد طايل.

[عبد السلام الكردي]

صباخاتك اخي الكريم تبدو ذات شمس مختلفة التكوين
هي تشرق من اجلك فقط

لنتابع بنهم

[أحمد طايل]

مشاهد صيفية - الجزء الثاني

- شمس بلا رحمة تنخر الرؤوس وتذل العيون . الكل بين خطو سريع يفر به من الحرور إلى الظل وحلم يراوده في كوب ماء مثلج يشق صدره المتشقق كالحقول قبل الفيضان. سيجارة يدخنها أحدهم مللا وتدخنه . صياح البائعة الجائلين يصم أذن الصبر. ضجيج سيارات وأبواق تزعج الموتى قبل الأحياء. الحرارة تعصر أنفاسك كما يعصر صياد بخيل قميصه الرث الذي يحضره لغد غير مأمون. خطى تكاد تنهار ضيقا واشمئزازا وروائح تسرق من ذاكرتك كل ذكرى لشذى يضوع في بستان قصر أو عبق في مدخل فندق أنيق أو عطر فرنسي الدهشة يتفلت من تهادي حسناء مدللة. فجأة ..وجهكِ يطل في الزحام ..ليعيد ترتيب الأشياء.

[أحمد طايل]

كان شاعرا وصديقي..ولأنه من أصول ريفية كان يخجل من اتهام البعض له بالإسفاف حين كتب لحبيبته يوما :
"اجعليني أي شيء في حياتك
اجعليني مثل دبوس بشعرك
ممسكا ليلا طويلا
اجعليني..مثل نبت في الحديقة
يصعد الشرفات نحوك
كل صبحٍ..
ثم يهبط ..ثم يهبط
اجعليني أي شيء في حياتك.."
كان إلقاؤه شبيها بتنفس شراع في أصيلٍ سكندري ، لا بل كان أشبه بصهيل محموم لقلب عاشق. في إحدى ندواته ولأنه يعلم أن من أقرانه من سيستمعون إلى هذه القصيدة ثم يتندرون على أنه طلب إلى حبيبته أن تجعله أي شيء في حياتها، قدم القصيدة بأن أهداها إلى الوطن. أخبرني بعدها أنه لم يكذب فحبيبته التي لم يقابلها ولم يرها ولا يعرف أين ومن وكيف هي الآن ..وطن.
....إلى علاء حمدي أينما يكون...مشتاقون ..

[عبير هاشم]

الكاتب الكريم
أحمــــد طـايل
هنيئاً لصديقك بك
وهنيئاً لأقلام بعودتك من جديد
تحت طائلة النصوص الأكثر من رائعة
دمت.

[عبد السلام الكردي]

لا أحب أن أقاطعك انما هو مرور لاقتناء بعض الضوء والق الصباح