|
|
منتدى القصة القصيرة أحداث صاخبة ومفاجآت متعددة في كل مادة تفرد جناحيها في فضاء هذا المنتدى..فهيا لنحلق معا.. |
مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان) |
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
20-11-2022, 09:39 AM | رقم المشاركة : 1 | |||||
|
ملك
ملك - قصة قصيرة (1) في المعرض الفني الذي نقلت اليه مؤخراً تعرفت على ملك وأذكر أن أعيننا التقت لبرهة أيقظت أحاسيسنا قبل لقائنا الحالي بيوم مضى. كنت ساعتها سجين تطبيق مبادئ الفن العليا التي فرضت علي بسنن الأماكن التي تنقلت فيها تلك المبادئ التي تستوجب الحرص من التأزم الروحي عدى أن الكلمة بمجملها مغلفة بشيء من الاستعلاء. لنتجاوز هذه الكلمة أن اردت لسبب وجيه سأختم به حديثي فيما لو أتفقنا على التسمية أيها القارئ العزيز، و فيما علي قوله الآن وباختصار قدر الممكن حتى في حالة عدم الاتفاق هو أنني أشعر بالضيق في هذه الردهة الفرعية فقد كان عدد الزوار مقارنة بالمعارض التي سبقتها والتي أزعم بمعاصرتها هي الأقل حضوراً أضف على ذلك غياب عبق الفانيلا التي تطلقها السكاكر بيدي الأطفال وبغيابهم غابت عرى البهجة التي اكتملت بسالب مجموع هذه الوفرة الناقصة. وحصل أن أصابت عيناي منذ لحظة وصولي ليلاً حين عمدوا على إشعال الضوء رمزاً حيرني كثيراً، كان مبهماً بالنسبة لي، شعلة تضم دائرة بيضاوية فوقها خيط رفيع سرمدي كالهلال احتوت على كتابة مبهمة وكانت ملونة بصورة أقل ما يقال عنها أنها تعكس بهوتاً في بؤبؤ العين فتصيب الدماغ بشيء من استدعاء الحس المفرط باليقين وبكلمة أعم الشك. وشعرت على إثرها أنني لن أحقق أي رؤية خاصة بي عن المعرض ما لم يتحدث أحد عن سر وجوده أمامي و ما هي الحكمة من إقامة معرض للفنون. ذلك لأن الكتابة بالنسبة لي وبحد ذاتها معضلة لا أفهمها بدون ألوان، ما أعنيه هو أن الألوان هي الأقرب لطبيعتي في كل ما أراه نعم وأعني كل شيء باستثناء هذه الهالة التي ضوت لطرفة عين كجمال اللا شيء. لا تتعجل بالحكم على ما أقول، ووجهة نظرك التي تحوم في محور الغيب سأحترمها ما بقت نشطة في دماغك حتى قبل أن تنطق بها شفتاك سأفسر لك ما أراه لكي تعرف ما أعنيه. (2) سمرت على الحائط عن يميني ثلاث لوحات زيتية رسمت بمهارة للغرض الذي كنت فيه، كانت اثنتان منها أمام مرمي بصري مباشرة وأخرى هناك بالكاد استطعت رؤيتها فخمنت من طرف المعدن اللآمع الذي بدى لي بوضوح أنه حذوة حصان وعلى ذلك بنيت حسب ما جادت به بصيرتي واستشرفت ما تلته مخيلتي تماماً كما يبدع الفنان بريشة الرسم وجسدت على ذلك الكعب الفولاذي صورة لخيل مبتهج لكنه بالطبع لم يكن حراً بطبيعة الحال ذلك لأن القطعة الحديدية التي تمسك بقدمه كما ظننت ليست من صنع الله. ومع ذلك اللون الساطع الذي كساها لم يخسر الخيل في مخيلتي أي امتياز أقصد ما عساي أقوله لكم عن الألوان قبل أن تكتمل اللوحة وليغفر لي الله العظيم أن لم تكن كذلك. (3) كانت اللوحتان الأخريان تبرز قنينتين زجاجيتين تم صقلهما واستبدال ما كان بهما من نبيذ بنوعين من الزهور واحدة منها لزهرة البرسيم البربرية مصبوغة بتوهجها البنفسجي بتدرج قرمزي مهيب وأخرى للياسمين وردة العاشقين الفاتنة وتركت ملصقات فترة التعتيق كالبلهاء تخبر عن شيء ليس له وجود وقلت في نفسي حينئذ لا يوجد ما يريب الشك ما دام الشك هو اليقين. وإلى ذلك بلغت حد مرضي على غير العادة عن ما أراه إلى أن سمعت زائر يخاطب أحد زملائه في المعرض هامساً في حبور (ماذا لو بقي الفن خير شاهد عليك بأنك لا تستحقه). وكان صوت رد زميله المرتجف المفجوع بـ (ماذا)؟ له صدى بشري تردد بين أربع زوايا إلى أن لامس إطار إحدى لوحات الزهور التي سقطت فانقبضت أحاسيسي وأترك لك حرية الاختيار بين اللوحتين وأيهما التي اختار الفنان لها السقوط وبالنسبة لي ما عاد لصوت الفن من وقع خفي على ما أرى. وارتقي بي البصر كرّة للوحة عن يميني بها شبح بلون الأرض يتمنطق بحزام البارود وكان يقف على سجادة مخططة لها أنياب وأذرع حتى أن لها ذيل مكتمل يمتد ذابلاً خلف ظله، ما سر ابتسامته بكل هذا الشموخ أمام أقراص ذهبية في مكان طلي الشجاعة بصبغة الاحمرار ليس لدي أدني فكرة سوي أن اللوحة بأسرها فاضت ألوانها من وقع قدميه وكذلك أسمع يا من يحق لك معارضتي ما كنت أظن قبل ذلك أن السجاد أيضاً له روح يمكن أن تدنس. يتبع...
|
|||||
20-11-2022, 07:45 PM | رقم المشاركة : 2 | |||||
|
رد: ملك
الأستاذ القاص الموقر / سلطان خويطر
|
|||||
21-11-2022, 01:32 AM | رقم المشاركة : 3 | |||||
|
رد: ملك
شكراً على منح النص جزء من وقتك الثمين وممتن لحضورك الكريم.
|
|||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|