|
|
منتدى القصة القصيرة أحداث صاخبة ومفاجآت متعددة في كل مادة تفرد جناحيها في فضاء هذا المنتدى..فهيا لنحلق معا.. |
مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان) |
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
26-12-2020, 10:30 PM | رقم المشاركة : 1 | |||||
|
نقود
نقود - قصة قصيرة كانت العملات كلها ما تزال نعسى ووجدت نفسها بغْتة في صندوق استثمار يدار في الأسواق السوداء الرخيصة البعيدة عن الأنظار وكان الفجر قد شق بنوره الكون ووجدت كل منها نفسها مع غرباء من بنى جنسها والغريب أنها كلها استيقظت في الوقت نفسه وأعجب من ذلك أنها تعارفت رغم اختلاف لغاتها بمجرد أن سطع نور طفيف لا يكاد يضئ شيئاً سوى أنه فعل بأعجوبة ما جعل كل منها تتذكر ما حدث لها وما حدث لها حدث لغيرها ممن هم معها من أصدقائها وهم ليسوا أصدقاء جمعتهم الظروف بل أصدقاء جمعتهم العداوة وشًقتْ بهم المنافسة وأطاحت بهم الصراعات وتباعد كل منهم عن الأخر دونما رجاء سوى في أمل. كان الإسترليني يحصى عد رفاقه فيما كان الجنية يتأوه وهو يتمغط وحاول غير مرة أن يتمدد ويسند طوله قبل أن تراوده آلام المفاصل وبدى ظهره يتوجع كالمصاب بداء السكري وعليه تمخضت أمعاءه عن كرش ظاهرة وقال في ذات نفسه وهو ينظر لرشاقة الدولار من أمامه الذي سبقه في النهوض باكراً علي أن امارس التمارين كي استطيع النهوض متأهباً كما فعل هذا اللعين وكانت الليرة قد نظرت بعيونها الساحرة إليه وراودته شكوكه بأنها قد خلصت ليلتها بجوار الدولار وكاد أن يقيضه ذلك سوى أن نومه مع رفقة منافسة حلي بأن يكون لها تبعات وقدر أنه يستطيع مغازلتها ذات يوم أن استرد وزنه وقبل أن تسرح به الأوهام سمع صوت يغني فقال في ذات نفسه يا للعجب فاستدار ناحية الصوت فإذا به الضيف الجديد الذي حل مكان أحدهم ليلة البارحة وكان قد ولج أثناء سباتهم ليلاً مما تعثر على رفقائه تحديد ما هيته وأخذ يغنى بمجرد أن وطأت اقدامه عتبة "صندوق الصرف" حتى غشاه النعاس وها هو يكمل اغنيته التي غنها بالأمس فإذا به يعرفه كما يعرف كل منهم الآخر بعينيه ولسانه وهيئته وكان أنيقاً كما لم يمس أحداَ هندامه ولم تقربه يدٌ بخيلة قط تماماً كما وشوشته روبية حين كانت بقربه ليلتها تغزل شعرها أيادي كتلك التي ينقصها الإلهام والإيمان فقال في ذات نفسه يا للشياكل المحظوظة التي لا تمل عزفاً وغناءً ورقص وحاول غير مكترث مجاراته فأطرب صوته الدرهم وعليه استيقظ الدينار والريال واليورو وتبعهم كثر وآخر ما استيقظ البيزو الذي صرخ متحمساً دون أن يعرف أحدهم سبب ذلك قائلاً يا معشر الأشرار الشياطين أتمني لكم دورة سعيدة تنتهي ببنك حقيقي وقد تحظون هناك بتحويلكم إلى نجوم لآمعة ترتدي ملابس الأسهم المصنوعة من الذهب والحرير وتزفون إلى اعراسكم على مشاهد الناس كافة أما سعيدي الحظ منكم من يرتقي به الحال إلى سندات سيادية أن قلبي ليرقص حياً كأدمي لمجرد تفكيري بأن تكون لي روح امتلك بها وجودي كما يمتلكني مصيري قال الدولار بشيء من الكبرياء لذلك صنعت الأحلام وقال البيزو كمن يتودده بصوت منخفض لا يكاد يسمع هذا أنت سيدي! واستلهم أرقه ما الذي يجعلك تستيقظ باكرا مثلنا نحن الحالمين! أن أحلامنا لا تتعدي كونها أحلام تمهل الدولار في أن يجيب ونظر إلى الليرة وكانت ماتزال ناعسة الخد متبرمة بشيء من الفتنة بعد أن توركت مطرحها وقال أحترم السيدات أيها الجعص فتهاوت مخيلة البيزو ولم يكن بمقدور النقود الأخرى أن تضحك عليه لأنها وأن أرادت لن تستطيع فهذا محرم في عرف العملات قطعاً وإذا بتلك العملة التي ما تظهر إلا وتختفي كالمردة الأشباح تلقم قهقهتها فتثير رعبهم دون طائل تخفيه وفكر الجنيه في ذات نفسه والخوف يفترسه كباقي النقود "البزو" أيضاَ تجاسر وتبوء مكانه أمامي ولم يقصد أي إهانة بذكر أسمه منقوصاً على ذلك النحو تلا ما يشك به القارئ الذي يحق له ذلك أن أراد، "ما أشقاه ببعده عن ملاذه" قالها بوضوح هذه المرة تدخل اليورو وهو يتنحنح بلا استئذان وقال ما عساه يفعل الساذج بحكاية وأردف واثقاً مما يقول " يلهو بها" هذا ما افعله أنا بالخصوص ثم أنه تجشأ وهو يقول أعذروني فقد وضعت عنوة في كأس من الفودكا توسدت على أثرها حضن امرأة تعرف الحب أمطرتني بقبلاتها في السر ثلاث مرات قبل وصولي إلى هنا فقهقهت من ورائه تلك العملة التي لا يبين وجهها حتى تختفي كمن لم تكن فأوقعت في نفوسهم رعباً حاسماً. مودتي،،
|
|||||
08-10-2022, 04:38 AM | رقم المشاركة : 2 | |||||
|
رد: نقود
بعد التحية الطيبة..
|
|||||
09-11-2022, 02:50 AM | رقم المشاركة : 3 | |||||
|
رد: نقود
سلطان خويطر قاص له اسمه ووزنه في الساحة الأدبية
|
|||||
09-11-2022, 10:47 AM | رقم المشاركة : 4 | |||||
|
رد: نقود
شكراً راحيل الأيسر
|
|||||
09-11-2022, 09:46 PM | رقم المشاركة : 5 | |||
|
رد: نقود
هي لعبة السياسة التي تتداخل مع عالم النقد والأموال في عالم الصراعات والمنافسة التي لا ترحم ، حركت عناصر القصة هنا باقتدار استاذ سلطان وكأننا بالفعل عشناها ولمسناها. |
|||
11-11-2022, 12:55 PM | رقم المشاركة : 6 | |||||
|
رد: نقود
شكرا للجميع على تفاعلهم مع القصة ممتن لما تقدموه من قراءات أسعدتني وأثرت النص.
|
|||||
11-11-2022, 10:01 PM | رقم المشاركة : 7 | |||
|
رد: نقود
الأستاذ سلطان خويطر |
|||
12-11-2022, 11:09 PM | رقم المشاركة : 8 | |||||
|
رد: نقود
سلامات ما تشوف شر
|
|||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|