أنا لا أحبك..
د. نديم حسين
عصَرَتْ أثيـرًا فـي سَنـا الجمـراتِ وتعلَّـمَـتْ نـــورًا مـــن النَّـجـمـاتِ
أنــــا لا أُحــــبُّ حبـيـبـتـي إلاَّ إذاسكبتْ حيـاةً فـي كـؤوسِ رُفاتـيْ
والبـحـرُ يـغـرزُ فِــيَّ أنـهـرَ نـسـلِـهِ والرَّمـلُ يُرشدُنـي إلــى مِرسـاتـيْ
لا تَدمَعـي فـذُبـولُ عيـنِـكِ قاتِـلـي لا تَزرعـي الغصَّـاتِ جَـوفَ لَهـاتـيْ
يـا بَسمـةً تَحكـي فيُنصِـتُ عاشِـقٌ والحـزنُ يحـزَنُ فـي لُغـاتِ الـلاَّتِ
عطَـشٌ بأوردتـي فسيلـيْ نحـوَهـا نـيــلاً يُـجــدِّفُ مُـبـحِـرًا لــفُــراتِ
أنا لا أُحبُّكِ . كيفَ أهوى خافِقـي؟ يـا نُسخـةً أُولــى عــن الخَفَـقـاتِ
أنـتِ السَّريـرةُ والبَصـيـرةُ والأَنــا جَسَدُ الحنينِ فكيفَ أعشَقُ ذاتيْ ؟
وغَمَستُ في الإيثـارِ كُـلَّ طبائعـي ونقَشتُ في حَجَرِ السَّخاءِ جِهاتـيْ
بالَغـتِ لمَّـا سُقـتِ جـيـشَ قُرُنـفُـلٍ كي تفتَحـي بالعِطـرِ أرضَ حياتـيْ
قَبَّـلـتِ نــارًا باللَّـهـيـبِ فـأَحـرقـتْ أشـجـارَهـامـن لـهـفــةٍ غـابــاتــيْ
واستسلمـتْ بسـعـادةٍ طُـروادَتـي ومَعـاقِـلـي ومَـحـابِـري ولُـغـاتــيْ
أنــذا قتيـلُـكِ راحِـــلٌ فتَعَـطَّـفـي حـتـى أُؤجِّـــلَ قُبلَـتَـيـنِ مَـمـاتـيْ
سـيــفٌ ويـبـكـي وردةً مَـبـتــورةً أيتـوبُ مَذعـورًا عـن الطَّعـنـاتِ ؟
صَـدئَ الكـلامُ حبيبتـي فَلتُشعِـلـيهــا ثَــورةً فــي دَولــةِ الكـلـمـاتِ
شاخَتْ قبيلةُ مُفرداتي في الهـوى هاتيْ جديـدًا فـي المعاجِـمِ هاتـيْ
أنــا لا أحـبُّـكِ فاقبَلـيـنـي بـاحِـثًـا عــن لفـظـةٍ صُـنِـعَـتْ لأُمِّ بـنـاتـيْ
أقفَـلـتُ مملكـتـي ونــامَ سِراجُـهـا فغَـفَـتْ عـلـيَّ وأجَّـلَـتْ قَسَـمـاتـيْ
وأضأتُ فـي حَلـقِ الهـوى قِنديلَهـا حـتــى تَـــرى طُرُقـاتِـهـا آهـاتــيْ
عَقلـي يُحبُّـكِ يــا عُـصـارَةَ فِـكـرةٍ قلـبـي تبَـخَّـرَ حاضِـنًـا مَـولاتــيْ !