الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديات الحوارية العامة > منتدى الأدب العام والنقاشات وروائع المنقول

منتدى الأدب العام والنقاشات وروائع المنقول هنا نتحاور في مجالات الأدب ونستضيف مقالاتكم الأدبية، كما نعاود معكم غرس أزاهير الأدباء على اختلاف نتاجهم و عصورهم و أعراقهم .

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 10 تصويتات, المعدل 3.70. انواع عرض الموضوع
قديم 19-07-2010, 04:20 AM   رقم المشاركة : 73
معلومات العضو
لوتيسا محمد
أقلامي
 
الصورة الرمزية لوتيسا محمد
 

 

 
إحصائية العضو







لوتيسا محمد غير متصل

Bookmark and Share


افتراضي رد: ذاكــرة الجســــد ... أحــلام مستغـــانمي

- 40 -


مـا كان أجـمل كلامـك يومـها !
كان يـأتي ليـقلب ثنـايا الـذاكرة و يوقـظ داخلي صـوت المـآذن في صبـاحات قسنـطينة ..
كان يـأتي مع الصـلوات .. مع الـتراتيل .. مع صـوت (المـؤدّب) في كتاتيـب قسنـطينة القديمـة ..


فأعـود الى الحصـير نفـسه أجلس علـيه بالارتبـاك الطفـولي نفسه ..
أردد مع أولاد آخـرين تلك الآيـات التي لم نـكن نفهمـها بعد ... و لكـننا كنا ننسـخها على ذلك اللــوح و نحفـظها كيف ما كـان ... خـوفاً من " الفـالاقة " ..

و تلـك العصـا الطويلـة التي كانـت تتـربص بأقدامـنا لتدميـها عند أول غلـطة ..
كان يأتـي ليصـالحني مع الله .. أنا الـذي لم أصـم من سنـين
كان يصـالحني مع الـوطن .. و يحرضـني ضد هذه المدينـة التي تسـرق مـني كل يـوم
مسـاحة صـغيرة من الإيـمان .. و من الـذاكرة


كنتِ يـومها المـرأة التي أيقـظت ملائـكتي و شياطـيني في الوقـت نفسه
ثم راحـت تتـفرج علي بـعدما حولتـني الى سـاحة ....
يتـصارع الخـير و الشـر فيـها ........ دون رحمـة !






 
رد مع اقتباس
قديم 21-07-2010, 03:03 AM   رقم المشاركة : 74
معلومات العضو
لوتيسا محمد
أقلامي
 
الصورة الرمزية لوتيسا محمد
 

 

 
إحصائية العضو







لوتيسا محمد غير متصل

Bookmark and Share


افتراضي رد: ذاكــرة الجســــد ... أحــلام مستغـــانمي

- 41 -


كان لبـداية صـيف 82 طـعم الـمرارة الغامـضة .. و مـذاق اليـأس القـاتل ..
عندمـا يـجمع بـين الخيبـات الذاتيـة و الخيبـات القومـية مـرة واحـدة
و كـنت أعيـش بـين خبـرين : خـبر صمـتك المـتواصل .. و خـبر الفـجائع العربيـة


كان قـدري يتـربص بي هـذه الـمرة من طريـق آخر ..
فقـد جاء اجتـياح إسرائـيل المفـاجىء لبـيروت في ذلك الصـيف ..
و إقامـتها في عاصـمة عربيـة لـعدة أسابيـع .. على مـرأى من أكـثر من حـاكم ..
و أكثر من ملـيون عـربي ...
جـاء يـنزل بي عـدة طوابـق في سـلم اليـأس


أذكـر أن خـبراً صغـيراً انـفرد بي وقـتها و غـطّى على بقيـة الأخبـار
فـقد مات الشـاعر اللبنـاني خلـيل حاوي منتـحراً بطلـقات ناريـة ..
احتجـاجاً على اجتـياح إسرائـيل للجـنوب الذي كان جنـوبه وحـده ...
و الذي رفـض أن يتـقاسم هـواءه مع إسرائـيل ..


كان لـموت ذلك الـرجل الذي لـم أكن قـد سمـعت به من قـبل ..
ألم ممـيز فـريد المـرارة
فعـندما لا يـجد شاعر شيئـاً يحتـج به سـوى موتـه ...
و لا يـجد ورقـاً يكـتب علـيه سـوى جـسده ...
عنـدها يـكون قد أطـلق النـار أيضـاً عليـنا .






 
رد مع اقتباس
قديم 23-07-2010, 04:18 AM   رقم المشاركة : 75
معلومات العضو
لوتيسا محمد
أقلامي
 
الصورة الرمزية لوتيسا محمد
 

 

 
إحصائية العضو







لوتيسا محمد غير متصل

Bookmark and Share


افتراضي رد: ذاكــرة الجســــد ... أحــلام مستغـــانمي

- 42 -


مـات زيـاد ..
و هـا هـو خـبر نعـيه يـقفز مصـادفة من مـربع صـغير في جـريدة الى الـعين ..
ثم الى الـقلب .. فتـوقف الـزمن .. يتـكور النبـأ غصـّة في حلـقي ..
فلا اصـرخ ... و لا ابـكي
أصـاب بشـلل الـذهول فقـط .. و صـاعقة الفجيـعة
كيـف حـدث هذا ؟ .. و كيـف لم أتـوقع موتـه ...
و نظراتـه الأخيـرة لي كانت تـحمل أكـثر من وداع ؟


ما زالـت حقـيبته هنـا .. في خـزانة غرفتـه تفاجئـني عـدة مـرات
في اليـوم و أنـا أبـحث عن أشيـائي
لقد عـاد هنـاك دون أمتـعة ..
أكان يـعرف أنـه لن يحـتاج الى كـثير من الـزاد لرحلتـه الأخـيرة ..
أم كـان يفـكر في العـودة ليـستقر هنا و يعـيش إلى جـوارك ...
كما كـنت أتـوهم تـحت تأثـير غـيرتي ..
....
....
لم يخـطىء حدسـه إذن .. لم يـكن في انتـظاره سـوى رصـاصة المـوت
ما زلـت أذكـر قـوله مـرة :
" لنـا في كل وطـن مقـبرة .. على يـد الجمـيع متنـا .. باسـم كل الثـورات و باسـم كل الكتـب .."
و لم تقـتله قنـاعاته هذه الـمرة .. قتـلته هويتـه فقـط !


نـخب ضحـكته سكرت ذلك المـساء
نخـب نـبرته الممـيزة التي لا يشبهـها صـوت
نخـب حزنـه المكـابر أيضـاً .. ذلك الـذي لا يعـادله حـزن
نخـب رحـيله الجمـيل .. نخـب رحيـله الأخــير


بكيـته ذلك المـساء ...
ذلـك البـكاء المـوجع المكـابر الذي نسـرقه سـراً من رجولتنـا و تسـاءلت ...
أي رجـل فيه كـنت أبـكي الأكـثر


و لـمَ البـكاء ؟
لقد مـات شـاعراً كمـا أراد .. ذات صـيف كما أراد ..
مقـاتلاً في مـعركة ما .. كمـا أراد أيضـاً
لـقد ...
هزمــني
حتى بـــــموته .

....
....






 
رد مع اقتباس
قديم 25-07-2010, 04:44 AM   رقم المشاركة : 76
معلومات العضو
لوتيسا محمد
أقلامي
 
الصورة الرمزية لوتيسا محمد
 

 

 
إحصائية العضو







لوتيسا محمد غير متصل

Bookmark and Share


افتراضي رد: ذاكــرة الجســــد ... أحــلام مستغـــانمي

- 43 -




فـَلِـمَ البكـاء زيـاد ..؟
في كل مـعركة كان لك جـثة .. في كل مذبحـة تركـت قـبراً مـجهولاً و ها أنـت ذا تـواصل بمـوتك مـنطق الأشـياء ..
فلا شـيء كان في انتـظارك غـير قطـار الـموت ..


هنـالك من أخـذ قطـار تل الزعـتر ..
و هـنالك من أخـذ قطـار (بيـروت 82) أو قطـار صـبرا و شاتيـلا .
و هنـاك من هـنا أو هنـاك .. ما زال ينتـظر رحلـته الأخـيرة في مخـيم أو في بـقايا بـيت أو حـتى في بـلد عربـي ما ...
و بـين كل قطـار و قطـار ... قطـار
بيـن كل مـوت و مـوت ... مـوت
فمـا أسـعد الذين أخـذوا القـطار الأول صديـقي ..
ما أسـعدهم و ما أتعسـنا أمـام كل نـشرة أخبـار !


بعـدهم كثـرت " وكـالات السـفريات " و " الرحـلات الجمـاعية " أصبـحت ظـاهرة
عربيـة يحـترفها كل نـظام على طريقـته ..
....
....

و مـن أدراني على يـد من مـات زيـاد ؟
على يـد المجرمـين " الإخــوة " ... أم على يـد المجرمـين الأعـداء ؟
أما كـان يـقول : " لقد حـولوا " القـضية " إلى قضـايا ... حتى يمـكنهم قـتلنا
تحـت تسمـية أخـرى غير الجريمـة .."



فبـأية رصاصـة مات زيـاد ..
و خـيرة الشـباب الفلسطـيني قتـل برصـاص فلسـطيني ..
أو عربـي لا غير ؟






 
رد مع اقتباس
قديم 27-07-2010, 02:28 AM   رقم المشاركة : 77
معلومات العضو
لوتيسا محمد
أقلامي
 
الصورة الرمزية لوتيسا محمد
 

 

 
إحصائية العضو







لوتيسا محمد غير متصل

Bookmark and Share


افتراضي رد: ذاكــرة الجســــد ... أحــلام مستغـــانمي

- 44 -



على جسدي مرري شفتيك
فما مروا غير تلك السيوف عليّ
أشعليني أيا امرأة من لهب
يـقربنا الحب يوماً
يباعدنا الموت يوماً
و يحكمنا حفنة من تراب ..
تـقربنا ..... للجسد
ثم يوماً
يباعدنا الجرح لما يصير بحجم جسد
توحدت فيك
أيا امرأةٍ من تراب و مرمر
سقيتك ثم بكيت و قلت ...
أميرة عشقي ..
أميرة موتي
تعالي ..!



كـم من مـرة قـرأت هذا المـقطع بأحاسـيس جديـدة كل مـرة ..
بشـك جديـد كل مـرة .. و تسـاءلت بعـجز من لا يحـترف الشـعر...
أين ينتـهي الخيـال .. و أيـن يبـدأ الـواقع ؟
أيـن يـقع الحـد الفاصـل بيـن الرمـز و الحـقيقة ؟

كانـت كل جمـلة تلـغي التي سبـقتها و كانـت الـمرأة هـنا جسـداً ملتحـماً بالأرض ...
الى حـد لم يـعد فيـه الفـصل أو التـمييز بينـهما ممـكناً ...











 
رد مع اقتباس
قديم 27-07-2010, 03:05 AM   رقم المشاركة : 78
معلومات العضو
لوتيسا محمد
أقلامي
 
الصورة الرمزية لوتيسا محمد
 

 

 
إحصائية العضو







لوتيسا محمد غير متصل

Bookmark and Share


افتراضي رد: ذاكــرة الجســــد ... أحــلام مستغـــانمي

- 45 -


كان القـلب قد بـدأ يطفـح بعـاطفة غريبـة لا علاقـة لها بالغـيرة
نـحن لا نشـعر بالغـيرة من الأمـوات ...
و لكنـنا لا يمـكن أن نـغير طـعم المـرارة في هـذه الحـالات
فهـل أمـنع عـيني اللـتين يستـوقفهما اللـون الأحـمر ...
من أن تـقرأ هذه الخـاطرة ... دون دمـوع


لم يبـقَ من العـمر الكـثير ...
أيتها الواقـفة في مفترق الأضداد
أدري ...
ستكونين خطيئتي الأخيرة
أسألك
حتى متى سأبـقى خطيئتك الأولى
لك متسع لأكثر من بداية
و قصيرة كل النهايات
إني أنتهي الآن فيك
فمن يعطي للعمر عمراً يصلحُ لأكثر من نهاية ..!


تـستوقفني بـعض الكلـمات و تستـدرجني الى الـذهول ..
و يـأخذ الحـبر الأحـمر فـجأة لـوناً شبيـهاً بـدم وردي خـجول يتـدحرج على ورق ..
ليـصبح لـون " خطيـئتك الأولـى .. "


فأسـرع بـإغلاق تـلك المـفكّرة .. و كـأنني أخـاف إن أنـا واصـلت قلـب الصفحـات ..
أن أفاجـئكما في وضـع ٍ لم أتـوقعه ..!









 
رد مع اقتباس
قديم 28-07-2010, 03:58 AM   رقم المشاركة : 79
معلومات العضو
لوتيسا محمد
أقلامي
 
الصورة الرمزية لوتيسا محمد
 

 

 
إحصائية العضو







لوتيسا محمد غير متصل

Bookmark and Share


افتراضي رد: ذاكــرة الجســــد ... أحــلام مستغـــانمي

- 46 -



لا تملك الأشجار إلا
أن تمارس الحب واقفة أيضاً
يا نخلة عشقي .. قفي
وحدي حملت حِداد الغابات التي
أحرقوها
ليرغموا الشجر على الركوع
" واقفة تموت الأشجار "
تعالي للوقوف معي
أريد أن أشيع فيك رجولتي
الى مثواها الأخير ....


فجـأة بدأت أشـعر بحمـاقة فتـح تلك المـفكرة
أتعـبتني تأويـلاتي الشخـصية لكل كلمـة أصادفـها
و بـدأت أشـعر بالـندم فأنا برغـم كل شيء لا أريـد أن أكـره زيـاد اليوم ..
لا أستـطيع ذلك .. لقد منـحه المـوت حصـانة ضد كراهيـتي و غيـرتي ...

و ها أنا صـغير أمامـه و أمام مـوته
ها أنـا لا أمـلك شيـئاً لإدانته .. سوى كلمـاته القابـلة لأكـثر من تـأويل
فلمـاذا أصـر على تأويـلها الأسـوأ ..؟
لمـاذا أطـارده بـكل هذه الشبهـات و أنا أدري أنـه شـاعر يـحترف الاغتـصاب اللـغوي
نكـاية في العـالم الذي لم يخـلق على قيـاسه .. بل ربـما خـلق على حسـابه

فهـل أطلق النـار عليه بتهمـة الكلمـات ..؟
لـقد ولـد هـكذا واقـفاً ..
و لا قـدر له سـوى قـدر الأشـجار

فهـل أحاسـبه حتـى على طريقـة موتـه ..
و على طريقـة حبـه ..؟
و أذكـر الآن أننـي عرفتـه ................. واقفــاً










 
رد مع اقتباس
قديم 31-07-2010, 04:56 AM   رقم المشاركة : 80
معلومات العضو
لوتيسا محمد
أقلامي
 
الصورة الرمزية لوتيسا محمد
 

 

 
إحصائية العضو







لوتيسا محمد غير متصل

Bookmark and Share


افتراضي رد: ذاكــرة الجســــد ... أحــلام مستغـــانمي

- 47 -



كنـت أحـقد على ذلك الـقدر أحيـاناً .. و لـكن كنـت كثيـراً ما أستـسلم له دون مقـاومة
بـلذة غامضـة و بفـضول رجـل يـريد أن يـعرف كل مـرة الى أي حـد يمـكن لهـذا الـقدر أن يـكون أحمــق
و لـهذه الحيـاة أن تـكون غير عـادلة .. و أن تـكون عـاهرة لا تـهب نفـسها سوى لـذوات الـثروات السـريعة
و لأصحـاب السـلوك المشبـوه الـذين يغتصـبونها على عجـل ..
و عنـدها كنـت أجد سعـادتي النـادرة في مقـارنة نفـسي بتـفاهة الآخـرين ..
و أجـد نفـسي في هـزائمي الـذاتية دليـلاً على انتصـارات أخـرى لـيست في متـناول الجمـيع


تـراني في لحظـة جـنون كهـذه قبـلت أن أحـضر عرسـك و أن أكـون شـاهداً على مـأتمي و على الحقـارة الـتي يـمكن أن يـصلها البـعض دون خـجل ؟
أم تـراني ككـل المـبدعين .. كـنت مازوشـياً بتـفوق .. و أصـر في غيـاب السـعادة المـطلقة
أن أعـيش حـزني المـطلق و أن أذهـب معـك الى أبـعد نقـطة في تـعذيب النـفس فأمـارس كّـي هـذا القـلب بنـفسي ليـشفى مـنك ؟
كـرهتك ذلك الـيوم بشـراسة لم أكـن أعرفـها من قبـل


انقـلبت عواطـفي مـرة واحـدة الى عاطـفة جـديدة فـيها مزيـج من المـرارة و الغـيرة و الحـقد .. و ربـما الاحتـقار أيضـاً
مـا الـذي أوصـلك هـنا ؟
و هـل النـساء حـقاً مثل الشعـوب يشـعرن دائـماً بـإغراء ..
و بضـعف ما تـجاه البـدلات العسـكرية .. حـتى الباهتـة مـنها ؟!









 
رد مع اقتباس
قديم 01-08-2010, 04:06 AM   رقم المشاركة : 81
معلومات العضو
لوتيسا محمد
أقلامي
 
الصورة الرمزية لوتيسا محمد
 

 

 
إحصائية العضو







لوتيسا محمد غير متصل

Bookmark and Share


افتراضي رد: ذاكــرة الجســــد ... أحــلام مستغـــانمي

- 48 -




هكـذا التـاريخ دائـماً عزيـزتي و هـكذا المـاضي .. نـدعوه في المنـاسبات ليتـكفل بفـتات المـوائد
نتـحايل على الـذاكرة نـرمي لها عظـمة تتلـهى بها بينـما تنـصب المـوائد للآخـرين
و هكـذا الشـعوب أيـضاً نهبـها كثـيراً من الأوهـام ... كثـيراً من الأحـلام المعلّـبة .. من السـعادة المـؤجلة
فتـغضّ النـظر عن الـولائم الـتي لن تـدعى إليـها ..
و لـكن لـم أعِ كـل هـذا إلا بـعد فـوات الاوان .. بـعدما رفـعت المـوائد و انسـحب الجـميع لأبـقى وحـدي .. أمام فتـات الـذاكرة

....

هـكذا إذن .. قـررت قتـلي حسـب الأصـول .. بجـرّة سكـين واحـدة ذهـاباً و إيـاباً
في لقـاءٍ و فـراقٍ واحـد .. فـما أرأفـك بي .. و مـا أغبـاني !
أكـثر من سـؤال ظـل معلـقاً في الحـلق .. لم أطرحـه عليـك يومـها
أكـثر من لـوم .. أكثر من عتـاب .. أكثـر من رغبـة ..
و لكن هاتفـك انتـهى كمـا جـاء خـارج الزمـان ..
و أنا بـين الصـحوة و اليقـظة ممـددٌ بذهـول في فـراشي

حـتى أنني تسـاءلت بـعدها :
هل طلبـتني حـقاً في ذلك الصـباح أم أنـني حلـمت .... فقـط ؟






 
رد مع اقتباس
قديم 02-08-2010, 04:48 AM   رقم المشاركة : 82
معلومات العضو
لوتيسا محمد
أقلامي
 
الصورة الرمزية لوتيسا محمد
 

 

 
إحصائية العضو







لوتيسا محمد غير متصل

Bookmark and Share


افتراضي رد: ذاكــرة الجســــد ... أحــلام مستغـــانمي

- 49 -



هـا نـحن مثـل الأطفـال إذن ..
نمحـو كل مـرة آثـار الطبـاشير على الأرض لـنرسم قـوانين لـعبة جديـدة
نتـحايل على كل شيء لـنربح كل شيء .. فتتـسخ ثيـابنا و نصـاب بـخدوش و نـحن نقـفز على رجـل واحـدة مـن مربـع مستحيـل الى آخـر
كل مربـع فـخٌ نصب لنـا .. و فـي كل مربـع وقفنـا و اركنـا أرضـا ً شيئـاً من الأحـلام
كان لا بـد أن نعـترف أننـا تجـاوزنا عـمر النـطّ على رجـل واحـدة و الـقفز على الحبـال و الإقـامة في مربعـات الطبـاشير الوهميـة



أخطـأنا حبيـبتي ...
الـوطن لا يـرسم بالطبـاشير .. و الـحب لا يـكتب بـطلاء الأظـافر
أخطـأنا .. التـاريخ لا يكـتب على سبـورة .. بيـد تمـسك طبـاشير و أخـرى تمـسك ممحـاة ..
و العـشق ليـس أرجـوحة يتجـاذبها الـممكن و المستـحيل


دعينـا نتـوقف لحـظة عن اللـعب .. لحظـة عن الـجري في كل الاتجـاهات .. نسينـا في هـذه اللـعبة مَن منـا الـقط .. و مَن الفـأر و من منـا سيلتـهم مَن ..
نسينـا أنـهم سيلتـهموننا معـاً


لم يعـد أمامنـا متـسع للـكذب .. لا شـيء أمـامنـا سـوى هـذا المنـعطف الأخـير .. لا شـيء تحـتنا غـير هـاوية الدمـار
فلنـعترف أننـا تحطمنـا معـاً .


لسـت حبيـبتي ...
أنـت مشـروع حـبي للـزمن القـادم ..
أنت مشـروع قصَّـتي القـادمة و فـرحي القـادم ..
أنـت مشـروع عـمري الآخـر






 
رد مع اقتباس
قديم 07-08-2010, 03:12 AM   رقم المشاركة : 83
معلومات العضو
لوتيسا محمد
أقلامي
 
الصورة الرمزية لوتيسا محمد
 

 

 
إحصائية العضو







لوتيسا محمد غير متصل

Bookmark and Share


افتراضي رد: ذاكــرة الجســــد ... أحــلام مستغـــانمي

- 50 -


حقيبـة صغـيرة فقـط لمـلاقاة وطـن
على أصـابع الـجرح أعـود الى الـوطن
مشـياً على جـرحي الأخـير أعـود إليـه على عجـل
نعـود بأحـلام ورديـة .. لا " بأكيـاس ورديـة " فالـحلم لا يستـورد من مـحلات "تاتي" الرخيـصة الثـمن
عـارٌ أن نشـتري الوطـن و نبـيعه حلمـاً في السـوق السـوداء ..
هنـالك إهانـات أصـعب على الشـهداء من ألـف عـملة صعبـة !


ها أنـذا ... بحقيبـة يد ٍ صغـيرة .. هنـا في اللا مكـان
ها نـحن نسـافر – أخيـرا ً معا ً – أنـا و أنـت ..
نـأخذ طـائرة واحـدة لأول مـرة و لكن ليـس للرحـلة نفسـها .. و لا للاتجـاه نـفسه


هـا هي قسنطينـة ...
ساعـتان فقـط ليـعود القلـب عمـراً الى الـوراء
هـا هـي " حنـين " النسـخة الناقصـة عن قسنطينـة .. في لقـاء ليـلي مع اللـوحة الأصـل ..
تـكاد مثـلي تقـع من على سلـم الطـائرة تـعباً .. و دهـشة ً .. و ارتبـاكاً


فهـل هذا هـو الوطـن ..؟
قسنطيـنة ..
كيـف أنتِ يا أميمـة .. واشـك ؟
أشـرعي بابـك و احضنـيني .. موجـعة تلك الغربـة .. موجـعة هذه العـودة ..
بـاردٌ مطـارك الذي لـم أعـد أذكـره .. باردٌ ليـلك الجبـلي الذي لـم يـعد يذكرني
دثريـني يا سيـدة الـدفء و البـرد معا ً
أجـّلي بردك قليلاً .. أجـّلي خيـبتي قليلاً
قـادم ٌ إليـك أنا من سـنوات الصقيـع و الخيـبة .. من مـدن الثـلج و الوحـدة
فلا تتـركيني واقـفاً في مهـبّ الجـرح ..

ها هـو الوطـن الذي استـبدلته بأمـي يـوماً
كـنت أعتـقد أنه وحـده قـادر على شفـائي من عـقدة الطـفولة .. من يتـمي و من ذلّـي


اليـوم .. بـعد كل هذا العمـر .. بعد أكـثر من جـرح .. أدري أن هنـاك يًتـم الأوطـان أيضـاً
هنـالك مـدن مذلّـة الأوطـان .. ظلمـها و قسوتهـا .. هنـالك جبروتهـا و أنانيتـها
هنـالك أوطـان لا أمـومة لها .. أوطـان شبيهـة بالآبـاء ..








 
رد مع اقتباس
قديم 11-08-2010, 02:53 PM   رقم المشاركة : 84
معلومات العضو
ملامح الطهر
ضيف زائر
 
إحصائية العضو





Bookmark and Share


افتراضي رد: ذاكــرة الجســــد ... أحــلام مستغـــانمي

قَرَأتْهَا ودَوخَتْنِيْ على قَوْلِ شَاعِرِيْ
جَمِيْلَةٌ بِقَدْرِ عُمْقِهَا
لُوتِيْسَا ’
أكْمِيْلِيْ تَهْطُلِيْنَ مَطَرًا







 
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

اشترك في مجموعة أقلام البريدية
البريد الإلكتروني:
الساعة الآن 10:51 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2022, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط