تعِبَتْ سُيوفُكِ فاسجُدي !
د. نديم حسين
تعِبَتْ سُيوفُكِ يا قتيلَةُ فاسجُدي=تابَـتْ ذُنوبُـكِ والذُّنوبُ عَذابُ
عَتِبـَتْ فقالـَتْ مُقْلَـةٌ عَبَراتِـها=ذَبَحَ البريئَةَ في العُيونِ عِتابُ
وتأَبَّطَتْ بينَ الجداولِ رَشفَـةً=عَطشى ويُقْرِئُها المياهَ سَحابُ
من ضِلعِ أحلامي بُرِئْتِ مليكتي=أَغفو فينبِضُ في الظَّلامِ شِهابُ
وأطأطئ القلبَ المعَظَّمَ حُرَّتي=فتُـكَـوِّرُ السَّطـحَ القَويـمَ قِبـابُ
بيني وبَيني جِسرُ نورِكِ ذاهِبٌ=مُـرِّي فطَبْـعُ العاشِقيـنَ ذَهابُ
نَظَمَ الكثيرونَ الكثيـرَ قلائِـدًا=وبَكَوا فأَزرى بالدُّموعِ لُعابُ
جَفَّتْ ضمائِرُهُم ونامَ نهارُهُم=أنتِ السُّؤالُ وغُربَتاكِ جَوابُ
صَبٌّ على مائينِ وَسَّـدَ قامَةً=ذُوبيْ فقَد كَتَبَ الحبيبَ كِتابُ
ما كُلُّ ما يَمضي يغيبُ فطالَما=شَدَّ المُضِيَّ إلى الحُضورِ غِيابُ
وطني تُـرابٌ هـاديءٌ ومُفَكِّـرٌ=كَم أَبدَعَ الزَّهرَ الوَقورَ تُرابُ
نَهرٌ وتكتُبُهُ البلادُ من اليمينِ=إلى الشِّمالِ , عُروبَتاهُ إيابُ
قلبـي قليـلٌ يا ذكِيَّ القلـبِ لا=تَزجُرْ حصانَكَ إنْ سَبَتهُ حِرابُ
وبنِصْفِ قلبٍ قَد تجولُ حدائقٌ=وبأَلـفِ قلـبٍ قَد يصولُ يَبابُ
هذي فلسطيني حبيسَةُ أضلُعي=عَشِقَتْ قيودَ العاشقينَ "رَبابُ"
وبإذنِ رَبِّ الناسِ تبقى ها هُنا=وبعَزمِ من صَدَقوا تَذِلُّ صِعابُ
أُمِّـي وأُختي وابنتي وحبيبـتي=ستُقَصُّ إنْ دَمَعَ التُّرابُ رِقابُ
هـذا حفيـدُ المُبدِعيـنَ خنادِقًـا=أَلِفَـتْ بيـارقَ خافقَيـهِ شِعابُ
وعَباءةُ القُرَشِيِّ أجمَلُ رايَةٍ=هوَ ماؤُنـا والآبِقـونَ سَرابُ
سأظَـلُّ آخـرَ عاشقٍ متعَبِّـدٍ=يبكي فيَلـْكِـزُ مُقلتَيـهِ نِشابُ
عُودي إذا شاءَتْ سُيوفُكِ واذبَحي=صَبـًّا رماهُ برَكعتينِ ثَوابُ
تعِبَتْ سيوفُكِ يا حبيبَةُ فاهجَعي=يَصحو الصَّباحُ ويَستقيمُ حسابُ !
]
الكامل