عرض أمامي سؤال عن الإنسان، متى يعرض اسمه، ومتى يختفي هذا الاسم أو ينسى!
----------------------------------------------------------------------------------------
الحقيقة هي أن الإنسان يكتسب اسماً عند ولادته، ويتعلق هذا الاسم بصاحبه طيلة حياته، وعند وفاة الشخص مباشرة، يفقد الاسم وجوده وكينونته، فيقال للميت جثة، أو جثمان، أو جنازة، وعند وصول الشخص الميت إلى قبره يسترد اسمه بدون تأخير ويجيب على أسئلة الملكين منكر ونكير، وبعد ذلك يبقى الجسد في جوف الأرض ويفنى ويختفي (ما عدا الشهداء ومن معهم مما شاء الله ألا تأكلهم الأرض)، ويوم القيامة، عندما ينفخ الملك إسرافيل في البوق نفخته الثانية "نفخة البعث"، يقوم الخلق كلهم، وقد استرد كل واحد منهم اسمه وصفته لأجل الحساب، وبعد ذلك لا يفقد الشخص اسمه أبداً، لو كان في الجنة أو حتى لو أمسى في النار.
وعن ذلك نجد الحديث الشريف التالي: روى الترمذي (1071) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِذَا قُبِرَ الْمَيِّتُ أَوْ قَالَ أَحَدُكُمْ أَتَاهُ مَلَكَانِ أَسْوَدَانِ أَزْرَقَانِ يُقَالُ لأَحَدِهِمَا الْمُنْكَرُ وَالآخَرُ النَّكِيرُ، فَيَقُولَانِ: مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ؟ فَيَقُولُ مَا كَانَ يَقُولُ: هُوَ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فَيَقُولانِ: قَدْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُولُ هَذَا، ثُمَّ يُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ سَبْعُونَ ذِرَاعًا فِي سَبْعِينَ، ثُمَّ يُنَوَّرُ لَهُ فِيهِ، ثُمَّ يُقَالُ لَهُ: نَمْ، فَيَقُولُ: أَرْجِعُ إِلَى أَهْلِي فَأُخْبِرُهُمْ، فَيَقُولَانِ: نَمْ كَنَوْمَةِ الْعَرُوسِ الَّذِي لا يُوقِظُهُ إِلا أَحَبُّ أَهْلِهِ إِلَيْهِ حَتَّى يَبْعَثَهُ اللَّهُ مِنْ مَضْجَعِهِ ذَلِكَ، وَإِنْ كَانَ مُنَافِقًا قَالَ: سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ فَقُلْتُ مِثْلَهُ لا أَدْرِي، فَيَقُولَانِ: قَدْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُولُ ذَلِكَ، فَيُقَالُ لِلأَرْضِ: الْتَئِمِي عَلَيْهِ، فَتَلْتَئِمُ عَلَيْهِ، فَتَخْتَلِفُ فِيهَا أَضْلاعُهُ، فَلا يَزَالُ فِيهَا مُعَذَّبًا حَتَّى يَبْعَثَهُ اللَّهُ مِنْ مَضْجَعِهِ ذَلِكَ).
-------------------------------------------------------
اللهم أجرنا من عذاب يومئذ، واجعل الجنة نصيبنا، برحمتك وغفرانك يا الله.