|
|
|
|
منتدى الحوارات مع المبدعين الأقلاميين كل شهر نحاور قلما مبدعا بيننا شاعرا أوكاتبا أوفنانا أومفكرا، ونسبر أغوار شخصيته الخلاقة..في لقاء يتسم بالحميمية والجدية.. |
![]() |
مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان) |
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 13 | |||||
|
![]() الشاعر والمترجم المبدع د. عبد الرحمن أقرع
|
|||||
![]() |
رقم المشاركة : 14 | ||||
|
![]() اقتباس:
الأخ الكريم سليم إسحق تحية ودٍّ وإخاء تحاول جاهدةً أن ترتقي إلى مقام الود السامق ، ولكنها تعجز مكتفيةً بتقديم نفسها كجهد المقل بين يديك..فأنت تعلم رفعة منزلتك وإن لم تَجُد الأقدار علينا بلقاءٍ على الأرض بعد. عن سؤالك: لقد كان بزوغ الشعرِ سابقا لليل الغربة في ملامحه العربية كما ذكرت في ردي السابق. أما ملامحه البلغارية فقد بزغت مؤنسةً الروح في فضاءات الإغتراب مقللةً من شأن مرارة الغربة ، ورافعةً بالنفس إلى أفلاك إنسانية أكثر اتساعاً من قبل. تجربتي الشعرية البلغارية ، وإن كانت جدّ مختلفة إلا أنها مكثت طويلا في رحم الشرق وتغذت طوال حملها من تراثه الأصيل وثرائه الباذخ حتى إذا ولدت وعانقت شمس الآخر وفضاءاته استقبلت ببهجةٍ أشعرتها بالرضا فاشتد عودها. مشاعر الإنسان واحدة وإن اختلفت اللغة ..دعني أبسط لك الأمر: هل تختلف قيمة اللفتة إذا أهديت امرأة وردة جورية فواحة أو أهديتها زهرة أوركيدا يانعة؟ لا أظن الأمر يختلف فلكليهما بتلات رقيقة حانية وعبير فواح وإن اختلف الشكل ، ذلك ان كليهما ينتمي لفصيلة الزهر ، وكذلك أحاسيس الشاعر تنبجس من ذاتٍ إنسانية واحدة . الفرق فقط يكمن في التأثر الثقافي بالآخر ، والذي يدفع بالشاعر إلى المعاناة من( شيزوفرينيا) إبداعية تختلف طبيعة قبولها من قبل المتلقي شرقيا كان أم غربيا. ما أود الإشارة اليه هنا أن تجربتي البلغارية اكثر تنوعاً: فقد بدأت هناك بالقصيدة الكلاسيكية الموزونة وبرز تأثري جليا بالشاعر البلغاري الكبير (بيو يافوروف) ولكن بديباجةٍ شرقية لا أستطيع الإنفصال عنها بشكلٍ من الأشكال ، ثم نحوت بعفوية منحى آخر وجازفت بالاقتراب من حمى الحداثة الشعرية . وربما كان نجاح التجربة الشعرية البلغارية هو حافزي الأكبر في اقتحام عالم القصة والرواية البلغارية، ولكن لذلك قصة أخرى. سعدت بحوارك أيها الكريم النفس والعقل ..فلا حرمت منك الود. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : 15 | |||
|
![]() لا يسعني هنا غير الثناء والشكر لدكتور أعطىالكثير,لقلب أبيض لم يوصد أمام أحد, وجعل من الغربة دافع لبناء الوطن |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 16 | ||||
|
![]() اقتباس:
الكريمة إباء: لا استطيع أن ازعم ان ذلك جزء من شخصيتي لسبب بسيط للغاية ، وهو ان شخصيتي لم تتشكل بعد ،أو على الأرجح: لم يكتمل تشكيلها بعد وما زالت في طور التشكل.كما و وما زالت خطوطها موزعة قليلا في إطار لوحتها المرئية وكثيراً خارج الإطار. العطاء، الإبداع ، والغزارة اللافتة هي مصطلحات رقيقة في قاموس لطفك ورفعة ذوقك لا أزعم وجودها في قاموس كينونتي ..كل ما في الأمر أنني مذ خلقت قارئ نهم ، وأتأثر بالعظماء لدرجة المحاكاة وعلى رأسهم عظماء الأمة العربية المسلمة ورواد حضارتها الذين امتازوا بشموليتهم وطول باعهم في العلوم والآداب جميعا. هذا التأثر هو الذي جعلني يوما اؤمن بضرورة بناء الشخصية العربية الشاملة لتكون وسيلةً للنهضة تنسجم وهول التحدي ، بيد أني تراجعت عن ذلك فيما بعد وبتّ أؤمن بضرورة التخصص وإتقانه بفنية عالية كمقدمة للتفوق على كافة الصعد عبر إفراز مبدعين في كافة التخصصات. ومع ذلك لا أنكر غبطتي لكل شخصية شمولية أتقنت كل ما تناولته يداها من فنون الإبداع. ما زلتُ أصف نفسي باحثاً عن الحقيقة بمفهومها الشمولي المطلق ، ولا زلت طامحاً بالإحاطة بها رغم هول الطموح وتعثر المسير ، والصعوبة البالغة لتحقيق ذلك - لا أؤمن بعد بالمستحيل-. قد يكون هذا السؤال هو الأصعب على مائدة هذا الحوار الشيق بوجودكم جميعا، واعدكِ إذا اهتديت إلى إجابة عليه قبل نهاية الحوار أن لا أبخل بها ![]() |
||||
![]() |
رقم المشاركة : 17 | |||
|
![]()
شكرا لمرورك ولاء صلاحات ولكلماتك النبيلة ، وتقبلي امتناني لمرورك..مع خالص التحية
|
|||
![]() |
رقم المشاركة : 18 | |||||
|
![]() * هل عدتَ أيها الشاعر من غربتك أم لم تَعُدْ بعد؟!
|
|||||
![]() |
رقم المشاركة : 19 | ||||
|
![]() اقتباس:
ما زلتُ أعيشُ الغربة على الصعيدين الروحي والإجتماعي بكامل مرارتها، فالغربة ليست مكانا غريبا موحشاً ولغاتٍ اخرى ينطق بها الناسُ من حولك بقدر ما هي إحساس بالإنفصام عن الواقع المعاش من حولك. أشعر بالغربة بين أهلي وناسي وفوق ثرى الوطن الحبيب... وكيف لا يشعر المرء بالغربة في بلادٍ تهيمن عليها أحادية النظرة وأحادية الفكرة وأحادية التوجه في كل شيءٍ؟.. بلاد يطحن فيها المثقف بين حجري رحى الحاكم والمحكومين فإما إن تسبح بحمد الحاكم، وإما أن تسبح بحمد الأحزاب التي تدّعي الرغبة في الخلاص واستعادة الأمجاد وهي أبعد ما تكون عن المجد وأسرع ما تقود إلى التهلكة.. كيف لي أنلا أشعر بالغربة في مجتمعات تخلع حلة الدين على كل تناقضاتها ؟ فالدين مثلا لديها يبرر الكراهية ، وعندمها تحاورها في ذلك ترفع سيف الخبر والأثر: (أحب في اللهِ وابغض في الله) في تأويلٍ قاصرٍ للنص لا يرتقي إلى جلال قدر الدين بشمولية مفاهيمه ورقيها وعمق أبعاها الإنسانية. أشعر بالغربة وأنا ارى حولي مئات الشماعات التي يعلق عليها الجميع عجزهم ووهنهم ومبررات هزائمهم دون اعترافٍ ولو مرة بعامل القصور الذاتي ، والخمول والتراخي انتظاراً لوعدِ السماء ، أو للرايات السودِ قادمةً مع الإمام او الخليفة المنتظر بغض النظر عن السواعدِ التي تحمل هذه الرايات أو الإمام الذي تسير في ركابه. أما عن وعد السماء فهو حقٌّ عندي..ولكن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة. وأما رايات النصر فلا أظنها مرهونة بوجهةٍ من الأرض، إذ (أينما تولوا فثم وجه الله)، ولا أظن الإمامة أوالخلافة أو الإمارة بحالاتٍ لمعضلاتنا ولا بكاشفاتٍ عنا الكرب ، إذ كانت الخلافة وبالا على أصحابها على امتداد التاريخ وأزهقت من الأرواح في الصراعِ على عرشها عبر تاريخنا أضعافَ أضعاف ما أزهق في الحروب العالمية ( وأستثني من ذلك فترات جليلة متقطعة من تاريخ الأمة كانت الخلافة فيها رحمةً على الناس).. أجد نفسي بين واقعٍ متضعضع وشعوبٍ تتيه ومخلّصين لا يقدمون إلا وعوداً فارغة لا علاقة لها بالتطبيق العملي ولو من حيث الإمكانية..فكيف لا أشعر بالغربة سيدتي الكريمة؟ أما عن الشق الأخير من السؤال: نعم: منحتني بلغاريا إجازةً في الطب وأفقاً أوسع للشعر وحصيلة من ثقافة الإلمام بأدبٍ آخر ، وآفاقاً علمية رحيبة لم تفتحها لي غيرها من دول الأرض ،ومنحتها تسليطي لبعض الضوء على تراثها الأدبي ، و بعض جسور الإلتقاء بالأمة عبر الترجمة لا غير. أهم ما منحتني بلغاريا هو التوفيق بين الإنتماء الوطني والقومي والحضاري للوطن والأمة والإنفتاح على الآخر على أرضية من الشعور الإنساني الواحد والطموحات الإنسانية النبيلة ، ولو لم تمنحني غير ذلك لكفاني ما يشعرني بالإمتنان |
||||
![]() |
رقم المشاركة : 20 | |||||
|
![]() إجابتك على سؤالي السابق د. عبد الرحمن يبدو أنها ضربت على وتر حسّاس جداً .. معاناة حقيقية عشتها أنت كما أعيشها أنا في غربتي أيضاً . وكانت إجابتك صادقة وعفوية ورائعة ويبدو لي أنّ النبع بدأ يتدفق بغزارة .. أمّا سؤالي التالي لك فهو ......
|
|||||
![]() |
رقم المشاركة : 21 | |||||
|
![]() مازالت أوراق تشرين الموشّاة بالأسئلة تتساقط ورقة ورقة على بساط حوارنا
|
|||||
![]() |
رقم المشاركة : 22 | ||||
|
![]() اقتباس:
إذن فنحن نتقاسم رغيف معاناة وجدانية واحدة.. ولكن: ألا توافقيني الرأي أن للتمرد لذته؟ ، وللوقوفِ في وجه التيار عظمته وعزته؟.. تماما كالصخرة التي تنظر بإشفاقٍ الى التراب الرخو وهو ينجرف تحت سطوة الماء مندفعا معه الى الوجهة غير الصحيحة ، أما هي: فلا تزيدها سطوة الماء إلا نقاءً وألقاً..ولو إلى حين. لي عودة للإجابة على بقية استفساراتك يا إباء العرب. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : 23 | ||||
|
![]() اقتباس:
بدايةً زميلتي الكريمة أود أن أؤكد معارضتي للشاعر العالمي الكبير المرحوم بإذن الله محمود درويش في الكثير من الجوانب الفكرية والعقائدية وغيرها، ومع ذلك كتبت القصيدة التي تفضلتِ بنشر مطلعها في لحظة تفاعلٍ وجداني صادقة بعد 5 دقائق من وصول الخبر الفاجعة الذي أقصى عن مسرح الشعر العالمي أحد أبرز وأهم رموزه المعاصرة، إن لم أقل التاريخية. لم أقابل درويش يوما في حياتي ، ولم أحضر له أمسية واحدة ، ولم أتشرف بالتعرف اليه عن قرب ، وكانت لحظة اللقاء الوحيدة مع جثمانه الطاهر في جنازته التاريخية في مدينة رام الله التي احتضنت منفاه الأخير. إهتمامي بدرويش وتراثه الشعري وحبي له ينبع من جوانبٍ عدة: * دافعتُ عن درويش الإنسان وحقه في الخطأ والصواب ، وحقه في راحة وطمأنينة الميت المفضي إلى ربهِ والعليم بما خُتم له في لحظة الإحتضار ، وعن عدم أحقية كائنٍ من كان أن ينهش روح الشاعر الناعمة بطمأنينة الموت بأقلام مسلولة ومشحونةٍ في آن. * ودافعت عن درويش الشاعر الإنسان ، والعربي الفلسطيني الذي حمل وجعنا الفلسطيني الى أطباق الكون بجماليةٍ ما كان لوجعنا أن يصلها، عن درويش الذي جبل الهم الفلسطيني وجبله ثم اتسعت آفاقه ليتشرب الهم الإنساني بكامل ما تحتمله الإنسانية من سعة ، ولا أدل على ذلك من قوله في فاتحة مجموعته (كزهر اللوز أو أبعد) ، إذ يقول: وأنت تعد فطورك فكر بغيرك [لا تنس قوت الحمام] وأنت تخوض حروبك فكر بغيرك [لا تنس من يطلبون السلام] وأنت تسدد فاتورة الماء فكر بغيرك [لا تنس من يرضعون الغمام] وأنت تعود إلى البيت، بيتك، فكر بغيرك [لا تنس شعب الخيام] وأنت تنام وتحصي الكواكب، فكر بغيرك [ثمة من لم يجد حيزاً للمنام] وأنت تحرر نفسك بالاستعارات، فكر بغيرك [من فقدوا حقهم في الكلام] وأنت تفكر بالآخرين البعيدين، فكر بنفسك [قل: ليتني شمعة في الظلام] * وكتبت عن درويش العملاق العربي وطائر الفينيق الفلسطيني الذي انبعث من تحت رماد النكبة طائر بعثٍ جديد عرف العالم عنقه الشماخ وفرض على الآخر الإعتراف بنا كشعب مبدعٍ وكأمة مبدعة مثرياً تراثنا وتراث العالم الشعري ، مجدداً ، ومنظراً لمدرسة تجديدية تقيم أسسها على أرضٍ متماسكة متينة من الأصالة الشعرية. محمود درويش الذي قرأ (شارون) ديوانه فقال مكرهاً على الإعتراف: اغبطه وأغبط الفلسطينيين على هذا التعلق الوجداني بالأرض. درويش الذي أكّد في أكثر من مناسبة بأنه ليس ناطقا باسم الشعب الفلسطيني تاركاً لكافة الرؤى حقها في التجسد والتكون والإجتهاد في طريقة الخروج من نفق المحنة. ولكنه لم يطق صدمة الإنقسام الفلسطيني فكتب: (أنت منذ الآن غيرك) التي فتحت عليه نيران المعارضين حيّاً وميتاً. كتبت رثائي درويش ومعي ومثلي كثير ، وهجاه البعض ، وكفره وخونه البعض ، ولكن : من يصل الى القمم هيهات أن يجر الى السفح ناهيك عن القاع مهما تعددت الحبال وكثر المتسلقون. * لا أبالغ في درويش ولا أفخمه ولا أنزهه ، ولا أمنحه أكثر من لقبه الإنساني ، ولا أوسمه بأكثر من ميزته الإبداعية وأؤكد في الوقت ذاته أن في فقدانه فقدان لأبرز وأهم رموز الحركة الشعرية في العالم ، وأرفض الوصف: انه بفقدان درويش فقد الشعر العربي (متنبي) آخر ، بل اقول فقد الشعر العربي لوركا آخر وبوشكين آخر وإبسن آخر. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : 24 | |||
|
![]() وفي ومضةٍ من الحديث عن درويش اقول: ليتنا كأمة نتوب عن حمل معاول الهدم التي نهوي بها على رموز الأمة في كافة المجالات وعلى مختلف الأصعدة كلما اختلفنا معها أو راقَ لمزاجيتنا هوى جديد.. ليتنا ننظر إلى مبدعينا وروادنا كبشرٍ لهم من العيوبِ كما لهم من المزايا.. ليتنا نكون أكثر انفتاحاً لنقيّم البشر من زاوية العطاء والإبداع والقدرة على ترك بصماتٍ جلية في التاريخ ، وجعل حال الأمة- ولو بقليل- أقل سوءا بعدهم مما كان قبلهم. ليتنا نتطهر من سوداويتنا في النظر إلى الأشياء والشخوص ، ونرتقي عندما ننظر إلى مسرح الحدث لنحظى بإطلالةٍ أوسع تمكنا من النظر للأمور من زواياها المتعددةالرحيبةبدلاً من النظر إلى موضع القدمين في أحسن الأحوال وفي أسوأها : النظر إلى الخلفِ ونبش القبور. |
|||
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|
|
|