موت المهد

[د.عبدالرحمن أقرع]

موت المهد
د.عبدالرحمن أقرع

ما أن يسود الفرح في الأسرة اشهراً عدّة ، ويزدان البيت بالأشياء الصغيرة المحببة من مهدٍ إلى ملابس أحجامها غاية في الصغر ، وأدوات الرضاعة والإستحمام الخاصة بالوليد الجديد حتى تأتي يد القدر مختطفةً حياة الرضيع بغتةً ، ودون أي مرضٍ مسبق ، ودون أية أعراضٍ مصاحبة..فقط: موت مفاجئ!
موت المهد أو كما يعرف طبيا ( متلازمة الموت المفاجئ للرضيع) هي حالة من الحالات المحيرة للعلوم الطبية في ذروة حداثتها، تنحصر في سن محدد للرضع من الشهر الأول بعد الولادة إلى العام الأول ، وتختفي بعد ذلك.
والغريب أن عدد الأرواح التي تحصدها ليس بالقليل، ففي الولايات المتحدة الأمريكية تشير الإحصائيات إلى أن 50 رضيعا من كل 10000 رضيع يموتون بهذه الطريقة أي ما يعادل 0.05% من المواليد لا تبلغ عامها الأول متوفاةً بهذه الطريقة.
الأسباب لهذه الظاهرة لا تزال مجهولة، والوقاية منها مستحيلة ، والدراسات لم تفضِ إلى أكثر من تكهنات : مثل أن وضع الرضيع على بطنه في السرير قد يؤدي إلى ذلك.
هنالك دراسة واحدة فقط ملفتة للنظر ألا وهي دراسة أمريكية مولت من قبل المعهد الوطني الأمريكي للصحة ، وقامت بتشريح أدمغة 31 رضيعا ماتوا موتَ المهد المفاجئ لتجد أن هؤلاء الأطفال- مقارنة ب 10 أطفالٍ آخرين ماتوا بأسباب أخرى معروفة- يعانون من تشوهات خلقية في أماكن من الدماغ مسؤولة عن تنظيم الوظائف الحيوية كالجهازين التنفسي والدوراني .
هنالك بعض الظواهر المستقاة من المعطيات الإحصائية الجديرة بالإهتمام:
فمثلا: تزداد احتمالية الوفاة بخمسين ضعفا لدى الأطفال الخدج ( الذين لم يكملوا فترة الحمل)، وكذلك لدى أبناء المدخنين / ومتعاطي الهيروين ، وأولئك الذين يرفضون الرضاعة ، وأولئك الذين يشاطرون الوالدين الفراش ، أو الذين يوضعون على بطنهم في المهد.
وعليه - ورغم استحالة الوقاية كما ذكرنا- فإن تلاشي العوامل السابق قد يقلص احتمالية الموت المفاجئ للرضيع (موت المهد)..مثل:
*تشجيع الرضاعة الطبيعية: تشير الإحصاءات إلى أن حالات الموت المفاجئ لدى الرضع الذين يتلقون رضاعة طبيعية أقل باربع مرات منها لدى الذين يتلقون رضاعة صناعية.
* الجو النقي الخالي من التدخين لارتفاع احتمالية حدوث الموت المفاجئ لدى الرضع من أبناء الأسر المخنة.
* النوم في مهد، أو في مكان مستقل ، وليس مشاطرة الوالدين الفراش
* وضع الرضيع على ظهره أثناء النوم.
* الحفاظ على جدول التطعيم منتظما، حيث تشير الإحصائيات إلى انخفاض الظاهرة لدى الأطفال الذين يتلقون اللقاحات بانتظام.
وفي الختام: تبقى إرادة الله هي التي تحدد الآجال ، ولا نملك إلا الأخذ بالأسباب لدفعِ قدرٍ بقدر كما علمنا شرعنا الحنيف.
وبالسلامة إن شاء الله.

[نغــــــــــم أحمد]

الله يعطيك العافية د.عبدالرحمن
على هذه المعلومات وحمى الله أطفالنا وأطفال المسلمين
وجعلهم قرة عينٍ لنا
تقبل ودي وتقديري

[د.عبدالرحمن أقرع]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نغــــــــــم أحمد

الله يعطيك العافية د.عبدالرحمن
على هذه المعلومات وحمى الله أطفالنا وأطفال المسلمين
وجعلهم قرة عينٍ لنا
تقبل ودي وتقديري

عافاكِ الله أختي الكريمة العزيزة نغم
وبارك في دعائك الطيب
تحياتي لك ولمرورك النبيل

[د.رشا محمد]

معلومات جديدة واحصائيات تستدعي التعجب...!
أشكرك د.عبدالرحمن

[نايف ذوابه]

شكرا يا دكتور على تعميم الثقافة الصحية ... والوعي الصحي

بارتقاء الوعي الصحي نتجه إلى حياة أفضل ..

بالتأكيد الأم المثقفة تقدم للمجتمع مواطنين أصحاء صحة جسمية ونفسية ..

مع تعميم الثقافة الصحية والوعي الصحي سينحسر دور الأطباء والعيادات ...

[د.عبدالرحمن أقرع]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د.رشا محمد

معلومات جديدة واحصائيات تستدعي التعجب...!
أشكرك د.عبدالرحمن

الزميلة الفاضلة د.رشا
لا شكر على واجب...
المؤلم حقا أنني عايشت حالة مشابهة في أول مناوبة ليلية لي في المستشفى كطبيب شاب ..
المؤلم اكثر أنك تضيع بين ألمك الإنساني أمام جثة الرضيع المسجى الذي تبذل الكثير من أجله يأسا دونَ جدوى..وبين صدمة الأهلِ وعدم تصديقهم لما جرى.
تحياتي لمرورك
همسة: يؤسفني أنني عندما أردت الرد على مداخلتك زميلتي العزيزة ضغطت خطأً على (تعديل) بدلا من (اقتباس) فبدا وكأنني عدلت في مداخلتك..لذا : اقتضى التنويه).

[د.عبدالرحمن أقرع]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نايف ذوابه

شكرا يا دكتور على تعميم الثقافة الصحية ... والوعي الصحي

بارتقاء الوعي الصحي نتجه إلى حياة أفضل ..

بالتأكيد الأم المثقفة تقدم للمجتمع مواطنين أصحاء صحة جسمية ونفسية ..

مع تعميم الثقافة الصحية والوعي الصحي سينحسر دور الأطباء والعيادات ...

الأخ الحبيب ابا عبدالله:
رسالة التثقيف الصحي ، وتعليم مفردات الحياة هي الرسالة الأولى للطبيب والعاملين في الحقل الطبي على حدٍّ سواء.
ولا تخشَ ضيرا على الأطباء..(ففي السماء رزقكم وما توعدون)، وعند شيوع الوعي الصحي سيتضاعف دخل الأطباء من الكشوفات الوقائية (تشِك أب) .
المؤسف أن رسالة التثقيف الصحي -على الأقل عندنا- قد تم تسييسها..فلكل حِزبٍ مستوصفاته ، وعربات اسعافه ، ومع الأسف أطباؤه المحسوبون عليه..والمتلقي- المواطن- لا يثق إلا برسالة التثقيف الصادرة عن الحزب المناصر له..باختصار: (كل حزبٍ لما لديهم فرحون).
نسأل الله العافية