بناء القصر.. (قصة للأطفال)

[محمد صوانه]

كان الفتى يرافق أباه في جولة داخل المدينة، ومرا من جانب قصر كبير، لفت انتباه الفتى، وأبدى إعجابه بجماليات بنائه..
قال، ما أجمل هذا القصر وأعظمه يا أبي!
ثم سأل أباه:
- كيف تم بناء هذا القصر العظيم، يا أبي؟

- أجاب الأب:
طوبة طوبة!

- أرجو أن تشرح لي يا أبي.

- نعم، أولاً طلبوا من المهندس المعماري أن يرسم الهيكل العام للقصر، وهذا المهندس أخذ بعين الاعتبار كل الوظائف والاحتياجات المطلوبة للغرف ومرافق القصر المراد بناؤه؛ سواء من غرف النوم والجلوس والمعيشة ومجالس الضيافة والصالات والمرافق المساندة الأخرى، وأعد لكل ذلك رسومات جميلة..
ثم رسم الشكل العام للقصر..
- وما هي الخطوة التالية يا أبي؟ هل يقوم عمال البناء بالتنفيذ؟
- كلا ليس بعد؛ إذ بعد أن ينتهي المهندس المعماري من رسومات القصر، يتولى المهمة من بعده مهندس آخر متخصص في البناء.
- وماذا يعمل هذا المهندس؟
- يتولى دراسة الرسومات المعمارية للقصر، وبناء عليها يقوم بتحديد جميع مكونات المواد الخرسانية والإسمنتية ومقاديرها وأوليات بنائها.. ويعمل على اختيار فريق العمل الذي سيقوم بالتنفذ معه، من معلمي طوبار (بنّائين) وعمال فنيين مهرة في التعامل مع الحديد والإسمنت والطوب والآلات المستخدمة في البناء من الخلاطات والرافعات والخشب وجميع لوازم البناء الأخرى..

- وما هي الخطوة العملية الأولى في البناء؟
- إن أول شيء هو الإعداد لتجهيز القواعد الضخمة المتينة، التي تستخدم فيها كميات كبيرة وسميكة من القضبان الحديدية الخاصة بالبناء، والإسمنت والرمل.. إذ يجري بعد ذلك وضعها في طبقة يتم حفرها في الأرض بمسافة كافية يتم حسابها بعناية، ويتم وضع تلك القواعد وترسيخها في باطن الأرض، وتصب حولها الخلطة الخاصة المكونة من الإسمنت والرمل..

وبعد الانتهاء من بناء القواعد، تترك لعدة أيام قبل الاستمرار في البناء..
- ولماذا؟
- حتى تجف وتأخذ متانتها الكافية لتحمل ما سيوضع فوقها من بناء وأحمال كبيرة من الطوب والحديد والخلطات الإسمنتية.

ثم يبدأ فريق البناء في إعلاء البنيان، ويظلون يعملون كل يوم..

ويستمر البناء طوبة طوبة.. حتى يكتمل بناء القصر، فيكون كما تراه..

ومن الداخل ثمة فرق متخصصة تعمل على تنفيذ وتركيب الديكورات والتأثيث كل في وقته وأوانه، لا يتقدم شيء يترتب إنجاز غيره قبل إتمامه..!

وهكذا يتم البناء بالتعاون بين جميع المهندسين المشرفين والعمال المهرة المتخصصين كل في مجاله وفنه..

قال الصغير:
ولكنني رأيت أن الشركة التي كانت تتولى بناء الجسر الكبير قرب مدرستنا أحضرت أبنية جاهزة تم تركيبها خلال يوم واحد؟

سأله الأب:
وهل استمر بقاء تلك الأبنية؟

أجاب الصغير:
لقد أزالوها بعد الانتهاء من بناء الجسر وتشغيله..

قال الأب:
وهذا هو الفرق بين البناء الدائم والبناء الزائل..

[محمد كركاس]

1 - حوارية تعلمنا فن الإصغاء لأطفالنا بعناية وتركيز ورفق ..
نتلقى أسئلتهم بكل اهتمام ، ونجيب عنها بدقة وتفصيل ، بما يحقق الهدف من الإفهام والإقناع والتعليم والفائدة ،وبناء ملكات التعليق والنقد والحكم ..
2- حوارية تدعونا إلى تعلم أبجديات السماع الواعي لأطفالنا.. وهو الذي ترجم في تفاعل/تواصل الأب مع ابنه وتجاوبه معه، والإجابة الدقيقة والمفصلة والمقنعة عن أسئلته المفصلية. وهي أسئلة تنم عن رغبة الطفل القوية في الفهم والاستيعاب لسر البناء الذي أبهره : ما أجمل هذا القصر وأعظمه يا أبي !
إعجاب تجسد في الأسئلة التالية:
- كيف تم بناء هذا القصر العظيم يا أبي؟
- أرجو أن تشرح لي يا أبي .
- وما هي الخطوة التالية يا أبي ؟
- وماذا يعمل المهندسون ؟
- وما هي الخطوة العملية الأولى في البناء ؟
- ولماذا ؟
وهي الأسئلة التي أجاب عنها الأب بدقة وتفصيل هادفين انتهى بقول جامع:
"وهكذا يتم البناء بالتعاون بين جميع المهندسين المشرفين والعمال المهرة المتخصصين كل في مجاله وفنه."

3- حوارية نجحت إلى حدكبير في إبلاغ رسالة في غاية الأهمية تتمثل في تربية أطفالنا على الفهم العلمي والمنهجي للأشياء والظواهر ..
شكرا لك أخي محمد صوانة على هذا الإبداع الجميل الهادف .
مودتي وتقديري

[محمد صوانه]

الأخ اللبيب، محمد كركاس،
قراءتك سرتني كثيراً..
أشكرك على تفاعلك مع النص، الذي توجهت به للجيل الناشىء، وربما كانت فكرة النص ناشئة من سؤال الصغير، الذي نتعلم منه الكثير، ونحن نسعى إلى تعليمه..!
وفي دواخلنا رغبة عارمة إلى كشف أسرار تدريب الناشئة ليكونوا بناة للمستقبل..
أكرر شكري وتقديري لاهتمامكم،
وأتمنى أن نرى هنا تفاعلا من الزملاء لإثراء هذا المنتدى الواعد..

[مريم الوادي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد صوانه

كان الفتى يرافق أباه في جولة داخل المدينة، ومرا من جانب قصر كبير، لفت انتباه الفتى، وأبدى إعجابه بجماليات بنائه..
قال، ما أجمل هذا القصر وأعظمه يا أبي!
ثم سأل أباه:
- كيف تم بناء هذا القصر العظيم، يا أبي؟

- أجاب الأب:
طوبة طوبة!

- أرجو أن تشرح لي يا أبي.

- نعم، أولاً طلبوا من المهندس المعماري أن يرسم الهيكل العام للقصر، وهذا المهندس أخذ بعين الاعتبار كل الوظائف والاحتياجات المطلوبة للغرف ومرافق القصر المراد بناؤه؛ سواء من غرف النوم والجلوس والمعيشة ومجالس الضيافة والصالات والمرافق المساندة الأخرى، وأعد لكل ذلك رسومات جميلة..
ثم رسم الشكل العام للقصر..
- وما هي الخطوة التالية يا أبي؟ هل يقوم عمال البناء بالتنفيذ؟
- كلا ليس بعد؛ إذ بعد أن ينتهي المهندس المعماري من رسومات القصر، يتولى المهمة من بعده مهندس آخر متخصص في البناء.
- وماذا يعمل هذا المهندس؟
- يتولى دراسة الرسومات المعمارية للقصر، وبناءا عليها يقوم بتحديد جميع مكونات المواد الخرسانية والإسمنتية ومقاديرها وأوليات بنائها.. ويعمل على اختيار فريق العمل الذي سيقوم بالتنفذ معه، من معلمي طوبار (بنّائين) وعمال فنيين مهرة في التعامل مع الحديد والإسمنت والطوب والآلات المستخدمة في البناء من الخلاطات والرافعات والخشب وجميع لوازم البناء الأخرى..

- وما هي الخطوة العملية الأولى في البناء؟
- إن أول شيء هو الإعداد لتجهيز القواعد الضخمة المتينة، التي تستخدم فيها كميات كبيرة وسميكة من القضبان الحديدية الخاصة بالبناء، والإسمنت والرمل.. إذ يجري بعد ذلك وضعها في طبقة يتم حفرها في الأرض بمسافة كافية يتم حسابها بعناية، ويتم وضع تلك القواعد وترسيخها في باطن الأرض، وتصب حولها الخلطة الخاصة المكونة من الإسمنت والرمل..

وبعد الانتهاء من بناء القواعد، تترك لعدة أيام قبل الاستمرار في البناء..
- ولماذا؟
- حتى تجف وتأخذ متانتها الكافية لتحمل ما سيوضع فوقها من بناء وأحمال كبيرة من الطوب والحديد والخلطات الإسمنتية.

ثم يبدأ فريق البناء في إعلاء البنيان، ويظلون يعملون كل يوم..

ويستمر البناء طوبة طوبة.. حتى يكتمل بناء القصر، فيكون كما تراه..

ومن الداخل ثمة فرق متخصصة تعمل على تنفيذ وتركيب الديكورات والتأثيث كل في وقته وأوانه، لا يتقدم شيء يترتب إنجاز غيره قبل إتمامه..!

وهكذا يتم البناء بالتعاون بين جميع المهندسين المشرفين والعمال المهرة المتخصصين كل في مجاله وفنه..

قال الصغير:
ولكنني رأيت أن الشركة التي كانت تتولى بناء الجسر الكبير قرب مدرستنا أحضرت أبنية جاهزة تم تركيبها خلال يوم واحد؟

سأله الأب:
وهل استمر بقاء تلك الأبنية؟

أجاب الصغير:
لقد أزالوها بعد الانتهاء من بناء الجسر وتشغيله..

قال الأب:
وهذا هو الفرق بين البناء الدائم والبناء الزائل..

جميل منك هذا الاهتمام بالطفل أخي محمد صوانة
لقد قرأت لك قصة مفاجأة ماجد، وقرأتها على صغيرتي التي أعجبت كثيرا بها..
فعلا تتمتع بحس إبداعي جميل للأطفال: حيث لديك تلك القدرة على تبسيط الفكرة للطفل، وايصالها له بأقصر الجمل، وأقل المفردات..
عمل جميل فعلا
لدي ملاحظة بسيطة هنا في هذه الجملة أرى انها تستدعي إعادة الصياغة ببساطة أكثر، تتناسب و فهم الأطفال: لا يتقدم شيء يترتب إنجاز غيره قبل إتمامه..!

شكرا لك
تم نسخ القصة، حين تعود ابنتي من المدرسة، سأقرأها لها
مع تقديري لك

[راحيل الأيسر]

أستاذنا الجليل / محمد صوانة ..

دائما تملكون قلما مرهفا وقلبا صافيا يفهم نقاء الطفل ولغته ..
لغة سهلة تتناسب مع لغة الطفل ..
وفكرة وطرح هادف وماتع ..

دمت بكل هذا العطاء .

[محمد صوانه]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مريم الوادي

جميل منك هذا الاهتمام بالطفل أخي محمد صوانة
لقد قرأت لك قصة مفاجأة ماجد، وقرأتها على صغيرتي التي أعجبت كثيرا بها..
فعلا تتمتع بحس إبداعي جميل للأطفال: حيث لديك تلك القدرة على تبسيط الفكرة للطفل، وايصالها له بأقصر الجمل، وأقل المفردات..
عمل جميل فعلا
لدي ملاحظة بسيطة هنا في هذه الجملة أرى انها تستدعي إعادة الصياغة ببساطة أكثر، تتناسب و فهم الأطفال: لا يتقدم شيء يترتب إنجاز غيره قبل إتمامه..!

شكرا لك
تم نسخ القصة، حين تعود ابنتي من المدرسة، سأقرأها لها
مع تقديري لك

أشكرك أختاه الكريمة على خدمتك بقراءة القصة على ابنتك، وأتمنى أن تزوديني بردود أفعالها تجاه أي جملة أو فكرة أو القصة بمجملها، لأتمكن من تعديل النص قبل دفعه للتحكيم العلمي وقبل البدء بإخراج رسوماته بإذن الله.
ملحوظتك بشأن الجملة في محلها، سأحاول تعديلها بما يناسب أفهام الأطفال..
شكرا جزيلا مرة ثانية وأتمنى لك التوفيق دائما..

[ايهاب ماهر]

أسال الله أن لايرد لك دعوة ،
ولايحرمك من فضلة ، ويحفظ أسرتك وأحبتك ،
ويسعدك ، ويفرج همك ،
وييسر أمرك ، ويغفر لك ولوالديك وذريتك ،
وأن يبلغك أسمى مراتب الدنيا وأعلى منازل الجنة .
اللهم آمين