الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديــات الأدبيــة > منتدى القصة القصيرة

منتدى القصة القصيرة أحداث صاخبة ومفاجآت متعددة في كل مادة تفرد جناحيها في فضاء هذا المنتدى..فهيا لنحلق معا..

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-02-2022, 12:46 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


Icon2 .. وأُحبُكِ

.. وأُحبُكِ





سرتُ متثاقلاً حتى وصلت للحافلة. وصلتُ لمقعدي. جلستُ أنتظر وصولها لتوديعي. مَرّت بذاكرتي أربع سنوات من علاقتنا في شريط طويل. أسترجع الأحداث بحميمية ممزوجة بالحرقة، وعيني على الطريق. أين أنتِ يا ملك؟

كانت هي أول مشهد لفتني يوم دخلت قاعة الدرس لأول مرة. كانت تجلس بجوار زميلة لها تحادثها. كانت ملامحها الإغريقية تشكل نغمة مختلفة عن الطقطوقة الشعبية التي تذخر بها القاعة. وأنا شاب أنهى تعليمه الثانوي منذ بضعة شهور.
تمر أيام، وتتعرف عليّ أنا ورفاقي، لتنضم لشلتنا، ثم لا تلبث أن تجلس بجواري بعد أن كنت أجلس خلفها. تتوثق العلاقة ضمن الشلة. وينمو داخلي شعور جميل يكبر، لكني أعجز عن مصارحتها به. أشعر أنها تبادلني المشاعر، لكن البوح - كما تعلمنا - لا يقوم به إلا الرجل. ماذا لو صدتني إذا بحت لها بما أشعر به؟ ستكون إذاً القطيعة حتى انتهاء سنوات الدراسة. أبدأ بتفسير كل حركاتها وسكناتها، مرة تشجعني، ومرة تخيفني حتى ينتهي العام الدراسي الثاني. أعود لمدينتي لكن بوجه آخر. طوال العطلة الصيفية أفكر فيها، في ملامحها، في ابتسامتها، في مزاحها. وتمر الأيام متثاقلةً ليكون أول أيام العام الدراسي الثالث جديراً بأن يحفر في الذاكرة.
أصل للساحة الخارجية للكلية لأجد رفاقي واقفين، فأنضم إليهم. وألمحها واقفة مع مجموعة من الفتيات، وما أن تلتقي عيوننا حتى يترك كل منا رفاقه، ويندفع تجاه الآخر دون أن يستأذن من أحد. كان التقاء العيون يحكي لغة تُعجِزُ كل اللغات. كانت لحظة فاصلة في علاقة كُتِبَ لها أن تتطور لتملأ حياتي كلها. وكان لابد بعدها من اغتنام أول فرصة للبوح، وقد كان. قلت: أُحِبُكِ. قالت: إلعب غيرها. كان ردها كافياً لتوتري، لكن سلوكها معي تغير إلى الأبد. صارت مني أقرب، وانسلخنا عن الشلة، فصرنا معاً وحدنا طوال الوقت، وصارت مهاتفتنا طقساً يومياً في تمام العاشرة مساءاً لتستمر لساعات. وكان لابد أن يفرقنا انتهاء العام الدراسي.
لكن هذه العطلة مختلفة، فقد تم توثيق العلاقة. وقد قُدّر لها أن تسافر خارج البلاد. فكانت ترسل لي كل أسبوع خطاباً تحكي لي فيه تفاصيل رحلتها، لأعيش معها، وأتصبر بالخط والصورة حتى انتهاء العطلة وابتداء العام الدراسي الرابع.
كان العام الرابع ذاخراً بالأحداث. رحلات ولقاءات مسائية يومية. لكن بذرة الفراق نبتت ونمت فيه. تعرفنا على زميلة لنا انضمت إلينا، وضمت لنا كذلك رفيقة سكنها. وشاءت الأقدار أن تتعلق بي زميلتها الجديدة. ولأنها بلدياتي بدأت رفيقة سكنها في وضع خطة لتفريقنا. وعند أول فرصة عند نهاية العام الدراسي الأخير ألقت في رأس حبيبتي أني أنوي مفارقتها فور انتهاء الاختبارات، وأني أرتب للارتباط برفيقتنا الجديدة. ولأن الضغوط تحيط بها من كل جانب، هذه الفتنة ورفض أهلها للعلاقة المخالفة للعرف انساقت وراء التهمة وصدقتها. فإذا كان آخر أيام الاختبار أحاطها أبوها ومنعها عني وحملها لمكان لا أصل إليها فيه.

ما عدت أستطيب الحياة من دونك. أين أنتِ يا ملك؟

أستيقظ في النصف الآخر من الليل مفزوعاً كالممسوس. أحس بوجودها في غرفتي. أحس بأنفاسها. أشم عبقها. أدور في الغرفة كالمجنون. أكتشف أن هناك دفتراً لي على طاولة جانبية يحمل عطرها. أتذكر أنها كانت استعارته مني. لم أستطع النوم بعدها. ولا أعرف كيف مرت الساعات كدهور حتى طلعت الشمس. هاتفت صديقة طفولتها، فدلتني على مكان احتجازها. وكانت النصيحة أن انتظر هناك حتى قبيل الغروب، إذ أنها تعودت مذ ذهبت إلى هناك أن تذهب وحدها يومياً لشاطيء البحر لتودع الشمس وهي تغيب. إنتظرت خروجها، لكنها لم تخرج، لعل أمها لمحتني فمنعتها من الخروج. فلم يكن أمامي إلا أن أطلب لقاءها. أطرق الباب سائلاً مخاطبتها، فيأتيني صوت أمها ناكرة لوجودها. ألح فلا تستجيب. أعود خائباً. أتذكر وعداً وعدتني إياه.

سألتها يوماً: ماذا لو حال أهلك بيني وبينك؟
أجابت بحزم وثقة: أرحل إذاً معك.

لكنها اليوم تسمع وترى ما وقع لي، فلا تحرك ساكناً.
هل انتهى ذلك الحب الكبير؟
أبلغت أنها تسافر خلال أيام للخارج في رحلة بلا عودة.
هل هي النهاية؟
أين أنت يا ملك؟

- هل جننت؟ تنتظر وصولها لتوديعك وهي لا تدري شيئا عن موعد رحيلك؟
تذوب عيوني في المارة حول الحافلة، عساها تكون من بينهم.

- ما الذي ذكرك بها وقد مرت على رحلة الحافلة، وعودتك دون وداعها، أربعون عاماً؟
♡ ومتى نسيتها حتى أتذكرها؟!
هي دائماً معي في نومي وصحوي. أتطلع إلى اليوم الذي أجتمع فيه بها، مهما طال الأجل.






 
رد مع اقتباس
قديم 15-02-2022, 08:56 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
راحيل الأيسر
المدير العام
 
الصورة الرمزية راحيل الأيسر
 

 

 
إحصائية العضو







راحيل الأيسر غير متصل


افتراضي رد: .. وأُحبُكِ

اقتباس:
- ما الذي ذكرك بها وقد مرت على رحلة الحافلة، وعودتك دون وداعها، أربعون عاماً؟
♡ ومتى نسيتها حتى أتذكرها؟!
قد يكون هذا الإيمان واليقين دليلا أن ثمة لقاء مكتوب في الأقدار يجمع الشتيتين بعدما ظنا ألا تلاقيا ..
فكيف إن ظنا أو تيقنا أن هناك تلاق ؟!!


قص ماتع وبوح يلامس الروح ..

يثبت هذا الألق لبهاء وصفاء اللغة واحتفاء بأستاذنا الموقر في قسم القصة القصيرة ..






التوقيع

لم يبق معيَ من فضيلة العلم ... سوى العلم بأني لست أعلم .
 
رد مع اقتباس
قديم 17-02-2022, 12:47 PM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: .. وأُحبُكِ

اقتباس:
قد يكون هذا الإيمان واليقين دليلا أن ثمة لقاء مكتوب في الأقدار يجمع الشتيتين بعدما ظنا ألا تلاقيا ..
فكيف إن ظنا أو تيقنا أن هناك تلاق ؟!!

قص ماتع وبوح يلامس الروح ..

يثبت هذا الألق لبهاء وصفاء اللغة واحتفاء بأستاذنا الموقر في قسم القصة القصيرة ..
الأمل دينامو الحياة.
أشكر لكِ متابعتك، والتثبيت.






التوقيع

 
رد مع اقتباس
قديم 08-10-2022, 04:43 AM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
محمد داود العونه
أقلامي
 
إحصائية العضو







محمد داود العونه غير متصل


افتراضي رد: .. وأُحبُكِ

بعد التحية الطيبة..
جذبني العنوان..
فدخلت لأجد نفسي في ربوع حكايتك..
.
. شكرا كثيرا لريشتك..
محبتي وتقديري







التوقيع

أحبك ِ..
كطفلٍ ساعة المطر!
 
رد مع اقتباس
قديم 05-11-2022, 11:11 PM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
أحلام المصري
أقلامي
 
إحصائية العضو







أحلام المصري غير متصل


افتراضي رد: .. وأُحبُكِ

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عوني القرمة مشاهدة المشاركة
.. وأُحبُكِ





سرتُ متثاقلاً حتى وصلت للحافلة. وصلتُ لمقعدي. جلستُ أنتظر وصولها لتوديعي. مَرّت بذاكرتي أربع سنوات من علاقتنا في شريط طويل. أسترجع الأحداث بحميمية ممزوجة بالحرقة، وعيني على الطريق. أين أنتِ يا ملك؟

كانت هي أول مشهد لفتني يوم دخلت قاعة الدرس لأول مرة. كانت تجلس بجوار زميلة لها تحادثها. كانت ملامحها الإغريقية تشكل نغمة مختلفة عن الطقطوقة الشعبية التي تذخر بها القاعة. وأنا شاب أنهى تعليمه الثانوي منذ بضعة شهور.
تمر أيام، وتتعرف عليّ أنا ورفاقي، لتنضم لشلتنا، ثم لا تلبث أن تجلس بجواري بعد أن كنت أجلس خلفها. تتوثق العلاقة ضمن الشلة. وينمو داخلي شعور جميل يكبر، لكني أعجز عن مصارحتها به. أشعر أنها تبادلني المشاعر، لكن البوح - كما تعلمنا - لا يقوم به إلا الرجل. ماذا لو صدتني إذا بحت لها بما أشعر به؟ ستكون إذاً القطيعة حتى انتهاء سنوات الدراسة. أبدأ بتفسير كل حركاتها وسكناتها، مرة تشجعني، ومرة تخيفني حتى ينتهي العام الدراسي الثاني. أعود لمدينتي لكن بوجه آخر. طوال العطلة الصيفية أفكر فيها، في ملامحها، في ابتسامتها، في مزاحها. وتمر الأيام متثاقلةً ليكون أول أيام العام الدراسي الثالث جديراً بأن يحفر في الذاكرة.
أصل للساحة الخارجية للكلية لأجد رفاقي واقفين، فأنضم إليهم. وألمحها واقفة مع مجموعة من الفتيات، وما أن تلتقي عيوننا حتى يترك كل منا رفاقه، ويندفع تجاه الآخر دون أن يستأذن من أحد. كان التقاء العيون يحكي لغة تُعجِزُ كل اللغات. كانت لحظة فاصلة في علاقة كُتِبَ لها أن تتطور لتملأ حياتي كلها. وكان لابد بعدها من اغتنام أول فرصة للبوح، وقد كان. قلت: أُحِبُكِ. قالت: إلعب غيرها. كان ردها كافياً لتوتري، لكن سلوكها معي تغير إلى الأبد. صارت مني أقرب، وانسلخنا عن الشلة، فصرنا معاً وحدنا طوال الوقت، وصارت مهاتفتنا طقساً يومياً في تمام العاشرة مساءاً لتستمر لساعات. وكان لابد أن يفرقنا انتهاء العام الدراسي.
لكن هذه العطلة مختلفة، فقد تم توثيق العلاقة. وقد قُدّر لها أن تسافر خارج البلاد. فكانت ترسل لي كل أسبوع خطاباً تحكي لي فيه تفاصيل رحلتها، لأعيش معها، وأتصبر بالخط والصورة حتى انتهاء العطلة وابتداء العام الدراسي الرابع.
كان العام الرابع ذاخراً بالأحداث. رحلات ولقاءات مسائية يومية. لكن بذرة الفراق نبتت ونمت فيه. تعرفنا على زميلة لنا انضمت إلينا، وضمت لنا كذلك رفيقة سكنها. وشاءت الأقدار أن تتعلق بي زميلتها الجديدة. ولأنها بلدياتي بدأت رفيقة سكنها في وضع خطة لتفريقنا. وعند أول فرصة عند نهاية العام الدراسي الأخير ألقت في رأس حبيبتي أني أنوي مفارقتها فور انتهاء الاختبارات، وأني أرتب للارتباط برفيقتنا الجديدة. ولأن الضغوط تحيط بها من كل جانب، هذه الفتنة ورفض أهلها للعلاقة المخالفة للعرف انساقت وراء التهمة وصدقتها. فإذا كان آخر أيام الاختبار أحاطها أبوها ومنعها عني وحملها لمكان لا أصل إليها فيه.

ما عدت أستطيب الحياة من دونك. أين أنتِ يا ملك؟

أستيقظ في النصف الآخر من الليل مفزوعاً كالممسوس. أحس بوجودها في غرفتي. أحس بأنفاسها. أشم عبقها. أدور في الغرفة كالمجنون. أكتشف أن هناك دفتراً لي على طاولة جانبية يحمل عطرها. أتذكر أنها كانت استعارته مني. لم أستطع النوم بعدها. ولا أعرف كيف مرت الساعات كدهور حتى طلعت الشمس. هاتفت صديقة طفولتها، فدلتني على مكان احتجازها. وكانت النصيحة أن انتظر هناك حتى قبيل الغروب، إذ أنها تعودت مذ ذهبت إلى هناك أن تذهب وحدها يومياً لشاطيء البحر لتودع الشمس وهي تغيب. إنتظرت خروجها، لكنها لم تخرج، لعل أمها لمحتني فمنعتها من الخروج. فلم يكن أمامي إلا أن أطلب لقاءها. أطرق الباب سائلاً مخاطبتها، فيأتيني صوت أمها ناكرة لوجودها. ألح فلا تستجيب. أعود خائباً. أتذكر وعداً وعدتني إياه.

سألتها يوماً: ماذا لو حال أهلك بيني وبينك؟
أجابت بحزم وثقة: أرحل إذاً معك.

لكنها اليوم تسمع وترى ما وقع لي، فلا تحرك ساكناً.
هل انتهى ذلك الحب الكبير؟
أبلغت أنها تسافر خلال أيام للخارج في رحلة بلا عودة.
هل هي النهاية؟
أين أنت يا ملك؟

- هل جننت؟ تنتظر وصولها لتوديعك وهي لا تدري شيئا عن موعد رحيلك؟
تذوب عيوني في المارة حول الحافلة، عساها تكون من بينهم.

- ما الذي ذكرك بها وقد مرت على رحلة الحافلة، وعودتك دون وداعها، أربعون عاماً؟
♡ ومتى نسيتها حتى أتذكرها؟!
هي دائماً معي في نومي وصحوي. أتطلع إلى اليوم الذي أجتمع فيه بها، مهما طال الأجل.
جميلة هي الحكاية رغم الوجع الذي يسري يها..
.
.

كل التقدير






 
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 11:08 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط