|
|
منتدى البلاغة والنقد والمقال الأدبي هنا توضع الإبداعات الأدبية تحت المجهر لاستكناه جمالياته وتسليط الضوء على جودة الأدوات الفنية المستخدمة. |
![]() |
مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان) |
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | |||
|
![]()
القول بأن هذا الشاعر أبلغ من هذا الشاعر هو قول عام لابد أن يكون فيه تغليب شيء على شيء إذ كيف يكون هناك شاعران في طبفة واحدة من الجودة الشعرية ويكون أحدهما أبلغ من الآخر في كل شيء أي كل أسلوب من أساليب البلاغة . أي أنه يجيد صناعة الأساليب البلاغية أفضل من الآخر فكيف يكونان في طبقة واحدة . رأيي أن هذه مسألة نسبية تعتمد على جودة الصنعة لدى كل شاعر في شيء معين هو موضع الصنعة في أساليب معينة . فالأسلوب الواحد انواع ثم يتنوع كل نوع الى أنواع وهكذا مثلا نقول أسلوب التقديم يتنوع الى : تقديم المسند تقديم المسند اليه تقديم الفضلات مثل الحال والظرف . ثم نقول مثلا أسلوب تقد يم المسند يتنوع الى : تقديم الفعل تقديم الخبر ثم نقول مثلا تقديم الخبر يتنوع الى : تقديم الخبر لغرض التشويق وتقديمه لغرض الاختصاص ... الخ . هل لاحظت هذا التنوع أيها القارئ حتى وصلنا في أسلوب تقديم المسند الذي يكون خبرا الى : تقديمه لغرض التشويق تقديمه لغرض الاختصاص صناعة تقديم الخبر للتشويق لاتشبه صناعة تقديم الخبر للاختصاص . صناعة تقديم الخبر للاختصاص تكون بتقديم الخبر على المبتدأ فقط اذا لمح المتكلم أن الخبر أي المسند يختص بالمبتدأ اي المسند اليه . يقدمه فقط . لكن صناعة تقديم الخبر لغرض التشويق لايقدمه فقط بل ويصفه بجملة أو أكثر أو بمشتق أو أكثر هي موضع الصناعة. فموضع الصناعة في تقديم الخبر للاختصاص هي تقديمه وموضع الصنعة في تقديم الخبر للتشويق هي وصفه بعد تقديمه. طبعا بشروط في الحالتين لكن هذا هو الكلام الذي يهمنا . لاحظ اننا تفرعنا في الأسلوب الواحد حتى ألممنا بفروعه وفروع فروعه ثم ألممنا بصنعة كل فرع من فروع الفروع هذه . صار كلامنا فيه دقة أكثر من العموم . لاحظ التشابه في الصنعة بين نوع من أسلوب التقديم ونوع من أسلوب الحذف : ثلاثة يذهبن مابي من حزن الماء والخضرة والوجه الحسن هذا هو أسلوب تقديم الخبر لغرض التشويق يكون هكذا : تقديم الخبر النكرة(ثلاثة) وصفه بجملة او اكثر(يذهبن مابي من حزن) هذا الوصف هو موضع الصنعة كلما كانت صنعة الشاعر جيدة كلما كان هذا الوصف مشوقا لمعرفة المسند اليه اي المبتدأ . وقد بلغ الذروة هذا الأسلوب في البلاغة البشرية كماقلت لك في قول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم(كلمتان خفيفتان على اللسان - وصف ١ ثقيلتان في الميزان - وصف ٢ حبيبتان الى الرحمن - وصف ٣ سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم-المسند اليه المبتدأ الذي شوق اليه وصف المسند الخبر بعد تقديمه-) لاحظت كيف شوقك الحديث لمعرفة المسند اليه أكثر من البيت الشعري لذلك الحديث النبوي أبلغ من الشعر لان صنعة الحديث اللغوية والبلاغية أجود من صنعة الشعر . وأتحدى أي شخص أن يأتي ببيت شعر تقدم الخبر فيه لغرض التشويق أبلغ من هذا الحديث أي أن التشويق فيه أقوى من التشويق الذي في الحديث . لاحظ ان موضع الصنعة الذي شوقك هو وصف الخبر المقدم . يعني الوصف . دع عنك لومي فإن اللوم إغراء وداوني بالتي كانت هي الداء صفراء لاتنزل الأحزان ساحتها لو مسها حجر مسته سراء صفرا ... الخ هذا هو أسلوب حذف المبتدأ بعد قطع الكلام عما قبله أي البيت الأول واستئناف كلام جديد بجملة اسمية ثم حذف المبتدأ(هي)وذكر الخبر(صفراء)ويكون نكرة ثم وصفه بجملة أو أكثر لغرض المدح : لاتنزل الاحزان ساحتها لو مسها حجر مسته سراء وهذا الوصف هو موضع الصنعة . لاحظت كيف أن نوعا من أسلوب التقديم اشترك هو ونوع من أسلوب الحذف في موضع صنعة واحد . أليس هذا يعني أن من يجيد أسلوب تقديم الخبر لغرض التشويق لابد أنه يجيد أسلوب حذف المبتدأ بغد القطع والاستىئاف لغرض المدح . لأن التشويق مدح أليس قول النبي صلى الله عليه وسلم(خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان الى الرحمن)أليس مدحا للكلمتين. كذلك هناك أساليب بينها موضع صنعة مشترك فإذا اجاد الشاعر أسلوبا منها فإن هذا يعني أنه يجيد بفية الأساليب او أنه مميز فيها لأن موضع الصنعة البلاغية مشترك بينها . والله أعلم |
|||
![]() |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|