الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديات الحوارية العامة > منتدى الحوار الفكري العام

منتدى الحوار الفكري العام الثقافة ديوان الأقلاميين..فلنتحاور هنا حول المعرفة..ولنفد المنتدى بكل ما هو جديد ومنوع.

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 5 تصويتات, المعدل 4.00. انواع عرض الموضوع
قديم 11-11-2008, 01:47 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
وليد محمد الشبيبـي
أقلامي
 
الصورة الرمزية وليد محمد الشبيبـي
 

 

 
إحصائية العضو







وليد محمد الشبيبـي غير متصل


إرسال رسالة عبر MSN إلى وليد محمد الشبيبـي إرسال رسالة عبر Yahoo إلى وليد محمد الشبيبـي

افتراضي مؤتمر الصلح في باريس/معاهدة فرساي 1919 تحجيم المانيا وتقطيع أوصالها وأثقالها بالديون

مؤتمر الصلح في باريس/معاهدة فرساي ـ 1919


تحجيم المانيا وتقطيع أوصالها وأثقال شعبها بالديون




معاهدة فرساي 1919


الأمير فيصل بن الشريف حسين مشاركاً في معاهدة فرساي
وقد أصبح عام 1921 ملكاً على العراق بأسم الملك فيصل الأول (رحمه الله)

غالباً ما يقترن أسم (معاهدة فرساي) بـ(مؤتمر باريس للسلام) حتى أصبح دارجاً القول (مؤتمر باريس) أو (معاهدة باريس) أو (مؤتمر الصلح في باريس ـ Paris Peace Conference) كناية عن (معاهدة فرساي ـ Treaty of Versailles) ودون تفريق بينهما. ولكن في حقيقة الأمر أن (مؤتمر الصلح في باريس) أو (مؤتمر باريس للسلام) هو المؤتمر الذي عقدته الدول المنتصرة في الحرب العالمية الأولى(1) وفرضت فيه على الدول المنهزمة في تلك الحرب شروطاً قاسية يجب الأذعان لها دون نقاش وكانت على شكل معاهدات منفردة في أطار عام ضمها جميعاً وهو (مؤتمر باريس) والذي عقدته ، كما أسلفنا ، القوى المتحالفة والمتحدة ( Allied and Associated powers) في باريس للفترة من (18 كانون الثاني 1919 ولغاية 20 كانون الثاني 1920) وذلك للتوصل إلى التسوية السلمية (Peace settlement) التي تضمنتها معاهدات (فرساي ـ Treaty of Versailles ) و(سانت جيرمان ـTreaty of st. Germain) و(نيولي ـTreaty of Neuilly) و(ترينون ـTreaty of Trianan) و(سيفر ـTreaty of Sevres) ، أي أن (معاهدة فرساي) هي احدى المعاهدات التي تضمنها (مؤتمر باريس للسلام) ، ولكن طغت تسمية (معاهدة فرساي) كناية عن (مؤتمر باريس) ذلك أن المؤتمر نفسه قد عقد في هذه المدينة فأصبح يسمى بها فضلاً عن أن (معاهدة فرساي) كانت أهم هذه المعاهدات المارة بنا سلفاً.

وكان المؤتمر حتى شهر تموز/يوليو تحت هيمنة (الأربعة الكبار ـ Big Four) (ويلسون Wilson الولايات المتحدة الأميركية ، وكليمنصو Clemenceau فرنسا ، ولويد جورج Lloyd George بريطانيا ، وأورلاندو Orlando أيطاليا). عرقلت أعمال المؤتمر خمسة عوامل رئيسة ، هي:


(1) التضارب في أهداف الأربعة الكبار (أختلف ويلسون مع كليمنصو بخصوص مسألة عصبة الأمم (League of Nations) ، وأختلف ويلسون مع أورلاندو بشأن الأدرياتيك (Adriatic) ، وأختلف لويد جورج مع كليمنصو بخصوص بولندا ... ألخ ).

(2) مطالبة جماعات الضغط ، كل في وطنه ، بشروط سلام أكثر صرامة (مثلاً ،أبرق 370 عضواً برلمانياً إلى لويد جورج لزيادة مبالغ التعويضات الألمانية ، وحثت الدوائر العسكرية الفرنسية كليمنصو لفصل أراضي (الراين ـ Rhineland) من المانيا).

(3) الأنعزالية (الأنعزال السياسي وصرف الدولة عن اقامة علاقات أقتصادية مع دول أخرى) في الولايات المتحدة الأميركية (التي جعلت الكونغرس يرفض مشاريع ويلسون في النهاية !).

(4) الجماعات القومية التي نفد صبرها والتي آمنت بأستخدام السلاح في المناطق التي كانت لا تزال تحت المداولة.

(5) الشك بشأن الحدود الروسية بسبب الحرب الأهلية في روسيا.



وفي النهاية حقق (مؤتمر باريس) درجة عالية في مسألة تقرير المصير العرقي.

حضر (مؤتمر باريس) هذا رئيس الولايات المتحدة وودرو ويلسون وأحد عشر رئيس وزراء وأثنا عشر وزير خارجية ، منهم جورج كليمنصو رئيس وزراء فرنسا ، وديفيد لويد جورج رئيس وزراء بريطانيا. ولم يدع َ مندوب عن (الاتحاد السوفيتي) إلى المؤتمر ، ولم تحضر المؤتمر الدول المندحرة (دول الوسط) بل كان عليها أن توقع على الوثائق بعد أعدادها ، لأن السلام فرض فرضاً ولم يكن نتيجة مفاوضات. أما آلية اصدار القرارات وآلية التمثيل في المؤتمر هذا فقد حدد في الأجتماع الرسمي 12/1/1919 الذي عقدته وفود الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وأيطاليا وقررت أن يقتصر التمثيل في المؤتمر على الدول التي أعلنت الحرب على المانيا أو قطعت علاقاتها معها. وتقرر أن يضم الأجتماع الكامل للمؤتمر جميع ممثلي الدول ، ولكن سيكون هناك (مجلس العشرة) يضم مندوبين أثنين من كل من الدول الخمسة الكبرىالولايات المتحدة ، بريطانيا ، فرنسا ، أيطاليا ، اليابان) ، ومجلس العشرة هذا هو الذي يقرر الأمور التي تحال إلى المؤتمر العام. وتقرر أن تكون الدول الخمس الكبرى ممثلة في جميع اللجان ويحدد تمثيل الدول الأخرى في اللجان التي تبحث أموراً تخص تلك الدول بصورة مباشرة. عقدت ست جلسات عامة فقط قبل الأنتهاء من وضع مشروع معاهدة الصلح مع المانيا. لذلك يمكن القول أن (مجلس العشرة) هو (مؤتمر الصلح) عملياً خلال الشهرين الأولين ، وكانت أجتماعاته سرية. فسح المجال أمام ممثلي الدول الأخرى لكي يحضروا مجلس العشرة لتقديم مطاليبهم. وقد عيّن مجلس العشرة لجاناَ خاصة تحال اليها المسائل العويصة لدراستها وتقديم تقارير عنها قبل الأنتهاء من أعداد مشروع معاهدات الصلح مع المانيا ، كانت قد عينّت (52) لجنة لمعالجة مختلف المشكلات.




وبالنظر لوجود الرغبة بالأسراع في وضع المعاهدة مع الحاجة إلى السرية خلال فترة التوفيق بين الدول الكبرى فقد تم تغيير تنظيم المؤتمر إذ في (25) آذار أعلن أنه ستعقد مؤتمرات غير رسمية للمندوبين الرئيسيين تحل محل أجتماعات (مجلس العشرة) ثم حل (مجلس الخمسة) محل (مجلس العشرة) ، وصار بمثابة لجنة رئيسة. وأصبح (مجلس الخمسة) يدرس تقارير اللجان ثم يحيلها إلى (الأربعة الكبار ـ Big Four) وكان هؤلاء الأربعة يجرون محادثات شخصية وغير رسمية ثم ألفوا ما يسمى بـ(مجلس الأربعة ـ Council of the Four) ، وهم رؤساء وفود (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وأيطاليا) وهو الذي أنجز كل قرارات المؤتمر المهمة المتعلقة بمعاهدة الصلح مع المانيا.

في بداية المؤتمر حدث خلاف في الرأي حول ما إذا سيكون ميثاق (عصبة الأمم)(2) جزءاً من معاهدة السلام مع المانيا ، أو سيكون بشكل وثيقة مستقلة. قال رئيس الولايات المتحدة ويلسون أن ميثاق العصبة يجب أن يكون جزءاً لا يتجزأ من معاهدة السلام مع المانيا. بينما أراد الساسة الآخرون عقد معاهدة السلام بسرعة ولا حاجة للأنتظار حتى يوضع الميثاق ، بينما قال ويلسون أن معاهدة السلام مع المانيا هي المعاهدة الرئيسية وإذا تركنا الميثاق خارجها فأنه سيضعف العصبة أو ربما يؤجل تكوينها إلى ما لا نهاية. وأن تأسيس العصبة يعود بالفائدة على جميع الشعوب. وعندما شرع بوضع مشروع الميثاق أصّرت الولايات المتحدة على ضمان (مبدأ مونرو)(3). طالب الفرنسيون بتحديد (مبدأ مونرو) ولذلك عارضوا ذكر (مبدأ مونرو).

أما (معاهدة فرساي) فقد فرضها الحلفاء المنتصرون على المانيا المندحرة ، وتعد أهم معاهدة أنجزها (مؤتمر الصلح في باريس). وافق المؤتمر ، تحت الحاح وأصرار الرئيس ويلسون ، على أن يكون (ميثاق عصبة الأمم) جزءاً لا يتجزأ من معاهدة الصلح مع المانيا وذلك في يوم 25/1/1919 . ألف المؤتمر لجنة من (14) عضواً برئاسة ويلسون لوضع صيغة الميثاق وبه أعترفت الدول الأوروبية بـ(مبدأ مونرو) ، وفي (28) نيسان وافق المؤتمر في الأجتماع العام على هذا الميثاق المكوّن من (26) مادة(4).

و(فرساي) هي مدينة فرنسية تقع في الجنوب الغربي من باريس العاصمة وعلى بعد (12) ميلاً (18 كم) منها ، وتعتبر بذلك من ضواحيها. بلغ عدد سكانها (سنة1985) (95 ألف نسمة) ، من الأحداث التاريخية الهامة فيها هو تتويج الملك البروسي فلهلم في 18/1/1871 أمبراطوراً على المانيا الجديدة وذلك بعد هزيمة فرنسا والأستيلاء على باريس . أما (معاهدة فرساي) وهي أتفاقية الصلح التي أنهت حالة الحرب التي نشبت عام 1914 وقد سبق عقد هذه المعاهدة أعلان الهدنة في 11/11/1918 وتم عقد المعاهدة في 28/6/1919 وأصبحت المعاهدة نافذة منذ 10/1/1920 ، وقد تضمنت (معاهدة فرساي) في مقدمتها الموافقة على تأسيس عصبة للأمم بعد أن أصر الرئيس ويلسون (كما مر أعلاه) على وجوب أن يكون ميثاق عصبة الأمم جزءاً لا ينفصل عن (معاهدة فرساي) يتعين على جميع الدول الموقعة عليها تنفيذه والسير بمقتضى نصوصه. وكان له ذلك.


بنود معاهدة فرسـاي


عدا البنود الخاصة بتأسيس (عصبة الأمم) نذكر أهم ما أشتملت عليه هذه المعاهدة:

تقوم ألمانيا بتسليم ما يلي:

1ـ الألزاس واللورين ( Lorraine ـ Alsace ) إلى فرنسا .

2ـ مقاطعة ( يوبين ـ مالميدي)(Malmedy ـEupen ) إلى بلجيكا.

3ـ (بوزين والممر البولندي) إلى بولندا.

4ـ ( ميمل ـ Memel ) إلى ليتوانيا (في سنة 1923).

5ـ ( شمال شلزفيك ـ Schleswig North of ) إلى الدنمارك (في 1920 قسمت شلزفيك بين المانيا والدنمارك وفقاً لأستفتاء).

6ـ (شرق سيليزيا العليا ـ Upper Silesia ) إلى بولندا.

7ـ ( هولشتين ـ Hultschin ) إلى تشيكوسلوفاكيا ، وتنازلت المانيا عن جزء صغير من (سيليزيا العليا) إلى تشيكوسلوفاكيا.

8ـ ( دانزك ـ Danzig ) إلى عصبة الأمم.

9ـ منطقة ( السار ـ Saar ) إلى العصبة مع إجراء أستفتاء في عام 1935 (5).

وهذه الشروط أيضاً:

1ـ عدم محاولة الأتحاد مع النمسا ، وهو ما يعرف بـ( الأنشلوس ـ Anschluss ) (6).

2ـ نزع السلاح وتفكيك التحصينات.

3ـ الغاء التجنيد العام مع تكوين جيش لا يزيد على ( 100 ) ألف مقاتل لغرض فرض القانون والنظام في الداخل وواجبات الحدود. على أن تكون خدمة الضباط لمدة ( 25 ) سنة متوالية ، وأن تكون خدمة الجنود العاديين لمدة ( 12 ) سنة ، وأن لا يزيد عدد الضباط والجنود الذين يسرحون عن نسبة 5 % في السنة.

4ـ عدم أمتلاك سلاح جوي أو مدفعية ثقيلة أو غواصات.

5ـ تخريب مصانع الذخيرة.

6ـ أحتلال الراين لمدة ( 15 ) سنة.

7ـ أنتداب دول الحلفاء على المستعمرات الألمانية وفقاً لنظام الأنتداب ( System of Mandates )0

8ـ الأعتراف بجريمة الحرب.

9ـ القيام بدفع التعويضات اللازمة.

10ـ تحديد القوة البحرية بست بوارج و(30) سفينة صغيرة وعدم بناء سفن أكبر من مئة ألف طن.

11ـ تقليل عدد العاملين في الأركان العامة ( Staff ) من (34 ألفاً ) إلى ( 4 آلاف ).


التعويضـات ( Reparations )


في 5/11/1918 طالب الحلفاء المانيا بمذكرة بأن تدفع تعويضات عن الأضرار التي لحقت بالمدنيين من الحلفاء وبأموالهم وذلك بأعتداء الألمان في البحر والجو والبر (7).

وبأفتتاح مؤتمر السلام طالب مندوبو بريطانيا وفرنسا بضرورة أدخال تكاليف الحرب ضمن التعويضات التي على المانيا دفعها وبذلك وحده يمكن أن يقال أن التسوية السلمية عادلة حقاً. أما الوفد الأمريكي فقد رأى أنه يجب أن تكون التعويضات على المانيا محصورة بحدود الأتفاقيات التي تمت قبل عقد الهدنة ولذلك يجب أن تشمل التعويضات الأضرار التي حدثت لا تكاليف الحرب. وافق الثلاثة الآخرون من (الأربعة الكبار) على هذا الرأي. فجاءت صياغة المادة (231) من (معاهدة فرساي) ،كالآتيأن حكومات الدول الحليفة والمشاركة تؤكد ، والمانيا توافق ، على مسؤولية المانيا وحلفائها في التسبب بالخسائر والأضرار التي تكبدها مواطنو حكومات الدول الحليفة والمشاركة بسبب الحرب التي فرضت عليهم بعدوان المانيا وحلفائها). ثم دب الخلاف بين (الأربعة الكبار) حول مقدار التعويضات ومدتها وطريقة جمعها. ثم أتفق الحلفاء على أن تدفع المانيا في آيار 1921 مبلغاً وقدره ( 5 ) مليارات دولارات من الذهب أوما يعادلها. أما ما تدفعه بعد ذلك فقد ترك دون تحديد ويتم الأتفاق عليه في حينه. ثم ألفت لجنة خاصة بالتعويضات لمعالجة الموضوع. وقد عرفت هذه التعويضات عن الأضرار بأسم (التعويضات ـ Reparations ) ، والتي كان تحديد كميتها حسبما يطلبه الحلفاء من المانيا من أهم وأصعب المشاكل التي واجهت الجميع في (معاهدة فرساي) حيث ترك لـ( لجنة التعويضات ) تقديم قرار خاص بالتعويضات تقدمه بعد سنتين وتبين فيه مقدار ما يجب أن تدفعه المانيا وكيفية الدفع ويالأضافة للمبلغ الذي طلب من المانيا تقديمه فوراً ، كما ذكر، فقد طلب منها أن تبني للحلفاء سفناً عوضاً عن السفن التي أغرقتها ، وأن تقدم إلى فرنسا كميات هائلة من الفحم الحجري بدل المناجم التي دمرتها. وقد أنتقد عدد كبير من الأقتصاديين طريقة الحصول على مبالغ نقدية من البلدان المغلوبة والتي فقدت عدداً من الأسواق حيث تنبأ كثير من الأقتصاديين (الأنكليز والأميركان والطليان) بصعوبة تطبيق بنود هذه المعاهدة وبأنها ستعيق أنعاش أوربا المالي ، وقد تأكد صحة ذلك. الألمان أرسلوا الأحتجاجات الطويلة إلى المؤتمر، حيث قالوا أن هذه المعاهدة وضعت بدافع الأنتقام لتدمير بلادهم ، وأنها لا تنطبق والنقاط الأربعة عشر التي أعلنها ويلسون (8) ، كما أن عدم تحديد مبلغ التعويضات معناه تكبيل المانيا بأغلال العبودية الأبدية0 وأن المبلغ المطلوب دفعه حالاً يفوق ثمن كل ما في المانيا من ثروة. وأنهم لا يعترفون أبداً بأنهم مسؤولون وحدهم عن الحرب ، وأنهم لا يستطيعون تنفيذ المعاهدة وأنهم أرغموا على عقدها وأنهم وقعوا عليها تحت تهديدات الحلفاء ، على أية حال ، في شهر نيسان/أبريل عام 1921 ثبتت التعويضات الألمانية بمقدار ( 000 000 600 6 ) جنيه أسترليني (إضافة إلى الفوائد). دفعت المانيا القسط الأول وقدره ( 50 ) مليون جنيه أسترليني فوراً ولكن مع التضخم المالي لعام 1922 علقت المدفوعات ـ وكان هذا عملاً أدى إلى أحتلال الروهر ( Ruhr ). وفي عام 1924 سمح ( مشروع داوز ـ Daws Plan ) لألمانيا أن تحصل على قرض لكي تدفع التعويضات ، ثم نجحت محاولات المانية أخرى للحصول على تعديل بشأن المبالغ النهائية عام 1929 عندما خفض ( مشروع يونغ ـ Young Plan ) الرقم بمقدار يناهز الـ ( 75 % ) ، وسمح لألمانيا أن تدفع المبالغ حتى عام 1988 ، وقد أوقف دفع كافة التعويضات الأنهيار المالي العام سنة 1931 ، وكل ما دفعته المانيا هو ثمن المبلغ الذي طولب به أصلاً ، إلا أنها أستلمت في الأعوام 1924 ـ 1930 قروضاً أجنبية لمساعدتها على عودتها إلى الوضع المالي السوي تساوي خمس المبلغ الأصلي ( أما دفعات التعويضات المفروضة على النمسا وهنغاريا ، فقد عولجت بالقروض إلى درجة كبيرة أيضاً ، وفي هذه الحالة أسندتها عصبة الأمم ـ League of the Nations ).


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ


1) قتل في الحرب العالمية الأولى ما يزيد عن (25) مليون نسمة (8 ملايين من العسكريين و17 مليون نسمة من المدنيين يلاحظ الضحايا المدنيين أضعاف القتلى العسكريين !) ، أما الجرحى فقد بلغ عددهم (18) مليون جريح تعطل ربعهم عن العمل بسبب ما فقدوا من أرجل ٍ وأياد ٍ وأعين وأجزاء أخرى ويقدر عدد الذين حملوا السلاح في هذه الحرب بـ(60) مليون نسمة. الحرب كانت بين الحلفاء من جهة ودول الوسط (أو الدول المركزية) من جهة أخرى. ضم جانب الحلفاء دول الأمبراطورية البريطانية (كندا وجنوب أفريقيا وأستراليا والهند وغيرها) وفرنسا ومستعمراتها ، وأيطاليا واليابان وروسيا القيصرية (أنسحبت من الحرب عقب قيام ثورة أكتوبر 1917 البلشفية) وبلجيكا والصرب والجبل الأسود واليونان ورومانيا والبرتغال ، ثم أنضمت الولايات المتحدة الأميركية . أما دول الوسط (الدول المركزية) فكانت المانيا و(النمسا والمجر) وتركيا (الأمبراطورية العثمانية) ثم بلغاريا. قتل من جنود الحلفاء زهاء (5) ملايين جندي (000 400 1) فرنسي ، و (000 700 1) روسي ، و (1) مليون من الأمبراطورية البريطانية ، وأكثر من (50) ألف أمريكي ، وقتل من الدول المركزية أكثر من (3) ملايين جندي منهم أكثر من (000 800 1) ألماني. وغرق من السفن الانكليزية(5632) سفينة. وقدر مجلس النواب الفرنسي الأضرار التي الحقها الألمان بشمالي فرنسا بـ(13) بليون دولار وزادت القروض الدولية على دول الوسط (44) بليون دولار وأرتفعت قروض الحلفاء إلى (86) بليون دولار. يذكر أن أختيار العاصمة الفرنسية (باريس) لتكون مقراً لانعقاد مؤتمر الصلح هذا جاء أعترافاً من الدول المنتصرة بالدور الكبير الذي قامت به فرنسا في الحرب العالمية الأولى. هناك ملاحظة جديرة بالأشارة وهو دخول الولايات المتحدة الأميركية الحرب بعد أندلاعها بسنوات وتغيير موازين القوى لمصلحة الحلفاء وبالتالي حسم الحرب لصالحهم نظراً للقوى الهائلة التي تتمتع بها هذه القوة القارية الجديدة (الولايات المتحدة) القوى الأقتصادية والعسكرية والبشرية ، خصوصاً بعد أنهاك الدول المتحاربة ، وهذا السيناريو قد تكرر مجدداً في الحرب العالمية الثانية بعد حادث الهجوم الجوي العنيف على ميناء (بيرل هاربور ـPearl Harbor) الأميركي يوم (7) ديسمبر/كانون الأول 1941 بواسطة طائرات يابانية (تراوحت بين 150 ـ 200 طائرة) وقد أحدث هذا الهجوم المفاجيء أضراراً بليغة بوحدات الأسطول الأمريكي المرابط في الميناء والذي كان يشمل (88) سفينة حربية من مختلف الأنواع ، كما فقد السلاح الجوي (177) طائرة منها (88) طائرة تابعة للأسطول ، وبلغ عدد الضحايا من البحرية (217) قتيلاً و(876) مفقوداً ، ومن الجيش (226) قتيلاً ، وفي اليوم التالي (8 ديسمبر 1941) أعلنت الولايات المتحدة الأميركية الحرب على اليابان.

(2) مثلما كان تأسيس (هيئة الأمم المتحدة) قد أعقب الحرب العالمية الثانية واحدى نتائجها ، وهي في حقيقتها منظمة تكرّس سيادة وسيطرة وهيمنة الدول المنتصرة (الحلفاء) على العالم ولا يصعب التوصّل إلى هذه النتيجة عند الأطلاع على ميثاقها وتركيبة (مجلس الأمن) ، كان تأسيس (عصبة الأمم) قد أعقب الحرب العالمية الأولى واحدى نتائجها. والتي بدورها (عصبة الأمم) كرست هيمنة الدول المنتصرة في تلك الحرب الكونية من خلال وضع الميثاق ومقررات مؤتمر باريس للسلام والمعاهدات التي أبرمت فيه وفرضت على الدول المندحرة من قبل (مجلس الخمسة) ثم (مجلس الأربعة الكبار) كما هو واضح في هذا المقال.

(3) (مبدأ مونرو) مذهب سياسي أمريكي ينسب إلى الرئيس الأمريكي الخامس (جيمس مونرو 1758 ـ 1831) يقضي برفض أي تدخل أوروبي في شؤون أمريكا السياسية ، وذلك في رسالة بعث بها إلى الكونغرس بتاريخ 2/12/1823 بمناسبة تدخل روسيا وبروسيا والنمسا في شؤون بعض جمهوريات أمريكا الجنوبية بعد أخماد الثورة الأسبانية. يقضي (مبدأ مونرو) بمنع الدول الأوروبية من الأستيلاء على أرض أمريكية بالأستعمار أو الضم أو المبادلة ، وليس (مبدأ مونرو) معاهدة دولية ، بل هو سياسة أعلنتها الولايات المتحدة معتمدة في رعايتها على قوتها الفردية.

(4) (ميثاق عصبة الأمم) الدستور الذي قامت على أساسه عصبة الأمم في عام 1919 وضعته لجنة منبثقة عن مؤتمر الصلح وأعتبر هذا الميثاق جزءاً لا يتجزأ من معاهدة فرساي كما تضمنته المعاهدات التالية التي عقدت مع النمسا والمجر وغيرها ، لهذا أصبح متعيناً على جميع الدول الموقعة على معاهدات الصلح تنفيذه والسير بمقتضى نصوصه ، ويلاحظ أن نشاط العصبة قد أتسع بعد ذلك عن الحدود التي رسمها الميثاق ، وشمل ذلك عدة التزامات فرضتها المعاهدات التالية ووافقت عليها العصبة. يتألف ميثاق عصبة الأمم من مقدمة و26 مادة تتضمن الأغراض من إنشاء عصبة الأمم وكيفية تكوينها وأختصاصاتها وسير العمل فيها ، ويبدأ الميثاق بالمقدمة الآتية: (رغبة في تقدم التعاون الدولي وتوفير السلام والطمأنينة بين الدول بقبول التزامات ترمي إلى عدم الألتجاء للحرب ، وبفرض الصراحة والعدالة والشرف في العلاقات بين الأمم ، وتثبيت أركان القانون الدولي كأداة فعلية للتعامل بين الحكومات ، وبالمحافظة على العدالة والأحترام التام لكافة الألتزامات بين الشعوب وبعضها ، توافق الدول المتعاقدة على الميثاق...) وتتوالى بعد ذلك مواد الميثاق ، الذي يشتمل على ملحق يضم أسماء الدول الأصلية التي وقعت على الميثاق وأسماء الدول الأخرى التي أنضمت اليه بعد أعلانه. (القاموس السياسي ص 1277).

(5) وضعت منطقة (السار) تحت أشراف (عصبة الأمم) ومنحت فرنسا حق استغلال مناجم الفحم في المقاطعة لمدة (15) سنة تعويضاً لتخريب الألمان لمناجم الفحم في شمال فرنسا ، وفي أول آذار 1935 أعيدت (السار) إلى المانيا بعد إجراء أستفتاء تحت أشراف (عصبة الأمم) ثم أعيدت إلى ادارة فرنسا بعد الحرب العالمية الثانية ( 1947 ) ثم منحت أستقلالاً داخلياً في السنة التالية ، ثم أعيدت نهائياً إلى المانيا ، بعد اجراء أستفتاء آخر وعادت في 1/1/1951 إلى المانيا ، مكونة بذلك المقاطعة العاشرة لجمهورية المانيا الغربية (سابقاً) ، وذلك بعد أتفاق وقع بين فرنسا والمانيا في 4/6/1956 . هذا ويعد أقليم ( السار ) ذو أهمية أستراتيجية وصناعية هامة ، يقع بين المانيا وفرنسا في الغرب من مجرى نهر الراين الأوسط ونهير الموزل وتبلغ مساحة أقليم (السار) ( 700 ميل مربع ) ، ومعظم سكان هذه المقاطعة من الألمان . تشمل ثروة (السار) الهامة ، الفحم والحديد وعاصمة المقاطعة ( ساربروكن ـ Saarbrucken )، بلغ عدد سكانها (سنة 1985)( 203 ألف نسمة ).

(6) يطلق هذا التعبير على الوحدة الألمانية ـ النمساوية. فقد فضل غالبية سكان النمسا الناطقين باللغة الألمانية الأرتباط بالمانيا وذلك في أعقاب حل الأتحاد بين النمسا وهنغاريا عام 1918 . ولاقى هذا الموقف معارضة شديدة من حلفاء معاهدتي فرساي وسانت جرمان. وأستمرت الأثارة لصالح قيام الأنشلوس طوال فترة العشرينات من هذا القرن ، وخاصة في مدينتي تيرول وسالزبرغ. وفي عام 1931 تم التخلي عن مشروع قيام وحدة كمركية بين المانيا والنمسا نتيجة لشكاوى فرنسا وما سمي بـ( التحالف الصغير ـ Little Entente ) من أن مثل هذه الوحدة يمكن أن تعد خطوة أولى نحو تحقيق الأنشلوس. وتصاعدت المطالبة بالوحدة بعد أحتلال هتلر منصب رئيس الوزراء عام 1933 . وفشلت محاولة نازية لقلب نظام الحكم في فيينا وذلك في شهر تموز/ يوليو عام 1934 ، على الرغم من نجاح عملية أغتيال رئيس وزراء النمسا ( دولفوس ـ Dolfuss ). وأدت النزاعات الداخلية في فرنسا اضافة إلى التصالح بين دولتي أيطاليا الفاشية والمانيا النازية عام 1936 إلى أبعاد الحكومة النمساوية وعزلها في مواجهة مطالب هتلر. وفي شهر شباط/ فبراير عام 1938 طلب هتلر من رئيس وزراء النمسا ( شوشنيغ ـ Schuschnigg ) ملاقاته في بيرشتيسغادن حيث طالبه بمنح الأمتيازات إلى النازيين النمساويين بما في ذلك منحهم مناصب حكومية. ولدى محاولة شوشنيغ إحباط محاولات هتلر وذلك بإجراء أستفتاء لأستطلاع الرأي العام حول مسألة أستقلال النمسا ، وجهت المانيا له أنذاراً مطالبة أياه بتقديم أستقالته ( في 11 آذار/ مارس عام 1938 ). وأجبر شوشنيغ على تقديم أستقالته لصالح النمساوي النازي ( سيس ـ انكوارت ـ Seyss Inquart ) الذي دعا الجيش الألماني لأحتلال النمسا ( في 12 آذار/ مارس ) وأعلن قيام الوحدة مع المانيا في اليوم التالي. وفي ( 10 نيسان/ أبريل ) سجل الأستفتاء العام الذي أجراه النازيون نسبة 75ر 99 % من الأصوات لصالح قيام الأنشلوس. (آلان بالمر، موسوعة التاريخ الحديث ، ج 1 ، ص56 ـ 57 ).

7) هذه هي ضريبة (الهزيمة) ، فلو أنتصرت المانيا في هذه الحرب لفرضت شروطها على الدول المنهزمة وطالبتها بالتعويضات من جراء ( أعتداءاتها في البحر والجو والبر) !!

(8) مباديء ويلسون ، أو نقاط ويلسون الأربع عشرة ، هي مجموعة الأسس التي نادى بها الرئيس الأمريكي وودرو ويلسون في أحدى خطبه بتاريخ 1918 لإنهاء الحرب العظمى ، وهذه المباديء هي:

1ـ إقرار السلام بأتفاق دولى عام بدلاً من المعاهدات الفردية.

2ـ حرية البحار.

3ـ رفع الحواجز الأقتصادية بقدر المستطاع.

4ـ تخفيض السلاح.

5ـ إعادة توزيع المستعمرات.

6ـ إخلاء المناطق الروسية المحتلة.

7ـ إخلاء بلجيكا.

8ـ إخلاء المناطق الفرنسية المحتلة وتسليم الألزاس واللورين إلى فرنسا.

9ـ إعادة تعيين الحدود الأيطالية.

10ـ منح الحكم الذاتي لأجزاء من الأمبراطورية النمساوية.

11ـ إخلاء رومانيا والجبل الأسود والصرب ومنحها منفذاً إلى البحر مع توثيق العلاقات بين دول البلقان.

12ـ منح الحكم الذاتي لأجزاء الأمبراطورية العثمانية غير التركية ، إقرار حرية الملاحة في الدردنيل.

13ـ إقامة دولة بولندية مستقلة.

14ـ إقامة عصبة الأمم.

أن عدم تحقيق البند الخاص بتخفيض السلاح أتخذته الدعاية النازية وسيلة لإعادة تسليح المانيا متحدية شروط الصلح مما مهد إلى نشوب الحرب العالمية الثانية. كما تضمنت تصريحات الرئيس ويلسون في خطبه أثناء الحرب العظمى مبدأ تقرير المصير.


وليد محمد الشبيـبي

(تم الاعتماد على العديد من المراجع المتخصصة)






 
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 10:22 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط