|
|
منتدى الأدب العام والنقاشات وروائع المنقول هنا نتحاور في مجالات الأدب ونستضيف مقالاتكم الأدبية، كما نعاود معكم غرس أزاهير الأدباء على اختلاف نتاجهم و عصورهم و أعراقهم . |
مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان) |
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
22-03-2006, 01:34 AM | رقم المشاركة : 1 | |||||
|
إلى أمي
إلى أمي إلى أمِّي في مرقدِها ، إلى كلَّ أمٍّ في الكونِ إلى كل من تستعد لتكون أماً ، أقدم قرنفلة تبقى على غصنها ، أقدم قلبي يبقى في نبضاته ، أقدم سربا من ذكريات تأبى أنْ ترحلَ *** فاجأني العيدُ من الخلفِ ، وأغمضَ عينا نسياني بعصابة ، ثم أيقظهُ ، كنتُ مشغولا بالحياة أو تشتغل بي الحياةُ ، لا بأس ، كلُّ شيء رائع: الرجوع إلى الوراء ، الذاكرة دون حروف ، الانتظار عند مفترق القلوبِ ، خربشتنا على جدار اللعبِ .. *** ولأنَّ لي أمّاً ، فلي عيد ، ولأنَّ لي عيداً ، تعلمتُ كيف أقطفُ الكلماتِ عن أغصان الفجرِ ، لأقدمَها إلى أمِّي ، ولأنَّ للعيد أمهات ، يقطفني عن غصن عمري ، ويقدمني هديةً للشكر . *** بيني وبين ذكراك ، حلم ، وقبلة ، ويد نبتَ عليها الدهرُ أياماً من وجع ، ومن بقاياه ، هل جاءَ العيدُ ؟ هل راحَ العيدُ ؟ عبثا يمر بي رصيفُ السؤالِ ، ويدوسني، وأعلمه كيف لا يكون بي رحيماً، وأعلمه معنى الاغترابِ في الفرح ، رغم أني لا أزال في الصفوف الأولى أتلقى مناهج : الأمل ، الحب ، المال ، الأنثى، والتمني . *** أمي ، كلُّ عيدٍ ، وأنتِ تزهرين ذكرى ، وأتقاسم مع الماضي جهدا أغراني لأكونَ كما كنتِ تحلمين ، فإذْ بي أتسللُ من تحت جنح الأمل لأصلَ إلى استلاد الحنان من براعم الوداع الخير : ليلتُها ودعتِني بابتسامة ، وقبلَ الفجرِ كنتُ ذاهبا معك إلى فرح، وسبقني إلى روحك ملكُ الموتِ ، قمتُ يائسا بإجراء تنفسٍ اصطناعي ( فم – فم ) ، ثم صرختُ صرخةً مدويةً - فارقتْ الحياة - ونبتتْ صرختي تحت جفني دمعةً ، ولا تزال ، وبعد عشرِ سنواتٍ من حملي شمعة الوداع ، اكتشفتُ أنك أخذتني معك ، لم أميزْ بعد كثيرا بأن مهمة الحواس تتعطلُ في لحظة يُطلَب منها أن تنفعلَ ، فتلك الصدمة هي مدى ، حرية ، إنذار ، وربما ميلاد : الأمٌّ لا يمكن أن ترحلَ ، أو تموتَ.. أمَّي ، رغم أنك لم تدخلي مدرسةً، و لم تقرئي في كتاب، لكنني أشهدُ أنك عرفت الكثير من أسرار الوقت ، والنجوم ، والسماء ، وأشهدُ أنكِ روضتِ الأرضَ ، والشتاء ، والظلمة ، والخوفَ ، فمنك تعلمتُ أنَّ الروحَ مثل نحلة تزور الجسم ، وتأخذ منه فقط الرحيقَ ، وعندما تزعل ، أو لا تجدُ ما يكفيها فيه ، ترحلُ عنه لتكونَ نجمةً في السماء إنْ كانت خيّرةً ، أو عتمةً بين النجومِ إن كانت شريرة .. أمي : أنا وأنتِ تقاسمنا حمْلَ ( الصمد والنير والسكة وكيس الحنطة ) ، فلحنا ، وزرعنا وحصدنا ، يوم ثارت بقرتنا ( حميرة ) وفلتت من النير ، ضربتِها بحجرة فأصابتني ، تحملت الوجع ، وعدنا للفلاحة من جديد .. أنتِ أول من رفع جسمي الصغير الناحل مثل عود الجوز ليصل ظهر سيارة ( الهوب هوب) ، ثم تناولتُ منك كيسا من حشائش جمعتها ، مع قليل من السمنة والجبن والشنكليش ، بعتها في السوق وعدت إلى المدرسة متأخرا فضربني مدربُ الفتوةِ – في الأول الإعدادي – الذي لم يقبلْ تبريري .. سربٌ من ذكريات : حملتني يوم وقعتُ عن ظهرِ الحمار وكسرت ساعدي ، وقتها سقطت دمعاتك الحارة في فمي ، لا يزال طعمُها حيّا .. لن أنسى يومَ نظرتِ إلى راحة كفيّك المشققتين ، وأظافرك الناشبةِ في اللّحمِ ، وقلتِ باكية " أكلتها الأرض" .. أم ليلة ، تهدمَ بيتنا الطيني ذات شتاء ماطر ، ونجونا بأعجوبة ، أم يوم زففتِ لي خبر قبولي في بعثة خارجية لدراسةِ الطب ، وعندما غبتُ طويلا ، طلبت عودتي ، ولم أعدْ إلا ومعي شهادتي ، فاحتفلتِ على طريقتك الخاصة ، أم يوم خبأتِ مجلة النافذة التي عملت فيها ، تحت الوسادة إلى حين عودة من سفر طويل ، وقلت " بلالك ها الشغلة فيها وجع رأس " ، ثم تباهيتِ بها أمام النسوة بعد حين . أمِّي، آخر شيء تعلمته منك الاستعداد لخسارة ما كسبت بما فيه الحياة والحزن والفرح ، وقبله تعلمت الكثير ، حتى أول شيء – لفظة أمي .. كنت بفضلك أسقي عمري من عمري ، واجتهد ليكون وردا ، عندما خسرتك ،تعلمت أن أذهب بقدمي إلى الحب وإلى نقيضه ، ولا أزال بينهما أتخيرُ مَن أكون، وكلما جاء العيدُ أصغر ، وأمنحُه من عمري وردةً وذكرى أمّي ، لا أزال كما تركتني آخر مرة ، أبيع الزمن ، و الأمكنة ببراعة فأنتِ ليست عيدا وحسب ، بل جعلت من العيد أنثى ، تقطفُ الفرحَ لأبنائِها من أجلِ أن يفرحوا بأن لهم أماًّ ، تمدُّ يدَها لتمطرَ عليهم حبّاً
|
|||||
22-03-2006, 03:14 AM | رقم المشاركة : 2 | ||||
|
|
||||
22-03-2006, 11:21 AM | رقم المشاركة : 3 | |||
|
كنت بفضلك أسقي عمري من عمري |
|||
22-03-2006, 07:21 PM | رقم المشاركة : 4 | |||||
|
تحية
يافا
|
|||||
22-03-2006, 10:15 PM | رقم المشاركة : 5 | |||
|
|
|||
23-03-2006, 06:12 PM | رقم المشاركة : 6 | |||||
|
مشتعلة ياأسد هذه القداسه .. التي تتحول الى صياغة فنية فيها من الحرقة والبساطة ..
|
|||||
24-03-2006, 01:16 AM | رقم المشاركة : 7 | |||||
|
تحية
الرائعان
|
|||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|