|
|
منتدى الأدب العام والنقاشات وروائع المنقول هنا نتحاور في مجالات الأدب ونستضيف مقالاتكم الأدبية، كما نعاود معكم غرس أزاهير الأدباء على اختلاف نتاجهم و عصورهم و أعراقهم . |
مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان) |
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
23-10-2009, 07:25 AM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
إرهاف
ملحمة حزينة كتبها الشاعر السوداني ( الأستاذ زكي مكي إسحاق) يودع فيها إبنته الصغيرة ارهاف التي فجّر فقدها في اعماقه ينابيع الحزن والشعر خاصة أنها رحلت في ظروف مفجعة وقد نالت هذه القصيدة الجائزة الأولى في مسابقة نظمها تلفزيون الشرق الأوسط من بين 3500 قصيدة لشعراء من العالم العربي . ارهاف صور تمر بخاطري حفلت بالوان البراءة والعفاف ارهاف من شط الخليج إلي المدائن والضفاف ارهاف تبتدىء الشريط ارهاف في وسط الشريط ارهاف خاتمة المطاف ارهاف تمسك بالقلم وتحوم حول وريقة تحبو اناملها وتضغط بارتجاف ارهاف ترسم بطة .. ارهاف ترسم قطة وهناك سرب من خراف ارهاف اهديها كتابا وتروح تملؤه الرسوم من الغلاف إلي الغلاف ارهاف في ثوب الجمال توشحت كعروس في ليل الزفاف ارهاف تمطرني القُبل في كل بُقعة من فمي فوق الجباه وعلى الجبين وتعيد دورتها على وجهي تقُبّل في طواف ارهاف تشكو من شقيقتها وقد نشب الخلاف ايمان تضربها فتشكو وتستغيث فأهمّ اضربها لها ارهاف تمنعني وينفض الخلاف ارهاف كانت تعشق المانجو على مر السنين لما يا تُرى ! ألانه حمضي والاطفال للأحماض دوماً عاشقون أم انه قد كان يشبه لونها القمحي والخد الخجول لكنني الآن أدركت السبب ارهاف تعشقه يشابه حالها حال التجمد والسكون فيه الشحوب وغضبة الأجل العجول ولأنه لون الجفاف اذا تمدد بالصحارى والسهول ولأنه لون الوداع لموسم الدرت الجميل على الحقول ولأنه لون الرحيل لكل خير سوف يذهب أو يزول ارهاف كانت قمة في الذوق والكرم الأصيل كانت كقامة كبرياء تعلو كاشجار النخيل ارهاف كانت أية للطهر والخلق الجميل كانت كضوء الشمس منتشرا تبعثر في الأصيل والآن كسفت شمسها وازفت لتعلننا الرحيل ارهاف كنت وعدتها يوما سأحضر في الصباح فواكها وشرائح بسكويت ونسيت بعض الحاجيات في زحمة الأسواق والعيش المميت ارهاف تفحص كل كيس الحاجيات ارهاف ترفض كل أشيائي تقول أبي أبيت بنتي تخاصمني وتقول غششتني انا لم اغش صغيرتي اني نسيت ارهاف كانت تعلمني الكثير ومن مناهلها ارتويت كانت بحق كبيرة وانا الصغير بها اهتديت ارهاف لن انساك ابدا ما حييت ارهاف ما كنت كأطفال الفريق كانت ملامحها الرزانة والأمانة والنعومة والشفيق كانت إذا جاءت تريد حوائجا تدنو تخاطبني بأسلوب رقيق فأضمها وتضمني ضم الصديق إلي الصديق ابتي اريد البسكويت أحضره إليىّ فألبي رغبتها بمشوار الطريق ارهاف يا طفلة لله درك من كنار يا طفلة حذقت بفطنتها فنون الإختيار كانت تنسق بين لون شريطها وقميصها وحذائها حتي الجوارب والزرار كانت تشد الإنتباه وتعلم الذوق الصغار كانت تميل إلي اللطافة والظرافة والهزار صور تمرّ بخاطري واراك يا ارهاف في ثوب التخرج والنجاح واراك يا ارهاف في حلل التفوق والفلاح ارهاف ترعى مكتبي كرئيسة للتيم تعمل في المدائن والبطاح ارهاف في ثوب الزفاف سعيدة نشوى يزينها وشاح ارهاف تمرح في حديقة بيتها تلهو وإبنتها صباح ارهاف يصحبها عصام شقيقها ويعيدها عند الرواح ارهاف واقعنا تجهم ويحه اين المشارق والإضاءة والصباح ارهاف لن يجدي البكاء عليك لن يجدي النواح ارهاف ودعّناك للرحمن من اكبادنا ارهاف ترقد في السرير ارهاف ترقص للطبيب وبين ساحات المكان أطفال عنبرها يصفقون في حنان .. عجبي لهم اشباه اطفال تموت ويرقصون ويحلمون يا وحشتي هي رقصة المذبوح من وجع الزمان هي رقصة الطير المرفرف للنعيم وللجنان ارهاف كانت تجود بكل ما نعطي إليها بلا جدال ارهاف تُهدي للطبيب فواكها فيقول لا فتصرّ تدفنها جزاء في يديه خذها لأبنتك اعتدال فيجيبها حسناً لأجلك واعتدال ويعود بعد قليل مبتسماً ليهديها عصير البرتقال ارهاف ترقد في السرير عليلة ماما تشاهدها فتنهمر الدموع اماه لا تبكي علىّ .. سأموت إن تبكي علىّ غدا ستنطفىء الشموع ارهاف أكبر من مدارك طفلة فاقت حصافتها الجموع والأم تمسح دمعها وتقول هيا اضحكي حتي أكفكف ذي الدموع عجبي لها ارهاف رغم قساوة الوجع المؤجج في الضلوع ارهاف تختزن الدموع وتبتسم ارهاف تختزن الدموع ارهاف تختزن الدموع ارهاف لم نفرح صباح العيد مثل الآخرين ارهاف لم نذبح صباح العيد مثل الآخرين هي سنة الله نقيمها على مرّ السنين واليوم نتركها فداك حبيبتي لا حلم لا حلوى لا فستان حبيبتي لاشيء مما تشتهي إيمان او ما تشتهين ابتاه يا ارهاف يعجز عن شراء البنسلين اين الدراهم تفتديك حبيبتي لتوفر الترياق للداء اللعين والله نسأل أن يكلل سعينا ويتم نعمته عليك وتضحكين ارهاف مهجتنا فداك شفاك رب العالمين ارهاف جاء البنسلين ارهاف نأمل في الشفاء والكل يرفع الأكف للسماء ارهاف ترتشف الدواء لكنه مسخاً يؤرقها وداء غشوا الدواء غلفوا الأوهام بالأوراق باعوها الدواء عجبي لهم مافيا تتاجر في حياة الآخرين وتدعي صُنع الدواء قتلوك يا ارهاف أعداء الدواء ارهاف تصرخ وتستغيث ارهاف تجهش بالبكاء تمزق الأكباد من هول النداء فالله كان المستجيب حبيبتي واختار قُربك دوننا طوبى لروحك في السماء ارهاف تلتهب الجراح من التورم والرعاف ارهاف أنت صبورة ارهاف مثلك لا يخاف كانت بحق شجاعة اقوى من السُم الزعاف السم يحصدها بكل قساوة ويزفها للقبر في زمن الجفاف لكنها محبوبتي زُفت إلي الرضوان في ثوب الزفاف ارهاف عفوا لغيابي عن مقامك ليلة الحدث الحزين ما كنت قُربك يا فتاتي لحظة الألم اللعين الوحش يعصر جسمك المنهوك وأنت ترددين أمّاه يا اُماه ليتك تسمعين والأم قُربك تستحيل إلي شبح قد اذهب الحدث العظيم ثباتها أمّاه تؤمن باليقين اماه يا ارهاف تؤمن باليقين وانا كسارية الجبل الصوت اسمعه فيعصرني الألم لكنني مكتوف يا ارهاف من حبلٍ متين الصوت ملء مسامعي ويجيب عفوا انني ما غبت عنك تعمدا لكنه قدري يقترب من وراك كل حين التف حولي مصطفى ورفاقه كانوا وزين العابدين فهو الملاك بطيبه وبعطفه بالحق زين العابدين وسعوا ما في وسعهم فلهم جزاء المحسنين ارهاف ينفذ أمر مولانا فنرضى خاشعين ارهاف لم أبخل بشيء ومضت أشيائي الثمينة للدواء ارهاف اثقلتني الديون قرضتها أملى اعّجل للأميرة بالشفاء اماه ضيعتها فداك حبيبتي يا خير من يفدى ويجزل بالعطاء ارهاف نطمع أن نراك طليقة الحمدلله العظيم بما قضى ونقبل بالقضاء والقلب الحزين درّتي يهتز بالألم الدفين والقول ما يُرضي الأله والله يجزي الصابرين والكل مجزونون يا ارهاف مفجوعون لكن مؤمنين ارهاف يا احساس يا كل الطموح يا نجم سعدي في الحياة ونشوة الأمل الصبوح سميت باسمك كل شيء وما كنت لاكتم او أبوح كنت البراق لمهجتي يا صهوة الفرس الجموح تربت يداك حبيبتي وسلمت من ألم الجروح وهناك موعدنا النعيم حبيبتي ما بين انهار واشجار وازهار تظللنا وروح. |
|||
25-10-2009, 04:32 PM | رقم المشاركة : 2 | |||
|
رد: إرهاف
الاخ تحاميد أحمد المحترم |
|||
26-10-2009, 07:53 AM | رقم المشاركة : 3 | |||
|
رد: إرهاف
فعلاً أخي فالح فإرهاف قصيدة أبكت كل من قرأها وعندما تلاها الأستاذ الشاعر زكي مكي على الحضور في منصة المسابقة ضجت كل القاعة بالبكاء ويومها كنت أشاهد وأسرتي ذلك المهرجان الشعري لشعراء وطننا العربي وقد بكيت والله مثلما بكا الجميع ومثلما أغرورقت عيناك أنت وقد إجتهدت في الحصول عليها ونقلها ها هنا ليرى زملائى وزميلاتي الأعزاء كم يفعل الشعر فعله في عقول وأفئدة الآباء أو لنقل الشعراء عموماً حين تتفجر في أفئدتهم ينابيع الحزن .. شكراً أيها الإنسان فالح على سرد مشاعرك هنا وتعزيتك لشاعرنا الأستاذ زكي مكي إسماعيل ولكل محبي البراءة والطفولة والإنسانية . |
|||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|