منتديات مجلة أقلام - عرض مشاركة واحدة - قراءة في قصيدة سآوي إلى الصدى للشاعر عبد ربه محمد اسليم بقلم جوتيار تمر
عرض مشاركة واحدة
قديم 26-09-2009, 09:52 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عبد ربه محمد اسليم
أقلامي
 
إحصائية العضو






عبد ربه محمد اسليم غير متصل


افتراضي قراءة في قصيدة سآوي إلى الصدى للشاعر عبد ربه محمد اسليم بقلم جوتيار تمر

قراءة في قصيدة سآوي إلى الصدى للشاعر عبد ربه محمد اسليم بقلم جوتيار تمر
النص
سآوي إلىالصدى
عبد ربه محمد سالم اسليم
( 1 )
عندما يعتكف المطر على الهطول
إذيراني البرق
لا ألمح الشطرنج في قفا سمكة مترهلة
وصوتي محدب
صار الغيممقفرا
والدموع قصيدة نثر صوفية !
( 2 )
أفواه الذاكرة حدود السماء
لأرىالمسافة مرثية
حيث المساء رائحة النور
والصدى مكتنز بالضحك الغجري
وحفيفآل كنعان
فأشيد قلبي وردة لعل الخطوة سماء
لعل القمر هدنة
( 3 )
سآويإلى الصدى
ليعصمني من حوافر الغبار
__________

رؤية في النص: جوتيارتمر

سآوي إلى الصدى
استهلال بما يفيد المستقبلية الآتي، لأن السين هناتشير الى فعل سيتم، وإذا القينا نظرة فاحصة إلى (سآوي) ومن ثم ( الصدى) سنجد بأنالدالة الأخيرة اقرب تموه الفعل وتجعله داخل إطار ذاتي، يمكن أن ينفلت في أي وقت،وهذا ما يجعل النص من العنوان منفلتاً عميقاً.

( 1 )
عندما يعتكف المطرعلى الهطول
إذ يراني البرق
لا ألمح الشطرنج في قفا سمكة مترهلة
وصوتيمحدب
صار الغيم مقفرا
والدموع قصيدة نثر صوفية !

ابتداء المقطع بمايؤثث للزمنية، يعمق الرؤية القائمة مسبقاً حول الآتي، فكل ما نلامسه من أفعال فيهذا المقطع هي اقرب الى رؤى هائمة، بعضها محقق والأخرى تنتظر دورها، لذا فان الصورالمتاحة جراء تثبيتها تميل الى الرمزية الباعثة على التأمل، والتي من خلالها يمكنتحديد مسار الرؤى وتوجهها، وهذا ما يحيلنا الى معرفة المحيط الذي انشأ الشاعر فيهقصيدته، لكونها هنا التحام بذاتية الشاعر، وهو التحام ممشوق، وليس التصاق عابر،اعتكاف المطر تمثل هنا ممراً الى اليأس من تَغير الواقع، وهو اعتكاف حاصل جراء أمورأخرى قائمة في المكانية الرامزة هنا، حيث الاستسلام وعدم وجود حركية توحي بإمكانيةالتغيير أمر يبعث المطر على الاعتكاف، وهي بإجمالها تشكل صورة الواقع الذي يعيشالشاعر فيه، ولقد أجاد في وصف الحال بين الشطرنج والسمكة، حيث نجدهما يحملان صفةمشتركة بكثرة الحركة لكن داخل إطار محدد.
( 2 )
أفواه الذاكرة حدودالسماء
لأرى المسافة مرثية
حيث المساء رائحة النور
والصدى مكتنز بالضحكالغجري
وحفيف آل كنعان
فأشيد قلبي وردة لعل الخطوة سماء
لعل القمرهدنة
الرجوع الى الماضي أمر يربك ذهن المتلقي، لكنه في الوقت نفسه تأثيث لعوالمالزمنية في النص، داخل إطار مكاني يعيش حالة خاصة، وهذه الحالة هي التي تمنطقالرؤية الحاصلة في النص لدى الشاعر نفسه، وكأني بها حتمية أوقع الشاعر نفسه فيهاجراء حتمية سابقة مفروضة أصلا، وهذا ما يجعل الشاعر يستحضر الصور من الماضي، ممايدل على امتلاكه للحس التاريخي كما يراه إليوت، حيث انه يساهم في توليد نص مركب،غائر في شرطه المعرفي، ينقذ الأنا من خطر الوقوع في التعبيرية المجانية التي لاتتجاوز حدود الهلوسة الضيقة، وهذا ما يظهر بصورة واضحة في بنية النص الشعرية، حيثالتوظيف التاريخي ضمن إطار أشبه بالوصفي تعمده الشاعر ليحيل بذاكرتنا الى الماضي،ويسترجع من خلال ذلك الصور التي تمنتح الذاكرة الانتعاش، مما يمهد الى أملية قائمةتعكس عتمة اليأس في المقطع السابق، وكأنها تحفر في صورة لم تخلق بعد ويتأملهاالشاعر.
( 3 )
سآوي إلى الصدى
ليعصمني من حوافر الغبار
وتأتي السين هنالتبرر الفعل، ولتضع حداً للرؤى القائمة بين فكي اليأس والأمل، فالالتجاء الى الصدى،دلالة واضحة على غلبة اليأس، والنتيجة المرجوة من هذا اللجوء، ليس إلا تحفيزا ذهنيالضخامة ما يمر به الشاعر لذاته، والشاعر مع الذوات الأخرى، ولعل الصورة الشعرية هنامتوحشة جداً، لكونها جاءت ختمة تأويلات ورؤى ذهنية عميقة انبعثت من صميم الواقع،فالغبار ليس إلا توهيماً لقضية هي أساس القصيدة.






 
رد مع اقتباس