|
|
المنتدى الإسلامي هنا نناقش قضايا العصر في منظور الشرع ونحاول تكوين مرجع ديني للمهتمين.. |
مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان) |
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
21-05-2022, 12:23 PM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
مدلول القلب في القرآن الكريم
هل القلب مركز الشعور؟: ورد ذكر القلب في التنزيل بمعانٍ وألفاظ متعددة، منها الفؤاد واللبِّ. وبين كتاب الله أن القلب مع السمع والبصر مسئولون عن تحصيل المعرفة: ﴿أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى القُلُوبُ الَتِي فِي الصُّدُورِ 46﴾ الحج. ومن يراجع مواطن ذكر القلب في الكتاب يجد أنه تعزى إليه الوظائف العقلية من تفكر وتدبر ونظر وتأمل، لذلك عدت الأعضاء الثلاث: القلب والسمع والبصر مفاتيح العلم وأدوات التعقل. وقد كان المعتقد أن العقل في الرأس، وهو المسئول عن الأنشطة الفكرية للإنسان، فجعلوا العقل مرادفاً للدماغ أو أنه جزء من أجزاءه، وما تزيد وظيفة القلب عن كونها مضخة للدم، لكن للقرآن موقف آخر، وهو ما أثبتته الدراسات العلمية الحديثة. أما علماؤنا، علماء الشرع فيعاملون القلب منذ البداية على أنه أداة للمعرفة متمثلين الاستخدام القرآني له، ويرون العقل مقابلاً للحواس، والإدراك العقلي مقابلاً للإدراك الحسي، لكنهم يختلط عليهم تفسير العلاقة بين القلب والعقل والدماغ لغياب البحوث العلمية التي تحدد العلاقة بينها. ولفهم هذه العلاقة علينا أن نحدد المفاهيم: مفهوم القلب في القرآن الكريم: إطلاق اللفظة "القلب" على هذا العضو الذي هو عضو صنوبري في الجانب الأيسر من الصدر لأنه يرسل الدم منه إلى جميع خلايا البدن عبر الشرايين، ثم يعيده بالأوردة إليه، فهو دائماً في قبض وبسط وتقلّب، ولهذا يسمّى بالقلب. وباعتبار التقلّب والتحوّلات المختلفة في القلب يتّصف بصفات معنوية كالسلامة والتكبّر والغلظة والإنابة والإثم والاطمئنان والمرض والغفلة والزيغ والعمى والقساوة والخشوع وغيرها. وقد تطلق لفظة: الصدر ويقصد بها القلب للجزء من الكل. وقد تطلق ألفاظ أجزاء القلب لوظيفة محددة، ومن أجزائه: الشغاف، السويداء، مهجة القلب، حبة القلب. فالقلب إذاً يطلق على أمرَين: تلك المضخة التي يهتم بها الطب العضوي، ومركز العاطفة والوجدان تلك اللطيفة الروحانية المسئولة عن المشاعر والأحاسيس، وهو الجانب الذي عني بذكره القُرآن الكريم في الآيات التي ورد فيها. ويرِد القلب في القرآن على معان ثلاثة: أوَّلها العقْل: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ﴾ ق 37. ثانيها: الرأي والتدبير: ﴿تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى﴾ الحشر 14. ثالثها: الشعور: ﴿وَلَكِن تَعْمَى القُلُوبُ الَتِي فِي الصُّدُورِ﴾ الحج 46. وقال أهل العربية في معناه: هو الفؤاد، والعقل المحض، وخالص كل شيء، والتقلُّب: الحيلة. والقُلَّب: الذي يقلب الأمور عن عِلْم بها. وقلبت الشيء: كببته، وقلّبته بيدي تقليباً. والقليب: البئر قبل أن تطوى ، لأنّها كانت أرضا فلمّا حفرت صار ترابها كأنه قلب. قلبته قلباً: حوّلته عن وجهه ، وكلام مقلوب: مصروف عن وجهه، وقلبت الرداء: حوّلته وجعلت أعلاه أسفله، وقلبت الشيء للابتياع: تصفّحته، وقلبت الأمـر ظهـراً لبطـن: اختبرته، وقلبت الشيء فانقلب، أي انكبّ. والمنقلب يكون مكاناً ويكون مصدراً. ونخلصأنّ الأصل الواحد في المادّة: هو التحوّل المطلق في مادّىّ أو معنوي، زماني أو مكاني أو في حالة أو في صفة أو في موضوع: - فالقلب المادّي كما في: ﴿وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ﴾ الكهف 18، - والزماني كما في: ﴿يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ﴾ النور 44، - والمكاني كما في: ﴿بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ﴾ الفتح 12، - وفي جهة الأحوال كما في: ﴿يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ﴾ النور 37، - والمعنوي كما في: ﴿قَالُوا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ﴾ الأعراف 125 ، - وتقلّب في الموضوع نحو: ﴿يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ﴾ النور 44، أو: ﴿إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ﴾ الشعراء 50. |
|||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|