يأتي المساء
وأنا أفكك جدائل السهر
ألقيها فوق كتف الورق
على سبيل الغواية ..
يأتي المساء
وظل ميَّاس يشاغبني
في صمت
يلثم هدبيَّ فينسدلان
وترتخي أجفاني في هدوء
تستيقظ في صفحة الليل أحلام
كأنها الأقمار المشاغبة
وقلبي كوكب مستنير
تدور ذي الأقمار في فلك نبضي ..
ينمو إحساس مهفهف فريد
يزهو متنعما
يدور في موج من الضوء
وأبدأ المسير صوب معارج شططٍ
ينزع كلي عن كلي
وأدور خارج المجرة
لا تلامس أطرافي الكون ..
نصفي حاضر
ونصفي منسي
هناك في مدى بعيد
في الأزقة العتيقة
في اخضرار بهي
لعشب ذاكرة
ينتفض
مع كل هبة حنين ..
وإذ تتفلت المعاني
من بين أناملي
وتغيب عن مدى الوعي
قسمات الصياغة
أهمِسُ إلى طيور الشوق
أن انقري القلب
؛ فتعلو التنهيدة في صدري
وتهبط
وأهذي
همسا محموما
تفوح أترجة قلبي
تهطل ذاكرتي
فتنمو الأعشاب مُطَّردة
حتى يغدو الورق ربيعا ..
وتُرفع ستائر الليل
عن صبحٍ لم يحظَ بتفاصيل الهذيان ..