سيد الوقت و أركانه...
مرحبا،..كيف حالك الآن..!
حين فتحت عين روحي منذ ساعةٍ أو أكثر قليلا..رأيتك جالسا، و أمامك أجلست طفل حبنا العنيد..تتحدث إليه،
فكأنك يا سيد الوقت تحاوره و تجادله و تريد أن تفرض عليه نمطا سلوكيا ما..
أما تعبتَ من المحاولة يا حبيبي..!
فهذا الحب الذي يجمعنا..طفلٌ عنيد..عنيد..كما كل الأطفال الذين يملؤون الحياة حولنا، نورا و براءة و بهجة..
و ضوضاء و إزعاجا و مشاكل في بعض الأحيان..ماذا نملك لهم..؟!
لا شيء أبدا سوى..بعض الغضب المرهون بلحظة انفعالٍ سريعة، ثم..الكثير من السماح، و العطف و العفو و الاحتواء..
نغضب منهم لحظة إساءة التصرف في موقفٍ ما، لكننا نهرع إليهم ، نضمهم و نقبلهم و نراضيهم إذا ما نهرناهم بكلمةٍ صغيرة أو بنظرةٍ لائمة..أليس كذلك حبيبي..؟!
أنت يا سيدي أردت أن يكون حبنا طرفا ثالثا في المعادلة غير المنطقية التي تجمعنا..ربما لتضمن ألا ينحاز لطرفٍ ما على آخر..ربما لكي تكون على إطلاعٍ مستمر بما قد يسفر عنه سلوكٌ ما ،يطرأ في لحظةٍ ما..ربما لأنك هكذا تجله و تقدسه بطريقتك..و أنا يا حبيبي..صرت أفعل مثلك..
لكني أتعامل معه بأكثر من طريقةٍ و هو يتشكل معي حسب حالتي و حسب الموقف الذي يمر بي و بنا..
فحبنا يا سيدي..طفلٌ يشاكسني أوقات غيابك..و يمازحني بل و كثيرا يغيظني..و يفرح و يرقص و يملأ الأجواء حولي بهجة و أغان و ينثر ورودا و أفراحا عندما تأتي ..
و هو حكيمٌ ،يحتوي قلقي و أحزاني و يربت على كتف روحي في أوقات الإرهاق النفسي التي تمر بي كلما عبرت برأسي لحظة شك..أو كلما أسأت فهم موقف ما حتى تأتي..
و هو ثائرٌ علىى كلينا أحيانا، و يرفع راية العصيان و التمرد كلما وجدنا أهملناه و لو للحظاتٍ قليلةٍ لسببٍ عارضٍ ،لم نحسب له حساب..
فأنا أمه في طفولته..و أنا صديقته في حكمته..و أنا رفيقته عندما يثور و يغضب...
أنت سيدي علمتني أن هذا الحب الذي بيننا مختلف!
فتعلمت كيف أتعايش معه في جميع حالاته..دونما ضجر..
أثور عليه أحيانا..لكنه حينها يكون الرفيق الحاني الذي يبتلع ثورتي..و يضمني بهفة المشتاق حين تقبل عيناك بعد غياب..
و أغضب من دلاله و ضوضائه أحيانا كما تفعل الأم مع صغيرها..لكنه لحظتها يبتسم لي ، ملوحا بلحظةٍ من جنةٍ كانت لي معك يوما ما..فأضمه في صدري و أقبله في حنان..و لهفة..
هكذا يتعبني هذا الحب..
لكنه التعب الذي أعشق..
لذا يا سيد الوقت..
لا ترهق نفسك بمحاولة وضعه في إطار ثابت..فهذا مستحيل..!
أنت أخبرتني بهذا ذات يوم حين نقاشٍ عن حبنا المختلف..أنسيت!!
فقط،
اقبله كما هو..حتى يظل يمنحنا أحلى ما فيه و أجمل ما لديه..!
/
/