حوار حول مصطلحي الرؤية والرؤيا في النقد الأدبي

[التجاني بولعوالي]

الأستاذ الفاضل، الصديق عيسى عدوي،
أشكر لك طرق هذا الموضوع النقدي الهام، وأرى فيما ورد، سواء في المقالة المختارة، أو في أسئلة ومداخلات الأقلاميين الأعزاء إغناء معرفيا وعلميا لهذا الموضوع، وأود في هذا الصدد أن أقتبس هذا التحديد الجامع المانع لمصطلحي الرؤية والرؤيا، للأستاذ د. أحمد الطريسي أعراب:

"يراد بمصطلح "الرؤية" (...) تلك النظرة المادية والواقعية للأشياء، فالرؤية مرتبطة بالحس والعقل وبكل ما هو جزئي وآني. أما "الرؤيا" فهي مصطلح آخر نعني به ذلك البعد المتجاوز لكل ما هو مادي وواقعي وجزئي. فالرؤيا بهذا المعنى مرتبطة بمنطقة الحلم، تتجاوز حدود العقل وحدود الذاكرة".

من كتاب: التصور المنهجي ومستويات الإدراك في العمل الأدبي والشعري، د. أحمد الطريسي أعراب، شركة بابل للطباعة والنشر والتوزيع. الرباط 1989، ص23

وتقبلوا احترامي الكبير.
التجاني بولعوالي

[مليكة صراري]

انه موضوع نقدي هام،لما يعتري المصطلحين من تشويش يصل أحيانا لحد الخلط ،وقد تفضل الاخوة الكرام قبلي بطرح جوانب هامة في الموضوع،وأقترح أن ينصب الموضوع أولا على تجميع تعاريف النقاد العرب للمصطلحين،وقبل أ، أكتب تعريفا للرؤيا للناقد السوري محيي الدين صبحي أطرح تساؤلا حول مدى ماأثير سابقا في بعض المداخلات ،يؤكد على ارتباط الرؤية بالعين المجردة وهو معنى أصغر من دلالة الكلمة والا كيف اهتدى اللغويون الى رأى البصرية فجعلوها تنصب مفعولا واحدا ،ورأى القلبية التي تنصب مفعولين ،وقد أشارت بعض المداخلات لهذا....أما الرؤيا فهي أوسع وهي مرتبطة بالابداع .
يقول محيي الدين صبحي في تعريفها( الرؤيا من طبيعة الأدب لأن طبيعته،أن يقدم نظرة شاملة ومستقبلية الى الحياة( وليس للحياة أو عنها فقط ،بل اليها) اي يعطيها ماليس فيها........ويضيف.....اذن فالرؤيا،بما هي تعميق لمحة ،أو تقديم نظرة شاملة وموقف من الحياة يفسر الماضي ويشمل المستقبل
،انما هي تقديم نموذج مثالي،بأفضل شكل جمالي وبحدود الكمال..........ويضيف أيضا(ان مايجعل الأدب رؤيا هو العنصر التأملي الذي تستدعيه الأمثلة (بفتح الثاء)....ويستدل محيي الدين صبحي على العنصر التأملي بأبيات من الشعر العربي منها.
مررت بالمسجد المحزون أسأله + هل في المصلى أو المحراب مروان
فهذه الصورة المغرقة في العاطفية تختزل دورة التاريخ العربي من أمجاد الأمويين الى أن أحرق المستعمر الفرنسي مسجد دمشق الأموي.هذه اللمحة العميقة الشاملة هي رؤيا.هذه الرؤيا تدفع الى التأمل في الوضع المثالي الذي أضفاه الشاعر على الأمويين،مثلما تطرح اقتراحا خفيا لتغيير مجرى الأحداث:فلو كان مروان- او من يماثل الأمويين الآن- لما تجرأالفرنسيون على احراق المسجد....
الرؤيا بالضرورة نسبية لانها تعبر عن وجهات نظر لمبدعين صاغوا بواسطتها تجربتهم الحياتية والفنية،فرؤيا الشاعر ينبغي أن تعتبر سلسلة من الفرضيات التي تولدت في عقل شامل وفكر حساس يستجيب لتجارب الحياة استجابة فنية،ليست فكرية ولافلسفية.)............
ومعذرة أيها الاخوة والأخوات لأنني اقتصرت من المقالة الطويلة على مايستجيب لتحديد المصطلح (المقالة من مجلة الوحدة عدد82./83 ص 149

[كفا الخضر]

اشكر بداية الاستاذ عيسى على هذا الموضوع القيم وارود هنا بعضا مماقرأته في هذاالمجال

هذارأي للشيخ عطية صقر اورده اثناء حديثة عن حادثة الاسراء والمعراج :
هذا ومن قال: إن هذه الرحلة كانت بالروح فقط - استند إلى قوله تعالى { وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس } [ الإسراء: 60 ] حيث قال : إن الرؤيا مصدر "رأى" الحُلْمية لا البصرية، فإن مصدر " رأي " البصرية هو رؤية. لكن أجيب على ذلك بأن الرؤيا والرؤية مصدران لرأى البصرية مثل: قُرْبى وقُرْبة، قال المتنبي وهو من كبار الشعراء:

* ورؤياك أحلى في الجفون من الغمض *
وإن كان ابن مالك وغيره خطؤوه في ذلك، لكن ليس كلامهم حجة حتى لو كان كلام المتنبي غير حجة. وقال ابن عباس في تفسير الآية : إنها رؤية عين، كما رواه البخاري .
كما
ويرى الاستاذ احمد الطريسي الفرق بين الرؤيا والرؤية كما يلي:"أن الفرق بين الرؤية والرؤيا هو الفرق بين الحقيقة الواقعية والحقيقة الفنية أو الشعرية. وكلاهما يكشف عن بعد معرفي خاص ولا يحق للمرء أن يستهجن بعدا ضدا على الآخر فلكل واحد منهما نظام بنائه ومنطقه المتميز. "

[اشرف الخريبى]

موضوع جميل ودقيق وشيق ايضا

مصطلح الرؤيا والرؤية


يجب ان نفرق بين كل من استخدام المصطلح فى مناحى الحياة المختلفة ففى السياسة مثلا يُستخدم مصطلح رؤية و
رؤيا
وفى الأدب وفى الدين وفى المجتمع

وهكذا


لذا
اتمنى ان نحدد الأستخدام
وهل يختلف ام يبقى كما هو بنفس هذه الدقة ؟


ولى عودة معكم
بعد تحيتى لكم جميعا



اشرف الخريبي

[فوزي الديماسي]

الرؤية مصطلح يخصّ على حدّ تعبير فلاسفة اليونان " قسم ما تحت القمر " / و الرؤيا هي أشياء من "عالم ما فوق القمر " ........ فالفرق بين الرؤية و الرؤيا كالفرق بين المحايث و المفارق ، و لكن المصطلحين يختلفان اصطلاحا من حقل إلى حقل كما ذهب إلى ذلك الصديق أشرف الخريبي و قد كان محقّّا إلى أبعد حدّ إذ الرؤية مثلا نجدها تختلف من حيث الحقل الدلالي او السياق المعرفي من مشغل إلى آخر إذ الرؤية في النصّ المقدّس لا تحمل نفس المفهوم في النصّ الفلسفي و النصّ النقدي الذي وردت ضمنه و قول الخريبي :

"يجب ان نفرق بين كل من استخدام المصطلح فى مناحى الحياة المختلفة ففى السياسة مثلا يُستخدم مصطلح رؤية و
رؤيا
وفى الأدب وفى الدين وفى المجتمع " قول سليم

[عياض جهماني]

الرؤيه والرؤيا

وجهان لعملة واحده الشعر الابداع في حين تعتمد الرؤيه على المشاهده الصريحه بمختلف طرائقها

وعبر وسائل المشاهده المختلفه ونوعيتها فاننا نقف عند ما يلي

1--ماهية المشاهده حسيه انفعاليه ام هي ظاهرة طبيعيه

2-- تاثيرها في فكر الشاعر

3--مدى اهميتها بالنسبه للكاتب من جهه والمتلقي من جهة اخرى

4--تاثيرها في النفس الداخليه للكاتب

5--كيفية ابراز هذه المشاهده وهنا ياتي دور الرؤيا


اما الرؤيا هي التصور المسبق للاحداث والنتائج ووضع حلول وافترضات لها

في هذا المقام تبرز الناحية الابداعيه للكاتب وقدرة على ايصال الفكره بصورة يحفها الجمال

وهذا يعتمد على

1 -سعة الخيال عند الكاتب

2- ما تخلفه المشاهدة من انفعالات داخليه عنده

3-قدرة الكاتب على توظيف المعاني والتشبيهات والاستعارات في عرض الفكر

4-وضع الفكره في قلب متناسق يساعد المتلقي على التحليق في سماء الكلمه

والابحار في معانيها



واخيرا شكرا لكم على هذا الموضوع القيم

[عيسى عدوي]

أشكر الأخوة جميعا على مداخلاتهم القيمة وأود أن أشدد على عنوان موضوع الحوار حتى لا ينحرف عن جادته والهدف منه

فهو كما كتب أعلاه :

حوار حول مصطلحي الرؤية والرؤيا في النقد الأدبي

بارك الله فيكم جميعا

[عفراء خالد]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولا اتوجه بالشكر الجزيل للأخ المحترم صاحب الرأي والقلم الأستاذ عيسى عدوي على طرح هذا الموضوع المثري.

على الرغم من أني لا اعتبر نفسي ناقدة أدبية فمشوار النقد الأدبي طويل جدا
كما وأن دراستي منحصرة في الأدب الإنجليزي أكثر منه في الأدب العربي
إلا أن الرؤية في العمل الأدبي الخاص بالمبدع -كما وسبق ذكره- تكون متعلقة بتجربة المبدع نفسه
وتتأثر رؤيته بخبراته التي يمر بها في مدرسة الحياة، ولهذه الرؤية "أبعادها المتداخلة ثقافية وأخلاقية وفلسفية وسياسية واجتماعية واقتصادية, لا يمكن فيها الفصل بين العام والخاص إلا لغايات إجرائية" (مقاربات لنظرية القارئ 281)، وعليه غالبا تتشكل الأعمال الأدبية. وهذه الرؤية تتوافق مع مدرسة الأسلوبية في تفسير أسلوبية الأدب في العصر الحديث وفق ما درسته في أسلوبية اللغة الأدبية Stylistics of Literary Language

من ناحية أخرى، فإن الرؤيا في (النقد الأدبي) تندرج تحت إحدى مدارس التحليل الأدبي وهي المدرسة التحليلية النفسية وروادها فرويد ومن عاصره أمثال كارل جونغ وفراي ولاكان، إلا أن لرأي فرويد أكبر الأثر فيها حيث أنه يعتبر الرؤيا في الأدب هي العقد التي ليس لها حل والتي تثيرها الاضطرابات العصبية، إذ يعتقد أن العمل الأدبي هو التعبير الظاهري للعقل الباطني للمبدع، وعليه فإن العمل الأدبي لابد وأن يتم تفسيره كما يتم تفسير الرؤيا حسب الخطوات التطبيقية لمبادئ المدرسة التحليلية النفسية، وذلك حتى يتم كشف محفزات المبدع وكوابحه.

لعمري فإني ما تقبلت تحليل المدرسة النفسية للنص الأدبي باعتباره رؤيا تكشف عن مكنونات صاحبها، فمثل هذا التحليل لا اعتبره منطقيا، لكن برأيي فإن الرؤيا حين تكون في العمل الأدبي عن الرؤيا بحد ذاتها، فإنه يجب تناولها للكشف عن أبعادها بصرف النظر عن شخصية المبدع وذلك بدراسة فحوى النص بعينه وما يحمله من رسالة.

وتقبلوا مني وافر التحية

أختكم
عفراء خالد

[مضر سليمة]

أعتقد أن هذا الموضوع يمكن تطبيقه على النقد التشكيلي, ولكن المشكلة هي أن التشكيليون يفضلون التواصل البصري, وبالتالي فإن الكثير منهم يجد صعوبة في الاحاطة بأبعاد الموضوع.
ما وجدته هو تخصص كبير في المفاهيم يمكن أن يشكل مشكلة لدى الاشخاص الغير مختصين.
أرحب بهذا الحوار وهذا هو رأي ورؤيتي كوني دعيت للمشاركة فيه

[محمد العيسى]

الاخوة الاكارم في منتديات اقلام الغراء اشد على ايديكم واتمنى لك دوام التقدم والازدهار
والى مزيد من المتعة والفائدة ودمتم ذخرا لكل خير ودام فضلكم
اخوكم محمد العيسى

[اشرف الخريبى]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عيسى عدوي

أشكر الأخوة جميعا على مداخلاتهم القيمة وأود أن أشدد على عنوان موضوع الحوار حتى لا ينحرف عن جادته والهدف منه

فهو كما كتب أعلاه :

حوار حول مصطلحي الرؤية والرؤيا في النقد الأدبي

بارك الله فيكم جميعا

جميل هذا التحديد

الحوار حول
مصطلح الرؤيا \\\\\\\ والرؤية
فى النقد الأدبي
اذا هو الأستخدام الذى يخص النقد الأدبي وفقط
محبتى للتوضيح
نكمل الحوار الثري المتفاعل


اشرف

# حوار حول مصطلحي الرؤية والرؤيا في النقد الأدبي # شكرا للأستاذ عيسى على تحديده حدود الموضوع :

* الرؤية في النقد * هي جملة المواقف الفكرية و المعرفية و الجمالية التي يتحلى بها الكاتب ، فموقفه من العالم و مما يجري فيه هو في الاخير - رؤيته - للاشياء / و أما احلامه و طموحاته التي يبثّها اعماله و يتمنى أن يراها قد تحققت على ارض الواقع فهي في الحقيقة رؤياه .
فالموقف من قصيدة النثر مثلا هو رؤية و ليست رؤيا / و الحلم بالديمقراطية هو رؤيا و ليست رؤية