الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديـات الثقافيـة > المنتدى الإسلامي

المنتدى الإسلامي هنا نناقش قضايا العصر في منظور الشرع ونحاول تكوين مرجع ديني للمهتمين..

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 2 تصويتات, المعدل 3.00. انواع عرض الموضوع
قديم 30-10-2021, 03:07 AM   رقم المشاركة : 37
معلومات العضو
راحيل الأيسر
المدير العام
 
الصورة الرمزية راحيل الأيسر
 

 

 
إحصائية العضو







راحيل الأيسر غير متصل


افتراضي رد: أحاديث المصطفى المختار للتذكير والادكار ..

في الحديث الصحيح : قال صلى الله عليه وسلم : "انظروا إلى من أسفلَ منكم، ولا تنظروا إلى مَن فوقكم، فهو أجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم" .. مسلم





يا لها من لفتةٌ عظيمةٌ، وفكرةٌ قويمةٌ، وتوجيهٌ سديدٌ، ورأيٌ رشيدٌ ..

إنك يومَ تنظرُ إلى أحوالِ الناسِ، تجد أن بعضَهم قد أُصيبَ بإحباطٍ، وعاشَ في قلقٍ، وتلظَّى في نكدٍ، وتقوقع في شقاءٍ؛ بسببِ نظرِهم إلى مَن هم فوقَهم، وتطلّعِهِم إلى ما بأيدي غيرِهم، وظنِهِم أن أولئكَ هم السعداءُ بما في أيديهم، وأنهم هم الأشقياءُ المعدمون ، فينعكسُ ذلك عليهم إزدراء لما في أيديهم ، فيُقللُ من شكرِهِم لربهم ، ويؤثرُ سلباً في حياتِهم وإنتاجيتهم ، ويُثَبِّطُ من سيرِهم ..

فلا تركز تفكيرك وعقلك فيما حرمت منه ، لا تدري قد يكون خيرك في منع الله ذلك الأمر عنك ، ركز فيما هو موجود فذاك أدعى لأن تكون عبدا شكورا ..

( وقليل من عبادي الشكور ) .







التوقيع

لم يبق معيَ من فضيلة العلم ... سوى العلم بأني لست أعلم .
 
رد مع اقتباس
قديم 09-10-2022, 10:25 PM   رقم المشاركة : 38
معلومات العضو
راحيل الأيسر
المدير العام
 
الصورة الرمزية راحيل الأيسر
 

 

 
إحصائية العضو







راحيل الأيسر غير متصل


افتراضي رد: أحاديث المصطفى المختار للتذكير والادكار ..

عن تميمٍ الدّاريّ رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ (

الدِّينُ النَّصِيحَةُ. قُلْنا: لِمَنْ؟ قالَ: لِلَّهِ ولِكِتابِهِ ولِرَسولِهِ ولأَئِمَّةِ المُسْلِمِينَ وعامَّتِهِمْ.)
المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم : 55
———————————————————————————
شرح الحديث:
التَّناصُحُ بين المسلمين من مَعالِم الدِّينِ الحَنيفِ، ومِن حُسنِ التَّعامُلِ بين النَّاسِ أن يَتناصَحوا فيما بينهم بالمعروفِ، وبغيرِ أن يُحدِثوا مُنكَرًا أكبَرَ ممَّا يَنصَحون به، مع إخلاصِ المحبَّةِ للمَنصوحِ، ومَعرفةِ حَقِّه لإسلامِه، ومَعرفةِ حقِّه لِمَوقعِه في المُجتمعِ.
وهذا الحديثُ يُوضِّحُ مَعالِمَ النُّصحِ، ولِمَن يكونُ وكيف يكونُ؛ فيُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ النَّصيحةَ هي عِمادُ الدِّينِ وجَوهرُه، ووَسيلةُ ظُهورِه وانتشارِه، والنَّصيحةُ: هي تَحرِّي قولٍ أو فِعلٍ فيه صَلاحٌ لصاحبِه، أو تَحرِّي إخلاصِ الوُدِّ له، والحاصلُ: أنَّ النَّصيحةَ هي إرادةُ الخيرِ للمنصوحِ له، وهي لفظٌ جامعٌ لمَعانٍ شَتَّى، ويَظهَرُ ذلك في النُّصحِ والتَّناصُحِ بين المسلمين، فسألَ الصَّحابةُ رَضيَ اللهُ عَنهُم رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: لِمَن تكونُ النَّصيحةُ ولِمَن تُوجَّه؟ فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «للهِ، ولكِتابِه، ولرَسولِه، ولِأئمَّةِ المسلمين، وعامِّتِهم»، والنَّصيحةُ لله هي التعظيمُ لأمرِه، والشَّفقةُ على خلقِه، وتكون بالدَّعوةِ إلى الإيمانِ به، ونَفيِ الشِّركِ وجَميعِ النَّقائصِ عنه، وإخلاصِ العبادةِ كلِّها له سُبحانه.
والنَّصيحةُ لكِتابِه سُبحانَه وتَعالَى تَكونُ بالإيمانِ بأنَّه كَلامُ اللهِ تَعالَى، مع شِدَّةِ حُبِّه، وتَعظيمِ قَدرِه، وتِلاوَتِه حَقَّ تِلاوتِه، والذَّبِّ عن تَأويلِ المُحَرِّفين له، والتَّصديقِ بما فيه، والِاعتِبارِ بمَواعِظِه، والتَّفَكُّرِ في عَجائبِه، والعَمَلِ بمُحكَمِه، والتَّسليمِ لمُتَشابِهه، ونَشرِ عُلومِه، والدُّعاءِ إليه.
والنَّصيحةُ للرَّسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تكونُ باتِّباعِه وتَصديقِه في كلِّ ما جاء به، وتَنفيدِ أوامرِه، والانتهاءِ عمَّا نَهى عنه، ومُراعاةِ هَديِه وسُنَّتِه، ومُعاداةِ مَن عاداه، ومُوالاةِ مَن والاه، وإعظامِ حَقِّه، وتَوقيرِه، وبَثِّ دَعوَتِه، ونَشرِ شَريعَتِه، ونَفيِ التُّهمةِ عنها.
والنَّصيحةُ لأئمَّةِ المسلمين تكونُ بمُعاونتِهم على الحَقِّ، وطاعتِهم في المَعروفِ، وتَنبيهِهم وتَذكيرِهم برِفقٍ ولُطفٍ بأنسبِ الطُّرقِ على ما غَفَلوا عنه، مع إعانتِهم في إصلاحِ النَّاس، وعدَمِ الخروجِ، إلَّا أن يُرَى مِنهم كُفرٌ بواحٌ عِندنا فيه منَ اللهِ تَعالَى بُرهانٌ، وهذا مَشروطٌ بالقُدرةِ وعَدمِ حُصولِ مَفسدةٍ أكبَرَ.
وقد يَشمَلُ المرادُ بأئمَّةِ المُسلمين: عُلَماءُ الدِّينِ، فمِن نَصيحَتِهم: قَبولُ ما رَوَوهُ، وإحسانُ الظَّنِّ بهم.
والنَّصيحةُ لعامَّةِ المسلمين تكونُ بتَعريفِهم بأوامرِ اللهِ ورَسولِه وبشَرائعِ الدِّين، وبالعملِ على ما فيه نَفعُهم وصَلاحُهم، وإبعادِ الضَّررِ عنهم، وأمرِهِم بالمَعروفِ، ونَهيِهِم عنِ المُنكَرِ برِفقٍ وإخلاصٍ، والشَّفَقةِ عَليهِم، وتَوقيرِ صَغيرِهم، وتَخَوُّلِهم بالمَوعِظةِ الحَسَنةِ، وتَركِ غِشِّهِم وحَسَدِهم، وأن يُحِبَّ لهم ما يُحِبُّ لنَفسِه منَ الخَيرِ، ويَكرَه لهم ما يَكرَه لنَفسِه منَ المَكروهِ، والذَّبِّ عن أموالِهِم وأعراضِهِم، وغَيرِ ذلك ممَّا فيه صَلاحُ النَّاسِ في دِينِهم ودُنياهم.
وفي الحديث: بَيانُ أنَّ جَوهرَ الدِّينِ يَظهَرُ في التَّناصُحِ بين المسلمين بالمعروفِ.
وفيه: الحثُّ على النُّصحِ لكافَّةِ المسلمين بكلِّ مُستوياتِهم بَدأً من رأسِ الدَّولةِ حتى عامَّةِ النَّاسِ.


مصدر شرح الحديث: الدّرر السّنية







التوقيع

لم يبق معيَ من فضيلة العلم ... سوى العلم بأني لست أعلم .
 
رد مع اقتباس
قديم 09-10-2022, 11:13 PM   رقم المشاركة : 39
معلومات العضو
أحلام المصري
أقلامي
 
إحصائية العضو







أحلام المصري غير متصل


افتراضي رد: أحاديث المصطفى المختار للتذكير والادكار ..

صلى الله عليه وسلم
محبتي الغالية راحيل







التوقيع

أنا الأحلام
 
رد مع اقتباس
قديم 10-10-2022, 09:21 AM   رقم المشاركة : 40
معلومات العضو
أحلام المصري
أقلامي
 
إحصائية العضو







أحلام المصري غير متصل


افتراضي رد: أحاديث المصطفى المختار للتذكير والادكار ..

جعله الله في ميزان حسناتك

شكرا لك راحيل المبدعة
باقات ورد







التوقيع

أنا الأحلام
 
رد مع اقتباس
قديم 21-10-2022, 03:11 AM   رقم المشاركة : 41
معلومات العضو
راحيل الأيسر
المدير العام
 
الصورة الرمزية راحيل الأيسر
 

 

 
إحصائية العضو







راحيل الأيسر غير متصل


افتراضي رد: أحاديث المصطفى المختار للتذكير والادكار ..

- وعَنْ أَنَسٍ: أَنَّ الرُّبَيِّعَ بِنْتَ النَّضْرِ -عَمَّتَهُ- كَسَرَتْ ثَنِيَّةَ جَارِيَةٍ، فَطَلَبُوا إِلَيْهَا الْعَفْوَ، فَأَبَوا، فَعَرَضُوا الْأَرْشَ، فَأَبَوْا، فَأَتَوا رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، فأَبَوا إِلَّا الْقِصَاصَ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِالْقِصَاصِ، فَقَالَ أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتُكْسَرُ ثَنِيَّةُ الرُّبَيِّعِ؟! لَا والَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، لَا تُكْسَرُ ثَنِيَّتُهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: يَا أَنَسُ، كِتَابُ اللَّهِ الْقِصَاصُ، فَرَضِيَ الْقَوْمُ، فَعَفَوْا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ مَنْ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، واللَّفْظُ لِلْبُخَارِيِّ.


حديث أنس بن النَّضر، وقصَّة الربيع، حديث أنس بن مالك بن النضر خادم النبي ﷺ، يذكر أنَّ الربيع بنت النَّضر –عمَّته- كسرت ثنية جاريةٍ، فطلب أولياؤها القصاص، وطلب أصحابُ الربيع الأرش، وقالوا: لعله يرضى بالأرش، فأبوا إلا القصاص، فأتوا النبيَّ ﷺ، فقال أنسُ بن النضر : أتُكسَر ثنية الربيع؟! لا والذي بعثك بالحقِّ، لا تُكسر ثنيَّتها.

وأنسٌ هذا من الصحابة المعروفين، وممن قُتل يوم أحدٍ، كان لما أدبر الناسُ تقدَّم إلى المشركين، وقاتل حتى قُتل ، وهذه القصة قبل أُحُدٍ.

وفيه قوله ﷺ: إنَّ من عباد الله مَن لو أقسم على الله لأبرَّه، في هذا أنَّ العبد إذا جُنِيَ عليه جناية عمدًا فالواجب القصاص إذا توفرت الشروط، ولهذا قال النبيُّ ﷺ: كتاب الله القصاص، يعني: حكم الله القصاص، كما قال جلَّ وعلا: وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ [البقرة:179]، وقال: وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ [المائدة:45]، والقصَّة هذه حصلت قبل نزول المائدة، المائدة تأخَّر نزولها، لكن يُؤخذ من قوله تعالى: وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ.

فلما أصرَّ القومُ على القصاص عرض عليهم الفدية، فهداهم الله ورضوا وقبلوا وعفوا، فهذا من تيسير الله، ومن إبرار إقسام أنس، ولهذا قال ﷺ: إنَّ من عباد الله مَن لو أقسم على الله لأبرَّه؛ لأنَّ أنسًا أقسم حُسن ظنٍّ بالله، ليس اعتراضًا على الشرع، ولكن من باب حُسن الظن بالله، وأن الله سوف يهديهم، وسوف يرضون بالأرش، ويسمحون عن أخته، فحقق الله ظنَّه وسمحوا.

فهذا يدل على أنه إذا حاول العفو وحاول أن يُرضيهم فلا بأس، ولو أرضاهم بأكثر من الدية، لا حرج في ذلك، وأنه إذا أقسم بالله حُسن ظنٍّ بالله، وأن الله سوف يُسهل رضاهم، فلا حرج عليه في ذلك: إنَّ من عباد الله مَن لو أقسم على الله لأبرَّه، لا عن اعتراضٍ على الشرع، ولكن من باب حُسن الظن بالله أنه سوف يفعل ما يُرضيهم، ويطيعهم حتى لا يُصمِّموا على طلب القصاص.


موقع الإمام بن باز رحمه الله وأحسن إليه ..







التوقيع

لم يبق معيَ من فضيلة العلم ... سوى العلم بأني لست أعلم .
 
رد مع اقتباس
قديم 24-10-2022, 06:14 AM   رقم المشاركة : 42
معلومات العضو
راحيل الأيسر
المدير العام
 
الصورة الرمزية راحيل الأيسر
 

 

 
إحصائية العضو







راحيل الأيسر غير متصل


افتراضي رد: أحاديث المصطفى المختار للتذكير والادكار ..

إنَّما أنا بَشَرٌ وإنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إلَيَّ، ولَعَلَّ بَعْضَكُمْ أنْ يَكونَ ألْحَنَ بحُجَّتِهِ مِن بَعْضٍ، فأقْضِي علَى نَحْوِ ما أسْمَعُ، فمَن قَضَيْتُ له مِن حَقِّ أخِيهِ شيئًا، فلا يَأْخُذْهُ فإنَّما أقْطَعُ له قِطْعَةً مِنَ النَّارِ.
الراوي : أم سلمة أم المؤمنين | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم : 7169 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

وفي رواية ..
سَمِعَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ جَلَبَةَ خِصَامٍ عِنْدَ بَابِهِ، فَخَرَجَ عليهم فَقالَ: إنَّما أنَا بَشَرٌ، وإنَّه يَأْتِينِي الخَصْمُ، فَلَعَلَّ بَعْضًا أنْ يَكونَ أبْلَغَ مِن بَعْضٍ، أقْضِي له بذلكَ وأَحْسِبُ أنَّه صَادِقٌ، فمَن قَضَيْتُ له بحَقِّ مُسْلِمٍ فإنَّما هي قِطْعَةٌ مِنَ النَّارِ، فَلْيَأْخُذْهَا أوْ لِيَدَعْهَا.
الراوي : أم سلمة أم المؤمنين | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 7185 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
القاضِي يَحكُمُ ويَقضِي بيْن الخُصومِ بما يَسمَعُ منهم مِن إقرارٍ وإنكارٍ أو بيِّناتٍ، وعلى حَسَبِ ما يَظهَرُ له مِن الأدلَّةِ.
وفي هذا الحديثِ تروي أُمُّ سَلَمَةَ هِنْدُ بنتُ أبي أُمَيَّةَ رضِيَ اللهُ عنها، زَوْجُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فتَقولُ: «سَمِعَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جَلَبَةَ خِصَامٍ» والجَلَبَةُ: اختِلاطُ الأصواتِ «عندَ بابِه»، وكان في مَنزلِ أُمِّ سَلَمَةَ رضِيَ اللهُ عنها وحُجْرَتِها، وكأنَّهم أتَوا إليه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ليَحكُمَ بينهم، فخَرَج إليهم ليتعَرَّفَ على الخُصومةِ التي بينهما، ويقضي فيها، فقال محذِّرًا لكُلِّ واحدٍ منهما من المخاصَمةِ في الباطِلِ: «إنَّما أنا بَشَرٌ»، أي: أنَّه لا يعلَمُ الغَيبَ وبواطِنَ الأمورِ إلَّا ما أطلعه اللهُ تعالى عليه، فيَجْري عليه أحكامُ البشَرِ من الخطأِ والسَّهْوِ والنِّسيانِ بطبيعتِه البشريَّةِ، ومن ذلك أنَّه قد يأتيه المتخاصِمون المدَّعِي والمدَّعَى عليه؛ ليحكُمَ بينهم، فربَّما كان أحَدُ المتخاصِمَينِ عند القاضي أحسَنَ إيرادًا للكَلامِ، وأَقْدَرَ على الحُجَّةِ والبَيِّنةِ، وأدفَعَ لِدَعوى خَصْمِه، فأظُنُّ لفصاحتِه ببيانِ حُجَّتِه أنَّه صادِقٌ، فأَقْضِي له بما زعَمَه من الحُجَجِ، «فمَن قَضَيْتُ له بحقٍّ» الذي هو في الحقيقةِ حَقُّ أخيه المسلِمِ، وسلَّمْتُه له، فلا يَستَحِلَّه؛ فإنَّه إذا أخذ ذلك الحَقَّ وهو يعلَمُ أنَّه باطِلٌ وظُلْمٌ لغيرِه، فإنه يأخُذُ شيئًا يؤدِّي به إلى النَّارِ في الآخِرةِ، فليتجَرَّأْ عليها وليأخُذْها، أو ليترُكْها لصاحِبِها؛ خشيةً لله عزَّ وجَلَّ وخوْفًا من وعيدِ النَّارِ في الآخِرةِ.
وفي الحَديثِ: أنَّ البَشَرَ لا يَعْلَمون ما غُيِّب عنهم.
وفيه: أنَّ التَّحرِّيَ جائزٌ في أداءِ المَظالِمِ.
وفيه: أنَّ الحاكمَ له الاجتهادُ فيما لم يَكُنْ فيه نَصٌّ.
وفيه: التحذيرُ الشَّديدُ عن الدَّعوى الباطِلةِ التي يرادُ منها أكلُ أموالِ النَّاسِ بالباطِلِ؛ لِما تؤدِّي إليه مِنَ النَّارِ، وبئسَ القِرارُ!
وفيه: أنَّ إثمَ الخَطَأِ مَوضوعٌ عن القاضي، إذا كان قد وَضَعَ الاجتِهادَ مَوضِعَه.



من موقع الدرر السنية..







التوقيع

لم يبق معيَ من فضيلة العلم ... سوى العلم بأني لست أعلم .
 
رد مع اقتباس
قديم 28-10-2022, 07:34 AM   رقم المشاركة : 43
معلومات العضو
راحيل الأيسر
المدير العام
 
الصورة الرمزية راحيل الأيسر
 

 

 
إحصائية العضو







راحيل الأيسر غير متصل


افتراضي رد: أحاديث المصطفى المختار للتذكير والادكار ..

بِئْسَما لأَحَدِهِمْ يقولُ: نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ وكَيْتَ، بَلْ هو نُسِّيَ، اسْتَذْكِرُوا القُرْآنَ فَلَهو أشَدُّ تَفَصِّيًا مِن صُدُورِ الرِّجالِ، مِنَ النَّعَمِ بعُقُلِها.
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم | الصفحة أو الرقم : 790 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | التخريج : أخرجه البخاري (5032)، ومسلم (790)


القَرآنُ الكريمُ هو كلامُ اللهِ المقَدَّسُ، والمسلِمُ مُطالَبٌ بأن يقومَ بحِفْظِه ومعرفةِ ألفاظِه ومبانيه ومعانيه؛ فهو طريقُ الهِدايةِ والصَّلاحِ، فينبغي تعاهُدُه والمداومةُ على قراءتِه ومراجعَتِه حتى يَظَلَّ ثابتًا في العَقلِ والقَلبِ.
وفي هذا الحديثِ يذُمُّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مَن يَقولُ: «نَسيتُ آيةَ كَيْتَ وَكَيْتَ»، و(كَيْتَ وَكَيْتَ): لفظٌ يُعبَّرُ به عَنِ الجُملِ الكثيرةِ والكلامِ الطَّويلِ، وسَببُ الذُّمِّ ما في قول: (نَسِيتُ) مِنَ الإشعارِ بعَدمِ الاعتناءِ بالقرآنِ؛ إذْ لا يقَعُ النِّسيانُ إلَّا بتَرْكِ التَّعاهدِ وكثرةِ الغفْلةِ، فلو تَعاهَدَه بتِلاوتِه والقيامِ به في الصَّلاةِ وغيرِها، لَدامَ حِفظُه وتَذكُّرُه، فإذا قال الإنسانُ: نَسيتُ الآيةَ الفلانيَّةَ، فكأنَّه شهِدَ على نفْسِه بِالتَّفريطِ، فيكونُ مُتعلِّقُ الذَّمِّ تَرْكَ الاستذكارِ والتَّعاهُدِ؛ لأنَّه الَّذي يُورثُ النِّسيانَ؛ ولذلك أنكَرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنْ يقولَ أحدٌ: نَسيتُ آيةَ كَيْتَ وكَيْتَ، وأمَرَ أنْ يُقالَ: «نُسِّيتُ»، يعني: أنَّ اللهَ تعالَى هو الَّذي أنساهُ، ومعناه: أنَّه عُوقِبَ بوُقوعِ النِّسيانِ عليه؛ لِتفريطِه في مُعاهدتِه واستذكارِه، ثُمَّ أَوْصى صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بِاستذكارِ القرآنِ ومُراجعتِه؛ لأنَّه أشدُّ تَفَصِّيًا، يعني: انفلاتًا «مِنَ النَّعمِ»، أي: مِنَ الإبلِ، والمعنى: أنَّ الإنسانَ إذا لم يُداومِ مُراجعةَ القرآنِ فإنَّه يَنفلِتُ مِنْ صدرِه كما تَهرُبَ الإبلُ إذا فُكَّ وِثاقُها، وهي أسرعُ الحيواناتِ نُفورًا.
وهَجرُ القُرآنِ من أسبابِ نِسيانِه، وتكونُ عاقبتُه وَخيمةً في الدُّنيا والآخرةِ، وهَجرُ القُرآنِ يَشمَلُ هَجْرَ اللَّفظِ، وهَجْرَ المعنى، وهَجْرَ العمَلِ؛ فقد يكونُ الإنسانُ يتلوه ليلًا ونهارًا في كلِّ آنٍ، ويكونُ هاجرًا له؛ لأنَّه لم يعمَلْ به، وقد يكونُ يَقرَؤه لفظًا ولكِنَّه لا يفهَمُه معنًى، فيكونُ هجرًا؛ لأنَّ الله تعالى قال: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [ص: 29]، فإذا لم يكن تدَبُّرٌ ولا تذَكُّرٌ فهذا هجْرٌ للقُرآنِ.
وفي الحَديثِ: الحثُّ على تَعاهُدِ القرآنِ بالتِّلاوةِ والدَّرسِ، والتَّحذيرُ مِن تَعريضِه لِلنِّسْيانِ بإهمالِ تِلاوتِه.


من موقع الدرر السنية..







التوقيع

لم يبق معيَ من فضيلة العلم ... سوى العلم بأني لست أعلم .
 
رد مع اقتباس
قديم 29-10-2022, 03:23 AM   رقم المشاركة : 44
معلومات العضو
راحيل الأيسر
المدير العام
 
الصورة الرمزية راحيل الأيسر
 

 

 
إحصائية العضو







راحيل الأيسر غير متصل


افتراضي رد: أحاديث المصطفى المختار للتذكير والادكار ..

عن ابن عبَّاسٍ جمعَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ بينَ الظُّهرِ والعصرِ والمغربِ والعشاءِ بالمدينةِ من غيرِ خوفٍ ولا مطرٍ فقيلَ لابنِ عبَّاسٍ ما أرادَ إلى ذلِك قالَ أرادَ أن لا يحرجَ أمَّتَه
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود | الصفحة أو الرقم : 1211 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه أبو داود (1211) واللفظ له، وأخرجه مسلم (705) بلفظ: "في غير خوف ولا سفر"


قال عمر : الجمع من غير عذر من الكبائر، وفي هذا الحديث يجب توضيح أمور :


: أنه جمع لعذر شرعي، كالدحض ( وهو الطين اللزق بعد المطر ) في الأسواق، أو لمرض عام.

الوجه الثاني: لئلا يحرج أمته بأسباب وقعت في ذلك الوقت من أجلها جمع؛ لأجل ألا يحرجهم، ولم يبين هذا التحريج ما هو، الذي سبب الجمع، وما هو الحرج الواقع في ذاك الوقت ..

والوجه الثالث: أنه جمع قبل أن تستقر الشريعة في وجوب كل صلاة في وقتها، وعدم جواز الجمع إلا من علة، ثم استقرت الشريعة على أنه لا يجوز الجمع إلا لعلة واضحة من مرض، أو نحوه، أو سفر.




المصدر فتاوى ابن باز .. رحمه الله







التوقيع

لم يبق معيَ من فضيلة العلم ... سوى العلم بأني لست أعلم .
 
رد مع اقتباس
قديم 30-10-2022, 01:26 AM   رقم المشاركة : 45
معلومات العضو
راحيل الأيسر
المدير العام
 
الصورة الرمزية راحيل الأيسر
 

 

 
إحصائية العضو







راحيل الأيسر غير متصل


افتراضي رد: أحاديث المصطفى المختار للتذكير والادكار ..

عن أبي رمثة أنه أتى النبي صلى عليه وسلم فقال:: أرني هذا الذي بظهرك فإني رجل طبيب قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( اللهُ الطَّبيبُ ، بل أنت رجلٌ رفيقٌ ، طبيبُها الَّذي خلقها )
الراوي : أبو رمثة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود
الصفحة أو الرقم: 4207 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
التخريج : أخرجه أبو داود (4207) واللفظ له، وأحمد (17527)







هذا الحَديثُ مختصَرٌ من حديثٍ آخرَ يقولُ فيهِ الصَّحابيُّ الجليلُ أبو رِمْثةَ رضيَ الله عَنه: "انطَلقتُ معَ أَبي نحوَ النبيِّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم فإذا هُوَ ذو وَفْرةٍ"، أي: إنَّ شَعرَه يصِلُ إلى الأُذنِ ولا يجاوِزُها، "بها رَدْعُ حِنَّاءٍ"، أي: إنَّ في وَفرةِ شَعرِه بعضَ الحِنَّاءِ، وفيهِ: أنَّ والدَ أبي رِمثةَ قالَ للنبيِّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم: "أرِني هذا الَّذي بِظَهرِكَ"، أي: ظنَّ أنَّ خاتَمَ النُّبوَّةِ الذي بِظَهرِ النبيِّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم شيئًا مُتعلِّقًا بمرضٍ "فإنِّي رَجلٌ طَبِيبٌ"، أي: عارِفٌ بالطِّبِّ ومُعالَجةِ الأمراضِ، فقالَ النبيُّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم: "اللهُ الطَّبِيبُ"، أي: إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ هوَ الشَّافي والمُعافِي في الحقيقةِ، "بلْ أنتَ رَجلٌ رَفيقٌ، طَبِيبُها الذي خلَقها"، أي: تُرفِقُ بالمريضِ وتُسكِّنُ من أوجاعِه بما تَستخدِمُه من أدواتِ المعالَجةِ، واللهُ هوَ الذي يَشفِيها ويُعالِجُها فهوَ الذي خلَقَها؛ فهوَ قادرٌ سُبحانَه على أن يُزِيلَها.
وفي الحديثِ: بيانُ أنَّ الشِّفاءَ بيدِ اللهِ عزَّ وجلَّ.
وفيه: الأخذُ بالأسبابِ وطلبُ التداوي مِن الأمراضِ .



الدرر السنية ..







التوقيع

لم يبق معيَ من فضيلة العلم ... سوى العلم بأني لست أعلم .
 
رد مع اقتباس
قديم 31-10-2022, 04:21 AM   رقم المشاركة : 46
معلومات العضو
راحيل الأيسر
المدير العام
 
الصورة الرمزية راحيل الأيسر
 

 

 
إحصائية العضو







راحيل الأيسر غير متصل


افتراضي رد: أحاديث المصطفى المختار للتذكير والادكار ..

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة راحيل الأيسر مشاهدة المشاركة
عن ابن عبَّاسٍ جمعَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ بينَ الظُّهرِ والعصرِ والمغربِ والعشاءِ بالمدينةِ من غيرِ خوفٍ ولا مطرٍ فقيلَ لابنِ عبَّاسٍ ما أرادَ إلى ذلِك قالَ أرادَ أن لا يحرجَ أمَّتَه
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود | الصفحة أو الرقم : 1211 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه أبو داود (1211) واللفظ له، وأخرجه مسلم (705) بلفظ: "في غير خوف ولا سفر"


قال عمر : الجمع من غير عذر من الكبائر، وفي هذا الحديث يجب توضيح أمور :


: أنه جمع لعذر شرعي، كالدحض ( وهو الطين اللزق بعد المطر ) في الأسواق، أو لمرض عام.

الوجه الثاني: لئلا يحرج أمته بأسباب وقعت في ذلك الوقت من أجلها جمع؛ لأجل ألا يحرجهم، ولم يبين هذا التحريج ما هو، الذي سبب الجمع، وما هو الحرج الواقع في ذاك الوقت ..

والوجه الثالث: أنه جمع قبل أن تستقر الشريعة في وجوب كل صلاة في وقتها، وعدم جواز الجمع إلا من علة، ثم استقرت الشريعة على أنه لا يجوز الجمع إلا لعلة واضحة من مرض، أو نحوه، أو سفر.




المصدر فتاوى ابن باز .. رحمه الله
ما يخص المسألة ذاتها ( الجمع ) لكن في حال السفر ، والإقامة في البلد الذي سافرت إليه ..


س - في الجمع والقصر ما بين الظهر والعصر، ما هو الأفضل الصلاة بعد أذان الظهر مباشرة، أم تأخيرها إلى منتصف الوقتين؟
ج: إن كان المسافر يريد أن يرتحل من مكانه في السفر قبل الزوال شرع له أن يصلي الظهر والعصر جمع تأخير، أما إن كان ارتحاله بعد الزوال فالأفضل له أن يصلي الظهر والعصر جمع تقديم، وهكذا الحكم في المغرب والعشاء إن ارتحل قبل الغروب أخر المغرب مع العشاء جمع تأخير، وإن ارتحل بعد الغروب قدم العشاء مع المغرب وصلاهما جمع تقديم، هذه سنته عليه الصلاة والسلام فيما ذكرنا.
أما إن كان مقيمًا فهو مخير إن شاء جمع جمع تأخير وإن شاء جمع جمع تقديم، والأفضل له أن يصلي كل صلاة في وقتها كما فعل النبي ﷺ في منى في حجة الوداع فإنه كان يصلي كل صلاة في وقتها؛ لأنه مقيم فإن دعت الحاجة إلى الجمع فلا حرج؛ لأنه ﷺ جمع في غزوة تبوك وهو مقيم، وهكذا المريض يفعل ما هو الأرفق به من الجمع -أعني جمع التقديم أو جمع التأخير- فإن لم يكن عليه مشقة تدعوه إلى الجمع صلى كل صلاة في وقتها هذا هو الأفضل له وإن جمع فلا بأس[1].




_______________________________



من ضمن الفتاوى التي صدرت من مكتب سماحته. (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 12/281).






التوقيع

لم يبق معيَ من فضيلة العلم ... سوى العلم بأني لست أعلم .
 
رد مع اقتباس
قديم 02-11-2022, 05:11 AM   رقم المشاركة : 47
معلومات العضو
راحيل الأيسر
المدير العام
 
الصورة الرمزية راحيل الأيسر
 

 

 
إحصائية العضو







راحيل الأيسر غير متصل


افتراضي رد: أحاديث المصطفى المختار للتذكير والادكار ..

يحملُ هذا العلمِ من كلِّ خَلَفٍ عدولُه.
الراوي : أبو هريرة وعلي بن أبي طالب وعبدالله بن عمرو وعبدالله بن عمر وأبو أمامة وجابر بن سمرة | المحدث : ابن الوزير اليماني | المصدر : العواصم والقواصم | الصفحة أو الرقم : 1/308 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

يحمِلُ هذا العِلمَ من كلِّ خلَفٍ عدولُه ينفونَ عنهُ تحريفَ الجاهِلينَ وانتحالَ المبطلينَ وتأويلَ الغالينَ
الراوي : إبراهيم بن عبدالرحمن العذري | المحدث : الإمام أحمد | المصدر : تاريخ دمشق
الصفحة أو الرقم: 7/39 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
جعَلَ اللهُ الخَيْرَ باقيًا في هذه الأُمَّةِ، لا يَنقطِعُ حتَّى تَقومَ السَّاعةُ، حتَّى وإنْ بعُدَ أهلُ الزمانِ عن زمَنِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأصحابِه رضِيَ اللهُ عنهم بقُرونٍ عَديدةٍ، وذلك بفَضلِ عُلمائِهم ومُجاهِديهم.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ العِلمَ الشرعيَّ منَ الكِتابِ والسُّنةِ، وما يَنبَثِقُ عنهما من عُلومٍ، إنَّما يَهَبُه اللهُ سُبحانَه، ويَتعلَّمُه ويَحمِلُه في كلِّ قَرنٍ وجيلٍ من أجيالِ تلك الأُمةِ على مرِّ الأزمانِ أعدَلُ الناسِ وثِقاتُهم عن غَيرِهم من أهلِ زَمانِهم؛ فهُمْ كقولِ اللهِ تَعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ} [آل عمران: 104]؛ فإنَّ الذي يَدْعو إلى الخيرِ يكونُ أمثَلَ له من غَيرِه، فكذلك فإنَّ الذي يَعلَمُ العِلمَ يكونُ أَوْلى الناسِ بالعَملِ به.
ومن وَظيفةِ هؤلاء التي تَحمَّلوا لأجْلِها هذا العِلمَ، والتي نصَّ عليها النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أنَّهم يُنَقِّحونَ دينَ اللهِ عزَّ وجلَّ، ويَكونونَ سَببًا في حِفظِه ممَّا حرَّفَه الجُهَّالُ، ودَسَّه الكَذَبةُ والخَدَّاعونَ، وما فرَضَه المُبتَدِعةُ وأهلُ التشدُّدِ والغُلُوِّ كأمثالِ الخَوارِجِ وغَيرِهم، ممَّن أقْحَموا في دِينِ اللهِ عزَّ وجلَّ ما ليس منه.
فهذا تَوجيهٌ نَبويٌّ لكلِّ المُشتَغِلينَ بالعِلمِ الشرعيِّ أنْ يَحرِصوا على أنْ يُوَجِّهوا أنفُسَهم، وجُزءًا من أوقاتِهم للوقوفِ على هذا الثَّغْرِ، ومَعلومٌ أنَّ الذي يَتولَّى هذا المَقامَ في الدعوةِ إنَّما يَتعرَّضُ لأنواعٍ منَ البَلاءاتِ والفِتَنِ في دينِه ودُنياه؛ ولذلك كان ذِكرُهم في هذا الحَديثِ على سَبيلِ التفخيمِ والتعظيمِ، وإشارةً لِمَا لهم من عظيمِ الأجرِ عندَ اللهِ عزَّ وجلَّ.
وفي الحَديثِ: مَدحٌ لأصحابِ العِلمِ الشرعيِّ، وتَرغيبٌ لتَعلُّمِه.
وفيه: التَّحذيرُ المُسلِمينَ من فِئةِ الجاهِلينَ والكَذَبةِ والمُنافِقينَ والأفَّاقينَ الذين يُدَلِّسونَ على الناسِ دِينَهم، والتحذيرُ منَ التشدُّدِ والغُلُوِّ في دِينِ اللهِ سُبحانَه.





الدرر السنية ..







التوقيع

لم يبق معيَ من فضيلة العلم ... سوى العلم بأني لست أعلم .
 
رد مع اقتباس
قديم 03-11-2022, 02:48 AM   رقم المشاركة : 48
معلومات العضو
راحيل الأيسر
المدير العام
 
الصورة الرمزية راحيل الأيسر
 

 

 
إحصائية العضو







راحيل الأيسر غير متصل


افتراضي رد: أحاديث المصطفى المختار للتذكير والادكار ..

منهومانِ لا يشبعانِ طالبُ علمٍ وطالبُ دُنيا
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : السيوطي | المصدر : الدرر المنتثرة
الصفحة أو الرقم : 130 | خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف | أحاديث مشابهة | الصحيح البديل ..


الشرح :

أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن هناك صنفان من الناس منهومان، لاتنقضي نهمتهما، والمنهوم: المفرط في الشيء والمولع به، وهذان الصنفان لا يشبعان، الأول المفرط والمولع بالعلم، فهو لا يشبع منه، إذ كل عالم يوجد من هو أعلم منه، قال تعالى: {وفوق كل ذي علمٍ عليم}،

والثاني المفرط في الدنيا الغارق في شهواتها وفتنها، فهو لا يشبع منها..







التوقيع

لم يبق معيَ من فضيلة العلم ... سوى العلم بأني لست أعلم .
 
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 01:12 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط