الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > منتديات اللغة العربية والآداب الإنسانية > منتدى البلاغة والنقد والمقال الأدبي

منتدى البلاغة والنقد والمقال الأدبي هنا توضع الإبداعات الأدبية تحت المجهر لاستكناه جمالياته وتسليط الضوء على جودة الأدوات الفنية المستخدمة.

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 1 تصويتات, المعدل 5.00. انواع عرض الموضوع
قديم 14-03-2006, 05:35 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
حسن غريب أحمد
أقلامي
 
الصورة الرمزية حسن غريب أحمد
 

 

 
إحصائية العضو







حسن غريب أحمد غير متصل


إرسال رسالة عبر MSN إلى حسن غريب أحمد إرسال رسالة عبر Yahoo إلى حسن غريب أحمد

التقنيات الفنية و الجمالية المتطورة فى القصة القصيرة

دراسة أدبية


التقنيات الفنية و الجمالية المتطورة
فى القصة القصيرة

بقلم
حسن غريب أحمد
عضو اتحاد كتاب مصر
عضو نادي القصة بالقاهرة


البريد الاليكتروني ::
Hassan_ ghrib @ hotmail .com

لقد تطورت القصة القصيرة عبر العقود الماضية فلم يعد أحد يجهل أنها مرت بمراحل متعددة ، و فى كل مرحلة كان لها اتجاهات متعددة ، من ذلك مرحلة الريادة التى برز فيها ثلاثة أعلام هـــــــــــم :
موبسان و تشيكوف و إدحار ألان بو ، و ان هذه المرحلة ترسخت فيها القيمة الفنية الأساسية التى نهضت عليها كفن جمالي له مقوماته الخاصة ثم تعددت أطوارها بعد ذلك ، فالإرهاصات الأولي تمثلت فى تلك المحاورات التى ظهرت فى روما فى القرن الرابع عشر ، حيث كان يتردد على إحدى حجرات الفاتيكان نخبة من رجال البابا يتسامرون و يقصون الحكايات المخترعة مما دعا كثيرا من الأهالي إلي التردد على هذه الحجرة التى كانت تسمي {{ مصنع الأكاذيب }} 00
كان أشهر رواد الحجرة "" بوتشيو "" الذي دون طرائفه و نشرها فى كتاب أسماه [[ الفاشيتيا ]] و قصص [[ الديكا ميرون ]] أو [[ المائة قصة ]] التى ألفها الكاتب الإيطالي " بوكاتشيو "" و غيرها من المحاولات التى ظهرت قبل هذا التاريخ فى الأدب العربي القديم و عمل على دراستها الدكتور الراحل "" شكرى عياد "" تحت عنوان [ فن الخبر ] ، و قد نصبت دراسته على كتاب [ المكافأة و حسن العقبي ] لأحمد بن يوسف أو غير ذلك مما عرض له فاروق خورشيد فى كتابه "" فى الرواية العربية – عصر التجميع "" 0
فمن المعروف أن للعرب باعاً طويلاً فى هذا المجال فظهر ما سمي "" بالقصة الخبر "" و "" القصة التاريخ " و "" النادرة "" و "" الحكاية الشعبية " و قصص الحيوان "" و القصص الفلسفية "" و ظهرت ما يشبه المجموعات القصصية المعاصرة مثل كتاب {{ البخلاء }} للجاحظ ، و { الفرج عند الشدة } للتنوخي ، و { مصارع العشاق } لابن سراج ، و ما إلي ذلك مما أشار إليه يوسف الشاروني فى كتابه """ القصة القصيرة "" نظرياً و تطبيقياً " كذلك فإن شكل المقامة القصصي يوحي بأنها الجذور الأولي للقصة العربية 0
و يكاد ينعقد الإجماع على أن القصة القصيرة فن محدث و أن " إدجار ألان بور " هو أبو القصة القصيرة ، و أن له ما يميزه فى الجانب الجمالي من قصصه حيث كان يقوم على وصف المناخ الهادي الذي ينطلق فيه إلي عالم صاخب حافل بالتوتر و البؤس مما يوحي بالغموض و الرعب ، و يعمل على تنمية الفكرة إلي أن يصل إلي النقطة الحاسمة ، فهو يري أن المغزي يجب أن يظل خافياً مستوراً ، و لا يري ضرورة مطابقة الفن للواقع بل انه ينبغي أن تتجه نحو تحقيق هذا الأثر و ألا تستخدم حكمه إلا إذا كانت موظفة فى هذا الاتجاه ، لذا كانت وحدة الانطباع مناط التحقق الفني للقصة القصيرة ، من هنا كان "" بور "" يولي مسألة الصيغة أهمية كبيرة ، و يؤكد على أحكام البناء ووحدته العضوية ، و يجب على كاتب القصة القصيرة أن يصمم معماره الفني قبل أن يبدأ ، و لم يكتب "" بور "" سوي سبعين قصة 00
أما "" جي دي موبسان " فيعتمد فى تشكيله للقصة القصيرة على الوصف القائم على الملاحظة الدقيقة ، و نماذجه الإنسانية فى قصصه فى مجملها فلسفة متوترة مقهورة ، وهى تنتمي إلي تلك الطبقات المسحوقة ، و يؤكد فى آرائه النظرية على تتبع الحدث بحيث يفضي إلي الإبهام بالواقع ، و يميز بين الحقيقة الواقعية و الحقيقة الجمالية الفنية المتطورة ، لذا كانت الأخيرة قائمة علي الاصطفاء و استبعاد التفاصيل التى لا طائل تحتها ، و هو يبدأ بعرض المكان ، ثم يموضع شخصياته داخلها محدداً سمات كل منها وموقعها من الخريطة الاجتماعية و ملامحها النفسية و الأخلاقية ، ثم يسلسل الحدث مضمناً إياه بعض المفاجآت ، و يجعل منطق الشخصيات إشارة إلي طبيعتها التكوينية و ينتهي بالحدث إلي نهاية مأساوية غالباً ، و هو ذو رؤية تشاؤمية تتلخص فى قوله "" نحن جميعاً فى صحراء ما من أحد يفهم أحداً " 0 0
و قد أخذ على "" موبسان "" اهتمامه المفرط بالشكل و عنايته الفائقة بالأسلوب ، و لكن لا أحد ينكر قدرته الفذة على الوصف ، فقصصه تعتمد على حاسة الإبصار فى الدرجة الأولي فهو "" يأكل العالم بعينيه "" و قد ينصب وصفه على جزئية هامشية يلفت إليها الأنظار بقوة ، و عرف عنه عنايته بالطبقات الدنيا و سخريته من الطبقات الراقية ، و اختياره للحدث يقوم على العزل و التحديد ، و لكي يفجر هذا الحدث و يجعل منه عالماً فسيحاً ، و الحدث عنده خط واحد غير متعرج و لا مزدوج ، فهو يبدأ من اللحظة التى تكون فيها الشخصية قد وصلت إلي ذروة التوتر ثم يمضي بها إلي التفجر و كل كلمة فيها تدفع باتجاه النهاية المقصورة ، و تتمحور قصصه حول رؤية جوهرية لذا تأتي متماسكة مترابطة ، ومنذ الجملة الأولي يقودنا إلي ظروف القصة و إلي الشخصية الرئيسية وموقعها متجهاً إلي لحظة التنوير ، فالهدف إحداث صدمة للقارئ عن طريق مفاجأة غير متوقعة ، أو حدث ليس فى الحسبان أو بضع جمل جافة قاسية ، فقصصه لها شكل الهرم ، و قد استقي معظم قصصه من واقع الحياة و الحوادث اليومية التى تنشرها الصحف ، و هى تضع المتلقي فى مواقف مثيرة للقلق ، فقد كان للأساطير و الحكايات الخرافية المنتشرة فى{{ نورماند }} موطن الكاتب دور فى خلق المناخ المخيف 0 0
أما "" أنطون تشيكوف "" الرائد الثالث من رواد هذا الفن فمميزاته أنه بارع فى تشخيص الأفكار الغامضة و تحويلها إلي حقائق صارمة مقلقة ، و يعمد إلي الكشف عن ظواهر جديدة فى الحياة ، و تشكيله للشخصيات يقوم على التمثيل لا التقرير ، فكل حركة لها مغزاها و دورها فى الكشف عن طبيعة الشخصية ، و هو يتعاطف مع شخصياته ميال إلي الدعابة ، و شخصياته بسيطة ليس لها اى سمات بارزة و اهتماماتها حقيرة ، و هذا ما جعله نزاعا إلي السخرية "" يصور غباء العاطلين و الخيانات و ارتشاء رجال الشرطة و بخل التجار "" مركزاً على الجوانب السلبية المدمرة ، و هو صارخ الصراحة لا يتكلف و لا يتصنع يفهم الواقع النفسي لشخصياته ، لم يهتم تشيكوف بالمقدمات الطويلة أو التحليلات النفسية و المنطقية أو الصور الفاقعة ، بل ترك نماذجه تفضي بخصوصيتها فى المواقف بعفوية تامة ، و عمد إلي التقاط المناظر الطبيعية بصورة خاطفة ، و اتكأ على التلميح دون التصريح ، و لا يكتمل الأثر فى قصصه إلا باكتمالها مع آخر جملة فيها 00
و قد عمل النقاد و الدارسون على استنباط الأصول الجمالية التى أرساها هؤلاء الرواد ، و حاولوا صياغة نظرية فنية للقصة القصيرة ، و كان من أبرزهم "" أوكونور "" فى كتابه {{ الصوت المنفرد }} الذي أعتمد عليه بصورة أساسية النقاد العرب المعاصرون خاصة الدكتور الراحل " شكري عياد فى كتابه المهم "" القصة القصيرة فى مصر """ الذي أشار إلي وحدة الانطباع و عدم تعدد الشخصيات و الأمكنة و أن القصة فن الوحدة و العزلة معللاً ذلك بأن كاتب القصة القصيرة فيه قوة الشعر فى الإحساس بالدراما لأنه فنان شديد الفردية ، فنان تغلب عليه انطباعاته ، و لا تفرغ نفسه لتسجيل التفاصيل ، و أن كل قصة قصيرة تعتبر تجربة جديدة فى التكنيك ، و عناصر القصة القصيرة التقليدية كما خلص إلي ذلك عدد من النقاد مثل الدكتور "" رشاد رشدي "" فى كتاب {{ فن القصة القصيرة }} و الأستاذ فؤاد قنديل فى كتاب "" فن كتابة القصة "" 00
و الدكتور " الطاهر مكي " فى كتاب { القصة القصيرة } و دراسات و مختارات " و " يوسف الشاروني " فى كتاب { القصة القصيرة نظريا و تطبيقياً } و على شلش فى كتابه " فى عالم القصة " و غيرهم 00
إن ذلك يتمثل فى الحدث الذي ينشأ من موقف معين و يتطور حتى يبلغ الذروة ثم ينتهي إلي ما يسمي """ لحظة التنوير "" التى يكتمل الانطباع باكتمالها ، و ذلك فى نمو مطرد عبر هذا المثلث الذي يطلق عليه عادة [[ المثلث الأرسطي ]] و رأس المثلث ليس من الضروري أن يكون بارزاً و ظاهراً بل هو مفترض فى الغالب ، و قد يأتي على شكل بؤر على منحنى نصف دائري ، و ربما اندفع الحدث نحو النهاية كاندفاع حمم البراكين من الأعماق 0

***********************************************
الحبكـــــة

أما العنصر الثاني فهو
الحبكة ::: التى تتضمن العقدة ، و هناك من لا يميز بين الحبكة و العقدة ، و يعتبر أنهما معاً يمثلان النظام الذي اتبعه الكاتب فى ترتيب الحدث بحيث يكون قائماً على عنصر السلبية و تجيب على سؤالين مهمين هما :::
- مـــــــاذا نعـــــــد ؟ - و لمـــــــــاذا ؟
و هناك من يري أن العقدة هى النقطة التى توجد فيها بؤرة الصراع 0 0

******************************************
الشخصيــة

و الشخصية (( العنصر الثالث )) ترتبط بالحدث ارتباطاً وثيقاً ، و للشخصية أبعادها المتعددة : الجسمية و النفسية و الفكرية و الاجتماعية وما إلي ذلك و لكن القصة القصيرة لا تحتمل البحث فى هذه الأبعاد جميعاً بل يتركز فيها الضوء على بعد أو أكثر وفقاً لنوع الانطباع الذي يرمي إليه كما أن الحديث عن الشخصيات الرئيسية يدخل فى باب الحديث عن الرواية و ليس فى باب القصة القصيرة لأنها تنهض أساسا على عدد قليل من الشخصيات 0 0
البدايـــة

و البداية فى القصة القصيرة بالغة الأهمية لأنها تحدد منذ البدء الحركة فى القصة ، و البداية الوصفية الساكنة كثيراً ما تؤدي إلي قتل القصة فى مهدها ، و يري تشيكوف أن القصة الجيدة هى التى تكون بلا مقدمات ، أما "" بو "" فعول على بداية القصة بوصفها هى التى تحدد نجاحها أو فشلها 0 0
**********************************
النهايــة

و النهاية التى يطلق عليها لحظة التنوير هى التى يكتمل بها الأثر و يتشكل المعني ، و تضئ القصة مفجرة طاقة الانطباع فيها ، و النهاية المفاجئة التى لا تمهد لها الأحداث تكون دخيلة ، فالمهم ليس تلك النهايات الصاخبة أو غير المتوقعة و لكن كل كلمة فى القصة لها دورها و يجب أن تقود إلي النهاية على نحو طبيعي 00
*****************************************
المتن النصي

أما ما نطلق عليه "" النسيج اللغوي "" الذي يشمل الحوار و السرد فهو المتن النصي للقصة الذي يجسد الحدث و يشكل الشخصيات و يتنامي بهما فى اتجاه تحقيق الأثر الكلي ، من هنا يتحتم على الكاتب أن يولي أهمية كبري للغة و مستوياتها و قدرتها على التصوير بحيث تكون بالغة التكييف و التركيز و الاقتصاد بحيث توحي كل لفظة بالمعني المطلوب ، و لا تكون هناك أي مفردة لا ضرورة لها 00

**********************************************
البنائيـــة

و قد نهض الشكلانيون الروس بمهمة تحديد الخصائص البنائية للقصة القصيرة و التى أعمد إلي الاستفادة منها فى استخلاص ثلاث خصائص أساسية هى ( وحدة الأثر ، لحظة الأزمة ، اتساق التصميم ) و تتمثل وحدة الأثر فى ما تتركه القصة القصيرة من انطباع نتيجة خلوها من التراخي و الاستطراد و تعدد المسارات و الزوائد و التكرار و هذه قد أكدها الرعيل الأول من كتاب القصة القصيرة ، و لكن التركيز على تعاقب المفارقات و جدل النقائض و تراكم الإيحاءات و ما إلي ذلك من التقنيات يبدو أثراً من آثار الشكلانيين 000
************************************
لحظة الأزمة

أما لحظة الأزمة فهي اللحظة التى يتكاتف فيها التوتر و ينطوي عليها الاكتشاف ، و هي نابعة من اتساق التصميم و هو يقود بالضرورة إلي دراسة الملامح التى تمثل العناصر الأساسية للقصة ، فترتيب هذه العناصر لابد من منطلق يربط الأحداث بعضها ببعض فى سياق يستجيب لجملة الإشارات التى يطلقها الكاتب فى القصة ، و ينهض الزمن بدور رئيسي فى اتساق التصميم و عملية التتابع الذي يتمثل فى عدة أشكال تتفق جميعاً فى إنها تثير مجموعة من التوقعات و الاحتمالات ومنها التتابع السببي أو المنطقي ، و التتابع النوعي أو الكيفي و التتابع التكراري ، و الأول يتم فى مسار أفقي تدريجي من المقدمات إلي النتائج 00
أما الثاني فهو لا يعتمد على التوقعات المحكومة بالمنطق بل بالحدس و التخمين لأنه يتكئ على الإيماءات و الإشارات ، و الثالث يستلزم إغناء النص من خلال إعادته بصورة جديدة بتوسيع افقه و الإضافة إليه 0 0
***********************************
{{ الظواهر الفنية المتطورة }}
و قد برزت ظواهر فنية جديدة فى القصة القصيرة الحديثة تتمثل فــــــــــى ::
أولا : ظاهرة التفتيت ::
و تمسي هذه الظاهرة "" البعثرة المنهجية "" و تعني تعمد تشتيت السياق السردي ، و تشكيل الشخصية القصصية على نحو تبدو معه ، كأنها مجتمعة من الملامح لا انسجام بينها ، تتداخل العوالم و تتشابك الأحداث و تتسرب الشخصيات فى مسالك شتي ، و أصبح الترابط يعتمد البنية العتيقة التى تتجاوز الشكل الظاهرى ، و قد بدت هذه الظاهرة فى البناء المقطعي للقصة القصيرة و تجزيئتها إلي وحدات ، تبدو كل وحدة و كأنها صورة منفردة مصغرة للبناء الشامل ، و تصبح "" بنية فنية تنقل سلسلة محدودة من الأحداث أو الخبرات أو المواقف وفق نسق متوافق يخلق إدراكا كلياً خاصاً به "" ، و لا يقتصر التفتيت على الحدث بل يشمل اللغة ، حيث تتسع دائرة الدلالة إلي درجة تسمح بجمع أعناق المتناظرات و تعني المعني و نقيضه ، و يتمثل التفتيت فيما يسمي اللغة الصامتة أو اللغة اللامنطوقة التى تعتمد على الرموز و الأحلام و الرسم و الموسيقي ، و هناك التكثيف و التركيز و هو رديف للصمت الدال العميق ، و قد نجم عن ذلك شيوع الشاعرية حيث أصبحت اللغة هى مادة القص و غايته بدلاً من أن تكون وسيلته ، و كان النقاد يعبرون عن اللغة المقصودة لذاتها فى الشعر بالزجاج الملون ، و اللغة الوسيلة بالزجاج الشفاف فى القصة ، و فى السرد الحديث تداخلت اللغتان معاً ، فليس ثمة تقرير بل تشكيل 000
و المفارقة فى لغة القص جزء من ظاهرة التفتيت ، و هى التى عنينا بها الدلالة على الشئ و نقيضه ، و هذا يعكس لونا من ألوان العبث ، و هذه الرؤية تبرز عدمية العالم عند الشخصية عندها يتساوي لديها الشئ و نقيضه 00

ثانياً ::: تراسل المدركات ::
حين تتراكم الصور عبر المشاهد دون أن تخضع لمنطق السببية ، حيث تضطرب حالات الزمن و تتداخل على نحو متشابك و حيوي يعتمد على التداعيات عبر تيار الوعي الذي ينتظم جملة من الترابطات النفسية التى تضمن معني ما ، فتأتي الوحدة هنا من خلال التعدد الذي يصب فى مجري الصورة الكلية التى تبدو اقرب إلي الصورة الشعرية بعناصرها المتكافئة الموحية ، و لم تعد الصورة وصفية جامدة بل متزمنة بزمن و متحركة و دينامية ، فهي سلسلة من المتناقضات المتداخلة و المتماثلة 0 0
و قد أصبحت الصورة تعتمد على التشخيص و التجسيد و تراسل مدركات الحواس 0 00

ثالثا :: الزمان و المكان :
لقد توسل كتاب القصة القصيرة بالزمان و المكان فجعلوا منه وسيلة للإفضاء بالرؤية من خلال نظام تتابعه غير المألوف إذ تشكل النقلات الزمانية و المكانية ، و أسلوب الوصف منظوراً فكرياً يحدد موقف الكاتب ، فتداخل الوحدات الثلاث للزمن و تشابكها على نحو خاص يفضي إلى رؤية معينة 000

رابعاً : التقانات السينمائية ::
استثمار التقانات السينمائية كالتصوير السريع و البطئ و المونتاج الزماني و المكاني و القطع و الاختفاء التدريجي و ما إلي ذلك و دخول التراث كعنصر جمالي ، و ترميزه و المزج بينه و بين العناصر المعاصرة ، و دخوله فى التشكيل البنائي ، و يتصل بذلك مسألة إعادة إنتاج الدلالة من خلال الرمز الذي يتولد من التشكيل الصوري 0 0

خامساً : أعمــــــــــاق اللا شعور
الإتكاء على الحلم و الكابوس وما يتصل بهما من غوص إلي أعماق اللاشعور و استثمار معطيات علم النفس التحليلي خاصة الرؤية الفرويدية للحلم كما جاءت فى كتابه "" تفسير الأحلام "" و الرؤية التأويلية لدى السلف فى هذا المجال 0 0
و نتيجة للتجديد المستمر فى "" التكنيك "" لم يعد من الممكن استخلاص قواعد محددة لفن لم يعد من الممكن استخلاص قواعد محددة لفن القصة القصيرة ، و أصبحت كل قصة قصيرة جديدة تشكل تجربة جمالية ، و أفضي ذلك إلي شئ من الغوص ، و بدا فن القصة القصيرة فناً مراوغاً ، ومغامرة غير مأمونة العواقب 00
انه لواقع جمالي أمثل هذا إلي تدرج فيه القصة القصيرة فى مصر خاصة و الوطن العربي عامة واقع جمالي تتألف فيه الأصوات القصصية المختلفة دلالياً ، لتعبر عن فيوض اختلافاتها التقنية و الرؤيوية و الأسلوبية ، التى تميز قاصاً عن قاص ، و مرحلة عن مرحلة و سرداً عن سرد 00
القصة القصيرة تشهد اليوم زخماً كبيراً فى أبداعيتها و فى تلقيها تجارب الذات ، و تجارب العالم بشكل جديد ، يستغني عن الثرثرة و الاستطراد و التعبيرات الخيالية المحومة ، ليقدم لغة قصصية تحتفي بالتكثيف ، و المكاشفة ، و استبطان تفاصيل الواقع ، و قراءة الأشياء قراءة جمالية ، لغة ترنو إلي قراءة الذات و انعكاساتها على الواقع ، لا العكس انعكاس الواقع عليها ، لغة فيها مزيج من الغناء و الدراما و البكاء و الوصف و الرصد و التتبع ، لغة تمزج فيها الوقائع سردياً ، و تتجوهر فيها الشخوص و تتعدد الأمكنة 00
لقد خطت القصة القصيرة فى الوطن العربي خطوات واسعة خلال نصف قرن من الزمان ، شهدت أجيالا عدة ،و انتقلت من مرحلة البدايات التأسيسية إلي مرحلة التأسيس الفعلية و التجريب ، إلي مرحلة اكتشاف الذات و الهوية ، إلي مرحلة قراءة المكان و تجلياته الذي هو بالضرورة شكل من أشكال الهوية 00
***********************************
{{إيقاعات و رؤى جماليات القصة القصيرة }}

القصة عموماً عمل إبداعي محض ينضده خيط السرد المحكم و براعة القاص المنصهر فى هموم مجتمعه ، و لكل منا قصته و يرويها فى هذه الحياة بكل طعومها ، و قد دخلت القصة القصيرة مجتمعنا على استحياء لتراحم هذا العالم الزاخر بالشعر المتسيد ، تبحث عن مكان لها فلا تجده إلا فى عفوية الطرح و التكثيف المضغوط بحميمة حس القاص 00
و القصة القصيرة مخلوق زئبقي يروغ بين يدي المبدع فى صراع مرير حتى يتمكن منه ، فإذا تطابقت لغته مع فكرته أمكن القاص أن يجسده فى عبارات مقتضبه هى الحد الأعلى فى عملية الطرح ، على أن تكون النصوص شهيدة عصرها تعالج قضايا لم تفقد الصلاحية لتدب فيها الحياة و لا يعلم إلا الله سبحانه و تعالي كيف سيكون طعم الحياة بلا قص ، فهي تشعر متعاطيها بقمة السعادة دون أن تنساه من سويعات ألم لذيذ يسبق ولادتها ، و القصة القصيرة وجبة غنية إذا توفر لها طاه ماهر و كانت لديه الرغبة للتقيؤ على الورق ، و غالباً ما تأتي هذه اللحظة على مشارف الموت حين يلقي القاص بنفسه فى بركة من القطن و يكف عن العوم ، و كما أن أفضل الوجبات ما جاءت دون تكلف فكذلك الحال مع القصة القصيرة فهي وجبة غنية بتلقائيتها ما تلبث أن تحط على مدرج الواقع حتى تبحث عن قارئ تسكنه فى محاولة جادة منها للتحرر من قصة المبدع ، و كم يخذلها الحال عندما لا تجد فى المتلقي ذلك الميدان الذي وجدت من أجله ، فترتد كسيرة لتصيب القاص بالإحباط و المجتمع بالتأخر ، و يظل الإنسان يتخبط فى صحوة ومنامه باحثاً عمن يقول قصته 0 0
و الحوار فى العمل القصصي من ابرز جمالياتها فهو يتعلق أثناء السرد الحكائي و لا يشبهه إطلاقا لأن السرد من خصوصيات القاص ، و الحوار من خصوصيات البطل بكل مكتسباته فلا ينبغي فى نظري أن يتم الحوار بلغة القاص التى يفترض فيها إنها مثقفة جداً ، و هنا تنشأ إشكالية الحوار بالعامية أو الفصحي على أنني أري أنه من خصوصيات الشخوص فحديث الإنسان الأمي غير حديث المثقف و الدارس و الأبناء غير الآباء ، و قد وصلت عندنا إلي مصاف التجارب العربية و العالمية بعد أن تجاوزت عائق تحديد الهوية 00
و هذا عامل سببه القاص بالدرجة الأولي حين غرقت بداياته فى المحاكاة و الاندهاش بالآخر ، ومن ابرز سمات القصة المكان و الزمان و الحدث فبغيابها فى القصة القصيرة و القصيرة جداً على وجه الخصوص يعطي صورة غير مثالية للبطل ، فتلاشي الزمان و غياب المكان و انحسار السرد و تقنياته تحت وطأة التقتير يفقد العمل احلي ما فيه مخلفاً قطيعة بين المتلقي و النص يذهب ضحية الراوي (( البطل )) و تكف الساعة عن النبض و يتلاشي الزمان و يغيب الحدث و يتوارى السرد فتكون المحصلة حياة أشبه بالموت و بالتالي يأتي الجنين مشوهاً فى اغلب الأحيان ، و إن احتفظ بجينات القص 0 0 ربما تكون التجارب الكتابية الأولي عشوائية كما القراءة ، و لكن مع الخوض فى الحياة الدراسية و الندوات الأدبية و الأمسيات الشعرية بدأ التوجه الفعلي لكتابة خاصة ، و كانت علاقتي بالشعر منذ بداياتي الكتابية الأولي لذا فقد وجدت أنه من اللائق أن أقوي علاقتي بالسرد من خلال لغتي الشعرية الخاصة بي
بدأت أقرأ فعلياً أعمالا متميزة و ابحث عن السبب الذي جعلها متميزة ، فكرت بالشكل و المضمون و بدأت أتوقف عند كل نص اكتبه و أضعه فى ميزان المقارنة مع ما هو منشور للكثير من كتاب القصة فى العالم و كنت أتساءل هل هذه حقاً قصة قصيرة ؟ و هذا ليس بالسؤال السهل لأنه فى حالة اقتناعك بأن ما كتبته يعد عملاً قصصياً جيداً تصاب بداء التكلس فتفقد القدرة على التجاوز و لكن عند اقتناعك بأن العمل الجيد هو ما ستكتبه سيكون ذلك دافعاً للتجاوز و لقد حملت شعاراً "" لن تكتب إذا لم تقرأ "" مع مرور الزمن أضفت بعض الكلمات على ذلك الشعار ليكون "" لن تكتب عملاً جيداً إذا لم تقرأ كتاباً جيداً ومفيداً "" 0 0



********************************
*
انتهت

[[ تذكــــــرة]]
فاروق خورشيد ، ( فن الرواية العربية ، عصر التجميع ، دار العودة ، بيروت 1979 م ، ط 3
راجع فيما يتصل بجماليات القصة كنموذج نصي الروائي القدير : محمد الراوي قصة "" فيرا – امرأة كالفراشة – صحيفة " أخبار الأدب " المصرية العدد 477 بتاريخ 1 من سبتمبر 2002 م
دكتور / رشاد رشدي " فن القصة القصيرة " دراسة تحليلية لفن كتابة القصة مع شروح لقصص كاملة – مكتبة الأنجلو المصرية ط 1 0 د 0 ت ص 3 وما بعدها
ادوار الخراط ، مختارات القصة القصيرة فى السبعينات ، مطبوعات القاهرة 1982 م
على شلش ، عالم القصة ، مطبوعات الشعب ، القاهرة يناير 1978 م
محمد صبري حافظ / خصائص الأقصوصة البنائية و جماليتها ، فصول ع 4 ، م 2 ، 1982 ص 19
إبراهيم الخطيب ( ترجمة ) ، نظرية المنهج الشكلي " نصوص الشكلانيين الروس " الشركة العربية للناشرين المتحدين ، مؤسسة الأبحاث العربية لبنان 1982 م 0
راجع فيما يختص بأسلوب موبسان القصصي مقالة نادية كامل ، الموباسانية فى القصة القصيرة ، فصول ع4 ، ع2 ، 1982 م






 
رد مع اقتباس
قديم 14-03-2006, 11:43 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
حاتم قاسم
أقلامي
 
إحصائية العضو







حاتم قاسم غير متصل


افتراضي

الأخ الكاتب حسن غريب جمالية رائعة و شفافة و دراسة متكاملة لجوانب تلقي بأشعتها على كيفية
كتلبة القصة و أساليبها 000 شكرا لك 0 مع كل الاحترام و التقدير
حاتم قاسم







 
رد مع اقتباس
قديم 15-03-2006, 05:54 AM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
خالد جوده
أقلامي
 
إحصائية العضو






خالد جوده غير متصل


افتراضي

الأستاذ والأديب الكريم / حسن غريب

أقلام الثقافية شرفت بكم ويسعدها إستقبال دراستكم الأدبية القيمة ، وندعوكم دائما لمواصلة النشر وتقديم رؤاكم وأدبكم الجميل عبر صفحات أقلام الثقافية ، خاصة لما تتمتعون به من معرفة أدبية زاخرة وأداء نقدي متميز ، وأسمح لي أستاذي بمداخلة متواضعة حول أفكار الدراسة ، ولا شك ان الحوار والنقاش الموصول حول المفاهيم الأدبية يمتع ويثري القارئين ، ويقدم لنا دائما فنون القول وإسرار الابداع :

• نشأة القصة القصيرة :
نشأة القصة القصيرة كما تفضلتم بالإشارة قريبا منذ روادها الأوائل خاصة "بو" بنقده الشهير وتلخيصه خصائص القصة بوحدة التأثير ( الإنطباع ) لذلك أرتي أن القصة القصيرة يجب أن تقرأ في جلسة واحدة وأن الرواية ليست بها تلك الوحدة في الشعور حيث غالبا ما تقرأ منجمة ، أما القصة القصيرة فمن شرائطها الأولي هي تلك الوحدة المقصودة ، كما أشرتم بخصوص أن القصة القصيرة لم تؤسس فنيا سوي بابداعات جوجول ، حتي قيل أن القصاصين خرجوا جميعهم من عباءة جوجول ، وإدجار آلان بو ، ثم موبوسان والذي قيل عنه القصة القصيرة هي موباسان ، أما ألوان السرد الحكائي فأكثر من أن تحصي لكن ليست هي القصة القصيرة بشروطها الفنية ونضجها المعاصر ، ويبدو الأمر أيضا مع التربة الأدبية الأولي في كتابة القصة حيث تظهر تلك العجالة الأدبية أو الصور الأدبية بشكل الحكاية ، والقصة القصيرة هي في أصلها حكاية أكتمل لها النضج الفني ، او الحكاية قصة قصيرة لم تنضج بعد ، لذلك أحيانا نجد قصصا قصيرة رائعة رغم ان موضوعها قد تطرق إليه الأدباء عشرات المرات ، أي ليس هناك إبتكارية في الموضوع ، إنما الإبتكارية في التناول الفني وتوابله الأدبية .
داك تواصل أول مع دراستكم الرائعة ، ولي الشرف بمداخلات أخري لتلك الصفحة القيمة ، ولكم كل تقدير







 
رد مع اقتباس
قديم 24-04-2008, 05:32 PM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
احمدراشدالبطل
أقلامي
 
الصورة الرمزية احمدراشدالبطل
 

 

 
إحصائية العضو







احمدراشدالبطل غير متصل


افتراضي مشاركة: التقنيات الفنية و الجمالية المتطورة فى القصة القصيرة

أخي العزيز الأديب الفاضل / حسن غريب
كل الاحترام والشكر على جهدك المميز في هذه الدراسة الشيقة ، وأتمنى لك التوفيق والسداد ، وجعلك الله عونا للجميع في المعلومة الأدبية القيمة وزادك ثراءً حاضرا في مختلف مجالااتنا الأدبية
لك كل الحب والتقدير
أخوك
د/ ثروت عكاشة السنوسي
عضو نادي القصة بقصر ثقافة أحمد بهاء الدين بأسيوط







 
رد مع اقتباس
قديم 16-08-2009, 03:44 PM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
عيسى بن محمود
أقلامي
 
إحصائية العضو







عيسى بن محمود غير متصل


افتراضي رد: التقنيات الفنية و الجمالية المتطورة فى القصة القصيرة

الاديب الفاضل حسن غريب احمد
تحية لشخصكم و أعظم منها لقلمكم ,لقد قمت بطباعة الموضوع لأتمكن من الاطلاع عليه بطريقة جدية ,
لك كل الشكر على المجهود الجدي.







 
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الحياة خالد جوده منتدى القصة القصيرة 6 02-01-2012 04:12 PM
نظرة على القصة القصيرة محمد ذهني منتدى القصة القصيرة 4 16-01-2010 02:56 PM
لماذا القصة القصيرة ؟ خالد جوده منتدى البلاغة والنقد والمقال الأدبي 4 29-04-2008 07:22 AM
حجم القصة القصيرة ( قمة الجبل العائم ) خالد جوده منتدى البلاغة والنقد والمقال الأدبي 3 24-04-2008 05:24 PM
أدب الأطفال والتربية الإبداعية د. رافع يحيى منتدى أدب الطفل 3 01-02-2006 03:06 PM

الساعة الآن 01:44 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط