غسقية الألوان

[عبدالله باسودان]

غسقية الألوان

غسقية الألوان ترمقني، تعرّي جسمي الذاوي
صديداً أسوداً من محجري
قلبي هدايا العنكبوت
تنداح آلاماً، تحيل النغمة الكبرى أثيراً أسوداً ،
تطفيْ من روحي حقول
النوربستاناً مقيت
ويلاه انفلتت رؤى الحرية الزرقاء من فكري
تخضّ النسمة الخضراء أسياطاً
لينهشها ذباب الرعب
يمضغها السكوت
ظلاماً أسوداً، لا لم أزل دوامة بلهاء، لا ..
لا لم أزل حقلاً من الديدان في جسمي أنا،
لا لم أزل شبحاً يفتش عن مصير،
شبح ٌ يحدق لم يزل في الصخرة الصماء منهوك
القوى تعباً، وصوت الرعب يأمره
فيرتعد الصدى الخلوي فراراً يستجير

غسقية الألوان ..
لا الأيام، لا الأعوام تدفنها
سيوف الفكر لم تهرق دماء الرعب
في أعماقها الحبلى بموتاها
تحيل الفكر ضرباً من جنون


ما عاد ينسفها (بروموثيوس) ينخر كل عرقٍ في زواياها
يعيد الفرحة الكبرى (صديداً)
لم تزل لتحك في عيني ملايين العيون

ويلاه يا ويلاه : هل من ملجأ نلقي المصير
نبعثر الفلوات، نهزمها الرياح الهوج
نعصف كل عرقٍ في زواياها
"ليومٍ نستريح"
يوماً، لنأسرصمتنا الخلوي، نطلقها قيود الأسر
في الأفاق، نكتشف المدى الغسقي " يوماً نستريح "

عبدالله علي باسودان

نشرت في صحيفة (الرائد) العدد (103) 1962م الصفحة 3 صفحة الأدب.
*********
هذه القصيدة أثارت جدلاً أدبياً ونقدياً واسعاً في صحافة 1962 في مجتمع تقليدي دامت المساجلات أكثر من 7 شهور بين أنصارالشعر التقليدي وانصار التجديد.

[عبدالسلام حمزة]

الأستاذ الفاضل عبدالله
حُق ّ لها أن تثير جدلا ً واسعا ً , فهي قصيدة تسبق عصرها , والكثير من الناس تقف في وجه الإبداع فقط لأنه شيء خارج عن المألوف , لذلك دائما ً يبقى النقد متخلفا ً ومتحاملا ً على الكثير من الأعمال الإبداعية .
أعجبتني جدا ً هذا القصيدة , وقيمتها إنها قيلت في زمن لا تقبل ولا تستيغ هذا الأسلوب وهذا النمط الشعري .
شكرا ً لك يا صديقي .

[عبدالله باسودان]

أستاذي القدير عبدالسلام
سلام الله عليك ورحمته وبركاته
لقد أثلجت صدري بردك الرائع حول قصيدتي " غسقية الألوان " .
هذه القصيدة جعلتني في ذلك المجتمع التقليدي وحيداً أغرد خارج السرب.
دامت المساجلات في الصحف الأدبية بني وبين التقليديين في ذلك المحتمع
أكثر من سبعة أشهر. وقد تصدى لهم عدد من النقاد من البلدان العربية.
وقبل سنوات أعطيت لي شهادة تقديرمن اتحاد الكتاب والأدباء اليمنيين في احتفاء رائع
حضره عدد من الكتاب والشعراء وأساتذة الجامعات بإعتبارأني كنت
أول من يرودودن آفاق التجديد الشعري في ذلك المجتمع ، ويؤسسون للتجارب الأدبية
الجديدة في سيتينييات القرن الماضي.
ولا يسعني إلا أن أشكر إدارة منتدانا المبارك على تثبيت قصيدة غسقية الالوان.
جزاهم الله خيراً.

[خديجة التازي]

عبد لله باسودان
استاذي الفاضل

أجد في كلماتك قوة الحرف

التي نادرا .. مانراها

وتعامل جميل مع الكلمه ..

أسلوب راقي ..

وعطـاء بلاحدود ..

جميل كقوس قزح

يطرز السمـاء

بألوانه البراقه ..

قصيدة رائعة

اردتها غسقية الالوان

ففيها من وهج الجمال وقوة المعاني
أشكرك عـلى

كـلماتك الرقيقـة ..

[عبدالله باسودان]

اديبتنا المبدعة الراقية خديجة

هذه القصيدة "غسقية الألوان " جعلتني في ذلك المجتمع التقليدي غريباً
أغرد لوحدي خارج السرب. لقد تلقيت هجوماً لاذعاً من الشعراء والأدباء
التقليدين في صحافة ذلك الزمان . وبالرغم أني كنت في أول أمري - و شاباً
غضاً طرياً - ولم أجد من يقف معي إلا أنني تصديت لهم جميعاً . هجومهم علي
لا لشىء إلا أنني صدمت ذائقتهم الشعرية. دامت هذه المساجلات في صحافة
تلك الأيام بيني وبينهم حوالي سبعة أشهر. وحمدت الله أن بعضاً من النقاد من
الدول العربية تصدوا لهم أخيراً.
ونكاية بهم، بعد سنة من إنتهاء هذه المساجلات أصدرت ديوان شعر
موسوم :" غسقية الأ لوان وقصائد أخرى" . ولكن صادروا هذا الديوان وفتشوا
في مخطوطاتي وأستولوا على ما يخص هذا النوع من الشعرلأنهم أعتبروا هذا النوع
من الشعر ضد التراث العربي وهجوماً عليه.
وهذا الموضوع طويل جدأ. حبذا لو أتواصل معك عبر طريق آخر.

[هيا الشريف]

قصيدة راااائعة
من العنوان حتى الخاتمة
واستغرب استاذنا الكبير
لماذا نشرتها هنا... أقصد ،
لماذا ليست في منتدى أدبي مختص بالقصيدة
فهي تستحق الاشادة والدراسة ونستحق أن نتمتع بها

وأيضا نكون ممنونين لك جدااااا

[عبدالله باسودان]

أديبتنا الغالية هيا الشريف
أشكرك على مرورك الرائع.
لا أدري أين مكانها المناسب. بإمكانك تحوليها إلى مكانها المناسب وأنا نشرتها لاستفيد من أراء الأعضاء..

[أحمد القيسي]

غسقية الألوان قضية صنعت قصيدة ..لغة تمردت على البناء في زمن تحكمه الصخرة الصماء
حملت فلسفة شاعر تشبعت روحه بفكر لا يقبل أن ينسكب سوى في قالب صنعته رؤياه المنبعثة
من قناعته الراغبة في التجديد ....ولعل لتاريخ نشرها وقفة تستحق الكثير من الإعجاب والإشادة
استاذي القدير/ عبدالله باسودان دمت بكل هذا الإبداع والآلق

[عبدالله باسودان]

أستاذي الفاضل الأديب القدير أحمد القيسي

صباح الخير وشمس تشرق على الوطن العربي بالخير والرفاهية و العزة والتمكين.

لقد سررتُ جداً بمرورك الكريم وإثرائك الراقي. غسقية الالوان -هي تماماً كما تفضلت أخي أحمد -

اقتباس
قضية صنعت قصيدة ..لغة تمردت على البناء في زمن تحكمه الصخرة الصماء.

جزاك الله خيراً وبارك الله فيك.

[سمر محمد عيد]

قمةُ الابداع أن تبتكر لوناً جديداً
فترسم بالكلمات لوحاتٍ جديدةً ناطقةً بأجمل معاني الحياة

غسقية الألوان ..
لا الأيام، لا الأعوام تدفنها
سيوف الفكر لم تهرق دماء الرعب
في أعماقها الحبلى بموتاها
تحيل الفكر ضرباً من جنون
أجل يا سيدي
ولا الأيام ولا الأعوام تدفنها
بل ستبقى غسقية الألوان
ساحرة الألوان
سأودعها قسماً آخراً تستحقه
لأنها قصيدة ابداع ،لامنقول
في رعاية الله وحفظه..