الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديــات الأدبيــة > منتدى الأقلام الأدبية الواعدة

منتدى الأقلام الأدبية الواعدة هنا نحتضن محاولات الأقلام الواعدة في مختلف الفنون الأدبية من شعر وقص وخاطرة ونثر، ونساهم في صقل تجربتها.

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-11-2014, 11:47 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
احمد عبد السلام
أقلامي
 
إحصائية العضو







احمد عبد السلام غير متصل


افتراضي خليك هنا

خليك هنا .
نظرت الى عينيه القاسيتين وتأملته وهو يقولها للمرة الثانية بصوته الهادر :
خليك هنا الدنيا مطر والطريق طويل.
تأملت راسه الضخم المرتكز على كتفين عريضين من خلال عنقه الغليظ
انه اقل منى طولا ولكنه ليس بالقصير ، جسده متكتل عضلى .
رياضي كان على ما يبدو على مشارف الأربعين وربما جاوزها قليلا
ضخم بكل المقاييس........
لا سأعود .
قلتها قاطعة لا لبث فيها ولا تردد .
نظرت الى ساعتى ولا ادرى ما الذى جعلنى أتذكر بولفيميوس , ربما قطيع الماعز الذى يرعى الأعشاب القليلة حولنا , ربما المباني البيضاء المبنية من الحجر الجيرى في كل مكان من ارض المحجر الذى يديره , ربما التل المرتفع الذى نقف عليه مطلا على الطريق من بعيد تحت الامطار الهادرة ,.
او ربما تخيلت نفسى اوديسيوس فارا الى البحر بعد ان يفقا عين المارد - ابن اله البحر- الوحيدة .
انها الثانية عشرة .
لا يزال الوقت مبكرا ، لن تمر الحافلات القادمة من القاهرة قبل ساعتين من الان ولن استطيع المغادرة قبل ذلك فلقد فر سائقى بالسيارة .
فر .......... ،
موضوع يطول شرحه ولكنه فر تاركا اياى في صحبة صديقى الضخم هذا ,
: ساعود في الحافلات القادمة لا تقلق.
تمعن في متفحصاً و لربما دار في ذهنه لوهلة انى مجنون ، ثم هز راسه :
ليكن ولكن تغد معى فالطريق طويل وستحتاج لطاقتك كاملة كى تعود .
اخذت طريقى هابطا التل المبتل وقد خفت حدة الامطار قليلا ولاح شعاعا خافتا من أشعة الشمس - التي تستحى ان تظهر مختبئة خلف السحاب الأسود الكثيف والمتراكم منذ الصباح – مشجعة اياى على المضي قدما فيما عزمت ، ساعدني على النزول خشونة التربة و صلابتها بالإضافة لحذائي الثقيل وقد اطمأن قلبي بعد ان أبلغت لاسلكيا بهروب السائق من خلال جهاز اللاسلكي المزود به عملاقي الكريم - وكنا قد فرغنا من غذائنا الذى يتكون أساسا من لحم الماعز ( بولفيميوس مرة أخرى ؛ فلتفر اذن يا اوديسيوس العزيز ) .
كنت متحمسا وانا أبدأ اولى خطواتي في رحلة عودتى الشاقة الطويلة والتي بدا انها ستكون على مراحل اذ كانت الحافلة ستصل في نهاياتها : فقط الى منتصف الطريق
هكذا اخبرنى السائق الذى توقف مضطرا حين رءانى وحيدا اقفز في الهواء واقفا في منتصف الطريق قاطعا عليه خط السير
: لا يوجد مكان ولن تصل الى مبتغاك فلن اصل الى هناك .
: ليكن سأركب معك واقفا فعلى ما يبدو ان الامطار ستعاود الهطول .
وهو ما كان , فما ان تحركت الحافلة حتى القت السماء بفلذات اكبادها التي تجمعت سحبا سوداء كثيفة هبطت على راسى كانها ظلة وانا اقف منتظرا على جانب الطريق دون ادنى سقف يحمينى اذا ما قررت ان تمطر اللهم الا ما ارتديه .
وصلت الى نهاية رحلة حافلتى هذه ولا يزال الطريق طويل وانتهت المرحلة الأولى من العودة.
لا بأس .
دلفت الى الاستراحة الموجودة على الطريق وحيدة كانها حصن حامى لعربتي التي فر بها سائقى واختار ان ينقلب بها قبل امتار قليلة من الاستراحة في حفرة وقد امتلأت بالماء عن اخرها اذ ان السائق على ما يبدو أراد ان يستريح قليلا قبل ان يكمل طريقه فاخذ جانب الطريق ولكنه هوى في الحفرة المغطاة بالماء كفخ عملاق فترك العربة وهرب - حمدا لله انى لم اكن بجانبه والا كنت في قاع الحفرة .
احتسيت الشاي الساخن الذى أعاد جريان الدم في عروقى وقد بدء الليل في الهبوط وهبطت معه الحرارة الى درجة البرودة الشديدة , ثم هبط الخبر كالصاعقة .
لا مزيد من الحافلات اليوم فلقد انقطع الطريق جراء الامطار الهادرة كالسيل.
أذن لا مفر من سلوك الطريق الأكثر وعورة على الاطلاق ,
مشيت الى داخل البلدة على الاسفلت المبتل وقد حل الظلام واستقللت سيارة اجرة اكمل بها الطريق .
نظرت الى الهضبة التي ابى سائق الأجرة ان يصعدها بى .
:الطريق زلق يا بيه والعربية موتورها ضعيف مش هتقدر تطلع سامحنى.
لا بأس .
وقررت ان اصعدها ماشيا او بالأحرى متسلقا فلن يكون السير على الطريق المعبد بالاسفلت قصيرا فهو ملتو وممتد وستطول رحلتى مشيا على الاقدام ... ولا خشية من هوام او حيوانات شرسة تحت هذه الامطار المنهمرة ولا خشية من عفريت – ما عفريت الا بنى ادم ولست اراه فيما اظن الا انا ،،، فلأتسلق.
تدثرت بردائى وتوكلت على الله واخذت في الصعود , اعاننى عليه قوة عضلات ساقى و ماكنت امارسه من رياضة التجديف – هههههههههه – على ما يبدو انى استبدلت التجديف في مياه النهر بالتجديف في ماء السماء ولكن بدون قاربى – يال شر البلية .
لا بأس
حين وصلت الى مقرى في نهاية المطاف كانت الامطار قد فعلت فعلتها وملئت المنخفض الذى يقع فيه مقرى والذى ادركت انه ممتلئ حتى منتصف ساقى حين لم افلح في ان اجد ممرا جافا للولوج فقررت الخوض فيه .
لا بأس
قلتها حين تعثرت في السلك الممتد قرابة الباب واوشكت ان اسقط كاملا في الماء ولكنى تماسكت و استقمت منتصبا ودخلت الباب .
: سالم .
ناديت على رفيقى .
: شوف كبريت النور مقطوع وانا مش شايف حاجة عايز اغير هدومى وانام .
انتفض كالممسوس : انت جيت... ؟ الساعة كام .....؟
: متشغلش بالك هات الكبريت ونام .
و كمن مسته النار رايت ما هالنى :
سريرى مبتل كبحيرة ، لقد اختار السقف المتهالك ان يفرغ الماء فوقه مباشرة !!!!!
لا بأس .
فانا مبتل مثله تماما ولا اظن انه سيزيدنى بللا اضف الى الدم الذى يغلى في عروقى من وعثاء الطريق ممدا اياى بالدفء كما ان شمس النهار – ان كان له شمس – شارفت على الشروق .
والقيت نفسى على السرير.
وللحظة جال بخاطرى (( خليك هنا )) ثم رحت في سبات عميق .
لا أدرى مالذى جعلنى أتذكر هذه الواقعة وانا راقدا على فراش مرضى بالرغم من مرور قرابة اثنين وعشرين عاما عليها وبالرغم مما مر بى من احداث يشيب لها الولدان بعدها.
لا ادرى !
لعلها (( خليك هنا )) التي لم افعلها ابدا طيلة حياتى .
لم امكث ابدا حين يطلب منى المكوث وحتى فعلا حين كان يجب ان امكث
بدلا من ان اصل دائما الى سرير مبتل .






 
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 10:53 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط