الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديـات الثقافيـة > المنتدى الإسلامي

المنتدى الإسلامي هنا نناقش قضايا العصر في منظور الشرع ونحاول تكوين مرجع ديني للمهتمين..

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-10-2007, 07:56 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
نائل سيد أحمد
أقلامي
 
إحصائية العضو







نائل سيد أحمد غير متصل


افتراضي ملتقى مفكري بيت المقدس ( * )

بسم الله الرحمن الرحيم

السيد/السادة: .......................... المحترمين،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
تحية طيبة وبعد،

الموضوع: الخلافات بين الفرق والجماعات الإسلامية
يقول سبحانه وتعالى في سورة آل عمران 3 – آية103 (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)، فالإجتماع على كلمة واحدة هو أمر من الله ولا يجوز التفرق لأي سبب من الأسباب، أما الإختلاف فهو وارد في كل لحظة وكل حين، يقول صلى الله عليه وسلم (كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون) (صحيح)، فليس منا من هو معصوم عن الخطأ، وقد نخطئ أحياناً مع أننا نجتهد للقيام بالصواب، فلا ندرك أننا مخطئين، فما بالك عندما يقوم شيخ أو داعية أو مفكر أو فرقة أو مجموعة إسلامية بالتوجه إلى الناس بأي وسيلة من الوسائل سواءً بإعطائهم دروس شفوية أو مكتوبة أو قام بطباعة مطوية أو كتاب أو نشر بحث، وكان في هذا الذي توجه به للناس فيه خطأ، ماذا سيكون موقفنا من هذا الأمر:-
1- عليك أولاً التأكد بأقصى ما يمكنك أنه حقاً مخطئ، بالعودة لكتاب الله وسنة رسوله وبسؤال أهل الذكر، وليكون سؤالك أولاً بدون ذكر اسم المخطئ تحقيقاً لقوله صلى الله عليه وسلم (المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه. من كان في حاجة أخيه، كان الله في حاجته. ومن فرج عن مسلم كربة، فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة. ومن ستر مسلما، ستره الله يوم القيامة) (صحيح مسلم).
2- ثم عليك الإجتهاد بالبحث عن الصواب في الموضوع الذي طرحه، مدعماً كل هذا الصواب بالأدلة الشرعية من القرآن والسنة.
3- ثم عليك أن تقدم نتيجة بحثك لأخوك الذي أخطأ، وعليك أن تأخذ بعين الإعتبار (انه لا يزل من الممكن أنه هو الصواب وأنك المخطئ)، فتقديمك لما وصلت له يجب أن يكون بأدب ويجب أن يكون بهدف البحث عن الصواب (أنت قلت كذا وأنا ارى كذا)، والغاية الوصول للصواب والحق.
4- فإذا قبل البحث عن الصواب فهذا خير عظيم، وعليكما الإثنين العمل (كفريق)، معتصمين بحبل الله، مخلصين له الدين، غايتكم رضاه عز وجل، للوصول إلى الصواب، فإذا وصل المخطئ إلى أنه فعلاً مخطئ وعاد عن خطئه وأصلح ما كان قد أخطاءه كان به ونعمة، وإلا فعلينا الإستعانة بباقي إخواننا المسلمين للوصول إلى الصواب.
5- أساس النقاش يجب أن يقوم على مبدأ الفصل ما بين (الشخص) وما بين (المعلومة)، أما الشخص فهو اخي في الإسلام أحبه وأحب له الخير، ومقصدي ومقصده يجب أن يكون إرضاء الله، وأما المعلومة فهي التي أنظر لها بعين الصواب أو الخطأ.
6- بناءاً عليه فعلى من يُوجَه له نداء الإنضمام للبحث في خطأ قاله أو قام به، عليه قبول هذا النداء، ورفضه للإنضمام مخالفٌ لشريعة الله، فهو مدعو لمناقشه كلماته وتثبيت ما كتب بالأدله الشرعية التي لا تقبل الشك يقول عز وجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) (الانفال8 :24).
7- إختلاف المسلمين على (معلومة) يجب أن لا ينتقل من الإختلاف على معلومة للإختلاف بعضا على بعض، ونقل الخلاف من المعلومة للشخص إنما يدل على ضعف الناقل في إثبات حجته على المادة فيحول النظر من المادة إلى الشخص.
8- عند الإختلاف على (مادة) ما هي الإحتمالات هنا 1) انت مصيب وهو مخطئ 2) أنت مخطئ وهو مصيب 3) أنت وهو مصيبان 4) أنت وهو مخطآن.
9- إن كنت أنت مصيب وهو مخطئ، عليك أن تنصح المخطأ بالله أن يرجع عن خطأه، كيف؟ إنظر أولا كيف يجب ان نكلم أهل الكتاب والمشركين (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)، فما بالك في كيفية الكلام ما بين المسلم والمسلم، قإثبات الصواب الذي ينقص عند أخيك يحب أن يكون على درجة عالية من الإحترام ومدعماً بالحجج والبراهين، ثم لمَ هو هذا الإثبات، كي يعلم الناس إنك تستطيع الإثبات، إن كان هذا هو المقصد فتب من مقصد، ولكن يجب أن يكون المقصد أن تُخرج أخوك من خطأه محبةً فيه إرضاءاً لله وللرسول، ولا ننسى أن هذا هو عمل الأنبياء إخراج الناس من الظلمات إلى النور، ومن ظلم أنفسها لأنفسهم للحق، ومن جور معلوماتهم إلى دين الإسلام.
10- وإن كنت أنت مخطئ وهو مصيب، فما العمل، هل ستصر على أنك مصيب وتذهب وتبحث عن دليل يدعم كلامك حتى لو كان هذا الدليل من حديث ضعيف أو موضوع ومكذوب على الرسول متجاهلاً قوله صلى الله عليه وسلم (من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار) (البخاري)، وتصر على أنك خير منه، هذه الكلمة التي قالها إبليس وأخرجته من رحمة الله، وتبقي الكبر شامخاً في نفسك، هذا الكبر الذي ذرة منه ستمنعك من دخول الجنة، يقول صلى الله عليه وسلم (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر قال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة. قال: إن الله جميل يحب الجمال. الكبر بطر الحق وغمط الناس) (مسلم)، أم أنك ستقول (سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) (البقرة:285).
11- وإن كنتما الإثنين مصيبان، فأين المشكلة أن يبيح الله لنا من الأمر ما يمكن لكل منا أن يختار كل واحد منا المناسب له بلا إثم ولا عدوان ولا تباغض ولا تحاسد، جاء في صحيح البخاري (ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثما، فإن كان إثما كان أبعد الناس منه، وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله، فينتقم لله بها).
12- وأما إن كنتما الإثنين مخطآن فهذه والله مصيبة عظيمة أن يخطأ شخص ولا يجد من يصححه إلا مخطأ مثلة، (أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ) (هود:78)، نتوب لله ونعوذ به من شرور أنفسنا وما اكتسبت من إثم. الإعتذار لله توبة، والتوبة مغفرة، والمغفرة رحمة، والرحمة جنة، جعلنا وإياكم من أهلها.
وما نراه على الساحة اليوم بعيداً جداً عن هذا الأمر، فالإختلاف أصبح فن، والجدال أصبح عمل ومهنة، لذلك رأيت أن أقوم بجمع مواضيع الإختلاف للمفكرين والفرق والجماعات الإسلامية في فلسطين مبتدأ من بيت المقدس، والبحث في كل نقطة منها، وجمع آراء وردود كل البقية عليها، لعل الله أن يشرح قلوبنا للإتفاق بدل الإفتراق،
لهذا أبعث رسالتي هذه لكل داعية ولكل مدرس وكل مرشد وكل فرقة وكل جماعة، أولا لطلب العون، وثانيا أدعوكم للمشاركة بهذا الموضوع، فإن أحببت الإنضمام لكي نفتح قناة إتصال لمناقشة كل موضوع من هذه المواضيع، أعلمُ ان الأمرَ شاق، وربما شاق جداً، ولكن الثواب على قدر المشقة، والغاية رضى الله عز وجل، وكلنا يعلم أن المسجد الأقصى وما حوله من أرض فلسطين هي مقام الطائفة المنصورة وعقر دار المؤمنين، والأرض التي إليها محشر العباد، ومنها يكون المنشر، وفيها مقتل الدجال وأتباعه، وفيها يشهد نطق الحجر والشجر وفيها ستعود الخلافة الإسلامية على منهاج النبوة، فهي الأرض التي باركها الله للعالمين، ولا مقاماً للمجرمين فيها. من أجل هذه الغاية تم إنشاء موقع على شبكة الإنترنت باسم www.al-ferq.comسنضم فيه كل الأسئلة والردود للفرق إحداها للآخر، ثم الرد على الردود وهكذا، حتى نصل إن شاء الله لإتفاق، هذا الموقع ليس بمنتدى، لذلك لن يتمكن أي شخص من إدخال بياناته ومعلوماته مباشرةً، ولكن من خلال إرسالها بالبريد الإلكتروني على العنوان: khm@khm2000.com كما لن يستطيع أي شخص من حذف هذه المعلومات، إلا أنه يستطيع أن يزيد أو يعْدِل عن آرائه وأفكاره إذا وجد ما هو أصوب منها، يقول عز وجل (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ)، نفع الله بكم الإسلام والمسلمين وأعانكم على ذكره وشكره وحسن عبادته.
ملاحظة: هذه الرسالة سيتم إرسالها لكل مفكر وكل فرقة وجماعة تعمل لخدمة الإسلام في فلسطي، ومع أننا نبحث بنقاط الخلاف داخل فلسطين، ولكن بإمكان الأخوة من خارج فلسطين المساهمة في إيجاد أو إقتراح حلول.

يرجى إرسال الرد على البريد الإكتروني التالي:khm@khm2000.com
أخوكم الشيخ خالد المغربي - القدس - المسجد الأقصى
تحريراً في 20 رمضان 1428






 
رد مع اقتباس
قديم 10-10-2007, 08:04 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
نايف ذوابه
أقلامي
 
إحصائية العضو







نايف ذوابه غير متصل


إرسال رسالة عبر MSN إلى نايف ذوابه

افتراضي مشاركة: ملتقى مفكري بيت المقدس ( * )

اقتباس:
وكلنا يعلم أن المسجد الأقصى وما حوله من أرض فلسطين هي مقام الطائفة المنصورة وعقر دار المؤمنين، والأرض التي إليها محشر العباد، ومنها يكون المنشر، وفيها مقتل الدجال وأتباعه، وفيها يشهد نطق الحجر والشجر وفيها ستعود الخلافة الإسلامية على منهاج النبوة، فهي الأرض التي باركها الله للعالمين،


شكرا أخي نائل على هذه الدعوة الطيبة الخيرة ...

ألمس حرارة الصدق في دعوتك .. نسأل الله أن يتقبل منك وأن يجزل لك الأجر والثواب ..

لقد أبهجتني وأسعدتني بما خص الله به القدس .. لكن هل لديك أدلة على أنها بإذن الله ستكون حاضرة الخلافة الإسلامية إن شاء الله ..

بارك الله فيك






التوقيع

اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين
وأصلح لي شأني كله
لا إله إلا أنت
 
رد مع اقتباس
قديم 11-10-2007, 03:50 PM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
نائل سيد أحمد
أقلامي
 
إحصائية العضو







نائل سيد أحمد غير متصل


افتراضي مشاركة: ملتقى مفكري بيت المقدس ( * )

الأخ الحبيب : نايف زوابه
نائب المدير العام للمنتديات الثقافية
أشكرك على المرور وسأعود للإجابة المفصلة إن شاء الله ، وهذه إجابة على عجل :
مستقصى فضائل المسجد الأقصى
للشيخ/ محمد عبد الكريم


أولاً: فضل المسجد الأقصى وبيت المقدس في القرآن الكريم:
(1) وصف القرآن الكريم في كثير من آياته بيت المقدس ومسجده بالبركة وهي النماء والزيادة في الخيرات والمنح والهبات؛ حيث قال سبحانه وتعالى: (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله) .
وقال تعالى (ونجيناه ولوطاً إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين) . وهذا حكاية عن الخليل إبراهيم عليه السلام في هجرته الأولى إلى بيت المقدس وبلاد الشام.
وقال تعالى : (وأورثنا القوم الذين كانوا يُستَضْعَفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها) . وفي قصة سليمان عليه السلام يقول سبحانه وتعالى: (ولسليمان الريح عاصفةً تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها..) .
وقال تعالى على لسان موسى: (يا قوم ادخلوا الأرض المقدّسة التي كتب الله لكم) .
وعند حديث القرآن عن هناءة ورغد عيش أهل سبأ يقول سبحانه: (وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرىً ظاهرةً) وهي قرى بيت المقدس كما روى العوفي عن ابن عباس .
(2) وصف القرآن أرضها بالرَّبوة ذات الخصوبة وهي أحسن ما يكون فيه النبات, وماءها بالمعين الجاري. قال تعالى : (وجلعنا ابنَ مريم وأمّه آيةً وآويناهما إلى ربوةٍ ذات قرارٍ ومعينٍ) . "قال الضحاك وقتادة: وهو بيت المقدس قال ابن كثير: وهو الأظهر" .
(3) أنه القبلة التي كان يتوجه إليها الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمون قبل تحويلها إلى الكعبة, حيث صلى النبي صلى الله عليه وسلم نحو بيت المقدس بعد الهجرة ستة عشر شهراً أو سبعة عشر شهراً ثم حُوِّلت، وأشار القرآن إلى ذلك بقوله تعالى : (وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول) .
(4) أنه أرض المنادي من الملائكة نداء الصيحة لاجتماع الخلائق يوم القيامة كما قال سبحانه: (واستمع يوم يُنادي المُنادِ من مكانٍ قريبٍ) . "قال قتادة وغيره: كنا نحدَّث أنه ينادي من بيت المقدس من الصخرة, وهي أوسط الأرض" .
قال ابن تيمية رحمه الله: "ودلّت الدلائل المذكورة على أن (ملك النبوة) بالشام والحشر إليها, فإلى بيت المقدس وما حوله يعود الخلق والأمر، وهناك يُحشر الخلق، والإسلام في آخر الزمان يكون أظهر بالشام, كما أن مكة أفضل من بيت المقدس, فأول الأمة خيرٌ من آخرها، كما أن في آخر الزمان يعود الأمر إلى الشام, كما أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى .
(5) نَعَت الله تعالى المانعين لإقامة الشعائر فيه بأنهم أظلم البشر, وتوعدهم بالخوف عند دخوله, وبحلول الخزي في الدنيا والعذاب العظيم في الأخرى كما قال سبحانه: (ومن أظلمُ ممّن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلاّ خائفين) . ذكر بعض المفسرين أنها نزلت في (بختنصّر) لأنه كان خرّب بيت المقدس, وروي عن ابن عباس وعن قتادة قال: "أولئك أعداء الله النصارى حملهم إبغاض اليهود على أن أعانوا (بختنصر) البابلي المجوسي على تخريب بيت المقدس"، ومعلوم أن هذا التخريب بقي إلى زمان عمر رضي الله عنه . ولكن الآن يعمّ حكمها كل مسجد مُنِعَ الناس من إقامة شعائر الله فيه سواء بالتخريب الحسي كما فعل (بختنصر) بمعبد بيت المقدس أو بصدّ الناسكين عنه كما فعلت قريش مع النبي صلى الله عليه وسلم.

ثانياً: السنة الصحيحة وفضل المسجد الأقصى:
(1) مشروعية السفر إلى المسجد الأقصى لقصد التعبد:
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا تُشَدُّ الرحال إلاّ إلى ثلاثة مساجد, مسجدي هذا, والمسجد الحرام, والمسجد الأقصى) . فالشارع ينهي عن السفر إلى أي مكان مسجداً كان أو غيره لقصد العبادة ما عدا المساجد الثلاثة المستثناة في أسلوب الحصر, ومما يدل على تعميم كل الأماكن إلا المساجد المذكورة مارواه الإمام مالك بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: لقيت بصرة بن أبي بصرة الغفاري رضي الله عنه فقال: من أين أقبلت؟ فقلت: من الطور فقال لو أدركتك قبل أن تخرج إليه ما خرجتَ، سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( لا تعمل المطي الاّ إلى ثلاثة مساجد إلى المسجد الحرام وإلى مسجدي هذا وإلى مسجد إيليا أو بيت المقدس يشك) . قال ابن تيمية: "وكذلك ينهى عن السفر إلى الطور المذكور في القرآن فمن باب أولى أن ينهى عن السفر إلى غيرهما من الأمكنة" .
(2) أن المسجد الأقصى هو ثاني مسجد بني في الأرض:
لما في حديث الصحيحين عن آبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال: (قلت يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أول قال: المسجد الحرام. قال: قلت ثم أي؟ قال: المسجد الأقصى. قلت: كم كان بينهما؟ قال: أربعون سنة. ثم أينما أدركتك الصلاة بعد فصل فان الفضل فيه) . وسيأتينا مزيد بيان لهذا الحديث عند الكلام عن تاريخ بناء المسجد الأقصى .
(3) إتيان المسجد الأقصى بقصد الصلاة فيه يكفر الذنوب ويحط الخطايا:
عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لما فرغ سليمان بن داود من بناء بيت المقدس سأل الله ثلاثاً: حكماً يصادف حكمه, وملكاً لا ينبغي لأحدٍ من بعده, و ألاّ يأتي هذا المسجدَ أحدٌ لا يريد إلاّ الصلاة فيه إلاّ خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أما إثنتان فقد أعطيهما, وأرجو أن يكون قد أعطي الثالثة) . ولأجل هذا الحديث كان ابن عمر رضي الله عنهما يأتي من الحجاز, فيدخل فيصلي فيه, ثم يخرج ولا يشرب فيه ماء مبالغةً منه لتمحيص نية الصلاة دون غيرها, لتصيبه دعوة سليمان عليه السلام .
وليس في بيت المقدس مكان يقصد للعبادة سوى المسجد الأقصى، لكن إذا زار قبور الموتى وسلم عليهم وترحم عليهم كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه فحسن .
قال ابن تيمية: "والعبادات المشروعة في المسجد الأقصى هي من جنس العبادات المشروعة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وغيره من سائر المساجد إلاّ المسجد الحرام, فإنه يشرع فيه زيادة على سائر المساجد الطواف بالكعبة, واستلام الركنين اليمانيين, وتقبيل الحجر الأسود, وأما مسجد النبي صلى الله عليه وسلم والمسجد الأقصى وسائر المساجد فليس فيها ما يطاف به, ولا فيها ما يتمسح به, ولا ما يقبّل، فلا يجوز لأحد أن يطوف بحجرة النبي صلى الله عليه وسلم, ولا بغير ذلك من مقابر الأنبياء والصالحين، ولا بصخرة بيت المقدس، ولا بغير هؤلاء.. بل ليس في الأرض مكان يطاف به كما يطاف بالكعبة. ومن اعتقد أن الطواف بغيرها مشروع فهو شرٌ ممن يعتقد جواز الصلاة إلى غير الكعبة.. فمن اتخذ الصخرة اليوم قبلةً يصلى إليها فهو كافرٌ مرتد يستتاب فإن تاب وإلا قتل, مع أنها كانت قبلة لكن نُسخ ذلك, فكيف بمن يتخذها مكاناً يطاف به كما يطاف بالكعبة؟!.. فهذه الأمور التي يشبه بها بيت المقدس في الوقوف والطواف والذبح والحلق من البدع والضلالات" .
(4) مدح النبي صلى الله عليه وسلم لمصلاه، وأن ثواب الصلاة فيه مضاعف:
عن أبي ذر رضي الله عنه قال: تذاكرنا ونحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أيهما أفضل: أمسجد رسول الله أم بيت المقدس؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صلاةٌ في مسجدي أفضل من أربع صلواتٍ فيه، ولنعم المصلى هو، وليوشكن أن يكون للرجل مثل شطن فرسه من الأرض حيث يرى منه بيت المقدس خيرٌ له من الدنيا جميعا، قال: أو قال: خيرٌ له من الدنيا وما فيها .
وهذا حديث شريف مشتمل على فوائد جمة منها:
بشارة النبي صلى الله عليه وسلم بفتح بيت المقدس لأن هذا كان قبل الفتح العمري ببضع عشرة سنة، ومن مؤيدات هذه البشارة حديث عوف بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم: ( اعدد ستاً بين يدي الساعة: موتي، ثم فتح بيت المقدس.. الحديث) .
الثانية: أن صلاةً في المسجد الأقصى بمائتين وخمسين صلاةً فيما سواه عدا مسجدي مكة والمدينة.
(5) ثبات أهل الإيمان فيه عند حلول الفتن.
لحديث أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بينا أنا نائم إذ رأيت عمود الكتاب احتمل من تحت رأسي, فظننت أنه مذهوب به, فأتبعته بصري, فعمد به إلى الشام, ألا وإن الإيمان حيث تقع الفتن بالشام) .
(6) أنها حاضرة الخلافة الإسلامية في آخر الزمان.
عن أبي حوالة الأزدي رضي الله عنه قال: وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على رأسي أو على هامتي ثم قال: (يا ابن حوالة: إذا رأيت الخلافة قد نزلت الأرض المقدسة, فقد دنت الزلازل والبلايا والأمور العظام والساعة يومئذ أقرب إلى الناس من يدي هذه من رأسك) .
(7) أهلها المقاتلون في سبيل الله من الطائفة المنصورة نصّاً:
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أبواب دمشق وماحوله وعلى أبواب بيت المقدس وماحوله لا يضرُّهم من خذلهم ظاهرين على الحق إلى أن تقوم الساعة) .
منقول للفائدة والباب مفتوح للتواصل والتناصح .







 
رد مع اقتباس
قديم 16-10-2007, 04:36 PM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
نائل سيد أحمد
أقلامي
 
إحصائية العضو







نائل سيد أحمد غير متصل


افتراضي الجماعات الإسلامية وسورة الفاتحة

ملتقى مفكري بيت المقدس
20 رمضان 1428
تم إنشاء هذا الموقع لتقريب آراء المفكرين والفرق والجماعات الإسلامية في فلسطين حول القضايا الإسلامية، تحقيقاً لقوله عز وجل في سورة آل عمران 3 - آية 103 (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ).
جاء في سنن أبي داود في حديث سُكت عنه (وقيل ما سكت عنه أنه صالح)، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن من عباد الله لأناسا ما هم بأنبياء، ولا شهداء، يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم من الله تعالى. قالوا: يا رسول الله، تخبرنا من هم، قال: هم قوم تحابوا بروح الله على غير أرحام بينهم، ولا أموال يتعاطونها، فوالله إن وجوههم لنور، وإنهم على نور: لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس. وقرأ هذه الآية: ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون).
الجماعات الإسلامية وسورة الفاتحة
28 رمضان 1428
تذكر آخي الكريم أنك عندما تصلي في كل مرة تقرأ سورة الفاتحة، وأنت تقرأها في الركع المفروضة فقط سبع عشرة مرة في كل يوم عدا النوافل، فهل سألت نفسك يوماً
(ما هي غايتي من تلاوة سورة الفاتحة؟)
(ما هو هذا الذي أطلبه كل يوم مراراً وتكراراً في كل لحظة وكل حين من الله؟)
دعنا آخي الكريم نتدبر آيات سورة الفاتحة معا، ماذا سنجد
(أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)
هي براءة من حولك وحول الشيطان، فأنت تتبرأ وتبرئ كل مخلوقات الله من الحول والقوة والقدرة والمشيئة والفعل، وتعيد الحول والقوة والقدرة والأفعال والمشيئة كلها لله.
(بسم الله الرحمن الرحيم)
هي إعلان الإيمان بالله والإيمان عكس الشك، فإنت تؤمن بالله ولا تشك به أبداُ، فأنت تعلم أن الله كان ولم يكن شيئاً، وتعلم أن الله سيرث الله وما عليها، ولن يبقى غير وجهه سبحانه وتعالى، فلا ملجأ منه إلا إليه.
(الحمد لله)
فما هو مقصدك، أما الحمد فهي مجمل الشكر، وأما الشكر فهو على النعمة، وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها، فما بالك أن تعد النعم، كل النعم، عبر الزمان، كل الزمان، وعبر المكان، كل المكان، فالنعم كلها قديمها وحاضرها ومستقبلها من الله وستعود لله.
(رب)
فأنت تعترف أن الأفعال والأحداث والمصائ والإبتلاءات كلها مخلوقات من مخلوقات الله، خلقها لك، ودبر أمرها، ويسرها أو عسرها عليك، فكل ما يحدث معك من الله، ويجب أن تحمده عليه وتسترجع، اي تقول (الحمد لله، وإنا لله وإنا إليه راجعون).
(العالمين)
فإنت تعترف إن جميع العوالم، وكل عالم من هذه العوالم، كالإنسان، والجان، والملائكة، والنمل، والحجر، والشجر، والماء، والهواء، وما إلى ذلك، كلها مخلوقات خلقها الله، ودبر أمرها في ابدع الصور وأجمل السير، وأنها منه إليه.
(الرحمن الرحيم)
فإنت تظهر أنك تعلم إن هذا كله الذي تكلم عنه (النعم عبر المكان، النعم عبر الزمان، الأفعال والأحداث عبر المكان والزمان، المخلوقات كلها عبر الزمان والمكان) تحتاج رحمة الله في كل لحظة من وجودها وفي كل شأن من شؤونها.
(مالك يوم الدين) أو (ملك يوم الدين)
فما هو قولك هنا، إنك تقول أن (المكان، كل المكان) هو مخلوق ضعيف محتاج لله وتدبير الله، و(الزمان، كل الزمان) هو مخلوق ضعيف محتاج لله وتدبير الله، وأن كل ما ذكرناه آنفاً من (نعم وأفعال ومخلوقات ومكان وزمان) نهايتهم محتومة بيوم الدين، يوم سداد الديون، حيث يقتص الله لكل مخلوقاته من الإنس والجن والدواب، فتعاد الحقوق لأصحابها، وبعد هذا الثناء الجميل والطويل والذي إشتمل على كل شيء معروف لنا، نبدأ بخطاب الله، فماذا نقول، وما هو خطابنا.
(إياك نعبد وإياك نستعين)
إياك من شدة الإلتصاق، إياك، يعني انت وفقط أنت، إياك يعني بدون أن أتوجه لغيرك، تقول لله، إياك نعبد، ولا تقول إياك أعبد، لماذا، لأن ديننا دين إجتماع لا دين إفتراق، ولأن المؤمن يحب الخير لأخيه المؤمن، فأنت تحصر كل زمانك وتحصر كل مكانك وتحصر ذاتك وكل ما مكانك الله منه في (عبادة الله) وتستعين بالله على عبادته سبحانه وتعالى. بعد كل هذا الثناء وبعد إعلان الخطاب وتحديد العلاقة بيننا وبين الله، سيرتضى منك أن تطلب منه ما تشاء
(إهدنا الصراط المستقيم)
إنك تطلب الهداية، إن كنت على خطأ أن يبين لك الله عز وجل الصواب ويوفقك لعمله، وييسر لك من يدلك عليه، والسؤال المهم هنا، بعد كل هذا وعندما يقوم عز وجل بتسير أخ لك في الدين ليدلك على خطأ من أخطأئك، ماذا سيكون رد فعلك، هل ستشكر الله، أم ستقول (لا، لا أريد الصواب، لا أريد الهداية، لا أريد النصيحة).
لاحظ أخي الكريم، أن طلبك للهداية ليس خياراً، بل هو أمر من الله، تكليف كلفك به جبراً
فإنت مأمور بالصلاة، فالصلاة عمود الدين، ومن أقامها أقام الدين ومن هدمها هدم الدين، وأول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة الصلاة، فإن صلحت صلح الدين وإن فسدت فسد الدين
والفاتحة عمود الصلاة ولا تصح الصلاة بدونها
والفاتحة طلب للهداية أي أنك مأمور أولاً وقبل كل شيء البحث في سبل الهداية وطرقها
فإن وجدت الطريق، عليك طرق الصراط المستقيم والسير عليه.
(صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين)
في إهدنا الصراط المستقيم، فإن الصراط معرّف بال التعريف، ثم واضح أنه مستقيم، وهو أيضا منسوب لله في كلمة (إهدنا) فالخطاب موجه لله والله هو صاحب الصراط، وما هو معرف معروف لا لبس فيه - فصراط الله واحد واضح معروفة حدوده
ولما تحول الرابط من الصراط مع الله تحول بين الصراط ومخلوقات الله، أصبح الصراط نكرة بدون ال التعريف، لماذا؟ لأنه لكل واحد منا صراطه، وصراط الله عريض يتسع كل صراط من أصرطة العباد، ولكن حتى يبقى صراط العبد صراطاً مقبولاً عند الله، يجب أن يبقى داخل الصراط العريض (صراط الله)
ولما إرتبط الصراط مع العباد، إرتبط مرة مع (الذين أنعمت عليهم)، وأنعمت فعل يعود على الله، فوجودك في الصراط نعمة عظيمة من نعم لله، بل هي رأس النعم وأهمها
وأرتبط مرة مع (غير المغضوب عليهم)، أولا بالنفي لأن المغضوب عليهم يعتقدوا أنهم في الصراط وهذا غير صحيح، وكانت (المغضوب عيهم) جملة اسمية ولا تعود مباشرة لله، فالغضب لم يأتي من الله مباشرة بل جاء بعدم السير على الصراط مع علمه، فحصل الغضب عليهم
وإرتبط ثالثة مع (ولا الضالين)، بنفس الصورة فالصراط ليس هو لمن ضل الطريق فقال ضللت، فلن يقبل الله هذا العذر، و(الضالين) اسم، فالضلال ليس من الله مباشرة، ولكن الضالين لم يسيروا على سبل الهداية فلم تتحصل لهم الهداية فأضلهم الله.
فأنت تطلب من الله أن لا تخرج افعال عن حدود صراط الله (الدين والقرآن وسنة الرسول)
اللهم آمين ... اللهم إستجب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للمزيد من المعرفة والتواصل : http://www.al-ferq.com/quastions.htm







 
رد مع اقتباس
قديم 20-10-2007, 05:20 PM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
نائل سيد أحمد
أقلامي
 
إحصائية العضو







نائل سيد أحمد غير متصل


افتراضي مشاركة: ملتقى مفكري بيت المقدس ( * )

هل يرتفع الخلاف؟
كتب محمد العبدة - 26/04/2004 - [التعدد والاختلاف] -
يظن بعض من لم يدرس النفس البشرية أو يدرس تاريخ الفرق والأديان والمذاهب والنِحَل أن في الإمكان رفع الخلاف بين الناس لا نقول: بين البشر بعامة، فهذا من المستحيلات، وكل العقلاء يدركون ذلك، ولكن بين شعب واحد أو دين واحد أو نحلة واحدة، فقد خلق الله الخلق متفاوتين في الأفهام والطبائع، متخالفين في الآراء والاعتقادات، مثلما خالف بينهم في الصور والهيئات "وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ" (الروم: من الآية22)، وقد ركّب فيهم الغرائز والشهوات، فمن غلبت عليه شقوته وأهواؤه فإنه يسير في هذا الطريق "وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى" (الليل:8-10)، وسنجد العجائب من انحطاط بعض الناس وعبادتهم للمخلوقات والجمادات، فإذا أردنا التخصيص، وصار الحديث عن المسلمين، فسنجد الأفهام المتفاوتة في فقه الإسلام، وسنجد التقصير في الإحاطة بالشريعة والعقيدة، وسنجد الأهواء التي تُبعد صاحبها عن سلوك الطريق المستقيم، فذو الطبع المتشدد يحاول جَرَّ النصوص من القرآن والسنة إلى ما يريد، وذو الطبع المتساهل الضعيف يحاول جَرَّ النصوص إلى ما يهوى، وأعداء الإسلام لا يقصرون في بث الشبهات ودفع الأموال في سبيل ذلك، ولكن مع هذا الواقع فهناك الطريق الأعظم واضحاً مستبيناً، ملاذاً آمناً ينضوي المسلم تحت لوائه، وقد انضوى خلال جميع القرون منذ بدء الدعوة الإسلامية وهو تيار عريض وليس بالقليل، وأعني تيار أهل السنة فهم الأكثرية الغالبة، وهم الذين بنوا الحضارة الإسلامية، وهم بناة الدول الإسلامية الكبيرة التي حكمت مئات السنين كالدولة الأموية (في المشرق والمغرب)، والدولة العباسية، والدولة العثمانية، عدا عن الدول القوية التي نشأت في صقع من أصقاع العالم الإسلامي ولها دور حضاري وعسكري في الدفاع عن الإسلام كالمرابطين والموحدين في المغرب والأندلس أو الدولتين (النورية والصلاحية) في الشام ومصر، أو الدولة الغزنوية في أفغانستان والهند... فهذا هو التيار الأعظم الذي يعد مرجعيته الكتاب والسنة ثم الصحابة والتابعين وأئمة الفقه والحديث كالأئمة الأربعة، والأوزاعي، وابن حزم، والبخاري، ومسلم، وبقية أصحاب الكتب الستة وغيرهم في كل عصر إلى يومنا هذا.
ورغم وجود الخلاف داخل هذا التيار في بعض الأمور العقدية والفقهية، ولكن يبقى الحوار الهادئ وإبداء وجهات النظر داخل هذا التيار هو السبيل الصحيح للمحافظة عليه، وليس الجفاء والمخاصمة والاتهام، وأما إذا أردنا التضييق والانحصار فسنجد أنفسنا قلة قليلة محشورة في زاوية من زوايا هذا التيار الكبير، وهذا ليس من هدي الإسلام ولا هدي التعاون على الخير والأمر بالمعروف، وعندما قال الإمام ابن حزيمة: "من لم يقر بأن الله على عرشه قد استوى فوق سبع سماواته فهو كافر حلال الدم.. علق الإمام الذهبي: "قلت: من أقرَّ بذلك تصديقاً لكتابه ولأحاديث رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ وآمن به مفوضاً معناه إلى الله ورسوله، ولم يخف في التأويل ولا عمّق، فهو المسلم المتبع، ومن أنكر ذلك فلم يدر بثبوت ذلك في الكتاب والسنة فهو مقصِّر، والله يعفو عنه، ومن أنكر ذلك بعد العلم، وقفاً غير سبيل السلف الصالح، وتمعقل على النص، فأمره إلى الله _نعوذ بالله من الضلال والهوى_"(1).
والقصد هو تكثير _إلا من رحم ربك_ فهذا الذي يجب أن نتنبه إليه، ونعي خطورة التفرق ضمن هذا التيار الكبير، ونعتني بالوسائل التي تؤلف ولا تباعد، ولكن هذه الدعوة إلى التآلف لا تفي التلفيق بين ما هو صحيح وغير صحيح، بين السنة والبدعة فهذا أيضاً لا يقرب ولا يؤلف، فلا بد من جمع الناس على الحق _إن أمكن_ أو نعمل بـ"سددوا وقاربوا"، وهناك أمور كثيرة لم يختلف عليها أهل القرون المفضلة، وهناك السنن التي أمرنا الرسول _صلى الله عليه وسلم_ باتباعها، ومنها سنة الخلفاء الراشدين، فهو الميزان الذي نرجع إليه، والتمييع والتلفيق لا ينتج شيئاً قوياً، بل نستمسك بالحق الواضح وندعو إليه الآخرين بالحسنى.
أما الخلاف بين الملل والنحل فهذا لا يتركه الناس، والله _سبحانه وتعالى_ هو الذي يحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون، بل هذا أحد أدلة البعث في القرآن الكريم "وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلَى وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كَانُوا كَاذِبِينَ" (النحل:38، 39).
_____________ (1) سير أعلام النبلاء 14/373.
* المصدر: موقع المسلم / نقلاً عن : موقع الوحدة الإسلامية .







 
رد مع اقتباس
قديم 31-10-2007, 03:59 PM   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
نائل سيد أحمد
أقلامي
 
إحصائية العضو







نائل سيد أحمد غير متصل


افتراضي مشاركة: ملتقى مفكري بيت المقدس ( * )

الذكرى تنفع ونرحب بكل نصيحة .
للرفع والتفاعل .................................................. .................................................. ........







 
رد مع اقتباس
قديم 08-11-2007, 05:01 PM   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
نائل سيد أحمد
أقلامي
 
إحصائية العضو







نائل سيد أحمد غير متصل


افتراضي مشاركة: ملتقى مفكري بيت المقدس ( * )

نأمل من كل مهتم وباحث أن يساعد على نجاح الفكرة .







 
رد مع اقتباس
قديم 09-04-2009, 03:05 PM   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
نائل سيد أحمد
أقلامي
 
إحصائية العضو







نائل سيد أحمد غير متصل


افتراضي مشاركة: ملتقى مفكري بيت المقدس ( * )

السلام عليكم
وكأن الإقتباس لا يعمل ؟
لا بأس
كيف أنت يا سيدي
وهل وصل الجواب ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فقد كانت ردود ومشاركات بعد الطرح :
مشاركة: ملتقى مفكري بيت المقدس ( * )

--------------------------------------------------------------------------------

إقتباس:
وكلنا يعلم أن المسجد الأقصى وما حوله من أرض فلسطين هي مقام الطائفة المنصورة وعقر دار المؤمنين، والأرض التي إليها محشر العباد، ومنها يكون المنشر، وفيها مقتل الدجال وأتباعه، وفيها يشهد نطق الحجر والشجر وفيها ستعود الخلافة الإسلامية على منهاج النبوة، فهي الأرض التي باركها الله للعالمين،



شكرا أخي نائل على هذه الدعوة الطيبة الخيرة ...

ألمس حرارة الصدق في دعوتك .. نسأل الله أن يتقبل منك وأن يجزل لك الأجر والثواب ..

لقد أبهجتني وأسعدتني بما خص الله به القدس .. لكن هل لديك أدلة على أنها بإذن الله ستكون حاضرة الخلافة الإسلامية إن شاء الله ..

بارك الله فيك







 
رد مع اقتباس
قديم 09-04-2009, 04:18 PM   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
ناجح أسامة سلهب
أقلامي
 
إحصائية العضو






ناجح أسامة سلهب غير متصل


افتراضي رد: ملتقى مفكري بيت المقدس ( * )

ورد في تاريخ ابن عساكر عن يونس بن ميسرة بن حلبس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( هذا الأمر يعني (الخلافة) كائن بعدي بالمدينة ثم بالشام ثم بالجزيرة ثم بالعراق ثم بالمدينة ثم ببيت المقدس فإذا كانت ببيت المقدس فثم عقر دارها, ولن يخرجها قوم فتعود إليهم أبدا )).







 
رد مع اقتباس
قديم 09-04-2009, 04:40 PM   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
ناجح أسامة سلهب
أقلامي
 
إحصائية العضو






ناجح أسامة سلهب غير متصل


افتراضي رد: ملتقى مفكري بيت المقدس ( * )

نزل علي عبد الله بن حوالة الأزدي فقال لي بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لنغنم على أقدامنا فرجعنا فلم نغنم شيئا وعرف الجهد في وجوهنا فقام فينا فقال اللهم لا تكلهم إلي فأضعف عنهم ولا تكلهم إلى أنفسهم فيعجزوا عنها ولا تكلهم إلى الناس فيستأثروا عليهم ثم وضع يده على رأسي أو قال على هامتي ثم قال يا ابن حوالة إذا رأيت الخلافة قد نزلت أرض المقدسة فقد دنت الزلازل والبلابل والأمور العظام والساعة يومئذ أقرب من الناس من يدي هذه من رأسك
الراوي: عبدالله بن حوالة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 2535
خلاصة الدرجة: [أورده في صحيح سنن أبي داود]







 
رد مع اقتباس
قديم 08-05-2021, 02:35 AM   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
نائل سيد أحمد
أقلامي
 
إحصائية العضو







نائل سيد أحمد غير متصل


افتراضي رد: ملتقى مفكري بيت المقدس ( * )

الجمعة 26 رمضان 1442
كنت سأرفع الموضوع دون تعليق ولكن تراجعت :
ولماذا لا يمكن اقامة دولة الخلافة في ظل الهيمنة الامريكية فالرسول صلى الله عليه وسلم عندما اقام دولة الاسلام في المدينة كانت دولتا الروم والفرس تتحكمان في العالم وهل امريكا قدر لا يمكن الانعتاق منه قطعا لا ( منقول عن منتدى المسجد الأقصى ).
لا نهاية للكلام وللحديث بقية ما بقيّ في العمر بقي







 
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أول خطبة ألقيت بعد تحرير بيت المقدس نجلاء حمد المنتدى الإسلامي 3 13-05-2009 04:01 PM
الغرب ينتهك حرمة المقدس في حياة المسلمين،لا تسرفوا في لومه؛ لأن فاقد الشيء لا يعطيه!! نايف ذوابه منتدى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم 4 09-04-2009 03:09 PM
سندويج الكتاب المقدس سرمد السرمدي منتدى القصة القصيرة 0 19-10-2006 07:01 AM
أمن العراق ( المقدس ) . جاسم الرصيف جاسم الرصيف منتدى الحوار الفكري العام 4 22-09-2006 05:19 AM
فلسفة الثعبان المقدس عادل الامين منتدى القصة القصيرة 0 12-09-2006 07:29 PM

الساعة الآن 09:46 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط