الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديات الحوارية العامة > منتدى الأدب العام والنقاشات وروائع المنقول

منتدى الأدب العام والنقاشات وروائع المنقول هنا نتحاور في مجالات الأدب ونستضيف مقالاتكم الأدبية، كما نعاود معكم غرس أزاهير الأدباء على اختلاف نتاجهم و عصورهم و أعراقهم .

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-08-2016, 11:26 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
يحيى مشعل
أقلامي
 
الصورة الرمزية يحيى مشعل
 

 

 
إحصائية العضو







يحيى مشعل غير متصل


افتراضي معلقة صنعاء .. بنكهة العزف الجاهلي






مُعَلَّقةُ صَنْعاء
الشاعر محمد مسيّر مباركي
إلى المدينةِ/الإنْسان..
التي أدِيْنُ لها بولاداتي الشِّعْرِيَّةِ التي لا تموت
وإلى الإنْسانِ/المدينة..
الذي تدينُ له حضاراتُ البشرِيَّةِ،
وعمارةُ الأرضِ التي منْ أجْلِها خلقَ آدم.

مُفْتَتَح

مثلَما يَنْشِجُ النَّدَى والبَخُورُ
مثلَما يُرْعِشُ المَدَى عُصْفُورُ
وكما يَسْتَحِمُّ بالعَتْمِ نَجْمٌ
رَحَلَتْ! كيفَ؟ أجْهَشَ الدَّيْجُورُ
مَهْبطَ الرُّوحِ وَمْضَةٌ تَتَهادَى
بينَ هُدْبَيْنِ.. آهِ نَوْرٌ ونُورُ
كلُّ مَهْوَىً تَلْويحَةٌ، كلُّ مَغْنَىً
ضَمَّةٌ، كلُّ شَهْـقَةٍ مَزْمُورُ
كم مَقِيلٍ إغفاءةٌ في سُها الصَّحْـ
ــوِ، وكم أنْفُسٍ شَذاً وخَريرُ
إيهِ صَنْعا نَبِيَّةَ المُدُنِ/الأرضِ
لكِ الخُلْدُ مُذْ تَفَرْدَسَ حُورُ
هِئْتِ شِعْراً، وهِئْتُ حِبْراً؛ فماذا
هاءَ مِنّا إلّا الوَفاءَ الضَّميرُ

المعلَّقَة:
خَرِيْدَةُ ما للقَلْبِ؟ ما للجَوانحِ
لِجانٍ هَفَتْ، أمْ أرْهَفَتْني لِجانِحِ؟

أُغَنّي وإجْهاشاتُها بينَ أضْلُعي
شَجا النّايِ يَسْتَهْمِيْهِ شَدْوُ الجَوارحِ

أما بابْتِسامٍ شافَهَـتْني وأشْعَلَتْ
أصابِعَها لي شَمْعَدانَ تَطارُحِ

سأكْحلُ أجْفانَ الغُيوبِ بمِرْوَدٍ
تَلَمَّظَ في الوَسْمِيِّ غَيْثَ القَرائحِ

وأسْتَعْصِرُ الإلْهامَ عَصْماءَ نَفْثُها
عَصاً لَقَفَتْ، إذْ تَفْلُقُ السِّحْرَ ما وُحي

أشَعْوِذُها مَعْنَىً، أُعَوِّذُها رُؤَىً
أُنَبِّذُها جَرْساً لِساجٍ وساجِحِ

تَشاءُ وما البَحْرُ الطَّويلُ بِطائقٍ
تَكَوْثُرَها خَوْضَ المُحِيْطِ المُفاسِحِ

هيَ السُّكْرُ منْ صَحْوِ المَكانِ بضاحكٍ
هيَ الصَّحْوُ منْ سُكْرِ الزَّمانِ بنائحِ
فما الشِّعْرُ إلّا جَمْرَةٌ قُطِّرَتْ طِلاً
لِصادٍ، وخَمْرٌ كُثِّفَتْ جَمْرَ صادحِ

أُجاذِبُهُ ما أشْتَهي وَهْوَ قائِلي
يُجاذِبُني ما يَشْتَهي وَهْوَ كابِحي

هوَ الكائنُ المِخْصابُ حُمَّىً مُهَجَّنٌ
منَ الثّائرَيْ هَجْسٍ.. خَيالٍ وسانِحِ

كأنْ شَهَقَ النَّبْضُ المُمَوْسَقُ فامْتَطَى
زَفِيْرَ مِهارٍ صاهِلاتٍ سَوابِحِ

إليكِ تُزَجِّيْني الحُرُوْفُ فأتْرِعي
دَمي مُلْهِماتٍ وامْتَحي سِفْرَ جامِحِ

هوَ العِشْقُ يَأْسُو بالصَّبايا فتَحْتَسي
صَباباتِهِنَّ البِيْضَ فَــلْـــذَةُ نازحِ

كَعَبْنَ، فَراوَدْنَ الخُصُورَ إلى الضَّنَى
فذابَتْ بِكُمَّثْرَى الحَشا المُتَمايِحِ

وَرُغْنَ إلى الأكْفالِ فاسْتَعْصَمَ الرَّوَى
بِمُكْتَــنِزاتٍ نــافِـــراتٍ رَواجِـــحِ

يُحَنِّيْنَ لَوْزَ اللّازَوَرْدِيِّ منْ هَوَىً
بأعْراسِ جَوْزِ اللّازَخَمْرِيِّ رامِحِ

إذا عُدِمَ المِسْكُ اسْتَحَمَّ بهنَّ ما
تَحَمَّمْنَ فيهِ منْ طُيُوبٍ رَواشِحِ

دُجُنّاتُهُنَّ الشّامِساتُ ضَفَرْنَها
أكالِيْلَ فوقَ المُشْمِساتِ الصَّبائحِ

بأمْشاطِ شَذْرٍ بينَ لُؤْلُؤِ أنْمُلٍ
غَوادٍ بسَلْسالٍ أسِيْلٍ رَوائحِ

فكمْ قامةٍ خُمْصانَةٍ أُرْجُوانَةٍ
مُبَتَّلَةٍ كمْ منْ عُذُوقٍ رَدائحِ

يُرَبِّبْنَ في الدِّيْباجِ والخَزِّ بَشْرَةً
مُلاحِيَّةً، كُنَّتْ بأبْهَجَ واشِحِ

ذَواتُ عُيُونٍ زَنْبَقاتٍ أدَرْنَها
طَلاسِمَ كُحْلٍ فَوَّقَتْ هُدْبَ ذابحِ

إذا سَبَّلَتْ غالتْ، وإنْ أسْبَلَتْ غَلَتْ
وإن أوْمَأَتْ غَلَّتْ بِزُجٍّ جَوارِحِ

فللبَوْحِ دَنٌّ عَفَّةٌ لو تَنَهَّدَتْ
بِكَأْسَيْنِ مَسْعُوْرَيْنِ.. حُلْوٍ ومالِحِ

تُضَرِّمُ للعُشّاقِ دَرَّ جَوامدٍ
وتُطْفِئُ بالأشْواقِ دُرَّ سَوائحِ

ورُبَّ شَجِيٍّ أضْجَعَ الجَفْنَ في شَفا
سُهادٍ خَلِيٍّ ما اشْتَفَى منْ شَحائحِ

جَرَى السِّرُّ منْ عَيْنَيْهِ ذَوْبَ سُلافَةٍ
سَخِيْناً وسَحُّ الرُّوحِ فادٍ بِفادحِ


خَرِيْدَةُ ماذا هِئْتِ للشِّعْرِ؟ دَثَّرَتْ
جَنائنَها الثَّمْلَى بغَيْمٍ مُصافِحِ

غَدائرُها شُمٌّ تَوَشَّحُ بالحُلَى
على جَسَدٍ باليانِعِ العَذْبِ فائحِ

إذا (نُقُمُ) اسْتَغْشَى تَراتيلَ غَصَّةٍ
أُرِيْفَ بسَيْبٍ طَوْعَ (غَيْمانَ) طافِحِ

ولو أنَّ مَيْكائيلَ رُنِّقَ قَطْرُهُ
رَقَى (سَنَعٌ) يُنْبُوعَهُ بالفَواتِحِ

وفي (عَصِرٍ) إمّا القُلوبُ وَهَتْ لها
مَطَلّاتُ سِمِّيْري النِّيُونِ المَرائحِ

فَـ(عَيْبانَ) قبلَ الشَّمْسِ تَبْزُغُ أشْرَقَتْ
عليهِ بُنودٌ بَلْسَمَتْ كلَّ قائحِ

وإنْ ليلُ غِرْبانَ اسْتَطارَ يَمامَهُ
لأسْرَى لهُ (عَضْدانُ) صَبْحَ قَوارِحِ

جِبالٌ رِجالٌ كالسِّوارِ وسُوْرُها
رِجالٌ جِبالٌ جائحُو كلِّ جائحِ

جَبِيْنُ إباءٍ جِذْرُهُ الأنْفُ شامِخٌ
سَنابلَ إقْدامٍ بِمَسْعاهُ قامِحِ

وثَغْرٌ يَمانيٌّ متى افْتَرَّ راشَ منْ
كِنانَتِهِ في اليُمْنِ حِكْمَةَ ناصِحِ

على كَتِفَيْها رَفْرَفَ المَجْدُ صافِناً
وبينَ يَدَيْها رَفَّ رِيْفُ النَّواطِحِ

ففي النَّحْرِ صُوْفِيٌّ وفي السَّحْرِ ساحِرٌ
مُرِيْدُ حُلُولٍ في مَرِيْدِ مُبارِحِ

إذا لاثَ هذا الوَرْدَ عِقْداً لِمانِعِ
فقد غاثَ ذاكَ الوِرْدُ طَوْقاً لِمانِحِ

وفي (القَلْعَةِ) السَّبْعِ الطِّباقِ وبِئْرِها
عَجائبُ عنْ (ضَهْرِ بنِ سَعْدٍ) لِسائحِ

فيا صَخْرَةَ الوادي أفي العامِ ساعَةً
تَلِيْنِيْنَ أمْ قَسّاكِ لِيْنُ الأباطِحِ؟

وكم منْ سُمُوٍّ قَصْرُ (غَمْدانَ) شَجَّهُ
و(حَدَّةُ) مَغْنَى ظِلِّهِ المُتَفايِحِ

ألم يَكُ فِرْدَوْساً على الأرْضِ مُعْجِزاً
تَخَلَّلَ فِرْدَوْسَ السَّماءِ بِجانِحِ

كـ(صُرْواحَ) أم لا؟ سَمْكُ إنْسٍ لِجِنَّةٍ
شَواحِطَ، أمْ جِنٍّ لإنْسٍ شَواطِحِ؟

وأسْفَرَ نَهْداها الحَمِيْمانِ عنْ حِمَىً
مَنِيْعٍ، وعِزٍّ في الذُّرا الخُضْرِ رازِحِ

كأنَّهُما عَرّافَتا الصَّدْرِ والفَضا
رَضِيْعٌ بأفْواهِ النَّسِيْمِ المَراوِحِ

وفي خَصْرِها القاتيِّ عِتْقٌ مُعَتَّقٌ
لِذي اللَّهْوِ في رِقٍّ لِذي الشَّجْوِ رابِحِ

بهِ ألْفُ نَوْعٍ والضِّلاعِيُّ سَيِّدٌ
بقامةِ ثَوْرِيٍّ وأطْرافِ سارِحِ

ومِئْزَرُها اليَخْضُورُ مَرْيَمُ نَسْجُهُ
وعِيْسَى نَمِيْرُ المُعْصِراتِ النَّواضِحِ

لها خَطْوُ إزْمِيْلٍ وخاطِرُ ناحِتٍ
خَطِيْبانِ مَنْقُوْشانِ بَرّا بِما مُحي

وسُوْحٌ بَكاراتٌ ظِماءٌ، بَكَرْنَها
شَآبِيْبُ سُحْبٍ ثَيِّباتٍ دَوالِحِ

جَنَحْنَ مُناخاتٍ ونُخْنَ جَوانِحاً
بأنْفاسِ نَوْرٍ لليَواقِيْتِ طارِحِ

أقاحٍ بِلأْلاءِ الصَّباحِ تَبَرْعَمَتْ
مِزاجَ رَوَىً يَكْسو مِزاجَ رَوائحِ

يُعِلُّ بها الوَضّاحُ في (الرَّوْضَةِ) الجَوَى
عَرائشَ أعْنابٍ ومَرْبَى سَرائحِ
ا.
فتَهْطُلُ (بِلْقِيْسٌ) سِلالَ مَلاحِمٍ
ومَجْنَى مَلِيْحاتٍ وخَفْقَ سَوانحِ

مَقِيْلُهُما في حِضْنِها فارِعُ السَّنا
بِمُتَّكَأٍ صابٍ لِتَغْرِيْدِ صابِحِ

كَأنَّ غُصُونَ القاتِ بينَ يَدَيْهِما
تَمائمُ صَمْتٍ خُطَّ في وَعْيِ بائحِ

تُجَلّي قُبَيْلَ المَضْغِ للرَّأْيِ رُؤْيَةً
وبالمَضْغِ للرُّؤْيا رَئيَّ قَرائحِ

فمَنْ يَسْتَبِقْ نَعْشَ الظَّهِيْرَةِ سُوْقَهُ
ويُغْلِ المَلِيْحَ المَهْرَ يَظْفَرْ بِقارحِ

يُمَنْسِكُ مِيْقاتَ الضَّمِيْرِ بِهَدْيِهِ
فَيُحْرِمُ منْ كُنْهٍ عُرَى الرَّيْبِ شالحِ

وتَدّارَكُ السّاعاتُ حتّى إذا ازْدَهَتْ
أصِيْلاً (سُلَيْمانِيَّةً) لمْ تُراوِحِ

فَيَعْبُرُ أضْغاثَ المنى، ثمَّ ينجلي
عنِ المَرْءِ كالحُلْمِ المفيقِ المُسافِحِ

خَرِيْدَةُ ضُوْعي فِيَّ باسْمِكِ.. أرَّجَتْ
بِراحَةِ رُوْحي الرّاحَ هَصْرَ مُمالِحِ

وقالتْ أنا صَنْعاءُ، مَهْبِطُ آدَمٍ
وحَوّاءَ، مَهْدُ الطِّيْنِ قبلَ المَنازِحِ

فمنْ جَنَّةِ المَوْلَى إلى جَنَّتَيْهِما
ومنْ سَعْدِ عَدْنٍ في السَّعِيْدَةِ ما ضُحي

وللهِ (صَنْــعــاءُ القَــدِيْمَـــةُ) كلُّ ما
بها رِئَـتــا المُسْتَحْـــدَثِ المُتَقازِحِ

منَ المُلَحِ اشْتَقَّ المِلاحُ اسْمَ سُوْقِها
أمِ اشْتَقَّ مِنْهُنَّ اسْمَهُ للمَلائحِ

فكلُّ زِقاقٍ عالَمٌ لم يُحِطْ بِهِ
سِوَى عَبَقَيْهِ.. المُجْتَلَى والمَفاوِحِ

ثَمانِيَـــةٌ أبْــوابُهــا، لِــمُحِــبِّـــهـــا
مُفَتَّحَةٌ؛ يُوْصَدْنَ في وَجْهِ كاشِحِ

بِعَشْــرَةِ آلافٍ سِنِيْـــنَ، أهِـــلَّـــةٍ
وبَلَّغَها الثُّــــوّارُ تَــمَّ المَطامِحِ

وَلَجْتُ منَ البابِ الجَنُوبيِّ وَهْيَ في
سُوَيْدائهِ مَنْظُوْمَةٌ كالمَسابِحِ

فَبَشَّ مَدَىً جِلْبابُهُ الخُلْدُ في مَدَىً
لبِكْرِ العُلا حَيِّ الإرادَةِ ناكِحِ

كأنَّ الجَلامِيْدَ العِتاقَ تَعَثْكَلَتْ
قُـلُوباً وأكْباداً بِعَيْنَيْ مُكافِحِ

يَعِفُّ وأشْداقُ الرَّغِيْفِ تَلُوْكُهُ
مَوائدَ مَلْأى بالطَّوَى والطَّوائحِ

فَكَفْكَفَ أفْـواهَ العِيالِ بِسَعْيِهِ
إلى الرِّزْقِ لا ذُلِّ السُّؤالِ لِكالِحِ

ونَهْنَهَ بالآجُرِّ والجِصِّ خَيْلَها
على فَلَكٍ، منْ زَنْدِهِ العَضْبِ قادِحِ

يُشَذِّبُ ما يَفْري، ويَمْهَدُ ما فَرَى
فَلِلْمَسِّ ما اسْتَعْلَى ولِلَّمْسِ ما دُحي

وبالرُّوْحِ مُذْ رَقّاهُما، ورَقاهُما
وأرْقاهُما منْ شَرِّ بَرْحٍ وبارِحِ

سَرَى فتَسَرَّى المُسْتَحِيْلُ بِمُمْكِنٍ
مُمَرَّدُهُ المَحْظِيُّ سِرْبُ صَفائحِ

وسُرَّ بهِ، بَعْدَ السُّرَى الرَّبْعُ سامِراً
لدى آسِرٍ آسٍ، مُصالٍ مُصالِحِ

على شاهِقاتٍ مُشْرَئبّاتُ طَلْعِها
جَنَى غامقٍ منْ كلِّ لونٍ وفاتحِ

تَأسْطَرَها (سامُ بْنُ نُوْحٍ) مَجَرَّةً
فَذَرُّ (أزالٍ) كلُّ سارٍ وسارحِ

وفي كلِّ مَعْصُوْمٍ بِعِصْمَةِ أهْلِهِ
ومِعْصَمِ بابٍ منْ رُبا الحَوْشِ تائحِ

يُغِذّانِ لـ(الدِّهْلِيْزِ) منْ كَرَمٍ قِرَىً
وَقُــرَّةَ جِيْــرانٍ وقُـرْبَى تَســامُحِ

سُمُوّاً إلى زَهْوِ المَقِيْلِ بـ(مَفْرَجٍ)
مُطِلٍّ على جَنّاتِ طَلٍّ نَوافِحِ

جَلا الطَّيْرَماناتِ الزُّجاجُ مُعَشَّقاً
مَخالَ اخْتِيالٍ كَوْكَبِيٍّ فَرائحي

منَ القَمَرِيّاتِ الحِسانِ تَقَوْزَحَتْ
بِبَـلُّوْرِها، واعْرَوْرَشَتْ بالمَصابِحِ

فَوُجْهَـتُها للمُنْتَـــدَى عَــدَنِيَّــةٌ
وإكْسِيْرُها يُذْكي الصَّبا للمَطارِحِ

على وَجَناتٍ كالرَّواشِنِ عَنْقَدَتْ
نُجُوْمَ الثُّرَيّا والثَّرَى في المَسارِحِ

ولاثْنَيْنِ مَوْضُوْنَيْنِ في (الزُّهْرَةِ) اصْطَفَى
دَمانِ مِجَنَّ الأُنْسِ عَنْ عَذْلِ قادحِ

يَهُشّانِ قُطْعانَ المَشاعِرِ وَهْيَ في
فُؤادَيْهِما تَرْعَى رَبِيْعَ السَّوانِحِ

كأنَّهُما والدِّفْءُ فَوَّفَ، والدُّجَى
تَقَرْقَفَ، والنَّجْوَى وسُكْرُ التَّبارُحِ

قَرَنْفُلَتا لَثْمٍ رَؤُوْمٍ غَشاهُما
نُضارٌ صَغَى في ثَرْثَراتِ تَطاوُحِ

على لَعَسٍ ذَرَّ اللَّمَى فوقَ نَرْجِسٍ
هَمَى، فارْتَمَى التُّفّاحُ في فَمِ تافِحِ

تَحُفُّهُما صَنْعاءُ كالنَّدِّ صَفَّدَتْ
جَناحَيْهِ زَخّاتُ النَّدَى للدَّوائحِ

هيَ الأُسُّ إلّا أنَّهــا مُشْمَخِـــرَّةٌ
بها الإنْسُ إلّا أنَّهم منْ جَحاجِحِ

أرَبَّ لها التّارِيْخُ، وَهْيَ يَراعُهُ
غَرائزَ؛ فافْتَضَّتْهُ في خِدْرِ كادِحِ

وراضَتْ بهِ طَلْقَ الفَواجِعِ، وارْتَضَتْ
أُمُوْمَةَ نُوْرٍ أو رَضاعَةَ فاتِحِ

يَعُبُّ عَلَيْها مُدْنَفا الكَلِمِ السهى
وَيَشْرَقُ فيها بالصَّدَى كَلْمُ شائحِ

فللشِّعْرِ ما أوحَتْ نُبُوْءاتُ ماتحٍ
وللنَّثْرِ ما اسْتَوْحَتْ ثُمالاتُ مائحِ

منَ (اليَمَنِ) اسْمُ اليُمْنِ، أيْمَنُ وُجْهَةٍ
إلى غُــــرَرٍ مَيْمُــــوْنَةٍ ومَناجِحِ

فَمَكَّةُ لـ(الرُّكْنِ اليَمانِيِّ) شَرَّفَتْ
فطُفْ، واسْتَلِمْ تَرْكَنْ لخَيْرِ المَسائحِ

بإيْمانِها والحِكْمَةِ اللهُ خَصَّها
فأرْضَتْهُ، واسْتَهْدَى بها كلُّ فالحِ

وبارَكَ مَرّاتٍ ثلاثاً لنا بها
وبالشّامِ طهَ في حُرُوْفٍ سَحائحِ

لها الحُبُّ إنْساناً نَبِيْلاً ومَوْطِناً
جَلِيْلاً، وما المَمْلُوحُ كالمُتَمالِحِ

هوَ الشَّعْبُ نَضَّ اللَّيْلَ والوَيْلَ وانْتَضَى
شُمُوْسَ مُنَىً مَسْتَبْسِلاتٍ كَواسِحِ

يَلِيْنُ وفي عَيْنَيْهِ ماضٍ تَوَثَّبَتْ
بهِ عَزَماتٌ لم تَهُنْ لِمُناطِحِ
إلى حاضِرٍ في مَوْكِبِ النُّوْرِ حاضِرٍ
ومُسْتَقْبَلٍ مُسْتَقْبِلٍ للمَطامِحِ
بأحْرارِها الثُّوّارِ في حَتْفِ حَتْفِهمْ
وثُوّارِها الأحْرارِ منْ سَفْحِ سافِحِ
***
خَرِيْدَةُ يَبْكي العِلْمُ (جامِعَةَ) الحِجَا
أتُسْقَى دَوالي صَرْحِها منْ ضَحاضِحِ

وما هُدِّمَتْ أو أغْـلِـقَتْ، بَيْدَ أنَّها
خَلَتْ منْ نُهَى (عَبْدِ العَزِيْزِ المَقالِحِ)

فمنْ هُوَ؟ غَنَّتْ: قِلْ بأشْعارِهِ، وقُلْ
لهُ: عَمْرَكَ اللهَ اسْمُ سُدْ ضِئْ بها بُحِ

إذا كنتَ في صَنْعاءَ نَبْضَ فُؤادِها
وبَدْرَ لَيالِيْها، ومَهْوَى الوَضائحِ

فكيفَ خَلَبْتَ المَشْرِقَيْنِ تَواضُعاً
وخَلَّبْتَ بالأنْداءِ بَرْقَ التَّباجُحِ

أضاءَتْ قَوافيكَ السَّدِيْمَ، أمِ اغْتَذَتْ
جَبِيْنَكَ أفْلاكٌ؛ فَنادَى المَلا: لُحِ؟

فأسْرَجْتَ في كَفِّ النَّدَى عَشْرَ أنْمُلٍ
وعَوْسَجْتَ في فَكِّ الرَّدَى نابَ لاقِحِ

وُلِدْتَ حَكِيْماً، واحْتَلَمْتَ سَماحَةً
وذا الرُّشْدُ فاسْلَمْ رَغْمَ أنْفِ المُكاشِحِ

لِكُلِّ شُمُوخٍ بينَ عَيْنَيْكَ فَيْصَلٌ
لهُ الجَسَدُ المَحْمُوْمُ غِمْدُ مَلامِحِ

تَسَرْبَلَكَ المَجْدُ الذي أنتَ عَرْشُهُ
فَتَوَّجْتَهُ بالمُعْجِزاتِ الفَصائحِ

وبَرْزَخْتَ، في صُوْفِيَّةٍ رُوْحَ زاهِدٍ
ونَفْسَ تَقِيٍّ خاشعِ القَلْبِ سائحِ

لوَ انَّ الذي فيهِ منَ الحُبِّ وُضِّئَتْ
بهِ أُمَّـــةٌ أمَّـــتْ مَــــدارَ المَمـــادحِ

أطافَ بمِحْرابِ الكَمالِ خَفُوْقَهُ
فطافَ بهِ فيهِ، كنَحْلٍ بناصحِ

إلى مُنْتَهاهُ يَعْرُجُ المُلْهَمُونَ في
مَباخِرِ أرْواحٍ، وضَوعِ جَوانِحِ

كأنَّ بمِيْراثِ الرَّشادِ فَرِيْضَةً
لَهُ، وبِسِفْرِ الخُلْدِ فَصْلَ (المَقالحِ)

خَرِيْدَةُ جَفَّ الشِّعْرُ أمْ أجْفَلَ البِلَى
قَياثِيْـرَهُ فاسْتَـنْزَفَتْ في الضَّرائحِ

وهلْ أنتِ إلّا نَبْــعُــهُ ومَصَـــبُّـــهُ
زُلالاً بِمَجْرَى ضِفَّتَيْكِ المَسابحِ

فأوْمَتْ بِعَيْنَيْ فَحْلِها تَسْتَغِيْثُهُ
وثَـيِّـــبُــهُ الجَــــوْزاءُ بِكْــــرُ الجَوارحِ

وسَحَّ بَرَدُّوْنِيَّها الفَقْــــدُ فاسْتَوَى
بقامَتِــها في مِنْبَـــرٍ مُتَــرامِحِ

دَماً مُصْلَتاً يُصْمي الظُّباتِ، ومُغْمَداً
كِناسَ الظِّباءِ المُحْيِياتِ الذَّوابحِ

بَصِيْرَتُهُ للمُدْلِجِيْنَ بَصائرٌ
نَبَتْ دونَها أبْصارُ قومٍ صَحائحِ

بَرَتْهُ اللّيالي، وَهْوَ في مُدْلَهِمِّها
ذُكاءُ؛ ودونَ القَيْظِ ظُلَّةُ ضابِحِ

فإنْ يَعْمَ عندَ العُمَّهِ الجُوْفِ يَعْمَ عنْ
عَدُوٍّ مُرابٍ أو صَدِيْقٍ مُرابحِ

وإنْ لمْ يلدْ منْ صُلْبِهِ فَهْوَ والدٌ
منَ القَلْبِ عَذْراواتِ حَدْسٍ صَرائحِ

بُنَيّاتُهُ في أرْضِ عَبْقَرَ قِبْلَةٌ
نَحُجُّ لها فوقَ الحَواسِ الطَّلائحِ

وإنْ يَحْيَ ذِكْراً وَهْوَ في مُهْجَةِ الثَّرَى
نَقِيّاً منَ الدُّنْيا شَرِيْفَ المَطامِحِ

فقد كانَ قَبْرا جِلْدِهِ وبلادِهِ
يَغُلّانِهِ فوقَ الثَّرَى باللّوائحِ

وإنْ جُدَرِيٌّ حارَ في حُرِّ وَجْهِهِ
فَجَبْهَةُ رَوْحِ الرُّوْحِ حُوْرُ الأواضِحِ

هوَ الفَحْلُ، إلّا أنَّ مِنْدَلَهُ الإبا
عنِ المُوْمِسِ السَّكْرَى بِنابٍ ونابحِ

يَذُوْبُ فَيُنْمي الشَّعْبَ، يَطْوَى فَيَغْتَذي
ويَذْبُلُ كي يَرْوَى بغَيْرِ التَّناوُحِ

إذا هَمْهَمَ اسْتَسْقَوا، وإنْ هَمَّ أشْفَقُوا
وإنْ صَمَتَ انْشَقُّوا، وإنْ فاهَ (لا) لُحي

خَرِيْدَةُ طُوْفي بالبَهاليلِ واطْرُقي
مَرابِعَ أرْبابِ العُقُولِ الرَّواجحِ

تَرَيْ نِصْفِيَ الأسْنَى الرُّوَيْشانَ خالِداً
أبا النُّبْلِ وابْنَ النُّبْلِ نَسْلَ صُمادحِ

وَضِيْءَ المُحَيّا، مُجْتَدَىً تُبْلِجُ الخُطا
بآلائـــهِ الحُـسْــنَـى لأيْمَـــنَ لائــحِ

مُعِلَّ المَعالي منْ شَمُوْلِ شَمائلٍ
بأقّْداحِ عِلِّيِّيْنَ نَخْبَ التَّطارُحِ

نَدِيْمَ نَدَىً، لو حَمْحَمَ المُنْتَدَى حَدا
حَمِيْمِيَّةَ الأنْواءِ أعْلَى المَنادحِ

سَجاياهُ ما أسْمَى، وأدْناهُ ما سَما
وسِيْماهُ، لو سَحَّ الحَيا مُزْنَها سُحي

مَعِيْنَ المَعاني العِيْنِ للعَيْنِ مُقْرِياً
دِما البِيْضِ للبِيْضِ الدُّمَى في القَرائحِ

فَـتَـىً لـم تُــراوِدْهُ الــدَّنـايـا لأنَّهـا
وقد زُخْرِفَتْ وازَّيَّـنَـتْ بالمَصالحِ

رأتْ خُلُقاً منْ شَهْدِهِ خَلْقُ وَجْهِهِ
وحُــرّاً أبِــيّــاً عنْ خَلائقِـهـا نُحي

وما المُتَنَبّي – وَهْوَ في خَلَجاتِهِ
كَمِيٌّ – بأمْضَى منْ شَباهُ المُنافِحِ

ولو أنَّه في عَصْرِهِ لاكْتَفَى بهِ
عنِ النّاسِ مَمْدُوْحاً سَخِيَّ المَنائحِ

يُقِضُّ إذا أغْفَى المَنابرَ.. كيفَ لو
تَسَنَّمَ، فاهْتَــزَّتْ بِغُــرٍّ جَـوامـحِ؟

لكـلِّ أدِيْـبٍ مُبْـــدِعٍ شَــعَّ (هَـيْـئَـةً)
وشاعَ، بمَرْقَىً للمَواهِبِ فاسِحِ

تَوَسَّمَ فيهِ المُخْلَصُوْنَ لِشَعْبِهمْ
وزِيْراً وقدْ باهَى خَلِيْجَ المَشالحِ

تَوَزَّرَ -غَيْرَ الوِزْرِ- أَزْرَ ثَقافَةٍ
فآزَرَ مَحْــفَــوْفــاً بِصِيْـــدٍ وَحــاوِحِ

وجَلَّى بِنُوْرانِـيَّـةٍ غَيْهَباً، كَبَتْ
بهِ أنْجُمُ التَّنْوِيْرِ بينَ الصَّحاصِحِ

وها جَحْفَلُ الآدابِ يَنْثالُ حامِداً
نُذُوْرَ الأماسي في وَفاءِ الأصابِحِ

فإنْ تُوِّجَتْ صَنْعاءُ (عاصِمَةً) على
عواصِمَ عاماً فَهْيَ تاجُ الوَشائحِ

ومنْ أزَلٍ صَنْعاءُ عاصِمُ أمْرِهمْ
إلى أبَدٍ في مَحْمَلِ الغَيْبِ تائحِ

خَرِيْدَةُ والأبْهَى حَدِيْثاً مُحَمَّدُ بْـ
ــنُ عَبْدِ السَّلامِ القَرْمُ قِرْنُ اللَّوافِحِ

وَلِيُّكِ في البَلْوَى، ومَوْلاكِ في الرِّضا
ومنْ يُخْتَبَرْ في الفِعْلِ إنْ قالَ ما زُحي

فَقِيْهٌ، مُحـــامٍ، فَيْـلَسُـــوْفٌ وشاعــرٌ
بَشِيْــرٌ ولا يَخْـــزَى، نَذِيْــرُ طَــوالحِ

تَقِيٌّ إذا اسْتَقْضَى نَقِيٌّ إذا قَضَى
جَلِيٌّ كَمُسْتَخْفٍ، خَفِيٌّ كَواضحِ

وعَلّامَـــةٌ.. لو أنَّ رُوْحَ بَيـــانِـــهِ
تَجَسَّـــدَ مَتْـنـاً هـابَـهُ كــلُّ شـارحِ

مَواهِبُ لا تُحْصَى غَرائبُ، أُحْصِنَتْ
منَ الزَّيْفِ في فَرْدٍ فَرِيْدِ المَماتِحِ

إذا اسْتَشْرَفَ اشْتَفَّ اليَقِيْنَ بِساترٍ
وإنْ شارَفَ اشْتافَ الظُّنُونَ بفاضِحِ

ولو أنَّ تِبْيانَ (الهَزِيْمِ الأَخِيْرِ) في
عَمُوْدِيَّتي جاوَزْتُ حَدَّ التَّفاصُحِ

بِـ(حَيِّ بْنِ يَقْظانَ) اجْتَلَى شارِداً، وفي
(خُطا النَّفَّرِيِّ) اجْتالَ تَعْمِيْدَ كاسحِ

إذا ما غَدا اعْتَمَّ الفَضائلَ، أوْ أوَى
تَصَـــدَّرَ جِـــدّاً أوْ تَصَـــدَّى لمـــازِحِ

وطَهَّـــمَ للجُلَّى الجَـــلادَ، فأشْرَعَتْ
مَعارِجَهــا؛ فالجَـــدُّ أخْــزَى المَفاتِحِ

له الـ(قَبْــــلُ) إلّا أنَّهُ دُوْنَ حُلْمِـــهِ
لهُ الـ(بَعْـــدُ) إلّا أنَّــهُ فَـوْقَ طامحِ
***
خَرِيْدَةُ هل في جُعْبَةِ الرُّوْحِ خامسٌ
سِواهم؟ فقالتْ: حَسْبُكَ اخْتِمْ مَدائحي

فهُمْ، في نُبُوْغي سُلَّمٌ دَرَجاتُهُ
بَخُوْرٌ؛ فلا تُصْعِدْ بُخارَ الأسافِحِ

فكم منْ مُفَدٍّ لي –وأفْدِيْهِ- إنَّما
كَمِثْلِهِمُ لا.. هُمْ لُبابُ الشَّرائحِ

وكم منْ فَمٍ باسْمي يَوَدُّ، ووُدُّهُ
يَدُ الرِّيْحِ تَذْرُوْني بِخُرْجِ الفَوادِحِ

فَصَفَّدْتُ جِنِّيّاتِ حِبْري، وَمارِدي
جُنُوْني، وَعِفْرِيْتَ القَوافي بِجانِحي

وعَوَّذْتُ مُوْسِيْقايَ منْ شَيْطَناتِها
وأشْباحَ لا وَعْيي بِوَعْيٍ مُشابِحِ

فإنْ كنتُ يا صَنْعاءُ أجْبَلْتُ فاصْفَحي
وإن بَرَّ خِنْذِيْذي وأفْلَقَ صافِحي


لِشاعرها .. الشنفرى الكبير .. محمد مسير مباركي






التوقيع

أبي أماني , وأمي نهر عاطفتي
وبعد هذين كل الناسِ , ك الناسِ

 
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 11:56 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط