|
|
|
|
منتدى الأدب العام والنقاشات وروائع المنقول هنا نتحاور في مجالات الأدب ونستضيف مقالاتكم الأدبية، كما نعاود معكم غرس أزاهير الأدباء على اختلاف نتاجهم و عصورهم و أعراقهم . |
![]() |
مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان) |
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | |||||
|
![]()
هنا نشر بعض النصوص الأدبية للشاعرة الكبيرة غادة السمان تلك التي كتبت بألوان مغايرة وحروف غريبة عن عالمنا العربي المدفون تحت الرماد غادة السمان حاولت إظهار الحقيقة في زمن غص بالكذب والخديعة والدجل قد يقول البعض أنها تعدت على كبار المثقفين والشعراء...ولانعتب عليهم...فهم لم عتادوا على نقد ماتكرس في نفوسهم من آثار الجاهلية والكذب...فصار عندهم الصحيح والمتبع...وأنى للنفوس الدفينة تحت الأرض أن تستطيع رؤية نور الشمس؟؟؟!! لن أطيل في الحديث وسأبدأ بذكر نبذة عن حياة الشاعرة غادة السمان ومن ثم نشر بعض مقالاتها القيمة التي كلفتني بنشرها هنا في أقلام تباعا(لأن ظروفها لاتسمح بالتسجيل والمشاركة بعد دعوتي لها ...) ...
آخر تعديل عمر سليمان يوم 23-10-2005 في 05:38 AM.
|
|||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 2 | |||||
|
![]()
|
|||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 3 | |||||
|
![]() النص الأول: فساد المواطن في إصلاح التغيير! ثلاثون عاما هو وقت مديد لقيصر وليس لوريث فحسب! ثلاثون عاما لم يعد فيها الوطن وطنا بل صار حاضنة عصيّة على الفهم! ثلاثون عاما وأكداس التقارير المتعلقة بكل شاردة وواردة تفوق التوقعات، والتصوّر، والترتيب الديموغرافي للتنفسّ السكاني على امتداد الوطن. ثلاثون عاما والأقنعة على الوجوه والأفئدة والضمائر والنفوس والأرواح والبصائر والكلمات والألسنة. ثلاثون عاما وطوابير القصائد والقوافي والقوانين والممنوعات والمحظورات والوعود أطول من كل الأوتوسترادات الممتدّة عبر التاريخ والجغرافيا! ثلاثون عاما، وليس في جعبتي ثلاثون أخرى لأفرح في يوم من الأيام التي ستباغتنا فيها مصداقية الأمل والأمنيات والشعارات المستديمة والمستظلّة والمستتبّة والمتكلّسة داخل الأحداق والأعناق والحناجر والمفاصل والأرواح. ثلاثون عاما اتسعت فيها شرايين دمشق لتضخّ بلا هوادة المناصب والمراكز والقيادات والمجالس والتشريعات والغنائم، حتى شلّ الياسمين وأُرهِق النارنج وتطاول فيها كل شيء إلا الكرامة والكبرياء. طبعا الحكاية طويلة لمن يهوى اجترارها، والحقيقة عصيّة على من ينوي اغتيالها، وثمّة مفهوم واحد لا بدّ من تكريسه شاء من شاء وأبى من تأبّى! والويل كل الويل لمن لا يتقن فنّ التدليس والمُداهنة والرياء والمزاحمة والتبعيّة والنفاق وميزة تفوق هذا كلّه اسمها الانتهازية مفتاح الوصول، وبوصلة الطريق وكشّاف الأمان، تبدأ بطلب انتساب، وتستمرّ في حسّ التنصّت والتتبّع والمحاصرة والتدوين، وسرعان ما تكون المُكافأة على أكمل مسعى ومبتغى، منصباً، وجاهةً، وأرصدةً لا يمكن أن يطولها قانون "من أين لك هذا؟" طالما أنّ المحظيّ صار في عهدة النظام والحزب والدولة! وكنت أظنني لا أعلم، وتماديت في إطلاق حسن النيّة وعملت بمقولة نبينا محمد (ص): "التمس عذرا لأخيك " والتمست كل المبررات الممكنة، بما فيها اللوم الفادح لكل من يمتلك نزعة الشكوى من وضع ما، حتى باغتتني التجربة في أكثر من مناسبة، أمقتها إلى نفسي وذاكرتي، تلك التي نغّصت مشاركتي لمهرجان البجراوية للشاعرات العربيات الذي انعقد في الخرطوم منذ عام ونيّف ورغم سخاء الجهة الداعية وكرمها الواسع غير أنّ تلك الشاعرة المتباهية في "بعثيّتها " علناً، والخفرة من "بعثيتها" حتى العظم أمام مراياها المعشوشبة بالمساحيق، وبعيدا عمّا يعتريها في سريرتها المريضة، والمصطنعة، والمبرمجة، والمفبركة، لإرضاء أرباب نعمتها، وأولياء ألقها، وانتشارها المُرتَهن، لم تستطع أن تتخطّى حريتي في التعبير والتفكير والحضور، فما كان منها إلا أن جعلت الخرطوم منصّة لمشاهداتها تراقب صحوي ونومي وهواجسي وكوابيسي ولغتي وحواراتي وأنفاسي، ولست وحدي من ضجّ منها، وليست الخرطوم وحدها من ضاق بها، بل حملت قراءاتها المغرضة إلى دمشق، وقدّمت كامل افتراءاتها بسبع صفحات وبضعة أسطر، تُمارس بكل أمانةٍ دورها الأساس في تصدير التقارير وفبركتها، دوّنت فيها كل ما تلفّظتُ به لكن على "طريقتها، وأسلوبها الغثّ المشين"، ولا أظّنني وحدي التي وقعت في براثن سطورها وربما كان هناك سواي، فالمكافأة كانت تتناسب طردا مع تحركاتها "المستجدية " على الدوام، إلى أن دخلتْ مقصورة أحلامها، بعد أن خرجت مظفّرة من مخيم التلطّي، ونالت رضى شهريارات المرحلة، وتدرّجت على إيقاع خلاخيلها، وأوهامها، وأقلامها المشبوهة، والمنتحلة، وهاهي واحدة من مثقّفي النظام الذين يمتلكون صلاحيات الإدانة العشوائية من دون قيد أو شرط لمن لا تروقهم "استقلاليته "و"حرّيته" و"جرأته" في الإفصاح والإيضاح والتعبير. وما زلت أذكر المساءلة الطويلة التي تعرّضت لها في إحدى زياراتي الدمشقية عما كان ينبغي أن أقوله في الخرطوم وما كان لا ينبغي أن أقوله في الخرطوم، وكثر هم الذين فجعوا إلى جانبي مما بدر منها، ومما حصل، وقصّرت المسافة بيني وبين الواقع، حتى ضاقت السُبل وبدأتُ أرى دمشق مدينتي لم تعد مدينتي، وأكاد أسمع أنين غربتها داخل شراييني، فليست الأولى ممن تسببوا في المساءلة وبالتأكيد لن تكون الأخيرة، ورحت أواصل استعارة مدينة اسمها بيروت تشبهها ولا تشبهها، وائتَمنتُها على غربتي، لعلني استعدت فيها بعض أنفاسي، لكن عبثا أحاول التقاطها، إذ تخذلني نفسا تلو الآخر، فأستسلمُ لثلاجة الوقت والانتظار، لكن سرعان ما تخرجني منها بعض قضايا الساعة الساخنة، وكلّما هممت بالكتابة عنها احترقت أناملي، وأداويها بالتي كانت هي الداء، وأكتب.. فلا حول ولا قوّة إلا بالحبر، وعزائي أنّه لا من يقرأ ولا من هم يستقرئون، ونجانا الله من بقايا كتّاب التقارير وما أكثرهم. وألهب القضايا التي تشغل الرأي العام حاليّا ذيول مؤتمر حزب البعث العاشر المنعقد منذ أيام في سورية، وكمواطنة لم يكن ليشغلني الأمر على الإطلاق، لكّن الاكتراث الإعلامي العربي عموما واللبناني خصوصا أتاح لي كما لغيري، فرصة الالتفات والانتباه والتأمّل، نظير الاهتمام الإعلامي المقروء والمرئي والمسموع، ومحور هذا الاهتمام تلك المقرّرات التي أسفرت عن مؤتمر الحزب العاشر والمُتعلقة في شؤون الدولة السورية قيادة وشعبا وحكومة على الصعيدين الداخلي والدولي. ورغم غموض التصريحات، ورغم تعويم القضايا، وتهويم المستجدات، ورغم طلاقة لسان الناطقة باسم المؤتمر في اللغة الإنكليزية ، ورغم عدم توفّر مترجمين عنها كمترجمة سابقة، ربما وضعت في عين الاعتبار عدم إبراز أي مترجم ينقل عنها فيصيبه مثلا حظاّ وافرا، أو قد تكون من نصيبه وزارة طارئة في المستقبل البعيد، بعد ظهوره الميمون في التلفزيون كوسيلة إعلامية حكوميّة بلا منازع وبلا مترجمين. وعلى أثر هذا وذاك سطت عناوين بارزة نسمعها منذ حين، بل منذ أحايين عديدة، أولها محاربة الفساد، والإصلاح، والتغيير، ودون مبالغة يُمكن لكل عنوان من هذه العناوين أن يحتل صفحات يُمكن أن تبدأ ويصعب أن تنتهي, ولكن هل الغاية تبرر اللهاث، اللهاث في مطاردة وهم التفاؤل، حتى مشارف الهلاك؟ على مقربة من مقبرة الحلم؟ كثيرة هي القراءات التي تمّت ما قبل المؤتمر وأكثر هي التي تصدّرت الصحف الاْلكترونية، والمطبوعات العربية هنا وهناك بعد المؤتمر، منها ما يجيز المضي قدما لتقفيّ أثر الإصلاح المستوجب حدوثه بشرعية وعلنية ووضوح، ومنها ما يشيع التقهقر عن قبول الفكرة أساسا. وهكذا يُمكن للمواطن السوري الغارق في الترقّب أن يراوح في حيرة مزمنة لا يقطع دابرها إلا مصداقيّة القول والفعل معا، أولها إحالة أبواق السلطة إلى التقاعد المُبكّر، وخاصّة هؤلاء الذين يتصدرون ويتشدقون بإيجابيات النظام على اختلاف عواهنه عبر الشاشات والفضائيات بلغة فضفاضة لا تقارب الموضوعية والواقعيّة بأي شكل من الأشكال، وذلك لإتاحة الفرصة مليّا أمام المواطن الذي يكتم همومه على مضض، ويبتلعها على ضيم، لأن يقول رأيه وأوجاعه من دون تحفّظ وتحسّب واتّعاظ . إذ لطالما استوقفتني عبارة كانت تتصدّر كامل الصحف السورية "لا أريد لأحد أن يتستّر على الخطأ " ما دفعني لاعتناق العبارة والتسليم لقضائها وقدرها، وما إن كان لأحد أن يتنفّس ببنت شفة ليقول رأيه بأي خطأ حتى يدفع جلّ الأثمان، ويُعامل معاملة "المجزومين " ، إلى أنّ انفضّ الجميع عن مجرد التفكير في المحاولة. وتوالت الأخطاء وتعاقبت الأخطاء و تراكمت الأخطاء إلى الحد الذي أعمى أبصار المترقّبين، وهاهي الدعوة تتجدّد لاسترجاع الدور، دور الإصلاح لمحاربة الفساد، ومن يعلم أي فساد سيتمّ إصلاحه، ربما فساد المواطن الذي يؤمن بحقوقه، وكرامته، وصونهما! ثمّة تحركات ميدانية مستجدّة على الحالة المذكورة تدعو لاستنهاض المجتمع المدني لتخطّي حاجز الخرس وإيجاد هامش يتّسع للنقد والتعبير عن الرأي بحريّة غير منقوصة، لعلّها دخلت اللعبة من باب الرهان مع الذات إذا لم يكن مع السلطة، ومن المبكّر جدا التكهن بأيّ احتمالات، طالما أنّ قانون الطوارئ يعمل عمله من دون هوادة حتى هذا التاريخ!
|
|||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 4 | |||||
|
![]() على عجل أخط حروف الشكر لك ياصمت الخيال علني أسبق الفرح مرحبة ومتعقبة معك هذا العطاء لكاتبة متميزة من الجميل تواجد روحها بيننا ********* غادة السمان كوني بخير دائماً ************** صمت الخيال تقبل ألف تحية وتقدير
|
|||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 5 | |||||
|
![]() حقيقةً أنا من عُشاق حروف المبدعة "غادة السّمان" تلك التي أتنفس حروفها وأعتبرها مدرسة كاملة ومتكاملة في رسم الحرف على الورق.. فمن القلب أرسل لها عبر الأوراق أرق التحايا.. واسمحوا لي أن أذكر نبذةً مختصرة عنها.. وبعض نصوصها.. ولدت غادة السمان في دمشق عام 1942. تلقت علومها في مدرسة البعثة العلمانية الفرنسية، وفي التجهيز الرسمية بدمشق. تخرجت من جامعة دمشق تحمل شهادة الليسانس في اللغة الإنكليزية. نالت شهادة الماجستير في الأدب الإنكليزي من الجامعة الأميركية في بيروت، عام 1968. تزوجت د. بشير الداعوق صاحب دار الطليعة للنشر، أسست داراً خاصة لنشر مؤلفاتها. لها العديد من الكتب في شتى أنواع الكتابة الأدبية والإبداعية. في حقل الرواية أصدرت على التوالي: - بيروت 75، عام 1975. - كوابيس بيروت، 1979. - ليلة المليار، 1986. - الرواية المستحيلة، فسيفساء دمشقية، 1997. وفي حقل القصة القصيرة أصدرت على التوالي المجموعات التالية: - عيناك قدري 1962. - لا بحر في بيروت 1963. - ليل الغرباء، 1966. - حب، 1973. - غربة تحت الصفر، 1987. - الأعماق المحتلة، 1987. - أشهد عكس الريح، 1988. - القمر المربح، 1994. أما مقالاتها الأدبية الإبداعية ونصوصها الشعرية فقد نشرتها في 16 كتاباً من بينها: "أعلنت عليك الحب" و "الجسد حقيبة سفر"، و "الرغيف ينبض كالقلب" و "كتابات غير ملتزمة" و "الحب من الوريد إلى الوريد" و "القبيلة تستجوب القتيلة" و "أشهد عكس الريح". وقد حظيت غادة السمان باهتمام نقدي واسع تمثل بصدور سبعة كتب عن أدبها، عدا آلاف المقالات والدراسات، ومن بين أصحاب هذه الكتب: غالي شكري وحنان عواد وشاكر النابلسي وعبد اللطيف الأرناؤوط. ولها عدا ذلك كتاب مترجم بعنوان "الشعوب والبلدان." تابع..
آخر تعديل أحمد سلامة يوم 23-10-2005 في 10:00 PM.
|
|||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 6 | |||||
|
![]()
|
|||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 7 | |||||
|
![]()
|
|||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 8 | |||||
|
![]() ألف شكر لك أستاذة يسرى على تجاوبك مع الموضوع وعلى ترحيبك
|
|||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 9 | ||||||
|
![]()
|
||||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 10 | |||||
|
![]() هذا آخر حوار أجري مع الشاعرة غادة في الزمان اللندنية... ملاحظة : الشاعرة تطلب من كل من ينشر شيء لها هنا أن يرفقه بالرابط الذي جاء به منه... نص الحوار: - كتابك الأخير "إسرائيليات بأقلام عربية" أحدث ثغرة في جسد الثقافة العربية، حيث تعرّض لبعض المثقفين العرب إذ أظهرهم كجناة بما قدّموا من ميل للشخصية اليهودية.. حدثينا عن هذه التجربة وماهية الرسالة التي أردت توجيهها للعالم العربي من خلال هذا العمل النقدي الجريء غير المسبوق؟ ربما أكون قد جنحت لإبداء الرأي السافر إن صح التعبير في كتابي "إسرائيليات بأقلام عربية" وبطريقة أوضح مما اعتاد عليه أصحاب السطوع الإعلامي، وعلى الرغم من أنني قدّمت العديد من الإجابات في مقابلات عدّة، لا أخشى التكرار هنا، للتأكيد على ما أردت الإشارة إليه والمجازفة فيه، وسأباشر الفكرة التي أردت الإفصاح عنها والإيضاح لها والخوض فيها، سأعطيك مثلا: أنت قارئ مثقّف معنيّ بكل الآلام التي اجتاحت هذه الأمة، وقد عرفتَ تماما ما تعنيه كلمة الاحتلال، ذاك الذي يتمترس وبكل صفاقة في ربوع وطنك العراق العزيز على قلب كل مواطن عربي وليس على قلبك وحسب ولنفترض أنّ الفرصة قد وافتني للتعرف على رامسفيلد عن قرب، ورحت أسخّر قلمي المعروف بمواقفه العلنيّة، وأجتهد كي أضيف على ذلك اللقاء زخماً من التفاصيل المثالية والطوباية المتعلّقة بشخصيّة رامسلفيد عرّاب الحرب على العراق، ثم تأتي أنتَ كقارئ لتتناول هذا النصّ المعبّأ بالإعجاب برامسفيلد والاعتداد والفخر والمُباهاة بذاك اللقاء الذي أتخمته سرديّة وإنشائيّة واعتزازا؛ عند ذلك، هل ستنظر إلى النصّ المقروء بمعزل عن صاحبته، ودورها، ومواقفها؟ وهل ستغفر انحيازي للمتسلّط الجلاد المحتل بحجة التسليم للضرورة الأدبية؟ ماذا عن فدوى طوقان بالتحديد؟ هكذا الحال كان معي وأنا أحمل ذاكرة صغيرة لشاعرة كبيرة أسمها فدوى طوقان، صاحبة قضية، ووطن مستلب وأرض محتلّة، وشعب مضّهد ومغبون، عندما قرأت كتابها "رحلة جبلية رحلة صعبة" صعقتني اللهجة البراغماتية التي تتموضع بشراسة بين السطور وهي تتحدث عن مذكراتها مع "موشي دايان".. تلك المذكرات التي تمتد لجزأين متتاليين، وفي الجزء الثاني"الرحلة الأصعب" تتحدث فدوى طوقان، بطلاقة عاطفية وغبطة شعورية ومفاخرة استثنائيّة منقطعة النظير، عن لقائها بموشي دايان، وقد أشار دايان بدوره في كتابه "الفاشيّة 3" إلى طوقان المرأة ذات الحضور "الادّعائي" المتّشح بالأنوثة والتطاول السياسي على حساب عمّها "قدري" مدوّنا ذلك في مذكراته من خلال مساحة ضيّقة جدا لم تتعد بالكاد الصفحتين، بينما طوقان نسجت أكثر من ثلاثمائة صفحة عن ذاك اللقاء بتفاصيل ومفارقات مملّة للغاية. - ربما هذه مشكلتك أن تكون رؤيتك على هذا النحو تجاه طوقان وليست مشكلتها هي؟ لعلّ المشكلة تكمن داخلي، حسبما أشار صعاليك الانتقاد وليس النقد الذين فتحوا فوّهات أقلام أسيادهم الثقافية وأرباب نعمتهم، واتّهموني بمرض "الرُهاب" على أساس أنّ الأعراض عندي مستفحلة ولا شفاء منها، ولا أخفي أنني شخصيا كنت قد أعلنت في سياق "إسرائيليات بأقلام عربية" عن مخاوفَ كثيرة وأنا أستشرف الكثير مما آل إليه الحال العربي المتقهقر الذي نشهده تباعا، مع العلم أنّ تأليف الكتاب امتدّ زمنيّا قرابة الخمس سنوات وتحديدا في الفترة الواقعة بين 1997و2001 سنة الإصدار، وتنوّعت هذه الفترة بين القراءات والنبش والتقاعس والإحباط، وتزامنت تلك الفترة أيضا مع تحرير الجنوب اللبناني وانسحاب الجيش الإسرائيلي، حيث استعاد لبنان إشراقته على أكمل وجه، في حين بدت معظم الدول العربية سائرة نحو معاهدات الصلح مع إسرائيل، بل ذهب بعضها أبعد من ذلك ودخل مرحلة التطبيع الفعلي مع إسرائيل، كما طغت على العناوين الرئيسيّة للمرحلة إمكانية التفاوض بين إسرائيل ولبنان وسورية، ناهيك عن طفرة النُخب الثقافيّة التي لم تتوانَ عن إظهار حسن السيرة والسلوك والتبعيّة الخالصة لمشيئة التطبيع، والتي لا تزال حتى تحرير هذه السطور تمارس انبطاحها للإرادة والإدارة الصهيو- أميركية. مع كل هذا وذاك ومع تناقضات تلك المراحل لم أخفِ خشيتي من احتمالات رهيبة ليس آخرها اغتيال البريق اللبناني المتمثّل بالرئيس الشهيد رفيق الحريري وما تلاه من مسلسل الاغتيالات والفجائع التي تستنفر تماسك الشعب اللبناني ولطف الله في عليائه، وليس أفظعها احتلال العراق، والمنطقة العربية قاطبة مهددة بفعل الزلزال الأمريكي الناشط بلا هوادة. ولا أخفي أن مذكرات طوقان قادتني إلى كشوفات كثيرة، ومواقف استفزازيّة، وحقائق مذهلة، انطوت على أسماء وأعلام ومشاهير في العالم العربي، وجميعهم تندرج شهرتهم وقفا على شعار وقضيّة والتزام وجماهير "غفورة" ومؤيّدة لا حول ولا قوّة لها سوى طوطميّات أدبيّة، وصنميّات إبداعيّة بامتياز. - ومحمود درويش؟ محمود درويش أحد هذه الأسماء التي وردت في المذكرات بتقديري من باب التوريط وليس من باب التقدير، بوعي من طوقان أو بدون، ومحمود درويش له جمهوره العريض الذي أحبّ صوت القضيّة المرتفع في شعره، ورأى فيه معادلا ثوريا، حرّك ويحرّك باستمرار الشارع العربي، رأى فيه كشّاف نضاله الذي أطفأه قادته المرتهنون لصالح المستعمر، رأى فيه المشعل، القائد، المحرّض، الحافز، الدافع، البديل. رأى فيه العوض عن عجزه، وصور لا مُتناهية عن طموحاته المُبادة، وكبريائه المفقود، وآماله القتيلة، وفجأة تدرك أن الفارس قد ترّجل، وترك الميدان لفراغ مريب ويُمكن إدراج أمثلة لا تحصى وردت في "إسرائيليات بأقلام عربية" أكتفي بواحدة منها، اقرأ مثلا هذه الرسالة التي وجهها محمود درويش إلى سميح القاسم، وأضعها دون أي تعديل بل بكامل علامات الترقيم الدّالة كما وردت في كتاب الرسائل: "عزيزي سميح، السيدة شيرلي هوفمان أمريكية - إسرائيلية تعيش في مدينة القدس. التقيت بها، منذ أسابيع، في مهرجان الشعر العالمي في روتردام. قرأتُ شعرا عن أزقّة القدس، وهي قرأتْ شعرا عن حجارة القدس. قرأتُ عن تيهنا الجديد، وهي قرأت عن تيهها القديم. ولكنها عرفت ما لم أعرف. قالت إنّ أسباب الحروب الدائمة في الشرق الأوسط هي غيرة النساء، الغيرة التي اندلعت نارها بين جدتهم هاجر وجدّتنا سارة... ضحك الجمهور الهولندي، واشتدّ ضحكهُ حين تصافحنا على المنصّة، وقلت لها اللعنة على جدتك وعلى جدتي أيضا". هل هكذا تتلخّص المناسبات الأدبية التي تتمّ في الخارج، وينساق إليها تباعا معظم المحظيين باللغات والترجمات ورضى العرّابين "للإخوّة" المنصورة ظالمة كانت أو مظلومة حسب مشيئة "الهياكل" وحاخامات المنابر الثقافية التي تُبدي خلاف ما تنوي، وقد أصبح لها أزلامها وعملاؤها وأصابعها الخفية، ناهيك عن الأرصدة المذهلة للتمويل التي تبدأ بالدعم العربي لتصنيع نجوم الأدب، وتنتهي بصندوق الدعم الصهيوني لهؤلاء المثقفين! ولنعد إلى الرسالة أعلاه، إذ مهما كان الموقف مدعاة للسخرية، هل يُمكن إسقاطه بهذه البساطة على تجربة كفاح مريرة استمرت أكثر من خمسين عاما والدم الفلسطيني يُراق بهذه الشراسة؟ شخصيا لم يكن بوسعي أن أبتلع تلك الدعابة أو ربما الكوميديا السوداء وهي ترمز إلى غيرة النساء، النساء اللواتي يُفجعن بانتظام وعلى مرأى من العالم أجمع، وهن يتلقين جثث أطفالهن وشبابهن، يؤلمني المشهد ولا يزال لدرجة أقلعت عن متابعته، وها أنا بعد خيبتي في هذا الإصدار، وما نجم عنه من ردود أفعال ساحقه، أحاول أن أبحث عن مشترك إنساني يجمعني بهيفاء وهبي وإبداعاتها التي فاقت شهرة كل المبدعين ونجوميتهم إذا كانت القصّة قصّة جمهور وهيصة وتصفيق!
آخر تعديل عمر سليمان يوم 26-10-2005 في 06:50 AM.
|
|||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 11 | |||||
|
![]()
|
|||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 12 | |||||
|
![]() صمت الخيال ....... أنتظر المزيد بشغف
|
|||||
![]() |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|
|
|