الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديات الحوارية العامة > منتدى الأدب العام والنقاشات وروائع المنقول

منتدى الأدب العام والنقاشات وروائع المنقول هنا نتحاور في مجالات الأدب ونستضيف مقالاتكم الأدبية، كما نعاود معكم غرس أزاهير الأدباء على اختلاف نتاجهم و عصورهم و أعراقهم .

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-07-2014, 04:01 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
هارون غزي المحامي
أقلامي
 
إحصائية العضو







هارون غزي المحامي غير متصل


افتراضي أيها المؤلف، أنصفنا من نفسك!

أيها المؤلف، أنصفنا من نفسك!

أبو مالك العوضي





التأليفُ فنٌّ وصناعة، وهي صناعة تحتاج إلى علْم، وكذلك فلا تستغني صناعةُ التأليف عن شرط الحكمة عند المؤلف؛ كي يضع الكلام موضعَه؛ لأنه ليس كلُّ ما يُعرف يُقال، وليس كل ما يُقال يقال بطريقة صحيحة، وليس كل ما يُقال بطريقة صحيحة يُوجَّه التوجيهَ الصحيح.

وقديمًا كان التأليفُ قليلاً مع كثرة الاحتياج إليه، واليومَ التأليف كثير جدًّا مع قلة الاحتياج إليه!

وقديمًا كان المؤلف يَسْتقري مئاتِ المصنَّفات، ويُطالع هنا وهناك، ويُشافِهُ الرجال، ويطيل الأسفار؛ حتى يضَعَ مصنَّفًا واحدًا قد يستغرق من عمره عشراتِ السنين؛ لِيَبقى له ذُخرًا في الحياة، وأجْرًا بعد الممات، فيحمَده العلماء، ويستفيد منه الطلاب.

أمَّا اليومَ فلا أبالغ إنْ قلتُ: إنَّ بعض المؤلفين يكتب - إذ هو يكتب - مِن باب الصِّناعة، لا من باب الإفادة، فهي صناعة يَستفيد هو منها أجرًا، ويزداد بها شهرةً، دون أن يَكون عنده - في حقيقة الأمْر - مادَّةٌ تُمِدُّه بما يفيد به القُرَّاء، إلا الغُثَاء الذي يشمَئِزُّ منه العلماء، وإن كان الجهَلَةُ مِن العوامِّ قد يهلِّلون له طربًا.

وأنا أعجبُ جدًّا إذْ أجِدُ بعضَ المؤلفين يضَعُ مِن المؤلَّفات أكثرَ مِن الكتب التي قرأها!

وأَذْكر أني قرأْتُ لبعض المعاصرين مِن الغَرْب أنَّ تأليفَ كتاب يحتاج إلى قراءة خَمْسِمائة كتاب، أو إلى جَرْدِ نِصْفِ مكتبة!

فيا أيُّها الكاتب، أنصِفْنا مِن نفسك!

إن كنْتَ تريدنا أن نقرأ لك، فاقرأ أنت أوَّلاً للعلماء، أمْ تظن أنَّ الحياة قد قُسمتْ بيننا؛ فلَكَ التأليفُ، ولنا القراءة؟!

أنصِفْنا مِن نفْسِك، ودَعْ عنك التطفيفَ؛ فإنَّ القراءة مِن لوازم التأليف!

هل تريد أن يقرأ لك ألوفُ القراء؟ إذًا فلا بد أولاً أن تقرأ ألوفَ الكتب، أمْ تظن أن المشتري يشتري كُتبَك فقط دون كتب غيرك؟

القراءة عندنا صارت أداةً للتأليف وفقط، أداةً لكتابة البحوث وفقط، أداةً لوضع الرسائل العلمية، والحصول على الماجستير والدكتوراه وفقط؛ فمعظم مَن تراهم مِن حولك من المؤلفين والكتَّاب إنما يقرؤون لأحد هذه الأهداف فقط!

أما مَن يقرأ ليتعلَّم ويعلِّم، من يقرأ ليتثقَّف ويثقِّف، من يقرأ ليزداد حكمةً ويقينًا، من يقرأ ليتقرب إلى الله - عزَّ وجلَّ - من يقرأ ليزيلَ عن نفسِه الإشكالاتِ، مَن يقرأ ليصير عالِمًا، فكل هذا لا يكاد يوجد، ولا تراه بعينك إلا نادرًا، فقد صار هؤلاء تحت التراب، أو في طَيَّات كتاب!

فنحن بحاجةٍ حقيقيَّةٍ إلى تحفيز الناس للقراءة، نحتاج إلى تشويق طلبة العلم إلى إدمان المطالعة، نحتاج إلى بَذْل المزيد مِن الجهد في الحثِّ على اقتناء الكتب والاستفادة منها، نحتاج إلى مزيدِ بيانٍ لفوائدِ الكتاب، وتَكرار كلام الجاحظ وما شابهه في ذلك:
الكتاب وِعاءٌ مُلِئَ عِلْمًا، وظَرْف حُشي ظَرفًا... إلخ.
وَخَيْرُ جَلِيسٍ فِي الزَّمَانِ كِتَابُ... إلخ.
مِلْتُ لِلكُتبِ وَوَدَّعتُ الصِّحابَا... إلخ.
أَخِلاَّءُ مَأْمُونُونَ رَأْيًا وَمَذْهَبَا... إلخ.
لَمَحْبَرَةٌ تُجَالِسُنِي نَهَارِي... إلخ.
في كل كتاب تقرؤه لذةٌ جديدة... إلخ.
الكتبُ أصداف الحِكَم... إلخ.
هي إنْ خلوتُ لذَّتي، وإن اهتممتُ سلوتي... إلخ.

وأخيرًا: أنصح بقراءة كتاب "المشوِّق إلى القراءة وطلب العلم"، للشيخ علي العمران.

والحمد لله رب العالمين.




رابط الموضوع:
http://www.alukah.net/literature_language/0/37803/#ixzz38l9ZMwX4






 
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 05:11 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط