الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديات الحوارية العامة > منتدى الأدب العام والنقاشات وروائع المنقول

منتدى الأدب العام والنقاشات وروائع المنقول هنا نتحاور في مجالات الأدب ونستضيف مقالاتكم الأدبية، كما نعاود معكم غرس أزاهير الأدباء على اختلاف نتاجهم و عصورهم و أعراقهم .

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-04-2006, 06:01 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
م. علي ناصر
أقلامي
 
إحصائية العضو






م. علي ناصر غير متصل


افتراضي الساعد الطويلة/ للفتيان

"للفتيان"

الساعد الطويلة


غص بعبراتٍ حارقةٍ، و عيناه ما زالتا مفتوحتين في ظلام الغرفة الرطبة، وحده المذياع الصغير يثرثر:
" المفاوضات السياسية مستمرة" تابع بصمت :" دون فائدة.. وماذا ستكون النتيجة! حقنة مخدرة في وريد الانتفاضة! أم ستارة أخرى تسدل على مشهد الصراع."

مسدت كفّه اليسرى لا إرادياً ذراعه الأيمن، أحس أنه أطول قليلاً، ابتسم و هو يتذكر كيف يضرب العدو بالحجارة بطريقته الخاصة، يمسك الحجر بباطن كفه الأيمن، يتقدم برجله اليمنى ،يقفز باليسرى ثم يتهادى قليلا و هو يرمي بكامل ثقله في الساعد الأيمن الذي يقذف الحجر متدحرجاً في الهواء كرصاصة، و غالباً ما كان يصيب الهدف بقوة، جعلت أعين الأعداء تتربص به بين جموع الصبية ، فلا تراه لقصر قامته، أو لعشى في عيونهم! بالأمس أصاب جندياً صهيونياً في خوذته فكاد يقع لولا ارتطامه بزميله الذي تمسك به جيداً ، فأوشكا على السقوط معاً ، مما أضحك الأولاد جميعاً، فنسوا حنقهم للحظة و عادوا يرجمونهم بعزيمة أشد، و كبرياء أعلى.

ياله من ليل شتائي طويل، المطر الغزير يحرك الحجارة، فهل تزول الحجارة، و يغادر الشوارع السلاح المجاني الذي انتظرهم طويلاً، كانت نفسه تراوده أحياناً:
" ستصبح غداً على شوارع خالية من الحجارة، ماذا قد تفعل إذن يا ثائر؟!"

و ينهض ثائر كمن لدغته أفعى:
" لا..لا.. لا تنفذ حجارة بلدي، و لا ينفذ شبابها، مادامت الأمهات تنجب، ومادام الأقصى حزيناً."

أطلت على الأفق نجمة الصبح اللامعة، مبشرة بميلاد يوم جديد، مفعم بالنضال الحقيقي، أحسها تهمس له:
" فعلاً أيها الفلسطيني، أصبح ساعدك أطول إلى رأس العدو، فتدبر يدك التي خلقت كذلك لتفعل، و أنت خير من يعمل لتحرير وطنه، فالوطن الذي لا تحرره سواعد شبابه القوية يبقى رهن أغلال المحتل الغاصب"

تسارعت أمام عيني الشاب صور شهداء الانتفاضة من أصدقائه وأخوانه الأكبر سناً و شهداء أبطال من مناطق أخرى، و تلفت نحو قبة الصخرة الذهبية، و قد عكست أول خيوط الشمس ملقية التحية، ها هو اليوم الجديد ، إنه يوم عيد، فهل يحظى بعيدية يفرح بها! لم يهده أحد من قبل شيئاً، ففي العيد الماضي هدم العدو منزله ، بحجة التخريب! خربوا البيت بحجة المقاومة المقدسة وقالوا:
" يوجد فيه مخربون!"

و في العيد الأسبق استشهد أخوه،و...و...
المهم الآن ، فهل تقترب الدورية أكثر؟ كان يراقبها على مدى أيام طويله، فأعد خطة خاصة ، لم يطلع عليها أحداً، فهناك من يندسَّ بينهم لينقل بعض الأخبار، و السرية ضرورية ، ستأتي الدورية و تبقي القناص على سطح الغرفة المهجورة،لن يرمي الحجارة الآن مع الفتيان الذين بدؤوا يتوافدون و يتجمعون في الساحة، سيقضي على القناص اليهودي القذر، قبل أن يقهقه وهو يخطف روح طفل مقاتل هذا الصباح.
أوقف صوت المذياع الخافت، لكن صودتا مدوياً وشرارة خاطفة مرت حذاءه، إنها طلقة معادية اخترقت الجدار الضعيف، و كادت تصيبه، هل عرفوا به، فكر قليلاً و تذكر أنه أتقن التخفي تماماً و لم يلحظه أحد وهو يتسلل إلى هنا، فآثر الصمت و الحذر.

بدأ العدو اليوم باكراً، لعله يخطط لاجتياح جديد! عندئذ قد تفشل الخطة، و ربما يقضي تحت أنقاض هذه الغرفة المهجورة ، التي قد تكون أمثولة دمار صباحي و فرجة إرهاب للمواطنين!

بدأ لغط بالعبرية يقترب، أربعة أو خمسة جنود، سيقضون عليه لا محاله، فالموسى الوحيدة لديه لن تقاوم طويلاً، هل ينسحب، لا ، لا ، فكر قليلاً و آثر التربص علَّ الله ينهي القصة على خير.

قال أحدهم:
- من هذا الموقع سمعنا الاتصال.

رد آخر:
- بل ربما من هناك.
قال ثالث:
- هذا وكري، من سيجرؤ على الاقتراب منه.
و قهقه طويلا.
رد آخر:
- صحيح أي مجنون سيقبع ليلاً في هذا العراء، و برد الليل يقص المسمار.. هيا لنعد، هيا!

قال واحد منهم:
- اسبقوني و جهزوا الساندويتش، وسألحق بكم بعد قضاء حاجتي هنا..

و هكذا تمشى الآخرون الهوينى عائدين من حيث أتوا إلاّ القناص ، فقد عاد ليبول في وكره..

لم يستغرق الأمر أكثر من ثوان قليله، فبينما كان القناص يفك أزرار سرواله ،كان ثائر يطبق بكفه الأيسر على فمه في حين أجهز بالسكين على صدر الذي لم يستطع استنشاق آخر فقاعات هواء الوطن السليب، إذ سقط سريعاً في بركة من دمائه القذرة برطوبة كان يحدثها يومياً.
همهم ثائر و هو يمسح نصل سكينه بسترة الجندي، ويعيد طيها :
" هذه من أجل محمد الدرة"
و قفز من نافذة خلفية لينضم لرماة الحجارة و هو يدعو الله تضرعاً:
" يا رب صادفني بآخر عاجلاً فالشهداء كثر و الثأر لهم فداء لك و للوطن..."






 
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 03:12 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط