|
|
منتدى القصة القصيرة أحداث صاخبة ومفاجآت متعددة في كل مادة تفرد جناحيها في فضاء هذا المنتدى..فهيا لنحلق معا.. |
مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان) |
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
19-10-2023, 01:05 PM | رقم المشاركة : 1 | |||||
|
من تراتيل الوحدة
وجدت هذه القصة في ملفي، ولا أعرف لمن تعود؛ والراجح أنها ليست لي : من تراتيل الوحدة هذا الصباح : لأنه صار يعيش الخزعبلات، بينما الحياة طارت مثل عصافير مهاجرة إلى وجهة مجهولة همس لنفسه ملتاعا : "أريد أن أجالسني قليلاً، فوحدها أناي تصغي إلي دون تذمر، لكنها صارت تهرب مني أيضاً". ** ليلة البارحة : غابت الزوجة عن البيت أياما. تضاعفت مسؤوليتها، كربة بيت؛ صارت ترعى ابنيها الصغيرين وأبويها العجوزين، مريضين، لا تؤنس وحدتهما سوى حفيدة اتخذوها ابنة، وهي قطعة لحم صغيرة. فضلت أمها أن تحتفظ بالتوأم الذكر، بسبب ضيق ذات اليد. غاب الأبوان لمدة يومين، عادا إلى الطبيب المتابع لحالة أم زوجته، لمحت إليه الزوجة أنه بإمكانه أن يقضي ليلته في بيت صهره. استغل الظلام، ليسرق قبلة. البنت المراهقة في حجرتها، بينما اختار أن يتمدد فوق سرير قريبا من زوجته، التي كانت تنام على أرضية البهو، عند أقدام ابنيهما. هذه الليلة، سينام مبكرا، لن يسهر حتى الثانية صباحا، ويستيقظ مبكرا، مثقلا بجسد منهك ورأس دائخة. هذه الليلة، سيدع هذا الهاتف البليد يجرب طعم الوحدة، لن تذبحه وحدة امرأة بعيدة، أصرت على أن ترى ملامح هذا الرجل الوحيد الحزين. أربعينية مطلقة، مات والداها، هجرها زوجها، ابنتها مريضة وترفض العيش معها. لم يعرف سر لهاثها وراء صداقات الغرباء، صارحها بأنه وحيد في البيت، منذ ما يقارب أسبوعين. ارتكب نفس الخطأ؛ لا يعرف لماذا يتقمص دور النبي في ماخور، كتبت له إن دينها صارم، ويحرم علاقة امرأة مطلقة مع رجل متزوج، ثم تلاشى حضوره في عالمها الافتراضي، بضغطة زر. امتد إلى زوجته يحاول أن يلثم خدها، همست إن البنت تسمع. كأعمى، تسكعت يده فوق خارطة الخد، تأكد من هضبته، بعد أن لمس عظمة أسفل الخدين، أحس بأن الرغبة تخمد ، وهو يكاد يبكي، مثل فلاح يعاين ذبول بقرته. تذكر صديقه البناء "بوشعيب"، الذي روى ضاحكا حكاية جاره، الذي انطفأت شهوته - فجأة- ليلا، حين خارت البقرة الجائعة خوارا يدمي القلب. هذا القلب الذي لن يطاوعه في أن يذهب إلى السوق، يتركها هناك، ويهرب... تهاطل بكاء خفي في قلبه. التفت إلى الجهة الأخرى. بالأمس: أضرمت تلك القصيرة - كعمري- النار في ما تبقى من حطب القلب. لم تر خيطين من الدموع، سرقتهما موسيقى قوامها من عيني، بلا سبب درامي مقنع. لم تشهد جنون عاشق قديم أبت معشوقته أخذ رسالته، وهو يمدها خلسة كرشوة، فذهلت وفتات عواطفه يتناثر فوق رأسها، مثل سرب فراشات، تطير صوب مرفأ أحزانه القادمة، وصديقه الكهل "بوشعيب" يتابع المشهد من فوق السقالة، وهو يضحك.. تلك الشابة قصيرة القامة كالفرح، لن تلتفت إلى معتوه، سمعته يشتم البرد، الذي تواطأ معها فأخفت فتنة الأمس، فتنتها الخلفية، التي جعلته يشهق، فشتم بردا عقيما، قاسيا، لم تتوقف صفعاته منذ الأمس، بكلام بذيء.. بدا مثل شيخ داهمه الزهايمر، والدموع لا تسعفه؛ كان يحتاج إلى دموع كثيرة، في غيابها، ولكي يتذكر أن من وقف إلى جوارها، لم يتذكر أنها من سرقت الحياة من حياته خلال أمسيتين، ولم يعرف لماذا لم ينس جنونه القديم في حضورها. لم يستطع أن يتذكر متى رأى امرأة سحلت شقهاته على قارعة النحيب الأعشى، حاول أن يلوذ بالصلاة، دون جدوى.. لكن عبثا، لم تسعفه الذاكرة الخؤون، ولاذ بمفكرة الهاتف البليد، التي تحولت إلى كناش ضوئي، يدون عليه احتياجات البيت والأولاد، وهجا القحط : "سحقا لدموع عجاف، لا تتحول إلى نص يشبه شفرة الحلاقة، سحقا لدموع لن تنبت زهرا بين يدي امرأة هاربة من زمن النسيان". هذا الصباح مرة أخرى : شعر بخزي حقيقي، بعد أن طلبت منه امرأة مسمارا، لكي ترتق حذاء بلاستيكيا باليا، لأنها تخجل من مواصلة طريقها إلى بيتها.. حافية. اتجه إلى محل البقال المجاور له، ليبتاع مهدئ يرشو به ألم الضرس. بحث في جيوبه، بأصابع متلهفة عن قطعة نقدية، دون جدوى، وضع وصديقه البقال حبة المسكن الزرقاء على المنضدة، واستعجله، وهو يرمق الزبونات في سأم، دس يده في جيب معطف داخلي، ووضع غنيمته المنسية في ابتهاج، وكتمت النساء ضحكاتهن الخجلى، وهن يرمقن العازل الطبي، الذي تقاعس عن أداء مهمته في بيت صهره.
|
|||||
21-10-2023, 11:47 PM | رقم المشاركة : 2 | |||||
|
رد: من تراتيل الوحدة
نعم كل ما ذكر في القص موجود في المجتمع ..
|
|||||
30-12-2023, 01:34 PM | رقم المشاركة : 3 | ||||||
|
رد: من تراتيل الوحدة
اقتباس:
ثانيا: وجدت النص بين أوراقي فعلا، ونشرته في مواقع كثيرة وعلى صفحتي في الفيس، ولم يدع أحد أنه له. وأنا الآن، في حيرة من أمري، هل هو لي أم لا؟ هل يحق لي تبنيه؟ تقديري.
|
||||||
30-12-2023, 06:03 PM | رقم المشاركة : 4 | ||||||
|
رد: من تراتيل الوحدة
اقتباس:
والله حصلت معي وتحصل كثيرا وجدت الكثير من المقتطفات بين ما أسجله عندي وأقيده في جهاز الجوال أحيانا تكون كلماتي وأحيانا تكون من مختارات أعجبتني .. ثم عندما أعود إليها بعد زمن أحتار هل كانت من المختارات أم من كتاباتي .. بعض الحروف لها ملامح تختلف عنا وبعضها تكاد تقترب ، فنحتار وحقا يا أخي والله تحصل وحصلت معي كثيرا .. وأتردد في نشره .. نعم قد يحق لك تبنيه طالما ألا أحد ظهر محتجا .. لك التقدير والاحترام أستاذنا المكرم
|
||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|