* العصفورة الحسودة * 💚
كانت العصفورة صاحبة الرّيش الملوّن محظوظة جدا مع صديقاتها،
يُحببنها وتحبهّن وهنّ يُسبّحن الله على لونها السّاحر، حتّى تلك اللّيلة الّتي
كانت نائمة فيها، فجاءتها عصفورة وسكبت عليها شيئا دون ضجّة وغادرت مُسرعة،
وعند الصّباح حلّقت العصفورة الملوّنة
كعادتها تُصبّح على صديقاتها فرحة،
فصدمن عند رؤيتها وتحلّقن حولها غاضبات،
- من تكوني أنتِ وكيف سوّلت لكِ نفسك
أن تنامي في عُشّ صديقتنا وأين هي، ماذا فعلت بها أيّتها العصفورة السّوداء.
- فأجابت مذهولة : سوداء، ماذا تقلن صديقاتي أنا صديقتكنّ الملوّنة.
- أبدا لست هي، هه انظري إلى نفسكِ ولا تحاولي غشّنا، وسنشكوك للشّرطة لنعرف ما فعلته بصديقتنا.
وبقيت العصفوة الملوّنة باكية تقسم لهنّ، أنّها هي نفسها وترجوهنّ أن يصدّقنها.
لكن دون جدوى، وحين يئست فرّت منهنّ ووقفت على حافّة النّهر دامعة،
تُشاهد نفسها في الماء، لحظتها صدمت من أن لونها أسود،
وعرفت أنّهن على حق. وحين سمعت فوقها، قهقات العصفورة الّتي تكرهها،
تأكّدت أنّها تعرّضت لمكيدة، فجاءت
بصابونة وجعلت تغتسل وتفرك ريشها حتّى استعادت لونها البرّاق.
لحظتها فوجئت بحضور صديقتها وهنّ يعتذرن فرحات بعودة لونها الجميل.
- لقد كنّا نُراقبنك عن قرب، وعرفنا صدقكِ، بعد أن قبضنا على العصفورة الحسودة الّتي كانت تسخر منك لنعاقبها، وقد اعترفت بخطئها.
فحمدت العصفورة الله على طيبة
قلبها، وعودة صديقاتها إليها وأخذِ حقّها.
منجية مرابط