|
|
منتدى الأدب العام والنقاشات وروائع المنقول هنا نتحاور في مجالات الأدب ونستضيف مقالاتكم الأدبية، كما نعاود معكم غرس أزاهير الأدباء على اختلاف نتاجهم و عصورهم و أعراقهم . |
مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان) |
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
24-08-2014, 08:32 PM | رقم المشاركة : 1 | |||||
|
إنها دمشق يا أولاد ....... فادي عزام
إنها دمشق شقيقة بغداد اللدودة، ومصيدة بيروت، حسد القاهرة، وحلم عمان، ضمير مكة، غيرة قرطبة، مقلة القدس، مغناج المدن وعكاز تاريخ لخليفة هرم. إنها دمشق امرأة بسبعة مستحيلات، وخمسة أسماء وعشرة ألقاب، مثوى 1000 ولي ومدرسة عشرين نبي، وفكرة خمسة عشر إله . إنها دمشق الأقدم والأيتم، ملتقى الحلم ونهايته، بداية الفتح وقوافله، شرود القصيدة ومصيدة الشعراء. من على شرفتها طلّ هشام ليغازل غيمة أموية عابرة، بعد أن فرغ من إرواء غوطتها بالدم، ومنها طار صقر قريش حالماً، ليدفن تحت بلاطة في جبال البرينيه. إنها دمشق التي تحملت الجميع، قوادين وحالمين، صغار كسبة وثوريين، عابرين ومقيمين، مدمني عضها مقلمي أظفارها وخائبين وملوثين، طهرانين وشهوانيين..... رُضِعت حتى جفّ بردى، فسارعت بدمها بشجرها وظلالها، ولما نفقت الغوطة، أسلمت قاسيونها (شامتها الأثيرة) يلعقونه يتسلقونه، يطلون منه على جسدها، ويدعون كل السفلة ليأخذوا حصتهم من براءتها، حتى باتت هذه مهنة من يحبها ومن لا يقوى على ذلك لكنها دمشق تعود فتية كلما شُرِقَ نقي عظامها. إنها دمشق أيها العرب العاربة والمستعربة قِبلة سياحكم، ومحط مطيكم، تمنح لقب الشيخ لكل من لبس صندلا واعتمر دشداشة ولا تعترف إلا بشيخها محي الدين بن عربي، الذي صرخ منها: "إلهكم تحت قدمي"1 هو من لم تتسع له الأرض، حضنته دمشق تحت ثديها ألبسته حياً من أحيائها وقالت له انطلق أنت أجلُّ الأموات فغنى لها " كل ما لا يؤنث لا يعول عليه" إنها دمشق لا تعبأ باثنين، الجلادين والضحايا، تؤرشفهم وتعيدهم بعد لأي ٍعلى شكل منمنمات تزين بها جدرانها أو أخباراً في صفحات كتبها، فيتململ ابن عساكر قليلا يغسل يديه ويتوضأ لوجه الله ويشرع بتغطيس الريشة في المحبرة، لا ليكتب بل ليمرر الحبر على حروف دمشق المنجمة في كتابها المحفوظ. دمشق التي تتقن كل اللغات ولا أحد يفهم عليها، لا تقرأ بالكلمات بل بإحصاء ضحكات الله ومكائد الملائكة. دمرَّ هولاكو بغداد وصار مسلماً في دمشق، حرر صلاح الدين القدس وطاب موتاً في دمشق، قدم لها الحسين إبن علي ويوحنا المعمدان وجعفر البرمكي رؤوسهم كي ترضى دمشق، وما بين قبر زينب وقبر يزيد خمس فراسخ ودفلى على طريقة دمشق. إنها دمشق لا تحب أحداً، ولا تعبأ بكارهيها، متغاوية ووقحة تركل عشاقها خارجاً بقسوة نادرة كي لا ينسفح الكثير من دمهم، وتتفرغ للغرباء الذين ظنوا أنفسهم أسيادها ليستفيقوا فجأة وإذ بهم عالقين تحت أظافرها. إنها دمشق: تتقن عمل الله ومَكره حين يمهل ولا ....... حين يحب الجمال، وحين يستريح طوال الأسبوع ويعيد خلق العالم على مهل دون أن يعرف أي أحد متى يكون اليوم السابع. لديها من الغبار ما يكفي لتقص أثر من سرقها فتحيله متذرذراً على جسدها. لديها من العشاق ما يكفي حبر العالم. لديها من المآذن ما يكفي ليتنفس ملحديها عبق إبط الملائكة، ومن المداخن ما يكفي "لتشحير" وجه الكون. لديها من الموت ما يكفي لينفخ اسرافيل في (الصور) معلناً قيامتهم جميلين، ليعانقوا الموتى الآخرين " للمرة الأولى والأخيرة " 2 ولديها من الوقت ما يكفي لترتب قبلة مع مُذنَّب عابر، ومن الشهوة ما يدعو نحل الكون لرحيقها. لديها من الصبر ما يكفي لتنتشي بهزة أرضية، ومن الأحذية و"الشحاحيط " المعلقة في سوق الحميدية ما يكفي للاحتفال بخمسين دكتاتور. لديها من الحبال ما يكفي لنشر الغسيل الوسخ للعالم أجمع، ومن الشرفات ما يكفي سكان آسيا ليحتسوا قهوتها ويدخنوا حمرا طويلة على مهل. لديها من القبل ما يكفي كل حرمان المجذومين، ومن الصراخ ما يكفي ضحايا نكازاكي وهيروشيما الذين لم يكن لديهم وقت لديها من الخمر ما يكفي كي يثمل العرب جميعاً، ومن النوم ما يكفي كل ما حلم به الأنبياء. لديها من النهايات ما يكفي ثمانين إلياذة، ومن الأجنة ما يكفي لتشغيل الحروب القادمة. لديها شعراء بعدد شرطة السير، وقصائد بعدد مخالفات التموين، ونساء بكل ألوان الطيف وما فوق وتحت البنفسجي والأحمر. لا فضول لدمشق، لا تريد أن تعرف ولا أن تسرع الخطى، ثابتة على هيئة لغز، الكل يلهثُ يرمحُ يسبحُ، وهي تنتظرهم هناك إلى حيث سيصلون. دمشق هي العاصمة الوحيدة في العالم التي لا تقبل القسمة على اثنين في أرقى أحيائها تسمع وجع الطبالة، وفي ظلمة حجرها الأسود يتسلق كشاشي الحمام كتف قاسيون ليصطادوا حمامة شاردة من المهاجرين. دمشق لا تُقسم إلى محورين، فليست كبيروت غربية وشرقية، ولا كما القاهرة أهلي و"زملكاوي " ولا كما باريس ديغول وفيشي ولا هي مثل لندن شرق وغرب نهر التايمز ولا كما دبي (بر دبي وديرة) ولن تكون كعمان فدائيين وأردنيين، ولا كبغداد منطقة خضراء وأخرى بلون الدم .... دمشق مكان واحد فإذا طرقت باب توما ستنفتح نافذة لك من باب الجابي، وإذا أقفل باب مصلى فلديك مفاتيح باب السريجة لا تتعب نفسك مع دمشق ولا تحتار فهي تسخر من كلاهما من يدعي أنه يحميها ومن يهدد بترويضها، فتود أن تعانقها أو تهرب منها، تلتقط لها صورة أو تحمضها كلها، تود أن تدخلها فاتحاً أم سائحاً، مدافعا أو ضحية، ماحياً أو متذكراً كل شيء دفعة واحدة. فتخرج سيجارة حمرا طويلة تشعلها بخمسة أعواد كبريت ماركة الفرس، وتقول جملة واحدة للجميع (إنها دمشق يا أولاد .........ة). __________________ 1) حكاية ابن عربي المشهورة في دمشق لما جمع الناس صائحا إلهكم تحت قدمي، وكان يدوس ديناراً ذهبياً. 2) من قصيدة لـ هارولد بينتر * نوبل 2005
|
|||||
25-08-2014, 12:58 PM | رقم المشاركة : 2 | |||||
|
رد: إنها دمشق يا أولاد ....... فادي عزام
إنها دمشق كما وصفها ابنها المهاجر فادي عزام وتناقلت وسائل الإعلام النص بأسماء كتاب آخرين.... شكراً أخي قاسم.. أما دمشق على لسان ابنها البار الأديب الدمشقي الكبير علي الطنطاوي : "دمشق التي يحضنها الجبل الأش...م الرابض بين الصخر والجبل المترفع عن الأرض ترفع البطولة العبقرية . الخاضع أمام السماء خضوع الإيمان الصادق . دمشق التى تعانقها الغوطة الأم الرؤوم الساهرة أبداً . تصغي إلى مناجاة السواقي الهائمة في مرابع الفتنة وقهقهة الجداول المنتشية من رحيق بردى ... الراكضة دائما نحو مطلع الشمس ... دمشق التي تحرسها الربوة ذات الشاذراوان وهي خاشعة في محرابها الصخري تسبح الله وتحمده على أن أعطاها نصف الجمال حين قسم في بقاع الأرض كلها النصف الثاني .... دمشق أقدم مدن الأرض قدما وأكبرها سناً وأرسخها في الحضارة قدما كانت عامرة قبل أن تولد بغداد والقاهرة وباريس ولندن وقبل أن تنشأ الأهرام وينحت من الصخر وجه أب الهول وبقيت عامرة بعدما مات أترابها واندثرت منهن الآثار وفيها تراكم تراث الإعصار .... وإلى أهلها اليوم انتقلت مزايا كل من سكنها من سالف الدهر ففي نفوسهم من السجايا مثل ما في أرضها من آثار التمدن وبقايا الماضي طبقات بعضها فوق بعض فالحضارة تجري في عروقهم مع الدماء وهم ورثتها وحاملوا رايتها وهي فيهم طبع وسجية ولقد تكون في غيرهم طبعاً وتكلفاً فأي مدينة جمع الله لها من جمال الفتوة وجلال الشيخوخة كالذي جمع لدمشق ... واصعد جبل دمشق حتى تبلغ قبة النصر التي بناها برقوق سنة 877 للهجرة ذكرى انتصاره على سوار بك (( هدمها المستعمرون في الحرب الثانية وكانت رمز دمشق أما القبة الثانية فقد بناها الأمير سيار الشجاعي وسميت باسمه )) ثم انظر وخبرني هل تعرف مدينة يجتمع منها في منظر واحد مثل ما يجتمع من دمشق للواقف عند قبة النصر ؟ انظر ترى البلد كله ما يغيب عنك منه شيء هاهنا قلب المدينة وفيه الجامع الذي لا يقوم على ظهر الأرض جامع مثله وهه هي مناراتها التي تعد مئة وسبعين منارة ، منها عشرون من أعظم منارات العالم الإسلامي قد افتن بناتها في هندستها ونقشها فاختلفت منها الأشكال واتفقت في العظمة والجلال ... لا كمآذن بغداد التي لا يختلف شيء منها عن شيء فإذا أبصرت منها واحدة فكأنك أبصرتها جميعا يحف بذلك كله الغوطة الواسعة لكي تبدو للناظر كأنها بحر من الخضرة قد نثرت فيه القرى التي تنيف عن العشرين عدا ... أكبرها (دوما) ذات الكروم ( وداريا)التي تفاخر بعنبها كل عنب في الأرض ( وحرستا) بلد الزيتون ومنبت الإمام محمد صاحب أبي حنيفة ( ومسرابا ) وهي حديقة ورد ( وكفر سوسية ) وكفر بطنا والأشرفية وصحنايا والمآذن وهي ماثلة خلال الأشجار ووراء الغوطة سهول المزة عن اليمين وسهل القابون عن الشمال وبطاح من الأمام وسهول تمتد إلى الأفق حيث تغيب الجبال البعيدة في ضباب الصباح ووهج الظهيرة زصفرة الطفل وسواد الليل ...." وللحديث بقية.. مرحبا بكم في ربوع دمشق مع أطيب تحية..
|
|||||
25-08-2014, 01:09 PM | رقم المشاركة : 3 | |||||
|
رد: إنها دمشق يا أولاد ....... فادي عزام
شكرا الفاضلة الحكيمة سمر عيد...!
|
|||||
25-08-2014, 01:18 PM | رقم المشاركة : 4 | |||||
|
رد: إنها دمشق يا أولاد ....... فادي عزام
|
|||||
25-08-2014, 01:29 PM | رقم المشاركة : 5 | |||||
|
رد: إنها دمشق يا أولاد ....... فادي عزام
|
|||||
25-08-2014, 01:37 PM | رقم المشاركة : 6 | |||||
|
رد: إنها دمشق يا أولاد ....... فادي عزام
|
|||||
25-08-2014, 01:44 PM | رقم المشاركة : 7 | |||||
|
رد: إنها دمشق يا أولاد ....... فادي عزام
أنها دمشق ....
|
|||||
25-08-2014, 06:38 PM | رقم المشاركة : 8 | |||||
|
رد: إنها دمشق يا أولاد ....... فادي عزام
أجل أنها دمشق مدينة الشواطيء والذكريات حين جاءت مراكبنا العطشى جنت بها غرقا وفرشنا صدى الموال وردآ وعنبرآ وزورقنا يادمشق عيناك ياسرنا الأخفى ومجدافنا الميمون أهدابك ِ تفيض سنا صديقي الحبيب قاسم غصن الياسمين سمر سوف تبقى دمشق عاصمة الأحلام والذكريات شوارعها الدافئه بالمحبة والمعطرة بالياسمين سوف تزهر من جديد بمحبيها ومدافعيها من أيدي المرتزقه والخونه وخدم الدول الكبرى محبتي لكم بقدر حبي لسوريا
|
|||||
28-08-2014, 01:16 PM | رقم المشاركة : 9 | |||||
|
رد: إنها دمشق يا أولاد ....... فادي عزام
سلام من أرض الياسمين إلى..
|
|||||
28-08-2014, 09:10 PM | رقم المشاركة : 10 | |||||
|
رد: إنها دمشق يا أولاد ....... فادي عزام
الغالي ابن النخيل الشامخ يا عذب كما الفرات طاهر كما دجلة ...... وتبقى أنت حرف انسان ينبض بالحب وعبق كل الورد
|
|||||
28-08-2014, 09:14 PM | رقم المشاركة : 11 | |||||
|
رد: إنها دمشق يا أولاد ....... فادي عزام
|
|||||
30-08-2014, 10:12 PM | رقم المشاركة : 12 | |||||
|
رد: إنها دمشق يا أولاد ....... فادي عزام
سلام من صبا بردى أرّق ... و دمع لا يُكَفكَف يا يادمشق و ذكرى عن خواطرها لقلبي ... إليكِ تلفّتٌ أبدا و خفقُ لحاها اللهُ أنباءً توالَت ... على سمعِ الوليِّ بما يشقُّ و قيلَ معالمُ التاريخِ دُكَّت ... و قيلَ أصابها تلفٌ و حرقُ دمُ الثوّار تعرفه فرنسا ... و تعلم أنه نورٌ و حقُّ نصحتُ و نحن مختلفون داراً ... و لكن كلّنا في الهم شرقُ وقفتم بين موتٍ أو حياةٍ ... فإن رُمتم نعيم الدهر فاشقوا و للأوطان في دم كل حرٍ ... يدٌ سَلَفت و دينٌ مُستحّقُ و لا يبني الممالك كالضحايا ... و لا يُدني الحقوقَ و لا يُحِقُّ و للحرية الحمراء بابٌ ... بكلِ يدٍ مضرجةٍ يُدقُّ جزاكم ذو الجلال بني دمشق... وعزُّ الشرق أوله دمشق أحمد شوقي
|
|||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|