الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديــات الأدبيــة > منتدى القصة القصيرة

منتدى القصة القصيرة أحداث صاخبة ومفاجآت متعددة في كل مادة تفرد جناحيها في فضاء هذا المنتدى..فهيا لنحلق معا..

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-03-2012, 10:15 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عبيرٌ خالد
أقلامي
 
الصورة الرمزية عبيرٌ خالد
 

 

 
إحصائية العضو







عبيرٌ خالد غير متصل


جديد الحــب والثَــورة


السلام عليكم و رحمة الله وبركاتة ..
" الحُب والثورة "
رواية حزينة و عاطفية تخطو أوآئل خطواتها في عالم الأدب الجميل ..

في الحقيقه أنا لا أتجاوز السابعة عشر ربيعاً ،
و لكن تُعلقي بالأدب العربي رفع الستار عن هذه الرواية
التي إخترت لها هذه المجلة لتكون المسرح الأول لها ..

أعرف أن كلماتي تسير على إستحياء ، و أعرف أنني قصيرة من بين العمالقة
ولكن لا ضير مادامت المحاولة مطلوبة و المجازفة مقبولة !


أقبل منكم النقد و النصيحة ..
ولا أجيز النقل بدون ذكر المصدر ..



سأدرج لكم مساء كل إثنين جزءاً من الرواية ،
ولن أطيل في حجم الأجزاء كيلا تشعرون بالملل ..



تحياتي
عبير خ ـآلد
.






 
رد مع اقتباس
قديم 12-03-2012, 10:57 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عبيرٌ خالد
أقلامي
 
الصورة الرمزية عبيرٌ خالد
 

 

 
إحصائية العضو







عبيرٌ خالد غير متصل


افتراضي رد: الحــب والثَــورة / بقلمي ..

" الحُــب و الثــورة "


من بين أصوات المسددات ،
و زخات الطلقات ..
وصرخات الثكالى ..
و بكاء الأرامل ..
و نحيب الأبرياء ،
و تعاسة الأشقياء
وضياع الفقراء ..
و ظلم الطغاة ،
و حزن الأبرياء ..

في ثوراتٍ عربية رسم لها الشباب مجداً ..
و ألف لأجلها التاريخ كتباً ..
فامتلأت الأوطان العربية بقصصٍ جميلة و حزينة ..

رغم الألم و رغم الوجع و تجرع المرض السهر ، كانت هناك حكاوي و قصص ،
لا بد للكتب أن تكتبها و لا بد للمبدعين أن يصفوها ، لأنها نوادرٌ لن تتكرر :

كتضحية البعض بحياتهم لأجل أبنائهم ..
و تضحية البعض بأبنائهم لأجل أوطانهم ،
و تضحية البعض بأوطانهم لأجل أحقادهم و سذاجة عقولهم ..
كانا العامين ( 2011 – 2012) أعوام ، أذهلت العالم الغربي من الشرق ..
مِصر الطليقة والرقيقة ، باتت هرمة و متعبة ،
و ليبيا البعيدة و السعيدة ، أصبحت مسكينةُ و وحيدة ..
و سوريا الصغيرة و المبتسمة ، تغيَر حالها فخلقت لها لباساً حمصي من الدَم ،
و كساءً أسوداً ، من الأشلاء الممزقة ، والأنفس المُزهقة !
كذلك تونس واليمن ..








الفصل الأول /






جنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاح المــــــــــــــــــــــــــوت










" البادئة "

فتح باب المستشفى بسرعة جنونية ،
والممرضات مسرعات لسحب المريضة من سيارة الإسعاف ،
كان الجميع يصرخ و يهتف قائلاً :
.. ستغادر الحياة .. الطلقة في رأسها .. لا أمل .. لا نجاة ..
و هو لم ييأس ظل يترقب بعينيه الحال ..
تجمع الممرضين و حملوا سرير الإسعاف الذي يحمل المريضة للأعلى كي لا يؤذيها ، أو يكتمها زحام المستشفى .. ولا يزعجها صخب المصابين

أسرعوا بوضع المريضة في غرفة الإنعاش .
طلب الطبيب ؛ المُنعش الكهربائي ، بعد أن باءت كل المحاولات بالفشل
حاول إنعاش قلبها .. رئتيها ..
حاول بكل قدراته ، رفع معدل السرعة ،
يبدو أن حياة المريضة تحتاج لقوة إلهية يعجز علمه عن تمكينها و خلقها!

انتفضت الجثة بقوة على السرير .. بدون حراك ..
ماتت في عمرٍ لا يتجاوز الـ 22 عاماً
بدون تهمة ولا جرمٌ ، بدون قتلٍ و لا ظلم !

خرج الطبيب بوجه عابس ، لأن أكثر ما يؤرقه وفاة مخلصي البلد الأبرياء ،
ولكنه بذل ما بوسعه والخيار للقدر ..
و في أقصى يمين مقاعد الانتظار الممتلئة بالأحبة المتلهفون لأخوتهم و ذويهم
استوقف الطبيب شاب ، لا يزيد عمره عن الخامسة والعشرين عاماً ..
فارع الطول ، أبيض البشرة ، قوي البنية ، قائلاً : هل ماتت ؟

عرف الدكتور أن هذا السؤال غير خالي من الدوافع الشخصية فقلق الشاب على ناديا
بدا واضحاً لجميع الحاضرين في المستشفى ..
و من ناحية أخرى فلم ينسى عبد الجليل أن هذا الشاب هو من أحضر المريضة
إلى المستشفى ، و قد قابلته حافلة الإسعاف في وسط الطريق ..

قال له مكرراً السؤال و بعينين دامعتين :

ماتت ناديا يا دكتور ؟
أرجـــــــــــــــــــوك أخبرني ؟

الدكتور عبد الجليل ( وهو طبيب مصري ، يعمل متطوعاُ في مستشفى الثورة ) :
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .. بذلنا كل الجهد .. وهذا قدرها ..



قال سامي : لكنه اليوم موعد خطبتنا ..
لم يكن والدها ليوافق على زواجنا إلا بقدرة عجيبة ..
وعدتني أن تملأ منزلي أنساً وحياة ، بعد أن فقدت والدتي وأخواتي في الثورة ..

هي الأمل لي بعد أن انطفأت كل أمالي ..
هي السر لي بعد أن عرَفت كل أسراري ..
هي الحب الذي لطالما كنت أبحث عنه بين أزقة الجامعة ،
لكنني وجدته في وجنتيها ، وكفيها اللامعين ، و صوتها الدافئ ..
منذ أكثر من عام و نحن نحاول إقناع والدها بزواجنا وحين اتفقنا .. ماتت ناديا !

لماذا يا دكتور ؟ لماذا لم تنقذها ؟

لم يكن الدكتور عبد الجليل يتأمل عيني سامي بملل أو ينصت لحديثة بإكراه ..
فقد امتلأت عيناه هو الآخر بالدموع ......
هو كذلك في نفس هذا اليوم مات له ابن عم ، قريب كثيراً له ،
بعد أن أصيب بطلق نار عشوائي في أحد السجون ..
و بسبب جنود الثورة المقنعين ..

فقال له بصوت إختزلة الحزن : لا بأس يا أخي .. هذا مصير الجميع ..
قٌتل اليوم أكثر من 130 شهيداً وشهيدة ..
إن كان البكاء منهجنا فستمتلئ مِصر بالدموع ..
ولكن لعل هذه المشاكل والأحزان تزيدنا إصراراً و قوة وعزماً
لنتمسك بأحلامنا أكثر ، وبحرية بلادنا أكثر .. لأن الوطن ، يستحق!

سامي ( بقنوط تملك وجهه ، جعل بؤرتي عيناه تتسعان و حاجبيه ينكسران ،
بدا الحزن والتعاسة على وجهه لكل المارة و لكن لأن الحزن سمة مِصر تلك الأوقات لم
يكترث حتى هو لنفسه فالكل فاقد والكل متمسك بحلم الحرية وأمل الحياة ) :
شكراً ~

كانت كلمات الدكتور عبد الجليل ، بلسماً بارداً داوى قلب العاشق ،
المحتــرق حسرةً وألم ..
خرج سامي من المستشفى ،

وهو يجر معه أذيال الخيبة والندم ، وبعض من الذكريات المؤرقة ..
كانت الساعة السابعة صباحاً في مصر ، الأجواء هادئة ، المدارس مُعلقة ،
والطيور مُحلقة ، والنسور منتظرة ..
لأن ثلاجات الموتى ممتلئة !!


أخذ له كوباً من القهوة العربية الساخنة و جلس على قارعة الطريق ..
يحتسي القهوة .. و صوت الطرب العربي أم كلثوم يصدح في المكان ،
و بات يقلب في رأسه ذكريات عاماً كاملاً من الحب أفناه مع نادياً ..

لأن محبتهم بريئة ، كانت راسخة وباقية ..
إن أول لقاءاً لهم كان في منطقة شعبية تعيش ناديا بها ،
أما سامي ، تعتبر عائلته ذات مكانة كبيرة في المجتمع المصري ،
ولكن جامعته رتبت له .. ولأصدقائه المتميزين رحلة لتلك المنطقة القروية البسيطة
التي ذهب لها بدون أن يعلم أو يتوقع ..
أنه سيجد حباً و إخلاصاً و وفاءاً ..
و جمالاً و روعةً و عفويةً ..
لم يعد له حساب ولم يرتب لها حيز و مجال في حياته
داهمته عيناها الخضراوتين .. اختزلت أيامه و لحظاته ..

وباتت نادياً !
عنواناً لكل كتاباته و أشعاره ..
و مجمل كل حديث يتفوه به عن الحب الجميل ..
ومع الأيام صار يرتاد هذه المنطقة السكنية التي تسكن بها ناديا أكثر من ذي قبل ،
حتى اشترى له سوق خضروات صغير ، و أختارها البائعة فيه ..
بمرتب يساوي كل أرباح المحل ..

أما ناديا كفتاة بسيطة وفقيرة ، قبلت بهذا العرض ..
حتى غدا يزورها ، و يطل عليها ، و أشترى لها هاتفاً خليوياً .

ثم تعرَف على أسرتها ومنزلها ، وتخلى عن رفقة السوء التي كانت تسرق وقته
و تسلب منه راحته .. فانشغل بالحب عن كل ما كان و كل ما يكون !

لم تواجهه مشاكل ماعدا أسرة ناديا فلم تقبل به كزوج لابنتهم إلا بعد عامــــاً كاملاً
من المحاولات و كلما باءت أحد محاولاته بالفشل كان يزيد إصــراره و عزيمته ،
لمحاولة أكثر جدية من الأخرى ..

لأن ناديا و سامي مؤمنين بمبدأ يجعلهم يتمسكون بغيوم الأمل وإن أطل الشروق
سيخفيها و يدمرها .. و لكن ضوءه و جماله سيبدل محل النجوم !

ظل سامي و ظلت ناديا متمسكين بالحياة والحب رغم ظروف البُعد و الفراق
ورغم الثورة و الحرب ؛ وحين التقيا و اتفقا كان يوماً أبيضاً بالنسبة لهم ،
لم تسع الدنيا الفرحة التي في قلب ناديا ..



فلم تتمالك يديها حتى
أرسلت رسالة لسامي ، كتبت فيها :


" كنت أنتظر هذا اليوم بفارغ الصبر ..
لأقول لك : أحبك ..
ولأذكرك ..
أنني ما قبلت بك لأنني سعيدة بك فحسب بل لأسعدك كذلك ..
أرى أيامنا الجميلة أمامي .. "
و حين قرأ الرسالة سامي ..
ارتسمت بسمة على شفتيه أعربت عن كل الحب المخبئ بداخل صدره لهذه الفتاة التي داهمت حياته بأقصى السرعة
فكان رد سامي :
" للحب مذاق آخر معك ..
لم أكن لأعرف أن هناك من سيغير حياتي بهذا الشكل سواك !
أنا مٌحلق من السعادة ..
غداً سأحضِر المأذون الشرعي لمنزلكم "

في تلك اللحظة انغمس الاثنين في قدراً مليئاً بهواجس العشق و الهيام
و بقيت أمنيتهم المُعلقة .. معلقة ..
أن يجتمعا تحت سقف واحدٍ أمام الملأ بدون ريبة ولا قلق !
لم يتوقع سامي يا ناديا أنه غداً سيحضر لمغسلة الموتى ليودعكم
بعد أن دُمر بطلقات نارية منزلكم ..




وقفة لأنصت لأرائكم و مقترحاتكم ..
لا أجيز النقل بدون ذكر المصدر و اسم الكاتبة ..

أنتظركم .............







 
رد مع اقتباس
قديم 13-03-2012, 04:53 PM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
خليف محفوظ
أقلامي
 
الصورة الرمزية خليف محفوظ
 

 

 
إحصائية العضو







خليف محفوظ غير متصل


افتراضي رد: الحــب والثَــورة / بقلمي ..

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبيرٌ خالد مشاهدة المشاركة

السلام عليكم و رحمة الله وبركاتة ..
" الحُب والثورة "
رواية حزينة و عاطفية تخطو أوآئل خطواتها في عالم الأدب الجميل ..

في الحقيقه أنا لا أتجاوز السابعة عشر ربيعاً ،
و لكن تُعلقي بالأدب العربي رفع الستار عن هذه الرواية
التي إخترت لها هذه المجلة لتكون المسرح الأول لها ..

أعرف أن كلماتي تسير على إستحياء ، و أعرف أنني قصيرة من بين العمالقة
ولكن لا ضير مادامت المحاولة مطلوبة و المجازفة مقبولة !


أقبل منكم النقد و النصيحة ..
ولا أجيز النقل بدون ذكر المصدر ..



سأدرج لكم مساء كل إثنين جزءاً من الرواية ،
ولن أطيل في حجم الأجزاء كيلا تشعرون بالملل ..



تحياتي
عبير خ ـآلد
.
مرحبا بك عبير في منتدى القصة بأقلام ...يسرنا أنك اخترت أقلام لتطرحي بها محاولتك الأدبية ...

نحيي فيك هذه الثقة في النفس ....و هذا الطموح إلى الكتابة الأدبية


خالص التحية






 
رد مع اقتباس
قديم 13-03-2012, 05:08 PM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
خليف محفوظ
أقلامي
 
الصورة الرمزية خليف محفوظ
 

 

 
إحصائية العضو







خليف محفوظ غير متصل


افتراضي رد: الحــب والثَــورة / بقلمي ..

الجزء الأول ينبئ عن حس أدبي جميل ، افتتاحية مثيرة تنبض حركة ، مشهد صادم ، ثم تداع نكتشف فيه حقيقة الضحية ...

غير أن مراجعة اللغة ضرورية قبل إنزال النص ...تأكدي ما استطعت من سلامة النص لغويا قبل إنزاله .

"
إن كان البكاء منهجنا فستمتلئ مصر بالدموع " ...عبارة جميلة جدا ...

تحيتي







 
رد مع اقتباس
قديم 13-03-2012, 10:06 PM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
عبدالكريم قاسم
أقلامي
 
الصورة الرمزية عبدالكريم قاسم
 

 

 
إحصائية العضو







عبدالكريم قاسم غير متصل


افتراضي رد: الحــب والثَــورة / بقلمي ..

عندما قرأت المقدمة وعلمت ان الكاتبة لا تتجاوز السبعة عشر عاما اعتقدت ان النص سيكون ضعيفا وان الافكار والصور لا تتجاوز هذا السن ولكن كانت المفاجئة انني اقرأ لكاتب فاق سنين عمره وتجاوز مدى تفكير المرحلة اذ اجد نفسي امام من ملك القدرة على البوح باسلوب فاق التخيل فاعجبني وراق لي ما كتب
الاخت عبير
الى الامام
تحية لك







 
رد مع اقتباس
قديم 14-03-2012, 01:07 AM   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
عبيرٌ خالد
أقلامي
 
الصورة الرمزية عبيرٌ خالد
 

 

 
إحصائية العضو







عبيرٌ خالد غير متصل


افتراضي رد: الحــب والثَــورة / بقلمي ..

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خليف محفوظ مشاهدة المشاركة
مرحبا بك عبير في منتدى القصة بأقلام ...يسرنا أنك اخترت أقلام لتطرحي بها محاولتك الأدبية ...

نحيي فيك هذه الثقة في النفس ....و هذا الطموح إلى الكتابة الأدبية


خالص التحية



أشكر لك ترحيبك و تحفيزك ،

لا يمكن لقلمي أن يوقف هطوله أمام عطاء أحباركم ..

شكراً لكم مرةً أخرى .






 
رد مع اقتباس
قديم 14-03-2012, 01:11 AM   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
عبيرٌ خالد
أقلامي
 
الصورة الرمزية عبيرٌ خالد
 

 

 
إحصائية العضو







عبيرٌ خالد غير متصل


افتراضي رد: الحــب والثَــورة / بقلمي ..

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خليف محفوظ مشاهدة المشاركة
الجزء الأول ينبئ عن حس أدبي جميل ، افتتاحية مثيرة تنبض حركة ، مشهد صادم ، ثم تداع نكتشف فيه حقيقة الضحية ...

غير أن مراجعة اللغة ضرورية قبل إنزال النص ...تأكدي ما استطعت من سلامة النص لغويا قبل إنزاله .

"
إن كان البكاء منهجنا فستمتلئ مصر بالدموع " ...عبارة جميلة جدا ...

تحيتي



ملاحظة مهمة و أتشرف بالإلتزام بها ،
كما أنني سأكون ممتنة لمن يُصلح لي أي خطئاً لغوياً يقرأه لي
فأمثالكم ماشاءلله
من لديه بحراً من المفردات اللغوية و القراءات العميقة لن يستعصي عليه
إيجاد الأخطاء اللغوية الظاهرة في النص ..

كل الشكر لك .






 
رد مع اقتباس
قديم 14-03-2012, 01:13 AM   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
عبيرٌ خالد
أقلامي
 
الصورة الرمزية عبيرٌ خالد
 

 

 
إحصائية العضو







عبيرٌ خالد غير متصل


افتراضي رد: الحــب والثَــورة / بقلمي ..

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالكريم قاسم مشاهدة المشاركة
عندما قرأت المقدمة وعلمت ان الكاتبة لا تتجاوز السبعة عشر عاما اعتقدت ان النص سيكون ضعيفا وان الافكار والصور لا تتجاوز هذا السن ولكن كانت المفاجئة انني اقرأ لكاتب فاق سنين عمره وتجاوز مدى تفكير المرحلة اذ اجد نفسي امام من ملك القدرة على البوح باسلوب فاق التخيل فاعجبني وراق لي ما كتب
الاخت عبير
الى الامام
تحية لك




هي القراءة يا أ.عبدالكريم
تخلق لعقولنا زاداً نتلذذ به و رداءاً نستتر به
و ضوئاً نستدل به في عتمة يتخبط بين ظلماتها الجاهلون ..

بل أنا من راق لي هذا الحضور الأنيق ..
كل الشكر لك .






 
رد مع اقتباس
قديم 14-03-2012, 01:19 AM   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
عبيرٌ خالد
أقلامي
 
الصورة الرمزية عبيرٌ خالد
 

 

 
إحصائية العضو







عبيرٌ خالد غير متصل


افتراضي رد: الحــب والثَــورة / بقلمي ..


( الجزء المتبقي من الفصل الأول )


ظل سامي غارقاً بين رسائل الحب والغرام التي أرسلتها له ناديا ..
و مكتفياً بسمو الحب عن علو البشر من حوله
لم يكن يعرف ما تخبئ له أقداره من مفاجئات و حكايات بخلاف ناديا والحب العقيم !

كان سامي وحيداً في مصر لم يتبقى أحد من أسرته سوى أخاً واحداً أكبر منه
بثمانية عشر عاماً وهو رجل أعمال ثري في مصر ،
و يتنقل منذ سنوات طويلة بشكل دوري من دولةٍ لدولة بسبب طبيعة عمله ..



كانت علاقة سامي بأخيه الأكبر ليست علاقة أخوية مكتملة ؛ مبادئ سامي وقيمة ،
تختلف تماماً عنها عند أخيه ؛ فكان الاختلاف موجود بالشكل واللهجة والمنطق
و على الرَغم مــن ذلك كان ناجي ..
هو القلب الوحيد الذي لجأ له سامي ليبوح له بوجع الفراق وهم البعاد ..


*****


اتصل سامي والعبرة تخنق صوته قائلاً :
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته ..
ناجي بشوقٍ لأخيه الأصغر و الأكثر مشاكسة :
.. و عليكم السلام .. أهلاً وسهلاً بمن انشغل بثورته عن دراسته
سامي : ليس وقت المزح يا أخي ..
ناجي : أهو خبر وفاة ستخبرني إياه ؟
نفذوا الأحبة لم يتبقى لنا أحد !
سامي : ماتت ناديا يا ناجي .. غاب الشروق من أرض سامي ..
زال الأمل .. و أنجلى الضوء .. وراح الطموح ..

ناجي ( بجدية سكنت ملامحه لم يراها سامي ) :
صاحبة محل الخضروات الذي اشتريته لك ؟
سامي و بوجع : بذاتها يا ناجي وأنا مكتئب جداً
ناجي : لما لا تزورني في مانشستر تغير أجواء الحزن عنك قليلاً ..
وتخلع ثوب العتمة من حياتك ..
سامي : لا ، لن أتخلى عن مصر في وقت أزمتها ..
ليس لي قلب أعود لأرضها وقد اختزلتها طلقات الرصاص ..
ناجي : لدي دفعة مبيعات ستأتي للإسكندرية مروراً بليبيا و الجزائر ..
لعلي سآتي أنا لزيارتك إذا لم تأتي ..
- : سأكون سعيداً بالفعل ..
ناجي : حسناً إلى اللقاء ..
- : مع السلامة .


******

وفي جانبٍ آخر من الأوطان الثائرة ، الأوطان التي باتت الحرية هاجساً لها ،
و منهاجاً في عقول أبناءها ..
على الرغم من أن بعض قراراتهم غير مدروسة لكنها تركت ورائها أشياءَ جميلة..
من ذكريات و حكايات دافئة ..و قصص جميلة و هادئة ..
تجلس هبه الفتاة السوريَة صاحبة الـ 24 ربيعاً ، على مكتبها في غرفة المعلمات ،
تتابع أخبار درعا من الفيس بوك عن طريق هاتفها المحمول ..
وتقلب بالملعقة شاي الصباح ..
ومن الفقد باتت تلمح في كوبها صورة كل فرد من أفرد عائلتها
تخشى عليهم الضياع ، الوجع ، الموت ، والتعذيب ..

ثم تعود لواقعها فتتأمل في هاتفها صور مذابحٌ من الدم كانت قائمة في درعا و حمص..
كان اهتمامها بحمص زائد لأن أهلها و ذويها يقطنون هناك ،
ولظروف العمل اضطرت هي لأن تعمل في جانبٌ آخر من المدينة ..
و بالرَغم من أنها تخشى أن تفارق أهلها للأبد مع بعد سكنها عنهم ،
ولكن حاجتهم للمال حالت بينها وبين التخلي عن الوظيفة ..

تناولت فطورها بشهية ضعيفة و مزاج غير معتدل ..
ثم أخذت أوراقها و دفاترها ذاهبةً لحصتها الدراسية ..
ودت هبه لو أن يتسلل التفاؤل لقلبها قليلاً ..

كانت بحاجة لأن تقرأ خبراً في هاتفها يسر خاطرها ، بعيداً عن أخبار الجرائم والقتل ..
ودت لو أن شباب سوريَة لم يقوموا بالثورة في تلك اللحظة ..
فالبعثرة والضياع كانت هدية الثورة لها !

حاولت أن تتصل و باءت محاولاتها بفشل الاتصال كل مرة ..
استأذنت مدير العمل و خرجت للبحر ، تشتكي هماً يؤرقها ..

أمسكت بقلمها الأزرق ، و همَت بالبوح :

" يا بحر ،
إن الطريق يبدو ضيقاً ،
و إن الدروب تبدو نهاياتها غير مرضية ..
و إن الأزقة موحشة و مُخيفة
و إننا لعابرون !
لأجل كل حلمٍ من أحلامنا قد تأثر ..
و لأجل كل جناح من أجنحتنا قد تكسر ..
و لأجل كل حرفٍ من حروفنا قد تبعثر ..
و لأجل كل أمنية من أمانينا قد اُعتقلت ..
و لأجل كل شهيد من أحبتنا قد أٌستشهد ..
إننا عابرون
عابرون ..
عابرون ..
و إن خُلقت لنا متاهات وسموم ..
سنتسلل من بين النجوم ..
و سنعبر أمام العيون ..
حينها ، ستنجلي كل الهموم ! "

ثم أغلقت القلم ، وقررت أن تغلق معه كل الأفكار السلبية والقلق الزائد ،
تجاه أحبتها في درعا حيث الحرب والنار ..
واضعةً نصب عينيها ، كل ذكرياتهم الجميلة .
وكل ما تخبئة بين ضلوعها لهم ، من حبٍ و وداد و إخلاص ..
مسحت دمعة بيضاء آبية ، زادتها لمعاناً أشعة شمس الشاطئ الذهبية ..
و أخذت حقيبتها لتعود للمدرسة ؛
و تزرع بداخل كل طالبة من طالباتها فسيلة جميلة
ولعل الابتسامة الكاذبة والمستمرة ، أيسر وسيلة .
من الممكن الممتنع أن تعيش هبه بدون أحبة ولا أقارب
ولكن من الصعب المستحيل أن تعيش بدون تفاؤل ولا صبر ولا عزم و لا قيم أو حكم ،
تخلق لها أمجاداً ولمن حولها فخراً ........


كان هذا مبدأ هبة ، ولأنها من أهل المبادئ حافظت على خريطة الطريق ..
وقفت أمام الشاطئ وتنهدت : آآآآآآآآه .. يارب ؛ أنت معي !
( ولن يخيب رجائها بمن يغير الأقدار بالدعاء والرجاء .. كان الله معها ! )


ثم رجعت لتكمل يومها المدرسي . بمزاج أكثر اعتدالا و نفس أكثر اتزاناُ .
وروح مؤمنة يقيناً أن كل ما عند الله لها خيراً و أبقى ..

******

للوراء قليلاً ..
في عام ( 1988 )

على أحد شواطئ مدينة فالنسيا الأسبانية ..
تجلس شيرين ..

تعبق هناك نفحات فبراير الباردة و تحرك معها أمواج البحر ،
وخصلات من شعرها الذهبي المنسدل على ملامحها الناعسة بهدوء و رقه
شعاع الغروب رسم لمعةً حزينة في عيني شيرين ،
قد كانت متورطة بما تخبئة بين أحشائها ..

شيرين فتاة العشرون عاماً ، هربت من ليبيا إلى إسبانيا ،
بسبب جريمة اٌرتكبت بحقها بكل عنفوانية و قسوة ..
وبدون أي شعور بالمسؤولية أو الإنسانية كأكثر الأحاسيس تمرداً للذات ..

اٌختطفت في عمر الزهور و لم يكن لدى خاطفها لا وازع دين ولا ضمير ..
ولسِعة نفوذه في الدولة آن ذاك وفَر لها الخدمات لتختبئ في أسبانيا
كونها تعد من أقرب الدول الأوروبية للمغرب العربي ..



دموع شيرين الحارقة على وجنتيها كانت تقول ،
لو كنت أمتلك الحرية آن ذاك لصرخْت ............
باسم الجاني و لتقوم المحاكم بدورها ،
و لكن بسبب الأعراف الدينية والتقاليد المجتمعية كان الصمت والهروب
أقرب الحلول لها تاركةً لها حلولها وحدة و وجع يؤرقانها !

الحسرة و الألم ، وفراق الأهل والأحبة . . كراهية لا طوعاً
رسم في قلب شيرين حزناً دفيناً يظهر في عينيها ، و في بحة صوتها ..
ورغم ذلك كذبت على مختطفها ،
وقالت بأنها أسقطت الجنين و هي تخبئة في كنفات روحها ..

شعرت وكأن لهذا الطفل صاحب الخمسة أشهر مكانةً في قلبها قبل أن يولد ..
لتخلق لنا في هذه الصفحات قصةً جديدة و حكاية عجيبة .. لم تكن بالحسبان

شيرين ، لا تتذكر شيئاً من تلك الحادثة السوداء سوى أن الجاني كان رجلٌ ثري ،
و تظهر جنسيته العربية في لهجته ..
لا يبدو أنه من أهل المغرب العربي !

مرت الأيام و الأسابيع حتى جاءت لحظة الولادة
و أنجبت شيرين ابنها فأسمته " مُحمد " كونه دلالة فخرية على الإسلام

و السعادة باتت على محياها من جديد ..
كانت تعرف أن الله أهم من الأحكام والقوانين ،
و أكثر حكمة من الأعراف والتقاليد ..

ولأن السميع العليم ، يعرف أن ما حصل لم يكن بقدرتها .. ولا بمشورتها !
و قد آبت أن ترتكب جريمة قتل تزهق بها هذه الروح البريئة ......


~~~


أخذت شيرين ابنها محمد إلى شقتهم السكنية ،
و بالاستعانة بجاراتها و صديقاتها بدأت بتعلم الأمومة و ممارستها شيئاً فشيئاً
حتى غدت أماً ناجحة ، و مربية عظيمة ، تهتم و تقلق وتدرس وتسأل !

وما كان لهذا الاهتمام إلا أن يجعل من أبنها لبنه صالحة في مجتمعه ،
و زهرة يانعة تأبى الرضوخ لواقع اليتم .. أو الاستسلام للفقر والذل ..
وسط تيارات أفكار شيرين حول ذكرياتها و سبب وجودها في فالنسيا ، رن هاتفها ،
وإذا بجارتها سما تتصل ..
و هي صديقة صدوقة أعانتها منذ أول لقاءٍ بينهم في فالنسيا ..
فكانت لها ظهراً عربياً تستند عليه في زمنٍ قل وأنعدم فيه المساندون ،

سما : آلو .. السلام عليكم ..
شيرين : في وقتك اتصلتِ يا سما ..
- : لا بد وأنك على البحر ؟
شيرين : نعم بالطبع
- : سأآتيك حالاً
شيرين : و انأ في حاجتك .. شكراً .. مع السلامة
كبرت شيرين ، و كبرت معها خبراتها في الحياة .. غزا الشيب شعرها ،
و بدأت خطوط الزمن بالظهور على وجهها !
حتى صارت طلتها أكثر نضجاً ..
و أخذت مكانة وظيفية راقية في اسبانيا .. وكبر معها بطلنا محمد
و أصبح شاباً اسبانياً من أصول ليبية ؛ بجمــال عربي نادر و أناقة غربية راقية ..

لم يكن جماله نسبياً كأي جمال فلا مخالف أو معارض على جمال وجهه ومحياه ..
كان فارع الطول عريض المنكبين أسود الشعر ، عسليَ العينين ، أبيض البشرة ..
تعلم محمد ثلاث لغات و درس في أعرق الجامعات الأسبانية ..
أتقن لغته الأم العربية وبجانبها الأسبانية ، والإنجليزية واللغة البرتغالية ..
وبين الحين والآخر ، تكرمه الجامعة كأكثر الطلاب تميزاً ،



آمنت والدته شيرين بعد أكثر من 20 عاماً من الكفاح والاجتهاد ..
أن الإبداع و التميز يزدادً نوره ولمعانه إذا خالطته المعاناة !

فكانت ثمرة غربتهم و صبرهم أن ينالوا بعد المراتب الوظيفية المميزة في البلد ،
قبول و محبة في قلوب الآخرين ..
نسبت شيرين أبنها محمد لأسمها و كان لها ذلك من حكومة أسبانيا
وبعد 23 عاماً من الغربة والكفاح ..
حدث ما لم تستعد له شيرين .. و ما لم تجهز لأجله المبررات و الأعذار
كانت تتوقع البحث عن الحقيقة من قبل محمد
لاسيما و أنه ذكي وفضولي لأبعد درجة ، إنما كانت تتعشم
أم لا يسألها مبكراً عن والده ..
أو عن طريقة حملها به !




" مسكينة هي شيرين ،
حاصرتها أنياب الأعراف والتقاليد و القوانين العرفية و أٌرشقت بأسوأ الظنون
كيف لهم أن يصدقوا أن ما حدث لم يكن بيدها أو قدرتها ! ،
في زمنٍ كانت سمته الجهل و التخلَف ،
و في وقتِ كان فيه العلم منبوذاّ
و الحب ممنوعاً
و الجرم مشهوداً "


إنتهى الفصل الأول " جناح الموت "


" أذكركم ، موعدنا الإثنين القادم : بالفصل الثاني من الرواية "







 
رد مع اقتباس
قديم 14-03-2012, 01:58 AM   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
خليف محفوظ
أقلامي
 
الصورة الرمزية خليف محفوظ
 

 

 
إحصائية العضو







خليف محفوظ غير متصل


افتراضي رد: الحــب والثَــورة / بقلمي ..

نتابع هذا السرد المتدفق في شكل تداعيات وغوص في الماضي ... الحوار بصيغة قالت قال أثقل السرد بعض الشيء ...
اللغة في الجزء كانت أنصع و أجمل ، حتى الأخطاء قلت بشكل ملفت ...
هناك بعض الأخطاء :
" سوى أخا واحدا " ...أخ واحد ....بعد سوى يكون الاسم مجرورا ...
" لم يبقى " ...لم يبق ...فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف حرف العلة .
"لم يراها سامي " ...لم يرها ...نفس التعليل السابق .
" تركت ورائها ..." ...وراءها ... الهمزة مفتوحة بعد ألف تكتب على السطر ...

إلى اللقاء في الجزء القادم ...تحيتي







 
رد مع اقتباس
قديم 14-03-2012, 05:12 PM   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
عبيرٌ خالد
أقلامي
 
الصورة الرمزية عبيرٌ خالد
 

 

 
إحصائية العضو







عبيرٌ خالد غير متصل


افتراضي رد: الحــب والثَــورة / بقلمي ..

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خليف محفوظ مشاهدة المشاركة
نتابع هذا السرد المتدفق في شكل تداعيات وغوص في الماضي ... الحوار بصيغة قالت قال أثقل السرد بعض الشيء ...
اللغة في الجزء كانت أنصع و أجمل ، حتى الأخطاء قلت بشكل ملفت ...
هناك بعض الأخطاء :
" سوى أخا واحدا " ...أخ واحد ....بعد سوى يكون الاسم مجرورا ...
" لم يبقى " ...لم يبق ...فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف حرف العلة .
"لم يراها سامي " ...لم يرها ...نفس التعليل السابق .
" تركت ورائها ..." ...وراءها ... الهمزة مفتوحة بعد ألف تكتب على السطر ...

إلى اللقاء في الجزء القادم ...تحيتي

ملاحظات قيمة سجلّتها في مفضلتي مع أطيب التحايا ..
شكراً






 
رد مع اقتباس
قديم 20-03-2012, 03:32 AM   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
عبيرٌ خالد
أقلامي
 
الصورة الرمزية عبيرٌ خالد
 

 

 
إحصائية العضو







عبيرٌ خالد غير متصل


افتراضي رد: الحــب والثَــورة

السلام عليكم و رحمة الله وبركاتة ..

هاهو يوم الإثنين قد أطل بصباحاتة و هاذا هو موعدنا ..
الجزء الثاني من :الحب والثورة

أتمنى أن ينال على إستحسانكم
يمكنكم وضع النقد و الملاحظات هنا
أتشرف حقاً بالمتابعه



الفصــــــل الثــــــــــــــــــــانـــي :

الحـــقــائــق و الألم !







في 25 - مارس ( 2011 )

ناهز عمر شيرين الـ45 عاماً ، أما محمد فأمتلك 23 ربيعاً
تألمت شيرين كثيراً في هذه الأربعون عاماً و واجهت فيها أنواع التعذيب و الإهانات
من ذوي العنصرية ..
و لكن هذت في المقابل جعلها تحصد محبة الكثير !
كانت شيرين طوال فترة حياتها مع ابنها محمد تواجه منه أسئلة عن والده ،
فكانت متفقة مع نفسها على كذبةٍ واحده و هي أن تقول دوماً بأنه ميت ،

و بعد أن بلغ سن النضج محمد و جد أن هناك ما لم يعرفه و ما لم تقله له والدته ،
لم تكن مسألة الاسم بحد ذاتها تؤرقه بل السجلات الرسمية و الأوراق لم يُذكر فيها مطلقاً وفاة والدة ، طلب منها أن يعرف أسم والده بسرعة و حدة
فقالت بأنها لن تجيب ..

وحين أصَر عليها اعترفت بأنها لا تعرفه و من هنا بدأت المشكلات بين محمد و والدته لمعرفه من هو والد محمد ،
وشيرين تأبى البوح بأي سرَ خشيه تعرضها ..
أو تعرض ابنها للقتل باسم الشرف !

بعد شهرُ و نصف ..
في صباح من صباحات فالنسيا الأسبانية ..
دخل محمد على والدته بدون تحية ولا قبلة كالمعتاد !

محمد : أمي .. بعد عشرون عاماً وفوقها ثلاث من اللهفة و الانتظار ،
أعتقد بأن الوقت قد حان ..............
شيرين ( في محاولةً منها لتغيير الموضوع ) : هل ذهبت للسوق اليوم ؟
محمد : هل لك أن تضعي عينيك في عيني ؟
شيرين ( تستمر في المراوغة ) : أتصل علي معلمك بالمرحلة المتوسطة اليوم ..


محمد يضع يديه حول وجه والدته و يشد عليها ، وبصوت تملأه الجدية :
أنا أكلمك عن أبي ! ، من هو ؟ و أين هو ؟ و من أي بلاد عربيةِ هو ؟

كانت شيرين في موقفٍ تسكنه الحيرة و الضياع ، لكنها ردت بصوت خافتِ و مرتجف :
لا أعرف يا بُني ..

محمد بغضب : كيف لا تعرفين ؟ كيف حملتي بي مادمتِ لا تعرفين ؟

شيرين ( وبعد أن آمنت من أن هذه هي لحظة الحزم والحقيقة ) :
هو حي على حد علمي ، لكنني لا أعرف أسمه ؟ لقد رأيته في ليبيا .........
لهجته العربية و ملامح وجهه تقول أنه ليس من أهل ليبيا ..
محمد : و كيف ملامحه و شكله ..
شيرين ( تكظم الكثير بداخلها ) : لا أذكر منه شيئاً غير تشوه في يده اليسرى !
محمد بجدية تسكنه مرةً أخرى : و متى آخر مرة ذهبتي فيها لليبيا يا أمي ؟
شيرين : قبل أن أنجبك ، كذبوا على والديَ وقالوا أنني قٌتلت ،
و أشترى لي والدك المجهول هذا المنزل ..

و حين دخلته و جدت أوراق التمليك فيه باسمي .. لم يكن والدي الفقير يملك نفوذاّ
وقوة تساعده ليحقق في الموضوع ، و تؤهلني لأتصل و أخبره بالقصة
وقد حدثت مشكلتي في وقت وفاة أخي الأكبر الذي هو خالك ثامـر ..
أنني يا بُني أتصل كل صباح على هاتف والدتي ، وحين تجيب أغلق السماعة ،
يكفيني أنني أسمع صوتها !
قد لاحظت بحة الكهل تظهر عليها شيئاً فشيئاً
لكنني لا زلت أحب أن اطمئن عليها كل صباح بعد أن تذهب لمدرستك ..
أنجبتك يا محمد و حين أخرجتك من بطني أخرجت معك كل أحزاني و آلامي
و حتى ذكرياتي ..
وإن لم تعجبني طريقة حملي بك ، لكنك ملئت الدنيا لي ،
منذ صيحاتك الأولى بعد الولادة ..
محمد ، لا تتخلى عني .........

محمد ( بذهول ) : هل هذا يعني أنني لست يتيم ؟
و أنني أمتلك أب و قد يكون على قيد الحياة ؟
ولكن لماذا يا أمي سكتِ على الظلم الواقع عليك ؟
في رأسي تساؤلات كثيرة ..
لا أكاد أصدق !


شيرين : هذه هي الحقيقة التي أخفيتها عنك كل هذه السنين ..
أخبرتك أن والدي الفقير والمسكين لم يتجرأ للخوض في شكوى كبيرة مع عملاق بحجم والدك

محمد ( بعيون دامعة و صوت راجف ) :
كابدتي و تحملتي كل هذه العقبات والصعوبات و سحقتي كل العادات والتقاليد
لأجل أن لا تقتليني يا أمي ؟
سأكون خسيساً أن تخليت عنك !

-

كان ظهور الحقيقة لمحمد ، أمراً في غاية الروعة والأهمية ،
لأن ذلك يعني ظهور أباً له ، بعد أن تجرع اليتم ، و من جنسية عربية ..
و لكن لم تكن شيرين راضية عما تفوهت به .. ضميرها غير مرتاح ..
تخشى أن تتسبب في مشاكل لأبنها الوحيد ؛ تشعر وأن هناك خطأ فيما أخبرت به محمد
لم يستطع محمد أن ينام تلك الليلة ..

ظل يفكر في ليبيا وفي أوضاعها السياسية المضطربة ،
والثورة القائمة والتي يقتتل فيها المئات .. كان يخشى أن يُقتل والدة ،
لكن والدته قالت أنه قد لا يكون من ليبيا ، وقد يكون ذو مال و نفوذ كبيرة !
ظل محمد يقلَب كل هذه المعطيات في رأسه و بصداع شديد قرر أن يبتعد عن التفكير
في الموضوع لأنه يؤرقه و يزعجه أكثر مما يطمئنه !

كان يريد بل يتمنى رؤية والده و أقرباءه
بعد اليتم و مرارة الوحدة التي تجرعها هو والدته في فالنسيا !

في أم الدنيا .. مصر
الساعة : 4 مساءاً
( تخلق لنا الأقدار متاهات ودروب نسيَر فيها مجبورين لا مخيَريَن )

سامي في مصر يتأهب هو وشباب مصريون كثر لمظاهرة مليونية في ميدان التحرير
وتحديداً في عاصمة مصر العروبة " القاهرة "

كان سامي يخبئ في جيب قميصه صوراً لناديا ،
و كلما شعر بالضعف و الاحتياج أخرج صوره و جلس يتأملها
بكل ما أوتي من قدرات في التفكر والتطلع ..
حاول سامي أن يخلع عن نفسه رداء العبوس ولكن الموضوع أصبح أكبر منه ،
وكل المشاركين في الثورة فاقدين ..
بسبب الحرية التي ينادون بها ؛ إما لأب أو لأم أو لأخ أو أخت ..
كان الحزن غلاف ثورة الياسمين التي يخرجون كل ما في جعبتهم فيها ..
كان الوجع و الفقد نتيجة حلوى الحرية التي طمحوا لها ..
سامي يصرخ : الشعب يريد ، والقلب يريد .. والله يفعل ما يريد !

الصخب سمة الميدان تلك اللحظة والهتافات تتكرر ، والأصوات مرتفعه و عالية ..
و الإعلام منتشر في كل الأزقة والأرصفة ..
ليلتقط أكبر عددٍ من الصور لهذه اللحظات التي لن تتكرر في تاريخ مصر .. والمستشفيات الميدانية مقامة في كل جانب من ثورتهم ..

بات التطوع سمة المصريون جميعاً في ذلك الحين ، حتى طرقاتهم و دروبهم
قاموا بتنظيفها و تلميعها ..
فأثبتت أمة السبعين مليون في تلك اللحظات أنها كفئاً ..
لأن تكون في مصاف الدول المتقدمة .. بكل جدارة واستحقاق
وفي أواخر ساعات المساء ، رجع سامي لمنزله ، لم تكن الحرية التي ينادون لها
مفهومة بشكل تام لدى سامي ، إنما ضغط المشاعر و كبتها ..
و قتل الحبيبة و موتها ..
كان لهما أثراً بالغاً الأهمية في حياته..
ولأنه و حيد كان يحتاج لمن يجالسه و حدته مثل ناديا.
وقد راحت ناديا !


-


أخذ سامي هاتفة المحمول و اتصل على صديق قديم له .. :
سامي : آلو .. السلام عليكم ..
شاكر : أهلاً.. و عليكم السلام ..
سامي : كيف الحال يا شاكر ؟
شاكر بسعد و انشراح : بخير والحمد لله ، كيف حالك أنت يا سامي ؟
سامي : بخير ؛ الحمد لله أنك على قيد الحياة ، كنت أخشى أن أجدك ميتاً
بعد هذه الأعداد الهائلة التي تسفك دمائها وتقتل كل يوم ..
شاكر : هههه جميل اهتمامك يا سامي ، ولكنني في كندا ..
منذ أن اندلعت نار الثورة سافرت أنا و عائلتي لكندا ..
سامي باستغراب : لماذا ؟ هل أنت خائف ؟
شاكر : أنا أحب الأمن والسلام والهدوء ولا أحب الشر والخيانة والحروب ..
سامي : لتقف بجانب مصر في هذه الفترة على الأقل . ولا تدعها تستباح للغرباء ..
شاكر : لكلٍ منا مبدأ ، وهذا مبدأي ..
سامي : كلامك صحيح ، و كيف هي جامعتك و الدراسة هناك ؟
شاكر : الدراسة جميلة و المستقبل الجميل ينتظرنا إن شاء الله
سامي : إن شاء الله ..
شاكر : سامي .. سأغلق الهاتف لأنه وقت نومي .. في أمان الله
سامي : مع السلامة ..

دخل سامي لموقع الفيس بوك يتابع جديد الأخبار والمستجدات ، فسقطت عينة
على خبر يتحدث عن اندلاع نار الثورة في ليبيا ، و سقطت عينة مرةً أخرى على تعليق
في نفس الخبر ؛ يقول التعليق :
" ليبيا العروبة ، والأصالة ، و هامة القمم ..
ليبيا القريبة ، والبعيدة ، وسيدة الأمم ..
أنا اسباني من أصول ليبية أتمنى زيارة ليبيا ! "
صاحب التعليق : محمد .....
أرسل سامي رسالة في الفيس بوك لمحمد ، كتب فيها .. :
" أنصحك بتأجيل زيارتك لسيدة الأمم " ليبيا "
هناك من يحبك لا تجعله يخسرك بسبب الثورة ..
الثوار ، ينامون ويأكلون ويشربون .. بين زخات من طلقات النار !
نصيحة ثائر مصري .. "
و كان الرد في نفس الساعة ، لمحمد ..
" أهلاً بأهل مصر ..
كيف هي أحوال بلادكم ؟
هل الأمور سيئة لهذا الحد ؟ "

سامي :
" بل أسوأ مما تتصور ..
أعطني رقم هاتفك لعل التواصل بالصوت سيكون أسرع
في وقتٍ صار فيه الإنترنت في مصر بسعرِ رمزي ! "
محمد :
" هذا رقمي ****
و أنتظر منك اتصال .. "

( بعد دقائق معدودة ، أتصل محمد )

سامي : آلو .. السلام عليكم و رحمة الله وبركاته ..
محمد : سامي الفيس بوك ؟
سامي : أعجبتني سامي الفيس بوك .. نعم بذاته معك
محمد : كيف الحال ؟ و أنت من أين ؟

...
...
..


استمرت محادثتهم لساعات متواصلة و اقتربت فيها قلوبهم من بعض
و كل دقيقة عن دقيقة ؛ كان محمد يفتخر فيها بأنه من أصول عربية .. وديانة إسلامية
يكون بواسطتها أخاً لكل هؤلاء.. أما سامي فأجاب على كل استفسارات محمد ،
و أتفق الاثنان على الكثير من الأشياء .
من ضمنها أن يلتقيا بعد أن تستقر البلاد في ليبيا أو مصر ..

كان محمد يعتقد أن امتلاك صديق عربي أمراً في غاية الصعوبة ،
لكنه و جد في سامي الأخوة والأصالة والشهامة
وحب الخير فأبى أن يترك صداقته و رفقته ..

و مع الأيام كانت علاقتهم تزداد قوةً ..
حتى صار سامي يرسل كل مستجدات ثورة ليبيا و ثورة مصر لمحمد ..

" و تشرق شموس و تغيب شموس ..
ولا زالت نار الثورة مشتعلة في مصر وليبيا بعد أن هدأت في تونس .."

-

في حمص .. سوريا .. الساعة : 5 فجراً

استيقظت هبه على صوت طرق قوي على نافذة حجرة النوم الخاصة بها ،
فقامت بقلق شديد و خوف يرتابها هي و السكنات بنفس بنايتها !

: مـــــن ، مـــن هنا ؟

فرد عليها رجلٌ بأسلوب فض : أخرجي بعيداً من هنا !

عرفت هبه في تلك اللحظة أن رحلة الأوجاع والخسائر بدأت بالنسبة لها ،
وأن ضوء الشمس المتسلل من نافذة غرفتها لن تراه كل صباح ..
فها هي بوادر ثورتهم في سوريا .. بدأت بتجريد البعض من منازلهم !

هبه : أين أذهب يا أخي ؟

كان الرد ، طلقات نار على السقف والنوافذ جعلتها تلملم بعثرتها وتأخذ حاجياتها
وتهرب خارج منزلها المتواضع إلى المجهـول !
ركبت أقرب سيارة للأجرة مسيرة لا مخيرة إلى مطار سوريَة الدولي ..
و طلقات الرصاص كزخات المطر في سماء الشام الملبدة بالغيوم
و المزينة بخيوط الشروق ..
كان الشعب يعتصر ألماً و كأن الطلقات في جسده ..
اضطرت هبه لأن تهرب من هذه الأجواء المضطربة في الشام ،
إلى أي بلد تشعر فيه بالأمان ،
بعد أن انقطعت كل سبل الاتصال بينها وبين أهلها ..

فحجزت لها أقرب طائرة فيها مقعداً فائضاً و لسوء و حسن حظها أن الطائرة
متوجهة من دمشق ، لمطار مانشستر في بريطانيا ..
استعدت هبه لهذه الرحلة و أخذت معها كل عدتها و كتبها و أوراقها و حساباتها البنكية
ثم ركبت الطائرة و حلقت في السماء ..
بعيداً عن مكانٍ ولدت فيه و عاشت فيه طول عمرها ..
محملة في حقائبها كل ذكرياتها القديمة و كل الصور و الهدايا التي إحتفظت بها كبقايا للأحبة

-
-

بعد أسبوع و ثلاثة أيــام .
في : مانشستر في بريطانيا ..

لحسن الحظ ، وجدت هبه وظيفة تناسبها ، فقد اختيرت لتدرس اللغة العربية
للمسلمين البريطانيون لمن هي ليست لغته الأم . .

وقبلت الوظيفة و وقعت العقد و كانت سعيدة بأن القدر وقف لجانبها هذه المرة ..
باشرت هبه عملها الجديد ..
و إن كانت تعاني من العزلة في بريطانيا إلا أن رفيقاتها
وعدنها بأن يحضرن لأجلها .. فكانت سعيدة حيال ذلك ..

وفي يومٍ دراسي روتيني بالنسبة لهبه ..
أتى رجل تظهر عليه الأصول العربية ..
و دخل لفناء المدرسة في زيارة رتبتها معه إدارة المدرسة ،
وبدأ الجميع مهتم به ، و يصطف ليأخذ معه صورة فاجتمعن معلمات و معلمي المدرسة
و اُلتقطت لهم صورة بجانب هذا الثري على حد قولهم ..

لم يبقى أحد داخل مبنى المدرسة سوى هبه ، لأن الجميع هرع مسرعاً لأخذ صورة ..
بجانب أثرى الأثرياء : ناجي الكامل ..

ظلت واقفة على نافذة حجرة طلابها المدرسية تتأمل ما يفعلون ..
فأخذ الطلبة ينادون لها من فناء المدرسة لتخرج و تأخذ لها صورة ،
فشارت بيدها بالرفض ...
ناجي ( هو رجل الأعمال الواقف بين أطفال المدرسة ) ، سألهم من هذه ؟
قالوا ، هي عربية تدرس اللغة العربية لمن يريد تعلمها ..

فقال لها بصوت مرتفع ، وباللغة العربية :
أتركي الغرور وخذي لك صورةً معي فهذه فرصة لا تعوض ..
نزلت هبه من الطابق الثاني ؛ حتى وصلت لهم ..

هبه : ما هذا الغرور ؟ و كيف تتحدث العربية بهذه الطلاقة والمهارة ؟
ناجي : أنني عربي .. ماذا عنك ؟
هبه بذهول و فرح شديدين أن وجدت عربي في تلك البلاد :
حقاً أنت عربي ؟ من أي بلد ؟
ناجي : أنا مصري .. ماذا عنك ؟
هبه : أنا كذلك عربية من سوريَة .. فررت من الثورات و مشكلاتها ..
ناجي : خيراً فعلتي ....



استأذنت هبه من ناجي لتجمع طلابها و تشرح لهم درسهم ..
ناجي : هل بإمكاني حضور حصةً لك ؟
هبه بجدية : أنت ثري جداً ، و ذلك سيوتر طلابي وطالباتي..
( وبسخرية ) إذا كنت بحاجة للغة عربية ، سأشرح لك بعدهم ..
ناجي بدهشة و مكر : أنتِ تضحكينني ..
هبه : الأهم طلابي ..
ناجي وبإعجاب : لا أأخرك عن عملك .. وداعاً
هبه : وداعاً ..

-

ومرت الأيام والشهور في مصر ..
حتى تم إلقاء القبض على بعض اللصوص و تم زجهم في السجون واحداً تلو الآخر ..
كلعبة الشطرنج كانوا المخلصين في مصر ..
نادرين و مختفيين ولا تجدهم في كل حين ..

المهم أن الرياضة المصرية وعدت بمباراة كرة قدم بين أبرز فريقين في البلاد ..
فحجز شاكر صديق سامي تذكرة لمصر ليحضر هذه المباراة بشغف ،
أتصل شاكر على سامي ..

شاكر : آلو .. السلام عليكم يا سامي
سامي : أهلاً بالكنديين ..
شاكر : سامي ، لن أضيع وقتك ، قطعت لي تذكرة لحضور المباراة
التي ستقام في مصر الأسبوع القادم .. كن في المطار لأجلي ..

سامي : بدون شك سأكون هناك لأنتظرك ولكنني لن احضر معك المباراة
لأن موعدي يتضارب مع وقتها عند طبيب الأسنان ..
شاكر : هل تعاني من شيء ؟
سامي : لا .. لا تقلق .. أنا انتظرك ..


********

بعد أيام معدودة ..
التقى سامي بشاكر
وشرح له سامي أوضاع البلاد مع الثورة ..
وكيف هي الاضطرابات بين الشعب والجيش ..
فقرر أخيراً البقاء في مصر ليساند شباب الثورة ..
و في المساء ، ذهب سامي للطبيب ..

و استأجر شاكر سيارة أجرة لحضور المباراة ، فكان حتفه بين مقاعد ذاك الملعب ..
قد حصلت مشاكل و مشاكسات و طلقات و حرائق و مقذوفات ، بين جماهير الفريقين
و تعرَض شاكر لضربة قوية على الرأس سقط نتيجة لها من كرسيه في الملعب ،
بعد أن تعرض لحريق من الدرجة الثانية في وجهه .. مما أدى لوفاته
حين عرف سامي بذلك ..
بكى ، حتى أغرقت عينه الوحيدة بالدموع ..
بدت مرعبة أمامه سرعة الأقدار و قوتها أن جعلته يسافر من كندا لحضور هذه
المباراة في مصر فيلقى حتفه فيها !

خسر الكثير في هذه الثورة .
خسر الحبيبة والعشيقة ..
وخسر الصديق والرفيق ..
تألم كثيراً و جُرح قلبه من العميق ، وحين حضر لمسرح المشكلة
وهو الملعب الرياضي ، صُعق من كمية الدماء المُراقة فرفع يديه بدعاء خالص لله
بأن يرحم شاكر و يدخله فسيح جناته و أن يكون آخر الخسائر من هذه الثورة ..
كانت هذه المشاكل أكبر من قدرته على الاحتمال .

قد كانت قلوب المصريين في يوم هذه المباراة مجروحة و ممزقة ..
آلمتهم خسائر الثورة ..
فجاءت المباراة و اقتصت منهم ما يدمي أرواحهم .

أستجمع سامي قواه و اتصل على والد شاكر و والدته و أخبرهم بما حصل ،
فكان العزاء في كندا .. وذٌهل من جلادة وصبر أهل رفيقة ..
بعد ذلك ، قرر هو كذلك حجز رحلةٍ للسفر ل فالنسيا عند صديق الفيس بوك محمد ..
و كان له ذلك .. أجرى اتصال لمحمد
سامي : السلام عليكم يا محمد ..
محمد : مرحباً بصديقي الإلكتروني و الروحي سامي .. وعليكم السلام ؛ كيف الحال
سامي : الحمد لله .. بخير .. سأزورك يا محمد في أسبانيا صباح الغد ..
أتممت حجوزات السفر و الآن أعد حقيبتي ..
محمد : سأكون سعيداً بك صدقني .. ستجدني في انتظارك .. أنا فخور بمعرفتك
سامي : كل الشكر لك ، مع السلامة
محمد : إلى اللقاء ..



في بريطانيا .. مانشستر ..
الساعة العاشرة صباحاً .

وقفت هبه في صباح أحد الأيام الدراسية ، أمام كبينة اتصال في وسط مانشستر
أرادت الاطمئنان على أهلها ، وأقربائها ..
لكنها وجدت جميع الهواتف مغلقة ، كعادة الرد كل ليلة
" عفواً ، إن الرقم الذي طلبته لا يمكن .............. "

وصلها خبراً على جهاز الآيفون :
" اليوم في حمص ، حمام من الدم .. وقتلى في حدود 145 شهيد "
لم تتمالك نفسها شعرت بالضعف و الوحدة ..
آمنت بأنها في أمس الحاجة لظهراً تستند إليه كلما دعت الحاجة ..
وقلباً تلجأ له كلما أحست بالعجز ..
وروح تستكين عواطفها حين تبوح لها بما يجول في خاطرها ..

ولكن أين المفر ؟ وكيف الحل !
هي تقضي كل ساعات يومها أمام شاشة الحاسوب
تعد عروضاَ وصور لشرح دروس طلابها ..

و لا تعود إلا قبيل المغرب تكمل تحضير أوراقها و تغط في نومِ عميق ..
بخطوات ثقيلة ؛ و محبطة عادت هبه لمنزلها .. والحسرة تملأ عينيها ..
وقررت أن تخرج نفسها من بوتقة الأحزان التي تغرق فيها ، شعرت أنها بحاجة ..
لحلل جديدة و ملابس أنيقة المظهر .. فخرجت لأحد مجمعات مانشستر .
و بينما هي منشغلة باختيار الأزياء ، همس لها من الجانب البعيد شخص ليس بغريب
فقال بسرعة : مرحـبـــاً ( بالعربية )
هبه : أوه .. هذا أنت .. لقد أخفتني .. رجل الأعمال المصري .. ناجي ؟
ناجي : هو أمامك الآن و لكن صحيح ، لم أعرف أنا حتى الآن من أنتي ؟
هبه : أنـــــــــــــــــا .. ؟
دعك مني إنني جداً تعيسة ! مالذي أحضرك إلى هنا ؟
ناجي : إنه مجمعي التجاري ، أنتِ مالذي أحضرك إلى هنا ؟
هبه : الوحدةٌ والملل .. ولكن مجمعك جميل وراقي ..
ناجي : أنا أحب التمسك بالأصالة والعراقة ،
و لو تأملتِ مبيعاتي التي في هذا المجمع
ستجدين بها شيئاً عربياَ ، إما زخارفُ أسلامية ،
أو رسومات عثمانية وما إلى ذلك ..
وهذا هو سبب عدم كساد تجارتي !

هبه : وهل هذا هو وقت تفاخرك بأموالك يا أستاذ ناجي ؟
ناجي : لم غضبتِ .. كان حديثاً عابراً

هبه : دعني بشأني فلست في مزاجٍ جيد للحديث مع أحد ..
ناجي ( يعترض طريقها عمداً ) : لما قلتِ قبل قليل أنك تعيسة ؟
هبه ( مٌعرضةً عنه و ذاهبة ) : أرجوك دعني وشأني ..........
ناجي ( يمسك بيدي هبه و يسحبها إلى مكان عامٍ للجلوس في حديقة السوق ) :
لأننا عرب .. نحن أخوة .. ولأننا أخوة ..
نحن سنضغط على بعض حتى نعرف ما يخالج بعضنا ..
أخبريني ما مشكلتك ،
صدقيني قد أجد لك حلاً .. و إن لم أسعدك ، قد أساعدك ..
هبه : أنا لا أحتاج لحلولك .. دعني وشأني ..
أدارت هبه ظهرها وذهبت لمنزلها و في رأس ناجي ألف سؤال وسؤال حول هبه ،
لم هي في مانشستر لوحدها ؟ ولم كل هذا الحزن في عينيها ؟
ناجي منادياً لأحد الحرس الخاصين به : حمزة . ألحق بتلك المرأة ..
و حدد لي موقع سكنها
حمزة : تم يا سيدي ..


.....................

إنتهى الفصل الثاني
. .







 
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قهوة الحــب محمد عسران منتـدى الشعـر المنثور 10 05-04-2010 08:52 PM

الساعة الآن 10:10 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط