|
|
|
|
قسم القصة القصيرة جدا هنا نخصص قسما خاصا لهذا اللون الأدبي الجميل |
مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان) |
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | |||
|
![]()
زراعة الحرير الدودة الودودة ، عاملة مجدة و نبيهة ، لن يرضيها أن تنقض غزلها وتقدده ، لمجرد الذهاب في رحلة محدودة ، ستموت فيها بلا شك على شمعة ماجنة ، في غرفة مظلمة ، تجمع حولها حبيبين كاذبين ، في لحظة عشق عابرة . أو على سلك كهربي يحوط لمبة مشعة ، في جهاز صعق الحشرات الطائرة . الجهاز الذي شغله أحد الكاذبِيْنِ ، طلبا للصفاء وخوفا من الهرش والحك .. تيك الدودة العاقلة لن تفعل ذلك أبدا ، هي المشغولة بحياكة فكرتها اللامعة ، في حبسها الذي اختارته بملء وعيها الدبق القصير . هل تصدقينني لو قلت : انها هي من أقنعت رعاتها بقتلها البطيء ؟ .. متاكد انك لن تصدقيني !.. لقد وقفت إحداهن في وجه راعيها وقالت : أجوهك بالله وبكل عارف منير أن تفعلها ، أقصر الطور ياجامع الحرير أو اكسره ، دعني أذوب في عين الشمس و حسنها ، دعها تدور حولي كعاشقة .. فأبوسها مرتين ، في الصباح وحين تغيب ، دعني أموت في فكرتي مرة ، علني يا راعي الفراشات أطير . * و في لحظة إشراق نورانية ، وساعة رضا رحمانية ، اقتنع الزارع بفكرتها ، وحزن لأجلها كثيرا .. ، فأخذ يقلبها تحت الشمس ذات الشمال "كما شاءت" وذات اليمين .. كان يشويها بسعادة غامرة و تسليم عجيب . * هذه الحادثة حقيقية وقديمة يؤكد المحب : من يومها لم أر فراشة تطير ابدا .. حتى أني بحثت عنها في قاعدة جهاز الصعق الكهربي ، لم أجد سوى ناموس كثير و هِسْهِسَ .. ، وبعوضتين بالغتين . ولكني أحيانا أسمع صوتها النعسان في السحر ، يطل علي من كهفها البعيد ، يهدهدني ، ويهمس في أذني القريبة : لازْراعلك بستان ورود .. وسجرة زغيرة تفييكي .. ولاغزيلك من نور الشمس .. ، فأبتسم مطمئنا ، و أمسح بيدي على طاقيتي الحرير البيضاء ، أعدلها منيح منيح .. شمال يمين يعني ، ثم أنام .... ** * لازراعلك بستان ورود : أغنية للسوري فؤاد غازي * ساجْرَةْ : شَجَرَةْ .. * لازراعلِك : سَأَزْرَعَنَّ لك .. * تفييكي : تظلك .. * لاغزيلِّك : سَأغْزِلَنَّ لك .. * منيح : مَليح ، كويس .. |
|||
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|
|
|