|
|
منتدى الأدب العام والنقاشات وروائع المنقول هنا نتحاور في مجالات الأدب ونستضيف مقالاتكم الأدبية، كما نعاود معكم غرس أزاهير الأدباء على اختلاف نتاجهم و عصورهم و أعراقهم . |
مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان) |
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
04-06-2015, 05:37 PM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
اللغة غيمة مطر
اللغة غيث مطر اللغة حقيقة تتطور باستمرار ، وإلاكانت مثلها مثل الجلمود من الصخر ؛ لكنها وبلا شك شقيقة غيمة تجتمع في الأعلى، بعد ان تتكون من تبخر حبيبات المياه العذبة و اآسنة والمالحة ، فهذه المياه حين تتبخر لن تنمحي أبدا ؛ ولكنها تتخلص من الشوائب التي تلتبسها في الأسفل ، سواء كان هذا الأسفل نبعا أو جدولا أو نهرا أو بحيرة أو يما محيطا . هي إذن : حركية حلزونية تنطلق من النطفة الولى إلى ما لا نهاية ، ومثل ،هذه المياه التي تحولت غيما متراكما في الأعلى لآيسكن في مكانه العلوي بل يتحرك في كل اتجاه و وجهة أو نحو ، حتى إذا ما لقي في ترحاله طقسا يتطلع إلى الارتقاء به نزل إلى الأسفل ثانية غيثا واختلط بالأرض فينسج الرداء الأرخضر الذي يسر العين ، ويمتع الأذن ، ويريح النفس والروح حين يريح حاسة الشم عند الانسان و الكائن الحيوان غيره . اللغة في تطورها مثل السحابة الدكناء النقية التي تنزل على الحقول والأفدنة مثلها ، تنزل على العقول والأفئدة قبل الألسن كي تزهر تلك الزهور المختلفة الأشكال والألوان والرائحة والطعم أو الشهد الذي تتذوقه الألسن . اللغة مثل المادة الكيميا ئية التي يشكل منها الشيء المراد ؛ تحتفظ كما تحتفظ تلك بكنهها وتكويناتها الأصلية ، لكنها لابد أن تتجلبب أو تتزين بالحلل القشيبة الناضرة ، مثلها كالطبيعة حين تتعرس في فصل الربيع ، وتتبرج في الصيف ، قبل أن يحل فصل الخريف بكل عتوه ـ بكل رياحه ، وأنوائه ، وأعاصره . مثل الطبيعة هي اللغة ، وأما الألسن التي تتحرك بها هي تلك الفصول الثلاث . وأما الفصل الرابع وأعني به فصل الشتاء ــ ، فهو فصل البيات . لم تعش اللغة العربية إلا هذه الفصول ، فقد احتضنتها الفطرة أعصارا وأرداحا وأقواما ، حتى إذا ما استوت على ما عرفناه في الشعر الجاهلي ، وحكمة العرب و خطاباتهم ، ثم حين نزل الوحي بالقرآن زاد من استوائها وقوم أجنحة فروعها الخضرة ؛ ولما اتصل عرب الجزيرة بأقوام غيرهم تبرعمت الأفرع ، والأكمام تفتحت و أعطت من الثمر كما تعطي الحقول في فصل الحصاد ، فحييت الفصول الثلاث . ولو أن اللغة العربية تبيتتْ كما تتبيت بعض الحيوانات ، لما تطوت وتزينت ، بل تقف عند حالها الذي كان قبل البيات ؛ لهذا لابد أن تكون لغتنا مثل الماء الذي يسكن غيم السحاب في الأعالي ، وليس الحيوان الذي يسكن الكهوف في بياته آخر الكلام : ــ إنما اللغة مظهر من مظاهر الابتكار في مجموع الأمة ، أو ذاتها العامة ؛ فإذا هجعت قوة الابتكار توقفت اللغة عم مسيرها ، وفي الوقوف التقهقر ، وفي التقهقر الموت والاندثار . جبران خليل جبران 21 / 01 / 2014 |
|||
06-06-2015, 02:16 AM | رقم المشاركة : 2 | |||||
|
رد: اللغة غيمة مطر
نقل جميل، لكاتب جليل وطرح مميز
|
|||||
06-06-2015, 03:04 PM | رقم المشاركة : 3 | |||
|
رد: اللغة غيمة مطر
الأخ العزيز سمير عيد |
|||
10-07-2015, 10:12 AM | رقم المشاركة : 4 | |||
|
رد: اللغة غيمة مطر
Pretty! This has been a really wonderful post. Many thanks for supplying this information. |
|||
28-07-2015, 10:53 PM | رقم المشاركة : 5 | |||
|
رد: اللغة غيمة مطر
أمية بروكر |
|||
|
|