|
|
المنتدى الإسلامي هنا نناقش قضايا العصر في منظور الشرع ونحاول تكوين مرجع ديني للمهتمين.. |
![]() |
مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان) |
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | |||
|
![]()
(كَيۡفَ تَكۡفُرُونَ بِٱللَّهِ وَكُنتُمۡ أَمۡوَٰتٗا فَأَحۡيَٰكُمۡۖ ثُمَّ يُمِيتُكُمۡ ثُمَّ يُحۡيِيكُمۡ ثُمَّ إِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ ٢٨ هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰٓ إِلَى ٱلسَّمَآءِ فَسَوَّىٰهُنَّ سَبۡعَ سَمَٰوَٰتٖۚ وَهُوَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ ٢٩ وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ خَلِيفَةٗۖ قَالُوٓاْ أَتَجۡعَلُ فِيهَا مَن يُفۡسِدُ فِيهَا وَيَسۡفِكُ ٱلدِّمَآءَ وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَۖ قَالَ إِنِّيٓ أَعۡلَمُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ ٣٠ وَعَلَّمَ ءَادَمَ ٱلۡأَسۡمَآءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمۡ عَلَى ٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ فَقَالَ أَنۢبُِٔونِي بِأَسۡمَآءِ هَٰٓؤُلَآءِ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ ٣١ قَالُواْ سُبۡحَٰنَكَ لَا عِلۡمَ لَنَآ إِلَّا مَا عَلَّمۡتَنَآۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَلِيمُ ٱلۡحَكِيمُ ٣٢ قَالَ يَٰٓـَٔادَمُ أَنۢبِئۡهُم بِأَسۡمَآئِهِمۡۖ فَلَمَّآ أَنۢبَأَهُم بِأَسۡمَآئِهِمۡ قَالَ أَلَمۡ أَقُل لَّكُمۡ إِنِّيٓ أَعۡلَمُ غَيۡبَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَأَعۡلَمُ مَا تُبۡدُونَ وَمَا كُنتُمۡ تَكۡتُمُونَ ٣٣ وَإِذۡ قُلۡنَا لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ ٱسۡجُدُواْ لِأٓدَمَ فَسَجَدُوٓاْ إِلَّآ إِبۡلِيسَ أَبَىٰ وَٱسۡتَكۡبَرَ وَكَانَ مِنَ ٱلۡكَٰفِرِينَ ٣٤ وَقُلۡنَا يَٰٓـَٔادَمُ ٱسۡكُنۡ أَنتَ وَزَوۡجُكَ ٱلۡجَنَّةَ وَكُلَا مِنۡهَا رَغَدًا حَيۡثُ شِئۡتُمَا وَلَا تَقۡرَبَا هَٰذِهِ ٱلشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ ٣٥ فَأَزَلَّهُمَا ٱلشَّيۡطَٰنُ عَنۡهَا فَأَخۡرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِۖ وَقُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوّٞۖ وَلَكُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ مُسۡتَقَرّٞ وَمَتَٰعٌ إِلَىٰ حِينٖ ٣٦ فَتَلَقَّىٰٓ ءَادَمُ مِن رَّبِّهِۦ كَلِمَٰتٖ فَتَابَ عَلَيۡهِۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ ٣٧ قُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ مِنۡهَا جَمِيعٗاۖ فَإِمَّا يَأۡتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدٗى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ٣٨ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بَِٔايَٰتِنَآ أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ ٣٩) |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 2 | ||||||
|
![]()
|
||||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 3 | |||||||
|
![]() اقتباس:
اقتباس:
حياك الله أخي، الحق إن الأسئلة التي قد تُطرح هنا كثيرة، وهي تدور حول بدء الخلق ثم خلافة آدم بعد طرد إبليس من رحمة الله. وقد عرضت في تفسير الآيات إجابات عليها. وأنبه من يريد المتابعة إلى أن أسلوبي في تفسير الآيات قائم على: مذهب عقلي يستند إلى الفهم اللساني لألفاظ القرآن، مع الاستعانة الثوابت التالية: 1) المعاني اللسانية لكلمات الآية، 2) عرض آراء المفسرين القدامى والمحدثين حول الآية وألفاظها، 3) الإدلاء برأي يوافق العقل والنص الشرعي من الكتاب العزيز وأخبار لا تعارضه. وأنا في عرضي لرأيي أدعمه بما استطيع من أدلة. أما الملائكة فعلموا بظلم أسلاف آدم من نوع الإنسان غير العاقل الذي هو أصل البشر. هذا باختصار ما أراه هو الحق، مع ضرورة التنويه إلى أني أعرض في تفسيري رأيي الذي لا ألزم به أحداً. وللقاريء أن يأخذ به أو يرفضه.
|
|||||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 4 | |||||
|
![]() موقع هذه الآيات من سياق السورة لما تكلم في دلائل التوحيد والنبوة والمعاد إلى هذا الموضع، فمن هذا الموضع إلى قوله: (أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ 39) البقرة، في شرح النعم التي عمت جميع المكلفين وهي أربعة: 1) نعمة الإحياء وهي المذكورة في الآية: (كَيۡفَ تَكۡفُرُونَ بِٱللَّهِ وَكُنتُمۡ أَمۡوَٰتٗا فَأَحۡيَٰكُمۡۖ ثُمَّ يُمِيتُكُمۡ ثُمَّ يُحۡيِيكُمۡ ثُمَّ إِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ 28). 2) تهيئة عالم الشهادة للمكلفين، وهو ما جاء في قوله تعالى: (هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰٓ إِلَى ٱلسَّمَآءِ فَسَوَّىٰهُنَّ سَبۡعَ سَمَٰوَٰتٖۚ وَهُوَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ 29). 3) تسليح المُكَلَّف بأدوات الإرادة، وذلك في قوله تعالى: (وَعَلَّمَ ءَادَمَ ٱلۡأَسۡمَآءَ كُلَّهَا) 31. 4) جعل المُكَلَّف مسـجود الملائكة، لقوله تعالى: (وَإِذۡ قُلۡنَا لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ ٱسۡجُدُواْ لِأٓدَمَ فَسَجَدُوٓاْ) 34.
|
|||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 5 | |||
|
![]() (كَيۡفَ تَكۡفُرُونَ بِٱللَّهِ (كَيۡفَ تَكۡفُرُونَ بِٱللَّهِ): أكمل الخطاب إلى الناس الذين خوطبوا بقوله آنفاً: (يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱعۡبُدُواْ رَبَّكُمُ) 21، بعد عدد من الجمل الاعتراضية من قوله: (وَبَشِّرِ ...) 25، إلى قوله: (ٱلۡخَٰسِرُونَ 27). وهذه الجملة: (كَيۡفَ تَكۡفُرُونَ بِٱللَّهِ): استفهام للإِنكارِ والتعجيب؛ فـ (كَيۡفَ): اسمُ اسـتفهامٍ يُسْئَلُ بِهِ عن الأحوالِ، وبُنِيَ لتضمُّنِهِ معنى الهمزة، وبُنِيَ على أخفِّ الحركات، وشَـذَّ دخولُ حرفِ الجرِّ عليه. وقد يُحْذَفُ الفعلُ بعدَه كما في قوله تعالى: (كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ) التوبة 8، أي: كيف تُوالونهم؟. و (كَيۡفَ) في هذه الآيةِ منصوبةٌ على التشبيهِ بالظرف، أي: في أيِّ حالةٍ تكفُرون؟، أو على الحالِ، أي: على أي حالٍ تكفُرون؟، والعاملُ فيها على القولين: (تَكۡفُرُونَ) وصاحبُ الحالِ: الضميرُ في: (تَكۡفُرُونَ). و "كَفَرَ" يتعدَّى بحرف الجر نحو: (تَكْفُرُونَ بِٱللَّهِ) و (تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ) آل عمران 70، و (كَفَرُواْ بِٱلذِّكْرِ) فصلت 41. وقد تعدَّى بنفسه في قوله تعالى: (أَلاَ إِنَّ ثَمُودَ كَفرُواْ رَبَّهُمْ أَلاَ بُعْداً لِّثَمُودَ) هود 68، وذلك لمَّا ضُمِّن معنى: جَحَدوا. والكُفر - بضم الكاف - مصدر سماعي لـ "كَفَرَ" الثلاثي القاصر، وأصله جَحْد المُنعَم عليه نِعمةَ المُنْعِم، اشتق من مادة الكَفر - بفتح الكاف - وهو الحَجب والتغطية، لأن جاحد النعمة قد أخفى الاعتراف بها كما أنَّ شاكرها أعلنها. وجاء (تَكۡفُرُونَ) مضارعاً لا ماضياً لأنَّ المُنْكَرَ الدوامُ على الكفرِ، والمضارعُ هو المُشْعِرُ بذلك، ولئلا يكونَ ذلك تَوْبيخاً لمَنْ آمَنَ بعد كُفْر. وليس في الكلام التفاتٌ من الغَيْبَةِ في قولِه: (وَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ ...)، إلى الخطاب في قولِهِ: (تَكۡفُرُونَ)، (وَكُنتُمۡ)، إذا اعتبرنا الآيات من 25 إلى 27 جملاً اعتراضية؛ ففي هذه الحالة يكون الكلام للمخاطبين متواصلاً: (يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ...) 21، (كَيۡفَ تَكۡفُرُونَ) 28. وعلى هذا الوجه يكون الخطاب في قوله: (تَكۡفُرُونَ) متعين رجوعه إلى الناس وهم المشركون، لأن اليهود لم يكفروا بالله ولا أنكروا الإحياء الثاني. |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 6 | |||
|
![]() (كَيۡفَ تَكۡفُرُونَ بِٱللَّهِ ما هو الكفر؟: الكُفْرُ: نَقِيضُ الإِيمانِ، وهو ضد الشكر في قوله تعالى: (قَالَ هَٰذَا مِن فَضۡلِ رَبِّي لِيَبۡلُوَنِيٓ ءَأَشۡكُرُ أَمۡ أَكۡفُرُۖ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشۡكُرُ لِنَفۡسِهِۦۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيّٞ كَرِيمٞ) النمل40؛ لذلك صيغ له مصدر على وزان الشُّكر، وقالوا أيضاً كفران على وزن شُكران. ويُقال: كَفَرَ بِالشَّيْءِ، يَكْفُرُ، كُفْراً وكُفُوراً وكُفْراناً: إذا أَشْرَكَ بِاللهِ ولم يُؤْمِنْ به. وَرَجُلٌ كَافِـرٌ: جَاحِدٌ لأَنْعُمِ اللَّهِ، مُشْـتَقٌّ مِنَ السَّــتْر، وَقِيلَ: لأَنه مُغَطًّى عَلَى قَلْبِهِ، وكأَنه فَاعِلٌ فِي مَعْنَى مَفْعُولٍ. وَالْجَمْعُ كُفَّار وكَفَرَة وكِفارٌ مِثْلَ: جَائِعٍ وجِياعٍ وَنَائِمٍ ونِيَامٍ؛ قَالَ القَطامِيّ: وشُقَّ البَحْرُ عَنْ أَصحابِ مُوسَى ..... وغُـرِّقَتِ الفَـراعِنـةُ الكِفَـــارُ ويأْتي الكُفْرُ بِمعنى الإِنْكارِ والجُحودِ، فيُقال: كَفَرَ بِالنِعْمَةِ، أيْ: أَنْكَرَها وجَحَدَها. وأَصْلُ الكُفْرِ: السَّـتْرُ والتَّغْطِيَةُ، يُقال: كَفَـرَ الشَّيْءَ، أيْ: سَـتَرَهُ وغَطَّاهُ، ومِنْهُ سُـمِّيَ الزَّارِعُ كافِراً؛ لأنَّهُ يُغَطِّي البَذْرَ بِالتُّرابِ. ومنه سُمِّيَ غَيْرُ المُؤْمِنِ كافِراً؛ لأنَّهُ غَطَّى الحَقَّ والإِيمانَ. ومِن مَعَانِي الكُفْرِ أيضاً: البَراءَةُ، والامْتِناعُ، والكَذِبُ. وابن قيم يقسم الكفر إلى قسمين: 1) كفر أكبر: وأنواعه: كفر التكذيب: وهو أن يكفر بقلبه ولسانه، وكفر الجحود: وهو أن يعترف بقلبه ولا يقرّ بلسانه، وكفر الإباء والاستكبار: وهو أن يعرف صدق الرسول - عليه صلوات الله - وأنه جاء بالحق من عند الله، ولم ينقد له إباء واستكباراً، وكفر الإعراض بأن يعرض بسمعه وقلبه عن الرسول، لا يصدقه ولا يكذبه، ولا يواليه ولا يعاديه، ولا يصغي إلى ما جاء به البتة، وكفر الشك أو كفر الظنّ، وهو التردد وعدم الجزم بصدق الرسول وبما جاء به، كمن يشكّ في البعث بعد الموت، وكفر النفاق :وهو إظهار الإسلام وإبطان الكفر، فيظهر بلسانه الإيمان، ولا يعتقد بقلبه، فهذا هو النفاق الأكبر، لأنه يستر كفره ويغيِّبه وهو من أشدّ أنواع الكفر خطراً، لأن المنافق يتظاهر بالإسلام وهو يكفر به ويكيد له، لذلك جعلهم القرآن في الدرك الأسفل من النار. 2) وكفر أصغر: وهذا ما يسميه بعض العلماء: الكفر العملي، في مقابل: الكفر الاعتقادي. وهو أيضاً: كفر النعمة، فهو كفر مقيَّد، وليس مطلقاً. وهو الذنوب التي وردت تسميتها في الكتاب والسنة كفراً، وهي لا تصل إلى حد الكفر الأكبر، وهو موجب لاستحقاق الوعيد في النار دون الخلود بها. وسبب تسميته كفراً: أنه ثبت في الكتاب والسنّة تسمية بعض الكبائر والمعاصي كفراً، أو نفي وصف الإيمان عمّن ارتكبها، أو الحكم بدخوله النار أو تحريم الجنة عليه. وجعله كفراً دون كفر لا يخرج عن دائرة الإسلام، فهذه الذنوب لا تناقض أصل الدين وجملة الشريعة، ولا تتضمن إنكاراً لأصل مِن أصول الإسلام. ولعل هذا الفكر كان أهم أسـباب التطـرف؛ إذ تمسـك من يسـمون بـ "الجهاديين" بهذه المصطلحات وأدلتها، ومنهم من اسـتباحوا بها قتل الناس، من كل الأطياف، فَضَلّوا وأَضَلّوا. |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 7 | |||||
|
![]()
|
|||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 8 | ||||||
|
![]() اقتباس:
وبارك فيكِ. أسأل الله أن أكون نافعاً، وأغير مفاهيم من يقرؤني، خاصة وإنَّ كثيراً مما أكتبه لن يروق أكثر الناس.
|
||||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 9 | |||
|
![]() (كَيۡفَ تَكۡفُرُونَ بِٱللَّهِ (وَكُنتُمۡ أَمۡوَٰتٗا فَأَحۡيَٰكُمۡۖ): الواوُ واوُ الحالِ، وعلامتُها أن يَصْلُح موضِعَها "إذ"، وجملَةُ (وَكُنتُمۡ أَمۡوَٰتٗا) في محلِّ نصبٍ على الحال، ولا بد من إضمار "قد" ليصِحَّ وقوعُ الماضي حالاً. والواو العاطفة دخلت على الكلام من جملة: (وَكُنتُمۡ أَمۡوَٰتٗا) حتى: (تُرْجَعُونَ)، كأنه قيل: كيف تكفرون بالله وقصتُكم هذه؟! وأَمْوات: جمعُ "مَيِّت" وقياسُه على فعائِلِ، والأَوْلَى أن يكون أموات جمع مَيْت مخفَّفاً كأقوال في جمع قَيْل. وجذر لفظة الموت مكون من الميم، والواو، والتاء، وهذا التركيب يشير إلى ذهاب القوة من الشيء سواء كان إنساناً أو حيوانًا أو نباتًا؛ فأصل اللفظة في العربية يدل على ذهاب القوة النامية، وقد تستعمل في ذهاب القوة الحسية، أو النفسية. وعلى هذا تنوعت دلالات الكلمة. والفاءُ في قولِه: (فَأَحۡيَٰكُمۡۖ) على بابِها مِن التعقيبِ، و "ثم" على بابها من التراخي، لأنَّ المرادَ بالموتِ الأول: العدَمُ السابقُ، وبالحياةِ الأولى: الخَلْقُ، وبالموتِ الثاني: الموتُ المعهودُ، وبالحياةِ الثانية: الحياةُ للبعثِ، والرجوعُ إلى الجزاءِ أيضاً متراخٍ عن البعثِ؛ فجاءت الفاءُ و "ثم" على بابِهما من التعقيبِ والتراخي على هذا التفسير. وليس المقصود من قوله: (وَكُنتُمۡ أَمۡوَٰتٗا فَأَحۡيَٰكُمۡۖ) الامتنان بل هو استدلال محض ذكر شيئاً يعده الناس نعمة وشيئاً لا يعدونه نعمة وهو الموتتان فلا يشكل وقوع قوله: (أَمۡوَٰتٗا) وقوله: (ثُمَّ يُمِيتُكُمۡ) في سـياق الآية. |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 10 | |||
|
![]() (كَيۡفَ تَكۡفُرُونَ بِٱللَّهِ ما هو الموت؟: المَوْتُ والمَوَتانُ ضِدُّ الْحَيَاةِ. والمُواتُ، بِالضَّمِّ :المَوْتُ. ماتَ يَمُوتُ مَوْتاً. وَالِاسْمُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ المَيْتةُ. وَرَجُلٌ مَيِّتٌ ومَيْتٌ؛ وَقِيلَ: المَيْتُ الَّذِي ماتَ، والمَيِّتُ والمائِتُ: الَّذِي لَمْ يَمُتْ بَعْدُ. وقِيلَ: وَهَذَا خطأٌ، وإِنما مَيِّتٌ يَصْلُحُ لِما قَدْ ماتَ، ولِما سَيَمُوتُ؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ) الزمر 30؛ وَجَمَعَ بَيْنَ اللُّغَتَيْنِ عَدِيُّ بنُ الرَّعْلاء، فَقَالَ: لَيْسَ مَن مَاتَ فاسْتراحَ بمَيْتٍ،..... إِنما المَيْتُ مَيِّتُ الأَحْياءِ إِنمـا المَيْتُ مَـن يَعِيشُ شَــقِيّاً،..... كاسِفاً بالُه، قليلَ الرَّجاءِ فأُنـاسٌ يُمَصَّصُــونَ ثِمــــاداً،..... وأُناسٌ حُلُوقُهمْ فِي الماءِ والأُنثى مَيِّتة ومَيْتَة ومَيْتٌ، وَالْجَمْعُ كَجمع الذكور. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: (لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً) الفرقان 49؛ فقَالَ تَعَالَى: (مَيْتاً)، وَلَمْ يَقُلْ {مَيْتةً}؛ وَقَوْلُهُ تَعَالَى: (وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ وَما هُوَ بِمَيِّتٍ) إبراهيم 17؛ إِنما مَعْنَاهُ أَسباب الْمَوْتِ، إِذ لَوْ جاءَه الموتُ نفسُه لماتَ بِهِ لَا مَحالَة .وَقَوْلُهُ تَعَالَى: (فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) البقرة 132؛ قَيلَ: إِن قَالَ قَائِلٌ كَيْفَ يَنْهَاهُمْ عَنِ الْمَوْتِ، وَهُمْ إِنما يُماتون؟ قِيلَ: إِنما وَقَعَ هَذَا عَلَى سِـعَةِ الْكَلَامِ، وَمَا تُكْثِرُ العربُ استعمالَه؛ قَالَ: وَالْمَعْنَى: الزَمُوا الإِسلام، فإِذا أَدْرَكَكم الموتُ صَادَفَكُمْ مُسْلِمِينَ. والمِيتَةُ: ضَرْبٌ مِنَ المَوْت، أو حَالُ مِنْ أَحواله؛ يُقَالُ: ماتَ فلانٌ مِيتةً حَسَنةً، أو - كما في حديث الفتن - وَفِي حَدِيثِ الْفِتَنِ: "مِيتةً جَاهِلِيَّةً"، وجمعُها مِيَتٌ. والمَيْتةُ: مَا لَمْ تُدْرَكْ تَذْكيته. والمَوْتُ: السُّـكونُ. وكلُّ مَا سَكنَ، فَقَدْ ماتَ. وماتَتِ النارُ مَوتاً :بَرَدَ رَمادُها، فَلَمْ يَبْقَ مِنَ الْجَمْرِ شَيْءٌ، وماتَت الخَمْرُ: سَـكَنَ غَلَيانُها، وماتَ الماءُ بِهَذَا الْمَكَانِ إِذا نَشَّـفَتْه الأَرضُ، وَكُلُّ ذَلِكَ عَلَى الْمَثَلِ. وماتَ الحَرُّ والبَرْدُ: باخَ. وماتَت الريحُ: رَكَدَتْ وسَكَنَتْ؛ قَالَ: إِني لأَرْجُو أَن تَموتَ الريحُ،..... فأَسْـكُنَ اليومَ، وأَسْتَريحُ والموتُ: النوم الثقيل. وقد يُستعار الموتُ للأَحوال الشَّـاقَّةِ: كالفَقْر والذُّلِّ والسُّـؤَالِ والهَرَم وَالْمَعْصِيَةِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ. والمُوْتانُ، بِوَزْنِ البُطْلانِ: الموتُ الْكَثِيرُ الْوُقُوعِ. وأَماتَه اللهُ، ومَوَّتَه؛ شُدِّد لِلْمُبَالَغَةِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: فعُرْوةُ ماتَ مَوْتاً مُسْتَريحاً،..... فَهَا أَنا ذَا أُمَوَّتُ كلَّ يَوْمِ وَرَجُلٌ يَبِيعُ المَوَتانَ: وَهُوَ الَّذِي يَبِيعُ الْمَتَاعَ وكلَّ شَيْءٍ غَيْرِ ذِي رُوحٍ، وَمَا كَانَ ذَا رُوحٍ فَهُوَ الْحَيَوَانُ. والمَوات (بِالْفَتْحِ): مَا لَا رُوح فِيهِ. والمَواتُ أَيضاً: الأَرض الَّتِي لَا مَالِكَ لَهَا مِنَ الْآدَمِيِّينَ، وَلَا يَنْتَفِع بِهَا أَحدٌ. وَرَجُلٌ مَوْتانُ الفؤَاد: غَيْرُ ذَكِيٍّ وَلَا فَهِمٍ، كأَن حرارةَ فَهْمه بَرَدَتْ فماتَتْ، والأُنثى مَوْتانةُ الفؤَادِ. والمُسْتَمِيتُ: المُسْتَقْتِلُ الَّذِي لَا يُبالي، فِي الْحَرْبِ، الموتَ. واسْتماتَ الرجلُ: ذَهَبَ فِي طَلَبِ الشيءِ كلَّ مَذْهَب؛ قَالَ: وإِذْ لَمْ أُعَطِّلْ قَوْسَ وُدِّي، وَلَمْ أُضِعْ ..... سِهامَ الصِّبا للمُسْتَمِيتِ العَفَنْجَجِ |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 11 | |||
|
![]() (كَيۡفَ تَكۡفُرُونَ بِٱللَّهِ أوجه دلالات الموت: قيل: ورد لفظ " الموت " على أوجه: 1) بمعنى ذهاب الحياة، أي: مفارقة النفس للجسد كهذه الآية. 2) بمعنى "الكفر": قال تعالى: (أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ) الأنعام 122، ومثله: (وَمَا يَسْتَوِي ٱلأَحْيَآءُ وَلاَ ٱلأَمْوَاتُ) فاطر 22. 3) بمعنى ذهاب القوة النامية، ومثالها آية "يس": (وَءَايَةٌ لَّهُمُ ٱلأَرْضُ ٱلْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا) 33، فالتربة كانت ميتة؛ فأحياها الله بأمر إنبات الزرع. والموت -كذلك - للأرض هو ذهاب النضرة والازدهار، أو ما يسمى بالذبول والقحط. والله يمن على خلقه بأنه: (يُخۡرِجُ ٱلۡحَيَّ مِنَ ٱلۡمَيِّتِ وَيُخۡرِجُ ٱلۡمَيِّتَ مِنَ ٱلۡحَيِّ وَيُحۡيِ ٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ مَوۡتِهَاۚ) الروم 19. 4) بمعنى "السكون" إما بعد الحركة، فكل ما طرأ عليه السكون فقد مات، كالنار إذا برد رمادها، والريح إذا ركدت. وإما لانعدام الحياة في الأصل، كما في قوله - تعالى - في حق الأصنام في سورة النحل: (وَٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لَا يَخۡلُقُونَ شَيۡٔٗا وَهُمۡ يُخۡلَقُونَ 20 أَمۡوَٰتٌ غَيۡرُ أَحۡيَآءٖۖ) 21. 5) بمعنى المَنام، كَقَوْلِهِ في الزُمُر: (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا ۖ) 42. وَقَدْ قيل: المَنام هو الموتُ الخفيفُ. وفي الحديث: "الحَمْدُ لِلَّهِ الذي أحْيَانَا بَعْدَ ما أمَاتَنَا وإلَيْهِ النُّشُورُ"*. * كانَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا أرَادَ أنْ يَنَامَ قالَ: باسْمِكَ اللَّهُمَّ أمُوتُ وأَحْيَا، وإذَا اسْتَيْقَظَ مِن مَنَامِهِ قالَ: الحَمْدُ لِلَّهِ الذي أحْيَانَا بَعْدَ ما أمَاتَنَا وإلَيْهِ النُّشُورُ. الراوي :حذيفة بن اليمان. صحيح البخاري (6324). 6) بمعنى زوالُ القُوَّة الْعَاقِلَةِ، وَهِيَ الْجَهَالَةُ: ويطلق على الجهالة موت كما في قوله في سورة الأنعام: (أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ) 122. 7) بمعنى الحُزْنُ وَالْخَوْفُ المُكَدِّر لِلْحَيَاةِ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: (وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ وَما هُوَ بِمَيِّتٍ) إبراهيم 17. |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 12 | |||
|
![]() (كَيۡفَ تَكۡفُرُونَ بِٱللَّهِ أوجه ورود لفظ الحياة: 1) بمعنى دخول النفس في الجَسَدِ كهذه الآية. 2) بمعنى "الإسلام"، قال تعالى: (أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ) الأنعام 122، أي: هديناه إلى الإسلام. 3) بمعنى "صفاء القلب"، قال تعالى: في سورة الحديد: (ٱعْلَمُواْ أَنَّ ٱللَّهَ يُحْيِـي ٱلأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا) 17، قالوا: أي يصفي القلوب بعد سَوَاداها. 4) بمعنى "الإنبات"، قال تعالى: (وَءَايَةٌ لَّهُمُ ٱلأَرْضُ ٱلْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا) يس 33، أي: أنبتناها. 5) بمعنى "حياة الأنفس"، قال تعالى: (يَٰلَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي) الفجر 24. 6) بمعنى "العيش"، قال تعالى: (فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَٰوةً طَيِّبَةً) النحل 97، أي: لنرزقنّه عيشاً طيباً. |
|||
![]() |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|